قال الإمام البخاري في كتابه ( بر الوالدين ) باب لا تؤذ والديك بكلمة
حدثنا الفضل بن المقاتل حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان عن أبيه قال :
مكث ابن أبي نجيح رحمه الله ثلاثين سنة لا يتكلم بكلمة يؤذي بها جليسه .
لم يورد الإمام البخاري قوله تعالى ( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما .. ) ولا شيئاً من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، بل اكتفى بذكر هذا الأثر ..وذلك والله أعلم ليبين أن هذا الأمر سهل على عباد الله الصالحين فهذا ابن أبي نجيح عبد الله بن يسار رحمه الله : مكث هذه المدة لا يؤذي جليسه كائنا من كان بكلمة واحده ، وشأن الوالدين أعظم وأكبر وأجل اللهم نسأل التوفيق لبر والدينا وأن تغفر لنا تقصيرنا في حقهما

نصيحة الإمام الأوزاعي لبقية بن الوليد
أسند ابن عبد البر في كتابه الماتع جامع بيان العلم وفضله (1/768)
عن بقية بن الوليد قال: قال لي الأوزاعي:
" يا بقية، العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
وما لم يجئ عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فليس بعلم .
يا بقية : لا تذكر أحدا من أصحاب محمد نبيك صلى الله عليه وسلم
إلا بخير، ولا أحدا من أمتك .
وإذا سمعت أحدا يقع في غيره فاعلم أنه إنما يقول: أنا خير منه "
التعليق :
رحم الله الإمام الأوزاعي ما أروعها من نصيحة ، وما أجلها من وصية ، كم نحن بحاجة إلى العمل بمثل هذه الدرر السلفية .
فإنه بيَّن أن العلم والفقه والتمسك بهذا الدين إنما يؤخذ عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يخص الصحابة الكرام بأن لا يذكروا إلا بخير بل عمم هذا على المسلمين أجمعين وهذا حق إلا لما لابد منه مما هو معروف عند أهل العلم .
ثم بيَّن رحمه الله أن الذي يقع في الناس هو الحقيقة يريد تزكية نفسه وأنه خير من المتكلم فيه وهذا نوع من الغرور والعياذ بالله ونسأله سبحانه أن يعافينا من جميع الفتن ماظهر منها ومابطن .

حكم لبس الكعب العالي
قال الإمام عبد الرزاق في المصنف (3/100)
عَنِ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
«كَانَ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَتَّخِذْنَ أَرْجُلًا مِنْ خَشَبٍ، يَتَشَرَّفْنَ لِلرِّجَالِ فِي الْمَسَاجِدِ فَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ الْمَسَاجِدَ، وَسُلِّطَتْ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ» اسناده صحيح على شرط الشيخين
وهذا الحديث له حكم الرفع لأنها رضي الله عنها لا تقول ذلك إلا عن علم من النبي صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى قال الحافظ ابن حجرفي الفتح :
وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا فَحُكْمُهُ حُكْمُ الرَّفْعِ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ بِالرَّأْيِ . انتهى
من فقه هذا الحديث
يؤخذ منه تحريم اتخاذ النعال الذي تطول به المرأة ، حتى يظهر القصيرة منهن بأنها ذات قوام معتدل وهو ما يسمى اليوم ( بالكعب العالي ) ويزداد قبحاً إن كان مزخرفاً ، بألوان تلفت الأنظار إليه وقت أفتى علماء اللجنة الدائمة بعدم جواز لبسه فقالوا : (17/124)
لبس الكعب العالي لا يجوز؛ لأنه يعرض المرأة للسقوط، والإنسان مأمور شرعا بتجنب الأخطار بمثل عموم قول الله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}
كما إنه يظهر قامة المرأة وعجيزتها أكثر مما هي عليه، وفي هذا تدليس، وإبداء لبعض الزينة التي نهيت عن إبدائها المرأة المؤمنة، بقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ} وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الصَحَفِي أو الصُحُفِي (1)
هو الذي يأخذ العلم من الصُحُف -جمع صحيفة - دون المشايخ .
———————————
(1) قال السخاوي في منير الديباج ص596 :
من قال صُحُفي فنسب إلى جمع صحيفة فقد أخطأ ، إنما يقال : صَحَفي بالفتح فيردُّ من صحف إلى صحيفة وينسب إليه.
والصواب بالفتح والضم وأجازه مجمع اللغة العربية في القاهرة .

نصيحة لكل سلفي يريد الخير لنفسه ولمن يحب

أيها الداعي إلى الله
لا تستعجل النتائج

*دين العادة أصحابه أضعف الناس إيماناً *
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :

وأضعف من هولاء إيماناً من إيمانه إيمان العادة والمربأ والمنشأ فإنه نشأ بين أبوين مسلمين وأقارب وجيران وأصحاب كذلك فنشأ كواحد منهم ليس عنده من الرسول والكتاب إلا اسمهما ولا من الدين إلا ما رأى عليه أقاربه وأصحابه ، فهذا دين العوائد وهو أضعف شيء وصاحبه بحسب من يقترن به فلو قيض له من يخرجه عنه لم يكن عليه كلفة في الانتقال عنه .
مفتاح دار السعادة (2/21)

فائدة مستنبطة من قوله صلى الله عليه وسلم
( وإن كانت غير ذلك - الجنازة - فشرٌ تضعونه عن أعتاقكم )

قال موسى عليه السلام لنبينا صلى الله عليه وسلم " أنا أعلم بالناس منك "
(صاحب الخبرة لا يستهان به ولا بتجاربه )

من بركة التوحيد والدعوة إليه وشيء عن شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله

من صفات طلاب العلم الصادقين

📚 حديث
*(( لو عاش إبراهيم لكان نبيا )).*
- استنكره ابن عبدالبر والنووي ، وتعقبه الحافظ ابن حجر في الإصابة وتعجب من النووي حيث رُوى الحديث عن ثلاثة من الصحابة ، وقال وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في إنكاره ، وجوابه :
أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا نظن بالصحابي أنه يهجم على مثل هذا بظنه .

وقد صحح الحديث في الفتح (١٠/٥٧٩) .

وانظر تعليق الشيخ عبدالرحمن المعلمي على الفوائد المجموعة صفحة ( ٣٩٨ ) .
وانظر الضعيفة ( ٢٢٠ )
وقد صححه الشيخ الالباني رحمه الله .

والحديث في صحيح البخاري من حديث عبدالله بن أبي أوفى بلفظ :
(( ولو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي مامات ابنه إبراهيم ))


وهذا واضح لا إشكال فيه
من أن قضاء الله بموت إبراهيم صغيراً دليلٌ من أدلة ختم النبوة بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم .

كتبه : أبو حسان سمير بن علي القيسي
١٤٤٤/٤/١٣هجرية

الجامكيَّة
لفظ فارسي معرب وهي رواتب أصحاب الوظائف من الأوقاف
ينظر ( معجم لغة الفقهاء )
ص158