إسلامنا
4.15K subscribers
1.46K photos
787 videos
5 files
3.19K links
يمكنكم التواصل مع إدارة القناة عبر الرابط التالي:
@Baa_center

🔗كيف تسعد في حياتك الزوجية: https://t.me/BaaHappy_marriage
🔗تربية الأبناء: https://t.me/baakids
🔗 أسئلة حساسة وأجوبة سهلة: https://t.me/BaaAkida
🔗في رحاب الدعاء: https://t.me/BaaDu3a2
Download Telegram
الصوم الهادف 7.. ما معنى أن نكون في ضيافة الله؟

🌙شهر رمضان.. شهر ضيافة الله، ماذا يعني ذلك؟
شهر رمضان شهر الاستمداد من الله تعالى ويحصل الاستمداد بواسطة الانقطاع إلى الله؛ حيث إنّ هذا الشهر يمثل بروحه حالة الانقطاع إلى الله حين تصبح أنفاسنا فيه تسبيحاً ونومنا فيه عبادة، فهذا يعني أنّه يمكننا أن نعيش طيلة 30 يومًا في حالة عبادية مستمرة.
إنّ الفيوضات الإلهية التي تتنزّل في شهر ضيافة الله هي أعظم من أي فيض يمكن أن يتصوّره إنسان، وكفى بذلك أنّ ليلة القدر التي تتنزل الملائكة والروح فيها، هي في هذا الشهر، بمعنى أن كل خيرات وبركات وكمالات العوالم العليا تتنزل في هذه الليلة وفي هذا الشهر؛ ولكن بالنسبة لنا نغترف بحسب رجائنا وتوقّعاتنا أكثر من أي شيء آخر، وهذا ما يُعبر عنه بحسن الظن الذي ورد بشأنه "ما عُبد الله بأفضل من حسن الظن به".
حسن ظننا يكون تابعًا لحالاتنا الفكرية وتصوراتنا عن الله عز وجل، لذلك يمكن أن يكون حسن ظن ما هو سوء ظن بالله سبحانه وتعالى والعياذ بالله. مثلما إذا كنا نرجو من الله شيئًا هو من فعل الكرام العاديين، وكنا نعتبر أن هذا أقصى ما يمكن أن يتحقّق، فهذا في الواقع سوء ظن بالله سبحانه وتعالى.
لذلك تأتي هذه القاعدة من الإمام الكاظم عليه السلام الذي يريد من خلالها أن يحسّن حسن ظننا بالله سبحانه وتعالى ويصلحه، فيقول: "كن لما لا ترجو أرجى مما ترجو"؛ أي أن يكون رجاؤنا دائمًا متعلقاً فوق ما نرجوه في العادة، فإذا كنا نرجو أي شيء من الله ونعيش هذا الرجاء في أيامنا وأحوالنا علينا أن نعتبر أنّ هذا الرجاء قاصر وغير صحيح، وعلى هذا الأساس ينبغي أن لا ندع حدا لرجائنا ولحسن ظنّنا ولطلبنا من الله عز وجل.

🌙طلب العزم
من أهم الأمور التي ينبغي أن نطلبها في هذا الشهر هو العزم، لأنّه في كثير من الأحيان نتوقع ونرجو ونرغب ونحلم لكننا لا نجد العزم الكافي للسير نحو ما نرجوه ونتمنّاه. وهنا يأتي شهر رمضان وهذه العبادة بالخصوص لتعزّز حالة العزم في الإنسان لأن العزم من شؤون الصبر، فكلما زاد صبر الإنسان ازداد عزمًا وبالعكس.
ولا يشك أحد بأن شهر رمضان هو شهر الصبر؛ حتى أنه قد ورد في التفاسير الروائية {واستعينوا بالصبر والصلاة}، الصبر هو الصيام، وكأن التجسيد العبادي للصبر يكون في الصيام.
نحن نعلم أنّ الصيام فيه مشاق عدة ويتطلب تحمّلًا، لكنّه أيضًا من أنواع التربية الإلهية التي تعزّز فينا حالة الصبر فنعتاد بعدها على تحمّل المشقات في شؤون الحياة المختلفة، وبفضل هذا التحمل تقوى النفس ويمكن أن تتشكل فيها حالة العزم الأكيد على القيام بالأعمال الكبيرة والعظيمة التي خلقنا لأجلها.

للمزيد: http://www.islamona.center/1sG مدة المحاضرة: 10 دقائق
للمزيد من الفوائد القرآنية، انضموا إلى قناتنا "شهر رمضان ربيع القرآن" على التلغرام على الرابط: https://t.me/Quran_MonthofRamadan
كيف نكتسب قيمة الصبر ونحافظ عليها؟
كيف نستنزل الصبر؟ كيف نكتسب هذه القيمة في شهر رمضان المبارك؟ وكيف نحافظ عليه بعد انقضاء الشهر الفضيل؟
للمزيد: http://www.islamona.center/2Uz

للكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين
#شهر_رمضان_شهر_ضيافة_الله
#الصبر


📌 قنواتنا:
instagram.com/baa_center
t.me/baacenter
facebook.com/baacenter
Forwarded from ربيع القرآن
من كتاب #المعجزة_الكبرى

ما أوحش أن يعيش الإنسان وحيدًا، ومن يطيق مثل هذا العيش! فالله تعالى خلق الإنسان من مادّة الأنس، وفطره على الاستيناس. فمن لم يكن له من أنيس قد يجنّ أو يموت كمدًا.
لكنّ أعظم أنيس وألطف جليس لهذا الإنسان هو خالقه وربّه، الذي يكلّمه ويناجيه في كلّ أحواله وهو لا يفارقه ولا يبعد عنه لأنّه أقرب إليه من حبل وريده وهو معه أينما كان. وكيف لا يكون الله قريبًا من عباده وقد أنزل إليهم كتابًا فيه يكلّمهم أينما كانوا.
للمزيد من الفوائد القرآنية، انضموا إلى قناتنا "شهر رمضان ربيع القرآن" على التلغرام على الرابط: https://t.me/Quran_MonthofRamadan
Forwarded from baacenter
من كتاب #الأخلاق_الولائية
الإمام الخامنئي

من وصية النبي(ص) لأمير المؤمنين(ع): يا علي كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين؛ عين سهرت في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين فاضت من خشية الله [تحف العقول ص 8].
النهار ليس وقت فراغ البال. إنّ وقت الفراغ والخلوة هو الليل، وبالأخص القسم الأخير منه. وبالرغم من أنّ ظاهر الرواية هو الاستيقاظ لأجل العبادة إلّا أنّ الشخص الذي يبقى مستيقظًا في خنادق الجهاد والدفاع أو المطالعة وتحصيل العلم في سبيل الله (لا لأجل التفاخر واظهار النفس او المراء والجدل) فهو مشمولٌ أيضًا في هذه الرواية. [الإمام الخامنئي، الأخلاق الولائية].
#اقرأ: كيف ننال أرقى الحالات الروحية
إنّ سعي المسلم الواقعيّ نحو الحياة الآخرة لا يعني التضاد مع أدنى درجات الحياة، وإن كانت الدرجة الدنيا تبدو كلا شيء أمامها؛ لأنّ حفظ أدنى درجات الحياة واحترامها وحتى التمتّع بها، هو الذي يدلّ على لياقة الإنسان للتمتّع بالحياة الخالدة المطلقة الأبدية. وإنّما يختار المؤمن تلك الحياة الأبدية دومًا ويفضّلها على الحياة الدنيا لأنّها سرّ بقائها وديمومتها وجمالها. وما كان توجّه المتقين نحو الجنة إلا ليجعلوا كل أرض جنة؛ ولهذا كان لهم في النهاية الفوز بالجنّة والأرض معًا كما قال عزّ من قائل : {وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلين}.
للمزيد: http://www.islamona.center/2k1

#مقالات
#روحانية
#نمط_العيش
#السيد_عباس_نورالدين
#مركز_باء_للدراسات


#قناة_مركز_باء_للدراسات
للاشتراك في قناة "مركز باء للدراسات" على التلغرام اضغط على الرابط التالي:

https://goo.gl/ZF6C56
إدارة قناة مركز باء للدراسات:
لأسئلتكم:
Facebook: https://www.facebook.com/baacenter
Telegram: @Baa_center
Whatsapp: 0096176862741
Instagram: http://instagram.com/baa_center
Email: info@islamona.center
من كتاب #عشر_قواعد_لحياة_روحية_عظيمة
للكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين

الحياة الروحانية ليست أمرًا تخلقه أوهامنا، بل هي حقيقة أقوى من كل حقائق الدنيا وما فيها، وهي أمرٌ لا يمكن تلمسّه إلا حين نميّزه عن الحياة المادية.. وبداية الروحانية فكرٌ حرّ ينطلق في آفاق الوجود عبر معنى النفس ونشوئها، وعلامة ذلك أن أقدر على تمييز طريق الروحانية الصافية المطلقة عن الطرق الوهمية الكثيرة الأخرى!
قد يحصل هذا التمييز لبعض الباحثين في البدايات، وقد يحصل لبعضهم الآخر أثناء الطريق؛ لكنّ الجامع المشترك بين هؤلاء كلّهم هو إيمانهم بالبصيرة والوعي التام، واعتبارهم اليقين أمرًا مقدّسًا.
حين يدرك أحدنا مبدأ الروحانية هذا، ويعلم مدى تأثير الوعي على الروح، فإنّه سرعان ما سيتمكّن من تمييز طرقها، فيعلم أين ينتهي كل طريق. وحين ندرك النهايات نكون قد أدركنا البدايات حتمًا.
الرّوحانيّ الحقيقيّ شديد الاهتمام ببداية الطريق، في الوقت الذي قد يهتم غيره بتفاصيل المحطات. ولأنّه كذلك، فهو واعٍ تمامًا للفارق الجوهريّ بين الروحانية والمادية. ولهذا، فهو يعرف فلسفة الجوع وحكمة وجوده في حياتنا؛ ويعلم أنّ عليه أن يواجه قضية جوعه واحتياج إلى الطعام بفكره قبل قلبه، لأنّ القلب يستمد من الفكر أولًا.
حين نفهم سر وجود الجوع في حياتنا، ندرك كلّ أسرار هذه الحياة، وندرك معها مسؤولياتنا تجاهها وكيف ينبغي أن نعيشها بروحانية تامّة. وإذا عملنا وفق هذه المسؤوليات، استشعرنا روحانيّتنا الخفية.
أجل، لقد وُجدنا على هذه الأرض لنجوع، ولأنّ الجوع مؤلم، فيجب أن نبحث عن كيفية التحرّر من ألمه.. إنّه امتحاننا الأكبر الذي يمكّننا من النجاح فيما بقي من الامتحانات التي تنتظرنا.
لم نهبط إلى هذه الأرض لنخرج منها بأيّ شكلٍ كان؛ بل لأنّ فيها قد وُجدت فرصتنا الوحيدة لاكتشاف روحانيتنا المطلقة. ولأنّ أبرز ما في امتحانات الأرض وقضاياها هو الجوع، كان علينا أن نكتشف أسرار الحياة فيها بدءًا منه.
كم قد نعجب بحياة الزهد في دير راهب أو صومعة ناسك؛ هناك حيث الانقطاع عن مشاغل الحياة وهمومها، والبعد عن بشاعة الظروف وتعاستها، والانصراف التام والاشتغال الدائم بذكر الله؛ لكن يحق لنا أن نتساءل: من أين يحصل هؤلاء الرهبان والنسّاك على طعامهم؟ وإذا كانت أديرتهم قد حقّقت الاكتفاء الذاتي بالاستغناء عن الناس، فكيف استطاعوا أن يحفظوا عزلتهم من دون أن يهجم الفقراء المعدمون على مستودعاتهم المكدّسة؟! أليس وراء هذا الشبع والاستغناء أسباب؟ وهل يمكن أن نصدّق أنّ الرهبان والمتنسّكون قد انقطعواعن الناس وعاداتهم، وانفصلوا عن النظام الحاكم، الذي لا يترك شيئًا من موارد الطبيعة ومقدرات الناس إلا ويضع يده عليها؟
فما كان بحسب الظاهر زهدًا وانقطاعًا إذ به يبدو على حقيقته كأشد ما يكون التعلّق والارتباط. وكل هذا الذكر والطمأنينة إنّما حصل بعد سلسلة طويلة من التدابير، التي لكلٍّ منها ثمنه وكلفته في النفس والعقيدة والروح.
وهذا مثالٌ بسيط قد يساعدنا على اكتشاف أيّ طريق روحانيّ قد استطاع أن يتحرّر فعلًا من الماديات، حتى لا يكون جوابنا سطحيًا ساذجًا بعيدًا عن الحقيقة.
فلماذا تفرّ بعض الطرق الروحانية من مبدأ الروحانية الأوّل، وهي تتوقّع أن تجد الروحانية الصافية في النهاية؟ والأجدى أن نسأل: كيف يمكن لروحانية أن تستمر في الحياة الدنيا وهي تنقطع عن أوضح معاني هذه الحياة وأسرارها؟
كيف يمكن أن تكون الروحانية نورًا ويقظة ووعيًا ووضوحًا، وهي تغفل عن أوّل مظاهر الحياة وأبسطها؟
أن نجوع ونسعى لسدّ جوعنا هو أجلى وأوضح مظاهر هذه الحياة، فكيف يمكن أن نفهم هذه الحياة لننطلق منها إلى روحانيّتنا ونحن لا نفهم أبرز ما فيها. "كيف نأكل؟" و"من أين نأكل؟" هو أقوى كاشف لحقيقة روحانيّتنا. فها هي أبسط قضية في الدنيا تحدّد من نحن في السماء!
هل نأكل من دون أن نتّبع الناس والحكّام والأعراف ونتعلّق بهم؟
هل نأكل من دون أن نسلب فقيرًا قوته؟
هل نأكل من دون أن نكون شركاء في تخريب الأرض وإفسادها؟
هل نأكل من دون أن نكون ممّن يروّج للمواد المخرّبة للأبدان والمدمّرة للأسر؟
هل نأكل من دون أن نكون مساهمين في النظام الاقتصادي الفاسد الذي يزيد الفقراء جوعًا؟
هل نأكل من بقايا أموال نهبها أجدادنا من الشعوب الأخرى؟
الحق رغيف خبزك تعرف من أنت! وبدل التغاضي عن أوّل أسرار الروحانيّة المطلقة، فلنمتلك شجاعة البحث عن الحقيقة؛ فالحقيقة كما قيل تحرّر صاحبها.
وسواء كنت تأكل رغيفًا واحدًا على مدى أسبوعٍ كامل، أو تأكل عجلًا، فالتبعية تبقى تبعيةً، والظلم يبقى ظلمًا، والمشاركة تبقى مشاركة.
ولو كنت راهبًا في دير لا شغل لك بالناس، طالما أنّهم يعدّون لك طعامك البسيط، فأنت مثل الذي يدير مصرفًا أو يملك مطعمًا يأكل منه الناس. ففي الحقيقة قد يكون الشبه بينكما في الأكل كبيرًا وإن اختلفت مقادير الطعام كثيرًا.
فلماذا نفر من مواجهة حقيقة تدلّنا على من نحن وكيف نحن في الروح والمعنى؟
لقد خلقنا الربّ الحكيم محتاجين إلى الطعام منذ أوّل لحظات حياتنا، ومن قبل أن نفتح عيوننا أو نعلم شيئًا، وقد كان هذا بداية الخيط الذي يقودنا إلى الحقيقة!
أن نأكل يعني أن نرتبط بالحياة الدنيا بجميع أبعادها.
وأن نأكل يعني أنّنا يجب أن نعيش ضمن جماعة بشرية مترابطة.
وأن نأكل اليوم، يعني أن تضطر جماعتنا إلى الارتباط بالجماعات البشرية الأخرى.
وأن نأكل يعني أن نرتبط بالأرض وبالسماء.
فانظر إلى أين قادنا هذا الجوع!
إذا كان لا بدّ أن نسدّ جوعنا، فيجب أن نكون أرضيين بكل ما للكلمة من معنى، ومن خلال كوننا أرضيين، ومن خلال وعينا "لأرضيتنا"، يمكن أن نؤسّس لرحلة عروجنا في السماء.
أرضيتنا أو ماديتنا هذه، هي قاعدة روحانيتنا، شئنا أم أبينا.
أرضيتنا هي محل اكتشافنا للوعي الكوني ولأسرار الوجود.
وبالأرض نبني منظار مشاهدة السماء!
حين يتفتّح وعينا على مدى ارتباط أكلنا بكل الأشياء الأرضية، سنجد أنّنا جزءٌ من نسيجٍ عجيب لا يبدو أنّ له نهاية؛ وسرعان ما نجد أنفسنا أمام ضرورة إعادة صياغة هويّتنا وإنيّتنا، أي من نحن بالحقيقة.
فبدل التغاضي عن الأنا بحجّة الانعتاق، نبدأ من الأنا لنحقّق الانطلاق. لكن هذه الأنا هي تبلور الوعي الكوني والإدراك الروحي لمعنى وجودنا.
Forwarded from baacenter
من كتاب#كيف_تصبح_غنيا_وتنعم_بالحياة
الكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين

من أسباب الرّزق والغنى
السّعي في طلب الرزق الحلال الذي يفتح الله تعالى أبوابه، ويكون مقابلًا للكسل والخمول. فمن اختار القعود عن طلب الرزق الذي يفتح الله له بابه، سيُبتلى بالفقر. وهذا الفتح هو إشارة من الله تعالى لعبده ليسلك هذا الطريق الذي جعل الله فيه خيرًا ونفعًا ومصلحة. والدخول من هذا الباب الإلهيّ دليل على الرجاء والثقة وحسن الظن بالله تعالى. لأنّ العبد يعلم أنّ الله تعالى قد فتح هذا الباب الصحيح، الذي لا يتنافى مع تكاليفه ووظائفه الأخرى؛ مثل أن يكون بيد هذا العبد شيء، ثمّ يأتيه شخص ويطلب منه أن يبيعه إيّاه وفيه ربح له، فمن الحماقة هنا أن لا يبيع. أو أن يكون لهذا العبد قطعة أرض يمكنه أن يزرعها وتدرّ عليه بعض الثمر، لكنّه لا يفعل ذلك، فهذا سدّ لباب الرزق.
أجل، لو كان في طريقٍ ما، مزاحمة ومعارضة لأعمالٍ ضروريّة يقوم بها، فإنّ سلوكه يُعدّ عاملًا للفقر، وإن نال منه رزقًا أو مالًا وفيرًا. ولهذا قال أمير المؤمنين عليه السلام: "لَا يَتْرُكُ النَّاسُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ لِاسْتِصْلَاحِ دُنْيَاهُمْ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْه‏."
فالدين والواجب والتكليف الشرعيّ هي أساس المساعي الأوّليّة، التي لا ينبغي التضحية بها مهما كان الأمر. والله تعالى قد يجعل لعبده هنا رزقًا خاصًّا يأتيه رغدًا، أو يفتح له بعض أبواب المكاسب التي لا تضر ولا تزاحم واجباته الدينيّة.
من كتاب #إشراقات_الروح
للكاتب والمفكر #السيد_عباس_نورالدين

إذا عزم الإنسان على السفر إلى الله وأدرك أنّ كماله الحقيقيّ إنّما يكون في ظلّ القرب الإلهيّ، الذي يتحقّق بفضل العبوديّة التامّة، فربما يجد نفسه غير منسجمة مع متطلّبات هذا السفر.
ولأنّ الإنسان في بدء الأمر يكون أسير النفس والهوى، فلا بدّ أن يعمل على تبديل نفسه وهواه، وإلّا لم يتسنَّ له السفر. وهنا ينشأ الصّراع وتبرز الحاجة فيه إلى المجاهدة والمقاومة.
في البدء تكون النفس حاكمة على جميع التوجّهات، وتكون رغباتها مسيطرة؛ فلا بدّ من مقاومة هذه الرغبات على طريق إخضاع النفس للتوجّهات السليمة التي تنشأ بفضل نور العقل والفطرة. وبذلك ينفتح الباب أمام تبديل النفس إلى نفس مطمئنّة مشرقة بنور العقل الهادي إلى الله.
ولأجل النجاح في هذه المرحلة الحسّاسة، يجب الالتزام بعشرة شروط أساسية، وهي: اليقظة والتوبة والمحاسبة والإنابة والتفكّر والتذكّر والاعتصام والفرار والرياضة والسّماع.

1.اليقظة
والمقصود فيها إيقاظ النفس وتنبيهها إلى ما أعدّ الله لها من كرامات، وحذّرها من مغبّات، وهيّأ لها من فُرص لا تُعوّض. ففي اليقظة يسطع نورٌ إلهيّ في القلب، يعزم صاحبه بفضله، على القيام لله تعالى وجعل حياته كلّها لله تعالى. فإذا كنت ترى هذا العزم في قلبك، فاعلم أنّك قد اتّصلت بمنبع النور، وما عليك إلّا أن تسلك طريق اليقظة من خلال تقوية ملاحظة النعم الإلهية التي لا تُحصى، ومطالعة أخطائك وذنوبك التي حجبتك عن الحقيقة ومنعتك من السير إلى الله، والانتباه إلى تقصيرك وتفويتك للكثير من الفرص التي مرّت وتمرّ في حياتك.
إنّ من أهم علامات اليقظة التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار السرور، حيث تغلب الخيارات الأخروية على الرغبات الدنيوية.

2.التوبة
ولأنّ الذنوب والمعاصي هي موانع السّير وعقبات السلوك، فلا بدّ من الإقلاع عنها بالندم والتوبة ممّا سبق منها. ولهذا، يحتاج المسافر إلى معرفة مسؤوليّاته وواجباته وما حرّم الله عليه وحظر، لكي يدرك جيّدًا ما قصّر فيه وما اجترح وما تعدّى وما أهمل. وبالإضافة إلى ذلك، يحتاج إلى معرفة حقيقة الذنب ومعناه الواقعيّ وما يتركه من أثر وتبعات في النفس.
إنّ الندم على التفريط والعصيان يدلّ على رسوخ تلك المعرفة، وهو بذاته أحد أركان التوبة والرجوع عن المعصية.

3.المحاسبة
لا تتم التوبة إلّا بتدارك ما فات وإصلاح ما فسد؛ وهذا ما يتطلّب محاسبة مستمرّة للنفس. ففي المحاسبة مشارطة للنفس أن لا تعود إلى العصيان وأن تلتزم بالتقوى والانقياد، وفيها معاتبة وملامة للنفس يتبعها تأديب بحسب الذنب. ولا توفيق لذلك إلّا في ظلّ المراقبة الدقيقة للأعمال والتصرّفات.

4.الإنابة
فبعد الرجوع عن المخالفة إلى الموافقة، وعن العصيان إلى الانقياد، يجب الرجوع إلى الله تعالى. وهذا ما يحصل من خلال الرجوع إليه تعالى إصلاحًا، بعد أن رجع إليه اعتذارًا، والرجوع إليه للوفاء بالعقد والميثاق كما رجع إليه وفاءً للعهد، والرجوع إليه تعالى بالحال بعد المقال، كما رجع إليه مستجيبًا لدعوته.

5.التفكّر
المحجوب عن الله بالاستغراق في الآثار، يجب أن يرجع إليه بمعرفة منشأ الآثار. ولا يحصل هذا إلا بفضل التفكّر، الذي هو تلمّس البصيرة لأجل الوصول إلى الغاية.
التفكّر الهادف هو البحث عن الله تعالى في الآفاق والأنفس لإدراك آياته وعظيم قدرته ولطف صنعه وقوّة حضوره. فإذا استقرّ التفكّر في النفس وصار ملكة راسخة فيها، لم يحجبها الوهم عن إدراك الحقيقة؛ فتدرك داعي الله في خلقه وفعله وآثاره، وتعلم أنّها مخاطبة في كلّ ما يجري حولها. وهكذا يستقر النداء الإلهيّ في القلب.

6.التذكّر
بالتفكر يجتني ثمار الأفكار بصورة الحقائق، وبالتذكّر يستحضر هذه الحقائق ويعيش معها. ولهذا، لا فائدة من الفكر إن لم يكن ذكر. فبالتذكّر يمزج الإنسان نفسه بعجين الحقيقة، حتى تتّحد معها وتصير جزءًا منها وتتنوّر بها.
قد يبلغ أحدنا أجمل الأفكار وأروع الحقائق، لكنّها قد تفرّ منه ولا تعود، أو تبقى معلّقة في غرفة الذاكرة كأي ذكرى مرّت معه. وما لم يعرض هذه الحقائق على نفسه ويتقبّلها بقلبه، فمن المُستبعد أن ينتفع بها. وهذا هو دور التذكّر الذي يحدث في النفس ذكرا.

7.الاعتصام
الاعتصام بحبل الله هو المحافظة على طاعته مراقبًا لأمره، والاعتصام بالله هو الترقّي عن كلّ موهوم والتخلّص من كلّ تردد. وإنّما يتدرّج المسافر من الاعتصام بحبل الله حتى يصل إلى الله تعالى. وحبل الله الأوثق هو شريعته وطريقته، ولا يكتمل إلا بالانقطاع التام عمّا سواه، فيكون له الاتّصال وهو غاية الاعتصام.
8.الفرار
وهو الهروب من كل ما سوى الله إلى الله تعالى، كما قال عز وجل: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ‏}. ولأنّ كل ما عدا الله هو سبب للنقمة والعذاب والخسران والحرمان، ولأنّ النفس تسوق الإنسان نحو هذا الخسران ـ كما قال تعالى: {وَالْعَصْر * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفي‏ خُسْر} ـ فلا بدّ من الفرار للنجاة. والمقصود من كل ما سوى الله هو الجهات الغيريّة في الأشياء، التي تكون الدنيا مظهرها الأتم، ولهذا كانت الدنيا المانع الأكبر من الوصول إلى الله تعالى.

9.الرياضة
والرياضة هي تمرين للنفس على قبول الصدق. وهي أن يعوّد نفسه الصدق بالتكلّف في القول والعمل والنية، ويصدّق ما جاء من الحقّ تعالى، فيكون مطابقًا في كلّ وجوده لما هو حقّ في كلّ الوجود. كما قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}. إنّ النفس تميل إلى الكذب حين يوافق مصلحتها المزعومة أو حين يهدّد الحقّ رغباتها وآمالها. والحقّ هو الوجود، والوجود هو الخير؛ ولا يمكن أن يكون الصدق مانعًا من الخير. فمن طلب الكمال وجب عليه أن يوافق الحقّ في كل شيء وإن رأت نفسه خلافه.

10.السماع
والسماع إدراك لداعي الله ونداءاته المبثوثة في كلّ أرجاء الوجود؛ من الزّجر والدعوة والجذب، التي يدرك السالك فيها المقاصد والغايات، فيعلم مراد الله منه في كلّ شيء. ولهذا قالوا أن نكتة السماع هي الانتباه. فمن بحث عن الله سمع نداءه وأدرك مراده.
للمزيد من الفوائد القرآنية، انضموا إلى قناتنا "شهر رمضان ربيع القرآن" على التلغرام على الرابط: https://t.me/Quran_MonthofRamadan