Forwarded from قناة صناعة المحاور العامة
بسم الله الرحمن الرحيم
يعلن مركز بينات عن افتتاح التسجيل في الدفعة السابعة من برنامج صناعة المحاور
وينطلق الآن التسجيل في برنامج تعزيز اليقين
- رابط التسجيل:
https://almohawer.org/mod/page/view.php?id=78
- من يملك حسابا في موقع الأكاديمية لا يحتاج لإعادة إنشاء حساب جديد، ويجب عليه ملء الاستبيان من هنا:
https://almohawer.org/course/view.php?id=98
- يجب على جميع المشتركين الالتحاق بقناة التلجرام الخاصة بمرحلة التسجيل
- للاستفسار:
info@almohawer.org بريد الدعم الفني
حساب التلجرام @sna3h_Almohawer
يعلن مركز بينات عن افتتاح التسجيل في الدفعة السابعة من برنامج صناعة المحاور
وينطلق الآن التسجيل في برنامج تعزيز اليقين
- رابط التسجيل:
https://almohawer.org/mod/page/view.php?id=78
- من يملك حسابا في موقع الأكاديمية لا يحتاج لإعادة إنشاء حساب جديد، ويجب عليه ملء الاستبيان من هنا:
https://almohawer.org/course/view.php?id=98
- يجب على جميع المشتركين الالتحاق بقناة التلجرام الخاصة بمرحلة التسجيل
- للاستفسار:
info@almohawer.org بريد الدعم الفني
حساب التلجرام @sna3h_Almohawer
Forwarded from قناة: خَبْء!
- طيّب الله البقاء عمّر الله الأثـر.🌿
فكرة أن يُوجدك الله في هذا الكون لإعمار الأرض بالطاعة، فتسلك رحلتك فيها، تُخطئ وتُصيب تسقط وتنهض تسعى في مناكبها، ثم ينقضي عُمرك ... هذه فطرة الله التي فطرَ الناس عليها، ولو عاش الواحد منا وهو يستحضر معنى العبودية؛ لأفنى عُمره على تخليد أثره.
.
فكرة أن يُوجدك الله في هذا الكون لإعمار الأرض بالطاعة، فتسلك رحلتك فيها، تُخطئ وتُصيب تسقط وتنهض تسعى في مناكبها، ثم ينقضي عُمرك ... هذه فطرة الله التي فطرَ الناس عليها، ولو عاش الواحد منا وهو يستحضر معنى العبودية؛ لأفنى عُمره على تخليد أثره.
.
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
لم يكن هذا العام -2020- بالنسبة لي هادئا من ناحية المشكلات والعقبات التي كان من أدناها إصابتي بمرض كورونا وشفائي منه والحمد لله.
ولئن كنا قد اعتدنا رؤية التعليقات الساخرة المعبرة عن حالة الهم والغم نتيجة المصائب التي وقعت هذا العام، فإنني -ودون مبالغة أو إسراف في القول- سأتحدث عن أشرف وأجلّ عامٍ مرّ علي في حياتي التي انقضى من محطاتها 36 محطة.
وإذا كان يمكنني تعليق "لافتة" على بوابة هذا العام لتعبّر عن العناوين الجامعة لتفاصيله وأحداثه -بالنسبة لي- فإن أولى ما سأعلقه = اللافتة المتضمنة للعناوين التالية: (التفاؤل والإنجاز والثمرة والبشائر والأمل والرضا).
لم أكن في هذا العام -كما أسلفت- بعيداً عن الهموم والمشكلات المعقدة والأمراض الممتدة المتعاقبة، غير أنني لم أكتب هذا المنشور لأعدد المشكلات والأزمات التي مررت بها؛ وإنما كتبته لأعبّر عن الرؤية النهائية للعام بالمقياس المعياري الذي أنطلق منه في تقييم العالَم من حولي وعلاقتي به، وبناء على ذلك وصفته بعام: (التفاؤل والإنجاز والثمرة والبشائر والأمل والرضا) دون مبالغة أو مثالية، وهذا بعض ما تحقق فيه -بفضل الله تعالى وفتحه وتوفيقه-.
1- إطلاق أكاديمية الجيل الصاعد الالكترونية.
2- تأليف كتابين وطباعتهما، وهما (التفكير الناقد للجيل الصاعد والبناء العقدي للجيل الصاعد)
3- تقديم "73 درساً" من (غيث الساري من هدايات البخاري) ولهذه الدروس مكانة كبيرة في نفسي وأسأل الله أن يعينني على إتمامها. وتقديم "26 درسا" في مدارج السالكين لابن القيم. -وكلاهما مرفوع على الشبكة- والبدء بسلسلة دروس مقاصد السور -والنيّة إكمال سور القرآن جميعها إن شاء الله- وتتميم سلاسل دروس أخرى موجودة في القناة.
4- تخريج الدفعة الأولى من أكاديمية الحديث الالكترونية وإطلاق الدفعة الثانية.
5- إطلاق وتخريج الدفعة السادسة من صناعة المحاور.
6- الشروع في تأليف مجموعة كتب جديدة، منها (مقاومة التفاهة للجيل الصاعد، البناء التزكوي للجيل الصاعد، منهجيات ومعايير، وغيرها)
7- إنشاء خطط برامج معرفية بنائية ضمن دورة مشروع العمر، وإطلاقها في برنامج يشمل 7 تخصصات بنائية مختلفة ضمن المشروع.
8- برنامج البناء المنهجي (إنهاء المرحلة الثانية والثالثة وإطلاق الدفعة الاستدراكية)
9- إطلاق "بودكاست أفق" وتتميم الموسم الأول والبدء بالثاني.
10- المعايشة التربوية العملية لطلاب من الجيل الصاعد (وهي التي استغرقت أكثر الأوقات مقارنة بالنقاط السابقة)
ثم إن الإنسان يؤمن من صميم قلبه أنه لولا الإعانة لما كان شيء، وأن هذه الإنجازات لا تعني شيئا إن لم يقبلها السميع العليم سبحانه بل تكون وبالاً وضياع أوقات وإهدار جهود، فأسأل الله سبحانه القبول، والمغفرة، والشكر له والحمد وحسن الثناء.
هذا، وإن مما خرجتُ به مع نهاية هذا العام من فوائد ومعانٍ وعبر، ما يلي:
1- أن بركة ليالي العشر الأواخر من رمضان قد تنعكس على باقي العام.
2- بركة سورة البقرة (حق اليقين).
3- أنّ الخاسر من يستهين بثمرة الاستهداء والاستعانة أو يجعلها هامشية.
4- أنّ مواقع القَدَر بالغة الأثر.
5- أن العلمَ الحقيق ببذل الأوقات والأعمار هو المتصل بميراث النبوة.
6- أن اغتراف اليوم إنما كان من زاد الأمس -المتمثل في (التأصيل والحفظ والمنهجية والتخصص والتجربة)- ولذلك فإن اغتراف الغد يتطلب تجديد الزاد ودوام تنميته.
7- أن عاقبة الصبر حميدة، وأنه لا إيمان لمن لا صبر له.
8- أنّ الأمل والفأل قرينان للعمل، وأنّ الإحباط قرينُ القاعدين على "دكة الاحتياط"
9- مركزية قصص الأنبياء وسيرهم وحياتهم في الاستمداد المنهجي لمختلف الأبواب.
10- أن فاعلية الممكن محدودة أمام سعة العناية، وأن ميدان العقل ضيّق أمام فضاء الفتح.
ملاحظة (1): الإنجاز الملموس لا يُحقق لي بحد ذاته -مهما كان كبيراً وشريفاً- الثمرة الموجبة للرضا، وإنما الذي يحقق لي ذلك: ما يتضمنه الإنجاز من معانٍ مرتبطة بكُلّيات غائية أسمى من الإنجاز الملموس نفسه.
ملاحظة (2): قائمة الإنجازات العشر ليست هي السبب في أن كان هذا العام أشرف وأجل وأسمى عام في حياتي.
ملاحظة (3) لست ممن يحب التعليق عند نهاية العام الميلادي، ولا ممن يرى تقديمه على الهجري، وإنما كان الموجب لذلك في هذا المقال: ما شاع من التشاؤم المرتبط بعام 2020 تحديداً.
والحمد لله أولاً وآخراً، ثم الصلاة والسلام على عبده ومصطفاه محمد.
ولئن كنا قد اعتدنا رؤية التعليقات الساخرة المعبرة عن حالة الهم والغم نتيجة المصائب التي وقعت هذا العام، فإنني -ودون مبالغة أو إسراف في القول- سأتحدث عن أشرف وأجلّ عامٍ مرّ علي في حياتي التي انقضى من محطاتها 36 محطة.
وإذا كان يمكنني تعليق "لافتة" على بوابة هذا العام لتعبّر عن العناوين الجامعة لتفاصيله وأحداثه -بالنسبة لي- فإن أولى ما سأعلقه = اللافتة المتضمنة للعناوين التالية: (التفاؤل والإنجاز والثمرة والبشائر والأمل والرضا).
لم أكن في هذا العام -كما أسلفت- بعيداً عن الهموم والمشكلات المعقدة والأمراض الممتدة المتعاقبة، غير أنني لم أكتب هذا المنشور لأعدد المشكلات والأزمات التي مررت بها؛ وإنما كتبته لأعبّر عن الرؤية النهائية للعام بالمقياس المعياري الذي أنطلق منه في تقييم العالَم من حولي وعلاقتي به، وبناء على ذلك وصفته بعام: (التفاؤل والإنجاز والثمرة والبشائر والأمل والرضا) دون مبالغة أو مثالية، وهذا بعض ما تحقق فيه -بفضل الله تعالى وفتحه وتوفيقه-.
1- إطلاق أكاديمية الجيل الصاعد الالكترونية.
2- تأليف كتابين وطباعتهما، وهما (التفكير الناقد للجيل الصاعد والبناء العقدي للجيل الصاعد)
3- تقديم "73 درساً" من (غيث الساري من هدايات البخاري) ولهذه الدروس مكانة كبيرة في نفسي وأسأل الله أن يعينني على إتمامها. وتقديم "26 درسا" في مدارج السالكين لابن القيم. -وكلاهما مرفوع على الشبكة- والبدء بسلسلة دروس مقاصد السور -والنيّة إكمال سور القرآن جميعها إن شاء الله- وتتميم سلاسل دروس أخرى موجودة في القناة.
4- تخريج الدفعة الأولى من أكاديمية الحديث الالكترونية وإطلاق الدفعة الثانية.
5- إطلاق وتخريج الدفعة السادسة من صناعة المحاور.
6- الشروع في تأليف مجموعة كتب جديدة، منها (مقاومة التفاهة للجيل الصاعد، البناء التزكوي للجيل الصاعد، منهجيات ومعايير، وغيرها)
7- إنشاء خطط برامج معرفية بنائية ضمن دورة مشروع العمر، وإطلاقها في برنامج يشمل 7 تخصصات بنائية مختلفة ضمن المشروع.
8- برنامج البناء المنهجي (إنهاء المرحلة الثانية والثالثة وإطلاق الدفعة الاستدراكية)
9- إطلاق "بودكاست أفق" وتتميم الموسم الأول والبدء بالثاني.
10- المعايشة التربوية العملية لطلاب من الجيل الصاعد (وهي التي استغرقت أكثر الأوقات مقارنة بالنقاط السابقة)
ثم إن الإنسان يؤمن من صميم قلبه أنه لولا الإعانة لما كان شيء، وأن هذه الإنجازات لا تعني شيئا إن لم يقبلها السميع العليم سبحانه بل تكون وبالاً وضياع أوقات وإهدار جهود، فأسأل الله سبحانه القبول، والمغفرة، والشكر له والحمد وحسن الثناء.
هذا، وإن مما خرجتُ به مع نهاية هذا العام من فوائد ومعانٍ وعبر، ما يلي:
1- أن بركة ليالي العشر الأواخر من رمضان قد تنعكس على باقي العام.
2- بركة سورة البقرة (حق اليقين).
3- أنّ الخاسر من يستهين بثمرة الاستهداء والاستعانة أو يجعلها هامشية.
4- أنّ مواقع القَدَر بالغة الأثر.
5- أن العلمَ الحقيق ببذل الأوقات والأعمار هو المتصل بميراث النبوة.
6- أن اغتراف اليوم إنما كان من زاد الأمس -المتمثل في (التأصيل والحفظ والمنهجية والتخصص والتجربة)- ولذلك فإن اغتراف الغد يتطلب تجديد الزاد ودوام تنميته.
7- أن عاقبة الصبر حميدة، وأنه لا إيمان لمن لا صبر له.
8- أنّ الأمل والفأل قرينان للعمل، وأنّ الإحباط قرينُ القاعدين على "دكة الاحتياط"
9- مركزية قصص الأنبياء وسيرهم وحياتهم في الاستمداد المنهجي لمختلف الأبواب.
10- أن فاعلية الممكن محدودة أمام سعة العناية، وأن ميدان العقل ضيّق أمام فضاء الفتح.
ملاحظة (1): الإنجاز الملموس لا يُحقق لي بحد ذاته -مهما كان كبيراً وشريفاً- الثمرة الموجبة للرضا، وإنما الذي يحقق لي ذلك: ما يتضمنه الإنجاز من معانٍ مرتبطة بكُلّيات غائية أسمى من الإنجاز الملموس نفسه.
ملاحظة (2): قائمة الإنجازات العشر ليست هي السبب في أن كان هذا العام أشرف وأجل وأسمى عام في حياتي.
ملاحظة (3) لست ممن يحب التعليق عند نهاية العام الميلادي، ولا ممن يرى تقديمه على الهجري، وإنما كان الموجب لذلك في هذا المقال: ما شاع من التشاؤم المرتبط بعام 2020 تحديداً.
والحمد لله أولاً وآخراً، ثم الصلاة والسلام على عبده ومصطفاه محمد.
قَـالَ الإمَامُ ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ الله - :
الْأَسْبَابِ الْجَالِبَةِ لمحبةِ الله تَعالَى، وَالْمُوجِبَةِ لَهَا وَهِيَ عَشَرَةٌ:
- أَحَدُهَا: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّدَبُّرِ وَالتَّفَهُّمِ لِمَعَانِيهِ وَمَا أُرِيدَ بِهِ، كَتَدَبُّرِ الْكِتَابِ الَّذِي يَحْفَظُهُ الْعَبْدُ وَيَشْرَحُهُ؛ لِيَتَفَهَّمَ مُرَادَ صَاحِبِهِ مِنْهُ.
- الثَّانِي: التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ بِالنَّوَافِلِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ، فَإِنَّهَا تُوَصِّلُهُ إِلَى دَرَجَةِ الْمَحْبُوبِيَّةِ بَعْدَ الْمَحَبَّةِ.
- الثَّالِثُ: دَوَامُ ذِكْرِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ؛ بِاللِّسَانِ وَالْقَلْبِ، وَالْعَمَلِ وَالْحَالِ، فَنَصِيبُهُ مِنَ الْمَحَبَّةِ عَلَى قَدْرِ نَصِيبِهِ مِنْ هَذَا الذِّكْر.
- الرَّابِعُ: مَحَابِّهِ عَلَى مَحَابِّكَ عِنْدَ غَلَبَاتِ الْهَوَى، وَالتَّسَنُّمُ إِلَى مَحَابِّهِ ، وَإِنْ صَعُبَ الْمُرْتَقَى.
- الْخَامِسُ: مُطَالَعَةُ الْقَلْبِ لِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، وَمُشَاهَدَتُهَا وَمَعْرِفَتُهَا، وَتَقَلُّبُهُ فِي رِيَاضِ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ وَمَبَادِيهَا، فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ: أَحَبَّهُ لَا مَحَالَةَ، وَلِهَذَا كَانَتِ الْمُعَطِّلَةُ وَالْفِرْعَوْنِيَّةُ وَالْجَهْمِيَّةُ قُطَّاعَ الطَّرِيقِ عَلَى الْقُلُوبِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْوُصُولِ إِلَى الْمَحْبُوبِ.
- السَّادِسُ: مُشَاهَدَةُ بِرِّهِ وَإِحْسَانِهِ وَآلَائِهِ، وَنِعَمِهِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ؛ فَإِنَّهَا دَاعِيَةٌ إِلَى مَحَبَّتِهِ.
- السَّابِعُ: وَهُوَ مِنْ أَعْجَبِهَا، انْكِسَارُ الْقَلْبِ بِكُلِّيَّتِهِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ فِي التَّعْبِيرِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى غَيْرُ الْأَسْمَاءِ وَالْعِبَارَاتِ.
- الثَّامِنُ: الْخَلْوَةُ بِهِ وَقْتَ النُّزُولِ الْإِلَهِيِّ، لِمُنَاجَاتِهِ وَتِلَاوَةِ كَلَامِهِ، وَالْوُقُوفِ بِالْقَلْبِ وَالتَّأَدُّبِ بِأَدَبِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ ثُمَّ خَتْمِ ذَلِكَ بِالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ.
- التَّاسِعُ: مُجَالَسَةُ الْمُحِبِّينَ الصَّادِقِينَ، وَالْتِقَاطُ أَطَايِبِ ثَمَرَاتِ كَلَامِهِمْ كَمَا يَنْتَقِي أَطَايِبَ الثَّمَرِ، وَلَا تَتَكَلَّمْ إِلَّا إِذَا تَرَجَّحَتْ مَصْلَحَةُ الْكَلَامِ، وَعَلِمْتَ أَنَّ فِيهِ مَزِيدًا لِحَالِكَ ، وَمَنْفَعَةً لِغَيْرِكَ.
- الْعَاشِرُ: مُبَاعَدَةُ كُلِّ سَبَبٍ يَحُولُ بَيْنَ الْقَلْبِ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
فَمِنْ هَذِهِ الْأَسْبَابِ الْعَشْرَةِ وَصَلَ الْمُحِبُّونَ إِلَى مَنَازِلِ الْمَحَبَّةِ، وَدَخَلُوا عَلَى الْحَبِيبِ، وَمِلَاكُ ذَلِكَ كُلِّهِ أَمْرَانِ:
- اسْتِعْدَادُ الرُّوحِ لِهَذَا الشَّأْن
- وَانْفِتَاحُ عَيْنِ الْبَصِيرَة، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
مَدارِج السَّالِكينَ.
الْأَسْبَابِ الْجَالِبَةِ لمحبةِ الله تَعالَى، وَالْمُوجِبَةِ لَهَا وَهِيَ عَشَرَةٌ:
- أَحَدُهَا: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّدَبُّرِ وَالتَّفَهُّمِ لِمَعَانِيهِ وَمَا أُرِيدَ بِهِ، كَتَدَبُّرِ الْكِتَابِ الَّذِي يَحْفَظُهُ الْعَبْدُ وَيَشْرَحُهُ؛ لِيَتَفَهَّمَ مُرَادَ صَاحِبِهِ مِنْهُ.
- الثَّانِي: التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ بِالنَّوَافِلِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ، فَإِنَّهَا تُوَصِّلُهُ إِلَى دَرَجَةِ الْمَحْبُوبِيَّةِ بَعْدَ الْمَحَبَّةِ.
- الثَّالِثُ: دَوَامُ ذِكْرِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ؛ بِاللِّسَانِ وَالْقَلْبِ، وَالْعَمَلِ وَالْحَالِ، فَنَصِيبُهُ مِنَ الْمَحَبَّةِ عَلَى قَدْرِ نَصِيبِهِ مِنْ هَذَا الذِّكْر.
- الرَّابِعُ: مَحَابِّهِ عَلَى مَحَابِّكَ عِنْدَ غَلَبَاتِ الْهَوَى، وَالتَّسَنُّمُ إِلَى مَحَابِّهِ ، وَإِنْ صَعُبَ الْمُرْتَقَى.
- الْخَامِسُ: مُطَالَعَةُ الْقَلْبِ لِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، وَمُشَاهَدَتُهَا وَمَعْرِفَتُهَا، وَتَقَلُّبُهُ فِي رِيَاضِ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ وَمَبَادِيهَا، فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ: أَحَبَّهُ لَا مَحَالَةَ، وَلِهَذَا كَانَتِ الْمُعَطِّلَةُ وَالْفِرْعَوْنِيَّةُ وَالْجَهْمِيَّةُ قُطَّاعَ الطَّرِيقِ عَلَى الْقُلُوبِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْوُصُولِ إِلَى الْمَحْبُوبِ.
- السَّادِسُ: مُشَاهَدَةُ بِرِّهِ وَإِحْسَانِهِ وَآلَائِهِ، وَنِعَمِهِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ؛ فَإِنَّهَا دَاعِيَةٌ إِلَى مَحَبَّتِهِ.
- السَّابِعُ: وَهُوَ مِنْ أَعْجَبِهَا، انْكِسَارُ الْقَلْبِ بِكُلِّيَّتِهِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ فِي التَّعْبِيرِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى غَيْرُ الْأَسْمَاءِ وَالْعِبَارَاتِ.
- الثَّامِنُ: الْخَلْوَةُ بِهِ وَقْتَ النُّزُولِ الْإِلَهِيِّ، لِمُنَاجَاتِهِ وَتِلَاوَةِ كَلَامِهِ، وَالْوُقُوفِ بِالْقَلْبِ وَالتَّأَدُّبِ بِأَدَبِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ ثُمَّ خَتْمِ ذَلِكَ بِالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ.
- التَّاسِعُ: مُجَالَسَةُ الْمُحِبِّينَ الصَّادِقِينَ، وَالْتِقَاطُ أَطَايِبِ ثَمَرَاتِ كَلَامِهِمْ كَمَا يَنْتَقِي أَطَايِبَ الثَّمَرِ، وَلَا تَتَكَلَّمْ إِلَّا إِذَا تَرَجَّحَتْ مَصْلَحَةُ الْكَلَامِ، وَعَلِمْتَ أَنَّ فِيهِ مَزِيدًا لِحَالِكَ ، وَمَنْفَعَةً لِغَيْرِكَ.
- الْعَاشِرُ: مُبَاعَدَةُ كُلِّ سَبَبٍ يَحُولُ بَيْنَ الْقَلْبِ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
فَمِنْ هَذِهِ الْأَسْبَابِ الْعَشْرَةِ وَصَلَ الْمُحِبُّونَ إِلَى مَنَازِلِ الْمَحَبَّةِ، وَدَخَلُوا عَلَى الْحَبِيبِ، وَمِلَاكُ ذَلِكَ كُلِّهِ أَمْرَانِ:
- اسْتِعْدَادُ الرُّوحِ لِهَذَا الشَّأْن
- وَانْفِتَاحُ عَيْنِ الْبَصِيرَة، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
مَدارِج السَّالِكينَ.
للذنوب مكفِّراتٌ قلَّما تؤتىٰ، لا لجهالتها؛ بل لأن الإنسان مفطور على التعجُّل، محبٌّ للدِّعة، فتجده -مثلًا- يترك الإسباغ رغم علمه بأن ذنوبه تتساقط مع وضوءه، أو يترك الذِّكر، أو لا يُتمُّه إلىٰ حدِّه وذٰلك لضعف هِمَّته، فمن كان مريدًا للمغفرة -حقًا- ألزمَ نفسه بمواضعها، ولم يترك لها مجالًا للتفلُّت.
Forwarded from دِفءْ.
.
سُئل مرّةً شيخنا وجدان العلي -غفر الله لهُ ولوالديه- ..
ما فائدة تلاوة القرآن طالما لم أفهمه؟!
فأجاب:
مجرد تلاوته فائدة، مجرد النظر في المصحف فائدة، مجرد السماع ولو بغير فهم فائدة، هذا سوى جبال الحسنات التي تحصل للإنسان.. للقرآن سطوة نورية على قلب قارئه شاء أم أبى!
جعل الله القرآن العظيم ربيع قلبي وقلوبكم.🤍
.
سُئل مرّةً شيخنا وجدان العلي -غفر الله لهُ ولوالديه- ..
ما فائدة تلاوة القرآن طالما لم أفهمه؟!
فأجاب:
مجرد تلاوته فائدة، مجرد النظر في المصحف فائدة، مجرد السماع ولو بغير فهم فائدة، هذا سوى جبال الحسنات التي تحصل للإنسان.. للقرآن سطوة نورية على قلب قارئه شاء أم أبى!
جعل الله القرآن العظيم ربيع قلبي وقلوبكم.🤍
.
صح عن رسول الله ﷺ أنه قال:
"أَلِظُّوا بياذا الجلالِ و الإكرامِ"
والإلظاظ: اللزوم والمثابرة
والمعنى: "تعلقوا بها والزموا وداوموا عليها".
أي دعاء الله بهذين الوصفين العظيمين.
"أَلِظُّوا بياذا الجلالِ و الإكرامِ"
والإلظاظ: اللزوم والمثابرة
والمعنى: "تعلقوا بها والزموا وداوموا عليها".
أي دعاء الله بهذين الوصفين العظيمين.
لا تيأسوا من رَوْحِ الله 🌿
في خِضمّ مرارةِ الفقد ومع طولِ البلاء يقول يعقوب عليه الصلاة والسلام كما حكى عنه ربنا جل وعلا في كتابه : ﴿يا بَنِيَّ اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأَخيهِ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ﴾ [يوسف: ٨٧]
كنتُ أتساءل لمَ خصّ يعقوب عليه السلام الكافرين باليأس من رحمةِ الله تعالى؟ وكيف تكون سمةُ هذا اليأس الذي وصفهم به؟
يقول الطاهر ابن عاشور -رحمه الله تعالى- في تفسيره: " لا تيأسوا من الظفر بيوسف عليه السلام مُعتلّين بطول مدة البعد التي يبعد معها اللقاء عادة . فإن الله إذا شاء تفريج كربة هيّأ لها أسبابها ، ومن كان يؤمن بأن الله واسع القدرة لا يُحيل مثل ذلك فحقّه أن يأخذ في سببه ويعتمد على الله في تيسيره ، وأما القوم الكافرون بالله فهم يقتصرون على الأمور الغالبة في العادة وينكرون غيرها." انتهى كلامه.
فالمعنى أن الكافر حين يواجه الشدائد فإنّه يركنُ إلى الأسباب الماديّةِ فحسب ولا يرى لغيرها قوةً نافذة في رفعها. وتأمّل حال الملاحدة المنكرين لوجود الله عز وجل ممن يأبونَ الإيمان بالغيب والمعجزات الإلهية كيف يُعلّقون جُلّ آمالهم بالعلم والطب والتقنية وغيرها من الأسباب التي هي في أصلها مما جعله الله سببًا في نظامِ الكون وسيرِه ، تعملُ بقدرة الله، وينتفي عملها تارةً بمشيئته ووفق حكمته.
فحين ينتفي عملُ هذه الأسباب التي اعتمدوا عليها بكُليّتِهم، دبّ اليأس إلى قلوبهم وجزعوا وسخطوا وفقدوا بصيصَ الأمل، وخارت قواهم حتى تركوا كل سبب، واتّخذوا الحزن والعزلةَ لهم ملجًأ، بل ومنهم من فرّ إلى الموت لينهي مأساته. فما الذي جعل اليأس يبلغُ منهم هذا المبلغ؟ لأنهم قومٌ جحدوا قدرة الله في تكوينه ما يشاء، وهم لا يعلمون عن عظيمِ صُنع الله وخفيّ ألطافه، ويستبعدون رحمته لجهلهم به. قال الألوسي أن اليأس لا يحصل إلا إذا اعتقد الإنسان أن الإله غير قادر على الكمال، أو غير عالم بجميع المعلومات أو ليس بكريم! -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا-.
أما العبدُ المؤمن .. وإن طال عليه زمنُ إجابةِ الدّعاء، وإن زادت عليه مُدّة البلاء ؛ فعنده من اليقين بالله والعلم عنه ما يجعله يُحسِن الظنّ به سبحانه، ويُعلّق كل آمالهِ ورجاءاتهِ به، وبرغمِ أخذهِ بالأسباب إلا أنّه يقطعُ عن قلبهِ الاعتماد عليها، يمُدُّ كفّيه إلى السّماء ويجعلُ صدقَ اعتماده على الله وحده إيمانًا بسعةِ رحمته وقُربِ فرجه وعظيمِ قدرته.
وذلكَ ما كان عليه يعقوب عليه الصلاة والسلام، من حسن الظنّ بربه وقوّةِ اليقين والمعرفةِ به سبحانه .. فأقرّ الله عينه ونوّله مُراده ؛ فها هو يُوسف قد عاد ، وأخوه بعدَ غياب ، فقال بثقةٍ ممتزجةٍ بالفرحِ بفرجِ الله : ﴿قالَ أَلَم أَقُل لَكُم إِنّي أَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾ [يوسف: ٩٦]
فمن علم عن الله قدرته وعظمته ، لم يبرح سؤالَهُ ، ووثق بإجابةِ منالهُ، ولم ييأس من رَوْحِ الله.
في خِضمّ مرارةِ الفقد ومع طولِ البلاء يقول يعقوب عليه الصلاة والسلام كما حكى عنه ربنا جل وعلا في كتابه : ﴿يا بَنِيَّ اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأَخيهِ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ﴾ [يوسف: ٨٧]
كنتُ أتساءل لمَ خصّ يعقوب عليه السلام الكافرين باليأس من رحمةِ الله تعالى؟ وكيف تكون سمةُ هذا اليأس الذي وصفهم به؟
يقول الطاهر ابن عاشور -رحمه الله تعالى- في تفسيره: " لا تيأسوا من الظفر بيوسف عليه السلام مُعتلّين بطول مدة البعد التي يبعد معها اللقاء عادة . فإن الله إذا شاء تفريج كربة هيّأ لها أسبابها ، ومن كان يؤمن بأن الله واسع القدرة لا يُحيل مثل ذلك فحقّه أن يأخذ في سببه ويعتمد على الله في تيسيره ، وأما القوم الكافرون بالله فهم يقتصرون على الأمور الغالبة في العادة وينكرون غيرها." انتهى كلامه.
فالمعنى أن الكافر حين يواجه الشدائد فإنّه يركنُ إلى الأسباب الماديّةِ فحسب ولا يرى لغيرها قوةً نافذة في رفعها. وتأمّل حال الملاحدة المنكرين لوجود الله عز وجل ممن يأبونَ الإيمان بالغيب والمعجزات الإلهية كيف يُعلّقون جُلّ آمالهم بالعلم والطب والتقنية وغيرها من الأسباب التي هي في أصلها مما جعله الله سببًا في نظامِ الكون وسيرِه ، تعملُ بقدرة الله، وينتفي عملها تارةً بمشيئته ووفق حكمته.
فحين ينتفي عملُ هذه الأسباب التي اعتمدوا عليها بكُليّتِهم، دبّ اليأس إلى قلوبهم وجزعوا وسخطوا وفقدوا بصيصَ الأمل، وخارت قواهم حتى تركوا كل سبب، واتّخذوا الحزن والعزلةَ لهم ملجًأ، بل ومنهم من فرّ إلى الموت لينهي مأساته. فما الذي جعل اليأس يبلغُ منهم هذا المبلغ؟ لأنهم قومٌ جحدوا قدرة الله في تكوينه ما يشاء، وهم لا يعلمون عن عظيمِ صُنع الله وخفيّ ألطافه، ويستبعدون رحمته لجهلهم به. قال الألوسي أن اليأس لا يحصل إلا إذا اعتقد الإنسان أن الإله غير قادر على الكمال، أو غير عالم بجميع المعلومات أو ليس بكريم! -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا-.
أما العبدُ المؤمن .. وإن طال عليه زمنُ إجابةِ الدّعاء، وإن زادت عليه مُدّة البلاء ؛ فعنده من اليقين بالله والعلم عنه ما يجعله يُحسِن الظنّ به سبحانه، ويُعلّق كل آمالهِ ورجاءاتهِ به، وبرغمِ أخذهِ بالأسباب إلا أنّه يقطعُ عن قلبهِ الاعتماد عليها، يمُدُّ كفّيه إلى السّماء ويجعلُ صدقَ اعتماده على الله وحده إيمانًا بسعةِ رحمته وقُربِ فرجه وعظيمِ قدرته.
وذلكَ ما كان عليه يعقوب عليه الصلاة والسلام، من حسن الظنّ بربه وقوّةِ اليقين والمعرفةِ به سبحانه .. فأقرّ الله عينه ونوّله مُراده ؛ فها هو يُوسف قد عاد ، وأخوه بعدَ غياب ، فقال بثقةٍ ممتزجةٍ بالفرحِ بفرجِ الله : ﴿قالَ أَلَم أَقُل لَكُم إِنّي أَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾ [يوسف: ٩٦]
فمن علم عن الله قدرته وعظمته ، لم يبرح سؤالَهُ ، ووثق بإجابةِ منالهُ، ولم ييأس من رَوْحِ الله.