ومن الأرزاق طريقتك اللبقة في الحديث، وحُسن اختيارك لكلماتك وألفاظك، ومُراعاتك لمشاعر غيرك أثناء الحوار.

{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}
القول الطيب نعمة وهدايةٌ من الله تعالى ولا يصدرُ إلا من عباد الله المؤمنين.

من الأرزاق والنِّعم العظيمة هذا اللسان النقي
وهذا القلب الصافي
الذي لا يُؤذي!

بعد أن توفي والدها، بقيت الشابة مِسك ذات العمر ٢٢ تصارع الحياة مع أمها وحيدتين..
كانا يعيشان في قرية صغيرة على أطراف نهر النيل تُدعى "برسيم" وفي بيتٍ شبيه بالكوخ قد صُنع من خشب السنديان وعُمِّرَ سقفه بالخيزران المربوط إلى بعضه البعض بانتظام..
مِسك شابة تملك شغف كبير للتعلم واكتشاف العالم، إلا أن روتين القرية وحالتها المادية لم تسمح لها بالسعي وراء شغفها، كما أن المدرسة في قريتها مُغلقة لعدم وجود مُعلم، فاختارت الاكتفاء بقراءة الكتب التي يُحضرها لها أحد أصدقاء أبيها كلما نزل إلى المدينة وتدوين ما يروق لها فيها..
كانت مِسك تعمل أيضاً مع أمها في أعمال الحياكة والنسيج، كانت تُتقن عمل ذلك جيداً إلا أن ذاك العمل لم يكن يُعجبها وكانت كثيراً ما تحلُم بأن تكون طبيبة لاسيما أنها قرأت الكثير من كتب الطب وقد ساعدت أهل قريتها بتلك المعلومات حتى صار يُقال عنها الطبيبة مِسك..
والدة مِسك إنسانة طيبة تملك صفات الأم الحنونة على ابنتها الوحيدة وكما أنها كانت بمثابة رفيقة لها، فكانتا تجلسان كل مساء يتحادثان طويلاً ويتبالان المُزاح والضحك..
في أحد أيام الشتاء ونزول المطر، خرجت مِسك للمشي تحت المطر كما اعتادت أن تفعل، فأخذها التفكير مبتعدة عن القرية في طريق المدينة، حتى مرت بجوار شجرة فأرادت أن تستظل تحتها لبعض الوقت، وحينما اقتربت لاحظت وجود شخصٍ ما، إنه شابٌ في مقتبل عُمره يرتدي نظارة ويحمل بعض الكتب..
ما إن رآت مِسك الكتب حتى أنكبت عليه تسأله عن ماهيتها، فنسيت خجلها المُعتاد أمام شغفها للكتب..
سألته أولاً عما يفعله هنا، فأجابها بأنه...
..