إسلامنا

من هو الإنسان المتكامل؟
من كتاب #معادلة_التكامل_الكبرى
الكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين

🔸الإنسان المتكامل هو الذي يمتلك الوعي التام بقضيّة التكامل وأثرها في حياته ومصيره. ولأنّ السّير التكامليّ أمرٌ يتلازم مع أنفاسه فهو يسعى لتحقيقه في كلّ لحظة من لحظات حياته. لهذا، فإنّ كل ما يقوم به وكل حركة وسكنة وسعي واستراحة يساهم في الارتقاء به في مراتب الكمال.

🔸الإنسان المتكامل يقيس الأشياء بميزان التكامل، فما يزيده كمالًا يُقبل عليه، وما يمكن أن ينقص منه يرفضه ويتركه. ومع كل درجة من الكمال يزداد إشراقًا وحبورًا وطمأنينة حتى تلوح له لمعات برق القرب والوصال، فلا يقدر بعدها على الثبات والقرار حتى يصل إلى معشوقه وينال مطلوبه.

🔸الإنسان المتكامل يعلم أنّ الله يريده أن يكون مظهرًا تامًا لأسمائه وصفاته وقد أدرك ذلك من تفكّره بآية {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها}، وشاهد ذلك في عشرات الأدلّة، وكفى بالفطرة الصافية دليلًا.
في أعماقه عشقٌ لله وتسليم له وعبودية، ولأنّه كذلك فلا إرادة له سوى ما يريده الله منه. وما شوقه للكمال وازدياده منه إلّا لأنّه وسيلة لقاء المحبوب.

🔸الإنسان المتكامل يعلم بأنّ الله تعالى قد أنزل إليه كتابًا هاديًا إلى الكمال وأرسل معه الأنبياء والأولياء الهداة، وجعلهم مظاهر معشوقه، فمن أحبّهم فقد أحبّ الله، ومن أبغضهم فقد أبغض الله.
👈فالكتاب والعترة مظهرا الرّحمة الإلهيّة الواسعة التي تجسّدت للبشر لكي يتوقوا إلى ما هو كامن في أصل خلقتهم. وبواسطة الاتّصال بهما يتحقّق الاتّصال بمنبع الكمال اللامتناهي.

🔸ولأجل ظهور حقائق القرآن بصورة الرّحمة الهادية والوسيلة الرافعة، ولأجل تجسّم أرواح المعصومين في قالب الرّحمة المنجية والوسيلة الموصلة، جعل الله لهم كل هذه الأكوان؛ فصار عالم الإمكان وصارت عوالم الوجود من الأرض والسماوات محل ظهور تلك العظمة المطلقة.
فإذا سار الإنسان في مراتب الوجود مستمدًا من نور القرآن وأرواح المعصومين تحقّق له شهود ما يصبو إليه وأقبل مشتاقًا إليه واتّحد به.

🔸ولأنّ سيره يحتاج إلى أدوات ومراكب، ركّب الله فيه من القِوى ما يجعله قادرًا على تحقيق ذلك السلطان الذي ينفذ به في أقطار السّماوات والأرض في رحلة الشهود والتحقّق.

🔸ولكي يفعّل هذه الأدوات ويزيده قوّة لتنال ذلك السلطان، يجب عليه أن يسعى لإزالة موانع تكاملها التي هي عبارة عن البيئة الأرضية الفاسدة والبيئة الاجتماعية المتسافلة. فيخوض لأجل ذلك جهادًا مريرًا في سعيه لإصلاح العالم وهو يدرك أنّه لا بدّ من توحيد جهود الناس في هذا الاتّجاه.

⚠️ولأنّ طواغيت السياسة هم أساس الفتنة والتفرّق والحروب والنزاع، يوجّه الإنسان المتكامل جهده الأكبر نحو القضاء على كل مقوّمات الطغيان والطواغيت في الأرض: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فقد استَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى}، التي هي حبل نجاته وخلاصه واتّصاله ووصاله.

🔸وبينما يعمل البعض على القضاء على أشكال الطّغيان، يعمل الإنسان المتكامل على إزالة قواعد الطّغيان والفساد، وهي تلك القيم الفاسدة المنحطّة التي تجعل الناس غافلين عن أسباب الطّاغوت وعوامل بقائه، بل تجعلهم أعوانًا له وبيادق بيده.
👈فحبّ الدنيا والشهوات أصل كل خطيئة وفساد، ولا بد من العودة إلى الروح والمعنى وإدراك قيمة الإنسانية الواقعية التي تتجلّى في خلافة البشر لله تعالى في الأرض.

⭕️ يمكنکم طرح أسئلتكم حول الکتاب على الكاتب في اللقاء المباشر
#اليوم تمام الساعة 8:30 مساءً بتوقيت بيروت عبر تطبيق clubhouse

788 views06:00