عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: "قلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدْر؛ ما أقول فيها؟ قال: قولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي".
أكثروا من هذا الدعاء، واعلموا أنّه ﻻ ﺻﻼﺡ ﻭﻻ ﻓﻼﺡ ﻭﻻ ﻧﻌﻴم للعبد.. إلا إذا وُفِّق لعفو الله عز وجل، وأنّ عفو الله عز وجل ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻻ يمكن أن ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺑﻨﺠﺎﺗﻪ ﻭﻻ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ، وﻟﻮ أنه وُﻛِﻞَ ﺇﻟﻰ عمله لم ينجُ به البتّة!
فاللهم إنّك عفوٌ، تحبّ العفوَ؛ فاعفُ عنّا.
#حنفاء
أكثروا من هذا الدعاء، واعلموا أنّه ﻻ ﺻﻼﺡ ﻭﻻ ﻓﻼﺡ ﻭﻻ ﻧﻌﻴم للعبد.. إلا إذا وُفِّق لعفو الله عز وجل، وأنّ عفو الله عز وجل ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻻ يمكن أن ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺑﻨﺠﺎﺗﻪ ﻭﻻ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ، وﻟﻮ أنه وُﻛِﻞَ ﺇﻟﻰ عمله لم ينجُ به البتّة!
فاللهم إنّك عفوٌ، تحبّ العفوَ؛ فاعفُ عنّا.
#حنفاء
إن غلبتك نفسُك في ما سبق من رمضان في معاصٍ أو تفريط بالفرائض أو في تقصير في الطاعات..
فالآن العشر الأواخر فرصتك لِتردّ الدين، والصاع صاعين...
لن أقول لك أن تغتنم الساعات فأنت أحرص من ذلك! ولا أبالغ حين أقول لك اغتنم حتى الثواني، فلا تمرّ دقّة من دقّات قلبك إلا وأنت فيها في عبادة أو تذكر اسم ربك.
فإذا كان النبيﷺ -وهو الذي غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر- يجتهد في العشر مالا يجتهد في غيرها.. ف والله لنحن أولى!
فاللهمّ أعنّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك
#حنفاء
فالآن العشر الأواخر فرصتك لِتردّ الدين، والصاع صاعين...
لن أقول لك أن تغتنم الساعات فأنت أحرص من ذلك! ولا أبالغ حين أقول لك اغتنم حتى الثواني، فلا تمرّ دقّة من دقّات قلبك إلا وأنت فيها في عبادة أو تذكر اسم ربك.
فإذا كان النبيﷺ -وهو الذي غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر- يجتهد في العشر مالا يجتهد في غيرها.. ف والله لنحن أولى!
فاللهمّ أعنّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك
#حنفاء
حُنَفاء
(1) ما هي آداب الدعاء؟ ج/ أعظمها: الخشوع وحضور القلب والتضرع إلى الله.. ومن الآداب أيضا كثير، كالصلاة على النبي في أولها وآخرها، وحمد الله والثناء عليه أولها، واستقبال القبلة، ولو تطهر فهو حسن.. والتماس أوقات الإجابة كآخر ساعة من جمعة وثلث الليل الأخير…
.
الدعاء في السجود أقرب للإجابة من القنوت، وأفضل مواضع الدعاء في صلاة المنفرد السجود ثم في التشهد الأخير ثم حال القنوت.
_ الطريفي فكّ اللهُ أسره.
#حنفاء
الدعاء في السجود أقرب للإجابة من القنوت، وأفضل مواضع الدعاء في صلاة المنفرد السجود ثم في التشهد الأخير ثم حال القنوت.
_ الطريفي فكّ اللهُ أسره.
#حنفاء
"اللهمّ إنك عَفوٌ تُحِبُ العَفو فاعفُ عنا"
استشعر مايتضمنه معناها حيث أنّ العفو هنا:
عفو في الأبدان، وعفو في الأديان، وعفو من الديّان..
_ فعفو الأبدان: شفاؤك من كل داء.
_ وعفو الأديان: توفيقك في الخير، والعبادة، والطاعات، وكل أعمال الآخرة...
_ وعفو الديّان: الصفح والعفو والغفران من الله العفو الكريم المنان بمحو الذنب والتجاوز عنه وترك العقوبة عليه.
ومن معاني العفو في اللغة: الزيادة، والكثرة..
فعفو المال زيادته، قال تعالى: {يسألونك ماذا ينفقون قل العفو} أي: ما زاد عن النفقة الأصليّة..
فعفوه بأن يعطيك ما تسأل، وفوق ما تسأل!
فأكثروا من قولها؛ فهي والله تغني عن كل دعاء!
#حنفاء
استشعر مايتضمنه معناها حيث أنّ العفو هنا:
عفو في الأبدان، وعفو في الأديان، وعفو من الديّان..
_ فعفو الأبدان: شفاؤك من كل داء.
_ وعفو الأديان: توفيقك في الخير، والعبادة، والطاعات، وكل أعمال الآخرة...
_ وعفو الديّان: الصفح والعفو والغفران من الله العفو الكريم المنان بمحو الذنب والتجاوز عنه وترك العقوبة عليه.
ومن معاني العفو في اللغة: الزيادة، والكثرة..
فعفو المال زيادته، قال تعالى: {يسألونك ماذا ينفقون قل العفو} أي: ما زاد عن النفقة الأصليّة..
فعفوه بأن يعطيك ما تسأل، وفوق ما تسأل!
فأكثروا من قولها؛ فهي والله تغني عن كل دعاء!
#حنفاء
حُنَفاء
"اللهمّ إنك عَفوٌ تُحِبُ العَفو فاعفُ عنا" استشعر مايتضمنه معناها حيث أنّ العفو هنا: عفو في الأبدان، وعفو في الأديان، وعفو من الديّان.. _ فعفو الأبدان: شفاؤك من كل داء. _ وعفو الأديان: توفيقك في الخير، والعبادة، والطاعات، وكل أعمال الآخرة... _ وعفو الديّان:…
.
قال ابن القيّم -رحمه الله-:
اجعل كل دعائك أن يعفوَ اللهُ عنك؛ فإن عفَا عنك أتتك حوائجُك مِن دون مسألة!
#حنفاء
قال ابن القيّم -رحمه الله-:
اجعل كل دعائك أن يعفوَ اللهُ عنك؛ فإن عفَا عنك أتتك حوائجُك مِن دون مسألة!
#حنفاء
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي :
في قوله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً )
مشروعيَّة إخفاء العبادة وسؤال العبد لربِّه؛ ففي ذلك نزع لعلائق الرياء من القلب، وغاية الاتِّكال على الله، واليقين بسماعه وإجابته، وعبادة السر تُطهِّر عبادة العلانية من علائق الخلق،
ولا يتحقق الإخلاص في قلب أحد إلا وله نصيب من عبادة السِّر بينه وبين ربه لا يعلم بها أحد،
ولا يُبتلى أحد بالرياء إلا لأن نصيبه من عبادة السِّر قليل أو معدوم؛ فعن الزبير بن العوام ؛ قال : «من استطاع منكم أن يكون له خَبءٌ من عملٍ صالحٍ، فليفعل» .
التفسير والبيان (١٣١٠/٣)
#حنفاء 🤍🍃
في قوله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً )
مشروعيَّة إخفاء العبادة وسؤال العبد لربِّه؛ ففي ذلك نزع لعلائق الرياء من القلب، وغاية الاتِّكال على الله، واليقين بسماعه وإجابته، وعبادة السر تُطهِّر عبادة العلانية من علائق الخلق،
ولا يتحقق الإخلاص في قلب أحد إلا وله نصيب من عبادة السِّر بينه وبين ربه لا يعلم بها أحد،
ولا يُبتلى أحد بالرياء إلا لأن نصيبه من عبادة السِّر قليل أو معدوم؛ فعن الزبير بن العوام ؛ قال : «من استطاع منكم أن يكون له خَبءٌ من عملٍ صالحٍ، فليفعل» .
التفسير والبيان (١٣١٠/٣)
#حنفاء 🤍🍃
الليلة الخامسة والعشرون..
ما هي إلا بضع ليالٍ ويُفارقنا رمضان؛ فأحسنوا فيها الصلاة والقرآن والدعاء وكل عمل صالح يُقربكم إلى الله.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "إنّ الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق؛ فلا تكن الخيل أفْطَن منك! فإنّما الأعمال بالخواتيم.."
ويقول الحسن البصري رحمه الله: "أحسِن فيما بقى يغفر لك ما مضى، فاغتنم ما بقي فلا تدري متى تدرك رحمة الله!".
#حنفاء
ما هي إلا بضع ليالٍ ويُفارقنا رمضان؛ فأحسنوا فيها الصلاة والقرآن والدعاء وكل عمل صالح يُقربكم إلى الله.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "إنّ الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق؛ فلا تكن الخيل أفْطَن منك! فإنّما الأعمال بالخواتيم.."
ويقول الحسن البصري رحمه الله: "أحسِن فيما بقى يغفر لك ما مضى، فاغتنم ما بقي فلا تدري متى تدرك رحمة الله!".
#حنفاء
الحائض في العشر الأواخر..
عن جابر رضي الله عنه قال: كنّا مع النبي ﷺ في غزاة، فقال: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَّ كانُوا مَعكُم، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ"، وفي رواية: "حبسهم العذر"، وَفِي روايَةِ: "إِلاَّ شَركُوكُمْ في الأَجْر".
.
ويدخل في معنى هذا الحديث وأشباهه المرأة الحائض التي حبسها العذر عن الصلاة وقراءة القرآن، وتأخذ أجرها كاملًا إن شاء الله ما دامت صادقة في العزم، ولم يمنعها سوى العذر، ومن يصدق الله يصدقه.
والصدق له علامات، ومن أجلّ هذه العلامات تعويض المفقود ببذل المجهود في تحصيل الموجود، والله سبحانه يقول: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ".
وبين يدي الحائض من فنون العبادات وألوان الطاعات التي تنال بها أعلى المقامات = ما لا حد له ولا حصر.
وقد قال إمام الدنيا في العلم والزهد والعبادة، سفيان الثوري رضي الله عنه: "الدعاء في تلك الليلة - أي ليلة القدر - أحب إلي من الصلاة"!
وعن الحسن البصري وغيره: "تَفَكُّر ساعة خير من قيام ليلة".
..
فما يحجبك عن سكينة الدعاء، وحلاوة المناجاة، وجمال الذكر، وأنس التفكر في جلال الله وجماله، ولذة الاستماع إلى القرآن مع إمرار معانيه على القلب ومع التفكر والتدبر والتفاعل معه بالسؤال والتعوذ والمناجاة؟! .. هذا والله النعيم!
بل والله، هذه فرصة لتذوقي حلاوة غائبة عن أكثر الناس في هذه العبادات - التي لا نفعلها إلا لمامًا، ولدقائق معدودة فقط - بأن تقضي الليل كله تتقلبين فيها ما استطعت!
..
فلا شيء يحجزك عن الله، ولا شيء يحجبك عن أبواب السماء، ولا يدري المرء بم يكون فكاكه، ولستِ استثناءً من سباق المشتاقين إلى جوار رب العالمين!
وعند الصباح يحمد القوم السرى!
[ملاحظة: الذي أتبعه وأعتقده وأفتي به هو عدم جواز قراءة القرآن للحائض، وبنيت الكلام على ذلك، والقول بالجواز قول سائغ مقبول، فكلٌ تعمل بما تتقلده وتتبعه بسؤال مفتٍ أو نحو ذلك]
الشيخ كريم حلمي
#حنفاء
عن جابر رضي الله عنه قال: كنّا مع النبي ﷺ في غزاة، فقال: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَّ كانُوا مَعكُم، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ"، وفي رواية: "حبسهم العذر"، وَفِي روايَةِ: "إِلاَّ شَركُوكُمْ في الأَجْر".
.
ويدخل في معنى هذا الحديث وأشباهه المرأة الحائض التي حبسها العذر عن الصلاة وقراءة القرآن، وتأخذ أجرها كاملًا إن شاء الله ما دامت صادقة في العزم، ولم يمنعها سوى العذر، ومن يصدق الله يصدقه.
والصدق له علامات، ومن أجلّ هذه العلامات تعويض المفقود ببذل المجهود في تحصيل الموجود، والله سبحانه يقول: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ".
وبين يدي الحائض من فنون العبادات وألوان الطاعات التي تنال بها أعلى المقامات = ما لا حد له ولا حصر.
وقد قال إمام الدنيا في العلم والزهد والعبادة، سفيان الثوري رضي الله عنه: "الدعاء في تلك الليلة - أي ليلة القدر - أحب إلي من الصلاة"!
وعن الحسن البصري وغيره: "تَفَكُّر ساعة خير من قيام ليلة".
..
فما يحجبك عن سكينة الدعاء، وحلاوة المناجاة، وجمال الذكر، وأنس التفكر في جلال الله وجماله، ولذة الاستماع إلى القرآن مع إمرار معانيه على القلب ومع التفكر والتدبر والتفاعل معه بالسؤال والتعوذ والمناجاة؟! .. هذا والله النعيم!
بل والله، هذه فرصة لتذوقي حلاوة غائبة عن أكثر الناس في هذه العبادات - التي لا نفعلها إلا لمامًا، ولدقائق معدودة فقط - بأن تقضي الليل كله تتقلبين فيها ما استطعت!
..
فلا شيء يحجزك عن الله، ولا شيء يحجبك عن أبواب السماء، ولا يدري المرء بم يكون فكاكه، ولستِ استثناءً من سباق المشتاقين إلى جوار رب العالمين!
وعند الصباح يحمد القوم السرى!
[ملاحظة: الذي أتبعه وأعتقده وأفتي به هو عدم جواز قراءة القرآن للحائض، وبنيت الكلام على ذلك، والقول بالجواز قول سائغ مقبول، فكلٌ تعمل بما تتقلده وتتبعه بسؤال مفتٍ أو نحو ذلك]
الشيخ كريم حلمي
#حنفاء
إن شأنَ الدعاءِ عظيم، ونفْعَهُ عميم، ومكانتَه عاليةٌ في الدين، فما استُجْلِبت النعمُ بمثله ولا استُدْفِعت النِّقَمُ بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون مَن سواه، وهذا رأس الأمر، وأصل الدين.
وإنّ شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحة، ومناسبة كريمة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.
ولعلّ هذا هو السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء، حيث يقول ربنا_عز وجل_: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
#حنفاء
وإنّ شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحة، ومناسبة كريمة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.
ولعلّ هذا هو السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء، حيث يقول ربنا_عز وجل_: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
#حنفاء
أيها الصائمون الكرام..
إنّ من البلاء على المؤمن أن يدعوَ فلا يُجاب؛ فيكرَّر الدعاء، ويلحَّ فيه، وتطولَ المدة فلا يرى أثرًا للإجابة.
ومن هنا يجد الشيطان فرصته؛ فيبدأ بالوسوسة للمؤمن، وإيقاعه في الاعتراض على حكم الله وإساءته الظن به عز وجل.
فعلى من وقعت له تلك الحال ألا يلتفت إلى ما يلقيه الشيطان؛ ذلك أن تأخر الإجابة مع المبالغة في الدعاء يحمل في طيّاته حِكَمًا باهرةً، وأسرارًا بديعةً، وفوائدَ جمةً، لو تدبرها الداعي لما دار في خَلَدِه تضجُّر من تأخر الإجابة!
ومن تلك الحِكَم والأسرار والفوائد التي يحسن بالداعي أن يتدبرها، ويجمل به أن يستحضرها ما يلي:
▪️أولًا:
أن تأخر الإجابة من البلاء كما أن سرعة الإجابة من البلاء أيضًا قـال عز وجل: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}
فالابتلاء بالخير يحتاجُ إلى شكر، والابتلاءُ بالشر يحتاج إلى صبر؛ فإياك أن تستطيل البلاء، وَتَضْجَرَ من كثرة الدعاء؛ فإنك ممتحنٌ بالبلاء متعبَّدٌ بالصبر والدعاء؛ فلا تيأسنّ من رَوْح الله وإن طال البلاء.
▪️ثانيًا:
من حكم تأخر إجابة الدعاء: أن يستحضر الإنسان أنّ الله هو مالك الملك، فله التصرف المطلق، بالعطاء والمنع؛ فلا رادّ لفضله، ولا مُعقّب لحكمه، ولا اعتراض على عطائه ومنعه، إن أعطى فبفضل،وإن منع فبعدل؛ فلا حقّ إذن للمخلوق المربوب على الخالق الرب عز وجل.
▪️ثالثًا:
أن الله عز وجل له الحكمة البالغة؛ فلا يعطي إلا لحكمة، ولا يمنع إلا لحكمة، وقد يرى الإنسان أن في ذلك الشيء مصلحةً ظاهرةً؛ ولكن الحكمةَ لا تقتضيه، فقد يخفى في الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي في الظاهر ويُقْصَد بها المصلحة، فلعل هذا من ذاك ، بل أعظم؛ فقد يكون تأخرُ الإجابة، أو منعُها هو عينَ المصلحةِ.
▪️رابعًا:
قد يكون في تحقق المطلوب زيادةٌ في الشر، فربما تحقق للداعي مطلوبُه، وأجيب له سؤلُه؛ فكان ذلك سبباً في زيادةِ إثمٍ، أو تأخيرٍ عن مرتبةٍ، أو كان ذلك حاملا ً على الأشَر والبَطر، فكان التأخير أو المنع أصلح.
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الغزو؛ فهتف به هاتف: "إنك إن غزوت أُسرت، وإن أُسرت تنصّرت".
قال ابن القيم رحمه الله: "فقضاؤه لعبده المؤمن عطاءٌ، وإن كان في صورة المنع، ونِعْمَةٌ وإن كان في صورة محنة، وبلاؤه عافية، وإن كان في صورة بلية.
وَلَكنْ لجهل العبدِ، وظلمِه لا يَعُدُّ العطاءَ والنعمةَ والعافيةَ إلا ما التذّ به في العاجل، وكان ملائماً لطبعه.
ولو رزق من المعرفة حظًا وافرًا؛ لعد المنعَ نعمةً والبلاءَ رَحمةً، وتلذذ بالبلاء أكثرَ من لذته بالعافية، وتلذذ بالفقر أكثرَ من لذته بالغنى، وكان في حال الِقلّةِ أعظمَ شكراً من حال الكثرة."
▪️خامسًا:
إن تأخر الإجابة سببٌ لِتَفَقُّدِ العبد لنفسه؛ فقد يكون امتناعُ الإجابة أو تأخرها لآفة في الداعي؛ فربما كان في مطعومه شبهةٌ، أو كان في قلبه وقتَ الدعاء غفلةٌ، أو كان متلبسًا بذنوب مانعةٍ؛ وبهذا ينبعث إلى المحاسبة، والتوبة، ولو عُجِّلَت له الإجابةُ لفاتته هذه الفائدة.
▪️سادسًا:
قد تكون الدعوةُ مستجابةً دون علم الداعي؛ لأنّ ثمرة الدعاء مضمونة بإذن الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو، ليس بإثم ولا بقطيعة رحم؛ إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها" قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر"
(أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. )
إذا تقرر هذا؛ فكيف يستبطئ الداعي الإجابة طالما أن الثمرةَ مضمونةٌ، ولماذا لا يحسنُ العبدُ ظنَّه بربه ويقول: لعله استُجِيب لي، وآتاني ربي إحدى هذه الثلاثِ من حيثُ لا أعلم؟!
#حنفاء
إنّ من البلاء على المؤمن أن يدعوَ فلا يُجاب؛ فيكرَّر الدعاء، ويلحَّ فيه، وتطولَ المدة فلا يرى أثرًا للإجابة.
ومن هنا يجد الشيطان فرصته؛ فيبدأ بالوسوسة للمؤمن، وإيقاعه في الاعتراض على حكم الله وإساءته الظن به عز وجل.
فعلى من وقعت له تلك الحال ألا يلتفت إلى ما يلقيه الشيطان؛ ذلك أن تأخر الإجابة مع المبالغة في الدعاء يحمل في طيّاته حِكَمًا باهرةً، وأسرارًا بديعةً، وفوائدَ جمةً، لو تدبرها الداعي لما دار في خَلَدِه تضجُّر من تأخر الإجابة!
ومن تلك الحِكَم والأسرار والفوائد التي يحسن بالداعي أن يتدبرها، ويجمل به أن يستحضرها ما يلي:
▪️أولًا:
أن تأخر الإجابة من البلاء كما أن سرعة الإجابة من البلاء أيضًا قـال عز وجل: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}
فالابتلاء بالخير يحتاجُ إلى شكر، والابتلاءُ بالشر يحتاج إلى صبر؛ فإياك أن تستطيل البلاء، وَتَضْجَرَ من كثرة الدعاء؛ فإنك ممتحنٌ بالبلاء متعبَّدٌ بالصبر والدعاء؛ فلا تيأسنّ من رَوْح الله وإن طال البلاء.
▪️ثانيًا:
من حكم تأخر إجابة الدعاء: أن يستحضر الإنسان أنّ الله هو مالك الملك، فله التصرف المطلق، بالعطاء والمنع؛ فلا رادّ لفضله، ولا مُعقّب لحكمه، ولا اعتراض على عطائه ومنعه، إن أعطى فبفضل،وإن منع فبعدل؛ فلا حقّ إذن للمخلوق المربوب على الخالق الرب عز وجل.
▪️ثالثًا:
أن الله عز وجل له الحكمة البالغة؛ فلا يعطي إلا لحكمة، ولا يمنع إلا لحكمة، وقد يرى الإنسان أن في ذلك الشيء مصلحةً ظاهرةً؛ ولكن الحكمةَ لا تقتضيه، فقد يخفى في الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي في الظاهر ويُقْصَد بها المصلحة، فلعل هذا من ذاك ، بل أعظم؛ فقد يكون تأخرُ الإجابة، أو منعُها هو عينَ المصلحةِ.
▪️رابعًا:
قد يكون في تحقق المطلوب زيادةٌ في الشر، فربما تحقق للداعي مطلوبُه، وأجيب له سؤلُه؛ فكان ذلك سبباً في زيادةِ إثمٍ، أو تأخيرٍ عن مرتبةٍ، أو كان ذلك حاملا ً على الأشَر والبَطر، فكان التأخير أو المنع أصلح.
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الغزو؛ فهتف به هاتف: "إنك إن غزوت أُسرت، وإن أُسرت تنصّرت".
قال ابن القيم رحمه الله: "فقضاؤه لعبده المؤمن عطاءٌ، وإن كان في صورة المنع، ونِعْمَةٌ وإن كان في صورة محنة، وبلاؤه عافية، وإن كان في صورة بلية.
وَلَكنْ لجهل العبدِ، وظلمِه لا يَعُدُّ العطاءَ والنعمةَ والعافيةَ إلا ما التذّ به في العاجل، وكان ملائماً لطبعه.
ولو رزق من المعرفة حظًا وافرًا؛ لعد المنعَ نعمةً والبلاءَ رَحمةً، وتلذذ بالبلاء أكثرَ من لذته بالعافية، وتلذذ بالفقر أكثرَ من لذته بالغنى، وكان في حال الِقلّةِ أعظمَ شكراً من حال الكثرة."
▪️خامسًا:
إن تأخر الإجابة سببٌ لِتَفَقُّدِ العبد لنفسه؛ فقد يكون امتناعُ الإجابة أو تأخرها لآفة في الداعي؛ فربما كان في مطعومه شبهةٌ، أو كان في قلبه وقتَ الدعاء غفلةٌ، أو كان متلبسًا بذنوب مانعةٍ؛ وبهذا ينبعث إلى المحاسبة، والتوبة، ولو عُجِّلَت له الإجابةُ لفاتته هذه الفائدة.
▪️سادسًا:
قد تكون الدعوةُ مستجابةً دون علم الداعي؛ لأنّ ثمرة الدعاء مضمونة بإذن الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو، ليس بإثم ولا بقطيعة رحم؛ إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها" قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر"
(أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. )
إذا تقرر هذا؛ فكيف يستبطئ الداعي الإجابة طالما أن الثمرةَ مضمونةٌ، ولماذا لا يحسنُ العبدُ ظنَّه بربه ويقول: لعله استُجِيب لي، وآتاني ربي إحدى هذه الثلاثِ من حيثُ لا أعلم؟!
#حنفاء
الحمد لله .. وبعد،
أعظم ما تستحضره في قلبك من معانٍ في هذه الليالي.. أن ترجو بقلبك رحمة الله وتخشى ذنوبك.
تذكّر ذنوبك واستحضر مغبتها في قبرك وفي الآخرة، ثم قل: يا رب وإن عظمت ذنوبي كثرة وكيفًا، فأنا اليوم أرجو رحمتك رجاء المضطر الذي ليس له عمل يعوّل عليه قط؛ اللهم إلا رجاء رحمة سيده وخالقه .. فاللهم رجاء لا يخيب.
الشيخ: أحمد سيف.
#حنفاء
أعظم ما تستحضره في قلبك من معانٍ في هذه الليالي.. أن ترجو بقلبك رحمة الله وتخشى ذنوبك.
تذكّر ذنوبك واستحضر مغبتها في قبرك وفي الآخرة، ثم قل: يا رب وإن عظمت ذنوبي كثرة وكيفًا، فأنا اليوم أرجو رحمتك رجاء المضطر الذي ليس له عمل يعوّل عليه قط؛ اللهم إلا رجاء رحمة سيده وخالقه .. فاللهم رجاء لا يخيب.
الشيخ: أحمد سيف.
#حنفاء