قناة عبدالرحمن السديس
7.25K subscribers
195 photos
4 videos
5 files
134 links
قناة علمية.
عبدالرحمن بن صالح السديس
الرياض - للتواصل العلمي ٠٥٠٨٠٣٢٢٤٠
‏تويتر https://x.com/assdais?t=bamsawh__YRgDV1YxYVNdQ&s=35
Download Telegram
وفاء

ما أجمل أن يكون حالك مع زوجتك كقول الشاعر:

فأثنِ عليها بالذي هي أهله ** ولا تَكفُرَنها، لا فلاح لكافر
تعاهد ‏أصحاب أحبابك: صلة ووفاء

كان النبي ﷺ إذا أتي بالشيء، قال: «اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة، اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة». ‏
رواه البخاري في «الأدب المفرد»، وصححه ابن حبان من حديث أنس رضي الله عنه.

وروى البخاري في «الصحيح» عن عائشة رضي الله عنها: «كان النبي ﷺ .. ربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة».

و‏في «مسلم» من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أنه كان إذا خرج إلى مكة، كان له حمار يتروح عليه، إذا مل ركوب الراحلة، وعمامة يشد بها رأسه،
فبينا هو يوما على ذلك الحمار، إذ مر به أعرابي، فقال: ألست ابن فلان بن فلان، قال: بلى، فأعطاه الحمار، وقال: اركب هذا،
والعمامة، قال: اشدد بها رأسك.
‏فقال له: بعض أصحابه غفر الله لك أعطيت هذا الأعرابي حمارا كنت تروح عليه، وعمامة كنت تشد بها رأسك!
وفي رواية: (فقلنا له: أصلحك الله! إنهم الأعراب، وإنهم يرضون باليسير)
فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي  وإن أباه كان صديقا لعمر».

‏هذه الأحاديث فيها بيان لمعنى من أهم معاني الوفاء وهو (الصلة) لأحباب أبيك وأمك وزوجك..
وهي الإحسان إليهم وتعاهدهم بالهدية..
وليس مجرد الوصل بـ(السلام) كما يظنه بعض الناس، وإن كان في السلام خير كثير.
ابن القيم: جمع النبي ﷺ الورع كله في كلمة واحدة:
«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

فهذا يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع.
ويدخل فيه ترك أسئلة الفضول عن أحوال الناس وأخبارهم، إلا إن قصد في ذلك قصدا حسنا، كمؤانسة المسؤول.
الطالب النجيب بركة على شيوخه

قال البديعي في «الصبح المنبي» ص١٦١:
«وحكى عبد العزيز بن يوسف الجرجاني -وكان كاتب الإنشاء عند عضد الدولة عظيم المنزلة منه- قال: لما دخل أبو الطيب المتنبي مجلس عضد الدولة، وانصرف عنه، أتبعه بعض جلسائه، وقال له: سله كيف شاهد مجلسنا؟ وأين الأمراء الذين لقيهم منا؟
فامتثلت أمره، وجاريت المتنبي في هذا الميدان، وأطلت معه عنان القول، فكان جوابه عن جميع ما سمعه مني أن قال: 
ما خدمت عيناي قلبي كاليوم.
ولقد اختصر اللفظ، وأطال المعنى، وأجاد فيه.
وكان ذلك منه أوكد الأسباب التي حظي بها عند عضد الدولة.

وكان أبو علي الفارسي إذ ذاك بشيراز، وكان ممر المتنبي إلى دار عضد الدولة على دار أبي علي الفارسي، وكان إذا مر به أبو الطيب يستثقله على قبح زيه، وما يأخذ به نفسه من الكبرياء، وكان لابن جني هوى في أبي الطيب، كثير الإعجاب بشعره، لا يبالي بأحد يذمه أو يحيط منه، وكان يسؤوه إطناب أبي علي في ذمه،

واتفق أن قال أبو علي يوما: اذكروا لنا بيتا من الشعر نبحث فيه، 

فبدأ ابن جني وأنشد:
حُلتِ دون المزار فاليوم لوزر ... تِ لحال النحول دون العناق.

فاستحسنه أبو علي، واستعاده، وقال لمن هذا البيت فإنه غريب المعنى؟ 

فقال ابن جنى: للذي يقول:
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وانثنى وبياض الصبح يغرى بي.
فقال: والله هذا حسن بديع جدا، فلمن هما؟

قال للذي يقول:
أمضى إرادته فـ«سوف» له «قد» ... واستقرب الأقصى فـ«ثَم» له «هنا».

فكثر إعجاب أبي علي، واستغرب معناه، وقال لمن هذا؟ 

فقال ابن جني: للذي يقول:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى.

فقال: وهذا حسن والله، وقد أطلت يا أبا الفتح، فأخبرنا من القائل؟

قال: هو الذي لا يزال الشيخ يستثقله، ويستقبح زيه وفعله، وما علينا من القشور إذا استقام اللب؟ 

قال أبو علي: أظنك تعني المتنبي؟ قلت نعم.
قال: والله لقد حببته إلي، ونهض، ودخل على عضد الدولة، فأطال في الثناء على أبي الطيب.

ولما اجتاز به استنزله، واستنشده، وكتب عنه أبياتا من الشعر.


قال الربعي: كنت يوما عند المتنبي بشيراز، فقيل له: أبو علي الفارسي بالباب -وكانت تأكدت بينهما المودة- فقال: بادروا إليه فأنزلوه، فدخل أبو علي وأنا جالس عنده، فقال: يا أبا الحسن خذ هذا الجزء، -وأعطاني جزءا من كتاب التذكرة- وقال: اكتب عن الشيخ البيتين اللذين ذكرتك بهما، وهما:
سأطلب حقي بالقنا ومشايخ ... كأنهم من طول ما التثموا مرد
ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دُعوا ... كثير إذا شدوا قليل إذا عُدوا». اهـ.
يصح أن تقول: تَوفى فلان؟ مَن المتوفي؟

ذكر النحاس في «معاني القرآن»:
«رُويَ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ: {والذين يَتَوَفَّوْنَ منكم} بفتح الياء .. ومعناه: يَتَوَفون أعمارهم، أي: يستوفونها».

وذكره أبو الفتح ابن جني في «المحتسب» عن علي ثم قال:
«.. بفتح الياء. قال ابن مجاهد: ولا يقرأ بها. وهذا الذي أنكره ابن مجاهد عندي مستقيم جائز، وذلك أنه على حذف المفعول، أي: يتوفون أيامهم أو أعمارهم أو آجالهم».

وكذا ذكره أبو القاسم في «الكشاف»:
«أي: يستوفون آجالهم».

وقال الواحدي في «البسيط»:
«وأصل التَّوَفِّي: أخذ الشيء وافيًا، يقال: تَوَفَّى الشيءَ واسْتَوفَاه.
وتُوُفِّي فلانٌ وتَوَفَّى إذا مات،
فمن قال تُوفي كان معناه قُبض وأُخِذَ،
ومن قال: تَوَفَّى، معناه: تَوَفَّى أَجَلَه، واسْتَوْفَى أُكُلَه وعُمُرَه.
وعلى هذا قراءة علي رضى الله عنه (يَتَوفون) بفتح الياء».

وذكر نحو هذا أمم من أهل العلم بعدهم.

وهذه القراءة المذكورة قراءة شاذة، لكنها صواب من جهة العربية.
ما حظك من هذا النعيم!

كان الإمام ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته فقيل له: ألا تستوحش؟
فقال: «كيف أستوحش وأنا مع النبي ﷺ والصحابة، والتابعين أنظر في كتبهم وآثارهم».

وقد قال النبي ﷺ: «وﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻐﺘﺐ ﺃﺣﺪا ﺑﺴﻮء= ﻛﺎﻥ ﺿﺎﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ».
صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
قاعدة الخروج من الخلاف

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «شرح العمدة» ٤٦٤/١: «أما الخروج من اختلاف العلماء= فإنما 👇
وقال الشاطبي في «الموافقات» ٢٠٥/٢:
«مسألة الورع بالخروج عن الخلاف؛ فإن كثيرًا من المتأخرين يعدون الخروج عنه في الأعمال التكليفية مطلوبا، وأدخلوا في المتشابهات المسائل المختلف فيها، وما زلت منذ زمن استشكله، حتى كتبت فيها إلى المغرب وإلى إفريقية= فلم يأتني جواب بما يشفي الصدر.. »
ثم ذكر ما وصله من جواب، وما فيها من إشكالات إلخ راجعه إن شئت فهو مفيد.
ما معنى قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم}؟

قال العلامة ابن القيم في «عدة الصابرين» ص١١٤:

الباب الثالث عشر: في بيان أن الإنسان لا يستغنى عن الصبر في حال من الأحوال

ما دام قلم التكليف جاريا عليه لا يستغني عن الصبر في حال من الأحوال، فإنه بين:
أمر يجب عليه امتثاله وتنفيذه،
ونهي يجب عليه اجتنابه وتركه،
وقدر يجب عليه الصبر اتفاقا،
ونعمة يجب عليه شكر المنعم عليها،
وإذا كانت هذه الأحوال لا تفارقه= فالصبر لازم له إلى الممات.

وكل ما يلقى العبد في هذه الدار لا يخلو من نوعين:
أحدهما: يوافق هواه ومراده.
والآخر: يخالفه.
وهو محتاج إلى الصبر في كل منهما.

أما النوع الموافق لغرضه: كالصحة والسلامة والجاه والمال وأنواع الملاذ المباحة، وهو أحوج شيء إلى الصبر فيها من وجوه:

أحدها: ألا يركن إليها، ولا يغتر بها، ولا تحمله على البطر والأشر والفرح المذموم الذي لا يحب الله أهله.

الثاني: ألا ينهمك في نيلها ويبالغ في استقصائها؛ فإنها تنقلب إلى أضدادها، فمن بالغ في الأكل والشرب والجماع= انقلب ذلك إلى ضده، وحرم الأكل والشرب والجماع.

الثالث: أن يصبر على أداء حق الله فيها، ولا يضيعه فيسلبها.

الرابع: أن يصبر عن صرفها في الحرام، فلا يمكِّن نفسه من كل ما تريده منها؛ فإنها توقعه في الحرام؛ فإن احترز كل الاحتراز= أوقعته في المكروه، ولا يصبر على السراء إلا الصديقون.

قال بعض السلف: «البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر، ولا يصبر على العافية إلا الصديقون».
وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: «ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر».

ولذلك حذر الله عباده من فتنة المال والأزواج والأولاد،
فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}[المنافقون: 9]،
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم}[التغابن: 14].

وليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس أنها عداوة البغضاء والمحادة؛ بل عداوة المحبة الصادة للآباء عن الهجرة والجهاد وتعلم العلم والصدقة، وغير ذلك من أمور الدين وأعمال البر،

كما في «جامع الترمذي» من حديث إسرائيل حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس -وسأله رجل عن هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم}؟- قال: «هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة، فأرادوا أن يأتوا النبي ، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله ، فلما أتوا رسول الله ، ورأوا الناس قد فقهوا في الدين= هموا أن يعاقبوهم= فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم} الآية.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وما أكثر ما فات العبد من الكمال والفلاح بسبب زوجته وولده، وفي الحديث: «الولد مبخلة مجبنة».
قاعدة في العبادات التي وردت على صور متنوعة

الحمد لله، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم، أما بعد:
فإن بعض العبادات جاءت عن النبي بصور متعددة، كأدعية الاستفتاح، والتسبيح بعد الصلاة.
وهذه العبادت تفعل بأي صورة ثبتت، لكن:

هل الأفضل المداومة على نوع منها؟
أو فعل الجميع في أوقات شتى؟
أو الجمع بين ما يمكن جمعه منها في وقت واحد؟


اختلف العلماء في هذا، فمنهم:
من يرجح في بعض الصور وجهاً منها ويستحب المداومة عليه، كمن اختار نوعاً من أنواع الاستفتاح أو التشهدات.

ومنهم من اختار الجمع بين ما يمكن جمعه منها، كما في الألفاظ المختلفة الواردة في بعض الأدعية، وأدعية الاستفتاح لمن صلى منفرداً أو أَذِنَ له المأمومون، كما صرح به النووي في «الأذكار» ص٤٥.

واختار جمع من المحققين أن يأتي بهذه الأنواع كلها في أوقات شتى، ليحصل له تحقيق كمال الاتباع
منهم ابن تيمية في «الفتاوى» ٢٢/ ٣٣٥و٤٥٨، وعنه ابن القيم في «جلاء الأفهام» ص٣٧٣، وابن رجب في القاعدة الثانية عشرة من «قواعده»، وابن عثيمين في «منظومة أصول الفقه وقواعده» ص١٧٣.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ما فعله النبي من أنواع متنوعة -وإن قيل: إن بعض تلك الأنواع أفضل- فالاقتداء بالنبي في أن يفعل هذا تارة، وهذا تارة= أفضل من لزوم أحد الأمرين وهجر الآخر».
«مجموع الفتاوى». ٣٣٧/٢٢.

وهذا القول متين، وبه تحصل متابعة السنة، ويحفظ العلم.

إذا تقرر هذا، فيدخل في هذه القاعدة فروع كثيرة، منها:
١- الوضوء، فقد صح عن النبي أنه توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا ثلاثا؛ فيأتي بهذا تارة وهذا أخرى، وإن كان أفضلها: «ثلاثا ثلاثا»، وهو الاسباغ، فيكثر منه ولا يهجر البقية.

٢- استفتاح الصلاة، فقد ثبت عن النبي عدة صيغ، فالأفضل أن ينوع؛ فيأتي بهذا تارة وهذا أخرى، وإن كان أفضلها : «سبحانك اللهم وبحمد ..» الحديث، فيكثر منه، ولا يهجر البقية.

٣- التشهد في الصلاة فقد ورد بعدة صيغ، والكلام فيه كالسابق.

٤- قيام الليل، قد ورد عن النبي عدة أنواع، فالأفضل الاتيان بها، وإن كان الأفضل أن يصلي إحدى عشرة ركعة، فيكثر منه.
وكذلك في وقته أول الليل ووسطه وآخره، وإن كان الأفضل آخره، لمن قدر عليه.

٥- التسبيح بعد الصلاة، فقد ورد عن النبي أنواع منها، فيستحب أن ينوع بينها.

٦- أنواع الأذان، فيستحب أن يأتي بأذن بلال، ولا يهجر أذان أبي محذورة.

٧- بعض أنواع الأذكار ثبتت بعدة صيغ، كالصلاة على النبي .

٨- قراءة القرآن بالقراءات العشر، أو ما تيسر منها.

٩- التكبير على صلاة الجنازة، فقد صح أنه كبر أربعاً وخمساً، وجاء أكثر من ذلك.

١٠- صيغ الاستعاذة من الشيطان الرجيم.

والله أعلم.
غسل الجنابة والحيض لا تلزم فيه الموالاة

أكثر أهل العلم لا يرون الموالاة شرطا لصحة الغسل، فلو فرقه لصح غسله.
مثلا: لو اغتسل قبل أن ينام وأخر غسل رأسه بعد استيقاظه= لصح غسله، وارتفع الحدث الأكبر.
سنة ليلية

في الصحيحين أن النبي ﷺ قال: «الآيتان من آخر سورة البقرة: من قرأ بهما في ليلة= كفتاه».

قال ابن القيم: «الصحيح أن معناها: كفتاه من شر ما يؤذيه.
وقيل: كفتاه من قيام الليل، وليس بشيء». اهـ.

«الوابل الصيب» ص٢٤٩.
ما الحكمة من منع ابن عمر أن يطلق في الطهر الذي يلي الحيض؟

في الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه طلق امرأته -وهي حائض- على عهد رسول الله ، فسأل عمر بن الخطاب رسول الله عن ذلك؟
فقال رسول الله : «مره فليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء».

قال ابن القيم في بيان الحكمة من ذلك:

«منها: أن الطهر المتصل بالحيضة هو وهي في حكم القرء الواحد، فإذا طلقها في ذلك الطهر فكأنه طلقها في الحيضة؛ لاتصاله بها، وكونه معها كالشيء الواحد.

الثانية: أنه لو أذن له في طلاقها في ذلك الطهر فيصير كأنه راجع لأجل الطلاق، وهذا ضد مقصود الرجعة؛ فإن الله تعالى إنما شرعها للإمساك، ولم شعث النكاح، وعود الفراش، فلا يكون لأجل الطلاق؛ فيكون كأنه راجع ليطلق، وإنما شرعت الرجعة ليمسك. وبهذا بعينه أبطلنا نكاح المحلل؛ فإن الله سبحانه وتعالى شرع النكاح للإمساك والمعاشرة، والمحلل تزوج ليطلق، فهو مضاد الله تعالى في شرعه ودينه.

الثالثة: أنه إذا صبر عليها حتى تحيض، ثم تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، زال ما في نفسه من الغضب الحامل له على الطلاق، وربما صلحت الحال بينهما، وأقلعت عما يدعوه إلى طلاقها، فيكون تطويل هذه المدة رحمة به وبها».

«إغاثة اللهفان» ٥٣٢/١.
«ﻓﺎﺋﺪﺓ نافعة :
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﻧﻴﻠﻪ ﺩﺭﺟﺔ اﻟﺮﻳﺎﺳﺔ اﻷﺧﻼﻕ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﻳﺎﺳﺔ
= ﻓﻼ ﻳﺼﺎﺩﻓﻬﺎ= ﻓﻴﻨﺘﻘﺾ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺩﺓ!

ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﻬﻞ اﻟﺼاﺣﺐ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻫﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺇﺫا ﺳﻜﺮ ﺃﺧﻼﻕ اﻟﺼﺎﺣﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﻏﻠﻂ، فإن للرياسة سكرة كسكرة الخمر أو أشد».

ابن القيم في «بدائع الفوائد» ١٠٦٠/٣.
هل كان ابن عمر يغسل عينيه في الوضوء وعمي من ذلك؟!

انتشر في كتب الفقهاء أن ابن عمر رضي الله عنه كان يغسل عينيه في الوضوء وأنه عمي بسبب ذلك، وأكثرهم يذكره لدفعه، والتحذير منه لضرره!
ومن أقدم من رأيته نسب لابن عمر أنه يفعله في الوضوء: أبو بكر الجصاص الحنفي (٣٧٩هـ) قال: «قد كان ابن عمر مصعبا على نفسه في أمر الطهارة .. ويُدخل الماء في عينيه في الوضوء».
«شرح مختصر الطحاوي» (١/ ٤٠٠).

وقال السمعاني (٤٨٩هـ) في «الاصطلام» (٥٨/١) ناقلا عن الحنفية: «قالوا: وكذلك داخل العين يشق إيصال الماء إليه، وقيل: إن من دوام على ذلك ‌يعمى، ونقل أن ابن عمر رضي الله عنه ‌عمي من كثرة إدخال الماء في العين».

وقال الشيرازي الشافعي (٤٧٦هـ) في «المهذب» (٣٨/١): «ولا ‌يغسل العين، ومن أصحابنا من قال: يستحب غسلها؛ لأن ابن ‌عمر كان ‌يغسل عينه حتى ‌عمي، والأول أصح.. ولأن غسلها يؤدي إلى الضرر».

وقال ابن قدامة الحنبلي (٦٢٠هـ) في «المغني» (١٥١/١): «فصل: وذكر بعض أصحابنا من سنن الوضوء غسل داخل العينين، وروي عن ابن عمر أنه ‌عمي من كثرة إدخال الماء في ‌عينيه».

وفشا هذا القول في كلام الفقهاء ولا زال يكرر حتى عصرنا في الكتب والدروس على الشبكة! ثقة منهم بما يذكره من قبلهم من دون تمحيص!

والواقع أن ما ذكروه عن ابن عمر رضي الله عنه= غير صحيح!

فأولا: ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه لم يكن يغسل عينيه في الوضوء؛ بل الثابت عنه أنه لا يفعله، وإنما كان يفعله في الغسل؛ ففي موطأ مالك (١١١) عن ‌نافع «أن ‌عبد الله بن عمر كان إذا اغتسل من الجنابة، بدأ فأفرغ على يده اليمنى، فغسلها، ثم غسل فرجه، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه، ‌ونضح في عينيه..».
ورواه عبدالرزاق في «المصنف» (١٠٢٦) عن ابن جريج عن نافع بنحوه، وقال في آخره: «ولم يكن عبدالله بن عمر ينضح في عينيه الماء إلا في غسل الجنابة، فأما الوضوء للصلاة؛ فلا». 
وسنده صحيح، ولم يرو عنه أحد أنه فعله في الوضوء!

ثانيا: ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه لم يفقد بصره.
ففي «صحيح البخاري» (١٦٦٠): من طريق ‌سالم بن عبد الله بن عمر قال: «كتب عبد الملك إلى الحجاج: ألا يخالف ابن عمر في الحج، [إلى أن قال] حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إن كنت ‌تريد ‌السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف، فجعل ينظر إلى عبد الله، فلما رأى ذلك عبد الله، قال: صدق».
وعند «البخاري» (١٦٦٢) معلقا بصيغة الجزم «وقال الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني سالم أن الحجاج بن يوسف عام نزل بابن الزبير رضي الله عنهما..». وذكر نحوه.
وهذا السياق يدل أنه كان مبصرا، وابن عمر رضي الله عنه مات بعد حجته هذه في مكة.
قال ابن سعد في «الطبقات» (١٧٤/٤) أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قلت لنافع: ما كان بَدْءُ موت ابن عمر؟ قال: أصابته عارضة محمل بين إصبعين من أصابعه عند الجمرة في الزحام فمرض، قال فأتاه الحجاج يعوده، فلما دخل عليه، ‌فرآه ‌غمّض ابنُ عمر عينيه، قال فكلمه الحجاج، فلم يكلمه..».

وهذا سند صحيح، ويدل على أنه مبصر، والحكاية قبل موته بيسير رضي الله عنه.
ولم يُذكر في ترجمته أنه عمي، بل سيرته ورواياته وأخباره تدل على أنه لم يفقد بصره، ولن تجد ذِكرا للعمى إلا في حكاية غسل العينين!

ثم لو فرض جدلا أنه قد عمي، فأسباب العمى متعددة، وقد عمي أمم من الخلق لا يغسلون أعينهم، فدون إثبات أنه بسبب غسلهما خرط القتاد؟!

ثالثا: غسل العين بالماء لا يسبب العمى، بل لعله إن لم ينفعها لا يضرها، فهذا الطب تقدم في زماننا تقدما عظيما نجد أول إرشاد لإسعاف العين عند إصابتها بأتربة أو مواد كيميائية أو غيرها هو غسلها بالماء..
ولو كان الماء يسبب العمى أو ضررا دونه؛ لكان التحدير منه كثيرا؛ لعموم البلوى بذلك لكثرة ملابسته؛ ولم نر ذلك.

ختاما: حكاية ابن عمر رضي الله عنه تدل على عكس مقصود من احتج بها، فقد بقي رضي الله عنه مبصرا، وهو يغسل عينيه، وتوفي وعمره يزيد على ٨٣ عاما.

تذييل:
وبهذا يظهر لك أيضا شدة ضعف القول بعدم وجوب إزالة النجاسة من العين.
ففي «شرح الزركشي على مختصر الخرقي» (١٧٩/١) هل يجب غسلهما في الغُسل..
قال: «فيه عن أحمد روايتان منصوصتان، المختار منهما عند الشيخين: عدم الوجوب، بل وعدم الاستحباب أيضا، وعلى الروايتين: خُرِّج غسلهما من النجاسة».
وفي «إغاثة اللهفان» لابن القيم (٣٢٧/١): «لايجب غسلهما من النجاسة وأولى؛ لأن المضرَّة به أغلب؛ لزيادة ‌التكرار والمعالجة».
ونحوه في «الفروع» (١٧٧/١)، و«الإنصاف» (٣٣٥/١)، و«كشاف القناع» (٢١٩/١) وغيرها.
الانهماك بالكتب النفيسة عن النوافل!

ذكر الأُدْفُوي الشافعي في كتاب «الطالع السعيد الجامع أسماء علماء نجباء الصعيد» ص٥٨٠ في ترجمة ابن دقيق العيد رحمه الله

قال: «أخبرني شيخنا الفقيه سراج الدين الدَّنْدري أنه لما ظهر الشرح الكبير للرافعي اشتراه بألف درهم، وصار يصلي الفرائض فقط، واشتغل بالمطالعة إلى أن أنهاه مطالعة.
وذكر عنده هو والغزالي في الفقه؟
فقال: الرافعي في السماء».

وهنا تتمة لمن أراد
http://saaid.org/Doat/sudies/23.htm
من رأى هفوة لعالم ذكي فليردها، وليثني عليه بما هو أهله

قال ابن تيمية -بعد كلام نسب لابن جني-:

«هذا الكلام لا يقوله من يتصور ما يقول!
وابن جني له فضيلة، وذكاء، وغوص على المعاني الدقيقة في «سر الصناعة» و«الخصائص» و«إعراب القرآن» وغير ذلك.
فهذا الكلام إن كان لم يقله= فهو أشبه بفضيلته.
وإذا قاله= فالفاضل قد يقول ما لا يقوله إلا من هو من أجهل الناس».

«مجموع الفتاوى» ٤٨٦/٢٠.
لماذا شرع للعاطس حمد الله، ولسامعه تشميته؟



قال ابن القيم في «مفتاح دار السعادة» 3/1567:

فصل: ومما كان أهل الجاهلية يتطيرون به ويتشاءمون منه: العطاس، كما يتشاءمون بالبوارح والسوانح.

قال رؤبة بن العجاج يصف فلاة:

قطعتها ولا أهاب العطاسا

وقال أمرؤ القيس:

وقد أغتدي قبل العطاس بهيكل * شديد مشك الجنب فعم الـمُنطَّقِ

أراد أنه كان ينتبه للصيد قبل أن ينتبه الناس من نومهم؛ لئلا يسمع عطاسا فيتشاءم به.

وكانوا إذا عطس من يحبونه قالوا له: عُمرا وشبابا، وإذا عطس من يبغضونه قالوا له: وَرْيًا وقُحَابًا.
والوري -كالرمي- داء يصيب الكبد فيفسدها.
والقحاب كالسعال وزْنًا ومعنى.

فكان الرجل إذا سمع عطاسا يتشاءم به، يقول بك لابي، إي: أسال الله أن يجعل شؤم عطاسك بك لأبي.

وكان تشاؤمهم بالعطسة الشديدة أشد، كما يحكى عن بعض الملوك أن مسامرا له عطس عطسة شديدة راعته، فغضب الملك فقال سميره: والله ما تعمدت ذلك، ولكن هذا عطاسي
فقال: والله لئن لم تأتني بمن يشهد لك= لأقتلنك!
فقال: أخرجني إلى الناس لعلى أجد من يشهد لي، فأخرجه -وقد وكل به الأعوان- فوجد رجلا، فقال: يا سيدي نشدتك بالله إن كنت سمعت عطاسي يوما فلعلك تشهد لي به عند الملك، فقال: نعم أنا أشهد لك، فنهض معه،
وقال: يا أيها الملك أنا أشهد أن هذا الرجل عطس يوما= فطار ضرس من أضراسه!

فقال له الملك: عد إلى حديثك ومجلسك.

فلما جاء الله سبحانه بالإسلام، وأبطل برسوله ﷺ ما كان عليه الجاهلية من الضلالة= نهى أمته عن التشاؤم والتطير، وشرع لهم أن يجعلوا مكان الدعاء على العاطس بالمكروه: دعاء له بالرحمة، كما أمر العائن أن يدعو بالتبريك للمَعين.

ولما كان الدعاء على العاطس نوعًا من الظلم والبغي= جعل الدعاء له بلفظ الرحمة المنافي للظلم، وأمر العاطس أن يدعو لسامعه ويشمته بالمغفرة والهداية وإصلاح البال، فيقول: «يغفر الله لنا ولكم»، أو «يهديكم الله ويصلح بالكم».

فأما الدعاء بالهداية؛ فلِما أنه اهتدى إلى طاعة الرسول ﷺ ورغب عما كان عليه أهل الجاهلية، فدعا له أن يثبته الله عليها ويهديه إليها.

وكذلك الدعاء بإصلاح البال، وهي حكمة جامعة لصلاح شأنه كله، وهي من باب الجزاء على دعائه لأخيه بالرحمة، فناسب أن يجازيه بالدعاء له بإصلاح البال.

وأما الدعاء بالمغفرة؛ فجاء بلفظ يشمل العاطس والمشمت، كقوله: «يغفر الله لنا ولكم»= ليتحصل من مجموع دعوتي العاطس والمشمت لهما: المغفرة والرحمة معًا، فصلوات الله وسلامه على المبعوث بصلاح الدنيا والآخرة.

ولأجل هذا -والله أعلم- لم يؤمر بتشميت من لم يحمد الله؛ فإن الدعاء له بالرحمة نعمة= فلا يستحقها من لم يحمد الله ويشكره على هذه النعمة، ويتأسى بأبيه آدم؛ فإنه لما نفخت فيه الروح إلى الخياشيم= عطس؛ فألهمه ربه تبارك وتعالى أن نطق بحمده، فقال: الحمد لله، فقال الله سبحانه: يرحمك الله يا آدم= فصارت تلك سنة العطاس؛ فمن لم يحمد الله= لم يستحق هذه الدعوة.

ولما سبقت هذه الكلمة لآدم قبل أن يصيبه ما أصابه= كان مآله إلى الرحمة، وكان ما جرى عارضًا وزال؛ فإن الرحمة سبقت العقوبة وغلبت الغضب.

وأيضا فإنما أمر العاطس بالتحميد عن العطاس؛ لأن الجاهلية كانوا يعتقدون فيه أنه داء، ويكره أحدهم أن يعطس، ويود أنه لم يصدر منه، لـِما في ذلك من الشؤم، وكان العاطس يحبس نفسه عن العطاس، ويمتنع من ذلك جهده، من اعتقاد جهالهم فيه.

ولذلك -والله أعلم- بنوا لفظه على بناء الأدواء؛ كالزكام والسعال والدوار والسهام وغيرها، فأُعلِموا أنه ليس بداء، ولكنه أمر يحبه الله، وهو نعمة منه يستوجب عليها من عبده أن يحمده عليها.

وفي الحديث المرفوع «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب».

.. وهذا قدر زائد على ما أحبه الشارع من ذلك، وأمر بحمد الله عليه، وبالدعاء لمن صدر منه وحمد الله عليه.

ولهذا -والله أعلم- يقال: شمته إذا قال له: يرحمك الله، وسمته -بالمعجمة والمهملة- وبهما روي الحديث.

فأما التسميت بالمهملة= فهو تفعيل من السمت، الذي يراد به: حسن الهيئة والوقار، فيقال: لفلان سمت حسن،
فمعنى «سمَّتَّ العاطس» وقرته وأكرمته وتأدبت معه بأدب الله ورسوله في الدعاء له، لا بأخلاق أهل الجاهلية من الدعاء عليه، والتطير به والتشاؤم منه.

وقيل: «سمَّته» دعا له أن يعيده الله إلى سمته قبل العطاس من السكون والوقار وطمأنينة الأعضاء؛ فإن في العطاس من انزعاج الأعضاء واضطرابها ما يخرِج العاطس عن سمته، فإذا قال له السامع: «يرحمك الله» فقد دعا له أن يعيده إلى سمته وهيئته.

وأما التشميت –بالمعجمة- فقالت طائفة منهم ابن السِّكِّيت وغيره: إنه بمعنى التسميت وأنهما لغتان، ذكر ذلك في كتاب «القلب والإبدال»، ولم يذكر أيهما الأصل ولا أيهما البدل.

وقال أبو علي الفارسي: المهملة هي الأصل في الكلمة، والمعجمة بدل، واحتج بأن العاطس إذا عطس= انتفش وتغير شكل وجهه= فإذا دعا له= فكأنه أعاده إلى سمته وهيئته. 👇
وقال تلميذه ابن جني: لو جعل جاعل الشين المعجمة أصلا وأخذه من الشوامت -وهي القوائم- = لكان وجهًا صحيحًا، وذلك أن القوائم هي التي تحمل الفرس ونحوه، وبهما عصمته، وهي قِوامه؛ فكأنه إذا دعا له= فقد أنهضه، وثبت أمره وأحكم دعائمه، وأنشد للنابغة:

طوع الشامت من خوف ومن صرد

وقالت طائفة منهم ابن الأعرابي: هو من قولهم اشتمتت الإبل إذا حسنت وسمنت.

وقالت فرقة أخرى: معنى «شمَّتَّ العاطس»: أزلت عنه الشماتة، يقال: «مرَّضت العليل» أي: قمت عليه= ليزول مرضه، ومثله «قذيت عينه» أزلت قذاها، فكأنه لما دعا له بالرحمة= قد قصد إزالة الشماته عنه، ويُنشَد في ذلك:

ما كان ضر الـمُمْرِضي بجفونه * لو كان مرض منعِمًا مَن أمرضا

وإلى هذا ذهب ثعلب.

والمقصود أن التطير من العطاس من فعل الجاهلية الذي أبطله الإسلام، وأخبر النبي ﷺ أن الله يحب العطاس، كما في «صحيح البخاري» حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا تثاءب أحدكم فليستره ما استطاع؛ فإنه إذا فتح فاه فقال: آه آه= ضحك منه الشيطان».
الاقتصاد في الماء عند الوضوء

قال المروّذي: «وضأت أبا عبد الله بالعسكر، فسترته من الناس، لئلا يقولوا: إنه لا يحسن الوضوء؛ لقلة صبه الماء».
«إغاثة اللهفان» ٢٢٢/١.

- المروذي هو أحمد بن محمد بن الحجاج، نسبة لـ «مرو الروذ»، وهو أخص تلاميذ الإمام أحمد، وأجلهم.
- وضأت: صببت الماء.
- أبو عبدالله: الإمام أحمد.
- العسكر: مدينة سامراء، وسميت بـ«العسكر»؛ لأن المعتصم لما بناها انتقل هو وعسكره إليها.

وقد أحسن المروذي في تصرفه، وهكذا ينبغي للطالب أن يفعل إن خشي من الناس سوء فهم لفعل شيخه.