ٰ
بعد عودتهم من خطوط القتال .. أكد مجاهدوا سرايا القدس تمكنهم من تفجير عبوة من نوع (ثاقب) في دبابة صهيونية متوغلة في محيط ملعب المنطار شرق الشجاعية بمدينة غزة.

يتصدى مجاهدوا سرايا القدس كتيبة جنين في سرية مسلية لقوات الاحتلال والآليات العسكرية المقتحمة لعدة محاور في البلدة ويمطروهم بزخات كثيفة من الرصاص حسب متطلبات وظروف الميدان.

منذ أكثر من عام ونصف ونحنُ نعيش "قيد الانتظار"
انتظار الحياة وانتظار الموت.

✍🏻 د.فادي يوسف البرعي

اليوم،في أحد أروقة مستشفيات غزة المحاصرة، التقيت بفتاة لم تتجاوز التاسعة عشرة من عمرها.
دخلت برفقة والدتها، بوجهٍ يكسوه القهر، وبجسدٍ أنهكه التشرد.

من عائلة كبيرة في غزة، كريمة الأصل… لكن الحرب حطّمت كبرياءهم.
يعيشون الآن تحت خيمة في العراء.

شخّصنا حالتها بسرطان الثدي.
حاولت أن أتمالك نفسي وأنا أخبر والدتها بالحقيقة المُرة: ابنتها بحاجة إلى استئصال كامل للثدي.
ساد الصمت. ثم رأيت الصدمة تتجمد في عين الأم رفضاً لهذا الخيار ، تليها دمعة عاجزة، تنحدر بصمت يشبه الانهيار.

سألتني برجاء: “هل يمكن علاجها خارج غزة؟”
أجبتها : “الأمر ليس بيدنا. نحن جميعاً أسرى هنا… حتى المرضى لا يستطيعون الهروب من الموت.”

في غزة، لا يموت المرضى من المرض فقط، بل من العجز، من الصمت، من القهر ..

أوقفوا الحرب، لأن من يُقتل اليوم ليس العدو… بل القلب، والضمير، والإنسان.
أوقفوا الحرب، فالموت هنا لم يعد يحتاج رصاصة.

أوقفوا هذه الحرب… لأننا لم نعد نملك شيئًا سوى الدموع والدم.

أنتم لا تقودون مقاومة، بل تسحقون ما تبقّى لنا من إنسانية..

.

هذه هي قصص غزة الحقيقية، قصص لا تنقلها وسائل الإعلام ولا يتداولها النشطاء..
في غزة القصة ليست فقط صاروخ ودمار، بل قهر يتوارثه الناس كما يتوارثون أسماءهم.

يا أهلَ العُروبة،حرقاً قُتلنا، قصفاً قُتلنا، جوعاً قُتلنا، ذبحاً قُتلنا، إذابةً قُتلنا

أَلمْ تَستفزكم طَريقة قَتلُنا؟!

"بأي ذنب قُتلت؟"
كأن هذا السؤال كُتب من أجل غزة، وكأن حروفه خُلقت لتحكي حكاية أطفالها.
كلما احترقت خيمة، أو سقط طفل بين الركام، يعود السؤال من جديد، يصرخ في وجه العالم:
بأي ذنب قُتلت؟
هل لأنهم ولدوا في غزة؟
هل لأنهم لا يملكون سوى الحلم؟

غزة لا تسأل الرحمة، بل تسأل العدل
تسأل الحياة لمن بقي فيها نفس يتنفس.