انا كتبت لك كي أخبرك أن جمالك يجلب الحزن للمدينة التي تسكنين فيها... لهذا عليك أن تتوقفي عن السير هكذا في الشوارع... إن الشوارع تشكوا منك... هي لا تقول شيئاً طبعاً...لكن البيبان كانت تبدو كطفل مفلس يقف أمام متجر الحلوى..تشعر بالخيبة كلما مررتي من أمامها دون أن تطرقيها.. والشوارع التي لا تمشين فيها... كانت حزينة وتتمنى لو أنها جميعاً تقود إلى منزلك... أو لو أن كل المنازل التي تقود إليها هي منزلك.. ربما كنتِ ستتوقفين لو شعرتي بحزن نوافذ البيوت التي تتمنى لو تطلين منها .. والجدران التي لا تعبرين بجانبها..كيف كانت تنكمش على نفسها مثل شيخ عجوز..تشعر بإنها منبوذة... بإن الوجود خذلها... لو رأيتي قطرات المطر التي لا تلمس وجهك وهي تبكي ... والسحب التي تتمنى لو تطاردكِ مثل مرافق شخصي.. لقد ظلمتي المدن التي لستي فيها لأنك لست فيها..الورود ذبلت وهي تخاف من أن ينتبه أحد لك وانتِ تزهرين.. والربيع في هذه البلاد ذهب دون عودة.. حنق.. حين عرف أنك لست فيها...لا تعودي كي لا تحزن الشوارع وتغلق البيوت أبوابها.. كي لا تذبل الورود ..وتتساقط النوافذ .. لكن أعيدي لنا الربيع .. لماذا أخذتي الربيع .. ماذا ستفعلين به في البلاد التي سافرتي إليها .. يكفيها ربيعٌ واحد .. ماذا ستفعل بربيعين عندما تكونين فيها .. لن تحتاج المدينة التي تسكنيها الورود لأنك ستكونين كل ورودها..لن تحتاج أي شيء وانت أمامها .. هي فقط ستجلس أمامك وفي كفيها الليل مثل صبيٍ صغير ..ينظران مندهشين إلى ملامحك دون ملل ..
"أتصل جندي أرجنتيني بوالدته من مقر كتيبته وكان عائداً للتو من جزر فوكلاند بعد انتهاء الحرب، وطلب منها أن تسمح له بأن يحضر معه إلى المنزل أحد رفاقه الذي تعرض لبتر بعض أعضائه نظراً لأن عائلته تسكن في مكان بعيد وهو بنفس عمره 19 عام إلا أنه قد خسر إحدى ساقيه وأحد ذراعيه وفقد بصره أيضاً وعلى الرغم من سعادة الأم بعد عودة ابنها حياً من الحرب إلا أنها أجابته بفزع قائلة بأنها لن تتحمل رؤية ذلك الشاب ورفضت أن تستقبله في بيتها. صمت ابنها ثم قطع الإتصال واطلق رصاصة على نفسه فقد كان هو ذلك الجندي الأبتر لكنه لم يرد أن تتحمل والدته عنايته طيلة حياته مجاملة له."
- غابرييل غارسيا ماركيز/ الجندي الأبتر
- غابرييل غارسيا ماركيز/ الجندي الأبتر
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الفرق بين السعادة والمتعة
فارغ ! إن كنت تسألني "كيف حالك؟" ف أنا فارغ ! وإن كنت لم تنوِ السؤال، إنما طرحته مجاملة، فَ أنا فارغ أيضًا ! كلا المقامين أمري لا يعني لك شيئًا ، وإن كان يعني لك حقًا، فأنا والله فارغ ! من كل شيء ، منتهٍ من كل شيء، لم أبدأ أي شيء بعد، لا أملك شيئًا أيضًا، وهذه المسافات التي اتّسعت بيني وبين الآخرين الذين كانوا أصدقائي تنخر رأسي وتقضم قلبي وتشنق روحي، وبعد هذا إن كنت شامتًا بي فهنيئًا لك قد نلت مني، وإن كنت مشفقًا علي فقد وصلت في الوقت المناسب لذلك، وإن كنت هنا من أجلي، ف قد أزحت عن مسمعي هذيان نفسي وتفرّغت لصوتك، وإن كنت بائسًا وحزينًا وجئت إليّ نتبادل الأسئلة فـ أهلا بك من قبلي ! .
لا يستحق أي شخص في هذا العالم الكريه محبتنا أكثر من أمهاتنا.
- أنطون تشيخوف
- أنطون تشيخوف
لا أحد بإمكانه فهمك، لأنك لم تعش على الطريقة التي عاشوها هم لذلك حتى مآسيك مختلفة عن مآسيهم، لذلك طريقة فهمك للأمور تبقى إستفهام فوق رؤوسهم، لذلك لن تقطع مسافة كل تلك السنين لترسم الفروقات؛ لأنك تؤمن انه لا أحد انت و لا هم انت، و بما انك تسير بهذه العقلية فمن البديهي انك تؤمن ان الحديث عن احزانك سيبقى لا جدوى منه، ففي نهاية الأمر لا احد بإمكانه ان يصلح شيئًا سواك.
هو يكتب خططه على جدار غرفته .. هو يفكر بجدية كما لو أنه سيغزو العالم .. يمسك كوب الشاي بهدوء محارب ساموراي ويتحرك في الغرفة ذهابًا وأيابًا فيبدو انعكاس ظله في النافذة كما لو أنه سيغتال ملكا من ملوك الفايكنغ . يعود بعدها بنفس الطريقة كما لو أن الخطة فشلت .. أو كأن جنديًا لم يكن في الحسبان ظهر في بوابة الملك .. يقف أمام الجدار ويقتل الجندي في خطته .. يخرج بإصابة في ذراعه اليسرى .. لكنه يقول بأنه سينجو من هذا .. يذهب مرة أخرى ويعود بنفس الطريقة .. الآن أصبح لديه مملكة.. وأعداء كثر .. يتخلص منهم واحدًا تلو الآخر .. بالقلم والممحاة يصاب بطعنات ... لكنه يقول بأنه سينجو لأنه سيجمع جنودًا أوفياء .. سينقذونه حتمًا .. يعود إلى الجدار وفي يده كوب الشاي .. بعد أن نجى بأعجوبة .. يضحك ضحكة المنتصر .. ويرفع كوب الشاي الى الهواء .. يقوم بإعداد الشاي بنفسه وهذا ليس من شيم الملوك .. هو يفكر في الخطة القادمة بينما الشاي يغلي .. يقوم بإعداد الشاي لشخصين .. ويعود للغرفة .. الآن أصبح هناك شخصين في ... وعليه أن ينجو من هذا .. هو يعتقد أ أنه يذهب نحو الجانب الآخر ويحمل كوب الشاي كما لو | أنه وردة ... ثم يعود والكوب ما زال في يده .. لكن شيئا لم يعد معه .. يذهب نحو الجدار ... ويضيف إلى الخطة خطة أخرى لاستعادة ما فقده .. ثم يذهب من جديد .. ويفقد شيئا آخرا .. هو يقول بأنه سيفوز لو أن لديه الوقت الكافي يذهب نحو الجدار .. ويضيف بعض الوقت الى الخطة ثم يعود مجددا للمحاولة.. الوقت الذي في الخطة ... يعود إلى الجدار .. يمحو كامل خططه يضع الكوب على الطاولة .. ويذهب إلى النوم.... خطته سينجو .. ينتهي ويموت هناك
رد.
رد.