كل يوم حديث
599 subscribers
16 links
للبقاء على اتصال مع حديث رسول الله الصحيح في ظل الأجواء الحالية من هجر له وانتشار الأحاديث الموضوعة
Download Telegram
كُنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في دَعْوَةٍ، فَرُفِعَ إلَيْهِ الذِّرَاعُ -وكَانَتْ تُعْجِبُهُ- فَنَهَسَ منها نَهْسَةً. وَقالَ: أَنَا سَيِّدُ القَوْمِ يَومَ القِيَامَةِ، هلْ تَدْرُونَ بمَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ في صَعِيدٍ واحِدٍ، فيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ ويُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وتَدْنُو منهمُ الشَّمْسُ، فيَقولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَلَا تَرَوْنَ إلى ما أَنْتُمْ فِيهِ إلى ما بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ إلى مَن يَشْفَعُ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ؟ فيَقولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأْتُونَهُ فيَقولونَ: يا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وأَسْكَنَكَ الجَنَّةَ، أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إلى رَبِّكَ؟ أَلَا تَرَى ما نَحْنُ فيه وما بَلَغَنَا؟ فيَقولُ: رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، ونَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فيَقولونَ: يا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلى أَهْلِ الأرْضِ، وسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، أَما تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى إلى ما بَلَغَنَا؟ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إلى رَبِّكَ؟ فيَقولُ: رَبِّي غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي، ائْتُوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَأْتُونِي فأسْجُدُ تَحْتَ العَرْشِ، فيُقَالُ: يا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَهْ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3340 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
اقْرَؤُوا القُرْآنَ ما ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ، فإذا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عنْه.

الراوي : جندب بن عبدالله
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7364
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جُندُبُ بنُ عَبدِ اللَّهِ رَضِي اللَّه عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: «اقرَؤوا القُرآنَ ما ائتَلَفَتْ»، أي: ما اجتَمَعَتْ «قُلوبُكُم» عَلَيهِ عند قراءتِه، وأقبلت عليه بخُشوعٍ وتأثُّرٍ، فاستَمِرُّوا على قراءتِه، «فَإذا اختَلَفتُم» في فَهْمِ مَعانيهِ، وإذا عَرَض عارِضُ شُبهةٍ توجِبُ المنازعةَ الدَّاعيةَ إلى الفُرقةِ، «فَقوموا عنه»، أي: تَفَرَّقوا عنه، واترُكوا تلك الشُّبهةَ الدَّاعيةَ إلى الفُرقةِ، وارجِعوا إلى المحْكَمِ الموجِبِ للأُلفةِ، وقوموا للاختلافِ وعمَّا أدى إليه؛ لئَلَّا يَتَمادى بِكُم الاختِلافُ إلى الشَّرِّ.
كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في السَّفَرِ، فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا المُفْطِرُ، قالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا في يَومٍ حَارٍّ، أَكْثَرُنَا ظِلًّا صَاحِبُ الكِسَاءِ، وَمِنَّا مَن يَتَّقِي الشَّمْسَ بيَدِهِ، قالَ: فَسَقَطَ الصُّوَّامُ، وَقَامَ المُفْطِرُونَ، فَضَرَبُوا الأبْنِيَةِ وَسَقَوْا الرِّكَابَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَهَبَ المُفْطِرُونَ اليومَ بالأجْرِ.

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1119 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
"يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العَمَلُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّمَ هُوَ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ."

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7061 | خلاصة حكم المحدث : [أورده في صحيحه] التخريج : أخرجه البخاري (7061)، ومسلم (157)

وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن بَعْضٍ مِن أشْراطِ السَّاعةِ، وأوَّلُها تَقارُبُ الزَّمانِ، معناه: قِصَرُ زَمانِ الأعمارِ وقِلَّةُ البَركةِ فيها، فَتُصبِحَ السَّنةُ كالشَّهرِ، وثانيها: نُقصانُ العَمَلِ، أي: بالطَّاعاتِ لاشتغالِ النَّاسِ بالدُّنيا، وفي روايةِ مُسلمٍ: «ويُقبَضُ العِلمُ»، أي: يُنزَعَ العِلمُ مِن الأرضِ، وقد فُسِّر في بَعضِ الرِّواياتِ بأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يَنزِعُه مِن صُدورِ النَّاسِ، بل يَنزِعُه مِن الأرضِ بمَوتِ العُلماءِ. وثالِثُها: أن يُلْقى الشُّحُّ، أي: يَنتشِرَ البُخلُ الشَّديدُ عَلى اختِلافِ أنْواعِه، ويَتمكَّنَ مِن قُلوبِ النَّاسِ حَتَّى يَبخَلَ الغَنيُّ بِمالِه، ويَبخَلَ العالِمُ بِعِلمِه، ويَبخَلَ الصَّانِعُ بِصِناعتِه، ورابِعُها: أن تَظهَرَ الفِتَنُ، أي: تَتَكاثَرَ الأُمورُ الكَريهةُ الَّتي تَضُرُّ النَّاسَ في دِينِهم ودُنياهم. وخامِسُها: أنْ يَكثُرَ الهَرْجُ، فسألوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الهَرجِ ما هو؟ فأخبرهم أنَّه القَتْلُ، فيَكثُرُ قَتْلُ النَّاسِ بَعضِهم لِبَعضٍ ظُلمًا وعُدوانًا؛ لِمُجَرَّدِ هَوى النَّفسِ وإشْباعِ رَغَباتِها الخَبيثةِ، أو استِجابةً لِبَعضِ الأفْكارِ والآراءِ الهَدَّامةِ الَّتي تَخْدُمُ أعْداءَهم وهُم لا يَشعُرونَ.
وفي الحَديثِ: التحذيرُ مِنَ البُخلِ.
مَن حَدَّثَكَ أنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى رَبَّهُ، فقَدْ كَذَبَ، وهو يقولُ: {لَا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ} [الأنعام: 103]، ومَن حَدَّثَكَ أنَّه يَعْلَمُ الغَيْبَ، فقَدْ كَذَبَ، وهو يقولُ: لا يَعْلَمُ الغَيْبَ إلَّا اللَّهُ

الراوي : عائشة أم المؤمنين  المحدث : البخاري 
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7380 |
خلاصة حكم المحدث : [صحيح] 
بيْنَما النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ علَى بَغْلَةٍ له وَنَحْنُ معهُ، إذْ حَادَتْ به فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وإذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ، أَوْ خَمْسَةٌ، أَوْ أَرْبَعَةٌ -قالَ: كَذَا كانَ يقولُ الجُرَيْرِيُّ- فَقالَ: مَن يَعْرِفُ أَصْحَابَ هذِه الأقْبُرِ؟ فَقالَ رَجُلٌ: أَنَا، قالَ: فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟ قالَ: مَاتُوا في الإشْرَاكِ، فَقالَ: إنَّ هذِه الأُمَّةَ تُبْتَلَى في قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِن عَذَابِ القَبْرِ الَّذي أَسْمَعُ منه. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، فَقالَ: تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن عَذَابِ النَّارِ، قالوا: نَعُوذُ باللَّهِ مِن عَذَابِ النَّارِ، فَقالَ: تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن عَذَابِ القَبْرِ، قالوا: نَعُوذُ باللَّهِ مِن عَذَابِ القَبْرِ، قالَ: تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِنَ الفِتَنِ، ما ظَهَرَ منها وَما بَطَنَ، قالوا: نَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وَما بَطَنَ، قالَ: تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، قالوا: نَعُوذُ باللَّهِ مِن فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.

الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2867 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث:
مِن شَيءٍ خافتْ منه ولم يَعرِفوه، فبيْنما هُم على تلكَ الحالِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ظهرَتْ لهم قبورٌ مَعدودةٌ إمَّا أربعةٌ، أو خمسةٌ، أو سِتَّةٌ، فَسَألَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَعرِفُ أصحابَ هذه الأقْبُرِ؟ فأجابَ رجلٌ: أنا أعرِفُهم، فسَألَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَتى ماتَ هؤلاء؟» أي: أفي الجاهليَّةِ أو بعدَها، وهلْ ماتوا مُشركينَ أو مؤمنينَ؟ فأجابَ الرَّجلُ بأنَّهم ماتُوا على الإشراكِ وفي الجاهليَّةِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ هذه الأمَّةَ تُبتَلى» أي: تُمتَحَنُ وتُختبَرُ في القبرِ، ثُمَّ تُنعَّمُ أو تُعذَّبُ، فلوْلا أنِّي أخْشى ألَّا تَدفنُوا مَوتاكم، لَدعوْتُ اللهَ أنْ يَجعَلَ في أُذنِكم القُدرةَ على سَماعِ أصواتِ المعذَّبِين في القبرِ الَّذي أسْمعُه مِنَ القبرِ الآنَ
عملاً بقولِه تعالى:
{وَهَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طُ رَبِّكَ مُسۡتَقِیمࣰاۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَذَّكَّرُونَ}
وبقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم:
(إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

فبعد فضلٍ من الله وتوفيقٍ في قناةِ كلَّ يومٍ حديث، أعانَنا الله وهيَّأ لنا أن نشاركها بقناةٍ للتَّفسير تدعم الفهم الصحيح لكتاب الله عزَّ وجلَّ وتيسِّرهُ في زمنٍ يعصفُ بالفتن في كلِّ مكان..

مشيرينَ إلى أنَّ مصدر التَّفسير المعتمد عليه سيكون من الموسوعة التفسيرية لمؤسسة الدرر السنية جزاهم الله عن المسلمين كلَّ خير

كونوا شركاءنا في الأجر والثواب بإذنه تعالى بنشر العلم والفضيلة، فرُبَّ مبلَّغٍ أوعى من سامع
إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، ولَكِنَّهُما آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، فإذا رَأَيْتُمُوهُما فَصَلُّوا.

الراوي : عبدالله بن عمر.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3201.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: فُرِجَ سَقْفُ بَيْتي وأنا بمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِن ماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جاءَ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وإيمانًا فأفْرَغَها في صَدْرِي، ثُمَّ أطْبَقَهُ، ثُمَّ أخَذَ بيَدِي فَعَرَجَ بي إلى السَّماءِ، فَلَمَّا جِئْنا السَّماءَ الدُّنْيا قالَ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ لِخازِنِ السَّماءِ الدُّنْيا: افْتَحْ، قالَ: مَن هذا؟ قالَ: هذا جِبْرِيلُ، قالَ: هلْ معكَ أحَدٌ؟ قالَ: نَعَمْ، مَعِيَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَأُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، فَفَتَحَ، قالَ: فَلَمَّا عَلَوْنا السَّماءَ الدُّنْيا، فإذا رَجُلٌ عن يَمِينِهِ أسْوِدَةٌ، وعَنْ يَسارِهِ أسْوِدَةٌ، قالَ: فإذا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإذا نَظَرَ قِبَلَ شِمالِهِ بَكَى، قالَ: فقالَ مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ، والابْنِ الصَّالِحِ، قالَ: قُلتُ: يا جِبْرِيلُ، مَن هذا؟ قالَ: هذا آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وهذِه الأسْوِدَةُ عن يَمِينِهِ، وعَنْ شِمالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فأهْلُ اليَمِينِ أهْلُ الجَنَّةِ، والأسْوِدَةُ الَّتي عن شِمالِهِ أهْلُ النَّارِ، فإذا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإذا نَظَرَ قِبَلَ شِمالِهِ بَكَى، قالَ: ثُمَّ عَرَجَ بي جِبْرِيلُ حتَّى أتَى السَّماءَ الثَّانِيَةَ، فقالَ لِخازِنِها: افْتَحْ، قالَ: فقالَ له خازِنُها مِثْلَ ما قالَ خازِنُ السَّماءِ الدُّنْيا: فَفَتَحَ. فَقالَ أنَسُ بنُ مالِكٍ، فَذَكَرَ أنَّه وجَدَ في السَّمَواتِ آدَمَ، وإدْرِيسَ، وعِيسَى، ومُوسَى، وإبْراهِيمَ صَلَواتُ اللهِ عليهم أجْمَعِينَ، ولَمْ يُثْبِتْ كيفَ مَنازِلُهُمْ، غيرَ أنَّه ذَكَرَ أنَّه قدْ وجَدَ آدَمَ عليه السَّلامُ في السَّماءِ الدُّنْيا، وإبْراهِيمَ في السَّماءِ السَّادِسَةِ، قالَ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ ورَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بإدْرِيسَ صَلَواتُ اللهِ عليه قالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ، والأخِ الصَّالِحِ، قالَ: ثُمَّ مَرَّ، فَقُلتُ: مَن هذا؟ فقالَ: هذا إدْرِيسُ، قالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بمُوسَى عليه السَّلامُ، فقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ، والأخِ الصَّالِحِ، قالَ: قُلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا مُوسَى، قالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بعِيسَى، فقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ، والأخِ الصَّالِحِ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ، قالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بإبْراهِيمَ عليه السَّلامُ، فقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ، والابْنِ الصَّالِحِ، قالَ: قُلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا إبْراهِيمُ.

الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 163 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ.

الراوي : أبو الدرداء
المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 809
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً، في عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: آصِلُهَا؟ قالَ: نَعَمْ قالَ ابنُ عُيَيْنَةَ: فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ} [الممتحنة: 8].

الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5978 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أَتَيْنَا أنَسَ بنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إلَيْهِ ما نَلْقَى مِنَ الحَجَّاجِ، فَقالَ: اصْبِرُوا؛ فإنَّه لا يَأْتي علَيْكُم زَمَانٌ إلَّا الذي بَعْدَهُ شَرٌّ منه، حتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ. سَمِعْتُهُ مِن نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7068 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

لمَّا سمع أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنه شكوى النَّاسِ نَصَحهُم بالصَّبرِ على ما يُلاقونَه مِنَ الظُّلمِ والشِّدَّةِ، وعلَّل ذلكَ بِكَلامٍ سَمِعَهُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فقد أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّهُ لا يَأتِي زَمانٌ إلَّا الَّذي بعْدَهُ شَرٌّ منهُ حتَّى تَلْقَوْا رَبَّكمْ»، وذلك بأن تموتوا أو حتَّى قيامِ السَّاعةِ، فعليكم بالصَّبرِ فهو خيرٌ لكم.
والحديثُ واردٌ في الأَكثرِ الأغْلبِ؛ لأنَّ عَصْرَ عُمرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ كانَ بعْدَ عصْرِ الحَجَّاجِ وكان فيه خير، وكذلِكَ عَصرُ نُزولِ المَسيحِ عليْهِ السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ سَيكونُ مِن خَيْرِ الأيَّامِ.
ومسألةُ الزَّمانِ الأفضَلِ أو الأسوَأِ مسألةٌ إجماليَّةٌ؛ فإنَّ مجموعَ النَّاسِ ينقُصُ الخَيرُ عِندَهم بمرورِ الزَّمانِ، لكِنْ يُوجَدُ في كُلِّ عَصرٍ أفرادٌ فيهم الخيرُ والحَقُّ، ويوجَدُ العُلَماءُ الذين يجعَلُهم اللهُ هِدايةً للعالَمينَ، وحُجَّةً للطَّريقِ المستقيمِ، ولا ينقَطِعُ الخَيرُ في كُلِّ عَصرٍ.

وفي الحَديثِ: الرُّجُوعُ إلى أهلِ العِلمِ في استِشْكالِ الأَحداثِ.
كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَقُولُ: السَّلَامُ علَى اللَّهِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ، ولَكِنْ قُولوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ


الراوي : عبدالله بن مسعود  المحدث : البخاري 
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7381 
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
يُؤْتَى بأَنْعَمِ أهْلِ الدُّنْيا مِن أهْلِ النَّارِ يَومَ القِيامَةِ، فيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقالُ: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ويُؤْتَى بأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا في الدُّنْيا مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ، فيُقالُ له: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، ولا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ.

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2807 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، قَامَ فَكَبَّرَ وقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، وقَامَ كما هُوَ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، وهي أدْنَى مِنَ القِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهي أدْنَى مِنَ الرَّكْعَةِ الأُولَى، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ سَلَّمَ وقدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقالَ في كُسُوفِ الشَّمْسِ والقَمَرِ: إنَّهُما آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللَّهِ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُما فَافْزَعُوا إلى الصَّلَاةِ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.
الصفحة أو الرقم: 3203.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
نُصِرْتُ بالصَّبا، وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3343 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

شرح الحديث:
اللهُ سُبحانه يُؤيِّدُ أَنبياءَه ورُسلَه بما يُريدُ، ويَنصُرُهم بما يَشاءُ، وقدْ خصَّ بَعضَ الأنبياءِ بمُعجِزاتٍ حِسِّيَّةٍ تَظهَرُ لهِدايةِ أقوامِهم، وإثباتِ نُبوَّتِهم ورِسالتِهم، وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه نُصِرَ «بالصَّبا»، وهي الرِّيحُ الَّتي تَهُبُّ مِن المَشرقِ، وقِصَّةُ الحديثِ أنَّ اللهَ تعالَى أرسَلَ رِيحًا باردةً في لَيلةٍ شاتيةٍ يومَ الخَندَقِ على الأحزابِ الذين تَجمَّعوا لِمُحارَبةِ المسلِمينَ، فقَلَعَتْ خِيامَ الكافِرينَ، وأطْفَأَتْ نِيرانَهم، وقَلَبَت قُدورَهِم، وكان ذلك مُعجِزةً لرَسولِ اللهِ، وفضْلًا مِن اللهِ تعالَى على المسلمينَ.
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأُهْلِكَت عَادٌ بِالدَّبورِ»، وهي رِيحٌ تَهُبُّ مِن الغَربِ، سلَّطها اللهُ على قَومِ هُودٍ سَبعَ لَيالٍ وثَمانِيةَ أيَّامٍ حُسومًا -أي: مُتتابعةً- فأَهلَكَتْهم وقَضَت علَيهم.
وقد قيل: إنَّ الصَّبا: هي التي تَجِيءُ مِن خلْفِ ظَهْرِك إذا استَقبَلْتَ القِبلةَ، والدَّبورُ: الرِّيحُ التي تَجِيءُ مِن قِبَلِ وَجْهِك إذا استَقبلْتَ القِبلةَ.
وهذا الحديثُ ممَّا يدُلُّ على أنَّ الرِّيحَ تَأتي تارةً بالرَّحمةِ، وتارةً بالعذابِ، فلْيَحذَرِ الناسُ ولْيُقدِّموا الطاعاتِ، ولا يَغتَرُّوا بعَلاماتِ اللهِ الكَونيَّةِ؛ فقد يكونُ في إحداها عَذابٌ.

وفي الحديثِ:
أنَّ بَعضَ الرِّياحِ نَصْرٌ ورَحمةٌ؛ كالصَّبا، وبَعضَها عَذابٌ؛ كالدَّبورِ.
وفيه: بَيانُ تَفضيلِ المخلوقاتِ بَعضِها على بَعضٍ وتَمايُزِها، مِثلُ هَواءِ الرَّحمةِ وهَواءِ العَذابِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ إخبارِ المرْءِ عن نفْسِه بما خَصَّه اللهُ به على جِهةِ التَّحدُّثِ بنِعمةِ اللهِ، والاعتِرافِ بها، والشُّكرِ له، لا على سَبيلِ الفخْرِ.
وفيه: الإخبارُ عن الأُمَمِ الماضيةِ وإهْلاكِها، والاتِّعاظُ بها.
سَمِعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ في المَسْجِدِ، فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ لقَدْ أذْكَرَنِي كَذَا وكَذَا آيَةً أسْقَطْتُهَا مِن سُورَةِ كَذَا وكَذَا.

الراوي : عائشة أم المؤمنين
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5042
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقالَ القَوْمُ: ما له ما له؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَبٌ ما له فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا قالَ: كَأنَّهُ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ.

الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5983 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

إرب ما له: بوزن حمل أي أنه ذو إرب : خبرة وعلم .
اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، ومَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ.

الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 115 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

الشرح:
«مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ» وهي خزائِنُ الأُعْطِيةِ،
وقيل: المرادُ الرَّحمةُ.
والمرادُ بالفِتَنِ: العَذابُ، وعَبَّر بها عنه؛ لأنَّها أسبابٌ مُؤَدِّيةٌ إليه.
فجَمَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ بيْن ما أُنزل مِن فِتنةٍ وما أُنزل مِنَ الخزائنِ، والمعنى: أنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالَى لَمَّا أَعْلَمَه بما يَفتَحُ على أُمَّتِه مِن الدُّنيا خَشِيَ عليها الفِتَنَ المُصاحِبَةَ لهذه التَّوْسِعَةِ وكَثرةِ الأموالِ.
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أيقظوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ» يعني: زَوْجَاتِه؛ لِيُصَلِّينَ مِن اللَّيلِ، وللاستِعاذةِ ممَّا نَزَلَ؛ ليَكونوا أوَّلَ مَن استعاذَ مِن فِتَنِ الدُّنيا، فلا يَنْبغي لهنَّ أنْ يَتغافَلْنَ عن العِبادةِ، ويَعتمِدْنَ على كَونِهنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقيل: خَصَّهنَّ لأنَّهنَّ الحاضراتُ حِينئذٍ. ثُمَّ حذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زَوجاتِه وسائرَ نِساءِ المؤمِنين مِن التَّبَرُّجِ والتَّعَرِّي وكشْفِ ما أَمَر اللهُ بِتَغْطِيَتِه مِن أجسادِهِنَّ، فقال: «كَمْ مِن كاسِيَةٍ في الدُّنيا عَارِيَةٍ يومَ القيامةِ!»، واختُلف في المرادِ بقولِه: «كاسِيَة» و«عارِيَة» على أَوْجُه:
أحدُها: كاسِيةٌ بالثِّيابِ لكنَّها شَفَّافَةٌ لا تَستُرُ عَورتَها؛ فتُعاقَبُ في الآخرة بالعُرْيِ جَزاءً على ذلك. ثانيها: كاسيةٌ في الدُّنيا بالثِّيابِ لوُجودِ الغِنَى، عاريةٌ في الآخِرة مِن الثَّوابِ؛ لعدَمِ العملِ الصَّالحِ في الدُّنيا. ثالثُها: كاسيةٌ مِن نِعَم اللهِ، عاريةٌ مِن الشُّكرِ الذي تَظهَرُ ثَمرتُه في الآخِرةِ بالثَّوابِ. رابعُها: كاسيةٌ جَسَدَها، لكنَّها تَشُدُّ خِمَارَها مِن وَرائها فيَبْدُو صَدْرُها، فتَصِيرُ عاريةً؛ فتُعاقَبُ في الآخِرة. خامسُها: كاسيةٌ مِن خِلْعَةِ التَّزوُّجِ بالرَّجُلِ الصَّالح، عاريةٌ في الآخِرةِ مِن العَمَل؛ فلا يَنفعُها صَلاحُ زوجِها، واللَّفْظَةُ وإنْ وَرَدت في أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لكنَّ العِبرةَ بعُمومِ اللَّفظِ.

قالَ محمَّدُ بنُ مُسلمِ بنِ شهابٍ الزُّهْرِيُّ -أحدُ رُواةِ الحديثِ-: وكانت هِنْدُ بنتُ الحَارِثِ -شيخَتُه التي روى الحديثَ عنها- لها أَزْرَارٌ في كُمَّيْها بيْن أَصابِعِها، وإنَّما فَعَلَتْ ذلك؛ لِئَلَّا يَبْدُوَ مِن سَعَةِ كُمَّيْهَا شَيءٌ مِن جَسدِها، فتَدخُلَ في معْنى قوله: «كاسِيةٍ ... عارِيةٍ»، حتَّى وإنْ كانت ثِيابُها غيرَ واصفةٍ لجَسدِها!

وفي الحديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: التضرُّع عند نُزولِ الفِتنةِ، ولا سِيَّما في اللَّيلِ؛ طَلَبًا لوقْتِ الإجابةِ؛ لِتُكْشَفَ الفِتنةُ، أو يَسْلَمَ الدَّاعِي ومَن دَعَا له.
وفيه: أنَّ الصَّلاةَ تُنْجي مِن الفِتَنِ وتَعصِمُ مِن المِحَنِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن نِسيانِ شُكرِ المُنعِمِ، وعدَمُ الاتِّكالِ على شَرَفِ الزَّوجِ.
يَقْبِضُ اللَّهُ الأرْضَ يَومَ القِيامَةِ، ويَطْوِي السَّماءَ بيَمِينِهِ، ثُمَّ يقولُ: أنا المَلِكُ أيْنَ مُلُوكُ الأرْضِ.

الراوي : أبو هريرة 
المحدث : البخاري 
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7235
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ يا ابنَ آدمَ : تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَكَ غنًى وأسدَّ فقرَكَ وإن لا تفعَل ملأتُ يديْكَ شغلاً ، ولم أسدَّ فقرَكَ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2466 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

شرح الحديث:
والمُرادُ من التفرُّغِ للعِبادَةِ: إيثارُها على حُظوظِ الدُّنيا، والإتيانُ بما أَمَرَ به منها، فلا تُلْهيهِ عن ذِكْرِ اللهِ، لا أنَّه لا يَفعَلُ إلَّا العِبادَةَ، بل لا يَنشغِلُ عن ربِّهِ، فيكُونُ في كلِّ أحوالِهِ وأعمالِهِ في طاعتِه، فلا تُلْهِيهِ تِجارةٌ أو بيعٌ عن ذِكرِ اللهِ وفَرائضِهِ.
ثمَّ بيَّن سُبحانَه وتَعالى ما يُعطيهِ لفاعِلِ ذلك: "أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى" والمُرادُ بالغِنى: غِنى النَّفْسِ والرِّضا بما قَسَمهُ اللهُ، ويحصلُ في قلبِهِ قَناعَةٌ تامَّةٌ، "وأَسُدَّ فَقْرَكَ" والمُرادُ أنَّه لا يَبْقى للفَقْرِ ضَرَرٌ، بل يُغْنيهِ اللهُ في نَفْسِهِ، ويُبارِكُ له في القليلِ من مالِه، "وإلَّا تَفْعَلْ" يعني: وإنْ لم تفْعَلْ ما أَمَرْتُك به من التَّفرُّغِ للطاعَةِ والعِبادَةِ، وآثَرْتَ الدُّنيا على الآخِرةِ "مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا"، أي: كثَّرْتُ شُغْلَكَ بالدُّنيا، فظَلَلْتَ مُنشغِلًا بغَيرِ العِبادةِ، مُقبِلًا على الدُّنيا وأعمالِها وأشغالِها، ولا يَزالُ قَلْبُك غيرَ راضٍ "ولم أَسُدَّ فَقْرَكَ" فتُنزَعُ البَرَكةُ من مالِكَ، ويَبْقى القَلْبُ مُتلهِّفًا على الدُّنيا غيرَ بالِغٍ منها أمَلَهُ، فيَحرِمُكَ اللهُ مِن ثَوابِهِ وفَضلِهِ، وتَزيدُ تعَبًا في الدُّنيا دونَ شُعورٍ بالغِنى.