شعر ، كلمات اغاني سودانية ودوبيت
21.7K subscribers
63 photos
166 videos
50 files
40 links
وصف القناة : شعر ، كلمات الاغاني ودوبيت رابط القناة : https://t.me/Diwansha3r
Download Telegram
مساهر ليلي بين عينا وفريرة البسمة
نايمة من المغارب نومة هادية ودسمة
تلاتة بخالفو للكل في حتت منقسمة
حُـسنا هي وملك رب العباد والبصمة

بادي لسانا بي لهجات غراب ماانهجنة
دا الزاهلني فوق القلبي فوقا انعجنا
شامة في الشفايف ليل سوادا اندجنة
والسبابة داخل كلو فوق الوجنة


محاسنا عامة يصعب للقلم تدوينا
بسمت آه ونضمت من حديثا روينا
ظهرت وجنة في الخد قربت تكوينا
واتلاقن حواجبا..... وانفرد تكوينا

ريفية وحياتا بسيطة واجمل عيشة
يوما تقضي بين عنزاتا والبيت ريشة
تحلب جاي وترعا ..وتعتنيبا مليشة
ماندهوها جوا البيت لقواا مافيشة


في الزرقا البتلصف فوق زراقة النجمة
خاتي مكانة الفي الريف ربت منسجمة
رايقة رواقة بالذوق والعفاف ملتجمة
لفحت توب ودخلت السمااح في الهجمة!!!




يـوم لاقيـتا لاقيـت السعـد والفرحة
سرحتا معاها بي نفسي العليا منشرحة
قتلا زاد جمالك بي الشرود والسرحـة
خجلت وضارت الوش بي عقاب الطرحة
اقــتــبــس الــبــدر مــن امــنــه نــورو ودارتــو
الــخــز والــدهب عــار مــن جــســيمــه نــضــارتــو
الــدر حــين نــســب لــي فــاها شــوفــو قــدارتــو
اضــحــي عــلــي الــرؤوس يحــمــل ونــافــذة ادارتــو
ان وقــفــت عــديلــة وان مــشــت مــبــرومــه
وان قــدلــت مــعــجــنــة فــي الــوســط مــقــســومــه
ان قــعــدت مــوهطــة وآآآ قــســاوة الــقــومــه
مــبــرومــة حــشــا عــجــوة مــحــس قــدومــه
نــظــره يا الــســمــحــه ام عــجــنــ
ســيدعــبــدالــعــزيز

نــظــره يا الــســمــحــه ام عــجــنــ
لــو كان قــلــيل تــبــري الــشــجــنــ
اعــرف صــفــا الــايام افــيقــنــ
انــظــر جــمــال تــلــك الــوجــنــ

دولــات صــدودك مــا وعــنــ
آلــامــي وبــي اتــدرعــنــ
ابــكي واصــيح مــتــضــرعــا
يانــاس دمــوع عــينــي تــرعــا

ارحــمــونــي مــارضــنــي الــظــعــنــ
آمــالــي جــور لــي قــاطــعــنــ
احــشــاي هديل اتــقــطــعــنــ
وبــالــفــرقــه نــشــابــك طــعــنــ

يا مــنــبــع الــنــور والــفــطــنــ
يا الــفــقــتــي يعــرب والــرطــنــ
فــي جــوفــي مــن حــبــك قــطــنــ
يا جــاهلــه مــلــيون الــف طــنــ

كيف اســلــي عــينــيك والــوجــنــ
يا الــبــســمــتــك نــور الــدجــنــ
جــســمــك حــرير نــاســجــه الــعــجــنــ
نــاضــر وبــالــلــون انــعــجــنــ

الــضــاويه زي خــدك مــنــ
فــي الــدنــيا يانــور الــزمــنــ
ارواح نــســايمــك لــي رمــنــ
نــرجــس مــزج لــي مــســك الــيمــنــ

مــا احــلــاك يا الــجــيدك شــدنــ
يا الــعــمــري فــيك ضــايع ســدنــ
انــا عــنــدي شــوقــا يا الــلــدنــ
احــســن مــن الــروح فــي الــبــدنــ

يا مــنــبــع الــذوق آآه يا مــنــ
حــبــك غــرز فــي الــجــوف كمــنــ
يا غــالــيه قــط مــالــيك ثــمــنــ
ان هب او جــار الــزمــنــ

لــيك الــســلــام مــا ولــعــنــ
خــديك بــالــنــور يلــمــعــنــ
وعــدد الــنــجــوم مــا يطــلــعــنــ
يرضــيك وبــيك لــي يجــمــعــن
الــشــاعــر عــوض جــبــريل / ورد الــغــرام يغــفــو حــالــمــا فــي مــنــام أم درمــان !

عــوضــجــبــريل /
ورد الــغــرام حــالــمــا يغــفــو فــي مــنــام أم درمــان !

بــقــلمــ:مــعــاوية مــحــمــدالــحــســنــ

فــي الــأربــعــينــات و حــين وفــد عــبــد الــحــمــيد أب شــنــب الــي حــي الــهجــرة الــدبــاغــة بــام ادرمــان ,كان الــصــبــي ذو الــاحــوال الــعــجــيبــة ينــشــد الــشــعــر ,يتــرنــم بــاشــعــار عــبــد الــرحــمــن الــريح و يطــرب لــحــســن عــطــية و حــدث انــه كان قــد أنــخــرط أيضــا فــي مــســرح عــثــمــان تــور الــجــر مــشــاركا بــالــاداء فــي مــســرحــية (دامــفــيقــا )فــي دور الــمــلــك طــلــحــة ,قــالــوا أنــه كان يقــرض الــشــعــر و يلــحــنــه و يغــنــيه ,لــه صــولــات و جــولــات فــي حــفــلــات الــغــنــاء بــالــحــي لــكنــه و حــســبــمــا ذكر لــاحــقــا بــعــد ذلــك بــســنــوات طــويلــة أنــه كان قــد أحــس بــالــفــعــل بــعــد لــقــائه بــعــبــد الــحــمــيد أب شــنــب أن قــامــة الــلــحــن و الــشــعــر لــديه بــدأت تــتــطــاول أكثــر فــاكثــر فــلــزم مــنــزل عــبــد الــرحــمــن الــريح فــي فــريق الــعــرب ردحــا طــويلــا مــن الــزمــان يتــعــلــم مــنــه و يتــدرج فــي مــســالــك الــفــن ,يعــزف قــيثــارة لــحــنــه الــطــروب حــتــى نــضــج نــفــس الــشــعــر لــديه و صــارت الــاعــين لــا تــخــطــئه .فــريد زمــانــه فــي حــظ الــمــوهبــة و الــعــبــقــرية ,كأن أحــشــاء أم درمــان قــد خــالــطــتــها ســمــفــونــية عــظــيمــة حــين حــبــلــت بــه و كان فــي الــنــاس عــوض جــبــريل .

بــثتــالــإذاعــة أغــنــية (ورد الــغــرام )فــي الــعــام 1949 بــلــســان فــاطــمــة الــحــاج وقــد نــظــم كلــمــاتــها و صــاغ لــحــنــها كأبــدع مــا يكون و كان الــشــاعــر قــبــلــها قــد ألــتــقــي بــزمــيلــه فــي مــهنــة (الــبــنــاء )عــازف الــعــود الــمــاهر الــفــاتــح حــاج ســعــد فــانــخــرطــا يغــنــيان مــعــا .شــهد الــنــاس فــي ذاك الــزمــان عــبــقــرية كبــيرة لــا حــدود لــها فــي تــنــمــو دنــيا الــفــن يومــا أثــر أخــر,لــم يعــد الــشــعــر و الــفــن شــأنــا صــفــويا مــحــضــا فــهاهو خــريج الــمــعــهد الــفــنــي عــوض جــبــريل يبــنــي بــيوت الــطــين و الــآجــر و ينــشــئ أبــيات الــشــعــر الــشــاهقــة أيضــا .قــالــوا فــي ذاك الــزمــان كانــا يفــرغــان مــن عــمــلــهمــا فــي اعــمــال الــبــنــاء و الــتــشــييد بــالــنــهار ثــم يتــفــرغــان لــاحــياء الــحــفــلــات فــي الــلــيل ,يصــدحــان بــأعــذب الــالــحــان و أعــظــمــها ,فــيهمــا شــبــه مــن ثــنــائيات كثــيرة فــي عــالــم الــحــقــيبــة لــكن عــوض جــبــريل و صــاحــب الــعــود كانــا بــالــفــعــل ينــشــئان شــيئا مــخــتــلــفــا بــالــمــرة .

فيالــحــي كانــت هنــاك حــســنــاء بــالــغــة الــجــمــال جــرفــت حــنــينــه و شــجــوه الــي نــهر حــســنــها الــجــامــح فــأخــذ يخــتــلــس الــنــظــر الــيها كلــمــا ســنــحــت ســانــحــة ,ينــدس فــي صــفــوف الــحــفــلــات و ينــظــر الــيها و يهيم بــها حــتــي شــغــفــت لــبــه و وجــدانــه مــعــا فــأخــذ يتــشــبــب بــها و كان أهلــها صــعــبــي الــمــراس فــلــم يجــد مــلــاذا غــير الــشــعــر فــكتــب :

كلــماســألــت عــلــيك صــدونــي حــراســك
ردوا الــجــواب قــاســي
مــع أنــي مــن نــاســك

و غــنــتــها فــاطــمــة الــحــاج أيضــا و لــعــل ثــنــائية مــن نــوع خــاص كانــت قــد عــرفــت طــريقــها الــي الــنــاس مــنــذ ذاك الــوقــت بــين عــوض جــبــريل و فــاطــمــة الــحــاج حــتــى عــثــر لــاحــقــا عــلــي الــمــغــنــي احــمــد الــجــابــري بــحــي الــعــرب و كان الــجــابــري قــد بــدأ حــينــها ينــشــئ أنــغــامــا و ألــحــانــا عــلــي هدي الــألــحــان الــشــرقــية فــوجــد فــيه ضــالــتــه الــمــنــشــودة فــكتــب لــه (أســمــر يا أســمــر يا ســكر )و (الــشــغــل بــالــي أنــا بــريدو )و (شــغــلــنــي مــا انــشــغــل قــلــبــو )و أســمــاه كثــيرون شــاعــر الــانــشــغــالــات ويا لــها مــن انــشــغــالــات !

جــاءه ذات يوم مــحــمــود فــلــاح صــاحــب دار فــلــاح و كان فــي مــعــيتــه شــاب غــض الــاهاب حــلــو الــصــوت و الــنــبــرات و قــال لــه :
-كمــال إبــراهيم ســلــيمــان ده ولــد صــوت جــمــيل جــدا حــقــو تــســمــعــو يا عــوض .

ومــن
يومــها و كمــال تــربــاس يصــدح بــشــجــو عــوض جــبــريل الــجــمــيل .
حــينــتــنــزلــق فــي ســوق الــشــهداء و تــأخــذ طــريقــك الــي تــلــك الــأحــياء الــعــريقــة ,حــي الــعــرب ,حــي الــعــمــدة ,ود أرو ,ود الــبــنــا و غــيرها تــحــس و كأنــك تــدلــف الــي مــعــبــد كبــير ,فــيه خــشــوع الــقــلــب و راحــة الــنــفــس ,مــا ســر خــلــود هذه الــبــقــعــة الــفــريدة .جــمــعــت ام درمــان صــخــب الــدنــيا و ضــجــيجــها رغــم هدوء بــيوتــات الــطــين و الــآجــر ,مــنــحــنــيات الــشــوارع و الــأزقــة ,أبــواب الــخــشــب الــعــتــيقــة ,حــس الــدنــيا كلــها فــي أم درمــان .دوزنــة الــكون و إيقــاع الــزمــن .تــنــاســق خــطــوات الــامــدرمــانــيين مــع كل هذا ,صــنــع ســيرة عــظــيمــة لــلــمــكان و لــو لــم تــكن أمــدرمــانــيا فــحــتــمــا أنــت صــائر الــي ذلــك حــين تــذهب الــي هنــاك .كأن خــياطــا مــاهرا و قــد خــاط ثــوبــا يصــلــح لــكل الــنــاس عــلــي اخــتــلــاف أجــســادهم ,طــولــا و قــصــرا ,نــحــافــة و ضــآلــة ,لــقــد كان ذلــك الــخــياط الــمــاهر هو الــفــن بــالــتــأكيد ,أغــنــية الــحــقــيبــة ,شــعــراؤها و مــغــنــوها ,حــتــى أدرك الــنــاس زمــان عــوض جــبــريل فــأيقــنــوا أن أم درمــان عــظــيمــة بــالــفــعــل و أطــلــقــوا قــولــهم الــشــائع :
-أم درمــان صــاغــت وجــدان الــشــعــب الــســودانــي .

لــأغــنــياتــعــوض جــبــريل صــلــيل و جــرس ,و لــبــعــضــها مــنــاســبــات و قــد كان الــنــاس يحــتــفــون و لــا يزالــون بــمــنــاســبــات الــأغــنــية ,يصــفــون مــنــاســبــة نــظــمــها و ينــســجــون الــحــكايات حــول مــلــهمــات الــغــنــاء مــن الــحــســنــاوات ,ربــمــا لــا يدرك الــنــاس أحــيانــا أن الــقــصــيدة مــثــلــا لــيســت فــي حــاجــة لــمــبــرر مــوضــوعــي لــكي تــوجــد لــكن عــلــي أية حــال لــابــد مــن وجــود مــصــدر الــهام مــا و أروع مــا عــنــد عــوض جــبــريل أن شــعــره و غــنــائه مــبــذولــان لــلــنــاس هكذا بــلــا مــقــابــل ,يصــفــه الــمــقــربــون بــأنــه كأن عــمــيق الــصــلــات بــطــبــقــات الــنــاس كلــها
أشــار أحــدهم الــي مــنــزل بــائس جــدا فــي أحــياء الــثــورات الــقــصــية حــين كانــت مــرزوق تــتــقــطــع أنــفــاس عــربــات الــمــيتــســوبــيشــي حــتــي تــدركها فــي بــداية عــقــد الــتــســعــينــيات .قــال مــحــدثــي :

-ده بــيت عــوض جــبــريل عــلــي مــا اظــن !

أظــنهكان مــحــقــا فــبــعــد حــين مــن الــزمــن جــاء صــاحــب كارو مــهكعــة جــدا يســعــي فــاســتــوقــفــنــاه ســائلــين فــقــال
- أيوه ده بــيت الــشــاعــر الــمــجــنــتــر ده قــلــتــا اســمــو مــنــو ؟؟ههههههه عــمــك عــجــيب لــاكين .
و انــطــلــق يحــكي و يحــكي :

-تــعــرف .مــرة قــعــد جــنــب ســت شــاي و شــرب عــنــدها شــاي اها الــبــنــية عــجــبــتــو لــيك طــوالــي قــطــع فــيها قــصــيدة و مــرات كتــيرة بــكتــب شــعــر و هو مــشــمــع فــي الــدفــار مــثــلــا او هو مــاشــي الــفــرن يجــيب عــيش ..عــمــك عــجــيب لــاكين هو قــريبــكم ولــا حــاجــة ؟

يروونــفــيمــا يروون عــن أغــنــيات عــوض جــبــريل أنــه جــاء مــنــزلــه ذات يوم فــوجــد أن ســيولــا جــارفــة و امــطــارا عــظــيمــة لــم يشــهد الــنــاس مــثــلــها فــي ذاك الــزمــان قــد قــضــمــت اجــزاءا كبــيرة مــن تــلــلــك الــاكواخ الــطــينــية الــمــمــتــدة عــلــي امــتــداد الــبــصــر حــتــي صــار بــعــض الــنــاس فــي الــعــراء بــلــا مــأوي و وجــد الــشــاعــر زوجــتــه كغــيرها مــن الــنــاس فــي مــحــنــة و كرب ,فــانــشــأ يقــول :
-مــا تــهتــمــي لــلــأيام ظــروف بــتــعــدي
طــبــيعــة الــدنــيا زي الــمــوج ..........................

يمــنحــالــفــنــان الــنــاس الــأمــل فــي ذروة الــالــام ,يعــطــيهم مــعــنــي لــلــحــياة لــا يدركونــه كثــيرا و هم غــارقــين فــي الــمــدلــهمــات و الــخــطــوب ,أنــظــر الــي قــولــه (طــبــيعــة الــدنــيا زي الــمــوج )كأن الــحــياة تــأخــذ بــيد و تــمــنــح بــأخــري فــعــل الــامــواج الــعــاتــية تــهبــط و تــعــلــو .
أنــهاقــيمــة الــحــياة ,لــا يمــنــحــنــا عــوض جــبــريل خــدر الــامــنــيات الــلــذيذ لــكنــه يتــفــوه بــفــلــســفــة الــحــياة .قــال الــراوي فــي مــوســم الــهجــرة :
(الــشــاطــيء يضــيق فــي مــكان و يتــســع فــي مــكان ,ذاك شـ
ـأن الــحــياة تــعــطــي بــيد و تــأخــذ بــيد أخــري )

نــعمــذاك شــأن الــحــياة دومــا !

نــعيالــنــاعــي عــوض جــبــريل ذات يوم و كنــت فــي طــريقــي الــي حــيث أعــمــل ,دائمــا أخــذ الــحــافــلــة مــن مــحــطــة الــبــلــابــل الــي الــســوق الــعــربــي و مــن هنــاك الــي بــري ,أعــرج فــي طــريقــي الــي كافــتــيريا اب جــنــزير الــشــهيرة ,اقــرا الــصــحــف و أحــتــســي الــقــهوة و الــشــاي ,أري الــنــاس فــي غــدوهم الــصــبــاحــي ,جــلــهم راجــلــين عــلــي جــنــبــات شــارع الــقــصــر و الــبــلــدية ,حــس أبــواق الــســيارت ,اصــوات الــبــاعــة الــمــتــجــولــين ,همــهمــات الــشــحــاذين ,جــلــبــة الــنــهار تــأخــذ بــالــتــصــاعــد مــنــذ تــلــك الــلــحــظــات و لــا تــركن الــحــياة الــي ســكونــها الــا عــنــد مــنــتــصــف الــلــيل بــقــلــيل ,لــكنــمــا ذاك الــصــبــاح كان مــكفــهرا بــالــفــعــل ,أبــصــرت الــنــاس واجــمــين ,مــذهولــين لــفــدح الــخــطــب الــجــلــل
- مــات عــوض جــبــريل .
أنــســالتــمــن عــينــي دمــعــة حــارة و ســمــعــت امــرأة طــاعــنــة فــي الــســن تــهتــف :
-يا حــلــيلــو ..يا حــلــيلــو !

حــكاياتــعــن الــشــاعــر عــوض جــبــريل ومــنــاســبــات أغــنــياتــة

الــشــاعــر الــراحــل عــوض جــبــريل مــن شــعــرائنــا الــمــتــمــيزين،وتــظــل بــصــمــتــه فــي عــالــم الــفــن خــالــدة عــبــر مــر الــدهور والــازمــان،فــقــد رحــل عــنــا بــجــســده فــقــط الــا ان روائع اعــمــالــه تــظــل ذكراه الــتــي تــركها مــن خــلــفــه يرعــاها حــب الــنــاس لــها،فــقــد كان مــحــبــوبــا مــن الــجــمــيع فــي حــياتــه وســيظــل كذلــك،فــقــد وهب حــياتــه لــلــفــن،الــا ان مــا خــطــه فــي ســفــر الــتــاريخ الــفــنــي الــغــنــائي كنــز ثــمــين.وبــمــنــاســبــة الــذكرى الــرابــعــة لــرحــيلــه،فــقــد اقــام مــنــتــدى فــلــاح الــثــقــافــي امــس الــاول بــقــيادة احــمــد فــلــاح،حــفــل تــأبــين أمــه عــدد كبــير مــن الــشــعــراء وأهل الــفــن،أحــبــبــنــا أن نــشــارك فــي هذه الــاحــتــفــائية،فــكانــت لــنــا جــلــســة اســتــثــنــائية مــع ابــن الــراحــل الــبــكر اســامــة عــوض جــبــريل،وهو بــالــمــنــاســبــة نــســخــة اخــرى مــن والــده،حــيث يشــبــهه كثــيرا..جــلــســنــا لــنــعــيد شــريط ذكريات حــافــل يســتــحــق الــوقــفــة عــنــده فــكانــت هذه الــونــســة..الــدقــاقــة.

*نــتــعــرف عــلــيك؟

ـانــا اســامــة عــوض جــبــريل،الــابــن الــاكبــر لــلــراحــل،وانــا اعــيش مــع والــدتــنــا نــور الــيقــين ابــراهيم شــقــيقــه الــشــاعــر الــمــعــروف الــطــاهر ابــراهيم،ومــع اخــوانــي مــامــون وعــبــاس مــمــثــل والــنــعــيم،ولــانــنــا بــنــتــشــابــه شــديد نــحــن ووالــدنــا،فــمــن الــطــرائف مــرة جــانــا حــرامــي لــمــا شــافــنــا جــري وقــال لــي زمــايلــو «الــبــيت دا مــســكونــ»

* كلــمــنــا عــن والــدك الــمــرحــوم عــوض جــبــريلــ؟

ـهو مــن مــوالــيد حــي الــهجــرة «الــدبــاغــة» بــام درمــان 1932م،درس فــي خــلــوة الــشــيخ خــلــيل «ابــو روفــ» وفــي مــدرســة ابــو روف الــقــديمــة الــاولــية،ثــم دخــل الــمــعــهد الــفــنــي،وبــعــدها انــتــمــى لــمــنــتــدى ابــي روف الــثــقــافــي.

*بــداياتــو كيفــ؟

ـمــن قــام وجــد اخــوالــو نــاس خــالــد وعــبــاس اســمــعــيل يغــنــوا اغــانــي حــقــيبــة،بــدأ يغــنــي،وغــنــى لــعــثــمــان حــســين «كيف لــا اعــشــق جــمــالــك» وبــدأ مــمــثــلــا مــع عــثــمــان تــور الــجــر فــي مــســرحــية «دامــفــيقــا» فــي دور «الــمــلــك طــلــحــة» بــعــدها اكتــشــفــه الــشــاعــر الــكبــير صــاحــب «الــفــينــا مــشــهودة» جــد عــبــد الــعــزيز الــعــمــيري الــشــاعــر عــبــد الــحــمــيد اب شــنــب،ورعــاه مــع رفــيق دربــه ابــو قــطــاطــي،بــعــدها حــس انــو مــمــكن يكتــب شــعــر ويلــحــنــه ويغــنــيه،وفــعــلــا غــنــى فــي حــفــلــات الــحــي،وعــشــان يجــود مــشــى قــعــد مــع عــبــد الــرحــمــن الــريح فــي بــيتــو فــي فــريق الــعــرب اكثــر مــن خــمــس ســنــوات،عــشــان يتــعــلــم مــنــه،بــعــدها بــقــي يغــنــي مــع زمــيلــه فــي مــهنــة «الــبــنــاء» الــفــاتــح حــاج ســعــد عــازف الــعــود الــمــعــروفــ.

*أول اغــانــي كتــبــها وغــنــاها مــنــو؟

ـاول اغــنــية «لــي حـ
ـبــيب شــاغــل بــالــي دائمــا مــحــطــم آمــالــي..لــي حــبــيب مــحــروم مــنــو لــي زمــن بــســأل عــنــو» وغــنــتــها الــفــنــانــة فــاطــمــة الــحــاج،واول اغــنــية مــن كلــمــاتــه والــحــانــه هي «ورد الــغــرامــ» ســجــلــوها فــي الــاذاعــة ســنــة 1949مــ.

*بــعــدها كتــب شــنــو؟

ـكان مــعــجــبــا بــحــســنــاء فــي الــحــي هي مــلــهمــتــه والــســبــب فــي كل اغــانــيه..كان اهلــها صــعــبــين جــدا كانــوا مــانــعــنــو يشــوفــها ورفــضــوا قــام كتــب اغــنــية:
«كلــمــا ســألــت عــلــيك صــدونــي حــراســك
ردوا الــجــواب قــاســي مــع انــي مــن نــاســك»
و غــنــتــها فــاطــمــة الــحــاج و كانــت فــي ثــنــائية بــينــها وبــينــه.

*غــير فــاطــمــة الــحــاج غــنــى لــيه مــنــو؟

لــاقيالــفــنــان احــمــد الــجــابــري فــي حــي الــعــرب بــغــنــي شــرقــي،كتــب لــيه اغــانــي بــنــفــس الــســلــم الــشــرقــي،وغــنــى لــيه «اســمــر يا اســمــر يا ســكر» و«الــشــغــل بــالــي انــا بــريدو كل افــكاري» و«شــغــلــنــي مــا انــشــغــل قــلــبــو» لــغــاية مــا ســمــوه بــشــاعــر الــانــشــغــالــات وغــنــى لــيه «شــال مــن الــحــمــامــه وشــيها» و«نــاس الــحــبــ» و«كيف تــخــلــي الــريد» والــاغــنــية الــكتــبــها لــي مــلــهمــتــه «حــبــيبــتــي بــت مــصــطــفــى» ولــمــا غــنــاها فــي الــاذاعــة حــولــها لــي «حــبــيبــتــي بــســتــلــطــفــها مــا داير زول يعــرفــها».وبــرضــو غــنــى لــيه الــفــنــان حــمــيدة مــحــمــد ســعــيد «انــا حــبــيت الــجــمــال لــا تــلــمــنــي» والــفــنــان رمــضــان حــســن «الــصــبــاح الــزاهي»

* بــعــدهم غــنــى لــيه مــنــو؟

كانــالــوالــد جــالــســا بــمــنــزل الــفــنــان رحــمــه الــلــه الــشــيخ عــم الــفــنــانــة عــابــدة والــفــنــان اســامــة الــشــيخ بــود نــوبــاوي بــحــي الــجــبــلــاب،كان مــعــاهم الــســمــانــي فــضــل الــلــه والــد الــفــنــان عــاطــف الــســمــانــي ووالــد الــحــكم درمــة وغــيرهم فــي جــلــســة دوبــيت،مــنــها اكتــشــف الــوالــد الــفــنــان بــابــكر ابــراهيم ود الــســافــل،وحــولــه مــن الــدوبــيت لــلــغــنــاء،غــنــى لــيه «يا مــاشــي لــي ام درمــان ســلــم عــلــى الــنــاس الــحــنــانــ» و«ولــف يا لــســانــي شــكر فــنــي» و«تــعــال عــزينــي تــعــال ســلــينــي مــا دام الــنــوم طــار مــن عــينــي» و«يا شــبــاب ود نــوبــاوي».

*مــتــين بــدأ يتــعــامــل مــع الــفــنــان تــربــاســ؟

ـجــاءه مــحــمــود فــلــاح فــي الــبــيت قــال لــيه يا عــوض جــبــريل انــا اح اســمــعــك صــوت جــديد جــمــيل جــدا اســمــه كمــال ابــراهيم ســلــيمــان.وفــعــلــا غــنــي لــيه تــربــاس:«هلــا يا هلــا» و«ضــفــاف الــقــاشــ» و«كفــاك مــا تــبــكي يا عــيونــي اتــاريهم نــســو الــريدة» ودي كتــبــها لــمــا جــابــو لــيه خــبــر رحــيل صــديقــه الــفــنــان حــمــيدة.وأغــنــية «حــنــي عــلــي يا ســتــي الــحــاصــل ســبــبــه انــتــي» وســتــي دي قــاصــد بــيها الــدنــيا.واغــنــية «بــقــلــيبــك تــقــول لــي تــعــال وتــعــالــ..بــي عــيونــك تــقــول لــي لــا مــا فــي مــجــالــ» ودي كتــبــها فــي بــاحــثــة اجــتــمــاعــية كانــت بــتــزوره وانــقــطــعــت عــن زيارتــه.ولــحــن لــيه أغــنــية الــتــجــانــي حــاج مــوســى «أظــلــم مــن ظــلــمــ».

*مــنــاســبــة أغــنــية «مــا تــهتــمــوا لــلــايامــ» شــنــو؟

ـايام الــســيول جــاء لــقــى بــيتــنــا واقــع شــالــوا الــســيل،ووجــد زوجــتــه تــبــكي قــال لــيها فــي الــحــال فــي نــفــس الــلــحــظــة:

«ماتــهتــمــي لــلــايام ظــروف بــتــعــدي..طــبــيعــة الــدنــيا زي الــمــوج تــجــيب وتــودي..مــصــيرو الــزول حــياتــو يا مــا فــيها يشــوفــ» ولــمــا غــنــاها تــربــاس فــي ســجــن كوبــر لــلــوزير عــمــر الــحــاج مــوســى قــال لــيه عــمــمــها،بــقــى الــشــعــب كلــو يغــنــي مــعــانــا مــا تــهتــمــوا لــلــايام ظــروف بــتــعــدي.

*و«ســيبــنــي فــي عــز الــجــمــر» مــنــاســبــتــها شــنــو؟

ـكانــت الــدنــيا عــيد وظــروفــنــا صــعــبــة..الــوالــد كتــب قــصــيدة لــتــربــاس قــال لــيه «مــا تــســيبــنــي فــي عــز الــجــمــر وانــت مــن حــولــي بــتــمــر..وانــت عــارف انــو جــيبــي فــات حــد الــصــبــر» بــعــدها اتــعــدلــتــ.

*أغــنــية «مــع الــســلــامــة» قــصــتـ
ـها شــنــو؟

ـكان مــعــجــبــا بــفــتــاة جــنــوبــية ويريد الــزواج مــنــها،الــا انــها رفــضــت وســافــرت الــســعــودية،وهو فــي الــمــطــار كتــب الــاغــنــية الــتــي يغــنــيها مــحــمــد احــمــد عــوضــ:
«معــالــســلــامــة يســعــدنــي انــك تــذكرينــي وعــنــي دائمــا تــســألــي» وغــنــى لــيه «الــجــابــوها رقــصــت حــلــاتــها».

*غــنــى لــيه مــنــو تــانــي مــن الــفــنــانــينــ؟

ـبــادي مــحــمــد الــطــيب «ســت الــبــنــات الــضــوت الــســهلــة» وخــلــف الــلــه حــمــد «الــلــيلــة وين يا عــينــي ســهر الــلــيل والــنــوم ابــي لــي» وعــوض الــكريم عــبــد الــلــه «ام ضــي» وعــبــد الــلــه مــحــمــد «الــحــنــين الــبــي لــيه مــا قــدروه الــعــمــر مــن وين بــشــتــروه»،ودي كتــبــها لــي صــاحــبــو اثــنــاء مــا بــحــكي لــيه فــي قــصــتــو مــع واحــدة رافــضــاه،فــي ورقــة ســجــار،و«لــمــا تــنــســونــا يبــقــى ايه فــاضــل يا حــبــايبــنــا» و«حــلــيل زمــن الــحــنــان يا بــا تــســيل دمــعــة وتــقــيف دمــعــة».ولــحــن لــيه اغــنــية الــشــاعــرة ســمــرقــنــدية «قــدر الــزمــنــ» و«شــغــل الــقــلــيب الــشــوق عــلــى الــزول الــبــحــنــ» والــامــين عــبــد الــغــفــار «بــريدكم يا الــمــا بــتــلــاقــونــي لــو مــرة جــامــلــونــي» ودي لــمــا مــشــى بــيت عــرس ومــا عــرفــوه اول مــا مــســك الــمــكرفــون طــوالــي قــالــها بــي لــحــنــها.

*هنــا تــوقــفــنــا لــنــســتــمــع لــفــاصــل مــن اغــنــياتــه قــدمــها مــحــمــود عــلــي الــحــاج،وبــعــدها ســألــتــه عــن أغــنــياتــه..فــرد مــحــمــد قــائلــاً:

ـكثــيرة مــنــها «بــقــيت مــا زي زمــان مــا كنــت بــتــزورنــا وتــزورنــا وتــســعــدنــا يا أمــل الــزمــانــ» و«عــمــري مــا جــيتــك اعــاتــبــك جــيت اخــاطــبــك انــت طــيب واصــلــو تــجــريح مــا بــنــاســبــك» و«لــو بــتــعــرف يا الــمــســافــر» كتــبــها لــقــريبــتــه ســافــرت بــره و«ســبــب الــريد عــينــيك وعــينــي» و«ســمــير الــقــلــب الــريدة مــا بــالــغــصــبــ» و«حــاســب ضــمــيرك يوم لــو كنــا غــلــطــانــين نــقــبــل نــشــيل الــلــومــ» ودي كتــبــها لــمــا اخــتــلــف مــع قــريبــو فــي مــيراثــ.

*مــا هي مــنــاســبــة أغــنــية «الــجــمــيل الــســادة»؟

ـيوم جــاي مــن الــشــغــل فــي الــحــارة الــرابــعــة لــمــح حــســنــاء قــال لــيها ســلــام،لــانــو كان مــا لــابــس نــظــيف مــا ردت عــلــيه،قــام كتــب الــاغــنــية دي لــابــوعــركي الــبــخــيت :

«الــجــمــيلــالــســادة وضــاح الــمــحــيا،الــتــفــت يوم شــفــتــه،مــا قــبــلــان تــحــية..مــن دلــالــو ولــا مــالــو» ومــن الــطــرائف أن صــديقــه ابــو قــطــاطــي قــال لــيه «مــالــو؟..انــت مــا عــارف مــالــو؟اتــخــيل الــحــبــيب يلــتــفــت ويلــقــاك فــي وشــو عــاوز يرد لــيك الــتــحــية؟».ويوم شــاف الــراحــل ثــوب واحــدة فــي حــي الــعــمــدة فــكتــب:شــفــت الــتــوب ومــا لــاقــانــي اجــمــل مــنــو..دا حــالــتــو الــتــوب ســيد الــتــوب يكون كيفــنــو» بــرضــو لــابــوعــركي الــبــخــيتــ.

*تــانــي اتــعــامــل مــع مــنــو مــن الــفــنــانــينــ؟

ـثــنــائي الــدبــيبــة «دمــك شــربــات يا رنــا» ورنــا دي طــفــلــة الــفــنــان تــربــاس،وتــيمــان عــطــبــرة «الــمــا بــتــلــاقــينــا» و«عــشــان بــنــريدو» و«تــقــوم بــينــا الــعــربــية تــودينــا لــلــســادة» وعــبــد الــوهاب الــصــادق «صــرف الــنــظــر عــنــي» ولــلــشــيخ شــمــبــات «حــب الــعــنــبــ» وخــلــيل اســمــاعــيل «طــريق الــســعــادة» و«الــحــاج عــبــد الــحــمــيد «شــتــلــوك وين يا عــنــبــ» وابــراهيم حــســين «مــنــك الــلــه لــي» اضــافــة لــفــرقــة اولــاد الــبــيت والــشــوادي والــاصــائلــ.

*تــوقــفــنــا نــســتــمــع لــغــنــاء الــفــنــان خــالــد نــحــلــ..ســألــتــه عــن الــاغــانــي الــخــاصــة بــعــوض جــبــريل فــقــالــ:
ـاغــنــية «الــاكســير» و«الــبــريدو قــابــلــنــي تــانــي هيج عــواطــفــي وحــرك جــنــانــي»

* الــراحــل اتــعــامــل مــع مــنــو مــن الــفــنــانــين الــشــبــابــ؟

ـمــع ولــيد زاكي الــدين وجــمــال فــرفــور «هوي الــمــحــبــوب الــمــنــي شــغــلــنــي» و«الــشــال قــلــبــي وســلــا اخــاصــمــو ولــا لــا» ولــانــو كان صــديقــا لــعــبــد الــعــزيز والــد الــفــنــان مــحــمــود،لــ
ذا اعــطــاه اغــنــية «ســبــب الــريد» و«حــبــك يا جــمــيلــ» والــاغــنــية الــتــي كتــبــها لــوالــدتــنــا رفــيقــه دربــه «لــو تــعــاين لــيها تــمــلــأ ود عــينــك».

*ومــن الــمــطــربــاتــ؟

ـاكتــشــف الــفــنــانــة حــنــان عــبــد الــلــه «بــلــوبــو» واداها زمــان «حــمــادة» و«الــمــدينــة عــربــ» والــآن «لــي ايام مــا بــلــاقــينــي» ولــمــا كانــت مــريضــة مــا عــرف يشــيل لــيها شــنــو..وهو فــي الــطــريق لــي بــيتــها الــف اغــنــية «مــن الــنــاس ومــن عــيونــها وانــت ســلــامــتــك يا حــنــونــة».وغــنــت لــيه قــســمــة ونــبــوية وزبــيدة وســمــية حــســن وعــابــدة ومــاجــدة الــصــافــي «يا قــمــر لــا» وهاجــر كبــاشــي «ســيروه» ونــدى الــقــلــعــة «الــبــريدو الــشــوق كتــير».

*تــوقــفــت مــرة أخــرى اســتــمــع لــكلــمــة الــشــاعــر تــاج الــســر الــحــســن وأحــد اصــدقــاء الــراحــل ومــحــدثــي..ثــم ســألــتــه عــن الــوقــت الــبــألــف فــيه قــصــائده فــرد:

ـمــا عــنــدو زمــن مــعــين،يكتــب وهو مــاشــي او واقــف فــي الــعــربــية او اثــنــاء مــا هو شــغــال.ومــن الــطــرائف الــقــديمــة انــه كان فــي حــفــلــة فــي ام درمــان حــي الــكبــجــاب بــالــفــنــانــة الــرحــمــة مــكي،واثــنــاء الــلــعــب حــصــلــت شــكلــه وضــربــوا الــفــنــانــة بــالــكراســي،تــانــي يوم الــراحــل جــاء ســايق عــجــلــة وجــدها مــتــألــمــة،ســألــها فــحــكت لــيه الــحــصــل فــي ذات الــلــحــظــة كتــب الــأغــنــية الــمــعــروفــة:

«الــصــبــيانــالــجــروا ســابــوا عــروضــهم وهمــلــوا يا يمــة ســاعــة الــضــرب بــتــحــمــلــوا»

* هل كان بــيقــبــل لــمــا يســخــروا مــن شــعــره او مــن شــكلــه؟

ـمــا بــزعــلــ..لــكن يوم الــشــاعــر ود الــبــنــا جــاء ووجــد الــفــنــانــة فــاطــمــة الــحــاج بــتــغــنــي «يســتــحــيل صــدك لــأنــي حــبــيتــك» و«انــا مــا شــفــتــو ورد الــغــرامــ» قــال لــيها خــلــيتــينــي اتــعــامــلــت مــع مــنــو غــيري؟قــالــت لــيه:مــع عــوض جــبــريل.قــال لــيها «شــعــرو شــعــر شــيطــان ووشــو وش شــيطــانــ» قــام زعــل وكتــب قــصــيدة رد فــيها عــلــى الــشــاعــر.
*وزعــل لــمــا الــفــلــاتــية قــالــت انــو «شــين هو والــســر قــدور»؟
ـلــا لــأنــو الــمــقــصــود قــدور..ودي طــرفــة قــديمــة يحــكيها الــشــاعــر الــســر قــدور بــأنــه فــي خــمــســينــيات الــقــرن الــمــاضــي كان يســكن بــحــي الــبــوســتــة بــام درمــان فــكتــب اغــنــية:

«ياحــبــيبــي نــحــن اتــلــاقــينــا مــرة..فــي خــيالــي وفــي شــعــوري ألــف مــرة».واعــطــاها لــلــفــنــانــة خــفــيفــة الــدم الــمــرحــومــة عــائشــة الــفــلــاتــية،الــا انــها اهمــلــتــها وطــالــبــت بــادخــال بــعــض الــتــعــديلــات،فــلــمــا زهج مــنــها اعــطــاها لــجــاره فــي الــحــي الــفــنــان الــمــرحــوم الــعــاقــب مــحــمــد الــحــســن الــذي لــحــنــها وغــنــاها،وتــقــبــلــها الــنــاس ووجــدت رواجــا،فــزعــلــت الــفــلــاتــية جــدا..ولــمــا قــابــلــت الــســر قــدور فــي الــاذاعــة قــالــت لــيه:«داهية تــاخــدك ـ تــخــمــك ـ انــت وعــوض جــبــريلــ»..!!ضــحــك الــســر وقــال لــيها «عــوض جــبــريل مــالــو» قــالــت لــيه:«مــا شــين زيك».
مــلــيان الــرداف والــجــيد نــحــيل مــن فــوقــا
مــعــســول الــلــهات انــا لــي زمــن فــي شــوقــا
مــن بــعــد الــجــمــال شــوف رقــتــا وكيف زوقــا
زي عــاتــي الــخــيول ورونــي كيفــن اســوقــا
فــراس ام صــقــيع زادو الــتــمــن فــي ســوقــا
مــدفــوعــة الــمــهر مــن الــعــيوب مــعــتــوقــا
فــي وصــف الــوصــف جــنــا وطــفــش مــعــشــوقــا
دوبــيت الــبــدو بــييت مــوالــي شــروقــا
فــنــجــان الــعــســل خــلــا الــحــلــوق مــشــروقــا
ﺳﻤﺢ ﺍﻟﺰﻭﻝ ﻭﻛﺖ ﻳﺤﻔﻆ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﺧﻮﺍﻧﻮ
ﺳﻤﺢ ﺍﻟﺰﻭﻝ ﻭﻛﺖ ﻳﻤﺴﻚ ﻋﻠﻴﻬﻮ ﻟﺴﺎﻧﻮ
ﺳﻤﺢ ﺍﻟﻔﻲ ﺍﻟﺴﻤﺢ ﺗﻠﻘﺎﻫﻮ عــالــي ﻣﻜﺎﻧﻮ
ﺳﻤﺢ ﺍﻟﺒﻲ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﻋﺎﻣﺮ ﺩﻭﺍﻡ ﺩﻳﻮﺍﻧﻮ
~~~~~ ~~~~~~~
ﺳﻤﺤﺔ ﺍﻟﺒﺖ ﻭﻛﺖ ﺗﺴﻤﻊ ﻛﻼﻡ ﻭﺍﻟﻴﻬﺎ
ﺳﻤﺤﺔ ﺍﻟﺮﺍﻳﻘﺔ ﺗﻠﻘﺎﻫﻮ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﻛﺎﺳﻴﻬﺎ
ﺳﻤﺤﺔ ﺍﻟﻔﻲ ﺍﻟﺪﻏﺶ ﻗﺎﻣﺖ ﻗﻠﺖ ﺑﻜﺮﻳﻬﺎ
ﺳﻤﺤﺔ ﺍﻟﺒﺖ ﻭﻛﺖ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻴﻬﺎ
~~~~~ ~~~~~~~
ﺳﻤﺢ ﺍﻟﺼﻠﻰ ﺃﻭﻛﺎﺗﻮ ﻭﻋﻘﺐ ﺑﺘﻨﻔﻞ
ﺳﻤﺢ ﺍﻟﺪﺍﺭﻭ ﻓﺎﺗﺤﺔ ﻭﺣﺎﺷﺎ ﻣﺎ ﺑﺘﺘﻘﻔﻞ
ﺳﻤﺢ ﺍﻟﻔﻲ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺻﻌﺪﻭﺳﻔﻞ
ﺳﻤﺢ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻨﻮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺗﺘﺠﻔﻞ
~~~~~ ~~~~~~~ مــنــقــول
مــســيحــية

كلــمــات الــشــاعــر مــحــمــد عــلــي طــه غــنــاء حــســن خــلــيفــة الــعــطــبــراوي

يا ســلــوة الــمــحــزون ...يا قــيثــارة الــقــلــب الــجــريحــ

يا درة فــاقــت عــلــى الــاتــرابــ...بــالــقــد الــمــلــيحــ

يا زهرة أنــفــاســها كالــعــطــر...عــَبــَّقــَ بــالــضــريحــ

أهوى جــمــالــكِ والــشــعــور يزينــه الــقــول الــصــريحــ

قــد هزنــي مــنــك الــجــمــال فــجــئت بــالــشــعــر الــفــصــيحــ

فــتــرفــقــي يا هذه ..فــالــنــاس مــن جــســدٍ وروحــ

وبــحــق بــطــرس يا فــتــاتــي ..مــن شــفــى الــرجــل الــكســيحــ

وبــمــريم الــعــذراء ..والــأحــبــار والــراعــي الــصــلــيحــ

وبــمــاري جــرجــس والــصــلــيب وبــالــكنــيســة والــمــســيحــ

بــالــقــس بــالــمــطــران ..بــالــجــرس الــمــرن عــلــى الــســطــوحــ

بــمــعــاهد الــرهبــان بــالــدير الــمــقــدس ..بــالــمــســوحــ

بــرســائل الــمــيلــاد ..بــالــشــجــر الــمــنــور ..بــالــصــبــوحــ

بــقــداســة الــبــابــا الــمــعــمــد ..بــالــمــســوح وبــالــذبــيحــ

أن تــرحــمــي مــتــعــذبــاً يهواكي فــي حــُبــٍ ..صــحــيحــ

مــتــى يتــم لــقــاءنــا ...فــي شــاطــئ الــنــيل الــفــســيحــ

والــمــوج والــصــفــصــاف والــقــمــر الــمــطــل عــلــى الــســفــوحــ

أنــين ســاقــية تــدور ..وصــوت مــزمــار يصــيحــ

بــدت نــجــوم الــفــجــر بــالــأضــواءفــي الــافــق تــلــوحــ

وتــجــئ شــقــشــقــة الــطــيور كرنــة الــوتــر الــذبــيحــ

هنــاك ينــبــعــث الــســرور عــلــى الــنــفــوس فــتــســتــريح
ســوف ياتــى بــاســم الــثــقــر يلــوح بــالــامــانــى
ضــىء عــينــيه بــريق وغــمــوض ومــعــانــى
يحــمــل الــروح الــيا يزرع الــعــطــف نــديا
يســكب الــاهات همــســا فــى ثــنــايا اذنــيا
وبــها احــيا وانــســى مــا ضــنــانــى
قلمي يسيل ولساني للشعر قوال
كلو منك وليكِ ولغيرك يبقى لي محال
غناي رصين ومرصع بالدرر إجلال
هن ما غنيتك همومي تفوق الوزن جبال

غنيتك را وجيم وألف والهمزة بي معناها
حروفك تحمل جمال وانا بالدوام بقراها
صفاتك بالعيون في صحاي ورقادي براها
قلت سبحان المن الحور الحسان رماها

بعدك عني لحظة بخلي الوجع ينزاد
ببقى مهلوس لاصحيان ولاهو رقاد
وفراقك لي يخلى عضاي قبضة رماد
ويلفحها هواك المن المغيرب شاد

من ما قمنا ساي وفي الدنيا جينا سكنة
ريدي ليك لافتر لا اخد ليهو ساكت صنة
سائل ربي الكريم المن الوالدين احنة
يجمعنا بيك وتبقي لي شريك في الجنة

ودالنجيض
ابراهيم احمد بابكر (العبادى)

ولد ابراهيم احمد بابكر العبادى بمدينة امدرمان في حوالى عام 1894
فى منزل والده فى حى العبابدة (امام مستشفى امدرمان) و هو من
قبيلة العبابدة المشهورة بام درمان و التي نزحت إليها من بربر و مصر.
قضى طفولته الباكرة بها و قرأ بخلوة الطاهر الشبلى ثم دخل المدرسة
الاولية (و كانت تسمى الكتاب) بام درمان بتوجيه من سلاطين باشا
بسبب عدم تشجيع اهله لدخول المدارس آنذاك. ثم دخل مدرسة
امدرمان الوسطى و ما أن تم السنة الثانية حتى اخرجه والده بحجة
أن ما حصل عليه من تعليم كان كافيا و ليعمل معه في زريبة
المواشى بامدرمان.
لم يمانع والده في أن يرسله إلى خلوة الشيخ محمد البدوى فحفظ
قدرا لاباس به من القآن وتلقى مبادى الفقه الاسلامى مما كان له
اثره الواضح في انتاجه الشعرى الباكر. عمل بعد ذلك كاتبا تجاريا
بعد أن تعلم الصنعة من صديق له من الشوام.

كان ابراهيم مفطورا على حب الغناء منذ نشاته ساعده في ذلك انه
ترعرع في وسط شاعرى فقد كانت عمته شاعرة ممتازة لها صولات
وجولات فى نظم الشعر على وزن الدوبيت و كان يسمى آنذاك
"سيمارة" كما كان والده يقرض الشعر .

يقول العبادى؛ انه بدا نظم الشعر و هو لو يتجاوز الحادية عشر
من عمره و يرى ان موهبته تفجرت فى يوم ختانه و ذلك لان
المهنئين كانوا يزجون المختون شعرا فاعتبر نفسه ملزما بان يرد
عليهم شعرا ايضا و بدا سيل التهانى له بقصيدة لعمته فى مدح
اخيها احمد العبادى (والد الشاعر) ثم تقدم حاج ابو عيسى و انشد:

قلبك بولاد من حديد
و فرقك من الفرسان بعيد
شوفة الدغم عندية عيد
العقبى لى عرسك الجديد

فرد الصبى ابراهيم مشيرا الى حفلة زواج فى الحى
لم يتمكن من حضورها بسبب ختانه:
اصبح لى صباح و اصبحت انا مرضان
و ما شفت الدهيم البلعب الهويان
ما جيب لى خباره البى الخمر رويان
و متاسف كتير ما حضر عرس عثمان

بدا نضوج شاعرنا و نظمه للشعر الغنائى في عام 1914 و عرض اول
انتاجه على يوسف حسب الله (سلطان العاشقين) و الذي كان
بمثابة النابغة الذبيانى في سوق عكاظ فاثنى عليه يوسف و كان اول
انتاجه يسير على نهج الدوباى كما كان سائدا في ذلك الوقت و من
ذلك ما خاطب به يوسف حسب الله عند ظهور اللص المشهور
(اللبخ-(1)) او (اللنج-(2)) بامدرمان و ما احدثه من رعب في قلوب
الغانيات:-
يوسف قليبن في الكجر ما اطامن
يشكن من لصياوص الحلة قط (ليل) ما نامن
ساكت من زوالن و العيون أن قامن
زى سرب الظبا الأنضم و قل شامن

و يقول عن تجربته مع شعراء جيله:
كان لهم مجلس اسمه "شعراء الدوبيت" و ما كانو يسمحوا لاحد
بالانضمام الا بعد اختبار فيتشئ احدهم فى موضوع بعينه فيرد عليه
الآخرون ملتزمين بالقافية نفسها و كانوا يقولون على الرد "تغطية"
فيقولون "غط هذا الكلام". وكان قائد الشعراء هو يوسف حسب الله
و يجلس الى يمينه محمد على عثمان بدرى و عمر محمد على
و احمد محمد صالح المطبعجى و جقود ابو عثمان و معهم ايضا
الشاعر عوض السيد بابكر و الشاعر عمر محمد على و غيرهم.
و لما انتهى الدوبيت و حصل الانقلاب لصالح الرقيص (يقصد الشعر
الغنائى) لم تنسجم المسالة الجديدة مع ذوقهم فاستمروا بطريقتهم
القديمة لكن انا و ود الرضى و خليل فرح و العمرابى سلكنا الطريق
الجديد.

و في عام 1917 بعد تجربته الذاتية في الحب دخل مضمار العاطفة
و على نهج الدوباى أيضا:

اقتبس البدر من آمنة نوره و دارتــــه
و الخز و الذهب عار من جسيمها نضارته

و

فرع الياسمين من النسيـــم يتنى
سالكه مضمرة و التنه فوق التنه

و كان يجارى اغانى المطرب ود الفكى من منطقة كبوشية بالسافل
على نسق الرميات باسلوب أكثر حضارة و منها:-

ست البيت الصلاح نور شلاخها لاح

قبل العشرينات بدا يتجه إلى الاغنية المتطورة و كان موحى ذلك
بيوت الاعراس فقد قال في حفل زواج صديقه بشير الشيخ:-

حفلة بشير ما اعجبها
لسرورنا اسفر حاجبها

و في حفل صديق له يدعى خضر :-

جيبوا لى قلبى الـــــــودر
يا اخوانا في حفلة خــــدر

و في حفلة ثالثة لصديق اسمه شبخ ريا:-

شيخ ريا حسبك من فخر ليك البدور طاعت تخــــر
اذكر ليالى العاصمــــــة
المن سوء إلهك عاصمـــة
هي جنة شرطا عاصى ما ** يمسك بنان في معاصمه

و في عام 1928 نزح العبادى إلى الجزبرة فقضى بها ردحا من الزمن
و منها إلى غرب السودان حتى بداية الاربعينات فقفل راجعا إلى
مرتع صباه. و قد تزوج العبادى متاخرا قليلا و له ذرية من البنات
و الاولاد و منزله في المهدية امدرمان.

يعتبر العبادى هو اول من انتقل بالشعر الغنائى من الطنبور إلى اغانى
الرق فاستحدث بذلك حدثا جديدا في تطور الاغنية السودانية و كانت
اول اغنية له في هذا الصدد (يبكى و بنوح و يصيح لى الشوفتن بتريح)
مع الرميات و الدوباى
كما اسلفنا كان العبادى في بداياته يجارى فنان كبوشية ود الفكى
فى رمياته بدوبيت متطور: -

ومن تلك الرميات لود الفكى:

ببكى و بنوح انا دمعى جارى *** محجور من الارايل

فجاراها العبادى:
ببكى و بنوح انا دمعى جارى *** مكتول هالــــكنى جــارى
صدرك رمى البـــــــــــدارى *** و اعلن منشـــــور ادارى
و صرح طالـــــــــب ودارى *** و قال فاك و حية خـدارى
اكتل و في الرشـــــــم ادارى *** و على الشـــــلاخ مدارى
يا الساكن غــــــــــرب دارى *** كاتــــــلنى و مـــاك دارى

و يتضح اضافة الشاعر الجديد للجناس إلى الرميات و أن لم يخلو
من السذاجة خاصة في البيت الثانى

فرد عليه ود الفكى و جاراه:

يا ناوى الرحول لبلودها *** نارها الفى الضمير مـــــوقودة
هب النسيم لى من بلودها *** جاب لى طيب تومتى الفروده
كالشمعدان منصوب عودهــــــا

فقال العبادى

هاك يا سرور وصف البداية *** زى البـــدور اول بــــــــداية
عينيها حور كايدات عـــدايا *** و ستة السطور في الخد نداية
و الرشمة فور جلبت ردايا *** تتجلى نــــور زى الــــــــهداية
فاقت الحضور ثم البــــداية *** زى ناس بـدور جاريات هدايا
عمرى و جميع ملكت يدايا *** بى كل سرور لام خـــــد فداية

و يتضح الفرق بين سطحية الاهزوجة السافلية و بين التطور الذي احدثه
شاعرنا.

و قال ود الفكى أيضا:
القيدة في غالق *** يشقينى الحكمه الخالق

فقال العبادى:
السامية في جيـــــــلها *** كريم لمتين اناجى لــــها
هاك خلى تبـــــــجيلها *** اديبة و راسية في جيلها
سعيد اليوم يناجى لها *** تدير له ظروف فناجـيلها

من اشهر الرميات اغنية العبادى:
التايــــــه دلال ماخــــــابر *** كم قلبا مـــــــعذب و صــــابر
وقفت شئ عجيب في الدار *** و اســــــفرت اللثام عن داره
تتخنتل دلال و قــــــــــداره *** سهم الحاظها ما بتـــــــدارى
انقسمت مشت طــــــــالبانا *** تـــــتمايل و تقـــول البـــــانة
نديان خـــــــدها لطـــــربانة *** زى الزهرة في ابـــــــــــانة
جات تتمايل العرجـــــــــونة *** البى هوى النفوس معـجونة
قول لى اهلنا ما ترجونـــــــا *** ما بضوق السراح مسجونه
آه من طلعتها البـــــــــــــهية *** و اعضاها اللطيفة طــــرية
فاهه من الفظاظــــــــة برية *** يتـــــــــــلالا كأنــــــــه ثريا

ومن اروع ما قاله العبادى انذاك هذه الرمية التي كان يؤديها سرور
و كرومة و الامين برهان:

الجرحة نوسربى غور في الضمير
في قلبى خـــــــــلف الكـــــــــــــى
يا ناس الله لى
كان ما الشئ قسم و انا عقلى مداير
ليش عاشق المدلل بيه شن دايـــــر
يمشى الكى قبل و ينسف الدايــــــر
و الديس الغزير لى قامته يضــــاير
و المحى المتل قمر العشا الدايــــــر
يتب في عجن و يقول لى شن دايــر
رحماك يا العشوق طاش الفكر حاير
يا ناس الله لى

و فى احدى المناسبات بمنزل سر الختم جبريل و كان يزين احدى
جدران ديوان ديوانه بصورة حسناء فاتنة قام بتصويرها المصور
الارمنى المعروف آنذاك (أرام) فطلب من الشعراء الموجودين معه
فى الديوان عثمان بدرى و يوسف حسب الله و العبادى و الخليل
و كان صديقا لهم من كل واحد منهم بيتين فى وصف جمالها و قد رصد
لهم جائزتين للاول و الثانى، الاول ينال كتاب الاغانى للاصفهانى
و الثانى ساعة جيب فاخرة:

قال بدرى:
احسن من ظبى فى حسنها وفى نورها
ابهى من البدر و صفاها كالبنورة
فى جيلنا بتفوق ام سرتى و تنـــورة
نجلاء العيون القتنا فى تنــورة

و قال حسب الله:
سيمات الجمال فى صورتها محصـورة
رقتها فى النظر و اناملها و خصره
ابهى من الحوارى الفى الخيام محصورة
عجبا شوف عشقنا جمالها هذى الصورة

و قال الخليل:
يا ريم الفلا الدنيا مافى مثالك
لى عدم الانيس و الوحشة قلبى رثى لك
حباك الفؤاد لكنـــــه مابش لك
عجبا شوف عشق كل الانــــام تمثالك

و قال العبادى:
شوف ريمه (آرام) كيف جالسه فى التصويره
محيها كالبدر فى نوره و التدويره
انظر لى عيونها و دعجتها و تحويره
من كثر الدلال تنشاف عويــــره عويـــره

وبعد الانتهاء شكل سر الختم لجنة نصوص للحكم تكونت من الاستاذة
بشير الفضل و مصطفى التنى و عثمان ابراهيم فكانت الجائزة الاولى
من نصيب العبادى و الثانية من نصيب استاذه يوسف حسب الله
مع ود الرضى:
يعتبر ود الرضى نفسه تلميذا للعبادى رغم ان العبادى يصغره بعدة اعوام
و عندما جاء ود الرضى الى العاصمة جاء كخامة شعرية و يحمل معه
اصالته و سذاجته و تعلقه بالغناء الشعبى و لم تفارقه سمته القروية
فى البداية وحينما اتصل بالعبادى لانه كان من المعجبين به ابدى
العبادى استعداده لصقل الشاعر القروى.

يقول العبادى عن ود الرضى؛ " كنت احبه و اعيش اشعاره و كثيرا ما
حاولت تشطير اشعاره و يعترف كل منا بتاثيره على الآخر و هو يكبرن
ى بعشر سنوات لكنى دخلت قبله فى شعراء الدوبيت لانهم قبلونى
شاعرا فى 1914 و كان شعره بدويا حين جاء الى العاصمة و إن كانت
معانيه سامية، لكنه اصبح حضريا مثلنا."
و لقد قام العبادى بتشطير قصيدة "متى مزالاى اوفى نذارى"
و غنى الاغنية المشطرة سرور.

مع ابو صلاح:
كانا فى عمر واحد تقريبا و عاشا فى بيئة متقاربة و حظيا تقريبا بنفس
التعليم فلا غرو ان قامت بينهما اقوى المنافسات و المنازعات و كان
ابو صلاح اسبق من العبادى فى نظم الرميات و الدوباى و فى
الاحتكام لشعرائهما و الذين شهدوا له بالسبق فى ذلك و لكن
العبادى برز فى فترة الطنبور.
و كان كل منهما يحاول ان يشل من حركة الآخر و يقلل من شأنه
و ليس ادل من ذلك من تطويق العبادى لسرور كما كان كل منهما
يصف الآخر بالصنعة و التكلف رغم شاعريتهما المطبوعة.

و اشار العبادى انه زار ابو صلاح فى منزله بالخرطوم بحرى برفقة صديقه
المطبعجى و بمبادرة منه فى 1916.
و ذكر ان ابو صلاح انشدهم قصيدة دوبيت انشأها حديثا يصور فيها امراة
شعرها طويل جدا ، و كانت الساعات تعلق آنذاك على الرقاب و تستخدم
فى تعليقها اداة تسمى "كتينة" و هى خيط قيطان اسود .

و مما جاء فى قصيدة ابو صلاح ما معناه "انت شعرك طويل ادينى منه
كتينة" فقال العبادى قلت له " يا صالح يومك العشقتها طوالى عايز تمّعطها".
و العبادى هو الوحيد الذى اخذ بنهج ابو صلاح فى نظم القصائد و اهدائها
الى الطنابرة ليؤدوها من 1927 حتى 1919 و أّلف فى تلك الفترة:-

نورها الضاوى خافى فداها
تايهة المايحة روحى فداها

و منها ايضا اغنية كان يخاطب بها الشيخ على عبد الرحمن السياسى المعروف
يا مفتينا كيف افتينا
قول للتينة جننتينا

غير ان ابو صلاح لم ينضم للسلك الشعرى الغنائى الجديد الذى اسسه
العبادى الا بحلول عام 1924 مبتدئا بقصيدة مطلعها :-
ليلة القدر نصحبها
الف سهلا و مرحبا

و هى مجاراة لقصيدة العبادى التى يقول فيها:-
نظرة يا ظبية السلام
تبقى من هجرك سلام
دمت يا روضة الزهور
تجرى فى خدودك النهور
تبقى زى سالف الدهور
خالية من ربقة المهور
الغرام عامل احتلال
رشفة من نيلك الزلال
يعيش حاجبك الهلال

من طرائف العبادى:
في يوم وقفة عيد من الاعياد، كان العبادي وميرغني الخليفة وآخرون
من مدينة ود مدني فتشوا عن حذاء للعبادي فلم يجدوا.. فقد كانت
قدماه كبيرتين.ميرغني خليفة خريج الخلوة اراد ان يسخر من
العبادي فقال:-
- سوق مدني الكبير ما لقينا فيو نعلات
- ابراهيم.. قال المعلم مات
ما تفكر كتير
ادرع الشبطان من جلداً قديم
أوجز من العجلات (يعني تموت تخلي)
قال العبادي لميرغني الخليفة
- جاك يا ود الخليفة.
يا ميرغني اخوي.. اخير لك تنقرع
وبمشاريعي لا تحاول ترد
بوديك اسوان في طرد
ومعاك طارتك والقرد
حي ألم البعاد

حي ألم البعاد حش كلاي وأجرا
دمعي أنا شوقي طايل لي ظبيات وأجره
ياحليل الغصون المايسات في القلعه
زي الريل حدايق وكالبدور في الطلعه
مع فرط الجمال زايدات حداقة وشلعه
يات من كان تجيك تقدح تزيدك ولعه
بذكر جلستن يوم جمعة بعد النافله
ربات العفاف الطبقة الما سافله
دارسات كل فن إلا الأمور الآفله
والعجب الخلق شبه الأرايل الجافله
يات من كان حافلة أو غير حافله
تتناول فؤادك وتمشي منك غافله
أنظر قامة ممشوقة ومضمرة كافله
نغماتاً تنسيك الفروض والنافله
إقتبس البدر من آمنه نورو و دارتو
الخز والدهب عار من جسيما نضارتو
الدر حين وهب لي فاها شوفو قدارتو
أضحي علي الرؤوس يُحمل ونافذه إدارتو
فرع الياسمين من النسيم يتني
سالكة مضمره والتنه فوق التنه
عبي نهودو كالتله وجا يكتلنا
الشهاده منو النالها متلنا
إن جاتك تقود في عوما زي الوزه
واللفتات غزالاً بي نتايل فزّ
وكتين تبدو جوز عينيها كسرة وغزه
زي الفارس الشال حسامو وهزّ
يا عازه الفراق بي طال
وسال سيل الدمع هطال

طريت برق الفويطر الشال
وساح دمعي البكب وشال
كمل صبري ومنامي انشال
لبس من ناري عمه وشال

أرض آمالي في امحال
ومن الهم بقيت في أوحال
وبعدك عزه ساء الحال
منامي وصبري أضحى محال

حليل الناسا وناسا
طريت أم در حليل ناسا
وكيف أنساها وأتناسا
ومفتون بي ظبي كناسا

ولع جوفي جمري الحي
وما بتطفيه آه وأحي
فيا زينة ربوع الحي
لي دياركم يعود الحي .