كل يوم حديث
595 subscribers
16 links
للبقاء على اتصال مع حديث رسول الله الصحيح في ظل الأجواء الحالية من هجر له وانتشار الأحاديث الموضوعة
Download Telegram
"لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ إلى مَن جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا".

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 5788 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

والحديث دليل على أَن الإِسبال حرام إِذا كان على وجه الخُيلاء والبطر
ما مِن شَيءٍ أثقلُ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامةِ من حُسنِ الخُلُقِ، وإنَّ اللهَ يُبغِضُ الفاحِشَ البَذيءَ ".

الراوي : أبو الدرداء | المحدث : شعيب الأرناؤوط 
المصدر : تخريج رياض الصالحين
الصفحة أو الرقم : 626 
خلاصة حكم المحدث : صحيح
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتَاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3260 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له علَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رَسولُ اللهِ إلَيْكَ بأنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّكَ كما أحْبَبْتَهُ فِيهِ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2567 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
كُنَّا مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذْ سَمِعَ وَجْبَةً، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: تَدْرُونَ ما هذا؟ قالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: هذا حَجَرٌ رُمِيَ به في النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهو يَهْوِي في النَّارِ الآنَ، حتَّى انْتَهَى إلى قَعْرِهَا. وفي رواية: هذا وَقَعَ في أَسْفَلِهَا، فَسَمِعْتُمْ وَجْبَتَهَا.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2844 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كِتابِهِ فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ إنَّ رَحْمَتي غَلَبَتْ غَضَبِي.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3194 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

قال الطيبي: في سبق الرحمة إشارة أنّ قسط الخلق منها أكثر من قسطهم من الغضب، وأنها تنالهم بغير استحقاق، وأن الغضب لا ينالهم إلا بالاستحقاق. فالرحمة تشمل الشخص جنينًا ورضيعًا وفطيمًا، وناشئًا، قبل أن يصدر منه شيء من الطاعة، ولا يلحقه الغضب إلا بعد أن يصدر عنه من الذنوب ما يستحق ذلك.
يا ابْنَ آدَمَ إنَّكَ أنْ تَبْذُلَ الفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ، ولا تُلامُ علَى كَفافٍ، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ، والْيَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى.

الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1036 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

في الحديثِ: إرشادٌ إلى إنفاقِ فضْلِ الأموالِ والزَّائدِ على الحاجةِ في وُجوهِ الخيرِ والبِرِّ.
وفيه: تَرتيبُ الابتِداءِ في النَّفقَةِ والعَطاءِ والصَّدقةِ بالأهَمِّ فالمُهِمِّ.
"ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ."

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 107 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

* الشيخ: الرجل المسن
* العائل: الفقير؛ ويَحتمِلُ المَعنى: أنَّ الفَقيرَ لَه عيالٌ، ولا يَقدِرُ عَلى تَحصيلِ نَفَقتِهم وكِسوتِهم ويُجوِّعُهم، وتَكبُّرُه هذا يَجعَلُه لا يأخُذُ الزَّكاةَ والصَّدَقةَ ولا يَقبَلُ أموالَ النَّاسِ، أو لا يَعملُ عَملًا؛ لأنَّه يَرى أنَّ هذا العملَ مُمتهِنٌ لَهُ

وقد خُصِّصَ المَذكورونَ بالوَعيدِ لأنَّ كُلًّا مِنهمُ التَزمَ المَعصيةَ معَ عدمِ ضَرورتِه إلَيها، وضَعفِ داعيَتِها عِندَهُ، فأشبَهَ إقدامُهم عَليها المُعانَدةَ والِاستخفافَ بِحقِّ اللهِ، وقصدَ مَعصيتِه لا لِحاجةٍ غَيرِها.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
حسبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مَريمُ بِنتُ عِمرانَ ، وخَديجةُ بِنتُ خوَيْلدٍ ، وفاطمةُ بِنتُ محمَّدٍ ، وآسيةُ امرأةُ فِرعَونَ

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي

الصفحة أو الرقم: 3878 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
عن أبي بكرة نفيع بن الحارث أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال من طالَ عمُرهُ وحسُن عملُه. قال: فأيُّ الناسِ شر ؟ قال: من طال عمُرهُ وساء عملُه

الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم : 2330 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
إنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ علَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ علَى أَحَدٍ.

الراوي : عياض بن حمار | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2865 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، ليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ تُرْجُمانٌ، ولا حِجابٌ يَحْجُبُهُ.

الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7443 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] 
إنَّ الكافِرَ إذا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بها طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيا، وأَمَّا المُؤْمِنُ، فإنَّ اللَّهَ يَدَّخِرُ له حَسَناتِهِ في الآخِرَةِ ويُعْقِبُهُ رِزْقًا في الدُّنْيا علَى طاعَتِهِ.

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2808 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غَنَمًا بيْنَ جَبَلَيْنِ، فأعْطَاهُ إيَّاهُ، فأتَى قَوْمَهُ فَقالَ: أَيْ قَوْمِ، أَسْلِمُوا؛ فَوَاللَّهِ إنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً ما يَخَافُ الفَقْرَ. فَقالَ أَنَسٌ: إنْ كانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ ما يُرِيدُ إلَّا الدُّنْيَا، فَما يُسْلِمُ حتَّى يَكونَ الإسْلَامُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَما عَلَيْهَا.

الراوي
: أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2312 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
"لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ إلى مَن جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا "

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 5788 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


في الحديث: نَهيُ الرِّجالِ عنِ الخُيَلاءِ بإسْبالِ الثِّيابِ إلى الأرْضِ.
لَمَّا بَعَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ إلى نَحْوِ أهْلِ اليَمَنِ قالَ له: إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم زَكَاةً في أمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِن غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ علَى فقِيرِهِمْ، فَإِذَا أقَرُّوا بذلكَ فَخُذْ منهمْ، وتَوَقَّ كَرَائِمَ أمْوَالِ النَّاسِ.

الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 7372 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 8 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- دَخَلْتُ علَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعَقَلْتُ نَاقَتي بالبَابِ، فأتَاهُ نَاسٌ مِن بَنِي تَمِيمٍ، فَقالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى يا بَنِي تَمِيمٍ. قالوا: قدْ بَشَّرْتَنَا فأعْطِنَا، مَرَّتَيْنِ. ثُمَّ دَخَلَ عليه نَاسٌ مِن أَهْلِ اليَمَنِ، فَقالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى يا أَهْلَ اليَمَنِ، إذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ. قالوا: قدْ قَبِلْنَا يا رَسولَ اللَّهِ. قالوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عن هذا الأمْرِ؟ قالَ: كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شَيءٌ غَيْرُهُ، وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ، وكَتَبَ في الذِّكْرِ كُلَّ شيءٍ، وخَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ. فَنَادَى مُنَادٍ: ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يا ابْنَ الحُصَيْنِ، فَانْطَلَقْتُ، فَإِذَا هي يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا.

الراوي: عمران بن الحصين | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 3191 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



شرح الحديث:
إنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالَى هو الواحِدُ الأحَدُ، المُتَّصِفُ بصِفاتِ الجَلالِ والكَمالِ، وقدْ أخبَرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن بِدايةِ الخَلقِ ونِهايَتِه حتَّى نَستَشعِرَ عَظَمَتَه سُبحانَه.
وفي هذا الحَديثِ يَذكُر عِمرانُ بنُ حُصَيْنٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه دَخَلَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ مَرَّةٍ في المَسجِدِ النَّبويِّ، وقبْلَ دُخولِه عَقَلَ ناقَتَه بالبابِ، أي: رَبَطَها بحَبلٍ يُسَمَّى العِقالَ، وفي هذا اليَومِ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ناسٌ مِن قَبيلةِ بَني تَمِيمٍ، فتَلقَّاهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما يَشرَحُ الصُّدورَ، فقال: «اقبَلوا البُشْرى يا بَني تَميمٍ» بما أتحَدَّثُ به إليكم بما يَقتَضي أنْ تُبَشَّروا بالجَنَّةِ، فقالوا: «قد بَشَّرتَنا فأعطِنا. مَرَّتَيْن»؛ فجُلَّ اهتِمامِهم كان بالدُّنيا، فلمْ يَفهَموا مِنَ البُشرى إلَّا العَطاءَ المادِّيَّ فقطْ.
ثمَّ دَخَلَ عليه ناسٌ مِن أهلِ اليَمَنِ، وهمُ الأشعَريُّونَ، وهُم قَبيلةٌ مِنَ اليَمَنِ، فقال: «اقبَلوا البُشْرى»، أي: اقبَلوا مِنِّي هذا الخَبَرَ، حيث لم يَقبَلْه بَنو تَميمٍ، فقالوا: «قَبِلْنا يا رَسولَ اللهِ» مِنكَ ذلك، فهاتِ ما عِندَكَ؛ فإنَّما جِئناكَ نَسألُكَ عن هذا الأمْرِ، كأنَّهم سَألوه عن أحوالِ هذا العالَمِ، فأخَذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحدِّثُ عن بَدءِ الخَلقِ والعَرشِ، فأخبَرَ أنَّه كان اللهُ سُبحانَه في الأزَلِ مُتفَرِّدًا وَحدَه، ولم يَكُنْ شَيءٌ غَيرُه، لا الماءُ ولا العَرشُ ولا غَيرُهما، وكان عَرشُه على الماءِ، والمُرادُ بالعَرشِ: عَرشُ الرَّحمنِ الذي استَوى عليه جَلَّ جَلالُه، وهو أعلى المَخلوقاتِ وأكبَرُها وأعظَمُها، وَصَفَه اللهُ بأنَّه عَظيمٌ، وبأنَّه كَريمٌ؛ فوَصَفَه بالحُسْنِ مِن جِهةِ الكَمِّيَّةِ، وبالحُسْنِ مِن جِهةِ الكَيفيَّةِ. وأنَّه كَتَبَ في اللَّوحِ المَحفوظِ جَميعَ ما هو كائِنٌ إلى يَومِ القِيامةِ، وخَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ. وخُلاصةُ المَعنى: أنَّ اللهَ كان قبْلَ كُلِّ شَيءٍ، ولم يَكُنْ أيُّ شَيءٍ غَيرُه مَوجودًا، ثمَّ خَلَقَ الماءَ أوَّلًا، والعَرشَ ثانيًا، أو خَلَقَ العَرشَ في الجِهةِ العُليا، والماءَ في السُّفلَى، ثمَّ خَلَقَ القَلَمَ واللَّوحَ المَحفوظَ، ثمَّ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ، هذا هو التَّرتيبُ الزَّمَنيُّ لِخَلقِ هذه الكائِناتِ العُلويَّةِ والسُّفليَّةِ.
ويَحكي عِمرانُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه في هذه الأثناءِ نادى عليه مُنادٍ: ذَهَبتْ ناقتُكَ يا ابنَ الحُصَينِ، والمُرادُ أنَّها فَكَّتْ عِقالَها وهَرَبتْ، فذَهَبَ عِمرانُ خَلْفَها، فإذا هي قدِ ابتَعَدتْ كَثيرًا، حتَّى حالَ دُونَها السَّرابُ، ثمَّ أقسَمَ عِمرانُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه تَمَنَّى لو تَرَكَها تَذهَبُ، وأنَّه بَقيَ في مَجلِسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لِيَسمَعَ باقيَ الحَديثِ.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ والتَّرغيبُ على مَجالِسِ العِلمِ.
وفيه: فَضلُ العِلمِ وسَماعِه.
وفيه: تَقديمُ طلَبِ العلمِ على طَلَبِ المالِ.
خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وطُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ مِنَ المَلائِكَةِ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقالَ السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حتَّى الآنَ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3326 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
بعد أن أتمَّ اللهُ خَلْقَ آدَمَ وتكوينَه، ونفَخَ فيه الرُّوحَ، وأصبح بشَرًا سويًّا، أمَره عزَّ وجَلَّ أنْ يَذهَبَ إلى نَفَرٍ -وهم الجماعةُ- من الملائكةِ ويُسلِّمَ عليهم، ويَنظُرَ ماذا يَرُدُّون به ليَتعلَّمَه ويَحفَظَه؛ لأنَّه التَّحيَّةُ الَّتِي شَرَعها اللهُ لآدَمَ وذُرِّيَّتِه، فقال لهم: السَّلامُ عليكم، فقالوا: السَّلامُ عليكَ ورحمةُ اللهِ، فزادته الملائِكةُ: «ورحمةُ اللهِ»، فأصبحت هذه الصِّيغةَ المشروعةَ في الرَّدِّ على السَّلامِ.
وأخْبَر نَبِيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ تعالَى خَلَق آدَمَ طُولُه سِتُّونَ ذِراعًا، وأنَّ كُلَّ من يدخلُ الجنَّةَ سيكونُ على صُورةِ آدَمَ في الحُسْنِ والجَمالِ وطُولِ القامةِ، وأخبر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ ذُرِّيَّتَه لم يَزَلْ يَنقُص طُولُها مِن عَهدِ آدَمَ عليه السَّلامُ إلى عَهدِ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي الحَديثِ: بيانُ خَلْقِ آدَمَ عليه السَّلامُ، وأنَّ المُؤمِنين حين يدخُلون الجنَّةَ يكونون على صُورةِ أبيهم آدَمَ وطُولِ قامتِه.
وفيه: أنَّ السَّلامَ والمَحبَّةَ مِن أصلِ الدِّين، وهو ما يَبدأُ به المُسلِمُ.
وفيه: أنَّ بَدْءَ خَلقِ البَشَر كان على حالٍ أعظمَ مِمَّا هي عليه الآنَ، لا العَكْسُ.
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: بيْنَما هو يَسِيرُ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعهُ النَّاسُ مَقْفَلَهُ مِن حُنَيْنٍ، فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ حتَّى اضْطَرُّوهُ إلى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: أعْطُونِي رِدَائِي، لو كانَ لي عَدَدُ هذِه العِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بيْنَكُمْ، ثُمَّ لا تَجِدُونِي بَخِيلًا، ولَا كَذُوبًا، ولَا جَبَانًا.

الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 2821 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا رَحيمًا، ومُؤدِّبًا رَفيقًا، ومُربِّيًا حَليمًا.
وفي هذا الحَديثِ يَروي جُبَيرُ بنُ مُطعِمٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه بعْدَ انتِهاءِ غَزوةِ حُنَينٍ -وكانَتْ سَنةَ ثَمانٍ مِنَ الهِجرةِ، وحُنَيْنٌ: وادٍ بيْنَ مَكَّةَ والطَّائفِ- والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسِيرُ مع الناسِ وهُم راجِعونَ إلى المَدينةِ، تَعلَّقَ به بَعضُ النَّاسِ والْتَفُّوا حَولَه يَسأَلونَه مِنَ الغَنائمِ، وكان قدْ شارَكَ في هذه الغَزوةِ ناسٌ ممَّن أسلَمَ حَديثًا، فتَعلَّقَ ناسٌ منهم برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى ألْجَؤُوه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى سَمُرةٍ، وهي شَجَرةٌ مِن أشجارِ الباديةِ لها شَوكٌ، فعَلِقَ رِداءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالشَّجَرةِ، فوَقَفَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: «أعطُوني رِدائي، لو كان لي عَدَدُ هذه العِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمتُه بيْنكم»، يَعني: لو مَلَكتُ أمثالَ عَدَدِ هذه «العِضَاهِ» -وهو: شَجَرٌ كَثيرُ الشَّوكِ- مِنَ النَّعَمِ -وهي الإبِلُ والبَقَرُ والغَنَمُ-، لَقَسَمتُه بيْنكم ولم أدَّخِرْ شَيئًا لي، ومُقتَضى الكَلامِ: إذا سَمَحَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمالِ نَفْسِه وقَسَّمَه بيْنَهم، ولم يَدَّخِرْ لِنَفْسِه منه شَيئًا، فلنْ يَبخَلَ بتَقسيمِ غَنائمِهم عليهم؛ فمَن بَذَلَ لهم مالَه فلنْ يَبخَلَ عليهم بمالِهم، وجمَعَ بيْن الأوصافِ الثَّلاثةِ -البُخلِ والكذِبِ والجُبْنِ-؛ لأنَّها مُتَلازِمةٌ، وكذا أضدادُها: الصِّدقُ والكَرَمُ والشَّجاعةُ.