قناة د محمد بن إبراهيم السعيدي
1.28K subscribers
68 photos
10 videos
2 files
498 links
القناة الرسمية لـ د.محمد بن إبراهيم السعيدي
Download Telegram
هذا الخطيب الشيخ أحمد المزوق كما وصلني خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة ، الاستثمار في التعليم الديني أعظم استثمار تقوم به بلادنا ولله الحمد .
قارن بين موقف هذا الذي درس في المدينة ويتقاضى ١٠٠٠ريال شهرياً ، وبين موقف هؤلاء الإعلاميين كجورج قرداحي وغيره الذين يتقاضون آلاف الدولارات حتى أصبحت ثرورة جورج قرداحي باعترافه ٢٠٠مليون دولار .
الجامعة الإسلامية كما كانت وستبقى بحول الله منبراً دولياً لتعليم الإسلام ونشره ، ونشر الولاء والمحبة لبلادنا .
اتُّهمت الجامعة الإسلامية في الإعلام الدولي بتصدير الإرهاب مع أنه حسب علمي لم يثبت انتساب إرهابيون لها ، والعجيب أن قادة الإرهاب متخرجون من جامعات تقنية وبعضهم في أمريكا وأوروبا ومن جامعات ليست شرعية بل وليست في السعودية كأسامة بن لادن والظواهري والبغدادي والعدناني والزرقاوي والجولاني وهلم جرا


صحيفة سبق/ خطيب لبناني: عذرًا مملكة الخير.. ولن يكون. #لبنان محافظة إيرانية أبدًا.
http://nabdapp.com/t/95657440

عبر تطبيق نبض
http://bit.ly/2D5DRZ7
(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)
كيف يستطيع صاحب عقل أن يُلحد ؟، لا أقول كيف يُلحد ؛ بل كيف يستطيع أن يفعل ذلك ؛ الإلحاد مسألة مستحيلة لا يمكن لعقل أن يستطيعها ، وكل من يزعمون أنهم ملحدون كذابون.

https://www.facebook.com/100001436968792/posts/4583110478413472/?sfnsn=wa؟
تشرفتُ مساء هذا اليوم بزيارة أديب جزيرة فرسان ، ومضرب المثل في الوفاء لها الأستاذ المُرَبي الشاعر القاص المؤرخ إبراهيم عبدالله مفتاح واستمعت منه إلى سرد تاريخي حول فرسان منذ عصور ما قبل التاريخ حتى انضمامها للدولة المباركة المملكة العربية السعودية ، كما تجول بنا في متحفه الخاص والذي يضم نفائس من الشواهد التاريخية من أحجار وأواني وملابس ، وحضر اللقاء ثُلة من كرام محافظة وادي الدواسر ، كما تشرفت بإهدائه إياي مجموعة من كتبه
بسم الله الرحمن الرحيم
شرط البشارة
كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ مليئتان بما يدعوا إلى الأمل وترقب الفرج والتفاؤل بكل ما هو قادم ، فالله عز وجل أنزل على رسولهﷺ سورة الشرح وهو والمسلمون رضي الله عنهم في أشد ألأحوال من الضنك مما يحل بهم من أَذًى قريش وتضييقها ، فقال سبحانه مخاطباً رسوله الكريمﷺ(ألم نشرح لك صدرك (١)ووضعنا عنك وزرك(٢) الذي أنقض ظهرك (٣) ورفعنا لك ذكرك(٤)فإن مع العسر يسرا(٥) إن مع العسر يسرا) ويُلاحَظ في هذه الآيات أن الله عز وجل قدَّم تذكير رسوله بالنعم التي تفضل بها عليه ، ثم انتقل منها إلى البشارة باليسر بعد العسر ، ولعل ذلك -والله أعلم- كي نستفيد من دلالة الاقتران بينهما:أن النعمَ المصاحبةَ للشدائدِ داعيةٌ للعبد إلى ترقب الفرج من الله تعالى وعدم اليأس والقنوط من رَوْحِه عز وجل .
وقد قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية :” لن يغلب عسر يُسرين ” وهو يشير بذلك إلى كون العسر جاء مُعَرَّفاً بـأل في الآيتين وهذا يعني أن المُشَار إليه في المرَّتين عسرٌ واحد ولا يعني تكررُ اللفظ هنا تكررَ معناه ، كما جاء اليسر في الآيتين مُنَكَّراً غير مُعَرَّف ، وهذا يعني أن المشار إليه في الآيتين من اليسر متعدد وليس واحداً، والفائدة التي ابتغى ابْنُ عباس تقريرها هي تعدد دواعي اليسر ومصاحبتها لكل ما يصيب العباد من عُسر وأن هذه الدواعي هي الغالبة وإليها المنتهى بإذن الله.
لكن سورة الشرح لا تتوقف ههنا بل تختتم بأمرين عظيمين من الله عز وجل ، الخطاب في سياقهما موجه للنبي محمدﷺ ولكن حكمهما منصرف إلى كُلِّ أمته تبعاً فهي – الأمة- مُكَلَّفةٌ به لاسيما حين تكتنفها المصائب وتتطلب الفرجَ والنصرَ من ربها الذي يقول ( فإذا فرغت فانصب(٦) وإلى ربك فارغب) أي إذا فرغت من صلاتك فاتعب في دعائه ومسألته مستصحباً الرغبة والضراعة ، فإن محافظة الأمة على صلاتها وكثرة ضراعتها إليه وحده هما سبيل النجاة من ابتلائه .
وقد جاءت آيات غير هذه خُوطِبَت الأمة بها أصالة لا تبعا ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين)
وهنا أيضا حديث يدعو للأمل والرجاء وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وحسنه:(مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره) وهذا الحديث لا يُعارض الثابت من تفضيل أهل القرون الثلاثة من حيث الجملة على من بعدهم ، لكنه كما يقول أهل العلم يؤكد عدم انقطاع الخيرية عن هذه الأمة، وفي هذا بشارة عظيمة تدعوا إلى استصحاب التفاؤل والرجاء .
وفي ذلك الحين الذي كان فيه المسلمون بمكة يقاسون ما يقاسونه من كفار قريش نزل قوله تعالى في سورة القمر يخبر أن من سُنَنِه الكونية هلاكُ المجرمين وبطلان كيدهم ( أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزير(٤٣)أم يقولون نحن جميع منتصر(٤٤)سيهزم الجمع ويولون الدبر) فإذا كان أعداء اليوم يُدْلُون باجتماع كلمتهم وامتلاكهم سُبُل الانتصار المادية كما كان من سبقهم من المجرمين يفعلون ، فإن الله وعد بهزيمة الجمع وانتصار عباده المخلصين،
وهناك حديث عن المصطفى يُسَاق دائماً للدلالة على أحد أسرار ما فيه الأمة الإسلامية من ضعف وذل ، لكنه يتضمن أيضا بشارة تبعث الأمن والأمل ، وذلك هو قولهﷺ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله ، سلط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتى تراجعوا دينكم ) والحديث جاء في مساق الإخبار ، وكما أن ما ورد فيه من الذل المتسلط وقع على الأمة باقترافها أسباب وقوعه التي أخبر بها الحديث ، فلا محالة أن انتزاع هذا الذل سوف يتحقق بإذن الله تعالى بتحقيق الأمة لأسبابه ، وهي مراجعتها دينها، فهذا الرجوع إلى الدين واقع لا محالة ، وكثيراً ما يكون تقدير المصائب والبلاءات على الأمة لحكمةٍ لا يعلم حَقِيقَتَها إلا هو لكن التدبر والتأمل فيها قد يوصلك إلى أن إلجاء الناس إلى ربهم هو من جملة تلك الحكم كما قال تعالى : ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون (٤٢) فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )الأنعام.
فالأخذ بالبأساء رجاء أن نتضرع الأمم وترجع إلى ربها وتتخلى عما ابتليت به من معصيته ، إنما هو من جملة سُنَنِه الكونية سبحانه وتعالى
وكما قال سبحانه ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم( ٣١) محمد.
ولا ريب أن العمل الدؤوب في الجوانب المادية من سياسية وصناعية وتقنية وزراعية واجتماعية لا يُشاحَّ أحد في مسيس الحاجة إليها في بعث الآمال ومن ثَمَّ تحقيقها ، لكن يجب أن يبقى رجوع الأمة إلى ربها ومراجعتها دينها العامل الأول في أسباب تغلبها على مصاعبها ، ويجب أن لا يُنظر لهذا العامل على أنه واجب دعوي أو جهد مشايخي وحسب ، فإن هذه النظرة في تقديري من الأسباب القوية في تأخر استجابة الأمة لمراد ربها منها ومن ثَمَّ تأخرها في تحقيق آمالها ، بل الواجب أن يُجْعَلَ هذا العامل قالباً لجميع استراتيجيات الإصلاح في جميع البلاد الإسلامية ، فإن جميع مشاريع الإصلاح التي لا تدخل ضمن سياق إعادة الأمة لحقيقتها الدينية سوف يكون الإصلاح الناتج عنها جزئيا لا يلبث أن يؤدي إلى مفاسد أكبر وأضر من التي كانت من قبل هذا إذا لم يفشل قبل أن يتحقق منه أيَّ أثر .
وعلى عكسه كل إصلاح مادي يوضع في سياق إعادة الأمة إلى التزامها الديني ، فإن حظه من الانسجام مع تاريخ الأمة ودينها وآمالها سيجعله بعيداً عن إثارة المتناقضات التي هي غالبا أساس فشل كل مشاريع الإصلاح في العالم ، فإن المُخططين الاستراتيجيين يعلمون بالتجربة أن سرَّ فشل مشاريع الإصلاح المتنوعة هو ظهور تناقض بينها وبين بيآتها ، ومشروع الأمة الذي يجب أن تقدمه للعالم هو مشروع لا ينفصل فيه الهدف الأسمى للأمة وهو استعبادها لربها عن غايتها الأرضية وهي الاستعمار في الأرض كما قال تعالى ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب) ففي الآية من اقتران الاستعمار في الأرض بالاستغفار والتوبة ما يفضي التدبر فيه إلى تقرير كون الإصلاح الدنيوي يجب أن يكون ضمن السياق الصحيح لتعبيد الإنسان لله على هذه الأرض .
د.محمد بن إبراهيم السعيدي


https://www.mohamadalsaidi.com/?p=4633
زارني ليلة البارحة الابن عبدالرحمن بن فهد بن صقر الروقي أحد الأنجال النابهين لأخينا وزميلنا الدكتور فهد الروقي رحمه الله تعالى ، والذي وافته المنية عام ١٤٣٩هـ .
وقد عاش بعد تخرجه رحمه الله من قسم القضاء باذلاً وقته في العمل الدعوي لا سيما في قرى ومحافظات شرق وشمال منطقة مكة ، وكان مجتهداً في المشاركة في إنشاء المؤسسات الخيرية والدعوية في تلك النواحي ، وقد ترك فقده فراغاً كبيراً نسأل الله تعالى أن يجعل في أبنائه وتلاميذه وزملائه البركة لملئه .
اللطيف في سيرة هذا الرجل أن له إنتاجاً علمياً غزيراً مخطوطاً بيده بلغ واحداً وخمسين مؤلفاً ، يعتني أبناؤه لاسيما عبدالرحمن بإخراجها ، وقد اطلعت على عناوينها فوجدتها دقيقة جديدة نسأله عز وجل أن ييسر إخراجها ، وقد ظهر منها الآن ثلاثة وفي المطابع اثناعشر ، ويعمل ابنه حفظه الله على إخراج الجميع كمظهر من أعظم مظاهر البر تقبله الله منه .
وهذا مقطع أنتجه أبناؤه يحكي سيرة والدهم

https://youtu.be/4EXMoAv9khQ

وقد أهداني الابن عبد الرحمن ما تم طبعه من كتب ، وهي :
١- المذهب الحنبلي ، نشأته ومصطلحاته وكتبه .
٢-اختلاف الفقهاء .
٣- صحيفة علي بن أبي طالب .
وقد قدَّم لجميعهن كل من أعضاء هيئة كبار العلماء ، الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ ، والشيخ عبدالله المطلق ، والشيخ صالح بن حميد ، حفظهم الله ،
كما راجع كتابه صحيفة علي الدكتور نهار العتيبي حفظه الله ،
هذا بالإضافة إلى كتاب للابن عبد الرحمن في سيرة والده .
رحم الله الشيخ فهد وألهم والديه الصبر والسلوان وبارك له في ذريته ، وجعل لنا بمثل ما ندعوا له به .
كوريا واليابان وتايوان والصين يداومون كل يوم حالة كون أوروبا وأمريكا نائمين ، أي لا يوجد توافق مطلقاً بينهم في الدوام ، واقتصادهم مع ذلك من أقوى اقتصادات الدول في العالم ، ولو أنها نظرت بمقياس من يعتقدون أن التوافق في الدوام شرط لنجاح الاقتصاد أقول لو كانوا كذلك لقلبوا دوامهم ليلا لا نهارا
صدر لأخينا الأستاذ الباحث في مركز سلف للبحوث والدراسات عمار محمد أعظم كتابه القيم غريد المحاريب ، وهو كتاب يُجلي فيه سيرة ومآثر الشيخ القارئ إمام المسجد النبوي محمد أيوب رحمه الله ، وقد اتخذ الباحث جزاه الله خيراً منهج إبراز سيرة الشيخ رحمه الله كقدوة للمسلمين شيباباً وشيباً ، وهو منهج حسن في زمن أحوج ما يحتاج إليه الناس القدوة من أهل القرآن .
رحم الله الشيخ محمد أيوب وجزى أخانا الشيخ عماراً خير ما يجزي كاتباً عمَّا كتب
قناة د محمد بن إبراهيم السعيدي
Video
جزء من كلمة الدكتور المعلمي المشرفة بخصوص رفض الإملاءات المنافية للخلق والفطرة والقيم
قناة د محمد بن إبراهيم السعيدي
Video
جزء من كلمة الدكتور المعلمي المشرفة بخصوص الموقف من النظام السوري
جواب محمد بن إبراهيم السعيدي عن أوهام الشيخ محمد ولد الحسن الددو فيما يتعلق بالحوثيين

https://youtu.be/iH0lAuuLvxc
سفهاً وقلة بصيرة وفشلاً في قراءة الواقع يتصور بعض الإخوانيين أو السروريين أو التكفيريين السابقين أن الآن أوان سوق قلة الدينانة فيحاولون عرض أنفسهم بالتقعر الشديد بادِّعاء الليبرالية ؛ بل بادعاء أشرس أشكال الليبرالية ، والحقيقة أن الليبرالية منهم براء ، لكنهم يفعلون ذلك لعلهم يحظون بالوصول لما لم يستطعوا الوصول إليه عبر الانتماء الحزبي .
فهم لم يكونوا مخلصين لمبدائهم بل كانوا طلاب منافع دنيوية ، فلما قُلعت جذور الأخونة والتكفير ولله الحمد راحوا يبحثون عن طموحاتهم عبر اللبرلة .
بسم الله الرحمن الرحيم شرط البشارة
كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ مليئتان بما يدعوا إلى الأمل وترقب الفرج والتفاؤل بكل ما هو قادم ، فالله عز وجل أنزل على رسولهﷺ سورة الشرح وهو والمسلمون رضي الله عنهم في أشد ألأحوال من الضنك مما يحل بهم من أَذًى قريش وتضييقها ، فقال سبحانه مخاطباً رسوله الكريمﷺ(ألم نشرح لك صدرك (١)ووضعنا عنك وزرك(٢) الذي أنقض ظهرك (٣) ورفعنا لك ذكرك(٤)فإن مع العسر يسرا(٥) إن مع العسر يسرا) ويُلاحَظ في هذه الآيات أن الله عز وجل قدَّم تذكير رسوله بالنعم التي تفضل بها عليه ، ثم انتقل منها إلى البشارة باليسر بعد العسر ، ولعل ذلك -والله أعلم- كي نستفيد من دلالة الاقتران بينهما:أن النعمَ المصاحبةَ للشدائدِ داعيةٌ للعبد إلى ترقب الفرج من الله تعالى وعدم اليأس والقنوط من رَوْحِه عز وجل . وقد قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية :” لن يغلب عسر يُسرين ” وهو يشير بذلك إلى كون العسر جاء مُعَرَّفاً بـأل في الآيتين وهذا يعني أن المُشَار إليه في المرَّتين عسرٌ واحد ولا يعني تكررُ اللفظ هنا تكررَ معناه ، كما جاء اليسر في الآيتين مُنَكَّراً غير مُعَرَّف ، وهذا يعني أن المشار إليه في الآيتين من اليسر متعدد وليس واحداً، والفائدة التي ابتغى ابْنُ عباس تقريرها هي تعدد دواعي اليسر ومصاحبتها لكل ما يصيب العباد من عُسر وأن هذه الدواعي هي الغالبة وإليها المنتهى بإذن الله. لكن سورة الشرح لا تتوقف ههنا بل تختتم بأمرين عظيمين من الله عز وجل ، الخطاب في سياقهما موجه للنبي محمدﷺ ولكن حكمهما منصرف إلى كُلِّ أمته تبعاً فهي – الأمة- مُكَلَّفةٌ به لاسيما حين تكتنفها المصائب وتتطلب الفرجَ والنصرَ من ربها الذي يقول ( فإذا فرغت فانصب(٦) وإلى ربك فارغب) أي إذا فرغت من صلاتك فاتعب في دعائه ومسألته مستصحباً الرغبة والضراعة ، فإن محافظة الأمة على صلاتها وكثرة ضراعتها إليه وحده هما سبيل النجاة من ابتلائه . وقد جاءت آيات غير هذه خُوطِبَت الأمة بها أصالة لا تبعا ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) وهنا أيضا حديث يدعو للأمل والرجاء وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وحسنه:(مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره) وهذا الحديث لا يُعارض الثابت من تفضيل أهل القرون الثلاثة من حيث الجملة على من بعدهم ، لكنه كما يقول أهل العلم يؤكد عدم انقطاع الخيرية عن هذه الأمة، وفي هذا بشارة عظيمة تدعوا إلى استصحاب التفاؤل والرجاء . وفي ذلك الحين الذي كان فيه المسلمون بمكة يقاسون ما يقاسونه من كفار قريش نزل قوله تعالى في سورة القمر يخبر أن من سُنَنِه الكونية هلاكُ المجرمين وبطلان كيدهم ( أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزير(٤٣)أم يقولون نحن جميع منتصر(٤٤)سيهزم الجمع ويولون الدبر) فإذا كان أعداء اليوم يُدْلُون باجتماع كلمتهم وامتلاكهم سُبُل الانتصار المادية كما كان من سبقهم من المجرمين يفعلون ، فإن الله وعد بهزيمة الجمع وانتصار عباده المخلصين، وهناك حديث عن المصطفى يُسَاق دائماً للدلالة على أحد أسرار ما فيه الأمة الإسلامية من ضعف وذل ، لكنه يتضمن أيضا بشارة تبعث الأمن والأمل ، وذلك هو قولهﷺ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله ، سلط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتى تراجعوا دينكم ) والحديث جاء في مساق الإخبار ، وكما أن ما ورد فيه من الذل المتسلط وقع على الأمة باقترافها أسباب وقوعه التي أخبر بها الحديث ، فلا محالة أن انتزاع هذا الذل سوف يتحقق بإذن الله تعالى بتحقيق الأمة لأسبابه ، وهي مراجعتها دينها، فهذا الرجوع إلى الدين واقع لا محالة ، وكثيراً ما يكون تقدير المصائب والبلاءات على الأمة لحكمةٍ لا يعلم حَقِيقَتَها إلا هو لكن التدبر والتأمل فيها قد يوصلك إلى أن إلجاء الناس إلى ربهم هو من جملة تلك الحكم كما قال تعالى : ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون (٤٢) فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )الأنعام. فالأخذ بالبأساء رجاء أن نتضرع الأمم وترجع إلى ربها وتتخلى عما ابتليت به من معصيته ، إنما هو من جملة سُنَنِه الكونية سبحانه وتعالى وكما قال سبحانه ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم( ٣١) محمد.