🌹أنثى القرنفل🌹

Forwarded from قَهـــوة...

#قَهـــوة ..
#قصــة

-القصر الجمهوري القديم او ترانسسلفينيا كما يحلو لبعض المواطنين أن يسموه ..أما أنا فأفضل "بيت الرئيس" كما أسماه مجد الذي يعتقد أنه ليس من المنطقي أن يكون مقر الحكم ومأوى رمز الدوله بهذه البساطة والبشاعة علي حد سواء ساخراً علي صديقتنا "تاليا" التي تعتقد أن هذه البساطه تعكس مدى زهد وتقشف وبالتالي عدل رئيس البلاد في تلك الفتره وناصحاً إياها بأن تعيد قراءة التاريخ ..كان القصر -إن جاز التعبير- يبدو كشئ لا يرى بطابقيه وحديقته المنظمة واللافته نسبياً وهو يتوسط المباني الشاهقة والابراج العالية محافظا علي شكله ومعالمه على مدى قرون من الزمان ويعج بالسياح الأجانب من مختلف دول العالم ..من الداخل حوى القصر علي مكتبين للرئيس ونائبه وثلاثه قاعات (الاستقبال, الاجتماعات والمؤتمرات) ومكتبة صغيرة وجانب سكني جميعها قديمة الطراز وبدائية التصميم و شمل علي متحف يحوي ملخص تلك الحقبه من صور وآثار ولوحات زيتية وهدايا رئاسية وغيرها مما يخص القصر وساكنيه السابقين كما يعتبر مبني المتحف (الكدرائية) بحد ذاته ملعمً اثري هام...أحسست بالشفقة علي أجدادي حين رأيت ما يسمى مقابس الكهرباء! أخبرنا الدكتور أرهان انها كانت تستخدم لتركيب الأسلاك التي -بدورها- تقوم بتشغيل الادوات الكهربيه وشحـن الجوالات والهواتف اللوحية وغيرها.. يا لشقائهم فأنا لا استطيع أن أقضي يومي طبيعيا وفي داخلي هاجس بأن جوالي قد يتوقف ناهيك عن كوني أوصله باسلاك علي الحائط حتي يتمكن من العمل!! .. حدثنا الدكتور عن الحكومات التي تعاقبت علي هذا القصر منذ أربع قرون مضت دون أن تحدث تغييرا ملحوظا في هيكله أ تصميمه والاسماء التي أطلقت عليه بتنوعها إبتداءً من السرايا مرورا بالقلعه انتهاءً بالقصر وقد كان رمزا للبلاد في ذاك الزمان اذ ظهرت واجهته على طوابع البريد والعملات القوميه وذلك لجمالها -حسب تعبيرهم- .. هممت بتسجيل محاضرة التاريخ تلك مستخدما قلمي الناطق إذ لم اكن بمزاج جيد للكتابه لكن ثرثرة أمل عن أهمية الكتابه والورق والقلم وترديدها لعباراتها التي وصمت بها تلك "قلم الحبر الازرق والدفتر ذو الورق الابيض والكتاب الورقي المجلد هي ثوابت في كل حضاره أو بلد" قد حالت دون ذلك لذا إبتسمت برضا وبدأت بالتدوين ..عند خروجنا من القصر وافتنا حشود من السياح عند المدخل يسألون عن كل ما يخص القصر من التأسيس حتي الهجر مستغلين وجود سودانيين في هذا المكان الذي يبغضه معظمهم ...سألتني إحداهن بإنجليزية واضحة ومتمكنة والابتسامة تعلو محياها وتشع منه نورا أعيه جيدا ..
-أتعلم لما سميّ بترانسسلفينيا?!
-الا تعلمين?! لقد سكنه مصاصي الدماء ..!
قلت ذلك بهمس مرعب وتوجهت نحو الحافلة التي إنطلقت متخذة الجسر المعلق الافخم والاطول في الولاية قاصدة الجهة الاخرى .. كنت أضحك وأنا أتذكر منظر تلك الفتاة وقد إزرق لونها من الهلع .. تستحـق! ما كان لها أن تبتسم كـأمل ..

#يتــبع
#لميس_سراج
لـملاحظاتكم ⇐ @Lamys

24 views16:54