"النجاةُ عرفة"

ينادي منادٍ : "ألا إن للّه نفحات، ألا فتعرضوا لها "
يهرول الجميع، لا وقت للمشي، لا وقت للتحايل والأعذار هذه المرة، سرى القوم، وسبقَ الركب، السابقون السابقون!

يقف الجميع تحت السماء وهي تتنزّل بالبركاتِ، والرحمات، والأملاك في هذا اليوم، ينزل الغيثُ فيغسل الأرواح التي فترت، ويملأ الكفوف الدَاعية، ويؤمّن على الأفواه التي تضجُّ بمقدارٍ كثيف من الأماني التي أثقلت الكتوف.. 
يقف الناس، يجددون العهد الذي نقضوه بعد رمضان، يطلبون المغفرة على ظلم أنفسهم، يستدركون ما فاتهم من الحرمان، يتاجرون في موسم البركة، ويوم مِداد الخير..
فينادي منادٍ : أيها الناس، ربِح البيع!

اليوم، لا شيطان كبير يعرقل المشي، أو يلهي القلوب عن الطريق، يقف من على البُعد، أحقر ما يكون، وأحزن ما يكون وأدحر، خرس صوته عن الوسوسة، وخارت قواه عن المكر والغيّ، يرى الناس يسارعون إلى المغفرة، ويقف هو محروماً، مذءوماً، مدحوراً!
ينادي منادٍ : النجاةُ عرفة!

يقفُ الناس، يلبُّون النداء..
لبيك اللهم لبيك!
هذه القلوب المتعبة بين يديك، ثبتها، انعشها، واسلل سخيمتها!

لبيك اللهم!
اِقبل التوبة، واغسل الحوبة، وأجِب الدعوة..

لبيك اللهم!
هذه الأرواح مشتاقةٌ لرؤية بيتك، مشتاقةٌ للطواف والمبيتِ..

لبيك اللهم!
إن لم ترزقنا رؤية بيتك، فلا تحرمنا رؤية وجهك الكريم في الجنة.

تلتقي البركات وتجتمع، الجمعة وعرفة! تفتح الكهف فتقرأ أول كلمتين : " الحمد لله"
على مواسم الرحمات، على النعم المتوالية، على النفحات التي نقتات منها كلما جفّت أرواحنا وفتِئت، الحمد للّه على البلاغ.

#إيناس_عبد_الحافظ

تكتظ السماء بالدعوات، كل واحدةٍ تحمل في طيّاتها حكاية. يطرنَ مُسرعات، مُتناسقات، لا تصطدم إحداهنّ بالأخرى؛ فالسماء تسعهنّ جميعاً.
حاولتُ أن أُمسك بإحداهنّ؛ لأطرح عليها بعض الاسئلة التي تجوب في خاطري، لكن سرعتهن كانت ضوئية، ولم ينتبهنّ ليدي التي تشير إليهنّ.
أتت إحداهنّ تطفو على يقين، اقتربت مني لتسمع، سردت عليها أسئلتي دفعة واحدة قبل أن تواصل تحليقها :
كيف تحلقين بهذه الخفة والسرعة، وأنتِ محمّلة بكل تلك الأثقال؟
ما هو شعورك وقد قيل لكِ آمين قد قُبِلتِ!
كيف شعورك وأنتِ راجعة تحملين البشرى للناطق بكِ؟
تنطلقين من جوف كفين مليئين بالأماني، ومن فم تنهّد بك
َومن عين أجهشت بالبكاء..
ثم تعودي لترممي الجرح، وتمسحي الدمع، وتجبري الكَسر!

لو كنتُ غير إنسان ، لتمنيتُ أن أكون دعوة جميلة،
أرتدي ثوب الخشوع، أصعد بالرجاء وأنزل بالبشرى.
أصعد حاملة ثقل صاحبي، وأنزل لأبدل هذا الثقل بخفة ريشة.

أكون الحديث الذي يحب اللّه أن يسمعه من العبدِ في سجوده،  وفي سهاد ليله، وفي قيامه وقعوده.
أصعد على جناح الملائكة وهي تردد "آمين.. آمين" ، ثم أطرق باب السماء، يُفتح، فيستجاب، فأهبط على شكل طمأنينة.
# إيناس_ عبد_الحافظ

أعدِّوا قائمة أدعيتكم..
آمين لكلِ ما في قلوبكم 🙌💙

أعلم أنك على شفا حفرة من الغرق، لكن الدعاء طوق نجاة!💙
سلوا تعطوا.. اطلبوا تجدوا.. اقرعوا يفتح لكم :")

يوم عرفة .. (اهم بوست في السنة)

أهم يوم في حياتك كلّها ... أهم ١٤ ساعة في حياتك كلها

١- صيامه ... يُكفّر سنتين من الذنوب .. سنة قبله وسنة بعده

٢- الدعوة فيه مُستجابة يقيناً ...أصحاب الحاجات والهموم والكروب والأمنيات ... أمامكم ١٤ ساعة ذهبية الدعوة فيها لا تُردّ ... فما حُجّتكم ؟؟

٣- قال بعض السلف : كنّا ندّخر حاجاتنا ليوم عرفة .. ليقيننا أن الدعوة مُستجابة في هذا اليوم

٤- قال أحد الصالحين : والله ما دعوتُ دعوة يوم عرفة وما دار عليها الحول إلا رأيتها مثل فلق الصبح

٥- أكثرُ يوم يُعتق الله فيه الرقاب من النّار ... في الحديث (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة )

٦- ربنا جل جلاله بينزل كل ليلة في وقت السحر ( الثلث الأخير من الليل ) .... أما في يوم عرفة ينزل سبحانه وتعالي من أول النّهار .... ليسمع شكوي المظلوم .. ويستجيب دعاء صاحب الحاجه .. ويرفع همّ المهموم .. ويجبر قلب المكسور

٧- إن استطعت أن تعتكف يوم عرفه في المسجد من صلاة الفجر حتي صلاة المغرب ... فلا تتردّد ... وإن لم تستطع فحتماً من صلاة العصر حتي آذان المغرب استقبل القبله وارفع ايدك والهج بالدعاء فطوبي لمن وفّقه الله للدعاء في يوم الدعاء

٨ - في الحديث ... (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ...وخير ما قلتُ أنا والنّبيون من قبلي ...لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) ... ردّد هذا الذكر بقدر ما تستطيع.
تقبل الله منا ومنكم.

"وإن الرجل لتُقضى حاجته بالصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم" 💙

''¶ ‏هل تتغيّر الأقدار؟

- أومَا علمت يا بني أن (الدعاء يصارع الأقدار) ، وأن ثمّة دعاء من قوته وكثرة إلحاح صاحِبه وشدة توسله يغلب أقدارًا تنزَّلت وشارفت على الوقوع.
يا بني..
ثِق أن الدعاء يعيدُ ترتيب المشهد، ولا يرد القضاء إلا الدعاء ."

ستُقام اليوم في الطريق إلى السماء حربٌ بين الأدعية والأقدار..

ألحِّوا ألحِّوا لتنتصر أدعيتكم 💙

طُوبَى لِمَنْ لبَّى وَ سَارَ إِليكَ.. 💙

"إنَّ للهِ نفَحَاتِ رحمةٍ تُصيبُ المُكثِرينَ مِنَ الصَّلاة على النَّبيِّ ﷺ."💙

الحمد للّه..
على مواسم الرحمات، على النعم المتوالية، على النفحات التي نقتات منها كلما جفّت أرواحنا وفتِئت، الحمد للّه على البلاغ. 💙

اللهم إنّا دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا..
وكما عوّدتنا..
وكما أطلقت ألسنتنا 🙌💙
آمين.

كل عامٍ وأنتم بخير، وجميع أمانيكم مُجابة وحاضرة 💙

العيد!💙

يومُ السلام، والبِشْر، والضَّحِك، والوفاء، والإخاء، وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير.

_الرافعي

يوم الزينةِ التي لا يُراد منها إلا إظهار أثرها على النفسِ ليكون الناسُ جميعاً في يومِ حُـب.
يوم العيد؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلوَ الكلماتُ فيه...
يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعةً بقوة إلهية فوق منازعات الحياة.💙

_الرافعيّ

"وانحر"

اعتزل سيدنا إبراهيم قومه بعد أن رفضوا قبول دعوته، وعزموا على أذيّته، فعوّضه اللّه بغلامٍ حليم، وهبهُ إسماعيل، فآنس وحشته، وتغلغل حُبه في قلبه، وبدأ ذلك الحُب ينتشر وينتشر في هذا القلب الذي وهبه للّه وحده!
وصل سيدنا إبراهيم في إخلاصه، وحُبه للّه، درجة الخِلّة، أعلى أنواع المحبة، فكان لا بد من اِختبارٍ لأحقيّة هذه الخِلة، خليلٌ الله! المنصب الذي لا يقبل المشاركة، ويقتضي أن تكون جميع أجزاء القلب مُتعلقةٌ بالمحبوب.
فأمره اللّه أن يذبح ذاك التعلق، وأن يقضي على أي شهوةٍ تحول بينه وبين إفراد المحبة الكبرى للّه.
فما بدر من الخليل إلا الامتثال لأمر اللّه، مُحركاً هذا القلب إلى بوصلته الحقيقة، مُقدّماً حُب اللّه وحده على كل ما هو دون!
تخيّل هيبة المشهد، لم يقُل فقط سمعاً وطاعة ثم يُماطل، أو ينتظر أن يتغيّر الأمر، ناداه، تلّه للجبين، رابطاً على هذا القلب، ليذبح فلذة كبده، وريحانة فؤاده، إخلاصاً للّه تعالى،
فناداه اللّه في تلك الحالة الصادقة، الشديدة على الابن والولد، أنه قد صدّق الرؤيا، ونجح بإمتياز في هذا البلاء المبين. فلا داعي الآن لهذا الذبح بعد أن فهمت الدرس! وفداهُ الله بذبحٍ عظيم!
لنُعيد نحنُ نفس المشهد، ليس مع الأبناء هذه المرة، ولكن مع كلِ شهوةٍ تعلّق بها القلب، وأخذتْ حيزاً كبيراً وخالطت التعلق بالله وحده..
نعيد المشهد لِننحر، لن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منّا..
أما من ناحية إسماعيل، فقد كان ابناً باراً، صابراً محتسباً. عندما أخبره والده بالرؤيا قائلًا : انظر ماذا ترى؟
قالها هكذا بكل بساطة : افعل ما تؤمر!
أمرك الله بالذبح، افعلها، إنه أمر، الإجابة : سمعاً وطاعة!
لا وقت للتحاور والنقاش، لا وقت للتفتيش عن المغزى، وعن المخرجات، لا وقت لفعله بأي طريقة قد تغني عن هذا الذبح، افعل ما تؤمر!
لنستحضر في كل عيدِ نحر، هذه الاستجابة السريعة والمليئةُ باليقين التي تشبّعا بها، فِعل ما أمر اللّه بقلبٍ يملؤهُ اليقين، حتى لو غابت عنه الحكمة التي لا نعلمها ويعلمها هو!
ولننحر كل ما خالط هذا القلب، وبدأ بتحريك بوصلته عن وجهته الأساسية!

#إيناس_عبد_الحافظ