إن لله تعالى في تأخير فرجه ألطافًا لا يدركها إلا أصحاب البصائر،
ورسائل لا يفهمها إلا أولوا الألباب، وأجرًا لا يحصِّله إلا أهل اليقين.
{ … والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
ورسائل لا يفهمها إلا أولوا الألباب، وأجرًا لا يحصِّله إلا أهل اليقين.
{ … والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
Forwarded from مُدْرك (محمد السيد عبدالوهاب)
كَانَ السَّلفُ يُرسِلُ أحدُهم الرِّسَـالة فَتقطَع الفَيافِي والقِفار ليفتَحَها أَخُـوهُ فإذا هِي:
يَـا أخِي كيفَ تجِدُ قلبَك؟
ألاَ لاَ تَغـُرنّكَ الدُّنيَا، والمَوعِدُ الجَنّـة والسَّلامُ.
يَـا أخِي كيفَ تجِدُ قلبَك؟
ألاَ لاَ تَغـُرنّكَ الدُّنيَا، والمَوعِدُ الجَنّـة والسَّلامُ.
قالَ الرَّبيع بن أنس:
"علامةُ حُبِّ الله: كثرةُ ذكرِه؛ فإنَّكَ لا تٌحبُّ شيئًا إلَّا أكثرتَ مِن ذكرِه".
"علامةُ حُبِّ الله: كثرةُ ذكرِه؛ فإنَّكَ لا تٌحبُّ شيئًا إلَّا أكثرتَ مِن ذكرِه".
بُنْيَانْ ..
"سَبيلُ الدُّمُوعِ سَبيلٌ مُريح تَنَهَّد أيَا صاحِ كَيْ تَستَريح"
"وبُثَّ الدُّعَاء القَوّي الصَّرِيح
يسَعكَ الفضَاءُ الرَّحِيبُ الفَسِيحُ "
يسَعكَ الفضَاءُ الرَّحِيبُ الفَسِيحُ "
أتيتُ وقد توزعت الهدايا و حُمِلّت الرِحالُ على المطايا
عُبيدك يا اله الناسِ غاوٍ وليس سواك يَـمنحُنّي هُـدايَ
عُبيدك يا اله الناسِ غاوٍ وليس سواك يَـمنحُنّي هُـدايَ
…….
إلهي لا تكل نفسي لنفسي
إذن والله تخذلني السجايا
وصغ لي عبرةً بهوان غيري
لأبصر كل ما حولي مرايا
إلهي جيش أحزاني غزاني
ومن همي تباغتني سرايا
وجئتك يا حبيب الصدق تعدو
خطاي لتستجير من الخطايا
إلهي لا تكل نفسي لنفسي
إذن والله تخذلني السجايا
وصغ لي عبرةً بهوان غيري
لأبصر كل ما حولي مرايا
إلهي جيش أحزاني غزاني
ومن همي تباغتني سرايا
وجئتك يا حبيب الصدق تعدو
خطاي لتستجير من الخطايا
تعجبني عِزة نفس الإمام الشافعي، تأمل ما روي عنه:
"أظلمُ الظالمين لنفسه؛ من تواضع لمن لا يُكرمه، ورغِب في مودةِ من لا ينفعه، وقبِل مدح من لا يعرفه"
أو حين دخل "سامراء" فلم يُعرف وكان رثًّا عليه ثياب بالية، فاستخف الناس به فقال:
عليَّ ثيابٌ لَو تُباعُ جميعُها .. بفلسٍ لكان الفلسُ منهنَّ أكثرا
وفيهن نفسٌ لو تُقاسُ ببعضها .. نفوسُ الورى كانت أجلَّ وأكبرا
"أظلمُ الظالمين لنفسه؛ من تواضع لمن لا يُكرمه، ورغِب في مودةِ من لا ينفعه، وقبِل مدح من لا يعرفه"
أو حين دخل "سامراء" فلم يُعرف وكان رثًّا عليه ثياب بالية، فاستخف الناس به فقال:
عليَّ ثيابٌ لَو تُباعُ جميعُها .. بفلسٍ لكان الفلسُ منهنَّ أكثرا
وفيهن نفسٌ لو تُقاسُ ببعضها .. نفوسُ الورى كانت أجلَّ وأكبرا
أحد انعكاسات "العبودية لله" وأسرارها الجليلة؛ ألا تنحني لأحد، وألا تكسرك مشاعر، ولا تغتم لتقلُّب الزمن، أو تأسى على انقطاع الخلق عنك..
إذا كان الله عز وجل أمر المؤمنين ألا يهِنُوا ولا يحزَنوا لما أصابهم يوم أُحد وما أدراك ما أُحد؟ وقَرنَ ذلك بكونهم "الأَعْلوْن" ما داموا مؤمنين؛ فكيف بما هو دونها من مشاعر مهما كان قدرها في القلب، أو أحوال الحياة وأحداثها مهما كان أثرها في النفس؟!
إذا كان الله عز وجل أمر المؤمنين ألا يهِنُوا ولا يحزَنوا لما أصابهم يوم أُحد وما أدراك ما أُحد؟ وقَرنَ ذلك بكونهم "الأَعْلوْن" ما داموا مؤمنين؛ فكيف بما هو دونها من مشاعر مهما كان قدرها في القلب، أو أحوال الحياة وأحداثها مهما كان أثرها في النفس؟!
وتأمل اختيار الآية للوَهَن (الضعف) والحزن، قال بعض المفسرين: لأن الوَهَن مصدر الكآبة والانكسار، والحزن مصدر الاستسلام واعتقاد الخيبة!
المسلم الذي يعلم عظمة الله ويَقنع بأقداره ويضعُ مشاعره كله فيه تعالى؛ كما لا يُهينُ نفسه الكريمة بتودد مهين؛ لنيل قُربة أو محبة أو منفعة؛ لا يُهينها بتكلُّفٍ في المشاعر مذل؛ لفوات شيء من ذلك..
صنْ نفسك..
المسلم الذي يعلم عظمة الله ويَقنع بأقداره ويضعُ مشاعره كله فيه تعالى؛ كما لا يُهينُ نفسه الكريمة بتودد مهين؛ لنيل قُربة أو محبة أو منفعة؛ لا يُهينها بتكلُّفٍ في المشاعر مذل؛ لفوات شيء من ذلك..
صنْ نفسك..
"جَزى اللّٰهُ عنَّا كُلَّ خيرٍ محمدًا
فقد كان مهدِيًا دَلِيلاً وَهاديَا".ﷺ
- أبو العتاهية.
فقد كان مهدِيًا دَلِيلاً وَهاديَا".ﷺ
- أبو العتاهية.
السّائرون إلى اللّه في خفاء؛ هم أطوَلُ النَّاس نَفَسًا، وأعظمهم جُهدًا، وأكثرهم صَمتًا، وأثبَتُهم غرسًا، يَصِلون الأرض بالسّماء، الظِّلّ لهم سِقاء، يعيشون كونًا داخل صدورهم، يأنَسون باللّه عن كلّ شيء! وتلك الكفاية.