أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً، في عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: آصِلُهَا؟ قالَ: نَعَمْ قالَ ابنُ عُيَيْنَةَ: فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ} [الممتحنة: 8].
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5978 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5978 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أَتَيْنَا أنَسَ بنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إلَيْهِ ما نَلْقَى مِنَ الحَجَّاجِ، فَقالَ: اصْبِرُوا؛ فإنَّه لا يَأْتي علَيْكُم زَمَانٌ إلَّا الذي بَعْدَهُ شَرٌّ منه، حتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ. سَمِعْتُهُ مِن نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7068 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
لمَّا سمع أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنه شكوى النَّاسِ نَصَحهُم بالصَّبرِ على ما يُلاقونَه مِنَ الظُّلمِ والشِّدَّةِ، وعلَّل ذلكَ بِكَلامٍ سَمِعَهُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فقد أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّهُ لا يَأتِي زَمانٌ إلَّا الَّذي بعْدَهُ شَرٌّ منهُ حتَّى تَلْقَوْا رَبَّكمْ»، وذلك بأن تموتوا أو حتَّى قيامِ السَّاعةِ، فعليكم بالصَّبرِ فهو خيرٌ لكم.
والحديثُ واردٌ في الأَكثرِ الأغْلبِ؛ لأنَّ عَصْرَ عُمرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ كانَ بعْدَ عصْرِ الحَجَّاجِ وكان فيه خير، وكذلِكَ عَصرُ نُزولِ المَسيحِ عليْهِ السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ سَيكونُ مِن خَيْرِ الأيَّامِ.
ومسألةُ الزَّمانِ الأفضَلِ أو الأسوَأِ مسألةٌ إجماليَّةٌ؛ فإنَّ مجموعَ النَّاسِ ينقُصُ الخَيرُ عِندَهم بمرورِ الزَّمانِ، لكِنْ يُوجَدُ في كُلِّ عَصرٍ أفرادٌ فيهم الخيرُ والحَقُّ، ويوجَدُ العُلَماءُ الذين يجعَلُهم اللهُ هِدايةً للعالَمينَ، وحُجَّةً للطَّريقِ المستقيمِ، ولا ينقَطِعُ الخَيرُ في كُلِّ عَصرٍ.
وفي الحَديثِ: الرُّجُوعُ إلى أهلِ العِلمِ في استِشْكالِ الأَحداثِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7068 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
لمَّا سمع أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنه شكوى النَّاسِ نَصَحهُم بالصَّبرِ على ما يُلاقونَه مِنَ الظُّلمِ والشِّدَّةِ، وعلَّل ذلكَ بِكَلامٍ سَمِعَهُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فقد أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّهُ لا يَأتِي زَمانٌ إلَّا الَّذي بعْدَهُ شَرٌّ منهُ حتَّى تَلْقَوْا رَبَّكمْ»، وذلك بأن تموتوا أو حتَّى قيامِ السَّاعةِ، فعليكم بالصَّبرِ فهو خيرٌ لكم.
والحديثُ واردٌ في الأَكثرِ الأغْلبِ؛ لأنَّ عَصْرَ عُمرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ كانَ بعْدَ عصْرِ الحَجَّاجِ وكان فيه خير، وكذلِكَ عَصرُ نُزولِ المَسيحِ عليْهِ السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ سَيكونُ مِن خَيْرِ الأيَّامِ.
ومسألةُ الزَّمانِ الأفضَلِ أو الأسوَأِ مسألةٌ إجماليَّةٌ؛ فإنَّ مجموعَ النَّاسِ ينقُصُ الخَيرُ عِندَهم بمرورِ الزَّمانِ، لكِنْ يُوجَدُ في كُلِّ عَصرٍ أفرادٌ فيهم الخيرُ والحَقُّ، ويوجَدُ العُلَماءُ الذين يجعَلُهم اللهُ هِدايةً للعالَمينَ، وحُجَّةً للطَّريقِ المستقيمِ، ولا ينقَطِعُ الخَيرُ في كُلِّ عَصرٍ.
وفي الحَديثِ: الرُّجُوعُ إلى أهلِ العِلمِ في استِشْكالِ الأَحداثِ.
كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَقُولُ: السَّلَامُ علَى اللَّهِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ، ولَكِنْ قُولوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ
الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7381
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7381
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
يُؤْتَى بأَنْعَمِ أهْلِ الدُّنْيا مِن أهْلِ النَّارِ يَومَ القِيامَةِ، فيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقالُ: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ويُؤْتَى بأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا في الدُّنْيا مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ، فيُقالُ له: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، ولا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2807 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2807 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، قَامَ فَكَبَّرَ وقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، وقَامَ كما هُوَ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، وهي أدْنَى مِنَ القِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهي أدْنَى مِنَ الرَّكْعَةِ الأُولَى، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ سَلَّمَ وقدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقالَ في كُسُوفِ الشَّمْسِ والقَمَرِ: إنَّهُما آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللَّهِ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُما فَافْزَعُوا إلى الصَّلَاةِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3203.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3203.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
نُصِرْتُ بالصَّبا، وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3343 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
شرح الحديث:
اللهُ سُبحانه يُؤيِّدُ أَنبياءَه ورُسلَه بما يُريدُ، ويَنصُرُهم بما يَشاءُ، وقدْ خصَّ بَعضَ الأنبياءِ بمُعجِزاتٍ حِسِّيَّةٍ تَظهَرُ لهِدايةِ أقوامِهم، وإثباتِ نُبوَّتِهم ورِسالتِهم، وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه نُصِرَ «بالصَّبا»، وهي الرِّيحُ الَّتي تَهُبُّ مِن المَشرقِ، وقِصَّةُ الحديثِ أنَّ اللهَ تعالَى أرسَلَ رِيحًا باردةً في لَيلةٍ شاتيةٍ يومَ الخَندَقِ على الأحزابِ الذين تَجمَّعوا لِمُحارَبةِ المسلِمينَ، فقَلَعَتْ خِيامَ الكافِرينَ، وأطْفَأَتْ نِيرانَهم، وقَلَبَت قُدورَهِم، وكان ذلك مُعجِزةً لرَسولِ اللهِ، وفضْلًا مِن اللهِ تعالَى على المسلمينَ.
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأُهْلِكَت عَادٌ بِالدَّبورِ»، وهي رِيحٌ تَهُبُّ مِن الغَربِ، سلَّطها اللهُ على قَومِ هُودٍ سَبعَ لَيالٍ وثَمانِيةَ أيَّامٍ حُسومًا -أي: مُتتابعةً- فأَهلَكَتْهم وقَضَت علَيهم.
وقد قيل: إنَّ الصَّبا: هي التي تَجِيءُ مِن خلْفِ ظَهْرِك إذا استَقبَلْتَ القِبلةَ، والدَّبورُ: الرِّيحُ التي تَجِيءُ مِن قِبَلِ وَجْهِك إذا استَقبلْتَ القِبلةَ.
وهذا الحديثُ ممَّا يدُلُّ على أنَّ الرِّيحَ تَأتي تارةً بالرَّحمةِ، وتارةً بالعذابِ، فلْيَحذَرِ الناسُ ولْيُقدِّموا الطاعاتِ، ولا يَغتَرُّوا بعَلاماتِ اللهِ الكَونيَّةِ؛ فقد يكونُ في إحداها عَذابٌ.
وفي الحديثِ:
أنَّ بَعضَ الرِّياحِ نَصْرٌ ورَحمةٌ؛ كالصَّبا، وبَعضَها عَذابٌ؛ كالدَّبورِ.
وفيه: بَيانُ تَفضيلِ المخلوقاتِ بَعضِها على بَعضٍ وتَمايُزِها، مِثلُ هَواءِ الرَّحمةِ وهَواءِ العَذابِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ إخبارِ المرْءِ عن نفْسِه بما خَصَّه اللهُ به على جِهةِ التَّحدُّثِ بنِعمةِ اللهِ، والاعتِرافِ بها، والشُّكرِ له، لا على سَبيلِ الفخْرِ.
وفيه: الإخبارُ عن الأُمَمِ الماضيةِ وإهْلاكِها، والاتِّعاظُ بها.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3343 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
شرح الحديث:
اللهُ سُبحانه يُؤيِّدُ أَنبياءَه ورُسلَه بما يُريدُ، ويَنصُرُهم بما يَشاءُ، وقدْ خصَّ بَعضَ الأنبياءِ بمُعجِزاتٍ حِسِّيَّةٍ تَظهَرُ لهِدايةِ أقوامِهم، وإثباتِ نُبوَّتِهم ورِسالتِهم، وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه نُصِرَ «بالصَّبا»، وهي الرِّيحُ الَّتي تَهُبُّ مِن المَشرقِ، وقِصَّةُ الحديثِ أنَّ اللهَ تعالَى أرسَلَ رِيحًا باردةً في لَيلةٍ شاتيةٍ يومَ الخَندَقِ على الأحزابِ الذين تَجمَّعوا لِمُحارَبةِ المسلِمينَ، فقَلَعَتْ خِيامَ الكافِرينَ، وأطْفَأَتْ نِيرانَهم، وقَلَبَت قُدورَهِم، وكان ذلك مُعجِزةً لرَسولِ اللهِ، وفضْلًا مِن اللهِ تعالَى على المسلمينَ.
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأُهْلِكَت عَادٌ بِالدَّبورِ»، وهي رِيحٌ تَهُبُّ مِن الغَربِ، سلَّطها اللهُ على قَومِ هُودٍ سَبعَ لَيالٍ وثَمانِيةَ أيَّامٍ حُسومًا -أي: مُتتابعةً- فأَهلَكَتْهم وقَضَت علَيهم.
وقد قيل: إنَّ الصَّبا: هي التي تَجِيءُ مِن خلْفِ ظَهْرِك إذا استَقبَلْتَ القِبلةَ، والدَّبورُ: الرِّيحُ التي تَجِيءُ مِن قِبَلِ وَجْهِك إذا استَقبلْتَ القِبلةَ.
وهذا الحديثُ ممَّا يدُلُّ على أنَّ الرِّيحَ تَأتي تارةً بالرَّحمةِ، وتارةً بالعذابِ، فلْيَحذَرِ الناسُ ولْيُقدِّموا الطاعاتِ، ولا يَغتَرُّوا بعَلاماتِ اللهِ الكَونيَّةِ؛ فقد يكونُ في إحداها عَذابٌ.
وفي الحديثِ:
أنَّ بَعضَ الرِّياحِ نَصْرٌ ورَحمةٌ؛ كالصَّبا، وبَعضَها عَذابٌ؛ كالدَّبورِ.
وفيه: بَيانُ تَفضيلِ المخلوقاتِ بَعضِها على بَعضٍ وتَمايُزِها، مِثلُ هَواءِ الرَّحمةِ وهَواءِ العَذابِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ إخبارِ المرْءِ عن نفْسِه بما خَصَّه اللهُ به على جِهةِ التَّحدُّثِ بنِعمةِ اللهِ، والاعتِرافِ بها، والشُّكرِ له، لا على سَبيلِ الفخْرِ.
وفيه: الإخبارُ عن الأُمَمِ الماضيةِ وإهْلاكِها، والاتِّعاظُ بها.
سَمِعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ في المَسْجِدِ، فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ لقَدْ أذْكَرَنِي كَذَا وكَذَا آيَةً أسْقَطْتُهَا مِن سُورَةِ كَذَا وكَذَا.
الراوي : عائشة أم المؤمنين
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5042
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عائشة أم المؤمنين
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5042
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقالَ القَوْمُ: ما له ما له؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَبٌ ما له فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا قالَ: كَأنَّهُ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ.
الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5983 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
إرب ما له: بوزن حمل أي أنه ذو إرب : خبرة وعلم .
الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5983 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
إرب ما له: بوزن حمل أي أنه ذو إرب : خبرة وعلم .
اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، ومَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 115 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الشرح:
«مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ» وهي خزائِنُ الأُعْطِيةِ،
وقيل: المرادُ الرَّحمةُ.
والمرادُ بالفِتَنِ: العَذابُ، وعَبَّر بها عنه؛ لأنَّها أسبابٌ مُؤَدِّيةٌ إليه.
فجَمَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ بيْن ما أُنزل مِن فِتنةٍ وما أُنزل مِنَ الخزائنِ، والمعنى: أنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالَى لَمَّا أَعْلَمَه بما يَفتَحُ على أُمَّتِه مِن الدُّنيا خَشِيَ عليها الفِتَنَ المُصاحِبَةَ لهذه التَّوْسِعَةِ وكَثرةِ الأموالِ.
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أيقظوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ» يعني: زَوْجَاتِه؛ لِيُصَلِّينَ مِن اللَّيلِ، وللاستِعاذةِ ممَّا نَزَلَ؛ ليَكونوا أوَّلَ مَن استعاذَ مِن فِتَنِ الدُّنيا، فلا يَنْبغي لهنَّ أنْ يَتغافَلْنَ عن العِبادةِ، ويَعتمِدْنَ على كَونِهنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقيل: خَصَّهنَّ لأنَّهنَّ الحاضراتُ حِينئذٍ. ثُمَّ حذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زَوجاتِه وسائرَ نِساءِ المؤمِنين مِن التَّبَرُّجِ والتَّعَرِّي وكشْفِ ما أَمَر اللهُ بِتَغْطِيَتِه مِن أجسادِهِنَّ، فقال: «كَمْ مِن كاسِيَةٍ في الدُّنيا عَارِيَةٍ يومَ القيامةِ!»، واختُلف في المرادِ بقولِه: «كاسِيَة» و«عارِيَة» على أَوْجُه:
أحدُها: كاسِيةٌ بالثِّيابِ لكنَّها شَفَّافَةٌ لا تَستُرُ عَورتَها؛ فتُعاقَبُ في الآخرة بالعُرْيِ جَزاءً على ذلك. ثانيها: كاسيةٌ في الدُّنيا بالثِّيابِ لوُجودِ الغِنَى، عاريةٌ في الآخِرة مِن الثَّوابِ؛ لعدَمِ العملِ الصَّالحِ في الدُّنيا. ثالثُها: كاسيةٌ مِن نِعَم اللهِ، عاريةٌ مِن الشُّكرِ الذي تَظهَرُ ثَمرتُه في الآخِرةِ بالثَّوابِ. رابعُها: كاسيةٌ جَسَدَها، لكنَّها تَشُدُّ خِمَارَها مِن وَرائها فيَبْدُو صَدْرُها، فتَصِيرُ عاريةً؛ فتُعاقَبُ في الآخِرة. خامسُها: كاسيةٌ مِن خِلْعَةِ التَّزوُّجِ بالرَّجُلِ الصَّالح، عاريةٌ في الآخِرةِ مِن العَمَل؛ فلا يَنفعُها صَلاحُ زوجِها، واللَّفْظَةُ وإنْ وَرَدت في أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لكنَّ العِبرةَ بعُمومِ اللَّفظِ.
قالَ محمَّدُ بنُ مُسلمِ بنِ شهابٍ الزُّهْرِيُّ -أحدُ رُواةِ الحديثِ-: وكانت هِنْدُ بنتُ الحَارِثِ -شيخَتُه التي روى الحديثَ عنها- لها أَزْرَارٌ في كُمَّيْها بيْن أَصابِعِها، وإنَّما فَعَلَتْ ذلك؛ لِئَلَّا يَبْدُوَ مِن سَعَةِ كُمَّيْهَا شَيءٌ مِن جَسدِها، فتَدخُلَ في معْنى قوله: «كاسِيةٍ ... عارِيةٍ»، حتَّى وإنْ كانت ثِيابُها غيرَ واصفةٍ لجَسدِها!
وفي الحديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: التضرُّع عند نُزولِ الفِتنةِ، ولا سِيَّما في اللَّيلِ؛ طَلَبًا لوقْتِ الإجابةِ؛ لِتُكْشَفَ الفِتنةُ، أو يَسْلَمَ الدَّاعِي ومَن دَعَا له.
وفيه: أنَّ الصَّلاةَ تُنْجي مِن الفِتَنِ وتَعصِمُ مِن المِحَنِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن نِسيانِ شُكرِ المُنعِمِ، وعدَمُ الاتِّكالِ على شَرَفِ الزَّوجِ.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 115 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الشرح:
«مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ» وهي خزائِنُ الأُعْطِيةِ،
وقيل: المرادُ الرَّحمةُ.
والمرادُ بالفِتَنِ: العَذابُ، وعَبَّر بها عنه؛ لأنَّها أسبابٌ مُؤَدِّيةٌ إليه.
فجَمَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ بيْن ما أُنزل مِن فِتنةٍ وما أُنزل مِنَ الخزائنِ، والمعنى: أنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالَى لَمَّا أَعْلَمَه بما يَفتَحُ على أُمَّتِه مِن الدُّنيا خَشِيَ عليها الفِتَنَ المُصاحِبَةَ لهذه التَّوْسِعَةِ وكَثرةِ الأموالِ.
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أيقظوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ» يعني: زَوْجَاتِه؛ لِيُصَلِّينَ مِن اللَّيلِ، وللاستِعاذةِ ممَّا نَزَلَ؛ ليَكونوا أوَّلَ مَن استعاذَ مِن فِتَنِ الدُّنيا، فلا يَنْبغي لهنَّ أنْ يَتغافَلْنَ عن العِبادةِ، ويَعتمِدْنَ على كَونِهنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقيل: خَصَّهنَّ لأنَّهنَّ الحاضراتُ حِينئذٍ. ثُمَّ حذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زَوجاتِه وسائرَ نِساءِ المؤمِنين مِن التَّبَرُّجِ والتَّعَرِّي وكشْفِ ما أَمَر اللهُ بِتَغْطِيَتِه مِن أجسادِهِنَّ، فقال: «كَمْ مِن كاسِيَةٍ في الدُّنيا عَارِيَةٍ يومَ القيامةِ!»، واختُلف في المرادِ بقولِه: «كاسِيَة» و«عارِيَة» على أَوْجُه:
أحدُها: كاسِيةٌ بالثِّيابِ لكنَّها شَفَّافَةٌ لا تَستُرُ عَورتَها؛ فتُعاقَبُ في الآخرة بالعُرْيِ جَزاءً على ذلك. ثانيها: كاسيةٌ في الدُّنيا بالثِّيابِ لوُجودِ الغِنَى، عاريةٌ في الآخِرة مِن الثَّوابِ؛ لعدَمِ العملِ الصَّالحِ في الدُّنيا. ثالثُها: كاسيةٌ مِن نِعَم اللهِ، عاريةٌ مِن الشُّكرِ الذي تَظهَرُ ثَمرتُه في الآخِرةِ بالثَّوابِ. رابعُها: كاسيةٌ جَسَدَها، لكنَّها تَشُدُّ خِمَارَها مِن وَرائها فيَبْدُو صَدْرُها، فتَصِيرُ عاريةً؛ فتُعاقَبُ في الآخِرة. خامسُها: كاسيةٌ مِن خِلْعَةِ التَّزوُّجِ بالرَّجُلِ الصَّالح، عاريةٌ في الآخِرةِ مِن العَمَل؛ فلا يَنفعُها صَلاحُ زوجِها، واللَّفْظَةُ وإنْ وَرَدت في أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لكنَّ العِبرةَ بعُمومِ اللَّفظِ.
قالَ محمَّدُ بنُ مُسلمِ بنِ شهابٍ الزُّهْرِيُّ -أحدُ رُواةِ الحديثِ-: وكانت هِنْدُ بنتُ الحَارِثِ -شيخَتُه التي روى الحديثَ عنها- لها أَزْرَارٌ في كُمَّيْها بيْن أَصابِعِها، وإنَّما فَعَلَتْ ذلك؛ لِئَلَّا يَبْدُوَ مِن سَعَةِ كُمَّيْهَا شَيءٌ مِن جَسدِها، فتَدخُلَ في معْنى قوله: «كاسِيةٍ ... عارِيةٍ»، حتَّى وإنْ كانت ثِيابُها غيرَ واصفةٍ لجَسدِها!
وفي الحديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: التضرُّع عند نُزولِ الفِتنةِ، ولا سِيَّما في اللَّيلِ؛ طَلَبًا لوقْتِ الإجابةِ؛ لِتُكْشَفَ الفِتنةُ، أو يَسْلَمَ الدَّاعِي ومَن دَعَا له.
وفيه: أنَّ الصَّلاةَ تُنْجي مِن الفِتَنِ وتَعصِمُ مِن المِحَنِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن نِسيانِ شُكرِ المُنعِمِ، وعدَمُ الاتِّكالِ على شَرَفِ الزَّوجِ.
يَقْبِضُ اللَّهُ الأرْضَ يَومَ القِيامَةِ، ويَطْوِي السَّماءَ بيَمِينِهِ، ثُمَّ يقولُ: أنا المَلِكُ أيْنَ مُلُوكُ الأرْضِ.
الراوي : أبو هريرة
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7235
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7235
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ يا ابنَ آدمَ : تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَكَ غنًى وأسدَّ فقرَكَ وإن لا تفعَل ملأتُ يديْكَ شغلاً ، ولم أسدَّ فقرَكَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2466 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث:
والمُرادُ من التفرُّغِ للعِبادَةِ: إيثارُها على حُظوظِ الدُّنيا، والإتيانُ بما أَمَرَ به منها، فلا تُلْهيهِ عن ذِكْرِ اللهِ، لا أنَّه لا يَفعَلُ إلَّا العِبادَةَ، بل لا يَنشغِلُ عن ربِّهِ، فيكُونُ في كلِّ أحوالِهِ وأعمالِهِ في طاعتِه، فلا تُلْهِيهِ تِجارةٌ أو بيعٌ عن ذِكرِ اللهِ وفَرائضِهِ.
ثمَّ بيَّن سُبحانَه وتَعالى ما يُعطيهِ لفاعِلِ ذلك: "أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى" والمُرادُ بالغِنى: غِنى النَّفْسِ والرِّضا بما قَسَمهُ اللهُ، ويحصلُ في قلبِهِ قَناعَةٌ تامَّةٌ، "وأَسُدَّ فَقْرَكَ" والمُرادُ أنَّه لا يَبْقى للفَقْرِ ضَرَرٌ، بل يُغْنيهِ اللهُ في نَفْسِهِ، ويُبارِكُ له في القليلِ من مالِه، "وإلَّا تَفْعَلْ" يعني: وإنْ لم تفْعَلْ ما أَمَرْتُك به من التَّفرُّغِ للطاعَةِ والعِبادَةِ، وآثَرْتَ الدُّنيا على الآخِرةِ "مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا"، أي: كثَّرْتُ شُغْلَكَ بالدُّنيا، فظَلَلْتَ مُنشغِلًا بغَيرِ العِبادةِ، مُقبِلًا على الدُّنيا وأعمالِها وأشغالِها، ولا يَزالُ قَلْبُك غيرَ راضٍ "ولم أَسُدَّ فَقْرَكَ" فتُنزَعُ البَرَكةُ من مالِكَ، ويَبْقى القَلْبُ مُتلهِّفًا على الدُّنيا غيرَ بالِغٍ منها أمَلَهُ، فيَحرِمُكَ اللهُ مِن ثَوابِهِ وفَضلِهِ، وتَزيدُ تعَبًا في الدُّنيا دونَ شُعورٍ بالغِنى.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2466 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث:
والمُرادُ من التفرُّغِ للعِبادَةِ: إيثارُها على حُظوظِ الدُّنيا، والإتيانُ بما أَمَرَ به منها، فلا تُلْهيهِ عن ذِكْرِ اللهِ، لا أنَّه لا يَفعَلُ إلَّا العِبادَةَ، بل لا يَنشغِلُ عن ربِّهِ، فيكُونُ في كلِّ أحوالِهِ وأعمالِهِ في طاعتِه، فلا تُلْهِيهِ تِجارةٌ أو بيعٌ عن ذِكرِ اللهِ وفَرائضِهِ.
ثمَّ بيَّن سُبحانَه وتَعالى ما يُعطيهِ لفاعِلِ ذلك: "أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى" والمُرادُ بالغِنى: غِنى النَّفْسِ والرِّضا بما قَسَمهُ اللهُ، ويحصلُ في قلبِهِ قَناعَةٌ تامَّةٌ، "وأَسُدَّ فَقْرَكَ" والمُرادُ أنَّه لا يَبْقى للفَقْرِ ضَرَرٌ، بل يُغْنيهِ اللهُ في نَفْسِهِ، ويُبارِكُ له في القليلِ من مالِه، "وإلَّا تَفْعَلْ" يعني: وإنْ لم تفْعَلْ ما أَمَرْتُك به من التَّفرُّغِ للطاعَةِ والعِبادَةِ، وآثَرْتَ الدُّنيا على الآخِرةِ "مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا"، أي: كثَّرْتُ شُغْلَكَ بالدُّنيا، فظَلَلْتَ مُنشغِلًا بغَيرِ العِبادةِ، مُقبِلًا على الدُّنيا وأعمالِها وأشغالِها، ولا يَزالُ قَلْبُك غيرَ راضٍ "ولم أَسُدَّ فَقْرَكَ" فتُنزَعُ البَرَكةُ من مالِكَ، ويَبْقى القَلْبُ مُتلهِّفًا على الدُّنيا غيرَ بالِغٍ منها أمَلَهُ، فيَحرِمُكَ اللهُ مِن ثَوابِهِ وفَضلِهِ، وتَزيدُ تعَبًا في الدُّنيا دونَ شُعورٍ بالغِنى.
الشَّمْسُ والقَمَرُ مُكَوَّرانِ يَومَ القِيامَةِ.
الراوي : أبو هريرة.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3200.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
شرح الحديث:
اللهُ سُبحانَه وتَعالى هو المَلِكُ الحَقُّ، المُستَحِقُّ لِلعِبادةِ والتَّقديسِ على وَجْهِ التَّفرُّدِ والتَّوحيدِ له سُبحانَه، وكُلُّ ما في الكَونِ هو مِن خَلقِ اللهِ تَعالى، وتَحتَ مَشيئَتِه، ولا يَصِحُّ أنْ يَعبُدَ الإنسانُ شَيئًا خَلَقَه اللهُ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ مُكوَّرانِ يَومَ القيامةِ، أي: مَطويَّانِ، قد ذهَبَ ضَوْءُهما، وقيلَ: يُلَفَّانِ ويُجمَعانِ، ثم يُلقَيانِ في النَّارِ، وفي هذا تَبكيتٌ لِمَن كانَ يَعبُدُهما في الدُّنيا؛ لِيَعلَموا أنَّ عِبادَتَهم لهما كانت باطِلةً.
وقيلَ: إنَّهما خُلِقا مِنَ النَّارِ، فأُعيدا فيها، ولكِنْ لا يَلزَمُ مِن جَعلِهما في النارِ تَعذيبُهما؛ فإنَّ اللهَ تعالَى خَلَقَ لِلنَّارِ مَلائِكةً لِتَكونَ عَذابًا لِأهلِ النَّارِ.
وفي الحَديثِ: إثباتُ قُدرةِ اللهِ سُبحانَه وتَعالى على الخَلقِ والإفناءِ.
وفيه: أنَّ كُلَّ المَخلوقاتِ خاضِعةٌ للهِ سُبحانَه.
الراوي : أبو هريرة.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3200.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
شرح الحديث:
اللهُ سُبحانَه وتَعالى هو المَلِكُ الحَقُّ، المُستَحِقُّ لِلعِبادةِ والتَّقديسِ على وَجْهِ التَّفرُّدِ والتَّوحيدِ له سُبحانَه، وكُلُّ ما في الكَونِ هو مِن خَلقِ اللهِ تَعالى، وتَحتَ مَشيئَتِه، ولا يَصِحُّ أنْ يَعبُدَ الإنسانُ شَيئًا خَلَقَه اللهُ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ مُكوَّرانِ يَومَ القيامةِ، أي: مَطويَّانِ، قد ذهَبَ ضَوْءُهما، وقيلَ: يُلَفَّانِ ويُجمَعانِ، ثم يُلقَيانِ في النَّارِ، وفي هذا تَبكيتٌ لِمَن كانَ يَعبُدُهما في الدُّنيا؛ لِيَعلَموا أنَّ عِبادَتَهم لهما كانت باطِلةً.
وقيلَ: إنَّهما خُلِقا مِنَ النَّارِ، فأُعيدا فيها، ولكِنْ لا يَلزَمُ مِن جَعلِهما في النارِ تَعذيبُهما؛ فإنَّ اللهَ تعالَى خَلَقَ لِلنَّارِ مَلائِكةً لِتَكونَ عَذابًا لِأهلِ النَّارِ.
وفي الحَديثِ: إثباتُ قُدرةِ اللهِ سُبحانَه وتَعالى على الخَلقِ والإفناءِ.
وفيه: أنَّ كُلَّ المَخلوقاتِ خاضِعةٌ للهِ سُبحانَه.
اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وجْهُهُ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أوْ مِئَةً قيلَ: أنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ.
الراوي : زينب أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7059 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
شرح الحديث:
يَأجوجُ ومَأجوجُ همُ القَوْمانِ اللَّذانِ بَنى عليهما ذو القَرنينِ السَّدَّ المذكورَ في قولِه تعالَى: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 95]، وخُروجُهما مِن هذا السَّدِّ عَلامةٌ مِن العَلاماتِ الكُبرى ليومِ القِيامةِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ زَينبُ بِنتُ جَحشٍ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عليها فزِعًا يَظهَرُ عليه عَلاماتُ الخوفِ، وهو يقولُ: «لا إلهَ إلَّا اللهُ»، إيذانًا بتَوقُّعِ أمْرٍ مَكروهٍ يَحدُثُ، ولا نَجاةَ منه إلَّا بالالْتجاءِ إلى اللهِ سُبحانَه والاستجارةِ بِسُلطانِه، وفي رِوايةٍ في الصَّحيحَينِ: «أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَيقَظَ مِن نَومِه مُحْمَرًّا وَجْهُه، وهُو يَقولُ...»، فيُجمَعُ بيْنهما أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخَلَ عليها بعْدَ أنِ استَيقَظَ فَزِعًا، وكانتْ حُمرةُ وَجْهِه مِن ذلك الفزَعِ، ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وَيلٌ لِلعَربِ مِن شَرٍّ قدِ اقتَرَبَ» وُقوعُه، والوَيلُ كَلِمةٌ تُقال لمَن وَقَعَ في هَلَكةٍ، وتُقالُ للحُزْنِ، والمشقَّةِ مِن العَذابِ، وقد خَصَّ العرَبَ بالذِّكرِ إشارةً إلى ما وَقَعَ مِن قتْلِ عُثمانَ منهم، أو أرادَ ما يَقَعُ مِن مَفسَدةِ يَأجوجَ ومَأجوجَ، أو خَصَّ العرَبَ بالذِّكرِ؛ لأنَّهم أوَّلُ مَن دَخَلَ في الإسلامِ، وللإنذارِ بأنَّ الفِتنَ إذا وَقَعَتْ كان الهلاكُ إليهم أسرَعَ.
ثمَّ بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببَ هذا الشَّرِّ بأنَّه قدْ «فُتحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأجوجَ ومَأجوجَ» -وهو السَّدُّ الَّذي بَناه ذُو القَرنينِ بيْننا وبيْنهم- «مِثلُ هذه. وحلَّقَ بِإصبعِه الإبهامِ والَّتي تَلِيها»، يعني: جَعَلَ الإصبعَ السَّبَّابةَ في أصلِ الإبهامِ وضَمَّها حتَّى لم يَبْقَ بيْنهما إلَّا خَللٌ يَسيرٌ، والمرادُ بالتَّمثيلِ التَّقريبُ لا حَقيقةُ التَّحديدِ، والمعنى أنَّه لم يَبْقَ لِمَجيءِ الشَّرِّ إلَّا اليسيرُ مِنَ الزَّمنِ، فلمَّا سَمِعَتْ زَينبُ بنتُ جَحْشٍ رَضيَ اللهُ عنها ذلك، قالت: «يا رَسولَ الله، أَنَهْلِكُ وفِينَا الصَّالحونَ؟»، أي: كيف يُسلِّطُ اللهُ علينا الهلاكَ وفِينا المؤمنونَ الصَّالِحون؟ وكأنَّها أخَذَت ذلك مِن قولِه تعالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33]، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «نَعَمْ، إذا كَثُرَ الخَبَثُ»، والخَبَثُ: هو الفُسوقُ والفجورُ والمعاصي، مِن نَحوِ الزِّنا، والخُمورِ، وغَيرِها، وإذا كَثُرَ المُجترِئونَ على مَعاصي اللهِ دونَ رادعٍ ولا وازعٍ؛ عَمَّ الهلاكُ الجَميعَ، ثُمَّ يُبعَثُ كلٌّ على نيَّتِه. وقيل: إذا عزَّ الأشرارُ وذلَّ الصَّالِحون، فيَهلِكُ العامَّةُ بفَسادِ الخاصَّةِ ولو كان فيهم الصَّالِحون، إذا انتَشَرَت الفواحشُ، وفَشَت المنكَراتُ، ولم يُنكِرْها أحدٌ، كما قال تعالَى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25].
وفي الحديثِ: إنذارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن اقتِرابِ ظُهورِ عَلاماتِ السَّاعةِ الكُبْرى.
وفيه: إثباتُ وُجودِ يَأجوجَ ومَأجوجَ.
وفيه: إذا كثُرَ الخبَثُ عمَّ العِقابُ الصَّالحَ والطَّالحَ.
الراوي : زينب أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7059 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
شرح الحديث:
يَأجوجُ ومَأجوجُ همُ القَوْمانِ اللَّذانِ بَنى عليهما ذو القَرنينِ السَّدَّ المذكورَ في قولِه تعالَى: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 95]، وخُروجُهما مِن هذا السَّدِّ عَلامةٌ مِن العَلاماتِ الكُبرى ليومِ القِيامةِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ زَينبُ بِنتُ جَحشٍ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عليها فزِعًا يَظهَرُ عليه عَلاماتُ الخوفِ، وهو يقولُ: «لا إلهَ إلَّا اللهُ»، إيذانًا بتَوقُّعِ أمْرٍ مَكروهٍ يَحدُثُ، ولا نَجاةَ منه إلَّا بالالْتجاءِ إلى اللهِ سُبحانَه والاستجارةِ بِسُلطانِه، وفي رِوايةٍ في الصَّحيحَينِ: «أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَيقَظَ مِن نَومِه مُحْمَرًّا وَجْهُه، وهُو يَقولُ...»، فيُجمَعُ بيْنهما أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخَلَ عليها بعْدَ أنِ استَيقَظَ فَزِعًا، وكانتْ حُمرةُ وَجْهِه مِن ذلك الفزَعِ، ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وَيلٌ لِلعَربِ مِن شَرٍّ قدِ اقتَرَبَ» وُقوعُه، والوَيلُ كَلِمةٌ تُقال لمَن وَقَعَ في هَلَكةٍ، وتُقالُ للحُزْنِ، والمشقَّةِ مِن العَذابِ، وقد خَصَّ العرَبَ بالذِّكرِ إشارةً إلى ما وَقَعَ مِن قتْلِ عُثمانَ منهم، أو أرادَ ما يَقَعُ مِن مَفسَدةِ يَأجوجَ ومَأجوجَ، أو خَصَّ العرَبَ بالذِّكرِ؛ لأنَّهم أوَّلُ مَن دَخَلَ في الإسلامِ، وللإنذارِ بأنَّ الفِتنَ إذا وَقَعَتْ كان الهلاكُ إليهم أسرَعَ.
ثمَّ بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببَ هذا الشَّرِّ بأنَّه قدْ «فُتحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأجوجَ ومَأجوجَ» -وهو السَّدُّ الَّذي بَناه ذُو القَرنينِ بيْننا وبيْنهم- «مِثلُ هذه. وحلَّقَ بِإصبعِه الإبهامِ والَّتي تَلِيها»، يعني: جَعَلَ الإصبعَ السَّبَّابةَ في أصلِ الإبهامِ وضَمَّها حتَّى لم يَبْقَ بيْنهما إلَّا خَللٌ يَسيرٌ، والمرادُ بالتَّمثيلِ التَّقريبُ لا حَقيقةُ التَّحديدِ، والمعنى أنَّه لم يَبْقَ لِمَجيءِ الشَّرِّ إلَّا اليسيرُ مِنَ الزَّمنِ، فلمَّا سَمِعَتْ زَينبُ بنتُ جَحْشٍ رَضيَ اللهُ عنها ذلك، قالت: «يا رَسولَ الله، أَنَهْلِكُ وفِينَا الصَّالحونَ؟»، أي: كيف يُسلِّطُ اللهُ علينا الهلاكَ وفِينا المؤمنونَ الصَّالِحون؟ وكأنَّها أخَذَت ذلك مِن قولِه تعالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33]، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «نَعَمْ، إذا كَثُرَ الخَبَثُ»، والخَبَثُ: هو الفُسوقُ والفجورُ والمعاصي، مِن نَحوِ الزِّنا، والخُمورِ، وغَيرِها، وإذا كَثُرَ المُجترِئونَ على مَعاصي اللهِ دونَ رادعٍ ولا وازعٍ؛ عَمَّ الهلاكُ الجَميعَ، ثُمَّ يُبعَثُ كلٌّ على نيَّتِه. وقيل: إذا عزَّ الأشرارُ وذلَّ الصَّالِحون، فيَهلِكُ العامَّةُ بفَسادِ الخاصَّةِ ولو كان فيهم الصَّالِحون، إذا انتَشَرَت الفواحشُ، وفَشَت المنكَراتُ، ولم يُنكِرْها أحدٌ، كما قال تعالَى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25].
وفي الحديثِ: إنذارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن اقتِرابِ ظُهورِ عَلاماتِ السَّاعةِ الكُبْرى.
وفيه: إثباتُ وُجودِ يَأجوجَ ومَأجوجَ.
وفيه: إذا كثُرَ الخبَثُ عمَّ العِقابُ الصَّالحَ والطَّالحَ.
يا أبا مُوسَى لقَدْ أُوتِيتَ مِزْمارًا مِن مَزامِيرِ آلِ داوُدَ.
الراوي : أبو موسى الأشعري
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5048
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
كان أبو مُوسى الأشعريُّ اليَمانيُّ رَضِي اللهُ عنه -واسمُه عبدُ اللهِ بنُ قَيسٍ- حَسَنَ الصَّوتِ بِالقرآنِ، وذاتَ لَيلةٍ استَمعَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِتِلاوتِهِ، فَأعجبَهُ صَوتُه، فقال له: «لَقَدْ أُوتِيتَ مَزْمارًا مِنْ مَزاميرِ آلِ داودَ»، أي: أعطاكَ اللهُ صَوتًا حَسَنًا مِثلَ ما كان داودُ عليهِ السَّلامُ ذَا صَوتٍ حَسنٍ بقِراءةِ الزَّبورِ، والمِزْمارُ أصلُه الآلةُ التي يُزْمَرُ بها، وآلُ داودَ هنا هو داودُ نفْسُه، وقد كان نبيُّ اللهِ داودُ إليه المُنتهى في حُسْنِ الصَّوتِ بالقراءةِ.
وهذا من التَّشجيعِ النَّبَويِّ لأصحابِه ولكُلِّ المُسلِمين على تحسيِن الصَّوتِ بالقُرآنِ، مع بيانِ فَضيلةِ أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، ومنقَبَتِه في تلاوةِ القُرآنِ.
وحُسْنُ الصَّوتِ يكونُ بحُسْنِ الأداءِ، بِحيث يُبَيِّنُ الحروفَ ويُخْرجُها مِن مَخارِجِها، حتَّى يَبدُوَ القرآنُ واضحًا بَيِّنًا، ويكونُ بحُسنِ النَّغمةِ بالصَّوتِ؛ يُحسِّنُ بها صَوتَه، وكِلاهُما أمْرٌ مَطلوبٌ، وحُسنُ الصَّوتِ المطلوبُ هو ما كانَ على طَريقِ التَّحزينِ والتَّخويفِ والتَّشويق بِما يُحقِّقُ مَقصودَه مِن الخَشيةِ والخُشوعِ والتَّفهُّمِ، وليس ما كانَ على طَريقِ الألحانِ المُطرِبةِ المُلهيةِ.
الراوي : أبو موسى الأشعري
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5048
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
كان أبو مُوسى الأشعريُّ اليَمانيُّ رَضِي اللهُ عنه -واسمُه عبدُ اللهِ بنُ قَيسٍ- حَسَنَ الصَّوتِ بِالقرآنِ، وذاتَ لَيلةٍ استَمعَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِتِلاوتِهِ، فَأعجبَهُ صَوتُه، فقال له: «لَقَدْ أُوتِيتَ مَزْمارًا مِنْ مَزاميرِ آلِ داودَ»، أي: أعطاكَ اللهُ صَوتًا حَسَنًا مِثلَ ما كان داودُ عليهِ السَّلامُ ذَا صَوتٍ حَسنٍ بقِراءةِ الزَّبورِ، والمِزْمارُ أصلُه الآلةُ التي يُزْمَرُ بها، وآلُ داودَ هنا هو داودُ نفْسُه، وقد كان نبيُّ اللهِ داودُ إليه المُنتهى في حُسْنِ الصَّوتِ بالقراءةِ.
وهذا من التَّشجيعِ النَّبَويِّ لأصحابِه ولكُلِّ المُسلِمين على تحسيِن الصَّوتِ بالقُرآنِ، مع بيانِ فَضيلةِ أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، ومنقَبَتِه في تلاوةِ القُرآنِ.
وحُسْنُ الصَّوتِ يكونُ بحُسْنِ الأداءِ، بِحيث يُبَيِّنُ الحروفَ ويُخْرجُها مِن مَخارِجِها، حتَّى يَبدُوَ القرآنُ واضحًا بَيِّنًا، ويكونُ بحُسنِ النَّغمةِ بالصَّوتِ؛ يُحسِّنُ بها صَوتَه، وكِلاهُما أمْرٌ مَطلوبٌ، وحُسنُ الصَّوتِ المطلوبُ هو ما كانَ على طَريقِ التَّحزينِ والتَّخويفِ والتَّشويق بِما يُحقِّقُ مَقصودَه مِن الخَشيةِ والخُشوعِ والتَّفهُّمِ، وليس ما كانَ على طَريقِ الألحانِ المُطرِبةِ المُلهيةِ.
لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قاطِعٌ
الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5984 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا يَدخُلُ الجنَّةَ قاطِعٌ، وهو الذي يقطَعُ رَحِمَه بالهَجْرِ لهم والمعاداةِ، مع مَنْعِه إيَّاهم معروفَه ومَعُونتَه، ولعلَّ المرادَ أنَّه لا يَدخُلُها في أوَّلِ الأمرِ مع السَّابقينَ، بل يُعاقَبُ بتَأخُّرِه القدْرَ الَّذي يَريدُه اللهُ تعالى.
وقد ورَدَ الحثُّ فيما لا يُحصى مِن النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ على صِلةِ الرَّحِمِ، ولم يَرِدْ لها ضابطٌ؛ فالمُعوَّلُ على العُرفِ، وهو يَختلِفُ باختلافِ الأشخاصِ والأحوالِ والأزمنةِ، والواجبُ منها ما يُعَدُّ به في العُرفِ واصلًا، وما زادَ فهو تفضُّلٌ ومَكرُمةٌ، وأظهرُها: مُعاوَدتُهم، وبذْلُ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم، والهَدايا لأغنيائِهم.
الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5984 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا يَدخُلُ الجنَّةَ قاطِعٌ، وهو الذي يقطَعُ رَحِمَه بالهَجْرِ لهم والمعاداةِ، مع مَنْعِه إيَّاهم معروفَه ومَعُونتَه، ولعلَّ المرادَ أنَّه لا يَدخُلُها في أوَّلِ الأمرِ مع السَّابقينَ، بل يُعاقَبُ بتَأخُّرِه القدْرَ الَّذي يَريدُه اللهُ تعالى.
وقد ورَدَ الحثُّ فيما لا يُحصى مِن النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ على صِلةِ الرَّحِمِ، ولم يَرِدْ لها ضابطٌ؛ فالمُعوَّلُ على العُرفِ، وهو يَختلِفُ باختلافِ الأشخاصِ والأحوالِ والأزمنةِ، والواجبُ منها ما يُعَدُّ به في العُرفِ واصلًا، وما زادَ فهو تفضُّلٌ ومَكرُمةٌ، وأظهرُها: مُعاوَدتُهم، وبذْلُ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم، والهَدايا لأغنيائِهم.
"مَن حَمَلَ عليْنا السِّلاحَ فليسَ مِنَّا."
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6874 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أوَّلُ ما يُقضى فيه بيْنَ الخلائقِ يومَ القيامةِ هو الدماء، وقدْ تَوعَّدَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى مَن يَقتُلُ مُؤمنًا بِغيرِ حقٍّ، ولَمَّا كان لِحُرمةِ الدِّماءِ هذا الشَّأنُ العظيمُ، حذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن حَمْلِ السِّلاحِ على المسلمينَ؛ لِإخافِتهم ونَهْبِهم وفِتنتِهم، فَهو ليس ممَّنِ اهتدَى بهَدْيِنا وطَريقتِنا واتَّبعَ سُنَّتَنا نحن المسلِمين المتَّبِعينَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
ومِن أَعظمِ المنكَراتِ والفَسادِ العظيمِ في الأَرض: شَهْرُ السِّلاحِ على المُسلِمين، والإفسادُ بالقَتْلِ والسَّلْبِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6874 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أوَّلُ ما يُقضى فيه بيْنَ الخلائقِ يومَ القيامةِ هو الدماء، وقدْ تَوعَّدَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى مَن يَقتُلُ مُؤمنًا بِغيرِ حقٍّ، ولَمَّا كان لِحُرمةِ الدِّماءِ هذا الشَّأنُ العظيمُ، حذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن حَمْلِ السِّلاحِ على المسلمينَ؛ لِإخافِتهم ونَهْبِهم وفِتنتِهم، فَهو ليس ممَّنِ اهتدَى بهَدْيِنا وطَريقتِنا واتَّبعَ سُنَّتَنا نحن المسلِمين المتَّبِعينَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
ومِن أَعظمِ المنكَراتِ والفَسادِ العظيمِ في الأَرض: شَهْرُ السِّلاحِ على المُسلِمين، والإفسادُ بالقَتْلِ والسَّلْبِ.
أَعُوذُ بعِزَّتِكَ، الذي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ الذي لا يَمُوتُ،
والجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُونَ
الراوي : عبدالله بن عباس
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7383
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
في هذا الحديثِ يَستعيذُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِعزَّةِ اللهِ تَعالَى، والاستعاذةُ هي: الالتِجاءُ إلى اللهِ، والاحتماءُ من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ، والعَوذُ يكونُ لدَفعِ الشَّرِّ، واللَّوذُ يكونُ لِطلبِ الخيرِ. والعِزَّةُ: المَنَعَةُ وشِدَّةُ الغَلَبةِ
وفيه: مَشروعيَّةُ الاستعاذةِ بصِفاتِ اللهِ سُبحانَه.
وفيه: إظهارُ الإذعانِ والاستسلامِ لله عزَّ وجَلَّ بالتَّوَجُّه إليه والِالتِجاءِ إليه.
والجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُونَ
الراوي : عبدالله بن عباس
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7383
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
في هذا الحديثِ يَستعيذُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِعزَّةِ اللهِ تَعالَى، والاستعاذةُ هي: الالتِجاءُ إلى اللهِ، والاحتماءُ من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ، والعَوذُ يكونُ لدَفعِ الشَّرِّ، واللَّوذُ يكونُ لِطلبِ الخيرِ. والعِزَّةُ: المَنَعَةُ وشِدَّةُ الغَلَبةِ
وفيه: مَشروعيَّةُ الاستعاذةِ بصِفاتِ اللهِ سُبحانَه.
وفيه: إظهارُ الإذعانِ والاستسلامِ لله عزَّ وجَلَّ بالتَّوَجُّه إليه والِالتِجاءِ إليه.
العَبْدُ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وتُوُلِّيَ وذَهَبَ أصْحَابُهُ حتَّى إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ، فأقْعَدَاهُ، فَيَقُولَانِ له: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فيَقولُ: أشْهَدُ أنَّه عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ، فيُقَالُ: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أبْدَلَكَ اللَّهُ به مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَيَرَاهُما جَمِيعًا، وأَمَّا الكَافِرُ - أوِ المُنَافِقُ - فيَقولُ: لا أدْرِي، كُنْتُ أقُولُ ما يقولُ النَّاسُ، فيُقَالُ: لا دَرَيْتَ ولَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بمِطْرَقَةٍ مِن حَدِيدٍ ضَرْبَةً بيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَن يَلِيهِ إلَّا الثَّقَلَيْنِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 1338 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
يُقالُ له: انظُرْ إلى مَقعدِكَ مِنَ النَّارِ، الَّذي كان مُعَدًّا لك في جهنَّمَ لو لم تكُنْ مؤمنًا، أبدَلَك اللهُ به مَقعدًا في الجنَّةِ، فَيَرى كِلا المَقعدَينِ.
لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ: هو دُعاءٌ عليه، ومعناه: لا كنتَ دَاريًا ولا تاليًا؛ فلا تُوفَّقُ في هذا الموقِفِ، ولا تَنتفعُ بما كنتَ تسمعُ أو تقرأُ، ثُمَّ يُضرَبُ بِمِطْرَقةٍ مِن حَديدٍ ضرْبةً بيْنَ أُذُنَيْه، فَيصيحُ صَيْحةً يَسمعُه مَن يكونُ قريبًا منه مِن الخلائقِ إلَّا الثَّقَلَينِ، وهُما الإنسُ والجنُّ؛ فإنَّ السَّمعَ مَحجوبٌ عنهما؛ وذلك رحمةً بهم، وإبقاءً على حياتِهم؛ لأنَّهم لو سَمِعوها لصَعِقوا، وسُمُّوا الثَّقلَينِ لثقلِهم على الأرضِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 1338 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
يُقالُ له: انظُرْ إلى مَقعدِكَ مِنَ النَّارِ، الَّذي كان مُعَدًّا لك في جهنَّمَ لو لم تكُنْ مؤمنًا، أبدَلَك اللهُ به مَقعدًا في الجنَّةِ، فَيَرى كِلا المَقعدَينِ.
لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ: هو دُعاءٌ عليه، ومعناه: لا كنتَ دَاريًا ولا تاليًا؛ فلا تُوفَّقُ في هذا الموقِفِ، ولا تَنتفعُ بما كنتَ تسمعُ أو تقرأُ، ثُمَّ يُضرَبُ بِمِطْرَقةٍ مِن حَديدٍ ضرْبةً بيْنَ أُذُنَيْه، فَيصيحُ صَيْحةً يَسمعُه مَن يكونُ قريبًا منه مِن الخلائقِ إلَّا الثَّقَلَينِ، وهُما الإنسُ والجنُّ؛ فإنَّ السَّمعَ مَحجوبٌ عنهما؛ وذلك رحمةً بهم، وإبقاءً على حياتِهم؛ لأنَّهم لو سَمِعوها لصَعِقوا، وسُمُّوا الثَّقلَينِ لثقلِهم على الأرضِ.
إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، ولَكِنَّهُما آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، فإذا رَأَيْتُمُوهُما فَصَلُّوا.
الراوي : عبدالله بن عمر.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3201.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
شرح الحديث:
خَسَفَتِ الشَّمْسُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالنَّاسِ، فَقامَ، فأطالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فأطالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قامَ فأطالَ القِيامَ وهو دُونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فأطالَ الرُّكُوعَ وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فأطالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ما فَعَلَ في الأُولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، فإذا رَأَيْتُمْ ذلكَ، فادْعُوا اللَّهَ، وكَبِّرُوا وصَلُّوا وتَصَدَّقُوا. ثُمَّ قالَ: يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ ما مِن أحَدٍ أغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أوْ تَزْنِيَ أمَتُهُ، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولبَكَيْتُمْ كَثِيرًا.
وفي هذا الحَديثِ: المُبادَرةُ بالصَّلاةِ والذِّكرِ والتَّكبيرِ والصَّدقةِ عندَ وُقوعِ الكُسوفِ والخُسوفِ، والأمرُ بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ في سُؤالِ اللهِ تعالَى.
وفيه: بيانُ صِفةِ صَلاةِ الكُسوفِ، وبَيانُ اختلافِها عن بَقيَّةِ الصَّلواتِ.
وفيه: الرَّدُّ على مَن زعَمَ أنَّ للكواكبِ تَأثيرًا في حَوادثِ الأرضِ.
وفيه: التَّحريضُ على فِعلِ الخَيراتِ، ولا سيَّما الصَّدقةِ التي نفْعُها مُتعَدٍّ.
وفيه: التَّحذيرُ والتَّخويفُ مِن فاحِشةِ الزِّنا.
الراوي : عبدالله بن عمر.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3201.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
شرح الحديث:
خَسَفَتِ الشَّمْسُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالنَّاسِ، فَقامَ، فأطالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فأطالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قامَ فأطالَ القِيامَ وهو دُونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فأطالَ الرُّكُوعَ وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فأطالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ما فَعَلَ في الأُولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، فإذا رَأَيْتُمْ ذلكَ، فادْعُوا اللَّهَ، وكَبِّرُوا وصَلُّوا وتَصَدَّقُوا. ثُمَّ قالَ: يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ ما مِن أحَدٍ أغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أوْ تَزْنِيَ أمَتُهُ، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولبَكَيْتُمْ كَثِيرًا.
وفي هذا الحَديثِ: المُبادَرةُ بالصَّلاةِ والذِّكرِ والتَّكبيرِ والصَّدقةِ عندَ وُقوعِ الكُسوفِ والخُسوفِ، والأمرُ بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ في سُؤالِ اللهِ تعالَى.
وفيه: بيانُ صِفةِ صَلاةِ الكُسوفِ، وبَيانُ اختلافِها عن بَقيَّةِ الصَّلواتِ.
وفيه: الرَّدُّ على مَن زعَمَ أنَّ للكواكبِ تَأثيرًا في حَوادثِ الأرضِ.
وفيه: التَّحريضُ على فِعلِ الخَيراتِ، ولا سيَّما الصَّدقةِ التي نفْعُها مُتعَدٍّ.
وفيه: التَّحذيرُ والتَّخويفُ مِن فاحِشةِ الزِّنا.
يقولُ اللَّهُ تَعالَى: يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والخَيْرُ في يَدَيْكَ، فيَقولُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قالَ: وما بَعْثُ النَّارِ؟ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها، وتَرَى النَّاسَ سُكارَى وما هُمْ بسُكارَى، ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وأَيُّنا ذلكَ الواحِدُ؟ قالَ: أبْشِرُوا؛ فإنَّ مِنكُم رَجُلًا، ومِنْ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ألْفًا. ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي أرْجُو أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا نِصْفَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: ما أنتُمْ في النَّاسِ إلَّا كالشَّعَرَةِ السَّوْداءِ في جِلْدِ ثَوْرٍ أبْيَضَ. أوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضاءَ في جِلْدِ ثَوْرٍ أسْوَدَ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3348 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
تَفضَّلَ اللهُ سُبحانَه على أُمَّةِ الإسلامِ بالفضْلِ العظيمِ في الدُّنيا والآخِرةِ، ويُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ بَعضَ هذا الفَضلِ العظيمِ، حيثُ يُنجِّي اللهُ الكثيرَ مِن أهلِ الإسلامِ مِن النَّارِ يومَ القِيامةِ، فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحديثِ القُدسِيِّ عن ربِّ العِزَّةِ: «يَقولُ اللهُ تعالَى: يا آدَمُ» فيُنادي عليه ويُجبُيه آدَمُ -وذلك في يومِ الحسابِ- «فيقول: لبَّيْك»، أي: إجابةً لَك بعْدَ إِجَابةٍ ولزُومًا لطاعتِك، «وسَعْدَيك»، أي: أَسْعِدْني إسعادًا بعْدَ إسْعادٍ، «والخَيرُ في يَدَيك» يُريدُ خَيرَ الدُّنيا والآخِرةِ، لَيس شَيءٌ منه في يَدِ غَيرِك، فيَقولُ اللهُ تعالَى له: «أَخْرِجْ مِن النَّاسِ بعْثَ النَّارِ»، أي: مَبعوثَها؛ وهم أهلُها الَّذين يَدخُلونها، فيَسأَلُ آدَمُ عليه السَّلامُ: وما مِقدارُهم؟ فيَقولُ تعالَى: «مِن كلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مئةٍ وتِسْعةً وتِسعينَ، فعِندَه يَشِيبُ الصَّغيرُ»؛ مِن شِدَّةِ الهَولِ «وتَضَعُ كلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها» لو فُرِضَ وُجودُها، أو أنَّ مَن مَاتَت حاملًا بُعِثَت حاملًا، فتَضَعُ حَمْلَها مِن الفَزَعِ، «وتَرى النَّاسَ سُكَارى»، يَعني: مَشْدُوهين، ليس عندهم عُقولٌ، ولكنَّهم لَيسوا بسُكارَى، «ولكنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ»
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3348 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث:
تَفضَّلَ اللهُ سُبحانَه على أُمَّةِ الإسلامِ بالفضْلِ العظيمِ في الدُّنيا والآخِرةِ، ويُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ بَعضَ هذا الفَضلِ العظيمِ، حيثُ يُنجِّي اللهُ الكثيرَ مِن أهلِ الإسلامِ مِن النَّارِ يومَ القِيامةِ، فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحديثِ القُدسِيِّ عن ربِّ العِزَّةِ: «يَقولُ اللهُ تعالَى: يا آدَمُ» فيُنادي عليه ويُجبُيه آدَمُ -وذلك في يومِ الحسابِ- «فيقول: لبَّيْك»، أي: إجابةً لَك بعْدَ إِجَابةٍ ولزُومًا لطاعتِك، «وسَعْدَيك»، أي: أَسْعِدْني إسعادًا بعْدَ إسْعادٍ، «والخَيرُ في يَدَيك» يُريدُ خَيرَ الدُّنيا والآخِرةِ، لَيس شَيءٌ منه في يَدِ غَيرِك، فيَقولُ اللهُ تعالَى له: «أَخْرِجْ مِن النَّاسِ بعْثَ النَّارِ»، أي: مَبعوثَها؛ وهم أهلُها الَّذين يَدخُلونها، فيَسأَلُ آدَمُ عليه السَّلامُ: وما مِقدارُهم؟ فيَقولُ تعالَى: «مِن كلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مئةٍ وتِسْعةً وتِسعينَ، فعِندَه يَشِيبُ الصَّغيرُ»؛ مِن شِدَّةِ الهَولِ «وتَضَعُ كلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها» لو فُرِضَ وُجودُها، أو أنَّ مَن مَاتَت حاملًا بُعِثَت حاملًا، فتَضَعُ حَمْلَها مِن الفَزَعِ، «وتَرى النَّاسَ سُكَارى»، يَعني: مَشْدُوهين، ليس عندهم عُقولٌ، ولكنَّهم لَيسوا بسُكارَى، «ولكنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ»