معنى إحياء #ليلة_القدر
#السيد_عباس_نورالدين
يقول الله في كتابه الكريم: " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
🌙إنّ لشهر رمضان خصوصية بمعزل عن الصيام. وهذه الخصوصية ترجع الى وجود ليلة القدر فيه، فهي خيرٌ من ألف شهر أي ما يمثل معدل عمر الإنسان، أي هي أفضل من عمر الإنسان كله.
✨في هذه الليلة الشريفة تُقدر أرزاق العباد وبالتبع الآجال.
✨وقد حازت هذه الليلة على شرف نزول القرآن، الذي يُعد برنامج السماء للبشرية كافة، وكلام الله الموحى الذي يوصل الأرض بالسماء، والذي تنزّل من سماء الرحمة المطلقة إلى سجن الطبيعة المظلم ليأخذ بأيدي الغافلين المحجوبين ويوصلهم الى أعلى درجات القرب، إلى الغنى المطلق اللامتناهي، كما في الحديث عن نبي الله (ص): "القرآن غنى لا فقر بعده".
🌙إنّ عظمة شهر رمضان إنّما كانت في احتوائه على ليلة القدر، ويمكن القول إنّ الصيام في شهر رمضان هو تعظيم لهذا الشهر، واستعداداً لتعظيم ليلة القدر، والتي يُستحب احياؤها. والمقصود من الإحياء هنا أنّ هذه الليلة قد تموت في قلوبنا إن غفلنا عنها. ومن مصاديق الغفلة النوم والانشغال عنها بأمور الدنيا.
✨فالمطلوب اذاً ان يستيقظ الانسان ليتوجه الى عظمة هذه الليلة لكي يتأدب بأدب اليقظة. فالنوم دليل على عدم الاعتناء.
✨إن جميع الاذكار والأدعية والمناجاة تهدف إلى توجيه قلب الانسان إلى عالم المعنويات وإلى الله لربما حصل له من ذلك نفحة من نفحات تلك الليلة المقدسة التي هي أقدس ما في عالم الوجود والطبيعة والحياة. فمن دون وجود ليلة القدر لا يوجد عالم الطبيعة ولذلك هي السلام، ولولا هذا السلام لساخ العالم بأهله.
✨إنّ نفس التقدير المطروح في ليلة القدر يعني أنّ الله ينظر الى هذا العالم.
✨لقد قدّر الله في ليلة القدر أمراً عظيماً أعظم وأهم من تقدير الأرزاق وهو نزول القرآن. أي أنّ الله لم ينظر الى الدنيا نظر الأرزاق والآجال ، بل نظر اليهم نظرة التغيير والاصلاح، نظرة الرحمة التي تريد أن تنقلهم من عالم الطبيعة الى عالم الآخرة. لقد أنزل اليهم القرآن وقدّر لهم القرآن، فتقدير الأرزاق والآجال لوحده ليس أمراً مما يعبأ به ربنا سبحانه وتعالى: {قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً}؛ أي لا قيمة ولا معنى لكم أيها البشر لولا دعوتكم الى الله. فالله لم يخلق البشر لكي يأكلوا ويشربوا كالأنعام. فحقيقة الدنيا مذمومة ومرفوضة عند الله، وما جعلها تستمر هو وجود القرآن لكن ليس بحروفه وألفاظه. ففي الحديث : "إِنَّ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ عَلَى عَدَدِ آيَاتِ الْقُرْآنِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْقَ، فَكُلَّمَا قَرَأَ آيَةً يَرْقَى دَرَجَةً".
🌙إنّ سر نظر الله إلى العالم هو وجود الإنسان الكامل والإمام المعصوم، ولي الله الأعظم، وإلا ما كان الله لينظر الى هذا العالم، فالإمام هو الداعي الى الله وغيره لا يدعو إلى الله إلا بتبع دعوته. ولهذا فإنّ سر ليلة القدر يكمن في وجود الإنسان الكامل الذي تتنزل عليه الملائكة والروح بإذن ربهم، هذا النزول للروح والملائكة كل عام بتقدير الأرزاق والآجال ينزل في ليلة واحدة على إنسان يستقبل الروح والملائكة المرافقة لهذه الروح "وهو سر بقاء هذا العالم ".
فهذا النزول يحتاج إلى قلب، كما أنّ القرآن الكريم احتاج إلى قلب الرسول(ص)، كان لا بد من وجود الإمام المعصوم الكامل الذي يحوز على نفس مرتبة الرسول الكامل لاستقبال القرآن الذي ينزل كل عام بحقيقته وبجوهره، فلا يتسع له إلا قلب إمام الزمان(عج).
✨فعظمة ليلة القدر إذًا ناشئة من وجود إمام الزمان(عج)، ولهذا، فإنّ من عرف هذه الحقيقة يتطلع في هذه الليلة إليه ويتوجه إليه ويطلب الاتّصال به علّه يلتحق به وبمشروعه وحركته ليخرج بعد شهر رمضان وقد عرف طريقه في الحياة وسلك طريق الدعوة الى الله.
✨ ليلة القدر هي تجديد الدعوة الى الله حقاً، لا الدعوة الشعاراتية بل الدعوة الى القرآن وبالقرآن، فهو يمثل مشروع الدعوة الى الله والغاية القصوى من الدعوة. فسلوك الإنسان المؤمن بالقرآن ووصوله يكون إلى القرآن.
✨كل من يظن أنّ هناك أحدًا أوتي أفضل ممّا أوتي من القرآن فقد استصغر عظمة الله.
✨إنّ مبدأ السلوك الى الله هو التعظيم أي أن يكون الله عظيماً في عين السالك... عظُم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم.
#السيد_عباس_نورالدين
يقول الله في كتابه الكريم: " إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
🌙إنّ لشهر رمضان خصوصية بمعزل عن الصيام. وهذه الخصوصية ترجع الى وجود ليلة القدر فيه، فهي خيرٌ من ألف شهر أي ما يمثل معدل عمر الإنسان، أي هي أفضل من عمر الإنسان كله.
✨في هذه الليلة الشريفة تُقدر أرزاق العباد وبالتبع الآجال.
✨وقد حازت هذه الليلة على شرف نزول القرآن، الذي يُعد برنامج السماء للبشرية كافة، وكلام الله الموحى الذي يوصل الأرض بالسماء، والذي تنزّل من سماء الرحمة المطلقة إلى سجن الطبيعة المظلم ليأخذ بأيدي الغافلين المحجوبين ويوصلهم الى أعلى درجات القرب، إلى الغنى المطلق اللامتناهي، كما في الحديث عن نبي الله (ص): "القرآن غنى لا فقر بعده".
🌙إنّ عظمة شهر رمضان إنّما كانت في احتوائه على ليلة القدر، ويمكن القول إنّ الصيام في شهر رمضان هو تعظيم لهذا الشهر، واستعداداً لتعظيم ليلة القدر، والتي يُستحب احياؤها. والمقصود من الإحياء هنا أنّ هذه الليلة قد تموت في قلوبنا إن غفلنا عنها. ومن مصاديق الغفلة النوم والانشغال عنها بأمور الدنيا.
✨فالمطلوب اذاً ان يستيقظ الانسان ليتوجه الى عظمة هذه الليلة لكي يتأدب بأدب اليقظة. فالنوم دليل على عدم الاعتناء.
✨إن جميع الاذكار والأدعية والمناجاة تهدف إلى توجيه قلب الانسان إلى عالم المعنويات وإلى الله لربما حصل له من ذلك نفحة من نفحات تلك الليلة المقدسة التي هي أقدس ما في عالم الوجود والطبيعة والحياة. فمن دون وجود ليلة القدر لا يوجد عالم الطبيعة ولذلك هي السلام، ولولا هذا السلام لساخ العالم بأهله.
✨إنّ نفس التقدير المطروح في ليلة القدر يعني أنّ الله ينظر الى هذا العالم.
✨لقد قدّر الله في ليلة القدر أمراً عظيماً أعظم وأهم من تقدير الأرزاق وهو نزول القرآن. أي أنّ الله لم ينظر الى الدنيا نظر الأرزاق والآجال ، بل نظر اليهم نظرة التغيير والاصلاح، نظرة الرحمة التي تريد أن تنقلهم من عالم الطبيعة الى عالم الآخرة. لقد أنزل اليهم القرآن وقدّر لهم القرآن، فتقدير الأرزاق والآجال لوحده ليس أمراً مما يعبأ به ربنا سبحانه وتعالى: {قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً}؛ أي لا قيمة ولا معنى لكم أيها البشر لولا دعوتكم الى الله. فالله لم يخلق البشر لكي يأكلوا ويشربوا كالأنعام. فحقيقة الدنيا مذمومة ومرفوضة عند الله، وما جعلها تستمر هو وجود القرآن لكن ليس بحروفه وألفاظه. ففي الحديث : "إِنَّ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ عَلَى عَدَدِ آيَاتِ الْقُرْآنِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْقَ، فَكُلَّمَا قَرَأَ آيَةً يَرْقَى دَرَجَةً".
🌙إنّ سر نظر الله إلى العالم هو وجود الإنسان الكامل والإمام المعصوم، ولي الله الأعظم، وإلا ما كان الله لينظر الى هذا العالم، فالإمام هو الداعي الى الله وغيره لا يدعو إلى الله إلا بتبع دعوته. ولهذا فإنّ سر ليلة القدر يكمن في وجود الإنسان الكامل الذي تتنزل عليه الملائكة والروح بإذن ربهم، هذا النزول للروح والملائكة كل عام بتقدير الأرزاق والآجال ينزل في ليلة واحدة على إنسان يستقبل الروح والملائكة المرافقة لهذه الروح "وهو سر بقاء هذا العالم ".
فهذا النزول يحتاج إلى قلب، كما أنّ القرآن الكريم احتاج إلى قلب الرسول(ص)، كان لا بد من وجود الإمام المعصوم الكامل الذي يحوز على نفس مرتبة الرسول الكامل لاستقبال القرآن الذي ينزل كل عام بحقيقته وبجوهره، فلا يتسع له إلا قلب إمام الزمان(عج).
✨فعظمة ليلة القدر إذًا ناشئة من وجود إمام الزمان(عج)، ولهذا، فإنّ من عرف هذه الحقيقة يتطلع في هذه الليلة إليه ويتوجه إليه ويطلب الاتّصال به علّه يلتحق به وبمشروعه وحركته ليخرج بعد شهر رمضان وقد عرف طريقه في الحياة وسلك طريق الدعوة الى الله.
✨ ليلة القدر هي تجديد الدعوة الى الله حقاً، لا الدعوة الشعاراتية بل الدعوة الى القرآن وبالقرآن، فهو يمثل مشروع الدعوة الى الله والغاية القصوى من الدعوة. فسلوك الإنسان المؤمن بالقرآن ووصوله يكون إلى القرآن.
✨كل من يظن أنّ هناك أحدًا أوتي أفضل ممّا أوتي من القرآن فقد استصغر عظمة الله.
✨إنّ مبدأ السلوك الى الله هو التعظيم أي أن يكون الله عظيماً في عين السالك... عظُم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم.
🔘إنّ نسيان هذه المعارف لا يكون إلا بسبب هيمنة الشيطان الذي يقعد على صراط الإنسانية وصراط الله المستقيم. فهو يمنع الإنسان من الدخول إلى عالم القرآن الكريم. وإذا أصر الإنسان على دخول عالم القرآن يسعى لإخراجه من خلال إبقائه على ظاهر القرآن الكريم كما هو حال معظم المسلمين الذين يقرؤون القرآن ولا يعملون به، ومن يقرأ القرآن ولا يعمل به كان من المستهزئين بالقرآن.
🔘إذًا إنّ الشيطان يقعد على أول الطريق ليمنعنا من الدخول الى ساحة القرآن فيصغره في أعيننا بانّ هناك ما هو أهم منه، وأنّ هناك ما هو أفيد منه، وأنّ هناك غاية وراء القرآن، فربما نقرأ غير القرآن فنحصل على فائدة أكثر من القرآن، وكل ذلك لطردنا ولنستثقل قراءة القرآن والتدبر فيه.
https://t.me/baacenter
🔘إذًا إنّ الشيطان يقعد على أول الطريق ليمنعنا من الدخول الى ساحة القرآن فيصغره في أعيننا بانّ هناك ما هو أهم منه، وأنّ هناك ما هو أفيد منه، وأنّ هناك غاية وراء القرآن، فربما نقرأ غير القرآن فنحصل على فائدة أكثر من القرآن، وكل ذلك لطردنا ولنستثقل قراءة القرآن والتدبر فيه.
https://t.me/baacenter
Telegram
إسلامنا
يمكنكم التواصل مع إدارة القناة عبر الرابط التالي:
@Baa_center
🔗كيف تسعد في حياتك الزوجية: https://t.me/BaaHappy_marriage
🔗تربية الأبناء: https://t.me/baakids
🔗 أسئلة حساسة وأجوبة سهلة: https://t.me/BaaAkida
🔗في رحاب الدعاء: https://t.me/BaaDu3a2
@Baa_center
🔗كيف تسعد في حياتك الزوجية: https://t.me/BaaHappy_marriage
🔗تربية الأبناء: https://t.me/baakids
🔗 أسئلة حساسة وأجوبة سهلة: https://t.me/BaaAkida
🔗في رحاب الدعاء: https://t.me/BaaDu3a2
Forwarded from baacenter
من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي
من المعروف أنّ أحد تلامذة أبو علي سينا كان يقول له: لو أنّك ادّعيت النبوّة بما لك من هذا الذكاء والفهم الخارق للعادة، لالتفّ الناس من حولك؛ أمّا أبو علي سينا فكان يصمت. إلى أن اجتمعا معًا في سفر في فصل الشتاء، فاستيقظ أبو علي سينا وقت السحر وأيقظ تلميذه وقال له: إنّي عطش، اذهب واجلب لي بعض الماء. فراح التلميذ يتعلّل ويختلق الأعذار. وبالرغم من أنّ أبو علي سينا ألحّ في الطلب، إلّا أنّ ذاك التلميذ لم يكن مستعدًّا لترك فراشه الدافئ في تلك الليلة الشتويّة الباردة. وفي تلك اللحظة ارتفع صوت المؤذّن من المئذنة: الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمّدًا رسول الله. فرأى أبو علي سينا أنّ الفرصة مؤاتية للإجابة على سؤال تلميذه. فقال له: "ألم تكن تحرّضني على ادّعاء النبوّة وتقول لي إنّ الناس سوف يؤمنون بي ويتّبعوني؟ فها أنت ذا تلميذي منذ سنوات، وقد استفدتَ من دروسي، ومع ذلك لم يكن لي عليك ذلك التأثير، الذي يخرجك من فراشك لدقائق معدودة لتأتيني بالماء. بينما هذا المؤذّن، وبعد أربعمائة سنة، يصدع بأمر نبيّه؛ فينهض من نومه الهنيء وفراشه الدافئ ليصعد المئذنة ويشهد بوحدانية الله وبرسالة محمد (ص). فانظر إلى مدى هذا التفاوت!" نعم.. إنّ الفلاسفة يصنعون التلامذة لا الأتباع، والقادة الاجتماعيّون يصنعون الأتباع المتعصّبين لا الأشخاص المهذّبين، وأقطاب ومشايخ العرفان يصنعون المستسلمين لا المؤمنين المجاهدين النشطين. أمّا عليّ (ع)، فقد جمع بين خاصّية الفيلسوف، وخاصيّة القائد الثوريّ، وخاصيّة شيخ الطريقة، وخاصّيّة من نوع خصائص الأنبياء.. فمدرسته هي مدرسة العقل والفكر، ومدرسة الثورة، ومدرسة التسليم والانضباط، ومدرسة الحسّ والجمال والانجذاب والحركة.
فقبل أن يكون إمامًا عادلًا للناس ويحكم بينهم بالعدل، كان عليًّا إنسانًا معتدلًا متوازنًا في ذاته يجمع فيها الكمالات الإنسانيّة كلّها.. كان إلى جانب عمق تفكيره وبُعد نظره، يتمتّع بمشاعر عاطفيّة رقيقة وفوّارة. لقد جمع كمال الجسم إلى جمال الروح. كان ينقطع في الليل عن كلّ أمر للتعبّد. وينشط في النهار في الحياة الاجتماعيّة. في النهار، كانت عيون الناس ترى منه التضحية والمواساة، وكانت آذانهم تسمع منه النصيحة والموعظة والحكمة؛ وفي الليل، كانت عيون الأنجم ترى دموع تعبّده، وآذان السماء تسمع مناجاته الوالهة. كان المفتي والحكيم، وكان العارف والقائد الاجتماعي، وكان الزاهد والجندي، وكان القاضي والعامل، وكان الخطيب والكاتب؛ لقد كان الإنسان الكامل بكل ما فيه من حسنٍ وجمال.
من المعروف أنّ أحد تلامذة أبو علي سينا كان يقول له: لو أنّك ادّعيت النبوّة بما لك من هذا الذكاء والفهم الخارق للعادة، لالتفّ الناس من حولك؛ أمّا أبو علي سينا فكان يصمت. إلى أن اجتمعا معًا في سفر في فصل الشتاء، فاستيقظ أبو علي سينا وقت السحر وأيقظ تلميذه وقال له: إنّي عطش، اذهب واجلب لي بعض الماء. فراح التلميذ يتعلّل ويختلق الأعذار. وبالرغم من أنّ أبو علي سينا ألحّ في الطلب، إلّا أنّ ذاك التلميذ لم يكن مستعدًّا لترك فراشه الدافئ في تلك الليلة الشتويّة الباردة. وفي تلك اللحظة ارتفع صوت المؤذّن من المئذنة: الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمّدًا رسول الله. فرأى أبو علي سينا أنّ الفرصة مؤاتية للإجابة على سؤال تلميذه. فقال له: "ألم تكن تحرّضني على ادّعاء النبوّة وتقول لي إنّ الناس سوف يؤمنون بي ويتّبعوني؟ فها أنت ذا تلميذي منذ سنوات، وقد استفدتَ من دروسي، ومع ذلك لم يكن لي عليك ذلك التأثير، الذي يخرجك من فراشك لدقائق معدودة لتأتيني بالماء. بينما هذا المؤذّن، وبعد أربعمائة سنة، يصدع بأمر نبيّه؛ فينهض من نومه الهنيء وفراشه الدافئ ليصعد المئذنة ويشهد بوحدانية الله وبرسالة محمد (ص). فانظر إلى مدى هذا التفاوت!" نعم.. إنّ الفلاسفة يصنعون التلامذة لا الأتباع، والقادة الاجتماعيّون يصنعون الأتباع المتعصّبين لا الأشخاص المهذّبين، وأقطاب ومشايخ العرفان يصنعون المستسلمين لا المؤمنين المجاهدين النشطين. أمّا عليّ (ع)، فقد جمع بين خاصّية الفيلسوف، وخاصيّة القائد الثوريّ، وخاصيّة شيخ الطريقة، وخاصّيّة من نوع خصائص الأنبياء.. فمدرسته هي مدرسة العقل والفكر، ومدرسة الثورة، ومدرسة التسليم والانضباط، ومدرسة الحسّ والجمال والانجذاب والحركة.
فقبل أن يكون إمامًا عادلًا للناس ويحكم بينهم بالعدل، كان عليًّا إنسانًا معتدلًا متوازنًا في ذاته يجمع فيها الكمالات الإنسانيّة كلّها.. كان إلى جانب عمق تفكيره وبُعد نظره، يتمتّع بمشاعر عاطفيّة رقيقة وفوّارة. لقد جمع كمال الجسم إلى جمال الروح. كان ينقطع في الليل عن كلّ أمر للتعبّد. وينشط في النهار في الحياة الاجتماعيّة. في النهار، كانت عيون الناس ترى منه التضحية والمواساة، وكانت آذانهم تسمع منه النصيحة والموعظة والحكمة؛ وفي الليل، كانت عيون الأنجم ترى دموع تعبّده، وآذان السماء تسمع مناجاته الوالهة. كان المفتي والحكيم، وكان العارف والقائد الاجتماعي، وكان الزاهد والجندي، وكان القاضي والعامل، وكان الخطيب والكاتب؛ لقد كان الإنسان الكامل بكل ما فيه من حسنٍ وجمال.
للمزيد من الفوائد القرآنية، انضموا إلى قناتنا "شهر رمضان ربيع القرآن" على التلغرام على الرابط: https://t.me/Quran_MonthofRamadan
للمزيد من الفوائد القرآنية، انضموا إلى قناتنا "شهر رمضان ربيع القرآن" على التلغرام على الرابط: https://t.me/Quran_MonthofRamadan
🔰#اقرأ: في معركة الوعي والبصيرة.. يأتي الدور الحاسم للإمام عليّ في صناعة الثبات والشجاعة
يمتلك الغرب الكثير من الوسائل والأساليب التي يمكن أن تُخرج الشباب من ساحة المواجهة الحضاريّة، وتجعلهم أدوات لتحقيق مآربه. ورصيده الأكبر هنا يكمن في إخفاء ماهيّته وحقيقته، وإظهار نفسه كبديل أعلى لثقافتنا وديننا وقيمنا.
هكذا يحصل التغرّب، فيتحوّل الشاب من عنصرٍ مفيد لمجتمعه إلى عنصرٍ مساندٍ لعدوّه. فهل سمعتم عن خداع أكبر وأمكر من هذا الخداع على مدى التاريخ!
في هذا المجال قد يأتي شخصٌ واحدٌ لنجدتنا، نظرًا لما يتمتّع به من موقعية خاصّة في نفوسنا.. إنّه الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الذي يمثّل في شخصيّته كل معاني التفوّق الحضاريّ على مدى الأعصار، وذلك إلى الدرجة التي تتساقط معها كل المنجزات الحضارية التي قدّمتها البشرية عبر التاريخ.
فلو استطعنا أن نقدّم الإمام بكل أبعاد شخصيّته للأطفال والناشئة والشباب لتمكّنا من إظهار النموذج الأعلى الذي تصبح عنده كلّ الشخصيات الهوليوودية والنجومية كرمادٍ اشتدّت به الريح في يومٍ عاصف.
للكاتب والخبير التربوي#السيد_عباس_نورالدين
🔗 على الرابط:
http://www.islamona.center/1qN
📌 قنواتنا:
● instagram.com/baa_center
● t.me/baacenter
● facebook.com/baacenter
● ble.im/baacenter 🇮🇷
📨 للتواصل معنا:
● Whatsapp: 0096176862741
● info@islamona.center 📧
يمتلك الغرب الكثير من الوسائل والأساليب التي يمكن أن تُخرج الشباب من ساحة المواجهة الحضاريّة، وتجعلهم أدوات لتحقيق مآربه. ورصيده الأكبر هنا يكمن في إخفاء ماهيّته وحقيقته، وإظهار نفسه كبديل أعلى لثقافتنا وديننا وقيمنا.
هكذا يحصل التغرّب، فيتحوّل الشاب من عنصرٍ مفيد لمجتمعه إلى عنصرٍ مساندٍ لعدوّه. فهل سمعتم عن خداع أكبر وأمكر من هذا الخداع على مدى التاريخ!
في هذا المجال قد يأتي شخصٌ واحدٌ لنجدتنا، نظرًا لما يتمتّع به من موقعية خاصّة في نفوسنا.. إنّه الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الذي يمثّل في شخصيّته كل معاني التفوّق الحضاريّ على مدى الأعصار، وذلك إلى الدرجة التي تتساقط معها كل المنجزات الحضارية التي قدّمتها البشرية عبر التاريخ.
فلو استطعنا أن نقدّم الإمام بكل أبعاد شخصيّته للأطفال والناشئة والشباب لتمكّنا من إظهار النموذج الأعلى الذي تصبح عنده كلّ الشخصيات الهوليوودية والنجومية كرمادٍ اشتدّت به الريح في يومٍ عاصف.
للكاتب والخبير التربوي#السيد_عباس_نورالدين
🔗 على الرابط:
http://www.islamona.center/1qN
📌 قنواتنا:
● instagram.com/baa_center
● t.me/baacenter
● facebook.com/baacenter
● ble.im/baacenter 🇮🇷
📨 للتواصل معنا:
● Whatsapp: 0096176862741
● info@islamona.center 📧
Forwarded from baacenter
من كتاب #الشخصية_العجيبة_للإمام_علي
إنّ سائر شخصيّات العالم يموت بموتهم كلّ شيء ويختفى مع أجسادهم تحت التراب. غير أنّ رجال الحقيقة يموتون وتبقى مدارس أفكارهم ويظلّ الحب الذي أشعلوا فتيلة سراجه على مرّ الدهور يزداد تلألؤًا وإشراقًا.
نقرأ في التاريخ، كيف أنّه وبعد مضيّ قرون على وفاة عليّ (ع)، ما يزال هناك أشخاص يستقبلون سهام أعدائه بصدورهم. نقرأ فيمن نقرأ حولهم، من عشّاق عليّ والمنجذبين إليه، عن ميثم التمّار، الذي راح يتحدث عن فضائله وسجاياه الإنسانية، وهو على أعواد المشنقة. ففي ذلك العهد الذي غرقت فيه البلاد الإسلامية، من أقصاها إلى أدناها، في بحرٍ من الكبت والتضييق، حيث أُهدرت الحريّات وخُنقت الأنفاس في الصدور، وران صمتٌ كصمت القبور على الملامح والوجوه، أخذ ميثم ينادي من أعلى المشنقة وبأعلى صوته: "تعالوا أحدّثكم عن علي"، فهجم الناس من جميع الأطراف يريدون أن يسمعوا حديث ميثم. حتى إذا رأت الحكومة الأمويّة الطاغية أنّ مصالحها في خطر، تأمر بلجم فمه، وتنهي حياته بعد أيّام. فالتاريخ يحتوي على الكثيرين أمثال هؤلاء العشّاق الذين أحبّوا عليًا (ع). فهذا الجذب لا يختصّ بعصرٍ دون عصر، ففي جميع العصور نشاهد تجلّيات من هذا الجذب القويّ الذي فعل فعله العميق.
إنّ سائر شخصيّات العالم يموت بموتهم كلّ شيء ويختفى مع أجسادهم تحت التراب. غير أنّ رجال الحقيقة يموتون وتبقى مدارس أفكارهم ويظلّ الحب الذي أشعلوا فتيلة سراجه على مرّ الدهور يزداد تلألؤًا وإشراقًا.
نقرأ في التاريخ، كيف أنّه وبعد مضيّ قرون على وفاة عليّ (ع)، ما يزال هناك أشخاص يستقبلون سهام أعدائه بصدورهم. نقرأ فيمن نقرأ حولهم، من عشّاق عليّ والمنجذبين إليه، عن ميثم التمّار، الذي راح يتحدث عن فضائله وسجاياه الإنسانية، وهو على أعواد المشنقة. ففي ذلك العهد الذي غرقت فيه البلاد الإسلامية، من أقصاها إلى أدناها، في بحرٍ من الكبت والتضييق، حيث أُهدرت الحريّات وخُنقت الأنفاس في الصدور، وران صمتٌ كصمت القبور على الملامح والوجوه، أخذ ميثم ينادي من أعلى المشنقة وبأعلى صوته: "تعالوا أحدّثكم عن علي"، فهجم الناس من جميع الأطراف يريدون أن يسمعوا حديث ميثم. حتى إذا رأت الحكومة الأمويّة الطاغية أنّ مصالحها في خطر، تأمر بلجم فمه، وتنهي حياته بعد أيّام. فالتاريخ يحتوي على الكثيرين أمثال هؤلاء العشّاق الذين أحبّوا عليًا (ع). فهذا الجذب لا يختصّ بعصرٍ دون عصر، ففي جميع العصور نشاهد تجلّيات من هذا الجذب القويّ الذي فعل فعله العميق.
التفكر
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول: نَبَّهْ بَالتَفَكُّرِ قَلْبَكَ وَجافِ عَنِ اللَّيْلِ جَنْبَكَ وَاتَّقِ اللهَ رَبَّكَ»
🔗على الرابط: http://www.islamona.center/2V5
#الإمام_الخميني
#الأربعون_حديثا
#التفكر
#السيد_عباس_نورالدين
site: www.islamona.center
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول: نَبَّهْ بَالتَفَكُّرِ قَلْبَكَ وَجافِ عَنِ اللَّيْلِ جَنْبَكَ وَاتَّقِ اللهَ رَبَّكَ»
🔗على الرابط: http://www.islamona.center/2V5
#الإمام_الخميني
#الأربعون_حديثا
#التفكر
#السيد_عباس_نورالدين
site: www.islamona.center
مركز باء للدراسات
التفكر
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول: نَبَّهْ بَالتَفَكُّرِ قَلْبَكَ وَجافِ عَنِ اللَّيْلِ جَنْبَكَ وَاتَّقِ اللهَ رَبَّكَ»
Forwarded from baacenter
من كتاب #ماذا_تعرف_عن_الإمام_علي
إنّ التعرّف إلى شخصيّة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يندرج تحت عنوان التعرّف إلى المثل الأعلى أو القدوة والأنموذج الذي يحتاج أن يتعرّف إليه كل شاب ويتّبعه في حياته. لا يوجد إنسان لا يحمل في نفسه أنموذجًا معيّنًا أو تصوّرًا عن قدوة يتمنّى أن يكون مثلها، فحين يفقد الإنسان مثل هذا التصوّر يفقد معنى الإنسانية.
الإنسانية تظهر في حالة الأبطال أو الأشخاص الكاملين أو الذين سعوا لبلوغ مراتب المجد. وحين نريد أن نتعرّف إلى الإنسانية في أعلى درجاتها وأوضح صورها سنجد الأشخاص العظام أفضل من يمثّلها.
ولكي نتعرّف إلى أمير المؤمنين عليه السلام يوجد أبواب معيّنة.
لقد سعى العلماء والشّعراء والكتّاب عبر التاريخ لبيان عظمة هذه الشخصية بعد ما عرفوه وسمعوه عنها؛ فدخل كلّ واحد منهم من باب، فمنهم من دخل من باب الشجاعة، ومنهم من دخل من باب العبادة، ومنهم من دخل من باب الأخلاق العظيمة كالزهد والحلم ومنهم من دخل من باب العلم.
وهكذا تنوّعت الأبواب وتعدّدت واختلفت معها الأمور التي يعرضها هؤلاء؛ لكن لا يوجد باب أكبر وأوسع من باب شخصيّته القياديّة، حيث يمكن لهذا الباب أن يبيّن لنا كلّ الصّفات والخصائص التي تميّز بها الإمام منذ بداية عمره وإلى آخر حياته؛ وذلك لأنّ الإمام عليًّا، ومنذ الطفولة، كان يخضع لبرنامجٍ خاصّ يتحمّل بموجبه مسؤوليّة قيادة المشروع الإلهيّ الرساليّ، وقد ظهرت هذه القيادة بأعلى صورها حين استلم الإمام الحكم في آخر حياته، أي في السنوات الأربع الأخيرة. هنا نجد أنّ الإمام عليًا كان يتبع، ومنذ البداية، مسارًا لأجل القيام بدورٍ محدّد في حياته، قبل أكثر من 1400 سنة، ولأجل القيام بدورٍ بل بأدوارٍ أخرى حين رجوعه إلى عالم الدنيا، بعد قرون طوال لا يعلمها إلّا الله، حيث سيكون له الدور الأبرز في الرجعة أو الرجعات والكرّات التي سيكون لها قصّة أخرى سنشير إليها إن شاء الله تعالى.
فمن قبل أن يكون زاهدًا أو عابدًا أو عالمًا فقيهًا، كان أمير المؤمنين(ع) قائدًا لمشروعٍ وخطّةٍ إلهيّةٍ عظيمةٍ اندرجت في دين الإسلام.
وهنا، ولأجل التعرّف إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في شخصيّته القيادية نحتاج إلى معرفة دين الإسلام، وأيضًا نحتاج إلى معرفة الظروف والأوضاع التي عاشها الإمام منذ بداية حياته.
فالإسلام كان برنامج ومشروع الإمام والبيئة التي عاش فيها هي التي عكست قدراته ومميّزاته القياديّة وما لم نفهم الإسلام والبيئة من الصعب أن ندرك عظمة شخصية الإمام القيادية.
إنّ التعرّف إلى شخصيّة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يندرج تحت عنوان التعرّف إلى المثل الأعلى أو القدوة والأنموذج الذي يحتاج أن يتعرّف إليه كل شاب ويتّبعه في حياته. لا يوجد إنسان لا يحمل في نفسه أنموذجًا معيّنًا أو تصوّرًا عن قدوة يتمنّى أن يكون مثلها، فحين يفقد الإنسان مثل هذا التصوّر يفقد معنى الإنسانية.
الإنسانية تظهر في حالة الأبطال أو الأشخاص الكاملين أو الذين سعوا لبلوغ مراتب المجد. وحين نريد أن نتعرّف إلى الإنسانية في أعلى درجاتها وأوضح صورها سنجد الأشخاص العظام أفضل من يمثّلها.
ولكي نتعرّف إلى أمير المؤمنين عليه السلام يوجد أبواب معيّنة.
لقد سعى العلماء والشّعراء والكتّاب عبر التاريخ لبيان عظمة هذه الشخصية بعد ما عرفوه وسمعوه عنها؛ فدخل كلّ واحد منهم من باب، فمنهم من دخل من باب الشجاعة، ومنهم من دخل من باب العبادة، ومنهم من دخل من باب الأخلاق العظيمة كالزهد والحلم ومنهم من دخل من باب العلم.
وهكذا تنوّعت الأبواب وتعدّدت واختلفت معها الأمور التي يعرضها هؤلاء؛ لكن لا يوجد باب أكبر وأوسع من باب شخصيّته القياديّة، حيث يمكن لهذا الباب أن يبيّن لنا كلّ الصّفات والخصائص التي تميّز بها الإمام منذ بداية عمره وإلى آخر حياته؛ وذلك لأنّ الإمام عليًّا، ومنذ الطفولة، كان يخضع لبرنامجٍ خاصّ يتحمّل بموجبه مسؤوليّة قيادة المشروع الإلهيّ الرساليّ، وقد ظهرت هذه القيادة بأعلى صورها حين استلم الإمام الحكم في آخر حياته، أي في السنوات الأربع الأخيرة. هنا نجد أنّ الإمام عليًا كان يتبع، ومنذ البداية، مسارًا لأجل القيام بدورٍ محدّد في حياته، قبل أكثر من 1400 سنة، ولأجل القيام بدورٍ بل بأدوارٍ أخرى حين رجوعه إلى عالم الدنيا، بعد قرون طوال لا يعلمها إلّا الله، حيث سيكون له الدور الأبرز في الرجعة أو الرجعات والكرّات التي سيكون لها قصّة أخرى سنشير إليها إن شاء الله تعالى.
فمن قبل أن يكون زاهدًا أو عابدًا أو عالمًا فقيهًا، كان أمير المؤمنين(ع) قائدًا لمشروعٍ وخطّةٍ إلهيّةٍ عظيمةٍ اندرجت في دين الإسلام.
وهنا، ولأجل التعرّف إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في شخصيّته القيادية نحتاج إلى معرفة دين الإسلام، وأيضًا نحتاج إلى معرفة الظروف والأوضاع التي عاشها الإمام منذ بداية حياته.
فالإسلام كان برنامج ومشروع الإمام والبيئة التي عاش فيها هي التي عكست قدراته ومميّزاته القياديّة وما لم نفهم الإسلام والبيئة من الصعب أن ندرك عظمة شخصية الإمام القيادية.
من كتاب #كيف_أحيا_مسلما_وأعيش_سعيدا
#اقرأ: أجمل ما في زيارة العظماء... تعرّف إلى هذه الأوقات الرائعة للمسلم الواقعيّ
إنّ احتفاءنا بالعظماء الحقيقيّين دليلٌ على تقديرنا لكلّ ما يمثّلونه؛ وبفضل هذا التقدير والتحسين والسرور يصبح حضور الله العظيم أجلى وأوضح في حياتنا وفي سلوكنا وأقوالنا وأحوالنا. ففي الواقع، كلّما عظّمنا ما يدلّ على الله ويدعو إليه، فنحن نكون نذكر الله ونثني عليه ونعظّم آلاءه. ولذلك ورد في الأحاديث الشريفة عن أهل البيت (عليهم السلام) : "إنَّ ذِكْرَنَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ".
للمزيد: http://www.islamona.center/2kB
#مقالات
#نمط_العيش
#معاني_زيارة_الأولياء
#السيد_عباس_نورالدين
#مركز_باء_للدراسات
#قناة_مركز_باء_للدراسات
للاشتراك في قناة "مركز باء للدراسات" اضغط على الرابط التالي:
https://goo.gl/ZF6C56
إدارة قناة مركز باء للدراسات:
لأسئلتكم:
Facebook: https://www.facebook.com/baacenter
Telegram: @Baa_center
Whatsapp: 0096176862741
Instagram: http://instagram.com/baa_center
Email: info@islamona.center
#اقرأ: أجمل ما في زيارة العظماء... تعرّف إلى هذه الأوقات الرائعة للمسلم الواقعيّ
إنّ احتفاءنا بالعظماء الحقيقيّين دليلٌ على تقديرنا لكلّ ما يمثّلونه؛ وبفضل هذا التقدير والتحسين والسرور يصبح حضور الله العظيم أجلى وأوضح في حياتنا وفي سلوكنا وأقوالنا وأحوالنا. ففي الواقع، كلّما عظّمنا ما يدلّ على الله ويدعو إليه، فنحن نكون نذكر الله ونثني عليه ونعظّم آلاءه. ولذلك ورد في الأحاديث الشريفة عن أهل البيت (عليهم السلام) : "إنَّ ذِكْرَنَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ".
للمزيد: http://www.islamona.center/2kB
#مقالات
#نمط_العيش
#معاني_زيارة_الأولياء
#السيد_عباس_نورالدين
#مركز_باء_للدراسات
#قناة_مركز_باء_للدراسات
للاشتراك في قناة "مركز باء للدراسات" اضغط على الرابط التالي:
https://goo.gl/ZF6C56
إدارة قناة مركز باء للدراسات:
لأسئلتكم:
Facebook: https://www.facebook.com/baacenter
Telegram: @Baa_center
Whatsapp: 0096176862741
Instagram: http://instagram.com/baa_center
Email: info@islamona.center
مركز باء للدراسات
أجمل ما في زيارة العظماء... تعرّف إلى هذه الأوقات الرائعة للمسلم الواقعيّ
كل ما ينتمي إلى الله عظيم، لأنّه آية تدل على عظمة الله وعلوّ شأنه؛ لكن بعض آيات الله بالعظمة أظهر. والإنسان هو أحد آيات الله الذي تتراءى فيه عظمة قدرة إلهه وصفات خالقه أكثر من أي شيء آخر.. ومن الطبيعيّ أن يعظّم المسلم كل ما ينتمي إلى الله، فيعظّم الإنسان…
Forwarded from إسلامنا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
زوروا موقعنا على:
www.islamona.center
www.islamona.center
#سيأتي
حين ندرك معنى وجود الإمام في حياتنا، وحين تستمر شعلة الشوق إليه في قلوبنا.
الشوق إلى الإمام المهديّ هو شوقٌ لما سيحقّقه في حياتنا كأفراد ومجتمعات. وبمقدار ما ندرك هذه الإنجازات وندرك الواقع الذي نحن فيه، سوف تزداد شعلة شوقنا إليه استعارًا.
إن انتظار الإمام المهدي عليه السلام هو انتظار للعدل الشّامل. ولا يمكن أن يكون الإنسان مشتاقًا لهذا العدل ما لم يتعمّق ـ بشعوره ووعيه ـ في إدراك الظّلم المنتشر في العالم.
إنّ أسوأ شيء بالنسبة للعاملين أن يعتقدوا أنّ الإمام عبارة عن إمكانات إضافيّة من القدرة والسلاح والمال. ولا شك بأنّ هذا سيحصل نتيجة الجهاد الكبير، لكنّ الله تعالى لم يخفِ وليّه كل هذه القرون لنجهل قيمته وموقعيّته وحقيقة ما يمثّله في شخصيّته الكاملة؛ بل يمكن القول بأنّ السبب الأوّل لغيبة الإمام (والذي سيكون ضدّه العامل الأوّل في ظهوره وخروجه للنّاس) هو جهل الناس بحقيقته كإمام معصوم وارث للنبوّة وامتداد للرسالة.
لهذا، فإنّ الظّلم الحقيقيّ أو الظّلم الأساسيّ الذي ينبع منه كلّ ظلم في العالم هو الجهل بالإمام ومنزلته عند الله تعالى.
فما لم ندرك هول الظّلم النّاشئ من تغييب الإمام، وما لم نربط بين كل المظالم التي تقع في العالم وظلم استبعاد دور الإمام المعصوم، فسوف تخبو شعلة الشوق فينا، ونفقد بذلك عنصرًا أساسيًّا يفترض أن يحفظنا على طريق التمهيد الواقعيّ للإمام.
للمزيد من الاطلاع، قراءة المقالة: "ما الذي يحفظ انتظارنا لفرج الله؟" على الرابط التالي:
http://www.islamona.center/1pn
من كتاب #هل_اقترب_الوعد_الحق
للكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين
للمزيد من المقالات والدروس المفيدة والشيقة تابعونا على موقعنا:
www.islamona.center
حين ندرك معنى وجود الإمام في حياتنا، وحين تستمر شعلة الشوق إليه في قلوبنا.
الشوق إلى الإمام المهديّ هو شوقٌ لما سيحقّقه في حياتنا كأفراد ومجتمعات. وبمقدار ما ندرك هذه الإنجازات وندرك الواقع الذي نحن فيه، سوف تزداد شعلة شوقنا إليه استعارًا.
إن انتظار الإمام المهدي عليه السلام هو انتظار للعدل الشّامل. ولا يمكن أن يكون الإنسان مشتاقًا لهذا العدل ما لم يتعمّق ـ بشعوره ووعيه ـ في إدراك الظّلم المنتشر في العالم.
إنّ أسوأ شيء بالنسبة للعاملين أن يعتقدوا أنّ الإمام عبارة عن إمكانات إضافيّة من القدرة والسلاح والمال. ولا شك بأنّ هذا سيحصل نتيجة الجهاد الكبير، لكنّ الله تعالى لم يخفِ وليّه كل هذه القرون لنجهل قيمته وموقعيّته وحقيقة ما يمثّله في شخصيّته الكاملة؛ بل يمكن القول بأنّ السبب الأوّل لغيبة الإمام (والذي سيكون ضدّه العامل الأوّل في ظهوره وخروجه للنّاس) هو جهل الناس بحقيقته كإمام معصوم وارث للنبوّة وامتداد للرسالة.
لهذا، فإنّ الظّلم الحقيقيّ أو الظّلم الأساسيّ الذي ينبع منه كلّ ظلم في العالم هو الجهل بالإمام ومنزلته عند الله تعالى.
فما لم ندرك هول الظّلم النّاشئ من تغييب الإمام، وما لم نربط بين كل المظالم التي تقع في العالم وظلم استبعاد دور الإمام المعصوم، فسوف تخبو شعلة الشوق فينا، ونفقد بذلك عنصرًا أساسيًّا يفترض أن يحفظنا على طريق التمهيد الواقعيّ للإمام.
للمزيد من الاطلاع، قراءة المقالة: "ما الذي يحفظ انتظارنا لفرج الله؟" على الرابط التالي:
http://www.islamona.center/1pn
من كتاب #هل_اقترب_الوعد_الحق
للكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين
للمزيد من المقالات والدروس المفيدة والشيقة تابعونا على موقعنا:
www.islamona.center
🎧 #اسمع: حملة القرآن عرفاء أهل الجنة
المدة: 28 دقيقة
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالْمُجْتَهِدُونَ قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةَ، وَالرُّسُلُ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةَ
🔗على الرابط:
http://www.islamona.center/2YX
#السيد_عباس_نورالدين
#مركز_باء_للدراسات
#القرآن
site: www.islamona.center
للاشتراك في القناة:
https://t.me/baacenter
المدة: 28 دقيقة
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالْمُجْتَهِدُونَ قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةَ، وَالرُّسُلُ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةَ
🔗على الرابط:
http://www.islamona.center/2YX
#السيد_عباس_نورالدين
#مركز_باء_للدراسات
#القرآن
site: www.islamona.center
للاشتراك في القناة:
https://t.me/baacenter
مركز باء للدراسات
حملة القرآن عرفاء أهل الجنة
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالْمُجْتَهِدُونَ قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةَ، وَالرُّسُلُ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةَ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
عن أمير المؤمنين (ع): من تسلّى بالكتب لم تفته سلوة
#كتاب_الصيف
#كتاب_الصيف
Forwarded from baacenter
#اقرأ: كيف نصنع قلبًا ذاكرًا... مجاهدة النفس في المحطة الأولى
كتاب #إشراقات_الروح
لأنّ القلب مركز التذكّر. ولا يتذكّر إلّا القلب الحي. ولا حياة للقلوب إلّا بالمواعظ. كما أوصى أمير المؤمنين عليه السلام: "أحيِ قلبك بالموعظة". فالاتّعاظ والتأثّر بحقائق العواقب الحسنة والسيّئة دليل أوّل على حياة القلب.
ولأنّ الاعتبار وتطبيق دروس الحياة على الذات دليل على وجود اتّصال قويّ بين النفس والقلب. فمن لم يعتبر بما يجري على غيره، فهو الغافل الناسي لنفسه. وكيف يحيي قلبه من نسي نفسه.
ولأنّ التفكّر الذي لا يثمر هو تفكّر عقيم؛ بل هو ليس سوى وساوس وخطرات عابثة. والثمار هي مجتنيات التفكّر، التي يودعها في القلب فتكون بذورًا للتذكّر. وبمقدار ما تزداد ذخائر القلب من ثمار التفكّر يقدر على التذكّر. ولهذا قيل إنّ مئة فكرة تنتج ذكرى، وألف فكرة قد تنتج مئة ذكرى. فلكي يذكر القلب، يحتاج إلى رصيدٍ كبير من الأفكار الطيّبة التي تضفي عليه تلك الحالة الروحية اللازمة.
للمزيد: http://www.islamona.center/2SM
#كتب
#مركز_باء_للدراسات
#السيد_عباس_نورالدين
#روحانية
#مقامات_السالكين
إدارة قناة مركز باء للدراسات:
لأسئلتكم:
Facebook: https://www.facebook.com/baacenter
Telegram: @Baa_center
Whatsapp: 0096176862741
Instagram: http://instagram.com/baa_center
Email: info@islamona.center
كتاب #إشراقات_الروح
لأنّ القلب مركز التذكّر. ولا يتذكّر إلّا القلب الحي. ولا حياة للقلوب إلّا بالمواعظ. كما أوصى أمير المؤمنين عليه السلام: "أحيِ قلبك بالموعظة". فالاتّعاظ والتأثّر بحقائق العواقب الحسنة والسيّئة دليل أوّل على حياة القلب.
ولأنّ الاعتبار وتطبيق دروس الحياة على الذات دليل على وجود اتّصال قويّ بين النفس والقلب. فمن لم يعتبر بما يجري على غيره، فهو الغافل الناسي لنفسه. وكيف يحيي قلبه من نسي نفسه.
ولأنّ التفكّر الذي لا يثمر هو تفكّر عقيم؛ بل هو ليس سوى وساوس وخطرات عابثة. والثمار هي مجتنيات التفكّر، التي يودعها في القلب فتكون بذورًا للتذكّر. وبمقدار ما تزداد ذخائر القلب من ثمار التفكّر يقدر على التذكّر. ولهذا قيل إنّ مئة فكرة تنتج ذكرى، وألف فكرة قد تنتج مئة ذكرى. فلكي يذكر القلب، يحتاج إلى رصيدٍ كبير من الأفكار الطيّبة التي تضفي عليه تلك الحالة الروحية اللازمة.
للمزيد: http://www.islamona.center/2SM
#كتب
#مركز_باء_للدراسات
#السيد_عباس_نورالدين
#روحانية
#مقامات_السالكين
إدارة قناة مركز باء للدراسات:
لأسئلتكم:
Facebook: https://www.facebook.com/baacenter
Telegram: @Baa_center
Whatsapp: 0096176862741
Instagram: http://instagram.com/baa_center
Email: info@islamona.center
Forwarded from baacenter
من كتاب #أولادنا
للكاتب والخبير التربوي #السيد_عباس_نورالدين
❓هل يمكن لبنات التسع سنوات أن يتحمّلن المسؤوليات الملقاة على عاتق المكلفات الراشدات؟
وفق الأطروحة الإسلامية، من المفترض أن تتحمّل الأنثى مع بلوغها الشرعي المسؤوليةَ التامّة عن تقرير مصيرها. وأحيانًا نتساءل: كيف يمكن لهذه الفتاة التي ما تزال طفلة في تصرّفاتها وحتى في تفكيرها، أن تتحمّل هذه المسؤوليّة الخطيرة؟
سن البلوغ بحسب الشرع يعني مرحلة تحمل جميع المسؤوليات المرتبطة بالنفس والمجتمع والأسرة والله تعالى. فهل يعني ذلك أنّ هذه الفتاة التي يقر الجميع بأنّها ما زالت أقرب إلى الطفلة منها إلى الراشدة، وهي غير مدركة للكثير من حدود هذه المسؤوليات، أن تنهض بأعبائها؟
والجواب: إنّ الشرع لم يفرض كل هذه الأمور إلا بحسب اجتماع شرائطها. كما أنّ الكثير من المسؤوليات، التي نتصوّرها مُلقاة على عاتق الفتاة، هي في الواقع ليست مسؤوليات على الإطلاق. ولهذا، يصعب علينا أن نتصوّر مثلًا أنّ الزواج قد يكون فرصة مهمّة للأنثى لكي تتكامل بدلًا من أن يكون تحمّلًا للمسؤولية الشديدة، لأنّ تصوّرنا عن الزواج بالنسبة للفتاة هو أنّه يتطلّب منها الكثير من الأعمال والكدح والتعب.
إنّ أقصى ما نفهمه من هذا التكليف هو أنّ هذه الرؤية الدينية لا تستبعد وصول بعض الفتيات إلى مرحلة النضج العقليّ والنفسيّ والجسديّ الذي يمكّنهنّ من تحمّل المسؤوليات الواقعية لا العرفية؛ وهو بهذه الطريقة يريد أن يوجّه التربية نحو المزيد من الإبداع والعمل لتسريع عملية النضج هذه.
لا شك بأنّ اهتمام الآباء والأمهات بهذا الأمر وانطلاقهم في التربية من هذه الحقيقة الشرعية يجعلهم أكثر انتباهًا ورعايةً لشروط التربية. وهل هناك ما هو أجمل من أن ينضج الإنسان مبكرًا من دون أن يتخلّى عن براءته وصفاء نفسه؟!
إننا نختلف كثيرًا مع الفكر الغربي وثقافته بشأن الإنسان؛ فمن الطبيعي أن نختلف معه بشأن الطفولة ووقت البلوغ وسن الرشد ومسؤوليات الحياة.
للكاتب والخبير التربوي #السيد_عباس_نورالدين
❓هل يمكن لبنات التسع سنوات أن يتحمّلن المسؤوليات الملقاة على عاتق المكلفات الراشدات؟
وفق الأطروحة الإسلامية، من المفترض أن تتحمّل الأنثى مع بلوغها الشرعي المسؤوليةَ التامّة عن تقرير مصيرها. وأحيانًا نتساءل: كيف يمكن لهذه الفتاة التي ما تزال طفلة في تصرّفاتها وحتى في تفكيرها، أن تتحمّل هذه المسؤوليّة الخطيرة؟
سن البلوغ بحسب الشرع يعني مرحلة تحمل جميع المسؤوليات المرتبطة بالنفس والمجتمع والأسرة والله تعالى. فهل يعني ذلك أنّ هذه الفتاة التي يقر الجميع بأنّها ما زالت أقرب إلى الطفلة منها إلى الراشدة، وهي غير مدركة للكثير من حدود هذه المسؤوليات، أن تنهض بأعبائها؟
والجواب: إنّ الشرع لم يفرض كل هذه الأمور إلا بحسب اجتماع شرائطها. كما أنّ الكثير من المسؤوليات، التي نتصوّرها مُلقاة على عاتق الفتاة، هي في الواقع ليست مسؤوليات على الإطلاق. ولهذا، يصعب علينا أن نتصوّر مثلًا أنّ الزواج قد يكون فرصة مهمّة للأنثى لكي تتكامل بدلًا من أن يكون تحمّلًا للمسؤولية الشديدة، لأنّ تصوّرنا عن الزواج بالنسبة للفتاة هو أنّه يتطلّب منها الكثير من الأعمال والكدح والتعب.
إنّ أقصى ما نفهمه من هذا التكليف هو أنّ هذه الرؤية الدينية لا تستبعد وصول بعض الفتيات إلى مرحلة النضج العقليّ والنفسيّ والجسديّ الذي يمكّنهنّ من تحمّل المسؤوليات الواقعية لا العرفية؛ وهو بهذه الطريقة يريد أن يوجّه التربية نحو المزيد من الإبداع والعمل لتسريع عملية النضج هذه.
لا شك بأنّ اهتمام الآباء والأمهات بهذا الأمر وانطلاقهم في التربية من هذه الحقيقة الشرعية يجعلهم أكثر انتباهًا ورعايةً لشروط التربية. وهل هناك ما هو أجمل من أن ينضج الإنسان مبكرًا من دون أن يتخلّى عن براءته وصفاء نفسه؟!
إننا نختلف كثيرًا مع الفكر الغربي وثقافته بشأن الإنسان؛ فمن الطبيعي أن نختلف معه بشأن الطفولة ووقت البلوغ وسن الرشد ومسؤوليات الحياة.