119.
قُلْ لـذَا الـوَجْـهِ الطّـرِيــرِ
وَلِــذا الـرِّدْفِ الــوَثِــيرِ
ولمِغْلاقِ هُمومي
ولمفْتاحِ سُرُوري
والّذي يبْخَلُ عنّي
بقـليلٍ مِـنْ كَـثــيــرِ
يا صغيرَ السنّ والموْلدِ
في عقْلِ الكبيرِ
وقَـليلاً في التلاقي
وكثِيراً في الضّمِيرِ
لِمْ تَغَضّبْتَ على عبْــدِكَ
في خَطْبٍ يسيرِ
فَـارْضَ عنّـي بـحَـيَـاتي
يـا حَـيـاتي وأمــيـــري
- أبو نؤاس
قُلْ لـذَا الـوَجْـهِ الطّـرِيــرِ
وَلِــذا الـرِّدْفِ الــوَثِــيرِ
ولمِغْلاقِ هُمومي
ولمفْتاحِ سُرُوري
والّذي يبْخَلُ عنّي
بقـليلٍ مِـنْ كَـثــيــرِ
يا صغيرَ السنّ والموْلدِ
في عقْلِ الكبيرِ
وقَـليلاً في التلاقي
وكثِيراً في الضّمِيرِ
لِمْ تَغَضّبْتَ على عبْــدِكَ
في خَطْبٍ يسيرِ
فَـارْضَ عنّـي بـحَـيَـاتي
يـا حَـيـاتي وأمــيـــري
- أبو نؤاس
120.
لَحظَةُ الصَّمتِ كانتْ كَلاماً.. بيننا
لُغَةً ليسَ يَفهَمُها في الوجودِ سِوانا
إنَّها أبْجَدِيَّةُ مَن يَعشَقونَ
ومَنْ يَنزِفونْ
إنَّهُ النُّطقُ مِنْ حَدَقاتِ العُيونْ
كُلُّنا مُغْرَمونْ
كلُّنا عاشِقونْ
بَصْمَةُ العِشْقِ لا تَتشابَهُ
بينَ الأحبَّةِ
حتى يَكونوا
بِنفسِ البراءَةِ
نَفسِ الطَّهارَةِ
نفسِ الجُنونْ
ليسَ للحبِّ آخِرْ
رِحلَةُ العِشقِ أطوَلُ
مِن سَنَواتِ العُمُرْ
ومِن هَمَساتِ الظُّنونْ
أنتِ كلُّ المَرافئِ لو يَعلَمونْ
أنتِ عَصرُ النُّبوءَةِ
أنتِ الخُصوبَةُ
أنتِ التَّوَحُّدُ
أنتِ الزَّمانُ الحَنونْ
كلُّ أَزْمِنَةِ الحبِّ تَرحلُ
إلا زَمانَكِ
ما زالَ يَنبِضُ
رَغْمَ السُّكونْ
كلُّ شيءٍ جميلٍ تَوارَى
ولَكِنْ ..
عُيونُكِ تَزدادُ حُسْناً
وتَزدادُ عُمْقاً
وأزدادُ عِشقاً لِهَذي الفُتُونْ
لَمْ يَعُدْ لي سِواكِ
امْنَحيني الهُويَّةْ
أدْخِليني لِحضْرَةِ عَينيكِ
كلُّ الصِّعابِ أمامي تَهونْ
ليسَ لي مِن مَكانٍ
ولا من زَمانٍ
وحَيثُ تَكونينَ
قَلبي يَكونْ
أيُّها الجاهِلونَ..
مَعاني المَحَبَّةْ
ليسَ لِيَ أنْ أُبَرِّرَ هذا الشُّعورَ
فلنْ تَفهَموني
ولن تَعذُروني
لحْظَةُ الحبِّ أروَعُ ما في الوجودِ
فهل..
تُنكِرونْ؟
وهل.. تَهْرُبونْ؟
أيُّها الكافرونَ
بِدينِ المَحَبَّةِ
لا تَسألوني
عَنِ الحُبِّ حتَّى
تَذوقوهُ مِثليَ
أو.. تُؤمِنونْ
- عبد العزيز جويدة
لَحظَةُ الصَّمتِ كانتْ كَلاماً.. بيننا
لُغَةً ليسَ يَفهَمُها في الوجودِ سِوانا
إنَّها أبْجَدِيَّةُ مَن يَعشَقونَ
ومَنْ يَنزِفونْ
إنَّهُ النُّطقُ مِنْ حَدَقاتِ العُيونْ
كُلُّنا مُغْرَمونْ
كلُّنا عاشِقونْ
بَصْمَةُ العِشْقِ لا تَتشابَهُ
بينَ الأحبَّةِ
حتى يَكونوا
بِنفسِ البراءَةِ
نَفسِ الطَّهارَةِ
نفسِ الجُنونْ
ليسَ للحبِّ آخِرْ
رِحلَةُ العِشقِ أطوَلُ
مِن سَنَواتِ العُمُرْ
ومِن هَمَساتِ الظُّنونْ
أنتِ كلُّ المَرافئِ لو يَعلَمونْ
أنتِ عَصرُ النُّبوءَةِ
أنتِ الخُصوبَةُ
أنتِ التَّوَحُّدُ
أنتِ الزَّمانُ الحَنونْ
كلُّ أَزْمِنَةِ الحبِّ تَرحلُ
إلا زَمانَكِ
ما زالَ يَنبِضُ
رَغْمَ السُّكونْ
كلُّ شيءٍ جميلٍ تَوارَى
ولَكِنْ ..
عُيونُكِ تَزدادُ حُسْناً
وتَزدادُ عُمْقاً
وأزدادُ عِشقاً لِهَذي الفُتُونْ
لَمْ يَعُدْ لي سِواكِ
امْنَحيني الهُويَّةْ
أدْخِليني لِحضْرَةِ عَينيكِ
كلُّ الصِّعابِ أمامي تَهونْ
ليسَ لي مِن مَكانٍ
ولا من زَمانٍ
وحَيثُ تَكونينَ
قَلبي يَكونْ
أيُّها الجاهِلونَ..
مَعاني المَحَبَّةْ
ليسَ لِيَ أنْ أُبَرِّرَ هذا الشُّعورَ
فلنْ تَفهَموني
ولن تَعذُروني
لحْظَةُ الحبِّ أروَعُ ما في الوجودِ
فهل..
تُنكِرونْ؟
وهل.. تَهْرُبونْ؟
أيُّها الكافرونَ
بِدينِ المَحَبَّةِ
لا تَسألوني
عَنِ الحُبِّ حتَّى
تَذوقوهُ مِثليَ
أو.. تُؤمِنونْ
- عبد العزيز جويدة
121.
لله قدر تولُّعي وتمنُّعي
يا شوقَ يعقوب الذي في أضلعي
يوم إستضافت صُدفةٌ نظراتُنا
كُسرَ الجفاءُ تطلُّعٌ بتطلُّعِ
فبدا بعينينا عتاب أحبةٍ
لطويل هجرانٍ وفرط تَلوُّعِ
نبكي فينسكب التوجع ملء ما
وسِعَ الفؤادُ للوعة المتوجعِ
- منى الشامسي
لله قدر تولُّعي وتمنُّعي
يا شوقَ يعقوب الذي في أضلعي
يوم إستضافت صُدفةٌ نظراتُنا
كُسرَ الجفاءُ تطلُّعٌ بتطلُّعِ
فبدا بعينينا عتاب أحبةٍ
لطويل هجرانٍ وفرط تَلوُّعِ
نبكي فينسكب التوجع ملء ما
وسِعَ الفؤادُ للوعة المتوجعِ
- منى الشامسي
122.
لا القوم راحوا بأخبارٍ ولا جاؤوا
ولا لقلبِكَ عن ليلاكَ أنباءُ
جفا الربيع ليالينَا وغادرها
وأقفرَ الروضُ لا ظلٌّ ولا ماءُ
يا شافيَ الداءِ قد أودى بيَ الداءُ
أما لهذا الظما القتَّالِ إرواءُ
ولا لطائرِ قلبٍ أن يقَرَّ ولا
لموكبٍ فَزِعٍ في الشطِّ إرساءُ
عندي سماءُ شتاءٍ غيرُ ممطرةٍ
سوداءُ في جنَبَاتِ النفسِ جرداء
هوجاءُ آونةً خرساءُ آونةً
وليس تخدعُ ظنّي وَهيَ خرساء
فكم سجا الليلُ إِلا هامسٌ قَلِقٌ
كأنه نَفَسٌ في الليلِ مَشَّاءُ
أأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يُخَيَّلُ لي
فلي إِليك بأُذنِ الوهمِ إصغاءُ
لبيكِ لو عندَ روحي ما تطيرُ به
وكيفَ ينهضُ بالمجروحِ إعياءُ
لِمَن قيامي وبعثي هذه صورٌ
لا تصطبي وتماثيلُ وأزياءُ
ومعرضُ أجوف المعنى وأسماءٌ
مذ آذنتنا بهذا البينِ أسماءُ
يا ليلُ كلُّ نهارٍ ميِّتٌ فإذا
ناديت قامَ كما للبعثِ إِحياءُ
وليس يبلى نهارٌ في هواكِ مضى
هيهاتَ ينسيه إصباحٌ وإمساءُ
طابَ اللقاء به لأثنينِ فانفرَدَا
فتىً به سقمٌ بادٍ وحسناءُ
جمالُهَا توبةُ الدنيا وعزتُهَا
كفارةٌ عن ذنوبِ الدهرِ بيضاءُ
وشعرُهَا الفحمُ انسابت جَدَاوِلُه
تكادُ تسطعُ حُسناً وَهي سوداءُ
نامت به خصلٌ واسترسلت خُصَلٌ
لهَا وللعاجِ خلفَ الليلِ إغراءُ
توهجت شمسُ ذاك اليومِ واضطرمت
كأنها شُعَلٌ في الأفقِ حمراءُ
تَفَرّقَ الناسُ حول الشطٍِّ واجتمعوا
لهم به صخبٌ عالٍ وضوضاءُ
وآخرونَ كسالى في أماكنهم
كأنهم في رمالِ الشطِّ أنضاءُ
تحللوا من قيودِ العيشِ وانطلقوا
لا هُم أُسَارى ولا فيهم أرِقَّاءُ
تَنَزَّلَ الدهرُ يوماً عن مشيئته
وحكمِه فَلَهُم في الدهرِ ما شاءوا
هُمُ الورى قبلَ إِفسادِ الزمانِ لهم
وقبلَ أن تتحدَّى الحبَّ بغضاءُ
لَم يُخلقوا وبهم من نفسهم عِلَلٌ
لكن حضارةُ هذا العالمِ الداءُ
ضاقت نفوسٌ بأحقادٍ ولو سلمت
فإنها كسماءِ البحرِ روحاءُ
ما لي بهم أنتِ لي الدنيا بأجمعهَا
وما وعت ولقلبي منكِ إِغناءُ
لو كان لي أبدٌ ما زادَ عن سنَةٍ
ومدةُ الحلمِ بالجفنينِ إغفاءُ
أرنو إليكِ وبي خوفُ يساورني
وأَنثَني ولطرفي عنكِ إِغضاءُ
إذا نطقتُ فما بالقولِ منتفعُ
وإن سكتُّ فإنَّ الصمتَ إِفشاءُ
أحَبَّكِ القلبُ حباً ما هتكتُ له
سرّاً ولا مستطاعٌ فيه إِخفاءُ
وأيما خطرةٌ فالريحُ ناقلةٌ
والشطُّ حاكٍ لها والأفقُ أصداءُ
يا ليلُ من عَلَّمَ الأطيارَ قصتَنَا
وكيفَ تدري الصَّبَا أَنَّا أَحباءُ
لمَّا أفقنَا رأينَا الشمسَ مائلةً
إِلى الوداعِ وما للبينِ إِرجاءُ
شابت ذوائبُ وانحلَّت غدائرُهَا
شهباءُ في ساعةِ التوديعِ صفراءُ
مَشَى لها شفقٌ دامٍ فخضَّبَها
كأنه في ذيولِ الشعرِ حِنَّاءُ
يا من تَنَفَّسَ حَرَّ الوجدِ في عُنُقي
كما تَنَفَّسُ في الأقداحِ صهباءُ
ومَن تنفستُ حرَّ الوجدِ في فمه
فما ارتويتُ وهذا الريُّ إِظماءُ
ما أنتَ عن خاطري بالبعد مبتعدٌ
ولن توارِيكَ عن عينيَّ ظلماءُ
- إبراهيم ناجي
لا القوم راحوا بأخبارٍ ولا جاؤوا
ولا لقلبِكَ عن ليلاكَ أنباءُ
جفا الربيع ليالينَا وغادرها
وأقفرَ الروضُ لا ظلٌّ ولا ماءُ
يا شافيَ الداءِ قد أودى بيَ الداءُ
أما لهذا الظما القتَّالِ إرواءُ
ولا لطائرِ قلبٍ أن يقَرَّ ولا
لموكبٍ فَزِعٍ في الشطِّ إرساءُ
عندي سماءُ شتاءٍ غيرُ ممطرةٍ
سوداءُ في جنَبَاتِ النفسِ جرداء
هوجاءُ آونةً خرساءُ آونةً
وليس تخدعُ ظنّي وَهيَ خرساء
فكم سجا الليلُ إِلا هامسٌ قَلِقٌ
كأنه نَفَسٌ في الليلِ مَشَّاءُ
أأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يُخَيَّلُ لي
فلي إِليك بأُذنِ الوهمِ إصغاءُ
لبيكِ لو عندَ روحي ما تطيرُ به
وكيفَ ينهضُ بالمجروحِ إعياءُ
لِمَن قيامي وبعثي هذه صورٌ
لا تصطبي وتماثيلُ وأزياءُ
ومعرضُ أجوف المعنى وأسماءٌ
مذ آذنتنا بهذا البينِ أسماءُ
يا ليلُ كلُّ نهارٍ ميِّتٌ فإذا
ناديت قامَ كما للبعثِ إِحياءُ
وليس يبلى نهارٌ في هواكِ مضى
هيهاتَ ينسيه إصباحٌ وإمساءُ
طابَ اللقاء به لأثنينِ فانفرَدَا
فتىً به سقمٌ بادٍ وحسناءُ
جمالُهَا توبةُ الدنيا وعزتُهَا
كفارةٌ عن ذنوبِ الدهرِ بيضاءُ
وشعرُهَا الفحمُ انسابت جَدَاوِلُه
تكادُ تسطعُ حُسناً وَهي سوداءُ
نامت به خصلٌ واسترسلت خُصَلٌ
لهَا وللعاجِ خلفَ الليلِ إغراءُ
توهجت شمسُ ذاك اليومِ واضطرمت
كأنها شُعَلٌ في الأفقِ حمراءُ
تَفَرّقَ الناسُ حول الشطٍِّ واجتمعوا
لهم به صخبٌ عالٍ وضوضاءُ
وآخرونَ كسالى في أماكنهم
كأنهم في رمالِ الشطِّ أنضاءُ
تحللوا من قيودِ العيشِ وانطلقوا
لا هُم أُسَارى ولا فيهم أرِقَّاءُ
تَنَزَّلَ الدهرُ يوماً عن مشيئته
وحكمِه فَلَهُم في الدهرِ ما شاءوا
هُمُ الورى قبلَ إِفسادِ الزمانِ لهم
وقبلَ أن تتحدَّى الحبَّ بغضاءُ
لَم يُخلقوا وبهم من نفسهم عِلَلٌ
لكن حضارةُ هذا العالمِ الداءُ
ضاقت نفوسٌ بأحقادٍ ولو سلمت
فإنها كسماءِ البحرِ روحاءُ
ما لي بهم أنتِ لي الدنيا بأجمعهَا
وما وعت ولقلبي منكِ إِغناءُ
لو كان لي أبدٌ ما زادَ عن سنَةٍ
ومدةُ الحلمِ بالجفنينِ إغفاءُ
أرنو إليكِ وبي خوفُ يساورني
وأَنثَني ولطرفي عنكِ إِغضاءُ
إذا نطقتُ فما بالقولِ منتفعُ
وإن سكتُّ فإنَّ الصمتَ إِفشاءُ
أحَبَّكِ القلبُ حباً ما هتكتُ له
سرّاً ولا مستطاعٌ فيه إِخفاءُ
وأيما خطرةٌ فالريحُ ناقلةٌ
والشطُّ حاكٍ لها والأفقُ أصداءُ
يا ليلُ من عَلَّمَ الأطيارَ قصتَنَا
وكيفَ تدري الصَّبَا أَنَّا أَحباءُ
لمَّا أفقنَا رأينَا الشمسَ مائلةً
إِلى الوداعِ وما للبينِ إِرجاءُ
شابت ذوائبُ وانحلَّت غدائرُهَا
شهباءُ في ساعةِ التوديعِ صفراءُ
مَشَى لها شفقٌ دامٍ فخضَّبَها
كأنه في ذيولِ الشعرِ حِنَّاءُ
يا من تَنَفَّسَ حَرَّ الوجدِ في عُنُقي
كما تَنَفَّسُ في الأقداحِ صهباءُ
ومَن تنفستُ حرَّ الوجدِ في فمه
فما ارتويتُ وهذا الريُّ إِظماءُ
ما أنتَ عن خاطري بالبعد مبتعدٌ
ولن توارِيكَ عن عينيَّ ظلماءُ
- إبراهيم ناجي
123.
إن تجد يا قلبُ قلباً قد لَهَا
عن حبيبٍ مات فيه وَلَها
رُبَّ شمسٍ منحتنَا ظلَّهَا
وتخلَّت غفرَ الله لَهَا
ذنبُ من يهواكَ أو ذنبُ السنين
ذلكَ الهجرُ ولا لومَ عليك
أذنَبَت ساعة نجوى وحنين
وسدت راحتَهُ في راحتيك
آهِ لو تعرفُ يوماً ألمي
مستطاراً تأكلُ النارُ ضلوعي
أو شريداً يلفحُ القَفرُ دمي
أو طريداً تشربُ الريحُ دموعي
يا حبيبي غامَتِ اليومَ السماء
وعلى الأُفقِ جهامٌ من بعيد
كلّما أطمعُ في يومِ صفاء
عَصَفَ العاصفُ عندي من جديد
- إبراهيم ناجي
إن تجد يا قلبُ قلباً قد لَهَا
عن حبيبٍ مات فيه وَلَها
رُبَّ شمسٍ منحتنَا ظلَّهَا
وتخلَّت غفرَ الله لَهَا
ذنبُ من يهواكَ أو ذنبُ السنين
ذلكَ الهجرُ ولا لومَ عليك
أذنَبَت ساعة نجوى وحنين
وسدت راحتَهُ في راحتيك
آهِ لو تعرفُ يوماً ألمي
مستطاراً تأكلُ النارُ ضلوعي
أو شريداً يلفحُ القَفرُ دمي
أو طريداً تشربُ الريحُ دموعي
يا حبيبي غامَتِ اليومَ السماء
وعلى الأُفقِ جهامٌ من بعيد
كلّما أطمعُ في يومِ صفاء
عَصَفَ العاصفُ عندي من جديد
- إبراهيم ناجي
124.
أينسى القلب أياماً لها في عُمقهِ مجرى؟
وهل يقوى؟
سنينٌ كان يقضيها..
بكلِ الحُب يرويها، فهل تُنْسَى؟
خليلُ القلب مُتعِبَهُ، خليلُ القلب مُشقيهِ
وما أدمى!
جروحٌ كان يخفيها -ويا الله- ما فيها..
فقد أضنى!
عتبت عليه في خبره، عتبت عليه في صدّه،
فهل من عودةٍ تُرجى؟!
أينسى القلب أياماً لها في عُمقهِ مجرى؟
وهل يقوى؟
سنينٌ كان يقضيها..
بكلِ الحُب يرويها، فهل تُنْسَى؟
خليلُ القلب مُتعِبَهُ، خليلُ القلب مُشقيهِ
وما أدمى!
جروحٌ كان يخفيها -ويا الله- ما فيها..
فقد أضنى!
عتبت عليه في خبره، عتبت عليه في صدّه،
فهل من عودةٍ تُرجى؟!
125.
جاءت تبوحُ.. فتنهدت،
ما بال قُدرتها اختفت؟
كادت بأن تودي على ثقلِ الفؤادِ ببوحها،
ماذا جرى فتوقّفت؟
ملّت تبوحُ.. تأدبت
أبتّ الكلام وأمسكت
ما فادها بوح الجروحِ لغيرها
أيفيدها لو عاتبت؟
حياً وإن نادت عليهِ لأسمعت
نادت ولكن.. لا حياة لمن دعت
لا حق عندك أن تجيء تلومها
إن أبلمت وتوقفت وتنهدت!
خافت ببحةِ صوتها..
تؤذي مسامع من هوَت
سكتت لهيبةِ حُسنهِ..
حتى الدموع إذا رأته تراجعت
جاءت تبوحُ.. فتنهدت،
ما بال قُدرتها اختفت؟
كادت بأن تودي على ثقلِ الفؤادِ ببوحها،
ماذا جرى فتوقّفت؟
ملّت تبوحُ.. تأدبت
أبتّ الكلام وأمسكت
ما فادها بوح الجروحِ لغيرها
أيفيدها لو عاتبت؟
حياً وإن نادت عليهِ لأسمعت
نادت ولكن.. لا حياة لمن دعت
لا حق عندك أن تجيء تلومها
إن أبلمت وتوقفت وتنهدت!
خافت ببحةِ صوتها..
تؤذي مسامع من هوَت
سكتت لهيبةِ حُسنهِ..
حتى الدموع إذا رأته تراجعت
126.
هون عليّ فلستُ أقوى أدمُعك
إني عجزتُ عن الضنى أن أرفعك
يا عاجزاً يرجو معونةَ عاجزٍ
أقصى عطاء القلب أن أبقى معك
- أحمد مطر
هون عليّ فلستُ أقوى أدمُعك
إني عجزتُ عن الضنى أن أرفعك
يا عاجزاً يرجو معونةَ عاجزٍ
أقصى عطاء القلب أن أبقى معك
- أحمد مطر
127.
كُل إبن آدمَ خطَّاءٌ فلا تَقفي..
أمام عيني وتُحصي فيكِ أخطائي
يكادُ حُسنُكِ أنْ يُغوي ملائكةً
فما تظنين بابن الطين والماءِ؟!
- فالح بن طفلة
كُل إبن آدمَ خطَّاءٌ فلا تَقفي..
أمام عيني وتُحصي فيكِ أخطائي
يكادُ حُسنُكِ أنْ يُغوي ملائكةً
فما تظنين بابن الطين والماءِ؟!
- فالح بن طفلة
128.
دَينٌ . . . وهذا اليومُ يومُ وفاءِ
كم منَّةٍ للميْتِ في الاحياءِ!
إن لَم يكن يُجزَى الجزاءَ جميعَه
فلعلَّ في التذكار بعضَ جزاءِ
يا ساكنَ الصحراء منفرداً بها
مستوحشاً في غربةٍ وتنائي
هل كنتَ قبلاً تستشفّ سكونَها
وترى مقامَك في العراء النائي
فأتيتَ - والدنيا سرابٌ كلها
تروي حديثَ الحبِّ في الصحراءِ
ووصفتَ قيساً في شديدِ بلائه
ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ
ظمآن حين الماء ليلى وحدُها
عزَّت عليه ولَم تُتح لظماءِ!
هيمان يضرب في الهواجر حالماً
بظلال تلك الجنة الفيحاءِ
فاذا غفا فلطيفها، وإذا هفا
فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ
يا للقلوب لقصةٍ بقيت على
قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ
هي قصةُ الطيف الحزين
وصورةُالقلب الطعين، مجللاً بدماءِ
هي قصةُ الدنيا، وكم من آدم منا
له دمعٌ على حوّاءِ
كل به قيسٌ إذا جنَّ الدجى
نزع الإباءَ وباح بالبرحاءِ
فاذا تداركه النهارُ طوى المدامعَ
في الفؤاد وظُنَّ في السعداء
لا تعلم الدنيا بما في قلبه
من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاء
كلٌّ له "ليلى" ومن لَم يَلقها
فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ
كلٌّ له "ليلى" يرى في حبها
سرّ الدُّنى وحقيقة الأشياءِ
ويرى الأماني في سعير غرامها
ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ
الكونُ في إحسانها والعمرُ عند حنانها،
والخلدُ يومُ لقاءِ
يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ
لم تُروَ إلاَّ روِّحَتْ ببكاءِ
خلُدت على الدنيا وزادت روعةً
ممّا كساها سيدُ الشعراءِ
خلدتْ على الدنيا وزادت روعةً
من جودة التمثيل والإلقاءِ
من فنّ (زينبها) ومن (علاّمها)
زين الشباب وقدوةِ النبغاء
- إبراهيم ناجي
دَينٌ . . . وهذا اليومُ يومُ وفاءِ
كم منَّةٍ للميْتِ في الاحياءِ!
إن لَم يكن يُجزَى الجزاءَ جميعَه
فلعلَّ في التذكار بعضَ جزاءِ
يا ساكنَ الصحراء منفرداً بها
مستوحشاً في غربةٍ وتنائي
هل كنتَ قبلاً تستشفّ سكونَها
وترى مقامَك في العراء النائي
فأتيتَ - والدنيا سرابٌ كلها
تروي حديثَ الحبِّ في الصحراءِ
ووصفتَ قيساً في شديدِ بلائه
ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ
ظمآن حين الماء ليلى وحدُها
عزَّت عليه ولَم تُتح لظماءِ!
هيمان يضرب في الهواجر حالماً
بظلال تلك الجنة الفيحاءِ
فاذا غفا فلطيفها، وإذا هفا
فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ
يا للقلوب لقصةٍ بقيت على
قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ
هي قصةُ الطيف الحزين
وصورةُالقلب الطعين، مجللاً بدماءِ
هي قصةُ الدنيا، وكم من آدم منا
له دمعٌ على حوّاءِ
كل به قيسٌ إذا جنَّ الدجى
نزع الإباءَ وباح بالبرحاءِ
فاذا تداركه النهارُ طوى المدامعَ
في الفؤاد وظُنَّ في السعداء
لا تعلم الدنيا بما في قلبه
من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاء
كلٌّ له "ليلى" ومن لَم يَلقها
فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ
كلٌّ له "ليلى" يرى في حبها
سرّ الدُّنى وحقيقة الأشياءِ
ويرى الأماني في سعير غرامها
ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ
الكونُ في إحسانها والعمرُ عند حنانها،
والخلدُ يومُ لقاءِ
يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ
لم تُروَ إلاَّ روِّحَتْ ببكاءِ
خلُدت على الدنيا وزادت روعةً
ممّا كساها سيدُ الشعراءِ
خلدتْ على الدنيا وزادت روعةً
من جودة التمثيل والإلقاءِ
من فنّ (زينبها) ومن (علاّمها)
زين الشباب وقدوةِ النبغاء
- إبراهيم ناجي
129.
سئمتُ إنتظاري مَن لو دَنا
سيروي ظما قلبيَّ اليابسْ
أأهمسُ يا نارُ كوني لنا
لنَدخُل في بردكِ القارسْ
ويا جذوةَ الشوقِ ماذا هُنا
سوى السورِ والبابِ والحارس
غريبان نأوي الى عشقنا
كبائسةٍ في هوى بائس
بعينيكِ أسكُبُ ليلَ المنى
وأغفو على جَفنكِ الناعس
فليس لدينا سِوى حُلمِنا
بدونِ حِصانٍ ولا فارسْ!
- عبد اللطيف بن يوسف
سئمتُ إنتظاري مَن لو دَنا
سيروي ظما قلبيَّ اليابسْ
أأهمسُ يا نارُ كوني لنا
لنَدخُل في بردكِ القارسْ
ويا جذوةَ الشوقِ ماذا هُنا
سوى السورِ والبابِ والحارس
غريبان نأوي الى عشقنا
كبائسةٍ في هوى بائس
بعينيكِ أسكُبُ ليلَ المنى
وأغفو على جَفنكِ الناعس
فليس لدينا سِوى حُلمِنا
بدونِ حِصانٍ ولا فارسْ!
- عبد اللطيف بن يوسف
130.
النُّورُ أنتِ، وغيرُكِ الظَّلْماءُ
فتبسَّمي كي تُشرِقَ الأضواءُ
جَفَّتْ ينابيعُ الوصال، فأمْطري،
واسقي الهوىٰ، أنتِ: السَّما، والماءُ
يا آيةً في الحُسْنِ ليس كمثلِها..
-خُلُقًا وخَلْقًا في النِّسا- حَسناءُ
البدرُ أنتِ، ومَن سِواكِ كواكبٌ،
والغَيثُ أنتِ، ومَن سِواكِ غُثاءُ
النُّورُ أنتِ، وغيرُكِ الظَّلْماءُ
فتبسَّمي كي تُشرِقَ الأضواءُ
جَفَّتْ ينابيعُ الوصال، فأمْطري،
واسقي الهوىٰ، أنتِ: السَّما، والماءُ
يا آيةً في الحُسْنِ ليس كمثلِها..
-خُلُقًا وخَلْقًا في النِّسا- حَسناءُ
البدرُ أنتِ، ومَن سِواكِ كواكبٌ،
والغَيثُ أنتِ، ومَن سِواكِ غُثاءُ
131.
أحس حيال عينيكِ
بشيءٍ داخلي يبكي
أُحسُ خطيئة الماضي تعّرت بين كفيكِ
وعُنقوداً من التفاح في عينين خضراويين
أأنسى رحلة الآثام في عينين فردوسين؟
وحتى أين؟
تُعذبُني خطيئاتي .. بعيداً عن مواعيدك
وتُحرقني إشتهاءاتي قريباً من عناقيدك!
وفى صدري
صبيٌ أحمرُ الأظفار والماضي
يُخطط في تُرابِ الروح
في أنقاض أنقاضي
وأنظر نحو عينيك
فتُرعِشُني طهارة حُبْ
وتُغرقني إختلاجة هُدبْ
وألمحُ – من خلال الموج – وجه الربْ
يُؤنبُني
على نيران أنفاسي يُقلبني
وأُطرقُ…
والصراعُ المرُّ في جوفي يُعذبني!!
أُحَدقُ في خُطوطِ الصيفِ في شفتيكِ
يعوي داخلي الحرمان
لهيبٌ آدميُ الشوق، مصباحان يرتعشان
وأهربُ نحو عنيكِ
يُطالعني الندى والله والغفران!
وأسقطُ بين نهديكِ
لتحترقَ الرؤى
وأغرقُ فيهما بالنار والشك
فتشوى رغبتي شياً
وأُغمض عنك عينيا
وأُسند رأسي الملفوح فى صدرك
فقد تترمدّ الأفكار فى جمرك
وأُحرقُ جنة المأوى
فيا ذات العيون الخُضرّ
دعي عينيك مغمضتين فوق السرّ
لأُصبحَ حُرّ!!!
- أمل دنقل
أحس حيال عينيكِ
بشيءٍ داخلي يبكي
أُحسُ خطيئة الماضي تعّرت بين كفيكِ
وعُنقوداً من التفاح في عينين خضراويين
أأنسى رحلة الآثام في عينين فردوسين؟
وحتى أين؟
تُعذبُني خطيئاتي .. بعيداً عن مواعيدك
وتُحرقني إشتهاءاتي قريباً من عناقيدك!
وفى صدري
صبيٌ أحمرُ الأظفار والماضي
يُخطط في تُرابِ الروح
في أنقاض أنقاضي
وأنظر نحو عينيك
فتُرعِشُني طهارة حُبْ
وتُغرقني إختلاجة هُدبْ
وألمحُ – من خلال الموج – وجه الربْ
يُؤنبُني
على نيران أنفاسي يُقلبني
وأُطرقُ…
والصراعُ المرُّ في جوفي يُعذبني!!
أُحَدقُ في خُطوطِ الصيفِ في شفتيكِ
يعوي داخلي الحرمان
لهيبٌ آدميُ الشوق، مصباحان يرتعشان
وأهربُ نحو عنيكِ
يُطالعني الندى والله والغفران!
وأسقطُ بين نهديكِ
لتحترقَ الرؤى
وأغرقُ فيهما بالنار والشك
فتشوى رغبتي شياً
وأُغمض عنك عينيا
وأُسند رأسي الملفوح فى صدرك
فقد تترمدّ الأفكار فى جمرك
وأُحرقُ جنة المأوى
فيا ذات العيون الخُضرّ
دعي عينيك مغمضتين فوق السرّ
لأُصبحَ حُرّ!!!
- أمل دنقل
132.
جهراً أحبُّكِ أنتِ السينُ و الراءُ
أطوِي لكِ الأرضَ لا خبزٌ ولا ماءُ
أنا شريدكُ، لا بيتٌ يُظللُني
في غربةِ الأرضِ بيتي الحاءُ والباءُ
ولستِ "حواءَ" في أشواقِ "آدمِها"
إذا تنفَّستِ كلُّ الكونِ حواءُ
وهَّاجةُ الضوءِ لو في أبيضٍ طَلعتْ
تقولُ للشمسِ ظُهراً أنتِ سمراءُ
في ليلِها الصبحُ لو في أسودٍ سطعتْ
تقولُ للبدرِ ما في الليلِ ظلماءُ
يُقالُ عيناكِ قد أَغرتْ ملائكةً
يُقال فرتْ مِن الفردوسِ حوراءُ
نظَّارةُ الشمسِ ويلي من غوايتِها
شمسانِ بينهما ليلٌ وإغواءُ
هُزي ذُهولي لا غافٍ ولا يقظٌ
والناسُ حولي لا راحوا ولا جاءوا
ولفتةُ القلبِ مسحوراً ومرتبِكاً
تقولُ أجملَ شِعرٍ وهي بكماءُ
يا بنتَ حواء لم أكذبْ على امرأةٍ
إنَّا مِنَ الماءِ إظماءٌ وإرواءُ
أسطورةُ العاشقِ العُذريَّ كاذبةٌ
عذريةُ الحبِّ أنَّ الرُّوحَ عذراءُ
وكلما لثمتْ أحلامَها ثَملتْ
كأنها رشفة أولَى وصهباءُ
أُحصِي لكِ العُمرَ بالأحلامِ ناقصةً
لو كنتُ أشْهدُ أنَّ العُمرَ إحصاءُ
سهواً كبُرنا ولم نكبرْ، ونحنُ معاً
لو في الثمانينُ، مجنونٌ وحمقاءُ
- أحمد بخيت
جهراً أحبُّكِ أنتِ السينُ و الراءُ
أطوِي لكِ الأرضَ لا خبزٌ ولا ماءُ
أنا شريدكُ، لا بيتٌ يُظللُني
في غربةِ الأرضِ بيتي الحاءُ والباءُ
ولستِ "حواءَ" في أشواقِ "آدمِها"
إذا تنفَّستِ كلُّ الكونِ حواءُ
وهَّاجةُ الضوءِ لو في أبيضٍ طَلعتْ
تقولُ للشمسِ ظُهراً أنتِ سمراءُ
في ليلِها الصبحُ لو في أسودٍ سطعتْ
تقولُ للبدرِ ما في الليلِ ظلماءُ
يُقالُ عيناكِ قد أَغرتْ ملائكةً
يُقال فرتْ مِن الفردوسِ حوراءُ
نظَّارةُ الشمسِ ويلي من غوايتِها
شمسانِ بينهما ليلٌ وإغواءُ
هُزي ذُهولي لا غافٍ ولا يقظٌ
والناسُ حولي لا راحوا ولا جاءوا
ولفتةُ القلبِ مسحوراً ومرتبِكاً
تقولُ أجملَ شِعرٍ وهي بكماءُ
يا بنتَ حواء لم أكذبْ على امرأةٍ
إنَّا مِنَ الماءِ إظماءٌ وإرواءُ
أسطورةُ العاشقِ العُذريَّ كاذبةٌ
عذريةُ الحبِّ أنَّ الرُّوحَ عذراءُ
وكلما لثمتْ أحلامَها ثَملتْ
كأنها رشفة أولَى وصهباءُ
أُحصِي لكِ العُمرَ بالأحلامِ ناقصةً
لو كنتُ أشْهدُ أنَّ العُمرَ إحصاءُ
سهواً كبُرنا ولم نكبرْ، ونحنُ معاً
لو في الثمانينُ، مجنونٌ وحمقاءُ
- أحمد بخيت
133.
ماذا أقولُ وهل هناك قصيدةٌ
تكفي لأكشفَ ما وراءَ ضلوعي
كل اللغاتِ درستُها لكنما
ما من بيانٍ بالغٍ كدموعي
ماذا أقولُ وهل هناك قصيدةٌ
تكفي لأكشفَ ما وراءَ ضلوعي
كل اللغاتِ درستُها لكنما
ما من بيانٍ بالغٍ كدموعي
134.
ﺃُﺧﻔﻲ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﻣﺪﺍﻣﻌﻲ ﺗُﺒﺪﻳﻪ
ﻭﺃُﻣﻴﺘﻪُ ﻭﺻﺒﺎﺑﺘﻲ ﺗُﺤﻴﻴﻪ
ﻭﻣُﻌﺬﺑﻲ ﺣُﻠﻮُ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞِ ﺃﻫﻴﻒُ
ﻗﺪ ﺟُﻤﻌﺖ ﻛُﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﻦ ﻓﻴﻪ
ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺑﺎﻟﺤُﺴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﻮﺳﻒٍ
ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤُﺰﻥ ﻣﺜﻞ ﺃﺑﻴﻪ
ﻳﺎ ﻣُﺤﺮﻗﺎً ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺟﻪ ﻣُﺤﺒﻪِ
ﻣﻬﻼً ﻓﺈﻥ ﻣﺪﺍﻣﻌﻲ ﺗُﻄﻔﻴﻪ
ﺃﺣﺮﻕ ﺑﻬﺎ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﻛﻞ ﺟﻮﺍﺭﺣﻲ
ﻭﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺈﻧﻚ ﻓﻴﻪ
ﺇﻥ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﻌُﺸﺎﻕ ﻓﻴﻚ ﺻﺒﺎﺑﺘﻲ
ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺃﺧﻴﻪ
- ابن الفارض
ﺃُﺧﻔﻲ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﻣﺪﺍﻣﻌﻲ ﺗُﺒﺪﻳﻪ
ﻭﺃُﻣﻴﺘﻪُ ﻭﺻﺒﺎﺑﺘﻲ ﺗُﺤﻴﻴﻪ
ﻭﻣُﻌﺬﺑﻲ ﺣُﻠﻮُ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞِ ﺃﻫﻴﻒُ
ﻗﺪ ﺟُﻤﻌﺖ ﻛُﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﻦ ﻓﻴﻪ
ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺑﺎﻟﺤُﺴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﻮﺳﻒٍ
ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤُﺰﻥ ﻣﺜﻞ ﺃﺑﻴﻪ
ﻳﺎ ﻣُﺤﺮﻗﺎً ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺟﻪ ﻣُﺤﺒﻪِ
ﻣﻬﻼً ﻓﺈﻥ ﻣﺪﺍﻣﻌﻲ ﺗُﻄﻔﻴﻪ
ﺃﺣﺮﻕ ﺑﻬﺎ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﻛﻞ ﺟﻮﺍﺭﺣﻲ
ﻭﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺈﻧﻚ ﻓﻴﻪ
ﺇﻥ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﻌُﺸﺎﻕ ﻓﻴﻚ ﺻﺒﺎﺑﺘﻲ
ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺃﺧﻴﻪ
- ابن الفارض
135.
زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
وارحمْ حشىً بلظى هواكَ تسعَّرا
وإذا سألتُكَ أنْ أراكَ حقيقةً
فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي:لن تَرَى
يا قلبُ أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ
صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة، فَمُتْ بِهِ صَبّاً
فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا
قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي، ومَن بَعْدي،
ومَن أضحى لأشجاني يَرَى؛
عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا،
وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى
ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا
سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
وأباحَ طرفي نظرةً أمَّلتها
فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّرا
فدهشتُ بينَ جمالهِ وجـلالهِ
وغدا لسانُ الحالِ عني مُخبرا
فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ،
تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا
لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يُكمُلُ صُورَةً
ورآهُ كانَ مُهلَّلاً ومُكبَّرا
- ابن الفارض
زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
وارحمْ حشىً بلظى هواكَ تسعَّرا
وإذا سألتُكَ أنْ أراكَ حقيقةً
فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي:لن تَرَى
يا قلبُ أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ
صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة، فَمُتْ بِهِ صَبّاً
فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا
قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي، ومَن بَعْدي،
ومَن أضحى لأشجاني يَرَى؛
عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا،
وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى
ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا
سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
وأباحَ طرفي نظرةً أمَّلتها
فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّرا
فدهشتُ بينَ جمالهِ وجـلالهِ
وغدا لسانُ الحالِ عني مُخبرا
فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ،
تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا
لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يُكمُلُ صُورَةً
ورآهُ كانَ مُهلَّلاً ومُكبَّرا
- ابن الفارض
136.
تعاليْ كما يُولَدُ الأحتمالْ
لعلِّي أُشيِّع فيكِ المُحالْ
أراكِ تكاثرتِ في داخلي
كمِثلِ الكلام الذي لا يُقالْ
تعاليْ؛ نُفتِّش عن معبدٍ
يُحصِّنُ أحلامَنا بابتهالْ
ولا بُدَّ للحُبِّ من رغبةٍ
تُنالُ، ومن رغبةٍ لا تُنالْ
فما البدرُ إلا اعتذارُ السماءِ
يُكَفِّرُ ذنبَ إعوجاجِ الهلالْ!
- جاسم الصحيح
تعاليْ كما يُولَدُ الأحتمالْ
لعلِّي أُشيِّع فيكِ المُحالْ
أراكِ تكاثرتِ في داخلي
كمِثلِ الكلام الذي لا يُقالْ
تعاليْ؛ نُفتِّش عن معبدٍ
يُحصِّنُ أحلامَنا بابتهالْ
ولا بُدَّ للحُبِّ من رغبةٍ
تُنالُ، ومن رغبةٍ لا تُنالْ
فما البدرُ إلا اعتذارُ السماءِ
يُكَفِّرُ ذنبَ إعوجاجِ الهلالْ!
- جاسم الصحيح
137.
مالي أرى عينيك يملؤها الأسى
وتطيف تِيهاً في المدائنٍ نورسا
مالي أرى شفتاك ترتجفان منْ
خفقانٍ قلبٍ لا يُفارقهُ الأسى
أوما ترى ما حلّ في وطني وما
حِيل الصباحُ به كئيباً كالمسا
أوما ترى أشلاء أمّتي التي
بها طرّز التاريخُ حِلّاً وأكتسى
أنظر إلى أعلامهم، هذا هُنا
وكذا هنا
والكلُّ بات منكّسا
أهمُ غُثاء؟ أهمُ غُثاء؟ ذاك قولُ نبينا
أم انهُ ليلُ التخاذل عسعسا
عِجلٌ له خَوَرٌ تنصَّب قائداً
والسارق الخوّان أصبح حارسا
والعالِم النِحرير بات منسَّقاً
والراقص الديوث صار مدرّسا
ومن ارتمى بدمائه مُتجندلاً
وأبى غبار الذُل، أن يتنفسّا
ذاك الذي سموه محض تهوّرٍ
لكن من يَشري بلاده فارسا
بلدي أردتكِ حرّةً، تأبى الخَنا
لكن غيري قد أرادك مُومسا
هُم شرّعوا أبواب مخدعك الذي
ما أعتاد يوماً أن يكون مُدنّسا
وأباحوا جسمك للذين تشدّقوا
بتحرّرٍ، فحذاري أن يتنجسّا
فأجابه هَوّن عليك، فتلك بعض بشائرٍ
فالصبح إن جنَّ الظلام، تنفسّا
وأَصغ الى صوت الرجال تقدموا
وبساحةٍ للعزّ باعوا الأنفسا
الله أكبر، أنبتت بقلوبهم فتنافسوا
في الله، طاب تنافسا
الله أكبر، سوف تكسر حاجزاً
للصمت من أجل التخاذل كُرِّسا
والحق منتصرٌ، ورغم أنوفهم
مهما سعى الطغيان أن يتترسا
- عمار رجب تباب
مالي أرى عينيك يملؤها الأسى
وتطيف تِيهاً في المدائنٍ نورسا
مالي أرى شفتاك ترتجفان منْ
خفقانٍ قلبٍ لا يُفارقهُ الأسى
أوما ترى ما حلّ في وطني وما
حِيل الصباحُ به كئيباً كالمسا
أوما ترى أشلاء أمّتي التي
بها طرّز التاريخُ حِلّاً وأكتسى
أنظر إلى أعلامهم، هذا هُنا
وكذا هنا
والكلُّ بات منكّسا
أهمُ غُثاء؟ أهمُ غُثاء؟ ذاك قولُ نبينا
أم انهُ ليلُ التخاذل عسعسا
عِجلٌ له خَوَرٌ تنصَّب قائداً
والسارق الخوّان أصبح حارسا
والعالِم النِحرير بات منسَّقاً
والراقص الديوث صار مدرّسا
ومن ارتمى بدمائه مُتجندلاً
وأبى غبار الذُل، أن يتنفسّا
ذاك الذي سموه محض تهوّرٍ
لكن من يَشري بلاده فارسا
بلدي أردتكِ حرّةً، تأبى الخَنا
لكن غيري قد أرادك مُومسا
هُم شرّعوا أبواب مخدعك الذي
ما أعتاد يوماً أن يكون مُدنّسا
وأباحوا جسمك للذين تشدّقوا
بتحرّرٍ، فحذاري أن يتنجسّا
فأجابه هَوّن عليك، فتلك بعض بشائرٍ
فالصبح إن جنَّ الظلام، تنفسّا
وأَصغ الى صوت الرجال تقدموا
وبساحةٍ للعزّ باعوا الأنفسا
الله أكبر، أنبتت بقلوبهم فتنافسوا
في الله، طاب تنافسا
الله أكبر، سوف تكسر حاجزاً
للصمت من أجل التخاذل كُرِّسا
والحق منتصرٌ، ورغم أنوفهم
مهما سعى الطغيان أن يتترسا
- عمار رجب تباب
138.
ما لي أَرى القَلبَ في عَينَيكِ يَلتَهِبُ
أَلَيسَ لِلنّارِ يا أُختَ الشَقا سَبَبُ
بَعضُ القُلوبِ ثِمارٌ ما يَزالُ بِها
عَرفُ الجنانِ وَلكِن بَعضُها حَطَبُ
ذكرتُ لَيلَةَ أَمسٍ فَاِختَلَجتُ لَها
وَاللَيلُ سِكرانُ مِمّا سَحَّتِ السُحُبُ
ذكرَتُها غَيرَ أَنَّ الشَكَّ خالَجَني
إِنَّ النِساءَ إِذا راوَغنَ لا عَجَبُ
فَهُنَّ من حَيَّة الفِردَوسِ أَمزِجَةٌ
يَثورُ فيهِنَّ من أَعقابِها عَصبُ
أَخافُ في اللَيلِ من طَيفٍ يَسيلُ عَلى
مَوجاتِ عَينَيكِ حيناً ثُمَّ يَغتَرِبُ
طيفٌ مِنَ الشَهوَةِ الحَمراءِ تَغزِلُه
حمرُ اللَيالي وَفي أَعماقِهِ العَطبُ
وَوَجهُكِ الشاحِب الجَذّابُ تُرهِبُني
أَلوانُهُ يَتَشَهّى فَوقُها اللَهبُ
ما زِلتِ تَغتَصِبينَ اللَيلَ في جَهَد
حَتّى تَجَمَّدَ في أَجفانِكِ التَعَبُ
وَما السَوادُ الَّذي في محجريكِ بَدا
إِلّا بَقايا من الأَحشاءِ تُغتَصَبُ
وَحَقِّ طِفلِكِ لَم أَشمُت بِإِمرَأَةٍ
زَلَّت بِها قَدَم أَو غَرَّها ذَهَبُ
فَرُبّ أَنثى يخون البُؤسُ هَيبَتَها
وَالبُؤسُ أَعمى فَتَعيي ثمَّ تَنقَلِبُ
لي مُهجَةٌ كَدُموعِ الفَجرِ صافِيَةٌ
نَقاوَتي وَالتُقى أُمٌّ لَها وَأَبُ
فَكَيفَ أَختَلِسُ الحَقَّ الَّذي اِختَلَسوا
وَكَيفَ أَذأبُ عَن لُؤمٍ كَما ذَئَبوا
لي ذِكرياتٌ كَأَخلاقي تُؤَدِّبُني
فَلا يُخالِجُني رَوغ وَلا كَذِبُ
أَبقى لِيَ الأَمسُ مِن غَلواءِ عِفَّتَها
وَلم يَزَل في دَمي مِن روحِها نَسَبُ
وَحَقِّ روحِكِ يا غلوا وَلَو غَدَرت
بيَ اللَيالي وَأَصمَت قَلبِيَ النُوَبُ
إِن كُنتُ في سَكرَةٍ أَو كُنتُ في دَعرٍ
وَمَرَّ طَيفُك مَرَّ الطَهرُ وَالأَدَبُ
وَأَنتِ يا أُمَّ طِفلٍ في تَلَفُّتِهِ
سُؤلُ العَفافِ وَفي أَجفانِهِ لعِبُ
صُبّي الخُمورَ فَهذا العَصرُ عَصرُ طَلا
أَما السَكارى فَهُم أَبناؤُهُ النُجُبُ
لا تَقنطي إِن رَأَيتِ الكَأسَ فارِغَةً
يَوماً فَفي كلّ عامٍ يَنضُجُ العِنبُ
صُبّي الخُمورَ وَلا تُبقي عَلى مُهجٍ
مَوج الشَبابِ عَلى رِجليكِ يَصطخبُ
أَما أَنا وَلَو اِستَسلَمتُ أَمسِ إِلى
خَمرِ اللَيالي فَقَلبي لَيسَ يَنشَعِبُ
قَد أَشرَبُ الخَمرَ لكِن لا أُدنِّسُها
وَأَقرَبُ الإِثمَ لكِن لَستُ أَرتَكِبُ
وَفي غَدٍ إِذ تُنيرُ الطفل ميعَته
وَتهرمينَ وَيَبقى ذلِكَ الخَشَبُ
قولي لَهُ جِئتَ في عَصر الخُمورِ فَلا
تَشرَب سِوى الخَمر، وَاِشحَب مِثلَما شَحَبوا
قولي لَهُ هذِهِ الأَيّامُ مَهزلَةٌ
وَلَيسَ إِلّا لمن ينشى بِها الغَلبُ
قولي لَهُ عَفَّةُ الأَجسادِ قَد ذَهَبَت
مَع الجُدودِ الأَعِفّاءِ الأُلى ذَهَبوا
قولي لِطِفلِكِ ما تَستَصوبينَ غَداً
فَكُلُّ أَمرٍ لَهُ في حينِهِ خُطبُ
وَلكِنِ اليَومَ صُبّي الخَمرَ وَاِنتَخِبي
مِن المَلَذّاتِ ما الآثامُ تَنتَخِبُ
وَلا تَخافي عَذولاً فَالعَذول مَضى
وَالعَصر سَكران يا أَخت الشَقا تَعِبُ
طَريقه الشك أَنّى سار يملكه
وَحلمهُ الشهَوات الحُمرُ وَالقُربُ
- إلياس أبو شبكة
ما لي أَرى القَلبَ في عَينَيكِ يَلتَهِبُ
أَلَيسَ لِلنّارِ يا أُختَ الشَقا سَبَبُ
بَعضُ القُلوبِ ثِمارٌ ما يَزالُ بِها
عَرفُ الجنانِ وَلكِن بَعضُها حَطَبُ
ذكرتُ لَيلَةَ أَمسٍ فَاِختَلَجتُ لَها
وَاللَيلُ سِكرانُ مِمّا سَحَّتِ السُحُبُ
ذكرَتُها غَيرَ أَنَّ الشَكَّ خالَجَني
إِنَّ النِساءَ إِذا راوَغنَ لا عَجَبُ
فَهُنَّ من حَيَّة الفِردَوسِ أَمزِجَةٌ
يَثورُ فيهِنَّ من أَعقابِها عَصبُ
أَخافُ في اللَيلِ من طَيفٍ يَسيلُ عَلى
مَوجاتِ عَينَيكِ حيناً ثُمَّ يَغتَرِبُ
طيفٌ مِنَ الشَهوَةِ الحَمراءِ تَغزِلُه
حمرُ اللَيالي وَفي أَعماقِهِ العَطبُ
وَوَجهُكِ الشاحِب الجَذّابُ تُرهِبُني
أَلوانُهُ يَتَشَهّى فَوقُها اللَهبُ
ما زِلتِ تَغتَصِبينَ اللَيلَ في جَهَد
حَتّى تَجَمَّدَ في أَجفانِكِ التَعَبُ
وَما السَوادُ الَّذي في محجريكِ بَدا
إِلّا بَقايا من الأَحشاءِ تُغتَصَبُ
وَحَقِّ طِفلِكِ لَم أَشمُت بِإِمرَأَةٍ
زَلَّت بِها قَدَم أَو غَرَّها ذَهَبُ
فَرُبّ أَنثى يخون البُؤسُ هَيبَتَها
وَالبُؤسُ أَعمى فَتَعيي ثمَّ تَنقَلِبُ
لي مُهجَةٌ كَدُموعِ الفَجرِ صافِيَةٌ
نَقاوَتي وَالتُقى أُمٌّ لَها وَأَبُ
فَكَيفَ أَختَلِسُ الحَقَّ الَّذي اِختَلَسوا
وَكَيفَ أَذأبُ عَن لُؤمٍ كَما ذَئَبوا
لي ذِكرياتٌ كَأَخلاقي تُؤَدِّبُني
فَلا يُخالِجُني رَوغ وَلا كَذِبُ
أَبقى لِيَ الأَمسُ مِن غَلواءِ عِفَّتَها
وَلم يَزَل في دَمي مِن روحِها نَسَبُ
وَحَقِّ روحِكِ يا غلوا وَلَو غَدَرت
بيَ اللَيالي وَأَصمَت قَلبِيَ النُوَبُ
إِن كُنتُ في سَكرَةٍ أَو كُنتُ في دَعرٍ
وَمَرَّ طَيفُك مَرَّ الطَهرُ وَالأَدَبُ
وَأَنتِ يا أُمَّ طِفلٍ في تَلَفُّتِهِ
سُؤلُ العَفافِ وَفي أَجفانِهِ لعِبُ
صُبّي الخُمورَ فَهذا العَصرُ عَصرُ طَلا
أَما السَكارى فَهُم أَبناؤُهُ النُجُبُ
لا تَقنطي إِن رَأَيتِ الكَأسَ فارِغَةً
يَوماً فَفي كلّ عامٍ يَنضُجُ العِنبُ
صُبّي الخُمورَ وَلا تُبقي عَلى مُهجٍ
مَوج الشَبابِ عَلى رِجليكِ يَصطخبُ
أَما أَنا وَلَو اِستَسلَمتُ أَمسِ إِلى
خَمرِ اللَيالي فَقَلبي لَيسَ يَنشَعِبُ
قَد أَشرَبُ الخَمرَ لكِن لا أُدنِّسُها
وَأَقرَبُ الإِثمَ لكِن لَستُ أَرتَكِبُ
وَفي غَدٍ إِذ تُنيرُ الطفل ميعَته
وَتهرمينَ وَيَبقى ذلِكَ الخَشَبُ
قولي لَهُ جِئتَ في عَصر الخُمورِ فَلا
تَشرَب سِوى الخَمر، وَاِشحَب مِثلَما شَحَبوا
قولي لَهُ هذِهِ الأَيّامُ مَهزلَةٌ
وَلَيسَ إِلّا لمن ينشى بِها الغَلبُ
قولي لَهُ عَفَّةُ الأَجسادِ قَد ذَهَبَت
مَع الجُدودِ الأَعِفّاءِ الأُلى ذَهَبوا
قولي لِطِفلِكِ ما تَستَصوبينَ غَداً
فَكُلُّ أَمرٍ لَهُ في حينِهِ خُطبُ
وَلكِنِ اليَومَ صُبّي الخَمرَ وَاِنتَخِبي
مِن المَلَذّاتِ ما الآثامُ تَنتَخِبُ
وَلا تَخافي عَذولاً فَالعَذول مَضى
وَالعَصر سَكران يا أَخت الشَقا تَعِبُ
طَريقه الشك أَنّى سار يملكه
وَحلمهُ الشهَوات الحُمرُ وَالقُربُ
- إلياس أبو شبكة