اللهم اجْعَلْ أهواءَنا جَنِيبَةً لِمُرادِك، تابعةً لأمرك، واعْصِمْنا مِن الزلَلِ، وخُذْ بِأَيْدِينا إلى الصواب، واهْدِنا إلى الرَّشاد.
اللهم إني أعوذ بك مِن خفيِّ الهوى، ومِن إيثار حظِّ النفس، وأَجِرْني مِن الباطل المتلَبِّسِ بالحق، وأَبِنْ ليَ الحقَّ المشتبهَ بالباطل، ولا تجعلني غَرَضَ الحَيْرَة، وهَدَفَ التلَجْلُجِ، وأعوذ بك مِن لسان مَذِقٍ يقول، ونفسٍ خوّارة لا تفعل.
اللهم إني أعوذ بك مِن خفيِّ الهوى، ومِن إيثار حظِّ النفس، وأَجِرْني مِن الباطل المتلَبِّسِ بالحق، وأَبِنْ ليَ الحقَّ المشتبهَ بالباطل، ولا تجعلني غَرَضَ الحَيْرَة، وهَدَفَ التلَجْلُجِ، وأعوذ بك مِن لسان مَذِقٍ يقول، ونفسٍ خوّارة لا تفعل.
#نفثة
لا تَدْفعيني إلى تلك الأباطيلِ
فلستُ منها على شِبْرٍ وَّلا مِيلِ
صبرتُ نفسيَ دهرًا عن خوالِبِها
حتى استقامَتْ، فإن لَّمْ تصبري مِيلي
إني كرِهْتُ لِنَفْسي أنْ تُعاوِدَها
بعدَ السلامةِ عاداتُ الأراذيلِ
وأنتِ في غيرِ بِرٍّ تَدْفعين بنا
في مَهْمَهٍ مُّنْتَهاها قَعْرُ سِجِّيلِ
فجاوِرِي غيرَ مذمومِ الجِوارِ ولا
داني النِّجَارِ وبادي العارِ، أو زُولي
فما طَمِعْتُ لِنَفْسي أن يُّصاحِبَها
مَن لَّا يكونُ لها كالكُحْلِ والمِيلِ
لا تَحْسبي أنَّ فَلّي مُوهِنٌ عَضُدِي
لا خيرَ في السيف يُلْفَى غيرَ مفلولِ
وإنْ تَمُتْ رَغَباتٌ كنتُ آمُلُها
فلم يمُتْ قلبُ ماضي العزْمِ شِمْلِيلِ
أَأَن رَّأيتِ زمانَ السُّوءِ بَدَّلَ مِن
أهلِ العمائم أصحابَ البناطيلِ
مِن كُلِّ مَن لَّسْتُ أدري حين أُبْصِرُهُ
أذو الحمائلِ أم ذاتُ الخلاخيل؟
وصِرْتُ أُبصِرُ شيئًا لَّا أُمَيِّزُهُ
خَلْقُ الرجالِ وأخلاقُ التماثيل
إذا رأيتُ فوجْهٌ لَّسْتُ أُنْكِرُهُ
وإن بَلَوْتُ فأفعالُ المجاهيلِ
وغابَ مَن كان يُسْتَشْفى بحكمتهِ
ويَهْتَدي بِهُداهُ كلُّ ضِلِّيلِ
إذ كان للناس أَسْنامٌ وأَغْرِبَةٌ
فصارَتِ الناسُ كالشَّاءِ المَجافيلِ
وكان زَهْوُ الفتى في حُسْنِ قالَتِهِ
ونَصْبِ هامَتِهِ كالليثِ في الغِيلِ
أو في اصْطِناعِ يَدٍ تبقى لِذِكْرِ غَدٍ
أو في جِلَاءٍ لِأَسْيافٍ مَّصاقيلِ
فصار ذِكْرُ أُلَاءِ القومِ تُرَّهَةً
كما تُنَبَّأُ بالعنقاءِ والغُولِ
وصار زَهْوُ الفتى في هَزِّ قامَتِهِ
مثلَ النعامةِ إن رِّيعَتْ بِتَجْفِيلِ
لَهْفي عليكَ زمانًا لَّو رجعْتُ لهُ
نصَبْتُ فيه عريضاتِ الغرابيلِ
لِتَنْخَلَ الناسَ نَخْلًا غيرَ مُبْقِيَةٍ
إلا نُقاوَةَ أبناءِ البهاليلِ
لَهْفي عليك زمانًا ما تركتَ لنا
إلا مُسُوخًا قَفَاها كلُّ مخذولِ
إني لَأَرْقُبُ فيهم كلَّ سانحةٍ
رَجْمَ الأحابيشِ بالطيرِ الأبابيلِ
فقد بَدَا شَرُّهمْ من كلِّ مَرْقبَةٍ
فاحْبِسْ عَوَادِيَهمْ يا حابِسَ الفيلِ
ـ ١٤٤٥/٨/٢٧
لا تَدْفعيني إلى تلك الأباطيلِ
فلستُ منها على شِبْرٍ وَّلا مِيلِ
صبرتُ نفسيَ دهرًا عن خوالِبِها
حتى استقامَتْ، فإن لَّمْ تصبري مِيلي
إني كرِهْتُ لِنَفْسي أنْ تُعاوِدَها
بعدَ السلامةِ عاداتُ الأراذيلِ
وأنتِ في غيرِ بِرٍّ تَدْفعين بنا
في مَهْمَهٍ مُّنْتَهاها قَعْرُ سِجِّيلِ
فجاوِرِي غيرَ مذمومِ الجِوارِ ولا
داني النِّجَارِ وبادي العارِ، أو زُولي
فما طَمِعْتُ لِنَفْسي أن يُّصاحِبَها
مَن لَّا يكونُ لها كالكُحْلِ والمِيلِ
لا تَحْسبي أنَّ فَلّي مُوهِنٌ عَضُدِي
لا خيرَ في السيف يُلْفَى غيرَ مفلولِ
وإنْ تَمُتْ رَغَباتٌ كنتُ آمُلُها
فلم يمُتْ قلبُ ماضي العزْمِ شِمْلِيلِ
أَأَن رَّأيتِ زمانَ السُّوءِ بَدَّلَ مِن
أهلِ العمائم أصحابَ البناطيلِ
مِن كُلِّ مَن لَّسْتُ أدري حين أُبْصِرُهُ
أذو الحمائلِ أم ذاتُ الخلاخيل؟
وصِرْتُ أُبصِرُ شيئًا لَّا أُمَيِّزُهُ
خَلْقُ الرجالِ وأخلاقُ التماثيل
إذا رأيتُ فوجْهٌ لَّسْتُ أُنْكِرُهُ
وإن بَلَوْتُ فأفعالُ المجاهيلِ
وغابَ مَن كان يُسْتَشْفى بحكمتهِ
ويَهْتَدي بِهُداهُ كلُّ ضِلِّيلِ
إذ كان للناس أَسْنامٌ وأَغْرِبَةٌ
فصارَتِ الناسُ كالشَّاءِ المَجافيلِ
وكان زَهْوُ الفتى في حُسْنِ قالَتِهِ
ونَصْبِ هامَتِهِ كالليثِ في الغِيلِ
أو في اصْطِناعِ يَدٍ تبقى لِذِكْرِ غَدٍ
أو في جِلَاءٍ لِأَسْيافٍ مَّصاقيلِ
فصار ذِكْرُ أُلَاءِ القومِ تُرَّهَةً
كما تُنَبَّأُ بالعنقاءِ والغُولِ
وصار زَهْوُ الفتى في هَزِّ قامَتِهِ
مثلَ النعامةِ إن رِّيعَتْ بِتَجْفِيلِ
لَهْفي عليكَ زمانًا لَّو رجعْتُ لهُ
نصَبْتُ فيه عريضاتِ الغرابيلِ
لِتَنْخَلَ الناسَ نَخْلًا غيرَ مُبْقِيَةٍ
إلا نُقاوَةَ أبناءِ البهاليلِ
لَهْفي عليك زمانًا ما تركتَ لنا
إلا مُسُوخًا قَفَاها كلُّ مخذولِ
إني لَأَرْقُبُ فيهم كلَّ سانحةٍ
رَجْمَ الأحابيشِ بالطيرِ الأبابيلِ
فقد بَدَا شَرُّهمْ من كلِّ مَرْقبَةٍ
فاحْبِسْ عَوَادِيَهمْ يا حابِسَ الفيلِ
ـ ١٤٤٥/٨/٢٧
في الأثر الذي وصف فيه علي -رضي الله عنه- كلامَ الله جلَّ وعلا: (لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه).
فالانتفاع بكلام الله لا تُعَدّ وجوهه، ولا تُحَد صوره. ومن أعظم ما ينتفع به بعد الانتفاع بهدايتِه وأحكامه الانتفاعُ ببيانه وإحكامه.
https://youtu.be/DZ7OU8SVr2g?si=PrSlzExb8N_4i1bp
فالانتفاع بكلام الله لا تُعَدّ وجوهه، ولا تُحَد صوره. ومن أعظم ما ينتفع به بعد الانتفاع بهدايتِه وأحكامه الانتفاعُ ببيانه وإحكامه.
https://youtu.be/DZ7OU8SVr2g?si=PrSlzExb8N_4i1bp
YouTube
أثر القرآن على الفكر أ. أيوب الجهني
مقطع إثرائي ضمن كتاب مختصر البغوي مع #قراء_الجرد
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
#فائدة
{أفلا يتدبرون القرآن... ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
مِن تلهُّبِ النفس وتحرُّقها في النظر والتفتيش والتثبت يكون برد اليقين في العلم. وليس في أخذ كل نتيجة باردةً من فم العالم ثم التعويل على نظره.
فشتان مَن قال: (القرآن معجز) بعد أن فكّر وقدّر، وسبَر ونظَر، وذاق حتى عرف= ومن قالها لأن فلانًا من العلماء قالها.
وكلام الله عزيز، لا تَلِين مَجَانيهِ لقاعدٍ لا يتطاوَل إليها، ولا تُباح كنوزه لِمُستريح لا يَسْتنبِث عنها، ولا تسطع أنوارُه لغافل لا تُجاوز حروفُه تَراقِيَه، ولا تُرفع حُجُبه لمن جاءه مدخولَ النيَّةِ فاسدَ الطويَّةِ.
وإن للشيطان مداخلَ لكل عبد هو بها خبير، فيدخل على الجاهل بغير ما يدخل على العالم، ويدخل على الفقيه بغير ما يدخل على اللغوي.
وإن من مداخل الشيطان على أهل العربية والبيان أن يوقع في نفوسهم أن القرآن -على سمو مرتبته ورفعة منزلته وجلالة مكانته- يجري عليه ما يجري على سواه كلام الفصحاء والبلغاء، من التفاوت غير الخارج عن حد الإصابة وأدنى الحسن.
ومن مدخله هذا نشأت مذاهب وظهرت أقاويل قديمًا وحديثا. أحسب أن كثيرًا منها لم يكن من فساد قصد صاحبها وإرادة الطعن على القرآن، بل هو من مداخل الشيطان الموهمة، فيُلبسه ثوب النَّصَفة في الحكم.
وما استعاذ المرء من وساوسه، ونزع يده من غوايته، ثم فزع إلى تدبر القرآن ورجع بصره فيه كرتين ثم نظر في كلام البلغاء الذين لم ينازع أحد في محلتهم من البلاغة والبيان، ورجع بصره في كلامهم كرتين= إلا رأى اختلافًا كثيرا، وأبدت له الرغوة عن الصريح، واستطعم الممذوق من المحض، وانماز له كلام الخالق من كلام المخلوق.
فاللهم بصّرنا واكشف عنا حُجُب الغفلة.
{أفلا يتدبرون القرآن... ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
مِن تلهُّبِ النفس وتحرُّقها في النظر والتفتيش والتثبت يكون برد اليقين في العلم. وليس في أخذ كل نتيجة باردةً من فم العالم ثم التعويل على نظره.
فشتان مَن قال: (القرآن معجز) بعد أن فكّر وقدّر، وسبَر ونظَر، وذاق حتى عرف= ومن قالها لأن فلانًا من العلماء قالها.
وكلام الله عزيز، لا تَلِين مَجَانيهِ لقاعدٍ لا يتطاوَل إليها، ولا تُباح كنوزه لِمُستريح لا يَسْتنبِث عنها، ولا تسطع أنوارُه لغافل لا تُجاوز حروفُه تَراقِيَه، ولا تُرفع حُجُبه لمن جاءه مدخولَ النيَّةِ فاسدَ الطويَّةِ.
وإن للشيطان مداخلَ لكل عبد هو بها خبير، فيدخل على الجاهل بغير ما يدخل على العالم، ويدخل على الفقيه بغير ما يدخل على اللغوي.
وإن من مداخل الشيطان على أهل العربية والبيان أن يوقع في نفوسهم أن القرآن -على سمو مرتبته ورفعة منزلته وجلالة مكانته- يجري عليه ما يجري على سواه كلام الفصحاء والبلغاء، من التفاوت غير الخارج عن حد الإصابة وأدنى الحسن.
ومن مدخله هذا نشأت مذاهب وظهرت أقاويل قديمًا وحديثا. أحسب أن كثيرًا منها لم يكن من فساد قصد صاحبها وإرادة الطعن على القرآن، بل هو من مداخل الشيطان الموهمة، فيُلبسه ثوب النَّصَفة في الحكم.
وما استعاذ المرء من وساوسه، ونزع يده من غوايته، ثم فزع إلى تدبر القرآن ورجع بصره فيه كرتين ثم نظر في كلام البلغاء الذين لم ينازع أحد في محلتهم من البلاغة والبيان، ورجع بصره في كلامهم كرتين= إلا رأى اختلافًا كثيرا، وأبدت له الرغوة عن الصريح، واستطعم الممذوق من المحض، وانماز له كلام الخالق من كلام المخلوق.
فاللهم بصّرنا واكشف عنا حُجُب الغفلة.
#فائدة
{خلق الإنسان من علق
اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم}
خُلق الإنسانُ ضعيفًا مَهينًا، بدْءُ أمرِه عَلقة. فكان من كرم ربه الأكرم عليه أن وهَبهُ قَبول التعليم والتفهيم بعد أن كان لا يعلم شيئا، فكرّمه بذلك وشرّفه.
فمهما يكن علمُه وعقله فالمنّة في ذلك لله، لا غنى للعبد عنه.
{كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى}
غير أنّ الإنسان الكنودَ لربه الجاحدَ لنعمه يظن -لجهله المركّب في أصله- أنه لما علِمَ استغنى بعلمه عن خالقه، فيطغى ويتكبر، وينسى مبدأَ أمرِه المَهين.
{إن إلى ربك الرجعى}
والعاقل ربما أحسَّ الزَّهْو من نفسه لاستغراقه في نشوة العلم والفهم، فإذا تذكر أن مرجعه إلى ربه كسر زهْوَه، وفثَأَ عُجْبَه، وذلَّ لله ورد كل خير ناله إليه.
{فاسجد واقترب}
{خلق الإنسان من علق
اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم}
خُلق الإنسانُ ضعيفًا مَهينًا، بدْءُ أمرِه عَلقة. فكان من كرم ربه الأكرم عليه أن وهَبهُ قَبول التعليم والتفهيم بعد أن كان لا يعلم شيئا، فكرّمه بذلك وشرّفه.
فمهما يكن علمُه وعقله فالمنّة في ذلك لله، لا غنى للعبد عنه.
{كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى}
غير أنّ الإنسان الكنودَ لربه الجاحدَ لنعمه يظن -لجهله المركّب في أصله- أنه لما علِمَ استغنى بعلمه عن خالقه، فيطغى ويتكبر، وينسى مبدأَ أمرِه المَهين.
{إن إلى ربك الرجعى}
والعاقل ربما أحسَّ الزَّهْو من نفسه لاستغراقه في نشوة العلم والفهم، فإذا تذكر أن مرجعه إلى ربه كسر زهْوَه، وفثَأَ عُجْبَه، وذلَّ لله ورد كل خير ناله إليه.
{فاسجد واقترب}
#آبدة
كلمة (قل) في القرآن من دلائل أنه من عند الله سبحانه.
https://tafsir.net/article/5526/klmt-qul-fy-al-qr-aan
كلمة (قل) في القرآن من دلائل أنه من عند الله سبحانه.
https://tafsir.net/article/5526/klmt-qul-fy-al-qr-aan
أيوب الجهني
#آبدة كلمة (قل) في القرآن من دلائل أنه من عند الله سبحانه. https://tafsir.net/article/5526/klmt-qul-fy-al-qr-aan
#آبدة
"نقرأ في هذا الكتاب ذاته أنه ليس من عمل صاحبه، وإنما هو قول رسول كريم، ذو قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين: ذلكم هو جبريل عليه السلام تلقّاه من لدن حكيم عليم، ثم نزله بلسان عربي مبين على قلب محمد ﷺ فتلقنه محمد منه كما يتلقن التلميذ عن أستاذه نصًّا من النصوص، ولم يكن له فيه من عمل بعد ذلك إلا: «١» الوعي والحفظ، ثم «٢» الحكاية والتبليغ، ثم «٣» البيان والتفسير، ثم «٤» التطبيق والتنفيذ.
أما ابتكار معانيه وصياغة مبانيه فما هو منهما بسبيل، وليس له من أمرهما شيء، إن هو إلا وحي يوحى.
وهكذا سماه القرآن حيث يقول: ﴿وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي﴾، ويقول: ﴿قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾، وأمثال هذه النصوص كثيرة في شأن إيحاء المعاني، ثم يقول في شأن الإيحاء اللفظي: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾، ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾، ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾، ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾، ﴿أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}
فانظر كيف عبر بالقراءة والإقراء، والتلاوة والترتيل، وتحريك اللسان، وكون الكلام عربيًّا، وكل أولئك من عوارض الألفاظ لا المعاني البحتة.
القرآن إذن صريح في أنه لا صنعة فيه لمحمد ﷺ ولا لأحد من الخلق، وإنما هو منزل من عند الله بلفظه ومعناه.
في الحق أن هذه القضية لو وجدت قاضيًا يقضي بالعدل لاكتفى بسماع هذه الشهادة التي جاءت بلسان صاحبها على نفسه، ولم يطلب وراءها شهادة شاهد آخر من العقل أو النقل. ذلك أنها ليست من جنس الدعاوى فتحتاج إلى بينة، وإنما هي من نوع الإقرار الذي يؤخذ به صاحبه ولا يتوقف صديق ولا عدو في قبوله منه.
أية مصلحة للعاقل الذي يدعي لنفسه حق الزعامة ويتحدى الناس بالأعاجيب والمعجزات لتأييد تلك الزعامة في أن ينسب بضاعته لغيره، وينسلخ منها انسلاخًا؟ على حين أنه كان يستطيع أن ينتحلها فيزداد بها رفعة وفخامة شأن. ولو انتحلها لما وجد من البشر أحدًا يعارضه ويزعمها لنفسه.
الذي نعرفه أن كثيرًا من الأدباء يَسْطون على آثار غيرهم فيسرقونها أو يسرقون منها ما خف حمله وغلت قيمته وأمنت تهمته. حتى إن منهم من ينبش قبور الموتى ويلبس من أكفانهم ويخرج على قومه في زينة من تلك الأثواب المستعارة.
أما أن أحدًا ينسب لغيره أنفس آثار عقله وأغلى ما تجود به قريحته فهذا ما لم يلده الدهر بعد".
| الشيخ محمد دراز
"نقرأ في هذا الكتاب ذاته أنه ليس من عمل صاحبه، وإنما هو قول رسول كريم، ذو قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين: ذلكم هو جبريل عليه السلام تلقّاه من لدن حكيم عليم، ثم نزله بلسان عربي مبين على قلب محمد ﷺ فتلقنه محمد منه كما يتلقن التلميذ عن أستاذه نصًّا من النصوص، ولم يكن له فيه من عمل بعد ذلك إلا: «١» الوعي والحفظ، ثم «٢» الحكاية والتبليغ، ثم «٣» البيان والتفسير، ثم «٤» التطبيق والتنفيذ.
أما ابتكار معانيه وصياغة مبانيه فما هو منهما بسبيل، وليس له من أمرهما شيء، إن هو إلا وحي يوحى.
وهكذا سماه القرآن حيث يقول: ﴿وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي﴾، ويقول: ﴿قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾، وأمثال هذه النصوص كثيرة في شأن إيحاء المعاني، ثم يقول في شأن الإيحاء اللفظي: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾، ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾، ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾، ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾، ﴿أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}
فانظر كيف عبر بالقراءة والإقراء، والتلاوة والترتيل، وتحريك اللسان، وكون الكلام عربيًّا، وكل أولئك من عوارض الألفاظ لا المعاني البحتة.
القرآن إذن صريح في أنه لا صنعة فيه لمحمد ﷺ ولا لأحد من الخلق، وإنما هو منزل من عند الله بلفظه ومعناه.
في الحق أن هذه القضية لو وجدت قاضيًا يقضي بالعدل لاكتفى بسماع هذه الشهادة التي جاءت بلسان صاحبها على نفسه، ولم يطلب وراءها شهادة شاهد آخر من العقل أو النقل. ذلك أنها ليست من جنس الدعاوى فتحتاج إلى بينة، وإنما هي من نوع الإقرار الذي يؤخذ به صاحبه ولا يتوقف صديق ولا عدو في قبوله منه.
أية مصلحة للعاقل الذي يدعي لنفسه حق الزعامة ويتحدى الناس بالأعاجيب والمعجزات لتأييد تلك الزعامة في أن ينسب بضاعته لغيره، وينسلخ منها انسلاخًا؟ على حين أنه كان يستطيع أن ينتحلها فيزداد بها رفعة وفخامة شأن. ولو انتحلها لما وجد من البشر أحدًا يعارضه ويزعمها لنفسه.
الذي نعرفه أن كثيرًا من الأدباء يَسْطون على آثار غيرهم فيسرقونها أو يسرقون منها ما خف حمله وغلت قيمته وأمنت تهمته. حتى إن منهم من ينبش قبور الموتى ويلبس من أكفانهم ويخرج على قومه في زينة من تلك الأثواب المستعارة.
أما أن أحدًا ينسب لغيره أنفس آثار عقله وأغلى ما تجود به قريحته فهذا ما لم يلده الدهر بعد".
| الشيخ محمد دراز
#فائدة
كتب ابن قتيبة -رحمه الله- مباركة ميمونة. أحسبه -والله حسيبه- صدق في تصنيفها وأخلصها، وأراد بذلك حياطة العربية ورفعتها، فرفع الله ذكره وبارك في كتبه.
فإن من نظر في كتبه يخرج منها بتعظيم العربية في نفسه ومعرفة محلِّها في تفهم كلام الله جل وعلا، والإجلال لكلامه والتأدب معه ومع كلام نبيه ﷺ.
وهو -رحمه الله- حسن التفهيم، فتجده يعتني بأصولٍ من أحكمها جرى على سَنَن بيّن، ويتجنب غالبًا الحديث في ما غمض ودق.
فكتبه مادة صالحة في فقه اللغة وأصول العربية. خاصة ما في كتابيه تأويل مشكل القرآن وتفسير غريب القرآن.
ومن قرأ أحدهما في هذا الشهر وجد خيرًا كثيرًا.
وله بصر نافذ في الشعر وحفظ واسع أفاد منه في كتبه كثيرًا، استشهادًا وردًّا وترجيحًا واستنباطًا.
وإن شئت مثالًا فاقرأ مقدمات كتبه، تجدْ فيها علمًا جليلا، وأدبا رفيعا، وبيانا مشرقا.
وهي حريَّة بأن تجمع وتفرد.
كتب ابن قتيبة -رحمه الله- مباركة ميمونة. أحسبه -والله حسيبه- صدق في تصنيفها وأخلصها، وأراد بذلك حياطة العربية ورفعتها، فرفع الله ذكره وبارك في كتبه.
فإن من نظر في كتبه يخرج منها بتعظيم العربية في نفسه ومعرفة محلِّها في تفهم كلام الله جل وعلا، والإجلال لكلامه والتأدب معه ومع كلام نبيه ﷺ.
وهو -رحمه الله- حسن التفهيم، فتجده يعتني بأصولٍ من أحكمها جرى على سَنَن بيّن، ويتجنب غالبًا الحديث في ما غمض ودق.
فكتبه مادة صالحة في فقه اللغة وأصول العربية. خاصة ما في كتابيه تأويل مشكل القرآن وتفسير غريب القرآن.
ومن قرأ أحدهما في هذا الشهر وجد خيرًا كثيرًا.
وله بصر نافذ في الشعر وحفظ واسع أفاد منه في كتبه كثيرًا، استشهادًا وردًّا وترجيحًا واستنباطًا.
وإن شئت مثالًا فاقرأ مقدمات كتبه، تجدْ فيها علمًا جليلا، وأدبا رفيعا، وبيانا مشرقا.
وهي حريَّة بأن تجمع وتفرد.
#فائدة
في قراءة سيرة النبي ﷺ عونٌ أيُّ عونٍ على تدبر كلام الله عز وجل وحسن فَهمه.
إذ ترى فيها لم نزلت هذه، وما خبر هذه، وفيمن قيلت هذه؟
تشهده وهو يتنزّل منجّمًا، يتحيّن رسول الله ﷺ من ربه الخبر والأمر والنهي والتسلية والتعزية.
وتشهد فيها حال المؤمنين وهم يتلقون كلام الحقِّ سبحانه أول مرة، فترى كيف وقْعه على القلوب المؤمنة، مثبّتًا ومسلِّيًا ومؤاسيًا، ومعاتبًا ومعلّمًا.
اقرأ مثلًا من سيرة ابن هشام خبرَ قدوم النبي ﷺ المدينة وما كان بينه وبين يهود -لُعِنوا- وأشياعهم من المنافقين، واقرأ منها فصل (ما نزل من البقرة في المنافقين واليهود).
فما تخرج إلا بيقين أنهم أمة ملعونة يدَ الدهرِ لا يرقبون في المسلمين إلًّا ولا ذمة، وأنهم رجسٌ يمشي على هذه الأرض لا يطهّره إلا مثل حكم سعد بن معاذ في أجدادهم.
في قراءة سيرة النبي ﷺ عونٌ أيُّ عونٍ على تدبر كلام الله عز وجل وحسن فَهمه.
إذ ترى فيها لم نزلت هذه، وما خبر هذه، وفيمن قيلت هذه؟
تشهده وهو يتنزّل منجّمًا، يتحيّن رسول الله ﷺ من ربه الخبر والأمر والنهي والتسلية والتعزية.
وتشهد فيها حال المؤمنين وهم يتلقون كلام الحقِّ سبحانه أول مرة، فترى كيف وقْعه على القلوب المؤمنة، مثبّتًا ومسلِّيًا ومؤاسيًا، ومعاتبًا ومعلّمًا.
اقرأ مثلًا من سيرة ابن هشام خبرَ قدوم النبي ﷺ المدينة وما كان بينه وبين يهود -لُعِنوا- وأشياعهم من المنافقين، واقرأ منها فصل (ما نزل من البقرة في المنافقين واليهود).
فما تخرج إلا بيقين أنهم أمة ملعونة يدَ الدهرِ لا يرقبون في المسلمين إلًّا ولا ذمة، وأنهم رجسٌ يمشي على هذه الأرض لا يطهّره إلا مثل حكم سعد بن معاذ في أجدادهم.
#فائدة
من شاء أن يقف على ما بين الآي من اتصالٍ متين ويرى كيف يطلب بعضها بعضًا من غير اختلال من بدء السورة حتى منتهاها ويتبين ما بينها من علائق= فلينظر في تفسير البقاعي (نظم الدرر).
ومن أراد بعد ذلك النفوذَ إلى ما وراء تلك العلائق واستبطانِ عللها وأسرارها فيعرف كيف حصلت واتصلت، وبم صارت دالة على المراد= فلينظر في تفسير ابن عاشور (التحرير والتنوير).
من شاء أن يقف على ما بين الآي من اتصالٍ متين ويرى كيف يطلب بعضها بعضًا من غير اختلال من بدء السورة حتى منتهاها ويتبين ما بينها من علائق= فلينظر في تفسير البقاعي (نظم الدرر).
ومن أراد بعد ذلك النفوذَ إلى ما وراء تلك العلائق واستبطانِ عللها وأسرارها فيعرف كيف حصلت واتصلت، وبم صارت دالة على المراد= فلينظر في تفسير ابن عاشور (التحرير والتنوير).
#نفثة
يا مَن لهُ الأمرُ والتدبيرُ والقدَرُ
وليس يُدركُهُ سمْعٌ ولا بصَرُ
أَدْرِكْ ضَعِيفًا تَقَاضَاهُ الهوى، فهوى
في قَعْرِ مُظْلِمَةٍ أَوْلَى بها سَقَرُ
لَجَّ العِثَارُ به حتى اطمأنَّ إلى
أرضٍ تَدَسَّسَ في قِيعانِها الكدَرُ
قد حَلَّأَ النفْسَ دهرًا عن موارِدِها
واليومَ للنفْسِ فيها الوِرْدُ والصَّدَرُ
فما تنَبَّهَ إلا بعدما بَقِيَتْ
مِن قَلْبِهِ مُضْغةٌ قد لاكَها العَكَرُ
إن لَّا يكُنْ منكَ عونٌ تَخْتَطِفْهُ يدٌ
لِلغيٍّ نَكْراءُ لا تُبقي ولا تَذَرُ
ـ ١٤٤٥/٩/٩
يا مَن لهُ الأمرُ والتدبيرُ والقدَرُ
وليس يُدركُهُ سمْعٌ ولا بصَرُ
أَدْرِكْ ضَعِيفًا تَقَاضَاهُ الهوى، فهوى
في قَعْرِ مُظْلِمَةٍ أَوْلَى بها سَقَرُ
لَجَّ العِثَارُ به حتى اطمأنَّ إلى
أرضٍ تَدَسَّسَ في قِيعانِها الكدَرُ
قد حَلَّأَ النفْسَ دهرًا عن موارِدِها
واليومَ للنفْسِ فيها الوِرْدُ والصَّدَرُ
فما تنَبَّهَ إلا بعدما بَقِيَتْ
مِن قَلْبِهِ مُضْغةٌ قد لاكَها العَكَرُ
إن لَّا يكُنْ منكَ عونٌ تَخْتَطِفْهُ يدٌ
لِلغيٍّ نَكْراءُ لا تُبقي ولا تَذَرُ
ـ ١٤٤٥/٩/٩
Forwarded from أيوب الجهني-المناقشات
(أصم) خبر كان منصوب بالفتحة. وتسكينه في الوقف واجب، لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل.
ويخطئ في مثل هذا كثيرون، فيقولون في الدعاء: (اللهم أرنا فيهم يوما أسودا) بألف عند الوقف. وهذا خطأ، لأن الألف التي بعد الاسم المنصوب إنما جيء بها في الوقف بدلًا من التنوين، فأنت في الوصل تلفظ: (رأيت زيدَنْ عندك)، فتلفظ بالتنوين بعد الدال، فإذا وقفت قلت: (رأيت زيدا) فتلفظ بألف بعد الدال، هذه الألف بدل من التنوين.
أما الممنوع من الصرف فليس فيه تنوين حتى تبدل منه ألفًا. فأنت تقول في الوصل: (رأيت أحمدَ عندك)، وفي الوقف: (رأيت أحمدْ)، لا (أحمدا).
كما في قول الله تعالى: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء}، فتقف بالسكون، بخلاف: {أنزل من السماء ماءا} فتقف على ألف بعد الهمزة، هي مبدلة من التنوين.
فقل: (اللهم أرنا في الصهاينة يومًا أسودْ).
ولو كان الاسم مصروفًا فيجوز فيه أيضًا الوقوف بالسكون من غير إبدال التنوين ألفًا، وهي لغة لبعض العرب، يقولون: (رأيت زيدْ).
ويخطئ في مثل هذا كثيرون، فيقولون في الدعاء: (اللهم أرنا فيهم يوما أسودا) بألف عند الوقف. وهذا خطأ، لأن الألف التي بعد الاسم المنصوب إنما جيء بها في الوقف بدلًا من التنوين، فأنت في الوصل تلفظ: (رأيت زيدَنْ عندك)، فتلفظ بالتنوين بعد الدال، فإذا وقفت قلت: (رأيت زيدا) فتلفظ بألف بعد الدال، هذه الألف بدل من التنوين.
أما الممنوع من الصرف فليس فيه تنوين حتى تبدل منه ألفًا. فأنت تقول في الوصل: (رأيت أحمدَ عندك)، وفي الوقف: (رأيت أحمدْ)، لا (أحمدا).
كما في قول الله تعالى: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء}، فتقف بالسكون، بخلاف: {أنزل من السماء ماءا} فتقف على ألف بعد الهمزة، هي مبدلة من التنوين.
فقل: (اللهم أرنا في الصهاينة يومًا أسودْ).
ولو كان الاسم مصروفًا فيجوز فيه أيضًا الوقوف بالسكون من غير إبدال التنوين ألفًا، وهي لغة لبعض العرب، يقولون: (رأيت زيدْ).
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
الجاحظ.pdf
103.2 KB
#آبدة
قدَّم الجاحظ لحديثه عن الذِبّان بموعظة بليغة، أعدتها مرارًا لحُسنها!
واقتطعتها لك هنا.
وهي هنا مسجّلة لمن يؤْثِرُ السماع.
قدَّم الجاحظ لحديثه عن الذِبّان بموعظة بليغة، أعدتها مرارًا لحُسنها!
واقتطعتها لك هنا.
وهي هنا مسجّلة لمن يؤْثِرُ السماع.
أسباب الأرض واهيةٌ مهما اتصلت، وأسباب السماء لا يوهيها ولا يقطعها غيرُ مالك أمر عبيده.
اللهم ما سببك بالسبب الضعيف، ولا مددك بالمدد الواهي، فبرحمتك نستغيث لا إله إلا أنت.
اللهم احقن دماء المسلمين، واحفظ أعراض المسلمات الطاهرات، وانتقم من اليهود نجس الأرض، وممن أعانهم ظاهرا وباطنا.
اللهم ما سببك بالسبب الضعيف، ولا مددك بالمدد الواهي، فبرحمتك نستغيث لا إله إلا أنت.
اللهم احقن دماء المسلمين، واحفظ أعراض المسلمات الطاهرات، وانتقم من اليهود نجس الأرض، وممن أعانهم ظاهرا وباطنا.
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
تخفَّفْ من أحمالك لا تُقعدنَّكَ عما يُراد، فغدًا أمرٌ!
Forwarded from أنَس رُفَيْدَة (أنس رفيدة)
[والمرءُ يَأْلَمُ مِن الحَيرة، ويَضِيقُ مِن الشبهة، فإذا وجد المقطع والجَلاءَ أَنسَ وألقى عصاه، كالساري في ليلة غابَ قَمَرُها وتَوَارَى نَجْمُها حتى استوى فيها الأعمى والبصير، فلو كان أبصر خلقِ الله بطريق، وأعرفهم بدلالة، وأهدى من قطاة = لانسدلت عليه أستار حيرةٍ لا يَهْتِكُها إلا سيفُ الفَجْر.
ألا ترى إلى ضَجَرِ الضَّعَفَة من الطلبة بالخلاف وتعدد الأقوال، وإلى أُنسهم بالقول القاطع، والجواب الحاسم، وشَرَهِهِم وشَهْوَتهم إلى ترجيح الشيخ والعالم من غير نظر ولا تحقق؟ فلا يسمعون قول القائل في مسألة: «فيها قولان» و «فيها خلاف»؛ إلا ابتدروه قائلين: «وما الراجح ؟ وما الصواب؟ وما تختار؟»، وما ذاك إلا استعجال منهم إلى النتائج، وضَجَرٌ من النظر، واستثقال للتحقق؛ لأنَّ في التثبت مشقة، وفي التشبع مئونة، وفي إدامة النظر وإجالة الفكر ما لا يصبر عليه قليل الزاد، مُخْتَلُّ العتاد، هزيل الراحلة، فهذه سبيل لا يسلم من سار فيها وزادهُ البُلْغَةُ والكَفَافُ، وَلا مَن رَاحِلَتُهُ الطَّلِيحُ والعَجْفاء.
أما من لم يَرْضَ مِن المعرفة بظاهر السمة دون البحث عن باطن العلة، ولم يقنع في الأمر بأوائل البرهان حتى يستشهد لها دلائل الامتحان = فلا يَقْنَعُ بما دون التمحيص والتنقاد، فاقتا عين الهوى، مُضيعًا حظ النفس، فإنه لا تطمئن نفس العاقل في كل ما يطلب العلم به حتى يَبْلُغَ فيه غايته، وحتى يُغَلْغِلَ الفكر إلى زواياه، وحتى لا يبقى عليه موضع شُبهة ومكان مسألة]
أيوب الجهني
ألا ترى إلى ضَجَرِ الضَّعَفَة من الطلبة بالخلاف وتعدد الأقوال، وإلى أُنسهم بالقول القاطع، والجواب الحاسم، وشَرَهِهِم وشَهْوَتهم إلى ترجيح الشيخ والعالم من غير نظر ولا تحقق؟ فلا يسمعون قول القائل في مسألة: «فيها قولان» و «فيها خلاف»؛ إلا ابتدروه قائلين: «وما الراجح ؟ وما الصواب؟ وما تختار؟»، وما ذاك إلا استعجال منهم إلى النتائج، وضَجَرٌ من النظر، واستثقال للتحقق؛ لأنَّ في التثبت مشقة، وفي التشبع مئونة، وفي إدامة النظر وإجالة الفكر ما لا يصبر عليه قليل الزاد، مُخْتَلُّ العتاد، هزيل الراحلة، فهذه سبيل لا يسلم من سار فيها وزادهُ البُلْغَةُ والكَفَافُ، وَلا مَن رَاحِلَتُهُ الطَّلِيحُ والعَجْفاء.
أما من لم يَرْضَ مِن المعرفة بظاهر السمة دون البحث عن باطن العلة، ولم يقنع في الأمر بأوائل البرهان حتى يستشهد لها دلائل الامتحان = فلا يَقْنَعُ بما دون التمحيص والتنقاد، فاقتا عين الهوى، مُضيعًا حظ النفس، فإنه لا تطمئن نفس العاقل في كل ما يطلب العلم به حتى يَبْلُغَ فيه غايته، وحتى يُغَلْغِلَ الفكر إلى زواياه، وحتى لا يبقى عليه موضع شُبهة ومكان مسألة]
أيوب الجهني
أيوب الجهني
[والمرءُ يَأْلَمُ مِن الحَيرة، ويَضِيقُ مِن الشبهة، فإذا وجد المقطع والجَلاءَ أَنسَ وألقى عصاه، كالساري في ليلة غابَ قَمَرُها وتَوَارَى نَجْمُها حتى استوى فيها الأعمى والبصير، فلو كان أبصر خلقِ الله بطريق، وأعرفهم بدلالة، وأهدى من قطاة = لانسدلت عليه أستار…
من مقدمة كتاب (تخطئة اللغويين للمحدثين)
لو أنَّ قومًا آمنوا بالله وعبدوه من غير أن يبلغهم كلامُه لجلس بعضهم إلى بعض يتساءلون: هل لله كلام؟ وكيف يكون كلامه لو له كلام؟
ولو تخيَّل من لم يسمعه كيف يكون لَامتلأ رهبةً ولَأَخذ الجلالُ على نفسِه بأقطارِها.
ولو قيل لأحدهم: نعم له كلام تكلَّم به -سبحانه- لمَا سرَّهُ أن له الدنيا بحذافيرها ولم يعرف كيف يكون كلام الله.
فها نحن أُلَاءِ مَنَّ الله علينا فتكلَّم -جلَّ في علاه- بكلامِه إلى روح القدس -عليه السلام- فبلّغه نبيَّنا محمدًا ﷺ، فتلقاه عنه أصحابه -رضوان الله عليهم- فأُخذ عنهم جيلًا فجيلًا، فنقرؤه اليوم غضًّا طريًّا كما أُنزل أول مرة.
فما أغفَلَنا عما بين أيدينا!
وقد ضربْنا بيننا وبينه سُرادقاتٍ حجبتْنا عن نوره وهداه. وإن أغلظَها حجابًا حجابُ الإلْف والاعتياد.
ولو أن أحدَنا تلاه أو استمع إليه مستحضرًا أنه كلام خالقه تكلَّم به -جل شأنه- ليكون هاديًا لخَلْقِهِ، ودخل إليه من باب الافتقار والحاجة التي لا يجدها عند سواه، وتذكر أنه مقصودٌ بكل خطاب ونداء وأمر ونهي يتلقَّاه= لَمَا خرج إلا بغير ما دخل به.
فاللهم اكشف ما رانَ على قلوبنا بما كسبْنا، وارفع عنها ما يحجبنا عن الاهتداء بكتابك، واجعلها قابلة لتنزّل هداياتك وألطافك
ولو تخيَّل من لم يسمعه كيف يكون لَامتلأ رهبةً ولَأَخذ الجلالُ على نفسِه بأقطارِها.
ولو قيل لأحدهم: نعم له كلام تكلَّم به -سبحانه- لمَا سرَّهُ أن له الدنيا بحذافيرها ولم يعرف كيف يكون كلام الله.
فها نحن أُلَاءِ مَنَّ الله علينا فتكلَّم -جلَّ في علاه- بكلامِه إلى روح القدس -عليه السلام- فبلّغه نبيَّنا محمدًا ﷺ، فتلقاه عنه أصحابه -رضوان الله عليهم- فأُخذ عنهم جيلًا فجيلًا، فنقرؤه اليوم غضًّا طريًّا كما أُنزل أول مرة.
فما أغفَلَنا عما بين أيدينا!
وقد ضربْنا بيننا وبينه سُرادقاتٍ حجبتْنا عن نوره وهداه. وإن أغلظَها حجابًا حجابُ الإلْف والاعتياد.
ولو أن أحدَنا تلاه أو استمع إليه مستحضرًا أنه كلام خالقه تكلَّم به -جل شأنه- ليكون هاديًا لخَلْقِهِ، ودخل إليه من باب الافتقار والحاجة التي لا يجدها عند سواه، وتذكر أنه مقصودٌ بكل خطاب ونداء وأمر ونهي يتلقَّاه= لَمَا خرج إلا بغير ما دخل به.
فاللهم اكشف ما رانَ على قلوبنا بما كسبْنا، وارفع عنها ما يحجبنا عن الاهتداء بكتابك، واجعلها قابلة لتنزّل هداياتك وألطافك
#نفثة
ما لك مِن عيشك إلا عَمَلُكْ
إلا فُروضُكَ وإلا نَفَلُكْ
ويحك! فَلْيَعظُمْ عليها وجَلُكْ
وأَطِلِ الفِكْرَةَ يَقْصُرْ أمَلُكْ
لا يُبَطِئَنَّ بعد ذنبٍ خَجَلُكْ
سَرْعانَ ما يقالَ: حلَّ أجَلُكْ
ـ ١٤٤٥/٩/١٩
ما لك مِن عيشك إلا عَمَلُكْ
إلا فُروضُكَ وإلا نَفَلُكْ
ويحك! فَلْيَعظُمْ عليها وجَلُكْ
وأَطِلِ الفِكْرَةَ يَقْصُرْ أمَلُكْ
لا يُبَطِئَنَّ بعد ذنبٍ خَجَلُكْ
سَرْعانَ ما يقالَ: حلَّ أجَلُكْ
ـ ١٤٤٥/٩/١٩
#نفثة
يا مَن بِأَسبابِهِ إنْ طِحْتُ أَمْتَسِكُ
قلبي أَطاحَ بهِ مِن ذَنبِهِ شَرَكُ
إن لَّا يَكُن منكَ عونٌ لا يَزَلْ عَلِقًا
يَلُوكُهُ مِن عوادي نفْسِهِ حَنَكُ
وأَوْطَأَتْهُ الأماني عِشْوَةً فمضى
لا تستبين له في سَيْرِهِ السِّكَكُ
إن لَّا يَكُن منكَ نورٌ يَستضيءُ بهِ
فلَن يَّزالَ يُعَمِّي دربَهُ الحَلَكُ
عاذَتْ بكَ النفْسُ إذ عاثَتْ بِراشِدِها
سِهَامُ غَيٍّ لَّها في قلبِهِ شَكَكُ
فعادَ ليس له رُشْدٌ يَّلُوذُ بهِ
إلا كما اسْتَمْسَكَتْ كَفٌّ بها وَدَكُ
يُبادرُ الموتَ مِن قبل اخْتِطافَتِهِ
فإنَّ أَسْرَعَ شيءٍ قَولُهم: هلكوا
يا مَن بِأَسبابِهِ إنْ طِحْتُ أَمْتَسِكُ
قلبي أَطاحَ بهِ مِن ذَنبِهِ شَرَكُ
إن لَّا يَكُن منكَ عونٌ لا يَزَلْ عَلِقًا
يَلُوكُهُ مِن عوادي نفْسِهِ حَنَكُ
وأَوْطَأَتْهُ الأماني عِشْوَةً فمضى
لا تستبين له في سَيْرِهِ السِّكَكُ
إن لَّا يَكُن منكَ نورٌ يَستضيءُ بهِ
فلَن يَّزالَ يُعَمِّي دربَهُ الحَلَكُ
عاذَتْ بكَ النفْسُ إذ عاثَتْ بِراشِدِها
سِهَامُ غَيٍّ لَّها في قلبِهِ شَكَكُ
فعادَ ليس له رُشْدٌ يَّلُوذُ بهِ
إلا كما اسْتَمْسَكَتْ كَفٌّ بها وَدَكُ
يُبادرُ الموتَ مِن قبل اخْتِطافَتِهِ
فإنَّ أَسْرَعَ شيءٍ قَولُهم: هلكوا