كل يوم حديث
598 subscribers
16 links
للبقاء على اتصال مع حديث رسول الله الصحيح في ظل الأجواء الحالية من هجر له وانتشار الأحاديث الموضوعة
Download Telegram
كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. وَعَنْ عبدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ بهذا الإسْنَادِ نَحْوَهُ، وَرَوَى أبو هُرَيْرَةَ، وفَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ القُرْآنَ.

الراوي : عبدالله بن عباس.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3220.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
الجُودُ هو الكَرَمُ والبَذْلُ والإنفاقُ مِن غَيرِ سُؤالٍ، وقد كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أبلَغِ النَّاسِ في العَطاءِ والإنفاقِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عَبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان أعظَمَ النَّاسِ وأكثَرَهم جُودًا على الإطلاقِ، وكان جُودُه يَبلُغُ الغايةَ في شَهرِ رَمَضانَ، والسَّببُ في زِيادةِ كَرَمِه ومُضاعَفةِ جُودِه، أمْرانِ؛
الأوَّلُ: التِقاؤُه بالرُّوحِ الأمينِ جِبريلَ عليه السَّلامُ، وهو المَلَكُ المُوَكَّلُ بالوَحْيِ،
والأمْرُ الآخَرُ: مُدارَسةُ القُرآنِ، وفي رِوايةٍ: «يُعارِضُه القُرآنَ»، والمُدارَسةُ والمُعارَضةُ بمَعنًى واحِدٍ، وهو المُقابَلةُ في القِراءةِ عن ظَهْرِ قَلبٍ، فيُدارِسُه جَميعَ ما نَزَلَ مِنَ القُرآنِ،
يقول: فلَرَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكرَمُ وأكثَرُ عَطاءً وفِعلًا لِلخَيرِ، وأعظَمُ نَفعًا لِلخَلقِ مِنَ الرِّيحِ الطَّيِّبةِ التي يُرسِلُها اللهُ بالغَيثِ والرَّحمةِ.
وقد وَرَدَ في الصَّحيحَيْن أنَّ جِبريلَ عليه السَّلامُ كان يُعارِضُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالقُرآنِ مَرَّةً واحِدةً كُلَّ عامٍ، حتى إذا كان العامُ الذي ماتَ فيه عارَضَه مَرَّتَيْن.

وفي الحَديثِ: الحَثُّ على الجُودِ في كُلِّ الأوقاتِ.
وفيه: زِيارةُ الصُّلَحاءِ وأهلِ الفَضلِ ومُجالَسَتُهم؛ لِأنَّها سَبَبُ الخَيرِ والصَّلاحِ.
وفيه: الإكثارُ مِنَ البَذْلِ والعَطاءِ والإحسانِ وقِراءةِ القُرآنِ في شَهرِ رَمَضانَ.
وفيه: فَضلُ شَهرِ رَمَضانَ.
وفيه: الحَثُّ على مُدارَسةِ القُرآنِ.
أَلَمْ تَرَيْ أنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عن قَواعِدِ إبْراهِيمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ ألا تَرُدُّها علَى قَواعِدِ إبْراهِيمَ؟ فقالَ: لَوْلا حِدْثانُ قَوْمِكِ بالكُفْرِ، فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: لَئِنْ كانَتْ عائِشَةُ سَمِعَتْ هذا مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما أُرَى أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، تَرَكَ اسْتِلامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيانِ الحِجْرَ، إلَّا أنَّ البَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ علَى قَواعِدِ إبْراهِيمَ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3368 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث
وفي هذا الحديثِ تَحكي عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لها: ألَمْ تَعرِفي أنَّ قُرَيشًا لَمَّا بَنَوُا الكَعبةَ لم يَبْنُوها على كلِّ قَواعدِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، بلْ نَقَصوا منها الحِجرَ؟ وذلك لقِلَّةِ النَّفقةِ الطَّيِّبةِ التي جَمَعَوها، حيثُ إنَّهم شَرَطوا أنَّ المالَ الذي سيُبْنَى منه الكَعبةُ يكونُ مِن أطيَبِ المالِ، ولا يكونُ فيه شَيءٌ حَرامٌ. فقالتْ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها: «ألَا تَرُدُّها علَى قواعدِ إبراهيمَ؟»؛ تُريدُ أنْ ينقُضَ البُنيانَ الذي بُنِيتْ عليه القواعدُ ويَبنيَها بُنيانًا يَستوعِبُ القواعدَ، فأخْبَرَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لولا قُربُ عَهدِ قُريشٍ بالكُفْرِ لَرَدَّها على قَواعِدِ إبراهيمَ، وبَناها مِن جَديدٍ على كلِّ قَواعدِه.
وكانتْ صِفةُ بِناءِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ للبيتِ مُدوَّرًا عندَ الرُّكنَينِ الشاميِّ والعِراقيِّ؛ فهو على تلك الهيئةِ بحِجرِ إسماعيلَ، وكان له رُكنانِ، وهما اليَمانِيانِ، فلمَّا بَنَتْه قُريشٌ في الجاهليَّةِ جَعَلوا له أربعةَ أركانٍ، وجَعَلوا الحِجرَ مِن وَرائِه، إرادةً منهم لاستكمالِ الطَّوافِ بالبيتِ، وهو على شَكلِ نِصفِ دائرةٍ يُلاصِقُ الرُّكنينِ الشاميَّ والعراقيَّ، فالحِجرُ جُزءٌ مِن الكعبةِ.
فقال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما: إنَّه لو كانت عائِشةُ سَمِعَت هذا مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -وهذا ليس شكًّا في قَولِها ولا تَضعيفًا لِحَديثِها؛ فإنَّها الحافِظةُ المُتقِنةُ، لكنَّه جَرى على ما يُعتادُ في كَلامِ العَرَبِ مِن التَّرديدِ للتَّقريرِ- فما أظُنُّ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَرَكَ استِلامَ الرُّكنَين اللَّذَين يَلِيانِ الحِجْرَ ومَسْحَهما باليَدِ والتَّبرُّكَ بهما -ويُطلَقُ علَيهما الرُّكنُ الشاميُّ والرُّكنُ العِراقيُّ- عكْسَ ما يَستلِمُ به الرُّكنينِ الآخَرَين: الحَجَرَ الأسودَ، والرُّكنَ اليَمانيَ؛ إلَّا لأنَّهما لَيْسا على الهيئةِ الصَّحيحةِ للبَيتِ.
وفي الحديثِ: دَليلٌ على ارتِكابِ أيسرِ الضَّررَين دَفْعًا لأَكبرِهما؛ لأنَّ تَرْكَ بِناءِ الكَعبةِ على ما هو عليه أيسرُ مِن افتِتانِ طائفةٍ مِن المسلِمينَ ورُجوعِهِم عن دينِهِم.
وفيه: أنَّ النُّفوسَ تُساسُ بما تُساسُ إلَيه في الدِّينِ -مِن غَيرِ الفَرائِضِ- بأن يُتْرَكَ ويُرفَعَ عن النَّاسِ ما يُنكِرون مِنها.
وفيه: تَحديدُ ما يُستلَمُ وما يُقبَّلُ مِنَ الكعبةِ، وهما رُكنُ الحجرِ الأسودِ والرُّكنُ اليَمانيُ دونَ غيرِهِما.
لِيَلِنِي مِنكُمْ، أُولو الأحْلامِ والنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَلاثًا، وإيَّاكُمْ وهَيْشاتِ الأسْواقِ.

الراوي : عبدالله بن مسعود
المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 432
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث

صَلاةُ الجَماعةِ في المساجدِ شأنُها عظيمٌ، وأجرُها كَبيرٌ، وقد نظَّمَ الشَّرعُ هذه الصَّلاةَ، ورتَّب الوقوفَ خَلفَ الإمامِ؛ حتَّى يَكونَ المُصَلُّون على انتِظامٍ وانضِباطٍ نَفسيٍّ وبَدَنيٍّ في تلك الصَّلاةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لِيَلِني منكم أولو الأحلامِ والنُّهى»، وهذا أمرٌ بأن يَقِفَ خَلفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الصَّلاةِ أصحابُ العقولِ والأفهامِ، أو أن يكون خَلفَه البالِغون العُقلاءُ؛ وذلك لأُمورٍ؛ منها: تَفضيلُهم بالتَّقَدُّمِ، وليَعقِلوا عنه ما يُنقَلُ من فِعلِه، ولأنَّه رُبَّما احتاج إليهم؛ إمَّا بتَذكيرِه إذا نَسيَ شيئًا، أو في استِنابتِهم إن نابَه أمرٌ، فيَكونوا أقربَ إليه، ثم يكون من بعدهم الأقلُّ سِنًّا وهكذا، ثمَّ وراءَهم النِّساءُ.
فيؤمُّ النَّاسَ في الصَّلاة أقرؤُهم وأكثرُهم عِلمًا وفِقهًا، ثمَّ يكون خَلفَ الإمامِ الحُفَّاظُ للقرآنِ والعالِمون بأحكامِ الصَّلاة والبالغون، ثمَّ الأقلُّ عِلمًا، وهذا ليس فيه حَجرُ الصُّفوفِ عليهم أو حَجزُها لهم، وإنَّما فيه الحثُّ على أن يُسارِعَ أهلُ العِلم والفَهمِ إلى الصَّلاةِ في الجماعاتِ؛ ليَكونوا خَلفَ الإمامِ، وهذا الأمرُ منَ التَّنظيمِ النَّبويِّ حتى يَتعلَّمَ النَّاسُ منه أحكامَ الصَّلاة، ثمَّ يَنقُلوها لِمَن بَعدهم.
ثم حَذَّرَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: «وإيَّاكم وهَيْشاتِ الأسواق»؛ وهي ارتفاعُ الأصواتِ، والصَّخبُ واللَّغَطُ، والمُنازعاتُ والفِتنُ التي فيها، والمعنى: احذَروا رَفعَ الصَّوتِ في الصَّلاةِ والمساجدِ، والكلامَ دونَ فائدةٍ، كما يَحدُثُ في الأسواقِ، ولا يَشغَلَنَّكمُ التَّفكيرُ في مِثلِ هذه الأمورِ عنِ الخُشوعِ في الصَّلاةِ، ويُمكِنُ أن يَكونَ النَّهيُ عن الاختِلاطِ في المساجدِ وفي صُفوفِ الصَّلاةِ؛ فلا يَختَلِطُ أصحابُ العُقولِ والكِبارُ معَ الصِّغارِ والنِّساءِ مِثلَ الأسواقِ.
أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى.

الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6005 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ رَأْسَ جارِيَةٍ بيْنَ حَجَرَيْنِ، قيلَ مَن فَعَلَ هذا بكِ، أفُلانٌ، أفُلانٌ؟ حتَّى سُمِّيَ اليَهُودِيُّ، فأوْمَأَتْ برَأْسِها، فَأُخِذَ اليَهُودِيُّ، فاعْتَرَفَ، فأمَرَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرُضَّ رَأْسُهُ بيْنَ حَجَرَيْنِ.

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 2413 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي.

الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 527 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

شرح الحديث:
معنى (ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي) أنّ ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أخبَرَ أنَّه لَوِ استَزادَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وطَلَبَ منه أنْ يَذكُرَ أعمالًا أكثَرَ مِن ذلك، ما امتَنَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُخبِرَه بأفضَلِ الأعمالِ
قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : أبو داود  المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 1134 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

شرح الحديث:
فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ قَدْ أبدلَكم بهِما خيرًا منهما: يومَ الأَضْحَى، ويومَ الفِطْرِ"، أي: إنَّ احتِفالَكم مِن اليومِ بالفِطرِ والأَضْحَى، واتْرُكوا ما دونَ ذلك؛ فهُما خيرٌ لكم مِن شَعائرِ الجاهليَّةِ، وهذا كأنَّه نَهْيٌ عن الاحتفالِ بالأعيادِ الجاهليَّةِ، وتوجيهٌ للمُسلِمين إلى شَعائرِ الإسلامِ.
أنَّ عُمَرَ بنَ عبدِ العَزِيزِ أخَّرَ العَصْرَ شيئًا، فَقالَ له عُرْوَةُ: أما إنَّ جِبْرِيلَ قدْ نَزَلَ فَصَلَّى أمَامَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ عُمَرُ اعْلَمْ ما تَقُولُ يا عُرْوَةُ قالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بنَ أبِي مَسْعُودٍ يقولُ: سَمِعْتُ أبَا مَسْعُودٍ يقولُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: نَزَلَ جِبْرِيلُ فأمَّنِي، فَصَلَّيْتُ معهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ معهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ معهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ معهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ معهُ.
يَحْسُبُ بأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ.

الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3221.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].


شرح الحديث:
الصَّلاةُ في أوَّلِ وَقتِها والمُبادَرةُ بها؛ مِن أفضَلِ الأعمالِ التي يُتَقرَّبُ بها إلى اللهِ تَعالى، وقدْ بيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوقاتَها بقولِه وفِعلِه، وقدْ حرَص الصحابةُ مِن بَعدِه على تأديتِها في أوقاتِها وتَواصَوْا بذلِك.وفي هذا الحَديثِ أنَّ عُروةَ بنَ الزُّبَيرِ لَمَّا رأَى عُمَرَ بنَ عَبدِ العَزيزِ -وكان وَقْتَها أميرَ المَدينةِ، في خِلافةِ عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ- أخَّرَ الصَّلاةَ يَومًا، وكانتْ صَلاةَ العَصرِ؛ دَخَلَ عليه وأخبَرَه أنَّ المُغيرةَ بنَ شُعبةَ رَضيَ اللهُ عنه أخَّرَ الصَّلاةَ مَرَّةً وهو في العِراقِ، فدَخَلَ عليه أبو مَسعودٍ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه وأنكَرَ عليه ذلك، وقال له: أليسَ قد عَلِمتَ أنَّ جِبريلَ نَزَلَ فصَلَّى، فصَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ يُشيرُ بذلك إلى نُزولِ جِبريلَ لِلنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإمامَتِه له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أوقاتِ الصَّلواتِ الخَمسِ، فعَلَّمَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوقاتَ الصَّلاةِ، وأوقاتَ إقامَتِها، يُريدُ أنَّه قد بَيَّنَ له أوقاتَها، وأنَّ تَأخيرَها عن هذا الوَقتِ الذي صَلَّى فيه عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ لم يَرِدْ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «بهذا أُمِرتُ»، فقالَ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ لِعُروةَ: «اعلَمْ ما تُحَدِّثُ»، أي: تَثَبَّتْ مِمَّا تُحَدِّثُ به، أوَإنَّ جِبريلَ هو أقامَ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَقتَ الصَّلاةِ؟ وهذا استِفهامٌ مِن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ هلْ جِبريلُ هو مَن بَيَّنَ لِلنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَقتَ الصَّلاةِ؟ فكأنَّه لم يَكُنْ يَعلَمُ هذا الحَديثَ، فقال له عُروةُ: كذلك كانَ بَشيرُ بنُ أبي مَسعودٍ يُحدِّثُ عن أبيه، يَعني أنَّ ذلك إسنادُ الخَبرِ؛ لِيَعلَمَ أنَّه صَحيحٌ مُتَّصِلٌ.ثم قال عُروةُ زِيادةً في التأكيدِ: ولقدْ حَدَّثَتْني عائِشةُ أُمُّ المُؤمِنينَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصَلِّي العَصرَ والشَّمسُ في حُجرَتِها قَبلَ أنْ تَظهَرَ، أي: تَعلُوَ، والمُرادُ: أنَّه كان يُصلِّيها في أوَّلِ وَقتِها.


وفي الحَديثِ:
الحَثُّ على الصَّلاةِ في أوَّلِ وَقتِها، وخُصوصًا صَلاةَ العَصرِ، وأنَّ تأخيرَها يَذهَبُ بها إلى أوقاتِ النَّهيِ التي تُكرَهُ فيها الصَّلاةُ.
وفيه:
مَشروعيَّةُ نُصْحِ العالِمِ لِوَليِّ الأمْرِ.
وفيه:
طَلَبُ التَّثَبُّثِ مِنَ الحَديثِ مِمَّن يُحدِّثُ به.
يَا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

الراوي : أبو حميد الساعدي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6360 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
يَأْتي زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فيُقَالُ: فِيكُمْ مَن صَحِبَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فيُقَالُ: نَعَمْ، فيُفْتَحُ عليه، ثُمَّ يَأْتي زَمَانٌ، فيُقَالُ: فِيكُمْ مَن صَحِبَ أَصْحَابَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فيُقَالُ: نَعَمْ، فيُفْتَحُ، ثُمَّ يَأْتي زَمَانٌ فيُقَالُ: فِيكُمْ مَن صَحِبَ صَاحِبَ أَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فيُقَالُ: نَعَمْ، فيُفْتَحُ.

الراوي : أبو سعيد الخدري
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2897
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

يبيّن الحديث فضل القرون الثلاثة (أصحاب النبي، ثم تابعيهم، ثم تابعي تابعيهم) فيَكونُ ذلك سَبَبًا في أنْ يَكتُبَ اللهُ الفَتحَ على أيدِيهم؛ لِفَضلِهم ومَكانَتِهم،
السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوْ: كالَّذِي يَصُومُ النَّهارَ ويقومُ اللَّيْلَ

الراوي : صفوان بن سليم | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6006 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
"مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بهَا مَالًا وهو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ"
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 2515 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

الشرح: مَن حَلَفَ على يَمينٍ يَحوزُ به مالًا لِغَيرِه، وهو في هذه اليَمينِ «فاجِرٌ»، أي: كاذِبٌ؛ لَقِيَ اللهَ وهو عَلَيه غَضْبانُ، وصِفةُ الغَضبِ ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ على الوَجهِ الَّذي يَليقُ بجَلالِه وعَظَمتِه، ولا يُشبِهُ غَضَبَ المَخلوقين
لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ.

الراوي: عبادة بن الصامت | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 756 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
نَهَانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنْ أَتَخَتَّمَ في إصْبَعِي هذِه، أَوْ هذِه، قالَ: فأوْمَأَ إلى الوُسْطَى وَالَّتي تَلِيهَا.

الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2095 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

شرح الحديث:
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهاهُ أنْ يَجعَلَ خاتَمَه في إصبعِه «هذهِ أو الَّتي تَليها» -ولم يَدرِ عاصمُ بنُ كُلَيبٍ راوي الحديثِ، في أيِّ إصْبعينِ كان النَّهيُ- وجاء في رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ: «فأوْمَأَ إلى الوسْطى والَّتي تَلِيها»، ويعني بها إصبَعَ السَّبَّابةِ، وقدْ ثبَتَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لَبِسَ خاتمَه في الخِنصرِ، كما أخرَجَ البُخاريُّ ومُسْلمٌ في صَحيحَيْهما، وهي الإصبعُ الأخيرةُ مِن اليدِ.
والنَّهيُ في هذا الحديث هو للرجال، وللمرأةِ أن تتخَتَّمَ في أيِّ أصابعِها شاءَت.
قالَ لي جِبْرِيلُ مَن ماتَ مِن أُمَّتِكَ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، أوْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ، قالَ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قالَ: وإنْ.

الراوي : أبو ذر الغفاري.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3222.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ.

الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3371 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث
والتَّعوُّذُ باللهِ تعالَى وكَلماتِه هو الالْتجاءُ إليهِ عزَّ وجلَّ؛ لأنَّه سُبحانَه القادِرُ على صَرْفِ الشُّرورِ عن عبْدِه، وكَلماتُ اللهِ مَحمولةٌ على أسمائِه الحُسنى، وصِفاتِه العُلى، والكُتبِ المُنزَّلةِ مِن عِندِه سُبحانَه وتعالَى، أو المقصودُ بها المعوِّذِتَانِ: سُورةُ الفلَقِ وسُورُة النَّاسِ، أو المقصودُ بها القرآنُ الكريمُ.  والتَّامَّةُ: صِفةٌ لازمةٌ لكَلِماتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، أي: الكامِلةُ الخاليةُ مِن النَّقصِ، أو النَّافعةُ، أو الشَّافيةُ، أو المبارَكةُ. وقولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مِن كُلِّ شَيطانٍ وهَامَّةٍ»، أي: مِن كلِّ شَيطانٍ إنسيًّا كان أو جِنيًّا. والهامَّةُ: هي كلُّ ما له سَمٌّ، وقيل: إنَّ الهوامَّ حَشَراتُ الأرضِ، والعينُ اللَّامَّةُ: هي العينُ الَّتي تُصيبُ بالسُّوءِ وتُلحِقُ الضَّررَ بمَن تَنظُرُه
قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ، فَقَالَ: أيْنَ عَلِيٌّ؟، فقِيلَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَبَصَقَ في عَيْنَيْهِ ودَعَا له، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ به وجَعٌ، فأعْطَاهُ فَقَالَ: أُقَاتِلُهُمْ حتَّى يَكونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: انْفُذْ علَى رِسْلِكَ حتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ.

الراوي : سهل بن سعد الساعدي المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3009 
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

من شرح الحديث

يَدوكونَ ليلَتَهم: أيُّهم يُعْطاها؟ أي: يَتحدَّثون بيْنَهم ويَتَسألون عمَّن سيُعْطيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّايةَ.

أُقاتِلُهم حتَّى يَكونوا مِثلَنا؟» أي: مُسلِمينَ، فوجَّهَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنِ قال: «انفُذْ على رِسْلِكَ»، أي: امْضِ بغَيرِ تَعَجُّلٍ، «حتَّى تَنزِلَ بساحَتِهم»، السَّاحةُ: المكانُ المتَّسعُ بيْن البيوتِ ونحْوِه، ثمَّ ابْدأْ بدَعوَتِهم إلى الإسْلامِ، «وأخْبِرْهم بما يجِبُ عليهم مِن حَقِّ اللهِ فيه، فواللهِ لأنْ يَهْديَ اللهُ بكَ رَجلًا واحِدًا» إلى الإسلامِ، خَيرٌ لكَ مِن أنْ يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ، وهي نَوعٌ مِنَ الإبلِ المَحْمودةِ، وكانت مِمَّا تَتفاخَرُ العَربُ به، والمَعنى: أنْ تكونَ سَببًا في هِدايةِ رَجلٍ واحدٍ خَيرٌ لكَ مِن أنْ تكونَ حُمْرُ النَّعَمِ لكَ، فتتَصَدَّقَ بها، وقيلَ: تَقْتَنيها، وتَملِكُها.
أَتَيْنَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فأقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أنَّا اشْتَقْنَا أهْلَنَا، وسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا في أهْلِنَا، فأخْبَرْنَاهُ، وكانَ رَفِيقًا رَحِيمًا، فَقَالَ: ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ ومُرُوهُمْ، وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، وإذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ.

الراوي : مالك بن الحويرث | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6008 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كانَ له عليه في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أصْوَاتُهُما حتَّى سَمِعَهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في بَيْتٍ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَيْهِمَا حتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى كَعْبَ بنَ مَالِكٍ، فَقالَ: يا كَعْبُ، فَقالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فأشَارَ بيَدِهِ أنْ ضَعِ الشَّطْرَ، فَقالَ كَعْبٌ: قدْ فَعَلْتُ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُمْ فَاقْضِهِ.

الراوي : كعب بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 2710 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

يَرْوي كَعْبُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان له دَينٌ عندَ عبْدِ اللهِ بنِ أبِي حَدْرَدٍ، فطَلَب منه سَدَادَه، وكان ذلك في مَسجدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فارْتَفَعَتْ أصواتُهما في النِّقاشِ، فسَمِعَهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهُوَ في حُجرتِه، فخَرَج إليهما حتَّى كَشَف سِجْفَ حُجْرَتِه -وهو السِّتْرُ الذي عليها- فنَادَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَعْبَ فرَدَّ رَضيَ اللهُ عنه: لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ، أي: أنَّه مُجيبٌ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِما يَأمُرُ، فأَشَارَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه أنْ يَحُطَّ نِصْفَ الدَّيْنِ عن ابنِ أبِي حَدْرَدٍ، فامْتَثَل كَعْبٌ رَضيَ اللهُ عنه لِمَا أشار به النَّبيُّ، وهذا لم يكُنْ حكْمًا مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لكعْبٍ بتَرْكِ نِصفِ حقِّه، بلْ أمْرُه على سَبيلِ البِرِّ والمساهَلةِ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لابْنِ أبِي حَدْرَدٍ، «قُمْ فَاقْضِه»، أي: فسَدِّد ما عليك له مِن دَينٍ بعْدَ أنْ تَرَكَ لكَ نِصْفَه.

وفي الحديثِ: فَضِيلةُ الصُّلحِ، وحُسْنُ التَّوسُّطِ بيْن المتخاصِمَيْن.
وفيه: مَشروعيَّةُ سُؤالِ المديونِ الدَّائنَ الحطَّ مِن صاحبِ الدَّينِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ تَدخُّلِ الحاكمِ للصُّلحِ بيْن النَّاسِ.
كانَ أهْلُ الكِتَابِ يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ بالعِبْرَانِيَّةِ، ويُفَسِّرُونَهَا بالعَرَبِيَّةِ لأهْلِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ، وقُولوا: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136] الآيَةَ.

الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 4485 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

شرح الحديث:
أنزَلَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى القُرآنَ حاكِمًا على ما سبَقَه مِن كُتبٍ وشَرائعَ؛ فشَريعتُه وأحْكامُه قاضيةٌ على كلِّ ما سبَقَه مِن شَرائعَ، وقدْ طالَت أيْدي التَّحْريفِ ما سبَقَه مِن كتُبٍ سَماويَّةٍ، فحرَّفَ اليَهودُ التَّوراةَ، وحرَّفَ النَّصارى الإنْجيلَ وزادوا التَّوْراةَ تَحريفًا.
وفي هذا الحَديثِ يُحذِّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه مِن الاغْتِرارِ بما يَرْويه أهلُ الكِتابِ مِن كتُبِهم، فيُخبِرُ أبو هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ اليَهودَ على عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانوا يَقرَؤونَ التَّوْراةَ بالعِبْرانيَّةِ، يَعني اللُّغةَ العِبْريَّةَ، وهي لُغةُ اليَهودِ، ويُفسِّرونَها ويُتَرجِمونَها لأهلِ الإسْلامِ بالعَربيَّةِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا تُصدِّقوا أهلَ الكِتابِ ولا تُكَذِّبوهم»، وهذا فيما لا يُعرَفُ صِدقُه مِن كَذِبِه؛ وذلك لأنَّ اللهَ تعالَى أمَرَنا أنْ نؤمِنَ بما أنزَلَ إلينا منَ القُرآنِ، وما أنزَلَ إليهم مِن الكِتابِ، إلَّا أنَّه لا سَبيلَ لنا إلى أنْ نَعلَمَ صَحيحَ ما يَحْكونَه عن تلك الكتُبِ مِن سَقيمِه إذا لم يَرِدْ في شَريعَتِنا ما يوَضِّحُ صِدْقَه مِن كَذِبِه، فنتَوقَّفُ؛ فلا نُصدِّقُهم؛ لئلَّا نَكونَ شُركاءَ معَهم فيما حَرَّفوه منه، ولا نُكَذِّبُهم؛ فلعَلَّه يكونُ صَحيحًا، فنَكونُ مُنكِرينَ لمَا أُمِرْنا أنْ نُؤمِنَ به، وأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نَقولَ: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136].
وأمَّا ما عُلِمَ كَذِبُه ممَّا أخبَرَ به اليَهودُ والنَّصارى -كافْتِرائِهم على اللهِ ورَسولِه- فلا يَسَعُ المُسلِمَ إلَّا أنْ يُكَذِّبَهم فيما قالوا.

وفي الحَديثِ:
أنَّ المُسلِمَ مِن حيث الإجْمالُ يُؤمِنُ بما جاء به أنْبياءُ اللهِ جَميعًا، ولا يُصدِّقُ إلَّا ما جاء موافِقًا للقُرآنِ الكَريمِ، وسُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.