مُلتَقىٰ .
1.5K subscribers
سَنلتَقي يومًا في إحْدىٰ النصُّوصِ
التي كَتبتُها لكَ بكُلِ حُبٍّ .
@cxiebot .
Download Telegram
لَقَدْ مَرَّتِ الأَيَّامُ
دُونَ ذِكْرَاكَ مُوُّحِشَةً مُخِيفَةٌ جِدًّا .
حَتَّىٰ فِكْرَةُ أَنَّكَ لَسْتُ مِنْ ضِمْنِ أَيَّامِي
مُرْعِبَةٌ ، تُخِيفُ فُؤَادِي
وَتَجْعَلُهُ يَرْتَجِفُ بِمَا يَحْتَوِي
أَنَا أَعِيشُ بِرُعْبٍ مِنْ فُقْدَانِكَ إلىٰ الأنْ
أَنْتَ كُنْتَ أَمَانَ أَيَّامِيَّ .
كُلَّ ما إسْتمَعتَ إلىٰ أُغنِيَةُ " كَلِماتٍ "
يأتِي فِيّ ذَاكِرَتيّ ذٰلِكَ المَوْقِفُ
الذِي كُنَّا نَرْقِصُ فيهِ بكُلِّ حُبٍ وفَرحْ
وكَيّفَ كْانَت لَمَّساتُ يَدُكَ حَوِّلَ خُصِرِيَ
وهَمَّساتُكَ فِي أذُنيّ حَنّونَةٌ جِدًا
جِدًا ، لِدَرجة أوَّدُ أنْ أحْتَضِنُهَّا
لَقدْ كَانَ رَقِصًا بألفٍ مَوقِفٍ
أتَمنَّىٰ لَو يُعادْ .
لَعَّلَ إحِدىٰ السَّاعاتِ أو الدَقائِقِ
أو الثَوانِ تَصِبَحُ مُمَيزَةٌ بمَجيئُكُ
لَعَّلَ اليَومَ يَنتهيّ بِسَعادَةٍ أو يَبِدأُ بِها
عِندَ مَجِيئُكَ ، لَعَّلِيّ أُوّرَدُ وأُزِهرُ أيضًا
ويُنْبِتُ الزَهرَ فُي رُوحيَّ إنْ رأيتُ عَيناكَ
لَعَّلَ كُلِّ ماهوَّ جَميلٌ يَحْدِثُ عِندَ سَماعِ
صَوتُكَ ، وَلَعَّلَ الطَرِيقَ الذِيّ تَمْشيّ فيهِ
يَزِهرُ وَردًا بَعدَ خُطاكَ ، عُدْ وَتَعَّالْ وإقِتَربْ
فَكُلَ شَيء سَيعُودُ للحَياةِ بِعَودَتُكَ .
ها قَدْ جاءَ اللَّيِلْ
أيّنَ أنتِ ؟
ألَنْ تَعُوديّ مَعهُ ؟
إنِّي أنتَظُرُكِ فِي كُلَّ مَساءٍ !
أُحَضِرُ لَكِ شُموعٍ وكأسُ عَصيرٍ
وَقلبٍ وِذِراعٍ يُّودُ أحْتِضانُكِ
أيّنَ أنتِ ؟
لَقدْ طالَ غِيابُكِ ..
مُلتَقىٰ .
ها قَدْ جاءَ اللَّيِلْ أيّنَ أنتِ ؟ ألَنْ تَعُوديّ مَعهُ ؟ إنِّي أنتَظُرُكِ فِي كُلَّ مَساءٍ ! أُحَضِرُ لَكِ شُموعٍ وكأسُ عَصيرٍ وَقلبٍ وِذِراعٍ يُّودُ أحْتِضانُكِ أيّنَ أنتِ ؟ لَقدْ طالَ غِيابُكِ ..
لا تَنْتَظُرَّنيّ ..
أنا لَنْ أعُّودْ
فأنْا ذَهِبتُ مَع نَسمَةِ هَواءٍ بارِدَة
ذَهِبتُ مُختَبِئَةٌ تَحِتَ جُنحِ عَصْفُورٍ
لا تَنْتَظُرَّنيّ ..
فأنا لَسْتُ عائِدَةٌ إلَيّكَ ..
عِنْدَما كُنتْ ذاهِبًا لِإحدَىٰ المَقاهِيّ
جَلَسِتُ عَلى كُرسيٌّ وَبدَّأتْ عَيّنايَّ
تْتَجَوَّلُ فِي المَكانّ وَعلىٰ إحِدىٰ الكَراسيّ
رأيِتُ ضَوِءٌ سْاطِعٌ أغِرَمَتْ عَيّنايَّ بالإكِتفاءْ
بالِنَظَرُ إليهِ ، وكَانَّ شَيءٌ أشِبَهُ بالقَمَرْ
كَانَت ضِحْكَتُها كَّ فَراشَةٍ فِي الحَدائِقُ
وَعَينَّاهَا ، نَجِمٌ لامِعُ
هٰكذا رأتْكِ عَيّنايَّ أوَلَ مَرَةٍ .
جَلَسِتُ وَحِيدًا فِي الطَرِيقْ
بَيّنَ المَنازِلُ التِي يَملأُهُا دِفءُ الأحِضْانِ
و بَيّنَ هَمَّساتُ الغَزَلِ
وَ بَيّنَ القُبْلاتُ المُتبادِلة
جَلَسِتُ يَتيمًا مُتَكِئًا عَلى نَفسيَّ
حِينَ كَانَ يَنظِرُ إليَّ طِفلٌ يَلْعَبُ مَع أُمهِ .
إنْ كُنتَ تَبِحَثُ عَنِيّ
فَسَتَجِدُنيّ فِيّ رَسْائِلُنَا القَدْيِمةَ
نْائِمَةٌ عِنْدَ الكَلَّامْ المُطْمَئِنْ
باكِيَّةٌ عِندَ الكَلَّامِ الجْارِحُ مِنْكَ
حَاضِنَةٌ كَلامُكَ الدّٰافِئ
أُنْصِتُ لِصَوتُكَ بإطْمِئِّنانٍ
أنْظِرُ إلىٰ صُورَتُكَ بِتَمَعُنْ
كأنَني أنظِرُ عَلىٰ مُسْتَقْبَلِي
سَتَجِدُنيّ أيِنَمَّا تَرَكْتَنِي .
يِنهَمرُ الدَمِعُ فوُقَ خَديَّ
كَّ مَدينةٍ أصَّابُها الغَرَقُ
أو مِثْلَ جُنحَ عَصِفُورٍ يَنزِفُ
أو مِثلَ صَنبَورَ ماءٍ مُكِسَرُ .
مِنْ بعِّدُكَ أصِبَحَ كُلَّ شَيءٍ
هّامِشٍ وَليَّسَ لهُ مَعنَّىٰ .
حَتَّى الأغَانِيّ التِيّ كُنْتُ أذهَبُ
إلىٰ عَّالَمٍ اخَر حيِّنَ سَمَّاعُهَا مَعَكَ
أصِبَحَّتْ مُجَّردُ كَلِمَّاتٍ مُلَّحَّنَة .
وحَتَّىٰ العِّطُورَ التيّ كُنْتَ تَضَعُهَا
وتأخِذُ روُّحِيّ مَعَّها .
أصِبَحَتْ لَيّسَت سُوَّىٰ قَطَراتٍ .
وحَتَّى السَّمْاءُ التيّ كُنَّا نعِّدٌ نجُومُهَّا
أصِبَحَتْ صَّافِيةٍ لَيِّسَتْ بهَّا نجومٌ .
وحَتَّىٰ الطَعَّامُ الذيّ كُنَّا نتَنَاوَلَهُ
بِنَظَراتُ العِيونْ .
أصِبَحَ لا الطَعَّامُ طَعَّامٍ ،
ولا العيُّونُ مَوجُودَةٍ .
وحَتَّىٰ انْتَ .
انْتَ الذيّ كُنْتُ أراكَ كُلَّ شَيءٍ
أصِبَحّتَ انْتَ لا شَيء .
ألَم تَشِتاقُ إَليّ ؟
إنيّ إشتَقْتُ لِكُلِ شَيءٍ بكَ
نَبرةُ صَوتُكَ ونَظَراتُكَ
لَمّسَةُ يَديّكَ حَولَ جَسّديّ
أصَابُعَكَ وسَطَّ شعَريّ
قُبلّاتُك عَلىٰ وَجهيّ
خَوفُك عَليَّ ، وحَنانُك
ألمّ تَشِتاقّ إليّ ؟
عِندْما ذَهَبْتِ كَتَبْتُ لكِ دونَّ توَقفٍ
كَ طِفلٍ يأخِذُ القَلَمُ أولَ مَرَةٍ
كَتَبِتُ بأوّراقٍ عَديدَةٍ ، ومَزَقتُ
دَفاتّرٍ كَثيرَةٍ وَلَم أكُفَ عَنِ الكِتابَة
يا سَيَدَتيّ
لا الأوراقَُ ولا القَلَمُ ولا الأشِعارُ
يَستَطيعُونَّ إنّ يعّرِفوا مَدىٰ حُبِّي لكِ .
مَيَّزِتُكِ بينَ جَميعَ النِساءِ
وكأنَكِ تَمْتَلِكينَ شيءٍ لَيسَ عِندَهُّنَّ
فَيا سَيدَتي وَفاتِنَتيّ وضِياءُ أياميّ
عُوديّ ..
دَعِنَا نَلْتَقِي فِي بَيتِّ قَصيّدَةٍ
أوّ فِيّ صَفْحَةِ لِكِتابٌ غَزَلِيٌ قََدِيمْ
أوّ فِيّ نَّصٌ لِكاتِبٍ عاشِقّ
دَعِنَا نَلْتَقِي أينَمَّا يَحِلُو لَكَ
لا يَهِّمَنِي المَكَانّ
كُلُّ ما أُريدَهٌ هوُّ لِقاؤُكَ .
أُرِيدُ إنّ نَجْلِسُ سَوِيًا
عَلىٰ إحِدىٰ شَواطِئٌ مِيسَّانْ .
وَنَحّتَسيّ بعَضَ الشايّ
وأقوُل لكَ
آهٍ ، كَمْ تعَذَبِتُ كَيْ ألقىٰ نَظرَةٍ
مِن تِلْكَ العِيونِّ الساحِرَة .
وكَمّ تَمَنَيتُ إنّ يَدُّكَ
تُلامِسُ يَديّ ، كَي أزهَرُ .
سأقُوّلُ لكَ كُلِّ شيءٍ !
لَمْ أستَطِعُ إنّ أقُولَهُ
وسَأُقَبِلُكَ أيِضًا .
ما بَالُ الأَيَّامُ قاسِيَةٌ ؟
أَ أَنَا قَاتِلَةٌ لَهَا أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتُهَا ؟
أَمْ أَنِّي سَرِقْتُ الحَبِيبُ مِنْهَا ؟
مَا بِالْهَا لا تُرِيدُ أَنْ تُعَتُقَنِي ؟
كُلَّمَا زَانَتِ الجَلْسَةَ ، حَكَمْتَنِي !
ماذَا فَعَلِتَ بِيَّ ، وتَرَكِتَنيّ
أحِتَرِقُ بِنِيرانِ الإشِتِياقُ .
ألا يُؤلِمُكَ قَلِبُكَ عَلى فِراقِيّ ؟
ألا تَتَذكَرَنِيّ فِيّ كُلِّ مَسَّاءٍ ؟
ألا أتَجَوَلُ فِيّ رأسُكَ نَهّارًا ؟
ألا تَشِتَّاقُ ؟
ألَمّ تَتَألَمُ عَلّىٰ فِراقِيّ ؟
كَيّفَ تَضَعُ رأسُكَ عَلّىٰ
الوِسَادَةُ وَتَنامُ ، وَهُنَّالِكَ
رُوحٍّ مُهّلِكَةٌ بِحُبِكَ ؟
أخْبِرّنِي أرْجُوكَ !
فأنِيّ قَدْ هُلِكْتُ مِنْ الإشِتِيَّاقُ ..
سَتَمُوتِينَ مِنْ بَعْديّ .
مُلتَقىٰ .
سَتَمُوتِينَ مِنْ بَعْديّ .
مَنْ أنتَ كَيّ أمُوتَ مِن بَعِدُكَ ؟
أ أنتَ شايِّ عِندَ الصَباح ؟
أمْ صَوتَ فَيروزْ ؟
أمْ إنَكَ أُمِي وأبِي ؟
أنتَ لَسِتَ سُوىٰ " دَرِسًا "
وكُنتَ دَرْسًا مُمِلًا ومُتعِبًا .
أخِبَرْتُكَ فِي وَداعُنا الأخِيرْ
أنَّ اللِّقاء بَينُنا مُستحِيل
أخبَرْتُكَ أنْ خَسَرْتَنِي
لَنْ تَجِدَنيّ مَرةً أُخرىٰ
أخِبَرْتُكَ عِنْدَما تَكْسِرُنيّ
سَأُصْلِح نَفِسيّ وأتْرِكُكَ
عَلىٰ الرُغِمِ مِنْ إخِباريّ لَك
بكُل هٰذهِ الإمُور
وَلَكِن أنتَ فعَلْتُها
وَتَرَكْتَنِي .