السؤال : ما الأفضلُ : قيامُ اللَّيلِ أم الجلوسُ معَ الوالدةِ وتسليتُها ؟

الجواب : برُّ الوالدين لهُ شأنٌ عظيمٌ في دينِ اللهِ، الرَّسولُ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- لما قيلَ له: أيُّ العملِ أفضلُ؟ قالَ: (الصَّلاةُ على وقتِها)، قيلَ: ثمَّ أيُّ؟ قالَ: (برُّ الوالدَينِ)، فإذا كانَت والدتُك يعني تحتاجُ إلى مؤانستِها في وقتِ صلاتِك للَّيلِ فاجلسْ معها إذا كانَ لا يؤدِّي جلوسُك معها إلى الخوض بِمَا لا يجوزُ مِن غيبةٍ ولغوٍ باطلٍ، إذا كانَ مجرَّد التَّسلية عندك تحدِّثُها بما يسلِّيها ويؤنِّسُها لأنَّها منفردةٌ فتحتاجُ إلى مؤنسٍ، فآنسْ أمَّكَ، والصَّلاةُ تدركُها في أوقاتٍ أخرى إنْ شاءَ اللهُ.

الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله.

‏قال المجدد:

"لا إله إلا الله" هي الكلمة العالية، والشريفة الغالية، من استمسك بها فقد سلم، ومن اعتصم بها فقد عصم.

‏إذا وجدتَ فتورًا في رمضان فحرِّك همتك بتذكير نفسك أنَّه أيَّامٌ معدوداتٌ، وأن في صيامه وقيامه أجورًا وافراتٍ، وأنَّ العمل فيه يذهب بذهابه، فإن لم يُغتنم فلا سبيل للحاقه، فاصبر وأدرك ما بقي منه قبل فواته.

الشيخ صالح العُصَيمي.

ما بالُ المُحبّ قد برحَ مِحرابهِ؟
وتآنسَ عن القُرآن بأصحابهِ؟
وتثاقلَ عن القيامِ مع طُول قِيامهِ!

ما كان المُحبّ ليهجُرَ ما يُحبّ حبيبهُ..
لو كان مُحبًّا.

أحد معاني الهداية في اهدنا الصراط المستقيم، أن يهديك لأفضل الاعمال عند تزاحم العبادات.

الشيخ عبدالله العجيري.

إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ.

وقِيل: هِيَ بَعدَ الْعَصْرِ.

قال السَّلف :

العَبد إذا بدأ يومَه بالقُرآن،
أينعَ وقتهُ ونمَا وزكَا وتبارك،
وَوُفِّقَ لعملِ الكثير في وقتٍ يسير.

الله سبحانه يدعو عباده إليه، ويُقبل عليهم، ويدنو منهم، ويفاخر بهم، ويعتق رقابهم، وها هم عبيده من مشارق الأرض ومغاربها قد أقبلوا عليه واقفين على بابه يتضرعون، يُوشَك أن يُفتح لهم! .. وفيهم الطائع والعاصي، والمحسن والمسيء، والكبير والصغير .. الآن الآن!
ألا تستحي من ألّا يجدك الله فيهم؟!
أما تحب أن يرى الله تقلّب صُلْبَك في الساجدين وتردد لسانك مع الذاكرين؟!
ماذا تفعل هنا الآن والناس قد سبقوك إلى لقائه؟!
ألا تغار منهم وتود أن تقول كما قال موسى: "وعجلت إليك ربّ لترضى"؟!
ما أخلفك عن قومك يا فلان؟! .. بم شُغلت عنه؟! .. ساعات وينفض السوق!

د. كريم حلمي.

وترية أم زوجية؟!

الفقير شأنه دوام التعرض لنفحات سيده الكريم، وليس من شأن الفقراء الاصطفاء والاختيار والمفاضلة بين الأوقات، إنما هذا للملك وحده.

أما المملوك فشأنه حين يسمع بكرم سيده وجوائزه= ارتداء الفقر وبسط يد الذل طامعًا خاضعًا، في كل نفَسٍ وطرفة عين!

والكريم لا يخذل من تعرض لمواكب كرمه طامعا في بَسْطِه وجوده!

فلا تُطل عطش قلبك بحرمانه من سقيا السجود!
حسبك هذه الهرولة في أودية الأشغال، وتنعم بسجدات الليل الطوال، ذوات الجمال والظلال؛ فسجدات الليل فردوسية؛ سقفها العرش!

د. وجدان العلي.

إنَّ الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارىٰ جهدها لتفُوز بالسّباق،

فلا تكُن الخيل أفطن منك، فإنّما الأعمَـال بالخواتيـم.

ابنُ الجَوزي.

لو قيل لك أن أحد هذه المفاتيح لخزنة مليئة بالذهب والمجوهرات..
فهل تخمن أي منها يكون مفتاح الخزنة؟! أم تأخذها كلها!
كذلك ليلة القدر في ليالي العشر..
فاغتنمها كلها لتفوز بها

اللهم بلغنا ليلة القدر وتقبلها منا.

كان التّابعي هُمام بن الحارِث النّخعي يدعُو فيقول:
اللهُمّ ارزُقني سهرًا في طاعتِك -يعني قيام الليل-.

﴿وَمِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ اللهِ﴾ الآية.

وقوله: (بإذن الله) راجع إلى السابق بالخيرات؛ لئلا يغتر بعمله، بل ما سبق إلى الخيرات إلا بتوفيق الله تعالى ومعونته، فينبغي له أن يشتغل بشكر الله تعالى على ما أنعم به عليه.

تفسير السعدي (٦٨٩).

عن عائشةَ - رضي اللهُ عنها - أنّها قالت:

كانَ النبيُّ صَلّى اللهُ عليه وسلّمَ إذا دَخَلَ
العشرُ شَدّ مِئْزَرَهُ، وأحْيَا لَيلَهُ، وأيقَظَ أهلَهُ.

صَحيحُ البُخَاريُّ.

لا إله إلا الله وحده، لا شريك له
له المُلك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

الصَّلاة على النبيِّ ﷺ من أبرَكِ الأعمال وأفضلِها، وأكثرِها نفعًا في الدِّين والدنيا.

السَّخاوي.

في الحديث الجليل يقول سيدنا أبو ذرٍ رضي الله عنه، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما يرويه عن ربنا تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ سبحانه قالَ:

"يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا.

يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ،

يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ،

يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ،

يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ،

يا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي،

يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا،

يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا،

يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ،

يا عِبَادِي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ."


صحيح مسلم.

اللهُمّ صلِّ على مُحمّدٍ وعلى آلِ مُحمّدٍ كمَا صَلّيتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إِبراهيمَ إِنّكَ حمِيدٌ مجِيد، اللهُمّ بارِك على مُحمّدٍ وعلى آل مُحمّدٍ كمَا باركتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إِبراهيمَ إِنّكَ حمِيدٌ مَجِيد.

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- عن ليلة القدر : أرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين.

‏فتح الباري.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، أما بعد..

ليلتنا هذه جليلة مباركة، فاغتنموا ما تبقى منها وهو قليل، واستقبلوا القبلة واجلسوا على طهارة وادعوا بذي الدعوات الطيبات المباركات -أجابكم الله-:

اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إن رضيت حمدًا مباركًا فيه كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك يا ذا الجلال والجبروت والعظمة، أُشهد بإفراد ذاتك وإفراد ألوهيتك وإفراد ربوبيتك، أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي تصمد له الخلائق لا إله إلا أنت.. تعاليت يا رب عما يُشركون تعاليت علوًا كبيرًا.

اللهُمّ صلِّ على مُحمّدٍ وعلى آلِ مُحمّدٍ كمَا صَلّيتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إِبراهيمَ إِنّكَ حمِيدٌ مجِيد، اللهُمّ بارِك على مُحمّدٍ وعلى آل مُحمّدٍ كمَا باركتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إِبراهيمَ إِنّكَ حمِيدٌ مَجِيد.

اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها، وأسألك باسمك العظيم الأعظم الأعزّ الأجلّ الأكرم أن تستجيب لي

اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

اللهُمَّ أَصلِح لي دِينِي الذي هو عِصمَةُ أَمري، وَأصلِح لي دُنيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي،
‏وَأَصلِح لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيرٍ، وَاجعَلِ المَوتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ.

اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ ولا يزولُ.

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجزِ، وَالكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالهَرَمِ، وأعوذ بك من البُخلِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ.

رَبِّ أعِنِّي ولا تُعِن عليَّ، وانصُرني ولا تنصُر عليَّ، وامكُر لي ولا تمكُر عليَّ، واهدِني ويَسِّر هُدايَ إليَّ، وانصُرني علىٰ من بغىٰ عليَّ، اللَّهُمَّ اجعَلني لك شاكِرًا، لك ذاكِرًا، لك راهِبًا، لك مِطواعًا، إليك مُخبِتًا أو مُنيبًا، رَبِّ تقَبَّل توبتي، واغسِل حَوبتي، وأجِب دَعوتي، وثَبِّت حُجَّتي، واهدِ قَلبي، وسَدِّد لِساني، واسلُل سَخيمةَ قلبي.

اللهم إنِّي أَسألُك الثباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأَسألُك شُكرَ نِعمتِك، وأَسألُك حُسنَ عِبادتِك، وأَسألُك قَلبًا سليمًا، وأَسألُك لِسانًا صادقًا، وأَسألُك مِن خَيرِ ما تَعلَمُ، وأَعوذُ بك مِن شَرِّ ما تَعلَمُ، وأَستغفِركُ لِما تَعلَمُ؛ إنَّك أنت عَلَّامُ الغُيوبِ.

اللهُم أمِتني على التّوحيد اللهُم توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين (دعاء يوسف عليه السلام).

اللهم ارزقني الاتباع و جنبني الابتداع.

اللهم احشرني مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحَسن أولئك رفيقا.

اللهم اجعل ظاهري كباطني.

اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل.

اللهم جنبني الشرك الخفي واجعل عملي خالصا لوجهك ولا تجعل لأحد فيه شيئا.

اللهم اجعلني ممن ينصرون أمة محمد ﷺ ولا تدخلني في موطن فيه نُصرة لديني إلا وقد نصرته.

اللهم اجعلني ممن يُبلغون عن النبي و لو بآية.

اللهم أعِني على ذكرك و شُكرك وحُسن عبادتك (وصية النبي لمعاذ بن جبل رَضىٰ اللّٰه عنه).

اللهم استعملني ولا تستبدلني بقوم آخرين.

اللهم استخلفني في الأرض.

اللهم اجعلني من المهتدين الطائعين التائبين العابدين.

اللهم اجعلني ممن ينقادون لأوامرك ويسلمون لأحكامك.

اللهم اجعل مروري على الصراط يسيرًا.

اللهم افتح لي فتحًا مبينًا.

اللهم انصرني نصرًا عزيزًا.

اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا.

اللهم لا تجعل أي وِصال بيني وبين من يصرفني عن عبادتك.

اللهم ثبتني على ما عاهدتك عليه.

اللهم ارزقني الحكمة في الدعوة إليك، ارقني الحزم في موضع الشدة واللين والرفق في موضع اللين.

اللهم يسرني لليسرى ووفقني لكل عمل يرضيك، وجنبني العسرى وكل عملٍ لا يُرضيك.

يا مُعلم آدم عملني يا مُفهم سُليمان فهمني اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني وزدني علمًا وخشيةً وتأدبًا لك.

اللهم اجعل القرآن نورا في قبري وسلامة لصدري وبرهان أُحتج به واجعلني من العاملين به ولا تجعلني ممن يسعرون به في نار جهنم.

اللهم ارزقني لذة النظر إلى وجهك الكريم ولحظة كشف الحجاب.

اللهم ارزقني حُسن الختام والفردوس الأعلى من الجنة.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.

اللهم اجعل الآخرة أكبر همي وصغّر شأن الدنيا في عيني.

اللهم ارزقني شهادة في سبيلك.

اللهم أعِني على جهاد نفسي واصرف عني هواها وباعد بيني وبين الفتن كما باعدت بين المشرق والمغرب وجنبني الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم اعصم قلبي من أي شُبهة تطرأ عليه.

دعوناك يا رب كما أمرتنا فاستجب دعاءنا كما وعدتنا يا من يقول للشيء كُن فيكون يا من بيده ملكوت السموات والأرض لا ملجأ مني إلا إليك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنت من الظالمين وصل اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.