كل يوم حديث
598 subscribers
16 links
للبقاء على اتصال مع حديث رسول الله الصحيح في ظل الأجواء الحالية من هجر له وانتشار الأحاديث الموضوعة
Download Telegram
لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كِتابِهِ وهو يَكْتُبُ علَى نَفْسِهِ وهو وضْعٌ عِنْدَهُ علَى العَرْشِ إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي.

الراوي : أبو هريرة
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7404
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أهْلَ الغُرَفِ مِن فَوْقِهِمْ، كما يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ في الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أوِ المَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ ما بيْنَهُمْ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، تِلكَ مَنَازِلُ الأنْبِيَاءِ لا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قالَ: بَلَى، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا باللَّهِ وصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ.

الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 3256 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أهلَ الدَّرجاتِ الأَقَلِّ في الجنَّةِ يَنظُرونَ إلى أهْلِ الغُرَفِ والدَّرجاتِ العُليا فَوقَهم، ويَرَوْنَهم كما يَرَوْنَ الكَوكَبَ المُضيءَ الَّذي ذَهَبَ بعْدَ انتشارِ ضَوءِ الفَجرِ في أطرافِ السَّماءِ؛ لِتَفاضُلِ ما بيْنِهم، ولبُعدِ مَنازلِ أَهلِ الغُرَفِ العاليةِ عن باقي أهْلِ الجَنَّةِ، فلمَّا سَمِع ذلك الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم ظَنُّوا أنَّها مَنازلُ الأنبياءِ؛ لِرفْعَتِها وفضْلِها، فسَأَلوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، أتِلْكَ مَنازلُ الأنبياءِ لا يَبْلُغُهَا غَيرُهم؟ فأخبَرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ هذه المنازِلَ لَيستْ مَقصورَةً على الأنبياءِ صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عَليهم، بلْ يَبلُغُها رِجالٌ آمَنوا باللهِ وصَدَّقوا المرسَلين حَقَّ تَصديقِهم؛ وذلك فَضلُ اللهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ.
إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بَابٍ مِن أبْوَابِ المَسْجِدِ المَلَائِكَةُ، يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ.

الراوي : أبو هريرة.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3211.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
أَتانِي اللَّيْلَةَ آتِيانِ، فأتَيْنا علَى رَجُلٍ طَوِيلٍ، لا أكادُ أرَى رَأْسَهُ طُولًا، وإنَّه إبْراهِيمُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3354 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
كَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ النَّاسُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا، وادْعُوا اللَّهَ.

الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 1043 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
وفي هذا الحديثِ يَروي المغيرةُ بنُ شُعبةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ الشَّمسَ قد كَسَفَتْ على عَهدِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ مات إبْراهِيمُ ابنُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، مِن ماريةَ القِبطيَّةِ، وقدْ تُوفِّيَ وعُمرُه ثمانيةَ عشَرَ شَهرًا
فقال النَّاسُ: «كَسَفَتِ الشَّمسُ لموتِ إبراهيمَ»؛ ظنًّا منهم أنَّ هذا الأمرَ لا يَحدُثُ إلَّا لموتِ عَظيمٍ، فصحَّحَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم هذا الفَهمَ الخَطَأَ، فقال: «إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ لا يَنكسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه»، ثُمَّ أمَرَهم بما يَنبغي لهم أنْ يَفعَلوه عندَ رُؤيةِ ذلك، فقال: «فإذا رأيتُم فصَلُّوا، وادْعُوا اللهَ»، أي: إذا رَأيتُم كُسوفَ الشَّمسِ أو القَّمرِ فافْزَعوا إلى الصَّلاةِ، وصَلاةُ الكُسوفِ رَكعتانِ بهَيئةٍ مَخصوصةٍ، وادْعُوا اللهَ وتَضرَّعوا له حتَّى يَنجلِيَ هذا الكُسوفُ.

والمشهورُ في كَيفيَّةِ صَلاةِ الكُسوفِ: أنَّها ركعَتانِ، في كُلِّ رَكعةٍ قِيامَانِ وقراءَتانِ، ورُكوعانِ وسُجودانِ، سَواءٌ تَمادَى الكسوفُ أمْ لا.
دَخَلَتِ امْرَأَةٌ معهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِندِي شيئًا غيرَ تَمْرَةٍ، فأعْطَيْتُهَا إيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بيْنَ ابْنَتَيْهَا، ولَمْ تَأْكُلْ منها، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلَيْنَا، فأخْبَرْتُهُ فَقالَ: مَنِ ابْتُلِيَ مِن هذِه البَنَاتِ بشيءٍ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 1418 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
في هذا الحديثِ تَروي أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ امرأةً دخلَتْ عليها ومعها ابنتانِ لها تسأَلُها حاجةً مِن الصدَقةِ، فلمْ تجِدْ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها إلَّا تمرةً، فتصدَّقت بها، فقسَمَتْها المرأةُ بيْنَ ابنتَيْها ولم تأكُلْ هي منها، فحكَتْ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما حدَث، فبَيَّن لها أنَّ مَن قُدِّر له ووهَب اللهُ له شَيئًا مِن البَناتِ، فأحسَنَ إليهنَّ بالكَفالةِ والقِيامِ بحُقوقِهنَّ وتأديبهنَّ ونحوِ ذلك- كُنَّ له سِترًا مِن النَّار؛ لأنَّه يَسترُهنَّ في الدُّنيا بإحسانِه إليهِنَّ، وبسببِ تَربيَتِهِنَّ، فيَستُرُه اللهُ؛ جِزاءً وِفاقًا، وسُمِّيت هِبةُ الإناث ابتِلاءً؛ لِمَا في كَفالتِهنَّ مِن المشقَّةِ والتَّعَبِ، أو لِكُرْهِ الناسِ عادةً لَهُنَّ، ولأنَّه يَغلِبُ ألَّا يَكُنَّ مَورِدَ كَسبٍ وعَيشٍ، فالابتِلاءُ بمَعنى الاختِبارِ، ومَعناه: مَنِ اختُبِرَ بشَيءٍ مِنَ البَناتِ؛ لِيُنظَرَ ما يَفعَلُ: أيُحسِنُ إليهِنَّ أمْ يُسيءُ.
قيل: يُريدُ بهذا أنَّ أجْرَ القِيامِ على البَناتِ أعْظَمُ من أَجْرِ القِيامِ على البَنينَ؛ إذْ لم يذْكُرْ مِثْلَ ذلك في حَقِّهِم
"عَنْ حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ قالَ: إنَّ المُنَافِقِينَ اليومَ شَرٌّ منهمْ علَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ كَانُوا يَومَئذٍ يُسِرُّونَ، واليومَ يَجْهَرُونَ."

الراوي : شقيق بن سلمة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 7113 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


يُخبِرُ حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ رضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ المُنافِقينَ الذين كانوا بعد عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدُّ شَرًّا من المنافِقينَ الذين كانوا على عَهدِه ويُعلِّلُ ذلِكَ بأنَّهُمْ كانُوا يُسِّرونَ نفاقَهم ويُخفونَه، فلا يتعدَّى شَرُّهم إلى غيرِهم، وأمَّا بعد النَّبيِّ فإنهم يَجْهَرونَ به؛ فهُمْ أعلنوا بالشَّرِّ أكثرَ وأظْهَرَ مِن سابِقيهِمْ مِنَ المنافِقينَ، غيْرَ أنَّهمْ لم يُعلِنوا الكُفرَ صَريحًا؛ ليُظَنَّ أنَّهم مُسلِمونَ.
وهذا إشارةٌ منه رَضِيَ اللهُ عنه إلى ضَعفِ الحَقِّ وظُهورِ الباطِلِ واستقوائِه؛ فالمنافِقون يَخْشَون من سَطوةِ الحَقِّ، فيُسِرُّون، لكن إذا ضَعُف الحَقُّ بَرَزوا.
وفي الحَديثِ: التَّحذيرُ مِن النَّفاقِ والمنافِقينَ.
وفيه: عَدمُ مُتابَعةِ مَن يَظهَرُ عليهِ النِّفاقُ في أفْعالِهِ الباطِلةِ التي يَفعَلُها ضِدَّ المسلِمينَ وشَريعتِهمْ.
لَا تَقُومُوا حتَّى تَرَوْنِي، وعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ.

الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي |المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 909 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
الصَّلاةُ هي لِقاءُ المؤمنِ بربِّه سُبحانَه وتعالَى؛ ففيها استِشعارٌ بحالِ الوُقوفِ بيْنَ يَديِ اللهِ تعالَى، وقدْ علَّمَنا نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آدابَ القِيامِ إليها، كما في هذا الحَديثِ، حيثُ يَنهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه رَضيَ اللهُ عنهم عن القِيامِ إلى الصَّلاةِ حتَّى يَرَوْه، والمرادُ أنَّ ذلك يكونُ في صَلاةِ الجَماعةِ وحالَ انتظارِ المَأمومِ للإقامةِ؛ حتَّى تكونَ الإقامةُ مُتَّصِلةً بالصَّلاةِ، والمرادُ برُؤيتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هو تَجهُّزُه وإرادتُه الصَّلاةَ، والنَّهيُ عن القيامِ قبْلَ أنْ يَرَوْهُ؛ لئلَّا يَطولَ عليهم القِيامُ، ولأنَّه قد يَعرِضُ له عارِضٌ فيَتأخَّرُ بسَببِه.
ثمَّ أمَرَهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالسَّكينةِ والطُّمَأْنينةِ حالَ قِيامِهم إلى الصَّلاةِ؛ لأنَّها لازمةٌ عندَ الوُقوفِ بيْن يدَيِ اللهِ سُبحانه وتعالَى، والتحَلِّي بالسَّكينةِ يَستلزِمُ تَرْكَ الاستِعجالِ والسُّرعةِ عندَ القيامِ وإتيانِ الصَّلاةِ.
مَن قَتَلَ وزَغًا في أوَّلِ ضَرْبَةٍ كُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، وفي الثَّانِيَةِ دُونَ ذلكَ، وفي الثَّالِثَةِ دُونَ ذلكَ. وفي رواية : في أوَّلِ ضَرْبَةٍ سَبْعِينَ حَسَنَةً.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2240 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
في هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ «مَن قَتَل وَزَغَةً» وهي الَّتي يُقالُ لها: سَامُّ أَبْرَصَ، وتُعرَفُ بـ(البرص)، تُشبِهُ التِّمساحَ في الشَّكلِ، وله في كُلِّ بلدٍ اسمٌ يُطلِقُه العامَّةُ عليه (ما يُقال له في الشام أبو بريص)
فمَن قتَلها «في أَوَّلِ ضَرْبةٍ» كُتِب «له كذا وكذا حَسَنةً» وهذا كِنايةٌ عن كَثرةِ الحَسناتِ، وفي رِوايةٍ لمسْلمٍ: «مائةُ حَسنةٍ»، وفي روايةٍ أُخرى لمسْلمٍ أيضًا: «سَبعينَ حَسنةً»، وأخبر صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن قتَلها في الضَّربةِ الثَّانيةِ، فأَجْرُه وثَوابُه أقلُّ، ومَن قتَلها في الضَّربةِ الثَّالثةِ فأجْرُه وثَوابُه أقلُّ مِمَّا قَبْلَه، والمقصودُ بذلك الحثُّ على المبادَرةِ بقتْلِها وتَحريضُ قاتلِها على أنْ يَقتُلَها بأوَّلِ ضَربةٍ.
وسَببُ الأمر بقتلها ما جاءَ في صحيح البخاريِّ من أنَّها كانت تَنفُخُ النارَ على الخليلِ إبْراهيمَ عليه السَّلامُ حين ألْقاه قومُه فيها، ولأنَّها مِن الحَشراتِ المؤذياتِ، ولاسْتقذارِها ونُفرةِ الطَّبعِ عنها كذلك.
مَرَّ عُمَرُ في المَسْجِدِ وحَسَّانُ يُنْشِدُ فَقالَ: كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ، وفيهِ مَن هو خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ التَفَتَ إلى أبِي هُرَيْرَةَ، فَقالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، أسَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: أجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أيِّدْهُ برُوحِ القُدُسِ؟ قالَ: نَعَمْ.

الراوي : حسان بن ثابت.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3212.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].

شرح الحديث:
يَروي التابعيُّ سَعيدُ بنُ المُسيَّبِ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه مرَّ على حسَّانَ بنِ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه ذاتَ مَرَّةٍ وهو يَقولُ الشِّعرَ في المَسجِدِ، فنَظَرَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه إليه، وكأنَّه أنكَرَ هذا الفِعلَ، فأخبَرَه حَسَّانُ بنُ ثابِتٍ أنَّه كان يُنشِدُ الشِّعرَ في المَسجِدِ بحُضورِ مَن هو خَيرٌ مِن عمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، يَقصِدُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
ثمَّ التَفَتَ حَسَّانُ رَضيَ اللهُ عنه إلى أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، وقال له: أنشُدُكَ باللهِ، أسَمِعتَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: «أجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أيِّدْه برُوحِ القُدُسِ؟» فقال أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: نَعَمْ. وإنَّما ناشَدَ حَسَّانُ رَضيَ اللهُ عنه أبا هُرَيرةَ بسَماعِه لِلحَديثِ؛ لِأنَّ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه كان يُشَدِّدُ في حَديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا بشَهادةِ رَجُلَيْنِ.

وكان ذلك القولُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندَما هَجا شُعراءُ مِن قُرَيشٍ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فطَلَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن يَرُدُّ عنه ويَهجو قُرَيشًا، فتَقدَّمَ غَيرُ واحِدٍ، ومنهم حَسَّانُ بنُ ثابِتٍ رَضيَ اللهُ عنه، فكان أشَدَّ الشُّعَراءِ تأثيرًا في المُشرِكينَ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ أيِّدْه برُوحِ القُدُسِ، يَعني جِبريلَ، وإنَّما دَعا له بذلك لِأنَّ عِندَ أخْذِه في الطَّعنِ والهِجاءِ في المُشرِكينَ وأنسابِهم مَظِنَّةَ الفُحشِ مِنَ الكَلامِ وبَذاءةِ اللِّسانِ، وقد يُؤَدِّي ذلك إلى أنْ يُتكَلَّمَ عليه، فيَحتاجَ إلى التَّأييدِ مِنَ اللهِ بأنْ يُقَدِّسَه مِن ذلك برُوحِ القُدُسِ، وهو جِبريلُ.

وفي الحَديثِ: فَضيلةٌ لِحَسَّانَ بنِ ثابِتٍ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: مَشروعيَّةُ إنشادِ الشِّعرِ في المَسجِدِ؛ لِلدِّفاعِ عنِ الحَقِّ، والحَثِّ على الخَيرِ.
أنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنْهما وذَكَرُوا له الدَّجَّالَ بيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ، أَوْ ك ف ر، قالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ، ولَكِنَّهُ قالَ: أَمَّا إبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إلى
 صَاحِبِكُمْ، وأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ علَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بخُلْبَةٍ كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَيْهِ انْحَدَرَ في الوَادِي.

الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3355 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:

 قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ما بُعِث نبيٌّ إلا أنذر أمَّتَه الأعوَرَ الكَذَّابَ، ألَا إنَّه أعوُر، وإنَّ ربَّكم ليس بأعوَرَ، وإنَّ بين عينيه مكتوبٌ كافِرٌ».
فذكروا الدَّجَّالَ -مِن الدَّجلِ، وهو التَّغطيةُ؛ سُمِّي به لأنَّه يُغطِّي الحقَّ بباطلِه- وهو الَّذي يَظهَرُ في آخِرِ الزَّمانِ ويَدَّعي الألُوهيَّةَ، وهو شَخصٌ مِن بَني آدمَ، وظُهورُه مِن العَلاماتِ الكُبرى ليومِ القِيامةِ،

وذكر ابنُ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّه إنَّما سمِع من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكُرُ نبيَّ اللهِ إبراهيمَ ونبيَّ اللهِ موسى عليهما السَّلامُ، فقال: «أمَّا إبراهيمُ فَانظُروا إلى صاحبِكم»، يريدُ نَفْسَه الشَّريفةَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويعني بذلك: أنَّ إبراهيمَ عليه السَّلامُ كان يُشبِهُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وأمَّا نبيُّ الله مُوسى عليه السَّلامُ «فرجُلٌ آدمُ»، يعني: أسمرَ، «جَعْدٌ» يعني: أنَّ شَعرَهُ جَعْدٌ، وهو ما فيه التواءٌ وتَكسُّر وخشونةٌ، راكِبٌ «على جَملٍ أحمرَ مَخطومٍ بخُلبةٍ»، يعني: أنَّ خِطامَ هذا الجَمَلِ حبْلٌ مَصنوعٌ مِنَ اللِّيفِ، «كأنِّي أنظرُ إليه إذِ انحدرَ في الوادي يُلبِّي» يعني: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رآهُ رُؤيةً حقيقيَّةً مثَّلَه اللهُ له مُنحدِرًا مِن وادي الأزرقِ يُلبِّي بِالحجِّ. أو كانت رؤيةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له في المنامِ، ورؤيا الأنبياءِ حَقٌّ.
"رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى."
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2076 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


في هذا الحَديثِ دُعاءٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالرَّحْمةِ لِمَن تَحلَّى بِخُلُقِ السَّماحةِ، وهي: التَّسْهيلُ والتَّنازُلُ والتَّغاضي في الأُمورِ، وعَدَمُ الشِّدَّةِ والتَّصلُّبِ، وذكَرَ ثلاثةَ أحوالٍ: إذا كان بائعًا، فَلا يَتشَدَّدُ في رَفْعِ السِّعرِ ويُصِرُّ على ذلك، بلْ يَتجاوَزُ عن بَعضِ حَقِّه. وإذا كان مُشترِيًا، فَلا يَبخَسُ ويُقلِّلُ مِن قِيمةِ البِضاعةِ ويُصِرُّ على ذلك. وإذا طَالَبَ بقَضاءِ الدُّيونِ الَّتي له، فلا يُشدِّدُ على الفَقيرِ والمُحْتاجِ، بلْ يُطالِبُه برِفْقٍ ولُطْفٍ، ويُنظِرُ المُعسِرَ.
خَرَجَ عَلَيْنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأُمَامَةُ بنْتُ أبِي العَاصِ علَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى، فَإِذَا رَكَعَ وضَعَ، وإذَا رَفَعَ رَفَعَهَا.

الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5996 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
في هذا الحَديثِ يحكي أبو قَتادةَ الحارِثُ بنُ ربعيٍّ الأنصاريُّ رضِي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَجَ عليهم وكان يَحمِلُ على عاتقِه -وهو الموضعُ ما بيْن الكَتِفِ والعُنُقِ- حَفيدتَه أُمامةَ بنتَ أبي العاصِ بنِ الرَّبيعِ الأُمَويِّ، وأمُّها زَينبُ بِنتُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكانت صَبِيَّةً صَغيرةَ السِّنِّ، فصلَّى بهم الفريضةَ وهو يحمِلُها على عاتِقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعند أبي داودَ ذَكَر أنَّها كانت صلاةَ الظُّهرِ أو العَصرِ، فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يحمِلُها في قيامِه، فإذا ركَعَ وضَعَها على الأرضِ، ثم يسجُدُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإذا رفَع مِن الرُّكوعِ حمَلها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورفَعها معه، وفي روايةِ أبي داودَ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يحمِلُها على عاتِقِه، فإذا ركع وضَعَها على الأرضِ ويركَعُ ويَسجُدُ، ثم يَرفَعُها إذا استوى قائمًا بعد السُّجودِ، ويفعَلُ هذا في كُلِّ ركعةٍ حتى فرغ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن صَلاتِه.
والصَّلاةُ أفضَلُ الأعمالِ عندَ اللهِ، وقدْ أمَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِلُزومِ الخُشوعِ فيها والإقبالِ عليها، ولم يَكُنْ حمْلُه لها مِمَّا يُضادُّ الخُشوعَ المأمورَ به فيها، وفى فِعلِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ذلك أَعظمُ الأُسوةِ لنا؛ فيَنْبغي الاقتداءُ به في رَحمتِه صِغارَ الأولادِ وكبارَهم والرِّفقِ بهم؛ لأنَّ ذلك مِن أعمالِ البِرِّ الواجبِ الاتِّباعُ فيها.
"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ."

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7115 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] 
يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا
 ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في  نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ  باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.

الراوي : أبو هريرة
المحدث : البخاري 
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7405 
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: وَإِمَّا قَالَ: يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : النسائي | المصدر : السنن الكبرى
الصفحة أو الرقم: 5570 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِحَسَّانَ: اهْجُهُمْ - أوْ هَاجِهِمْ - وجِبْرِيلُ معكَ.

الراوي : البراء بن عازب.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3213.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].

شرح الحديث:
نُصْرةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حقٌّ على كلِّ مُسلِمٍ بمالِه ويَدِه ولِسانِه، وحسَّانُ بنُ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه كان مِن شُعَراءِ المَدينةِ، وكان مِمَّن نصَرَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بلِسانِه عندَما كان المشرِكون يَهْجون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالشِّعرِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَّهَ حسَّانَ بنَ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه لهِجاءِ المُشرِكينَ، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اهْجُهم وجِبْريلُ معَكَ»، أي: إنَّ جِبْريلَ يُؤيِّدُكَ، فكان مُؤيَّدًا رَضيَ اللهُ عنه مِن جِبْريلَ عليه السَّلامُ، وهي فَضيلةٌ عَظيمةٌ لحَسَّانَ بنِ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه.
وفي الحَديثِ: مَشْروعيَّةُ قَولِ الشِّعرِ في نُصْرةِ الحقِّ.
وفيه: مَشْروعيَّةُ هِجاءِ الكفَّارِ، وأعْداءِ الإسْلامِ، وإظْهارِ مَعايِبِهم بالشِّعرِ وغَيرِه.
لَمْ يَكْذِبْ إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ إلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ، ثِنْتَيْنِ منهنَّ في ذَاتِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ؛ قَوْلُهُ {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89]، وقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63]. وقالَ: بيْنَا هو ذَاتَ يَومٍ وسَارَةُ، إذْ أَتَى علَى جَبَّارٍ مِنَ الجَبَابِرَةِ، فقِيلَ له: إنَّ هَاهُنَا رَجُلًا معهُ امْرَأَةٌ مِن أَحْسَنِ النَّاسِ، فأرْسَلَ إلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقالَ: مَن هذِه؟ قالَ: أُخْتِي، فأتَى سَارَةَ قالَ: يا سَارَةُ، ليسَ علَى وجْهِ الأرْضِ مُؤْمِنٌ غيرِي وغَيْرَكِ، وإنَّ هذا سَأَلَنِي فأخْبَرْتُهُ أنَّكِ أُخْتِي، فلا تُكَذِّبِينِي، فأرْسَلَ إلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عليه ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بيَدِهِ فَأُخِذَ، فَقالَ: ادْعِي اللَّهَ لي ولَا أَضُرُّكِ، فَدَعَتِ اللَّهَ فَأُطْلِقَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهَا الثَّانِيَةَ، فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ، فَقالَ: ادْعِي اللَّهَ لي ولَا أَضُرُّكِ، فَدَعَتْ فَأُطْلِقَ، فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ، فَقالَ: إنَّكُمْ لَمْ تَأْتُونِي بإنْسَانٍ، إنَّما أَتَيْتُمُونِي بشيطَانٍ! فأخْدَمَهَا هَاجَرَ، فأتَتْهُ وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، فأوْمَأَ بيَدِهِ: مَهْيَا، قالَتْ: رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ الكَافِرِ -أَوِ الفَاجِرِ- في نَحْرِهِ، وأَخْدَمَ هَاجَرَ. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: تِلكَ أُمُّكُمْ يا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3358 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث

قال أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: «تِلكَ أمُّكُمْ يا بَني ماءِ السَّماءِ»، أرادَ بِهمُ العَربَ؛ لأنَّهم يَعيشونَ بالمَطرِ ويَتَّبِعونَ مَواقعَ القَطرِ في البَوادي لأَجْلِ المَواشي، والمرادُ: فتِلكَ المرأةُ -التي هيَ هاجرُ- هيَ أمُّكمْ أيُّها العربُ؛ لأنَّها أمُّ إسماعيلَ عليه السَّلامُ، وهو جَدُّ العَدْنانيِّينَ مِن العرَبِ، وإلَّا فقدْ ورَدَ عندَ البُخاريِّ في حَديثِ هِجرةِ هاجَرَ إلى مكَّةَ ما يُفيدُ أنَّ العرَبَ لَيسوا جَميعًا مِن نَسْلِ إسماعيلَ عليه السَّلامُ؛ لأنَّ قَبيلةَ جُرهُمَ العربيَّةَ كانت قبْلَ إسماعيلَ.
شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ.

الراوي : خباب بن الأرت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 6943 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
كان خَبَّابُ بنُ الأرَتِّ رَضيَ اللهُ عنه مِن أشدِّ الصَّحابةِ تَعرُّضًا للعَذابِ في مكَّةَ في بِدايةِ البَعثةِ النَّبويَّةِ، فيُحدِّثُ أنَّه جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع بَعضِ أصْحابِه وهو نائمٌ مُتوسِّدٌ بُرْدةً في ظِلِّ الكَعبةِ، أي: جعَل تحتَ رَأسِه بُرْدةً، وهي كِساءٌ أسوَدُ مُربَّعٌ، فسَأَلوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدْعوَ اللهَ لهم، ويَسألَه النَّصرَ والعِزَّ والمَنَعةَ، فأخْبَرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ما همْ فيه لَيسوا مُختصِّينَ به مِن الأُمَمِ، بلْ كان المؤمنُون فيمَن قبْلَنا في الأمَمِ السَّابِقةِ يُعذَّبون أيضًا، وكان مِن طرُقِ تَعْذيبِهم أنْ يُحفَرَ له في الأرْضِ، ثمَّ يُؤْتى به، فيُجعَلَ في تلك الحُفرةِ، فيُجاءَ بالمِنْشارِ -وهو آلةُ قَطْعِ الأخْشابِ- فيُوضَعَ على رأْسِه، فيُشَقَّ نِصفينِ، وما يصُدُّه ذلك عن دِينهِ، ويُمشَطُ بأمْشاطِ الحَديدِ ما دونَ لَحمِه مِن عَظْمٍ أو عَصَبٍ، وما يصُدُّه ذلك عن دِينِه؛ وذلك لقوَّةِ إيمانِهم، وتَصْديقِهم لأنْبيائِهم، ثُمَّ بشَّرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنَصْرِ اللهِ لهم، وأنَّ اللهَ تعالَى سيَكتُبُ النَّصرَ لأهلِ الإسْلامِ حتَّى يُعبَدَ اللهُ تعالَى فيما حَولَهم مِن الأرْضِ، فيَسيرَ الرَّاكبُ مِن صَنعاءَ إلى حَضْرَمَوتَ -وهما مَدينَتانِ باليَمنِ- لا يَخافُ شَيئًا إلَّا اللهَ تعالَى، أو يَخافُ أنْ يَأكُلَ الذِّئبُ غَنَمَه، أمَّا المُشرِكونَ فلا يُخافُ منهم؛ لأنَّهم إمَّا أنْ يَكونوا دخَلوا في الإسْلامِ، أو غُلِبوا، وصاروا أذِلَّةً، ولكنَّكم تَستَعجِلونَ نَصْرَ اللهِ المُحقَّقَ.
قَبَّلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وعِنْدَهُ الأقْرَعُ بنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الأقْرَعُ: إنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ ما قَبَّلْتُ منهمْ أحَدًا، فَنَظَرَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ قَالَ: مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5997 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قالَ: "أَنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنَى، ولَا تُمْهِلُ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا وقدْ كانَ لِفُلَانٍ."

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 1419 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


يَروي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رجُلًا جاء إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسَأله: أيُّ الصَّدَقةِ أَعْظَمُ أجْرًا وأكثَرُ نفعًا لصاحِبِها؟ فأخبَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه ما يَتصَدَّقُ بها الإنسانُ وهو صحيحٌ ليس فيه مرَضٌ أو عِلَّةٌ تقْطَعُ أمَلَه في الحياةِ وخاصَّةً وقْتَ الرَّغدِ والنَّعيمِ، فيَكونُ الإنسانُ أكثَرَ حِرصًا، فإذا تصَدَّق مع وجود المَوانعِ والمُغرياتِ الَّتي تَحُثُّه على حِفظِ المالِ فذلك أعظَمُ أجرًا
ثمَّ حذَّره النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن آفةٍ تُصيبُ كثيرًا مِن النَّاسِ، وذلك بأنَّ يَنتظِرَ ويَتمهَّلَ ويؤخِّرَ التصَدُّقَ، حتَّى إذَا بَلَغَت رُوحُه الحُلْقُومَ، وشعَرَ بقُربِ المَوتِ، وتأكَّدَ أنَّ المالَ لن يَنفَعَه، وأنَّه سيَترُكُه- أَوْصى لِفُلَانٍ بكذا، ولِفُلانٍ بكذا، وأخبَرَ أنَّه قدْ كان لِفُلانٍ مِن الدُّيونِ أو الحُقوقِ، وقد أصبَح المالُ مِلكًا للورَثةِ، فهذا أقَلُّ أجرًا.
وفي الحديث أيضا: أنَّ أعمالَ البِرِّ كلَّها إذا صَعُبَتْ كان أجرُها أعظَمَ.