إنّي أغارُ فَليتَ الناسَ ما خُلِقوا
أو لَيتَهُم خُلِقوا مِن غيرِ أجفانِ
إن لَمْ يَروكِ فَصوتٌ مِنكِ يَسحَرُهم
يا لَيتَهُم خُلِقوا مِن غيرِ آذانِ

صَبّحتُهُ عندَ المساءِ فقال لي
‏أتهزأُ بقدرِي أم تُريدُ مِزاحَ ؟!

‏فأجبتُهُ إشراقُ وجهِكَ غرّني
‏حتى توهمتُ المساءَ صباحَ

شوقي إليك قريب لا ينائيني
والصبر عنك بعيد لا يدانيني

تركتني في شجوني للورى مثلاً
يميتني الوجد والأشواق تحييني

أنا لست أدري أي درب أسلُكُ
كُل الدروب إلى لقائِكَ تُهلِكُ
إن الذي بيسار صدري واحدٌ
خُذ واحداً تدري بأنك تملكُ
مالي سواك فلا تُغادر عالمي
أتظن أني في هواك سأشرِكُ؟
لا والذي أجراك بين نسائِمي
إني أُحبك ليت قلبك يدركُ!

صَباحُ الخَيرِ إنَّ الخَيرَ آتٍ
فَدَعْ ذِكرَ الأسَى والمُوجِعَاتِ.

‏بعدَ الوِسامِ الثَّاني
لمْ تقتَنعْ
بَدلةُ الضَّابِط
أنَّها جاءتْ
مِن نَسلِ الثِّياب...

‏ما كان البعدُ زُهداً بيننا
و كيفَ أزهدُ فيكِ و أنتِ أنا
لكنها الأقدارُ خُطت أمرنا
فضاقَ على وسعِ الزمان لقاؤنا

وَمَا عِشتُ مِن بَعدِ الأحِبّةِ سِلوَةً
وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ...

وإذا شكى أحبابُ قلبي علة
أحسستُها كالسّهمِ في أضلاعي
إنّي ضعيفٌ في يسيرِ مُصابِهم
لكنّني جَـلدٌ على أوجاعي.

وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا
وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا
سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا .

مَا كُنت مِثل العَابِرِين فَإِنَهُم
مَرُوا عَلَي وَأَنت سِرت خِلَالِي .

أوّاهُ !
ما أشقى ذكيّ القلب في الأرض الغبية...

أَشكو إِلى اللَهِ قَلباً لا قَرارَ لَهُ
‏قامَت قِيامَتُهُ وَالناسُ أَحياءُ
‏إِن نالَ مِنكُم وِصالاً زادَهُ سَقماً
‏كَأَنَّ كُلَّ دَواءٍ عِندَهُ داءُ
‏كَأَنَّ قَلبِيَ يَومَ البَينِ طارَ بِهِ
‏مِنَ الرِفاعِ نَجيبُ الساقِ عَدّاءُ .