إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالَى يقولُ لأهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، فيَقولونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ، فيَقولُ: هلْ رَضِيتُمْ؟ فيَقولونَ: وما لنا لا نَرْضَى وقدْ أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِن خَلْقِكَ؟ فيَقولُ: أنا أُعْطِيكُمْ أفْضَلَ مِن ذلكَ، قالوا: يا رَبِّ، وأَيُّ شَيءٍ أفْضَلُ مِن ذلكَ؟ فيَقولُ: أُحِلُّ علَيْكُم رِضْوانِي، فلا أسْخَطُ علَيْكُم بَعْدَهُ أبَدًا.
الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 6549 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
شرح الحديث:
«لَبَّيْكَ ربَّنا وسَعْدَيْكَ»، ومعناها: نجيبُك إجابةً بعْدَ إجابةٍ، وإسعادًا بعْدَ إسعادٍ.
الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 6549 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
شرح الحديث:
«لَبَّيْكَ ربَّنا وسَعْدَيْكَ»، ومعناها: نجيبُك إجابةً بعْدَ إجابةٍ، وإسعادًا بعْدَ إسعادٍ.
من ثابرَ على ثنتي عشرةَ رَكعةً منَ السُّنَّةِ بنى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ ورَكعتينِ بعدَها ورَكعتينِ بعدَ المغربِ ورَكعتينِ بعدَ العشاءِ ورَكعتينِ قبلَ الفجرِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم: 414 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم: 414 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ، فإنَّه يُعْرَضُ عليه مَقْعَدُهُ بالغَدَاةِ والعَشِيِّ، فإنْ كانَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ، فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وإنْ كانَ مِن أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ.
الراوي: عبدالله بن عمر
المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3240
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
شرح الحديث:
القبُر هو أوَّلُ مَنازلِ الآخِرةِ، فإنْ كان العبدُ صالحًا طائعًا فإنَّه يكونُ القبرُ أوَّلَ منازلِه إلى الجنَّةِ، وإنْ كان غيرَ ذلك كان أوَّلَ مَنازِلِه مِنَ النَّارِ، فهو إمَّا رَوضةٌ مِن رياضِ الجنَّةِ، أو حُفرةٌ مِن حُفَرِ النَّارِ، أعاذَنا اللهُ منها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ العبدَ إذا ماتَ عُرِضَ عليه مَقْعَدُه في الآخِرةِ بِالصَّباحِ والمساءِ، فإنْ كان مِن أهلِ الجنَّةِ فَيَرى مَقعَدَه ومكانَه الَّذي أُعِدَّ له في الجنَّةِ، وإنْ كان مِن أهلِ النَّارِ رأى مَقعَدَه الَّذي يَنتظِرُه فيها، ويؤكِّدُ تلك المعانيَ كلَّها للمَيتِ الملائِكةُ، فهذا مَقعدُك ومقامُكَ حتَّى يبعثَك اللهُ يومَ القِيامةِ للحِسابِ والعِقابِ، فيكونُ ذلك بُشْرى عاجلةً للمؤمنِ ومِن جملةِ ما يُنعَّمُ به في القبرِ، وغَمًّا وكَمَدًا للكافرِ والمذْنِبِ وهو مِن جملةِ ما يُعذَّبُ به في القبرِ، وفي هذا إثباتٌ لنعيمِ القبرِ وعذابِه.
وقيل: معنَى العَرضِ هنا الإخبارُ بأنَّ هذا موضعُ أعمالِكم والجزاءُ لها عندَ اللهِ تعالَى، وأُريدَ بالغَداةِ والعَشيِّ تذكيرُهم بذلك. وقيل: يجوزُ أن يكونَ هذا العرضُ على الرُّوحِ فقطْ، ويجوزُ أن يكونَ للرُّوحِ والبدنِ معًا.
الراوي: عبدالله بن عمر
المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3240
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
شرح الحديث:
القبُر هو أوَّلُ مَنازلِ الآخِرةِ، فإنْ كان العبدُ صالحًا طائعًا فإنَّه يكونُ القبرُ أوَّلَ منازلِه إلى الجنَّةِ، وإنْ كان غيرَ ذلك كان أوَّلَ مَنازِلِه مِنَ النَّارِ، فهو إمَّا رَوضةٌ مِن رياضِ الجنَّةِ، أو حُفرةٌ مِن حُفَرِ النَّارِ، أعاذَنا اللهُ منها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ العبدَ إذا ماتَ عُرِضَ عليه مَقْعَدُه في الآخِرةِ بِالصَّباحِ والمساءِ، فإنْ كان مِن أهلِ الجنَّةِ فَيَرى مَقعَدَه ومكانَه الَّذي أُعِدَّ له في الجنَّةِ، وإنْ كان مِن أهلِ النَّارِ رأى مَقعَدَه الَّذي يَنتظِرُه فيها، ويؤكِّدُ تلك المعانيَ كلَّها للمَيتِ الملائِكةُ، فهذا مَقعدُك ومقامُكَ حتَّى يبعثَك اللهُ يومَ القِيامةِ للحِسابِ والعِقابِ، فيكونُ ذلك بُشْرى عاجلةً للمؤمنِ ومِن جملةِ ما يُنعَّمُ به في القبرِ، وغَمًّا وكَمَدًا للكافرِ والمذْنِبِ وهو مِن جملةِ ما يُعذَّبُ به في القبرِ، وفي هذا إثباتٌ لنعيمِ القبرِ وعذابِه.
وقيل: معنَى العَرضِ هنا الإخبارُ بأنَّ هذا موضعُ أعمالِكم والجزاءُ لها عندَ اللهِ تعالَى، وأُريدَ بالغَداةِ والعَشيِّ تذكيرُهم بذلك. وقيل: يجوزُ أن يكونَ هذا العرضُ على الرُّوحِ فقطْ، ويجوزُ أن يكونَ للرُّوحِ والبدنِ معًا.
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ،
وجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي عَاشُورَاءَ، فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وهو يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فيه مُوسَى، وأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقالَ: أَنَا أَوْلَى بمُوسَى منهمْ. فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3397 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي عَاشُورَاءَ، فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وهو يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فيه مُوسَى، وأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقالَ: أَنَا أَوْلَى بمُوسَى منهمْ. فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3397 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
إنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، إذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ، فَقالَ: أيُّ الكَفَنِ خَيْرٌ؟ قالَتْ: ويْحَكَ! وما يَضُرُّكَ؟ قالَ: يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، أرِينِي مُصْحَفَكِ؟ قالَتْ: لِمَ؟ قالَ: لَعَلِّي أُوَلِّفُ القُرْآنَ عليه؛ فإنَّه يُقْرَأُ غيرَ مُؤَلَّفٍ، قالَتْ: وما يَضُرُّكَ أيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ؟ إنَّما نَزَلَ أوَّلَ ما نَزَلَ منه سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ والنَّارِ، حتَّى إذَا ثَابَ النَّاسُ إلى الإسْلَامِ نَزَلَ الحَلَالُ والحَرَامُ، ولو نَزَلَ أوَّلَ شَيءٍ: لا تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقالوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدًا، ولو نَزَلَ: لا تَزْنُوا، لَقالوا: لا نَدَعُ الزِّنَا أبَدًا، لقَدْ نَزَلَ بمَكَّةَ علَى مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإنِّي لَجَارِيَةٌ ألْعَبُ: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]، وما نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ والنِّسَاءِ إلَّا وأَنَا عِنْدَهُ، قالَ: فأخْرَجَتْ له المُصْحَفَ، فأمْلَتْ عليه آيَ السُّوَرِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4993 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
وفي هذا الحَديثِ يروي التابعيُّ يُوسُفُ بْنُ مَاهَك أنَّه كان عند عائشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْها ذاتَ مَرَّةٍ، فجاءها رجُلٌ مِن أهلِ العِراقِ يَسْأَلُها: «أيُّ الكَفَنِ خَيرٌ؟» يَحتمِلُ أنْ يَكونَ سُؤالُه عن الكَمِّ، أو عنِ الكيفِ، يعني أبيَضَ أو غيرَه، وناعِمًا أو خشِنًا، أو عن النَّوعِ أنَّه قُطنٌ أو كَتَّانٌ مثلًا؟ فقالَت له مُتعجِّبةً: «وَيْحَك! وما يَضَرُّك؟» أي: أَيُّ شَيءٍ يَضُرُّك بعْدَ مَوتِك وسُقوطِ التَّكليفِ عنكَ في أيِّ كَفنٍ كُفِّنتَ؟
ثمَّ طلب منها الرَّجُلُ أن تُرِيَه مُصحَفَها، فسألَتْه عن السَّبَبِ، فقال: «لعلِّي أُؤلِّف»، أي: أُرتِّبَ القُرآنَ عليه؛ «فإنَّه يُقرأ غيرَ مؤلَّفٍ، فقالت: وما يَضُرُّكَ» أيَّ آياتِ القرآنِ قرَأتَ قبْلَ الأخرى. ولعلَّ هذا العراقيَّ كان ممَّن أخَذَ بقِراءةِ ابنِ مَسعودٍ الذي لم يُوافِقْ على الرُّجوعِ عن قِراءتِه ولا على إعدامِ مُصحَفِه، وكان تَأليفُ مُصحَفِ العراقيِّ مُغايرًا لتَأليفِ مُصحفِ عُثمانَ؛ فلذلك جاءَ إلى عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها وسَألَ الإملاءَ مِن مُصْحفِها، ثمَّ قالت: «إنَّما نَزَلَ أوَّل ما نَزَل منه»، أي: مِن القُرآنِ «سُورةٌ من المُفَصَّلِ، فيها ذِكرُ الجنَّةِ والنَّارِ»، والثابِتُ أنَّ أوَّلُ ما نَزَل على الإطلاقِ سورةُ (اقْرَأ)، وفيها ذِكْرُ الجنَّةِ والنَّارِ، «حتَّى إذا ثابَ»، أي: رَجَع «النَّاسُ إلى الإسلامِ» واطمَأنَّت نُفوسُهم عليه، وتَيقَّنوا أنَّ الجنَّةَ للمُطيعِ والنَّارَ للعاصي «نزَلَ الحَلالُ والحَرامُ»، فأشارتْ بذلك إلى الحِكمةِ الإلهيَّةِ في تَرتيبِ التَّنزيلِ، وأنَّه أوَّلُ ما نَزَل مِن القُرآنِ الدُّعاءُ إلى التَّوحيدِ، والتَّبشيرُ للمُؤمنينَ والمُطيعينَ بالجنَّةِ، والإنذارُ والتَّخويفِ للكافرينَ بالنَّارِ، فلمَّا اطمأنَّت النَّفوسُ على ذلكَ أُنزِلَت الأحكامُ؛ ولهذا قالَت: «وَلو نَزَلَ أوَّلَ شَيءٍ: لا تَشرَبوا الخَمرَ، لَقالوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدًا، ولو نَزَلَ: لا تَزْنُوا، لَقالوا: لا نَدَعُ الزِّنَا أبَدًا»؛ وذلك لانطباعِ النُّفوسِ بالنُّفرةِ عَن تَركِ المَألوفِ، فتدَرَّج التنزيلُ والتشريعُ حتى استقَرَّ الإيمانُ في القلوبِ، فلمَّا امتلأت قلوبُهم بنورِ الإيمانِ نزل التحريمُ والتحليلُ والأحكامُ، فأسرع المؤمنون إلى تنفيذِ أوامِرِ اللهِ.
ثُمَّ قالَت عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها: «لَقَد نَزَلَ بمَكَّةَ» الوَحيُ «على مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإنِّي لَجاريةٌ»، أي: طِفلةٌ صَغيرةٌ «أَلعَب: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]»؛ إشارةً منها إلى تَقويةِ ما ظَهَرَ لها مِن الحِكمةِ المَذكورةِ، وهو تَقدُّمُ سُورةِ القَمرِ ولَيس فيها شَيءٌ مِن الأحكامِ على نُزولِ سُورة البَقرةِ والنِّساءِ مَع كَثرةِ اشتِمالِهما على الأحكامِ.
ثم قالت: «ما نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ والنِّسَاءِ إلَّا وأَنَا عِنْدَهُ» تَعني: بالمَدينةِ؛ لأنَّ دُخولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علَيها إنَّما كانَ بعْدَ الهِجرةِ، وأَرادَت بذلِك تَأخُّرَ نُزولِ الأحكامِ.
ثُمَّ أَخرَجت عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها للسَّائلِ العِراقيِّ المُصحَفَ، فأَمْلَتْ عليه آيَ السُورةِ، أي: آياتِ كُلِّ سُورةٍ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4993 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
وفي هذا الحَديثِ يروي التابعيُّ يُوسُفُ بْنُ مَاهَك أنَّه كان عند عائشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْها ذاتَ مَرَّةٍ، فجاءها رجُلٌ مِن أهلِ العِراقِ يَسْأَلُها: «أيُّ الكَفَنِ خَيرٌ؟» يَحتمِلُ أنْ يَكونَ سُؤالُه عن الكَمِّ، أو عنِ الكيفِ، يعني أبيَضَ أو غيرَه، وناعِمًا أو خشِنًا، أو عن النَّوعِ أنَّه قُطنٌ أو كَتَّانٌ مثلًا؟ فقالَت له مُتعجِّبةً: «وَيْحَك! وما يَضَرُّك؟» أي: أَيُّ شَيءٍ يَضُرُّك بعْدَ مَوتِك وسُقوطِ التَّكليفِ عنكَ في أيِّ كَفنٍ كُفِّنتَ؟
ثمَّ طلب منها الرَّجُلُ أن تُرِيَه مُصحَفَها، فسألَتْه عن السَّبَبِ، فقال: «لعلِّي أُؤلِّف»، أي: أُرتِّبَ القُرآنَ عليه؛ «فإنَّه يُقرأ غيرَ مؤلَّفٍ، فقالت: وما يَضُرُّكَ» أيَّ آياتِ القرآنِ قرَأتَ قبْلَ الأخرى. ولعلَّ هذا العراقيَّ كان ممَّن أخَذَ بقِراءةِ ابنِ مَسعودٍ الذي لم يُوافِقْ على الرُّجوعِ عن قِراءتِه ولا على إعدامِ مُصحَفِه، وكان تَأليفُ مُصحَفِ العراقيِّ مُغايرًا لتَأليفِ مُصحفِ عُثمانَ؛ فلذلك جاءَ إلى عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها وسَألَ الإملاءَ مِن مُصْحفِها، ثمَّ قالت: «إنَّما نَزَلَ أوَّل ما نَزَل منه»، أي: مِن القُرآنِ «سُورةٌ من المُفَصَّلِ، فيها ذِكرُ الجنَّةِ والنَّارِ»، والثابِتُ أنَّ أوَّلُ ما نَزَل على الإطلاقِ سورةُ (اقْرَأ)، وفيها ذِكْرُ الجنَّةِ والنَّارِ، «حتَّى إذا ثابَ»، أي: رَجَع «النَّاسُ إلى الإسلامِ» واطمَأنَّت نُفوسُهم عليه، وتَيقَّنوا أنَّ الجنَّةَ للمُطيعِ والنَّارَ للعاصي «نزَلَ الحَلالُ والحَرامُ»، فأشارتْ بذلك إلى الحِكمةِ الإلهيَّةِ في تَرتيبِ التَّنزيلِ، وأنَّه أوَّلُ ما نَزَل مِن القُرآنِ الدُّعاءُ إلى التَّوحيدِ، والتَّبشيرُ للمُؤمنينَ والمُطيعينَ بالجنَّةِ، والإنذارُ والتَّخويفِ للكافرينَ بالنَّارِ، فلمَّا اطمأنَّت النَّفوسُ على ذلكَ أُنزِلَت الأحكامُ؛ ولهذا قالَت: «وَلو نَزَلَ أوَّلَ شَيءٍ: لا تَشرَبوا الخَمرَ، لَقالوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدًا، ولو نَزَلَ: لا تَزْنُوا، لَقالوا: لا نَدَعُ الزِّنَا أبَدًا»؛ وذلك لانطباعِ النُّفوسِ بالنُّفرةِ عَن تَركِ المَألوفِ، فتدَرَّج التنزيلُ والتشريعُ حتى استقَرَّ الإيمانُ في القلوبِ، فلمَّا امتلأت قلوبُهم بنورِ الإيمانِ نزل التحريمُ والتحليلُ والأحكامُ، فأسرع المؤمنون إلى تنفيذِ أوامِرِ اللهِ.
ثُمَّ قالَت عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها: «لَقَد نَزَلَ بمَكَّةَ» الوَحيُ «على مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإنِّي لَجاريةٌ»، أي: طِفلةٌ صَغيرةٌ «أَلعَب: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]»؛ إشارةً منها إلى تَقويةِ ما ظَهَرَ لها مِن الحِكمةِ المَذكورةِ، وهو تَقدُّمُ سُورةِ القَمرِ ولَيس فيها شَيءٌ مِن الأحكامِ على نُزولِ سُورة البَقرةِ والنِّساءِ مَع كَثرةِ اشتِمالِهما على الأحكامِ.
ثم قالت: «ما نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ والنِّسَاءِ إلَّا وأَنَا عِنْدَهُ» تَعني: بالمَدينةِ؛ لأنَّ دُخولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علَيها إنَّما كانَ بعْدَ الهِجرةِ، وأَرادَت بذلِك تَأخُّرَ نُزولِ الأحكامِ.
ثُمَّ أَخرَجت عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها للسَّائلِ العِراقيِّ المُصحَفَ، فأَمْلَتْ عليه آيَ السُورةِ، أي: آياتِ كُلِّ سُورةٍ.
كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 2989 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 2989 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 1496 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
في الحديث: التَّحذيرُ مِن الظُّلمِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 1496 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
في الحديث: التَّحذيرُ مِن الظُّلمِ.
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ -وعِنْدَهُ رَجُلٌ مِن أهْلِ البَادِيَةِ-: أنَّ رَجُلًا مِن أهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ في الزَّرْعِ، فَقَالَ له: ألَسْتَ فِيما شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، ولَكِنِّي أُحِبُّ أنْ أزْرَعَ، قَالَ: فَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ واسْتِوَاؤُهُ واسْتِحْصَادُهُ، فَكانَ أمْثَالَ الجِبَالِ، فيَقولُ اللَّهُ: دُونَكَ يا ابْنَ آدَمَ؛ فإنَّه لا يُشْبِعُكَ شَيءٌ. فَقَالَ الأعْرَابِيُّ: واللَّهِ لا تَجِدُهُ إلَّا قُرَشِيًّا أوْ أنْصَارِيًّا؛ فإنَّهُمْ أصْحَابُ زَرْعٍ، وأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بأَصْحَابِ زَرْعٍ. فَضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 2348 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
شرح الحديث:
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -وكان في الجالسينَ أعرابيٌّ مِن سُكَّانِ الصَّحراءِ- أنَّ رجُلًا مِن أهلِ الجنَّةِ استَأذَنَ المَوْلَى سُبحانه وتعالَى أنْ يَزْرَعَ في الجنَّةِ بنفْسِه، فقال له اللهُ تَبارَك وتعالَى: «أَلَسْتَ فِيما شِئْتَ؟» مِن المُشتَهَياتِ، أي: ألَسْتَ تَتقلَّبُ في النَّعيمِ؟ قال الرَّجُلُ: بَلَى، ولكنِّي أُحِبُّ الزَّرْعَ. فأذِنَ له اللهُ عزَّ وجلَّ وأجابَه فيما طَلَبَ، فأَلْقى الرَّجُلُ البُذُورَ على أرضِ الجنَّةِ، فأَسْرَعَ نَباتُ هذا الزَّرْعِ حتَّى كان أسْرَعَ مِن طَرْفِه، يَعْني مِن ارتِدادِ حَرَكَةِ عَينِ الرَّجلِ، والمعْنى: أنَّه لمَّا ألْقى البُذورَ أَسْرَعَ النَّباتُ بالخروجِ والاستِواءِ والاشتِدادِ، حتَّى وَصَل إلى الحالِ الَّتي يُحصَدُ عندَها، ولم يكُنْ بيْن البَذْرِ وبيْن استواءِ الزَّرعِ ونَجازِ أمْرِه كلِّه مِن الحصْدِ والتَّذريةِ والجمْعِ؛ إلَّا كلَمْحِ البصَرِ، وكان مِثْلَ الجِبالِ في ضَخامتِه.
ثُمَّ قال تعالَى: خُذْه يا ابْنَ آدَمَ؛ فإنَّه لا يُشْبِعُك شَيءٌ، ولا يُفهَم مِن قولِه: «فإنَّه لا يُشبِعُك شَيءٌ» أنَّ الجنَّةَ يَحصُلُ فيها حاجةٌ وجُوعٌ، ولكنْ يَدُلُّ على أنَّ نَفْسَ الإنسانِ فيها مِن الشَّرَهِ فوقَ ما تَحتاجُه.
وفي الحديثِ:
أنَّ كلَّ ما اشتُهِيَ في الجنَّةِ مِن أُمورِ الدُّنيا مُمْكِنٌ فيها.
وفيه:
فضْلُ القَناعَةِ، والاقتِصارِ على البُلْغَةِ، وذمُّ الشَّرَهِ والرَّغْبَةِ.
الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 2348 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
شرح الحديث:
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -وكان في الجالسينَ أعرابيٌّ مِن سُكَّانِ الصَّحراءِ- أنَّ رجُلًا مِن أهلِ الجنَّةِ استَأذَنَ المَوْلَى سُبحانه وتعالَى أنْ يَزْرَعَ في الجنَّةِ بنفْسِه، فقال له اللهُ تَبارَك وتعالَى: «أَلَسْتَ فِيما شِئْتَ؟» مِن المُشتَهَياتِ، أي: ألَسْتَ تَتقلَّبُ في النَّعيمِ؟ قال الرَّجُلُ: بَلَى، ولكنِّي أُحِبُّ الزَّرْعَ. فأذِنَ له اللهُ عزَّ وجلَّ وأجابَه فيما طَلَبَ، فأَلْقى الرَّجُلُ البُذُورَ على أرضِ الجنَّةِ، فأَسْرَعَ نَباتُ هذا الزَّرْعِ حتَّى كان أسْرَعَ مِن طَرْفِه، يَعْني مِن ارتِدادِ حَرَكَةِ عَينِ الرَّجلِ، والمعْنى: أنَّه لمَّا ألْقى البُذورَ أَسْرَعَ النَّباتُ بالخروجِ والاستِواءِ والاشتِدادِ، حتَّى وَصَل إلى الحالِ الَّتي يُحصَدُ عندَها، ولم يكُنْ بيْن البَذْرِ وبيْن استواءِ الزَّرعِ ونَجازِ أمْرِه كلِّه مِن الحصْدِ والتَّذريةِ والجمْعِ؛ إلَّا كلَمْحِ البصَرِ، وكان مِثْلَ الجِبالِ في ضَخامتِه.
ثُمَّ قال تعالَى: خُذْه يا ابْنَ آدَمَ؛ فإنَّه لا يُشْبِعُك شَيءٌ، ولا يُفهَم مِن قولِه: «فإنَّه لا يُشبِعُك شَيءٌ» أنَّ الجنَّةَ يَحصُلُ فيها حاجةٌ وجُوعٌ، ولكنْ يَدُلُّ على أنَّ نَفْسَ الإنسانِ فيها مِن الشَّرَهِ فوقَ ما تَحتاجُه.
وفي الحديثِ:
أنَّ كلَّ ما اشتُهِيَ في الجنَّةِ مِن أُمورِ الدُّنيا مُمْكِنٌ فيها.
وفيه:
فضْلُ القَناعَةِ، والاقتِصارِ على البُلْغَةِ، وذمُّ الشَّرَهِ والرَّغْبَةِ.
أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتَى المَقْبُرَةَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ، وأنا فَرَطُهُمْ علَى الحَوْضِ ألا لَيُذادَنَّ رِجالٌ عن حَوْضِي كما يُذادُ البَعِيرُ الضَّالُّ أُنادِيهِمْ ألا هَلُمَّ فيُقالُ: إنَّهُمْ قدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فأقُولُ سُحْقًا سُحْقًا.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 249 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
أرَأيتَ لو أنَّ رجلًا لهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، ألَا يَعرِفُ خَيْلَهُ؟» والغُرَّةُ: هيَ البياضُ في الوَجهِ، والتَّحجيلُ: هو البَياضُ في الأقدامِ، والخَيلُ البُهمُ الدُّهمُ: السَّوداءُ، والمقصودُ أنَّه إذا اختلَطَت هذه الخُيولُ تَميَّزَ بعضُها من بعضٍ بِبيَاضِ الغُرَّةِ والتَّحجيلِ، فكذَلكَ المُسلِمونَ يوم القيامةِ؛ «فإنَّهمْ يأتونَ غُرًّا مُحَجَّلينَ»، أي: بهم نُورٌ مُضيءٌ على جِباهِهم وأيديهم وأرجُلِهم من أثرِ الوُضوءِ، «وأَنا فرَطُهُمْ على الحَوْضِ»، أي: والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو سابِقُهُم ومُتقدِّمُهم على الحَوضِ يومَ القيامةِ، وهو حوضُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي يَسقي منه الوارِدينَ عليه من أُمَّتِه.
وأخبرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الملائكةَ سوفَ تُبعِدُ وتَطرُدُ عنِ الحوضِ أُناسًا وهُم مُقبِلونَ ومُتوجِّهونَ إليه، وهم من المسلِمينَ، كما يَمنَعُ ويَطرُدُ صاحبُ الإبلِ الجَمَلَ الذي ليس من إبلِه، وهو يُزاحِمُها في الطَّعامِ والشَّرابِ، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُنادي هؤلاء النَّاسَ ليأتوا إلى الحَوضِ، قَبل أن يعرِفَ لماذا يُطرَدونَ؟ «فيُقالُ: إنَّهم قدْ بدَّلوا بعْدَكَ»، أي: غيَّروا الدِّينَ أو حرَّفوه وانحَرَفوا بعدَك عنِ الحقِّ، فيَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ ذلك: «سُحقًا سُحقًا»، أي: بُعدًا بُعدًا، وكرَّرَه للتَّأكيدِ، وهُو دُعاءٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم بالإبعادِ عن حَوضِه أو عنِ الرَّحمةِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 249 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
أرَأيتَ لو أنَّ رجلًا لهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، ألَا يَعرِفُ خَيْلَهُ؟» والغُرَّةُ: هيَ البياضُ في الوَجهِ، والتَّحجيلُ: هو البَياضُ في الأقدامِ، والخَيلُ البُهمُ الدُّهمُ: السَّوداءُ، والمقصودُ أنَّه إذا اختلَطَت هذه الخُيولُ تَميَّزَ بعضُها من بعضٍ بِبيَاضِ الغُرَّةِ والتَّحجيلِ، فكذَلكَ المُسلِمونَ يوم القيامةِ؛ «فإنَّهمْ يأتونَ غُرًّا مُحَجَّلينَ»، أي: بهم نُورٌ مُضيءٌ على جِباهِهم وأيديهم وأرجُلِهم من أثرِ الوُضوءِ، «وأَنا فرَطُهُمْ على الحَوْضِ»، أي: والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو سابِقُهُم ومُتقدِّمُهم على الحَوضِ يومَ القيامةِ، وهو حوضُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي يَسقي منه الوارِدينَ عليه من أُمَّتِه.
وأخبرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الملائكةَ سوفَ تُبعِدُ وتَطرُدُ عنِ الحوضِ أُناسًا وهُم مُقبِلونَ ومُتوجِّهونَ إليه، وهم من المسلِمينَ، كما يَمنَعُ ويَطرُدُ صاحبُ الإبلِ الجَمَلَ الذي ليس من إبلِه، وهو يُزاحِمُها في الطَّعامِ والشَّرابِ، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُنادي هؤلاء النَّاسَ ليأتوا إلى الحَوضِ، قَبل أن يعرِفَ لماذا يُطرَدونَ؟ «فيُقالُ: إنَّهم قدْ بدَّلوا بعْدَكَ»، أي: غيَّروا الدِّينَ أو حرَّفوه وانحَرَفوا بعدَك عنِ الحقِّ، فيَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ ذلك: «سُحقًا سُحقًا»، أي: بُعدًا بُعدًا، وكرَّرَه للتَّأكيدِ، وهُو دُعاءٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم بالإبعادِ عن حَوضِه أو عنِ الرَّحمةِ.
ما بيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِن مَصَارِيعِ الجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهو كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ.
الراوي : عتبة بن غزوان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2967 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عتبة بن غزوان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2967 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدْرِكَهُ، فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ.
الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 657 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
فهو في ذِمَّةِ اللهِ: أي: في أمانِه وضَمانتِه؛ وخَصَّ صَلاةَ الفَجرِ مِن بيْنِ سائرِ الصَّلَواتِ؛ لأنَّ فيها مَشَقَّةً، ولا يُواظِبُ عليها إلَّا خالِصُ الإيمانِ؛ فلذلك استَحقَّ الأمانَ وأنْ يكونَ في ذِمَّةِ اللهِ تعالَى وضَمانتِه وعَهْدِه.
فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِن ذمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدرِكَهُ، فيَكُبَّه في نارِ جَهنَّمَ: والنَّهيُ هنا وقَعَ على ما يُوجِبُ المُطالبةَ في نَقضِ العَهدِ وإخْفارِ ذِمَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وكَلامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هنا يَحتمِلُ مَعنيَينِ؛ الأولُ: أنَّ مَن صلَّى الفَجْرَ فقدْ أخَذَ مِنَ اللهِ أمانًا؛ فلا يَنبغِي لأحدٍ أنْ يُؤذيَهُ أو يَظلِمَه، فمَن ظلَمه أو آذاهُ فإنَّ اللهَ يُطالِبُه بذمَّتِهِ، الثَّاني: لا تَترُكوا صَلاةَ الصُّبحِ، فيُنتَقَضَ بذلكَ العَهدُ الَّذي بيْنكُم وبيْنَ ربِّكُم فيَطْلُبَكم بهِ؛ فمَن فعَلَ ذلكَ يُدرِكُه اللهُ، ويَكبُّه في نارِ جهنَّمَ.
الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 657 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
فهو في ذِمَّةِ اللهِ: أي: في أمانِه وضَمانتِه؛ وخَصَّ صَلاةَ الفَجرِ مِن بيْنِ سائرِ الصَّلَواتِ؛ لأنَّ فيها مَشَقَّةً، ولا يُواظِبُ عليها إلَّا خالِصُ الإيمانِ؛ فلذلك استَحقَّ الأمانَ وأنْ يكونَ في ذِمَّةِ اللهِ تعالَى وضَمانتِه وعَهْدِه.
فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِن ذمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدرِكَهُ، فيَكُبَّه في نارِ جَهنَّمَ: والنَّهيُ هنا وقَعَ على ما يُوجِبُ المُطالبةَ في نَقضِ العَهدِ وإخْفارِ ذِمَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وكَلامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هنا يَحتمِلُ مَعنيَينِ؛ الأولُ: أنَّ مَن صلَّى الفَجْرَ فقدْ أخَذَ مِنَ اللهِ أمانًا؛ فلا يَنبغِي لأحدٍ أنْ يُؤذيَهُ أو يَظلِمَه، فمَن ظلَمه أو آذاهُ فإنَّ اللهَ يُطالِبُه بذمَّتِهِ، الثَّاني: لا تَترُكوا صَلاةَ الصُّبحِ، فيُنتَقَضَ بذلكَ العَهدُ الَّذي بيْنكُم وبيْنَ ربِّكُم فيَطْلُبَكم بهِ؛ فمَن فعَلَ ذلكَ يُدرِكُه اللهُ، ويَكبُّه في نارِ جهنَّمَ.
سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يقولُ في بَنِي إسْرَائِيلَ، والكَهْفِ، ومَرْيَمَ، وطه، والأنْبِيَاءِ: إنَّهُنَّ مِنَ العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلَادِي.
الراوي : عبدالرحمن بن يزيد بن جابر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4994 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
أحبَّ الصَّحابةُ كِتابَ اللهِ عزَّ وجَلَّ وأقبلوا عليه بقُلوبِهم وجوارِحِهم؛ يتعَلَّمون منه ويَعمَلون، ويُعَلِّمونه لِمَن بعدهم.
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ سورةَ بني إسرائيلَ -وهي سورةُ الإسراءِ-، والكَهفِ، ومريمَ؛ مِن العِتاقِ الأُولِ، يعني: أنَّ نُزولَ هذه السُّوَرِ مُتقدِّمٌ، أو أنَّها مِنَ المُفضَّلاتِ، والعربُ تَجعَلُ كلَّ شَيءٍ بلَغَ الغايةَ في الجَودةِ عَتيقًا، يُريدُ تَفضيلَ هذه السُّورِ؛ لِمَا تَضَمَّنَ مُفتتَحُ كلٍّ منها مِن أمرٍ غَريبٍ وقَعَ في العالَمِ خارقًا لِلعادةِ، وهو الإسراءُ، وقصَّةُ أصحابِ الكهفِ، وقصَّةُ مريمَ ونحوُها، وأنَّهنَّ مِن تِلادِه، يعني: مِنَ السُّورِ الَّتي حَفِظَها قديمًا، والتَّليدُ: القديمُ.
الراوي : عبدالرحمن بن يزيد بن جابر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4994 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
أحبَّ الصَّحابةُ كِتابَ اللهِ عزَّ وجَلَّ وأقبلوا عليه بقُلوبِهم وجوارِحِهم؛ يتعَلَّمون منه ويَعمَلون، ويُعَلِّمونه لِمَن بعدهم.
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ سورةَ بني إسرائيلَ -وهي سورةُ الإسراءِ-، والكَهفِ، ومريمَ؛ مِن العِتاقِ الأُولِ، يعني: أنَّ نُزولَ هذه السُّوَرِ مُتقدِّمٌ، أو أنَّها مِنَ المُفضَّلاتِ، والعربُ تَجعَلُ كلَّ شَيءٍ بلَغَ الغايةَ في الجَودةِ عَتيقًا، يُريدُ تَفضيلَ هذه السُّورِ؛ لِمَا تَضَمَّنَ مُفتتَحُ كلٍّ منها مِن أمرٍ غَريبٍ وقَعَ في العالَمِ خارقًا لِلعادةِ، وهو الإسراءُ، وقصَّةُ أصحابِ الكهفِ، وقصَّةُ مريمَ ونحوُها، وأنَّهنَّ مِن تِلادِه، يعني: مِنَ السُّورِ الَّتي حَفِظَها قديمًا، والتَّليدُ: القديمُ.
اتَّقُوا النَّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشَاح، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النَّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشَاحَ ثَلَاثًا، حتَّى ظَنَنَّا أنَّه يَنْظُرُ إلَيْهَا، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فمَن لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ.
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6540 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6540 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأرْضِ ظُلْمًا، طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَومَ القِيَامَةِ مِن سَبْعِ أَرَضِينَ.
* قَولُه: «شِبرٍ» ليسَ المَقصودُ منه المِقدارَ، بلِ المَقصودُ التَّقليلُ
*طَوَّقَهُ: جعل البُقعةُ المَغصوبةُ في عُنُقِه كالطَّوقِ
الراوي : سعيد بن زيد | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 1610 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
* قَولُه: «شِبرٍ» ليسَ المَقصودُ منه المِقدارَ، بلِ المَقصودُ التَّقليلُ
*طَوَّقَهُ: جعل البُقعةُ المَغصوبةُ في عُنُقِه كالطَّوقِ
الراوي : سعيد بن زيد | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 1610 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
يُجْمَعُ المُؤْمِنُونَ يَومَ القِيامَةِ فيَقولونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنا إلى رَبِّنا فيُرِيحُنا مِن مَكانِنا هذا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فيَقولونَ له: أنْتَ آدَمُ أبو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، وأَسْجَدَ لكَ المَلائِكَةَ، وعَلَّمَكَ أسْماءَ كُلِّ شيءٍ فاشْفَعْ لنا إلى رَبِّنا حتَّى يُرِيحَنا، فيَقولُ لهمْ: لَسْتُ هُناكُمْ فَيَذْكُرُ لهمْ خَطِيئَتَهُ الَّتي أصابَ.
الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: [7516] | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: [7516] | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
أُتِيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَجُلٍ قدْ شَرِبَ، قَالَ: اضْرِبُوهُ -قَالَ أبو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بيَدِهِ، والضَّارِبُ بنَعْلِهِ، والضَّارِبُ بثَوْبِهِ- فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ القَوْمِ: أخْزَاكَ اللَّهُ! قَالَ: لا تَقُولوا هَكَذَا؛ لا تُعِينُوا عليه الشَّيْطَانَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6777 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
شربُ الخَمْرِ مِن المَعَاصِي والجَرائمِ التي تَستوجِبُ العُقوبةَ، وإقامةُ الحَدِّ على العاصي يكونُ مَطهَرةً للمُذنِبِ، وينبغي للمُجتَمَعِ أن يأخُذَ بيَدِ المُذنِبِ بعد العُقوبةِ؛ ليُبعِدَه عن طريقِ الغِوايةِ والشَّرِّ، ولا يتلَقَّوه بالمعايَرةِ والتقبيحِ.
وفي هذا الحَديثِ يروي أبو هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه جِيءَ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- برجُلٍ قدْ شَرِب خمْرًا، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للصَّحابةِ رَضِيَ الله عنهم: «اضْرِبُوه»، ولم يُحدِّدْ لهم عدَدًا ولا صِفَةً للضَّربِ، قال أبو هُرَيْرَة رَضِيَ الله عنه: «فمِنَّا الضَّارِبُ بيَدِه، والضَّاربُ بنَعْلِه» وهو ما يُلبَسُ في القَدَمِ، «والضَّاربُ بثَوْبِه» أي: بَعْدَ فتْلِه؛ للإيلامِ. فلمَّا انصرَف الرَّجُلُ بعد الانتهاءِ مِن ضَرْبِه، قال بعضُ القومِ -قيل: هو عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ-: «أَخْزَاكَ اللهُ!» أي: أذَلَّكَ اللهُ وأهانَكَ، فنهاهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ذلك؛ لأنَّه قدْ يكونَ هذا سببًا في غَلَبَةِ الشَّيطانِ عليه؛ لذا قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا تُعِينوا عليه الشَّيطانَ»، وفي روايةٍ عند البُخاريِّ: «لا تَكونوا عَوْنَ الشَّيطانِ على أخيكم»؛ لأنَّ الشَّيطانَ يريدُ بتزيينِه له المعصيةَ أن يحصُلَ له الخِزْيُ، فإذا دَعَوا عليه بالخَزْيِ فكأنَّهم قد حَصَّلوا مقصودَ الشَّيطانِ، أو لأنَّه إذا سمع منكم ذلك انهمك في المعاصي، وحمله العِنادُ والغَضَبُ على الإصرارِ، فيصيرُ دعاؤُكم معونةً في إغوائِه وتسويلِه.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6777 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
شربُ الخَمْرِ مِن المَعَاصِي والجَرائمِ التي تَستوجِبُ العُقوبةَ، وإقامةُ الحَدِّ على العاصي يكونُ مَطهَرةً للمُذنِبِ، وينبغي للمُجتَمَعِ أن يأخُذَ بيَدِ المُذنِبِ بعد العُقوبةِ؛ ليُبعِدَه عن طريقِ الغِوايةِ والشَّرِّ، ولا يتلَقَّوه بالمعايَرةِ والتقبيحِ.
وفي هذا الحَديثِ يروي أبو هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه جِيءَ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- برجُلٍ قدْ شَرِب خمْرًا، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للصَّحابةِ رَضِيَ الله عنهم: «اضْرِبُوه»، ولم يُحدِّدْ لهم عدَدًا ولا صِفَةً للضَّربِ، قال أبو هُرَيْرَة رَضِيَ الله عنه: «فمِنَّا الضَّارِبُ بيَدِه، والضَّاربُ بنَعْلِه» وهو ما يُلبَسُ في القَدَمِ، «والضَّاربُ بثَوْبِه» أي: بَعْدَ فتْلِه؛ للإيلامِ. فلمَّا انصرَف الرَّجُلُ بعد الانتهاءِ مِن ضَرْبِه، قال بعضُ القومِ -قيل: هو عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ-: «أَخْزَاكَ اللهُ!» أي: أذَلَّكَ اللهُ وأهانَكَ، فنهاهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ذلك؛ لأنَّه قدْ يكونَ هذا سببًا في غَلَبَةِ الشَّيطانِ عليه؛ لذا قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا تُعِينوا عليه الشَّيطانَ»، وفي روايةٍ عند البُخاريِّ: «لا تَكونوا عَوْنَ الشَّيطانِ على أخيكم»؛ لأنَّ الشَّيطانَ يريدُ بتزيينِه له المعصيةَ أن يحصُلَ له الخِزْيُ، فإذا دَعَوا عليه بالخَزْيِ فكأنَّهم قد حَصَّلوا مقصودَ الشَّيطانِ، أو لأنَّه إذا سمع منكم ذلك انهمك في المعاصي، وحمله العِنادُ والغَضَبُ على الإصرارِ، فيصيرُ دعاؤُكم معونةً في إغوائِه وتسويلِه.
بيْنا نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ قالَ: بيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلتُ: لِمَن هذا القَصْرُ؟ فَقالوا: لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا، فَبَكَى عُمَرُ وقالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يا رَسولَ اللَّهِ!
الراوي: أبو هريرة
المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3242
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصِفُ الجنَّةَ وما فيها مِن النَّعيمِ، وكان يُبشِّرُ بها بَعضَ أصحابِه؛ بَيانًا لكَرامتِهم، وحثًّا لغَيرِهم على الاجتهادِ في الطَّاعاتِ حتَّى يَنالوا الجنَّةَ.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصْحابَه أنَّه بيْنَما هو نائِمٌ رَأى نَفْسَه في الجَنَّةِ - ورُؤيا الأنبياءِ حقٌّ ووحْيٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ- ورَأى امْرَأةً تَتَوضَّأُ إلى جانِبِ قَصْرٍ وُضوءًا شَرعيًّا، ولا يَلزَمُ أنْ يكونَ على جِهةِ التَّكليفِ، أو المُرادُ الوُضوءُ اللُّغويُّ -وهو الطَّهارةُ والتَّنظُّفُ- لِتَزدادَ وَضاءةً وحُسْنًا، فسَأَلَ: لِمَن هذا القَصرُ؟ فأَجابَتْه الملائكةُ أنَّه لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، وفي رِوايةٍ في البُخاريِّ مِن حَديثِ جابرٍ رَضيَ اللهُ عنه: «فأردْتُ أنْ أدْخُلَه فأنْظُرَ إليه»؛ ليَرى ما فيهِ ويَصِفَه لعُمَرَ، ثمَّ تَذكَّرَ أنَّ في دُخولِه إيَّاه قدْ يَرى الحُورَ على تَبذُّلِهنَّ في مَساكنِهنَّ، فتَذَكَّرَ غَيرةَ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، فَوَلَّى مُدبِرًا ورجَعَ عن دُخولِ القصْرِ إكرامًا منه لعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا سَمِع عمَرُ رَضيَ اللهُ عنه ذلك بَكى شُكرًا للهِ عزَّ وجلَّ على ما أَولاه مِن نِعَمِه، وتَأدُّبًا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أو تَشَوُّقًا إلى الوعْدِ والبُشرى بالجنَّةِ، وقالَ: «أعَلَيكَ أغارُ يا رَسولَ الله!»، أي: لا تَصدُرُ الغَيرةُ منِّي تُجاهَكَ يا رسولَ اللهِ؛ لأنَّه لا يَجِبُ أنْ يُظَنَّ به شَيءٌ مِن السُّوءِ، خاصةً وأنَّ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنه لم يَنَلْ هذا القدْرَ ويَرتفِعَ تلك الدَّرَجةَ إلَّا بسَببِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى يَدَيْه.
وفي الحَديثِ: فَضلُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهُ.
وَفيه: أنَّ الجنَّةَ مَخلوقةٌ، وأنَّ جَواريَها خُلِقْنَ، فهنَّ يَتقلَّبْنَ في النَّعيمِ انتظارًا لقُدومِ المؤمنينَ عليهنَّ.
الراوي: أبو هريرة
المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3242
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصِفُ الجنَّةَ وما فيها مِن النَّعيمِ، وكان يُبشِّرُ بها بَعضَ أصحابِه؛ بَيانًا لكَرامتِهم، وحثًّا لغَيرِهم على الاجتهادِ في الطَّاعاتِ حتَّى يَنالوا الجنَّةَ.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصْحابَه أنَّه بيْنَما هو نائِمٌ رَأى نَفْسَه في الجَنَّةِ - ورُؤيا الأنبياءِ حقٌّ ووحْيٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ- ورَأى امْرَأةً تَتَوضَّأُ إلى جانِبِ قَصْرٍ وُضوءًا شَرعيًّا، ولا يَلزَمُ أنْ يكونَ على جِهةِ التَّكليفِ، أو المُرادُ الوُضوءُ اللُّغويُّ -وهو الطَّهارةُ والتَّنظُّفُ- لِتَزدادَ وَضاءةً وحُسْنًا، فسَأَلَ: لِمَن هذا القَصرُ؟ فأَجابَتْه الملائكةُ أنَّه لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، وفي رِوايةٍ في البُخاريِّ مِن حَديثِ جابرٍ رَضيَ اللهُ عنه: «فأردْتُ أنْ أدْخُلَه فأنْظُرَ إليه»؛ ليَرى ما فيهِ ويَصِفَه لعُمَرَ، ثمَّ تَذكَّرَ أنَّ في دُخولِه إيَّاه قدْ يَرى الحُورَ على تَبذُّلِهنَّ في مَساكنِهنَّ، فتَذَكَّرَ غَيرةَ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، فَوَلَّى مُدبِرًا ورجَعَ عن دُخولِ القصْرِ إكرامًا منه لعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا سَمِع عمَرُ رَضيَ اللهُ عنه ذلك بَكى شُكرًا للهِ عزَّ وجلَّ على ما أَولاه مِن نِعَمِه، وتَأدُّبًا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أو تَشَوُّقًا إلى الوعْدِ والبُشرى بالجنَّةِ، وقالَ: «أعَلَيكَ أغارُ يا رَسولَ الله!»، أي: لا تَصدُرُ الغَيرةُ منِّي تُجاهَكَ يا رسولَ اللهِ؛ لأنَّه لا يَجِبُ أنْ يُظَنَّ به شَيءٌ مِن السُّوءِ، خاصةً وأنَّ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنه لم يَنَلْ هذا القدْرَ ويَرتفِعَ تلك الدَّرَجةَ إلَّا بسَببِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى يَدَيْه.
وفي الحَديثِ: فَضلُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهُ.
وَفيه: أنَّ الجنَّةَ مَخلوقةٌ، وأنَّ جَواريَها خُلِقْنَ، فهنَّ يَتقلَّبْنَ في النَّعيمِ انتظارًا لقُدومِ المؤمنينَ عليهنَّ.
عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ أنَّه تَمارَى هو والحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنٍ الفَزارِيُّ في صاحِبِ مُوسَى، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هو خَضِرٌ، فَمَرَّ بهِما أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، فَدَعاهُ ابنُ عبَّاسٍ فقالَ: إنِّي تَمارَيْتُ أنا وصاحِبِي هذا في
صاحِبِ مُوسَى، الذي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، هلْ سَمِعْتَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: بيْنَما مُوسَى في مَلَإٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ جاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: هلْ تَعْلَمُ أحَدًا أعْلَمَ مِنْكَ؟ قالَ مُوسَى: لا، فأوْحَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إلَيْهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ له الحُوتَ آيَةً، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فارْجِعْ، فإنَّكَ سَتَلْقاهُ، وكانَ يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ، فقالَ لِمُوسَى فَتاهُ: (أَرَأَيْتَ إذْ أوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وما أنْسانِيهِ إلَّا الشَّيْطانُ أنْ أذْكُرَهُ)، قالَ: (ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي فارْتَدّا علَى آثارِهِما قَصَصًا)، فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِن شَأْنِهِما الذي قَصَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِهِ
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 74 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
أخبَرَ أنَّه سَمِعَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخبِرُ أنَّه بيْنَما نَبِيُّ اللهِ مُوسَى في جَماعةٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، جاءَهُ رجُلٌ فسَأَلَه: هلْ تَعلَمُ أحدًا أعْلَمَ مِنكَ في الأرضِ؟ فنَفى مُوسَى عليه السَّلامُ بظَنِّه أنْ يُوجَدَ أحدٌ أكثَرُ عِلمًا منه؛ لأنَّه نبِيٌّ ويُوحى إليه، فعَتَبَ اللهُ عليه إذا لم يَرُدَّ العِلمَ إليه، كما جاء في صَحيحِ مُسلمٍ. وقيل: جاء هذا تَنبيهًا لمُوسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتَعليمًا لمَن بعْدَه، ولئلَّا يَقتدِيَ به غيرُه في تَزكيةِ نفْسِه والعُجْبِ بحالِه فيَهلِكَ، فأوْحَى اللهُ عزَّ وجلَّ إليه: أنَّه يُوجَدُ مَن هو أعلَمُ منك ممَّن آتاهُ اللهُ عِلمًا مِن عندِه غيرَ ما أوحاهُ إليك، وهو عَبْدٌ اسمُه خَضِرٌ، فسَأَلَ مُوسى: كيف يَصِلُ إليه؟ فجَعَلَ اللهُ له الحُوتَ عَلامةً لمَكانِ الخَضِرِ ولِقائِه، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ على شاطئِ البحرِ فارْجِعْ؛ فإنَّكَ سَتَلْقاهُ؛ وذلك أنَّه لَمَّا سَأَلَ مُوسى السَّبيلَ إلى الخَضِرِ، قال اللهُ تعالَى: اطْلُبْه على الساحلِ عندَ الصَّخرةِ، قال: يا ربِّ، كيف لي به؟ قال: تَأخُذُ حُوتًا في مِكتَلٍ، فحيثُ فَقَدْتَه فهو هناك، فقِيل: أخَذَ سَمَكةً مَملوحةً، وقال لفتاهُ: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فأخْبِرْني.وقوله: «وكانَ يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ»، أي: يَنظُرُ إليه بالساحلِ ويَسيرُ معه حتَّى انتهَى إلى الخَضِرِ عليه السلامُ، ليس أنَّه سَلَك في أثرِه في البحرِ. وقيل: إنَّ موسى عليه السَّلامُ الْتقَى بالخَضِرِ في جَزيرةٍ مِن جزائرِ البحرِ؛ والتوصُّلُ إلى جزيرةٍ في البحرِ لا يقَعُ إلَّا بسُلوكِ البحرِ. وقيل: إنَّ الضميرَ في قولِه: «وكان» يعودُ إلى فتَى موسى يُوشَع بنِ نُون، وذلك أنَّ موسى عليه السَّلامُ قال له: إذا فقدْتَ الحوتَ أخْبِرْني؛ لأنَّه كان علامةَ رُؤيةِ الخَضِرِ.فقالَ الخادمُ لِمُوسَى -كما حَكَى اللهُ تعالَى عنه-: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}؛ وذلك أنَّهما بعدَ راحةٍ على البحرِ نَسِيَ الخادمُ الحُوتَ، ثمَّ سارا لفَترةٍ، فلمَّا تَذكَّرَ الفَتى الخادمُ ذلك أخبَرَ به مُوسى عليه السَّلامُ، فقالَ له: «ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا»، فرَجَعا يَتتبَّعانِ الأثَرَ حتى وَصَلا إلى المكانِ الذي فَقَدا فيه الحوتَ، فوَجَدَا خَضِرًا، فكانَ مِن شَأنِهِما الذي قَصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِه في سُورةِ الكَهفِ.حيث تبيَّنَ لمُوسى بعْدَ ذلك مَدى عِلمِ الخَضِرِ بما أعلَمه اللهُ مِن الغيوبِ وحَوادثِ القدرة، ممَّا لا تَعلَمُ الأنبياءُ منه إلَّا ما أُعلِموا به مِن الخالقِ عزَّ وجلَّ
صاحِبِ مُوسَى، الذي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، هلْ سَمِعْتَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: بيْنَما مُوسَى في مَلَإٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ جاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: هلْ تَعْلَمُ أحَدًا أعْلَمَ مِنْكَ؟ قالَ مُوسَى: لا، فأوْحَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إلَيْهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ له الحُوتَ آيَةً، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فارْجِعْ، فإنَّكَ سَتَلْقاهُ، وكانَ يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ، فقالَ لِمُوسَى فَتاهُ: (أَرَأَيْتَ إذْ أوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وما أنْسانِيهِ إلَّا الشَّيْطانُ أنْ أذْكُرَهُ)، قالَ: (ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي فارْتَدّا علَى آثارِهِما قَصَصًا)، فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِن شَأْنِهِما الذي قَصَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِهِ
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 74 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
أخبَرَ أنَّه سَمِعَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخبِرُ أنَّه بيْنَما نَبِيُّ اللهِ مُوسَى في جَماعةٍ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، جاءَهُ رجُلٌ فسَأَلَه: هلْ تَعلَمُ أحدًا أعْلَمَ مِنكَ في الأرضِ؟ فنَفى مُوسَى عليه السَّلامُ بظَنِّه أنْ يُوجَدَ أحدٌ أكثَرُ عِلمًا منه؛ لأنَّه نبِيٌّ ويُوحى إليه، فعَتَبَ اللهُ عليه إذا لم يَرُدَّ العِلمَ إليه، كما جاء في صَحيحِ مُسلمٍ. وقيل: جاء هذا تَنبيهًا لمُوسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتَعليمًا لمَن بعْدَه، ولئلَّا يَقتدِيَ به غيرُه في تَزكيةِ نفْسِه والعُجْبِ بحالِه فيَهلِكَ، فأوْحَى اللهُ عزَّ وجلَّ إليه: أنَّه يُوجَدُ مَن هو أعلَمُ منك ممَّن آتاهُ اللهُ عِلمًا مِن عندِه غيرَ ما أوحاهُ إليك، وهو عَبْدٌ اسمُه خَضِرٌ، فسَأَلَ مُوسى: كيف يَصِلُ إليه؟ فجَعَلَ اللهُ له الحُوتَ عَلامةً لمَكانِ الخَضِرِ ولِقائِه، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ على شاطئِ البحرِ فارْجِعْ؛ فإنَّكَ سَتَلْقاهُ؛ وذلك أنَّه لَمَّا سَأَلَ مُوسى السَّبيلَ إلى الخَضِرِ، قال اللهُ تعالَى: اطْلُبْه على الساحلِ عندَ الصَّخرةِ، قال: يا ربِّ، كيف لي به؟ قال: تَأخُذُ حُوتًا في مِكتَلٍ، فحيثُ فَقَدْتَه فهو هناك، فقِيل: أخَذَ سَمَكةً مَملوحةً، وقال لفتاهُ: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فأخْبِرْني.وقوله: «وكانَ يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ»، أي: يَنظُرُ إليه بالساحلِ ويَسيرُ معه حتَّى انتهَى إلى الخَضِرِ عليه السلامُ، ليس أنَّه سَلَك في أثرِه في البحرِ. وقيل: إنَّ موسى عليه السَّلامُ الْتقَى بالخَضِرِ في جَزيرةٍ مِن جزائرِ البحرِ؛ والتوصُّلُ إلى جزيرةٍ في البحرِ لا يقَعُ إلَّا بسُلوكِ البحرِ. وقيل: إنَّ الضميرَ في قولِه: «وكان» يعودُ إلى فتَى موسى يُوشَع بنِ نُون، وذلك أنَّ موسى عليه السَّلامُ قال له: إذا فقدْتَ الحوتَ أخْبِرْني؛ لأنَّه كان علامةَ رُؤيةِ الخَضِرِ.فقالَ الخادمُ لِمُوسَى -كما حَكَى اللهُ تعالَى عنه-: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}؛ وذلك أنَّهما بعدَ راحةٍ على البحرِ نَسِيَ الخادمُ الحُوتَ، ثمَّ سارا لفَترةٍ، فلمَّا تَذكَّرَ الفَتى الخادمُ ذلك أخبَرَ به مُوسى عليه السَّلامُ، فقالَ له: «ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا»، فرَجَعا يَتتبَّعانِ الأثَرَ حتى وَصَلا إلى المكانِ الذي فَقَدا فيه الحوتَ، فوَجَدَا خَضِرًا، فكانَ مِن شَأنِهِما الذي قَصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِه في سُورةِ الكَهفِ.حيث تبيَّنَ لمُوسى بعْدَ ذلك مَدى عِلمِ الخَضِرِ بما أعلَمه اللهُ مِن الغيوبِ وحَوادثِ القدرة، ممَّا لا تَعلَمُ الأنبياءُ منه إلَّا ما أُعلِموا به مِن الخالقِ عزَّ وجلَّ
أوَّلُ مَن قَدِمَ عليْنا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ وابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وكانا يُقْرِئانِ النَّاسَ، فَقَدِمَ بلالٌ وسَعْدٌ وعَمَّارُ بنُ ياسِرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ في عِشْرِينَ مِن أصْحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَما رَأَيْتُ أهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بشَيءٍ فَرَحَهُمْ برَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى جَعَلَ الإماءُ يَقُلْنَ: قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَما قَدِمَ حتَّى قَرَأْتُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في سُوَرٍ مِنَ المُفَصَّلِ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3925 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
لَمَّا أذِنَ اللهُ للمؤمِنينَ بالهِجْرةِ مِن مكَّةَ المُكرَّمةِ إلى المَدينةِ المُنوَّرةِ، بادَرَ إليها كلُّ مُستَطيعٍ مِن الصَّحابةِ، وكانتْ حينَها واجِبةً على المُسلِمينَ؛ حتَّى يَفِرُّوا بدِينِهم مِن دِيارِ الكُفرِ، ويَنْصُروا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَنشُروا دَعوةَ الحَقِّ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ أوَّلَ مَن قَدِمَ المَدينةَ على الأنْصارِ مِن المُهاجِرينَ، هو مُصعَبُ بنُ عُمَيرٍ البَدْريُّ القُرَشيُّ رَضيَ اللهُ عنه، وكان منَ السَّابِقينَ إلى الإسْلامِ، وقُتِلَ يومَ أُحدٍ، «وابنُ أمِّ مَكْتومٍ» واسمُه عبدُ اللهِ، أو عَمْرُو بنُ قَيسِ بنِ رَواحةَ القُرَشيُّ رَضيَ اللهُ عنه، وهو مِنَ السَّابِقينَ المُهاجِرينَ، ومُؤذِّنُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان ضَريرًا، أي: كَفيفَ البَصرِ، وكانا -مُصعَبٌ وابنُ أمِّ مَكْتومٍ رَضيَ اللهُ عنهما- يُقْرِئانِ النَّاسَ القُرآنَ. وقيلَ: إنَّ أوَّلَ مَن قدِمَ المَدينةَ مِن المُهاجِرينَ مُطلَقًا أبو سَلَمةَ بنُ عبدِ الأسَدِ رَضيَ اللهُ عنه، وكان قدْ رجَع مِن الحَبَشةِ إلى مكَّةَ، فأُوذيَ بمكَّةَ، فبلَغَه ما وقَع للاثْنَيْ عَشَرَ مِن الأنْصارِ في العَقَبةِ الأُولى، فتَوجَّهَ إلى المَدينةِ، فيُجمَعُ بيْنَ هذا وبينَ ما ورَد في هذا الحَديثِ: بأنَّ أبا سَلَمةَ خرَجَ لا لقَصْدِ الإقامةِ بالمَدينةِ، بلْ فِرارًا منَ المُشرِكينَ، بخِلافِ مُصعَبِ بنِ عُمَيرٍ؛ فإنَّه خرَجَ إليها للإقامةِ بها، وتَعليمِ مَن أسلَمَ مِن أهلِها بأمْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلكلٍّ أوَّليَّةٌ من جِهةٍ.
ثمَّ قَدِمَ بِلالُ بنُ رَباحٍ رَضيَ اللهُ عنه، مُؤذِّنُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو أحَدُ السَّابِقينَ الأوَّلينَ الَّذين عُذِّبوا في اللهِ تعالَى عذابًا شديدًا وصَبَر على ذلِك، وقدْ شهِدَ بَدرًا، وشهِدَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّعْيينِ بالجنَّةِ. وسَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، أبو إسْحاقَ القُرَشيُّ الزُّهْريُّ، المَكِّيُّ رَضيَ اللهُ عنه، أحَدُ العَشَرةِ المُبشَّرينَ بالجنَّةِ، وأحَدُ السَّابِقينَ الأوَّلينَ، وأحَدُ مَن شهِدَ بَدرًا، والحُدَيْبيَةَ، وعمَّارُ بنُ ياسِرٍ رَضيَ اللهُ عنهما، أبو اليَقْظانِ العَنْسيُّ، المَكِّيُّ، مَوْلى بَني مَخْزومٍ، أحَدُ السَّابِقينَ الأوَّلينَ، والأعْيانِ البَدْريِّينَ، وأُمُّه: هي سُمَيَّةُ، مَوْلاةُ بَني مَخْزومٍ، مِن كِبارِ الصَّحابيَّاتِ أيضًا.
ثمَّ قدِمَ إلى المَدينةِ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه في عِشْرينَ مِن أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعَه أبو بَكرٍ وعامرُ بنُ فُهَيْرةَ مَوْلى أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضيَ اللهُ عنهما.
ويَصِفُ البَراءُ فرَحَ الأنْصارِ بقُدومِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم، فيَقولُ: فما رأيْتُ أهلَ المَدينةِ فَرِحوا بشَيءٍ كفَرَحِهم برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى كانتِ الإماءُ -جَمْعُ الأَمَةِ، وهي المَرأةُ المَمْلوكةُ- يَقُلْنَ: قدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وهذا على سَبيلِ الفرَحِ والاستِبْشارِ بمَقدَمِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وكان قُدومُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ مُدَّةٍ مِنِ انْتِشارِ الإسْلامِ في المَدينةِ، تمكَّنَ فيها البَراءُ رَضيَ اللهُ عنه مِن قِراءةِ وحِفظِ سُورةِ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وسُوَرٍ أُخْرى مِن المُفَصَّلِ، والمُفصَّلُ: هو السُّبعُ الأخيرُ مِنَ القُرآنِ، أوَّلُه سورةُ (ق)، وقيلَ: الحُجُراتُ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3925 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
لَمَّا أذِنَ اللهُ للمؤمِنينَ بالهِجْرةِ مِن مكَّةَ المُكرَّمةِ إلى المَدينةِ المُنوَّرةِ، بادَرَ إليها كلُّ مُستَطيعٍ مِن الصَّحابةِ، وكانتْ حينَها واجِبةً على المُسلِمينَ؛ حتَّى يَفِرُّوا بدِينِهم مِن دِيارِ الكُفرِ، ويَنْصُروا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَنشُروا دَعوةَ الحَقِّ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ أوَّلَ مَن قَدِمَ المَدينةَ على الأنْصارِ مِن المُهاجِرينَ، هو مُصعَبُ بنُ عُمَيرٍ البَدْريُّ القُرَشيُّ رَضيَ اللهُ عنه، وكان منَ السَّابِقينَ إلى الإسْلامِ، وقُتِلَ يومَ أُحدٍ، «وابنُ أمِّ مَكْتومٍ» واسمُه عبدُ اللهِ، أو عَمْرُو بنُ قَيسِ بنِ رَواحةَ القُرَشيُّ رَضيَ اللهُ عنه، وهو مِنَ السَّابِقينَ المُهاجِرينَ، ومُؤذِّنُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان ضَريرًا، أي: كَفيفَ البَصرِ، وكانا -مُصعَبٌ وابنُ أمِّ مَكْتومٍ رَضيَ اللهُ عنهما- يُقْرِئانِ النَّاسَ القُرآنَ. وقيلَ: إنَّ أوَّلَ مَن قدِمَ المَدينةَ مِن المُهاجِرينَ مُطلَقًا أبو سَلَمةَ بنُ عبدِ الأسَدِ رَضيَ اللهُ عنه، وكان قدْ رجَع مِن الحَبَشةِ إلى مكَّةَ، فأُوذيَ بمكَّةَ، فبلَغَه ما وقَع للاثْنَيْ عَشَرَ مِن الأنْصارِ في العَقَبةِ الأُولى، فتَوجَّهَ إلى المَدينةِ، فيُجمَعُ بيْنَ هذا وبينَ ما ورَد في هذا الحَديثِ: بأنَّ أبا سَلَمةَ خرَجَ لا لقَصْدِ الإقامةِ بالمَدينةِ، بلْ فِرارًا منَ المُشرِكينَ، بخِلافِ مُصعَبِ بنِ عُمَيرٍ؛ فإنَّه خرَجَ إليها للإقامةِ بها، وتَعليمِ مَن أسلَمَ مِن أهلِها بأمْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلكلٍّ أوَّليَّةٌ من جِهةٍ.
ثمَّ قَدِمَ بِلالُ بنُ رَباحٍ رَضيَ اللهُ عنه، مُؤذِّنُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو أحَدُ السَّابِقينَ الأوَّلينَ الَّذين عُذِّبوا في اللهِ تعالَى عذابًا شديدًا وصَبَر على ذلِك، وقدْ شهِدَ بَدرًا، وشهِدَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّعْيينِ بالجنَّةِ. وسَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، أبو إسْحاقَ القُرَشيُّ الزُّهْريُّ، المَكِّيُّ رَضيَ اللهُ عنه، أحَدُ العَشَرةِ المُبشَّرينَ بالجنَّةِ، وأحَدُ السَّابِقينَ الأوَّلينَ، وأحَدُ مَن شهِدَ بَدرًا، والحُدَيْبيَةَ، وعمَّارُ بنُ ياسِرٍ رَضيَ اللهُ عنهما، أبو اليَقْظانِ العَنْسيُّ، المَكِّيُّ، مَوْلى بَني مَخْزومٍ، أحَدُ السَّابِقينَ الأوَّلينَ، والأعْيانِ البَدْريِّينَ، وأُمُّه: هي سُمَيَّةُ، مَوْلاةُ بَني مَخْزومٍ، مِن كِبارِ الصَّحابيَّاتِ أيضًا.
ثمَّ قدِمَ إلى المَدينةِ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه في عِشْرينَ مِن أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعَه أبو بَكرٍ وعامرُ بنُ فُهَيْرةَ مَوْلى أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضيَ اللهُ عنهما.
ويَصِفُ البَراءُ فرَحَ الأنْصارِ بقُدومِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم، فيَقولُ: فما رأيْتُ أهلَ المَدينةِ فَرِحوا بشَيءٍ كفَرَحِهم برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى كانتِ الإماءُ -جَمْعُ الأَمَةِ، وهي المَرأةُ المَمْلوكةُ- يَقُلْنَ: قدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وهذا على سَبيلِ الفرَحِ والاستِبْشارِ بمَقدَمِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وكان قُدومُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ مُدَّةٍ مِنِ انْتِشارِ الإسْلامِ في المَدينةِ، تمكَّنَ فيها البَراءُ رَضيَ اللهُ عنه مِن قِراءةِ وحِفظِ سُورةِ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وسُوَرٍ أُخْرى مِن المُفَصَّلِ، والمُفصَّلُ: هو السُّبعُ الأخيرُ مِنَ القُرآنِ، أوَّلُه سورةُ (ق)، وقيلَ: الحُجُراتُ.
دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: السَّامُ علَيْكُم، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلتُ: وعَلَيْكُمُ السَّامُ واللَّعْنَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَهْلًا يا عَائِشَةُ، إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأمْرِ كُلِّهِ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟ قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قدْ قُلتُ: وعلَيْكُم
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6024 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6024 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]