فوائد الديوانين
8.51K subscribers
252 photos
23 videos
25 files
1.26K links
فوائد ديواني الثقافة الإسلامية، والرواية والإسناد
Download Telegram
"الغالب على مذاهب أهل المغرب كلهم مذاهب أهل الحديث، وأغلبها عليهم في الفتيا مذهب مالك بن أنس"
الإصطخري ت346
المسالك والممالك ص45 ط ليدن
- - -
فجعل مذهب مالك من مذاهب أهل الحديث، وأثبت وجود غيره من مذاهبهم في المغرب، والمقصود به (المغرب الإسلامي الكبير)
https://t.me/arrewayahalthkafh
• يلاحظ في أخبار السلف تسميتهم أهل العلم والدين ب(القراء).
قال ابن تيمية:
«كانت أصناف الأمة ثلاثة: أهل القرآن، وأهل المال، وأهل السيف، وكانوا يسمون أهل القرآن «القراء»، وهو اسم يجمع عندهم أهل العلم والدين».
جامع المسائل- عالم الفوائد 8: 79

و ذكر أن ذلك لأن علماءهم إنما كانوا يتفقهون في القرآن، وعبادهم إنما يتعبدون به.

• اعتاد طلبة العلم على المتون والشروح، وقد كان متن الصحابة: القرآن، وشرحه المعتمد عندهم: السنة، وما يؤثر عنهم من الإيضاح لهما كالحواشي.
بل ‏إنما تطلب العلوم كلُّها -شرعيُّها وكونيُّها- وجميع آلاتها = لفهم القرآن المجيد والعمل به.
فهو متن العلوم، والسنة شرح، وكل العلوم حواشٍ.

‏جميعُ العلم في القرآن لكن * تقاصَر عنه أفهام الرجالِ

https://t.me/arrewayahalthkafh
المسلسلات الحديثية من أصنافها: التسلسل في أوصاف الرواة.

ويدخل فيه: التسلسل باتفاق نِسَبهم إلى البلدان، وله صور متعددة معلومة، كسلاسل المكيين والمدنيين، والدمشقيين، والمصريين، والعراقيين، والمشارقة، والمغاربة، وغير ذلك.
كل صورة من هذه تحققت في أحاديث بل مرويات كثيرة، وإن اشتهر بعضُها أو أحدُها تخفُّفاً وتيسيراً.

ويقابلُها جميعاً: عكسُها، وهو التسلسل بتباين النسبة إلى البلدان، بحيث يكون كل راو في السَّنَد من بلد، فيجتمع فيه من النِّسَب المختلفة إلى البلدان بعدد رواته، وهذا مما يظهر به اتساع نطاق الرواية في الإسلام، وانتشارها في البلاد.

ولكن صورة هذا التسلسل قد تحصل بما لا يلزم منه ذلك، كأن يكون الرواة المتباينون في النسبة إلى البلاد تجمعهم الإقامة في بلد من البلاد كأحد الحرمين مثلاً، أو يتفق سماعهم للمروي في نفس البلد، أو يكون تحملهم له بمجرد الإذن والإجازة دون السماع، فإن هذه الصورة وما قبلها من صور التسلسل لا تتوقف على كيفية التحمل ومحله.

وأبلغ من تلك الصورة في الدلالة على المعنى المشار إليه: أن يكون سماع كل راو في السند لهذا الحديث أو المروي الذي اشتركوا في روايته ببلد غير البلد الذي سمع فيه بقية الرواة، فهذا أعز من الذي قبله، ولكنه ليس بقليل ولا سيما في أسانيد المتقدمين القصيرة، ويعز تباين ذلك في سائر الطبقات كلما طالت الأسانيد.

وبلدُ السماع قد يكون مصرحاً به في نفس الإسناد، فيكون العلم به سهلَ المنال لكل من وقف عليه، وقد لا يصرح به فيه وإنما يعلم من خارجه، فحينئذ ينفرد بمعرفته المختصون بهذا الفن المتبحرون في معرفة أخبار الرواة وأحوالهم، واطلاعُهم على ذلك قد يكون بنص صريح، أو باستنباط ووقوف على قرائن أحوال تتفاوت قوتُها حتى قد تقتضي غلبة الظن أو أكثر.

ومما اتفق حضوره الآن من أمثلة هذا النوع المصرح فيها بتباين بلدان السماع: قول شيخ الإسلام خاتمة نمطه من الحفاظ الأعلام أبي الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى في الحديث الخامس والعشرين من الأربعين المتباينة:
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الخليلي بغزة، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن سعد الله الحموي ببيت المقدس ، أخبرنا أبوعبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل المكي بها، أخبرنا الحافظ أبو بكر محمد بن يوسف بن مسدي في المدينة، أخبرنا يحيى بن عبد الرحمن الأصبهاني بغرناطة، أخبرنا مسعود بن الحسن الثقفي بأصبهان ... فذكر حديثاً من جزء لوين الشهير بإسناده الأصبهاني المعروف إليه، وقد دخل أصبهان آخر حياته وحدَّث بها، وسماعه لهذا الحديث بغيرها.

ومما له مناسبة بهذا من جهة تنوع البلدان في السماع وتباينها: ما يعرف بالبلدانيات، وهي الأحاديث أو المرويات التي يسمع المحدث كل شيء منها ببلد، وقد أفردها كبار المحدثين وأتباعُهم بتآليف كثيرة؛ أربعينات وغيرها، ومن أقدمهم وأشهرهم: الحافظ أبوطاهر السِّلفي، واقتدى به عصريه حافظ الشام ومؤرخه الفذ أبوالقاسم ابن عساكر، ولابنه القاسم مستخرج مفيد على بلدانية السِّلفي.
ولعصريه الحافظ عبدالقادر الرهاوي بلداً الفرَنجي عرقاً الحنبلي مذهباً أربعين ضخمة في مجلد اشترط فيها التباين في بلدان سماعه من الشيوخ، مع تباين الشيوخ، وتباين رجال أسانيد كل حديث من تلك الأربعين من أولها إلى آخرها، وهذا أمر عزيز نادر يدل على شدة تمكن الرهاوي من الفن، وسعة دائرته فيه رحلة وشيوخاً وسماعاً.
والكلام على البلدانيات يطول وذكره هنا عارض والمذكور منه كاف لاستمام المناسبة.
ومما يتصل به: تعدد شيوخ المحدث في الحديث الواحد مع تباين بلدانهم، ومن لطيف ما حضر من أمثلة ذلك وقديمها: قول الحافظ الكبير العلامة أبي حاتم ابن حبان في "صحيحه": أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببُست، والحسن بن سفيان الشيباني بنسا، ومحمد بن العباس المزني بجرجان، وعمر بن محمد بن بجير الهمْداني بالصغد، ومحمد بن المعافى بن أبي حنظلة بصيدا، ومحمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان، وعبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس، وعمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج، والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق، في آخرين قالوا: حدثنا هشام بن خالد الأزرق، حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله".
فهذا حديث مسلسل بالدمشقيين، وتم لابن حبان فيه التسلسل من طريق آخر من سماهم من شيوخه العشرة، وبسماعه لهذا الحديث في دمشق انسحب عليه بعض مناسبة التسلسل المذكور.
ومع هذه اللطيفة فقد صرح بأنه سمع هذا الحديث من شيوخ كثير سمى منهم هؤلاء العشرة، وكان سماعه لهذا الحديث من كل واحد منهم ببلد مباين للبلد الذي سمعه من بقيتهم، وهذا من آثار سعة رحلته وروايته.

https://t.me/arrewayahalthkafh
فوائد الديوانين
المسلسلات الحديثية من أصنافها: التسلسل في أوصاف الرواة. ويدخل فيه: التسلسل باتفاق نِسَبهم إلى البلدان، وله صور متعددة معلومة، كسلاسل المكيين والمدنيين، والدمشقيين، والمصريين، والعراقيين، والمشارقة، والمغاربة، وغير ذلك. كل صورة من هذه تحققت في أحاديث بل مرويات…
ومرفق بهذا المنشور جزازة وصلت كاتبه من شيخنا العلامة المحدث الشيخ عبدالفتاح أبوغدة - رحمه الله تعالى وجميع من سبق ذكره أو أشير إليه- فيها تنويه بهذا المعنى ودلالته الإيمانية والحضارية.
كتب فيها:
"وسيلحظ قارئ هذا الثبت كيف تداولتِ البلدانُ تحمُّل السُّنَّة وأداءها ونقْلَها من شرق إلى غرب، ومن غرب إلى شرق، ومن شمال إلى جنوب، ومن جنوب إلى شمال، يتناوبون في حمل وسام الشرف الرفيع بتلقي سنة الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم.

وهذا شيء فريد في الدنيا لم يكن لأمة من الأمم إلا أمةَ سيد الخلقِ والأنبياءِ والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

فهذه الأسانيد والأثبات رابطة الاتصال بينهم في نقل كلام النبي صلى الله عليه وسلم فهم أمناء الدين في الأرض كلِّها".
https://t.me/arrewayahalthkafh
• مما كان يتداوله السلف:
"أحسن الناس قراءة من إذا سمعت قراءته رأيت أنه يخشى الله"، وروي حديثا مرفوعاً.
رأيت أي: بقلبك، فإن الخشية لا تدرك بالصوت .

• ‏صوت القارئ يخرج من حنجرته وفمه، فيكفيه سلامتهما ومرانهما على صحة القراءة وحسنها .
أما روح قراءته فتخرج من قلبه، فإن كان قلبه حاضراً، وإلا خرجت بلا روح .

•‏ يكفي القارئ المتقن التركيز في قراءته على مقام واحد هو | مقام ربه | عن مراعاة مختلف المقامات الصوتية لئلا يشتت خشوعه وخشيته التي بها تحسن القراءة .

https://t.me/arrewayahalthkafh
"يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن،ولا يجدون له حلاوة ولا لذاذة
إن قصَّروا عما أمروا به قالوا:إن الله غفور رحيم
وإن عملوا بما نُهوا عنه قالوا: سيغفر لنا،إنا لم نشرك بالله شيئاً
أمرهم كله طمع ليس معه صدق
يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب
أفضلهم في دينه:المداهن"

رواه الإمام أحمد في "كتاب الزهد"، وابن أبي الدنيا في "العقوبات"، وعنده: "أفضلهم في أنفسهم"، عن أبي العالية، وهو مخضرم من كبار التابعين
وروى أكثره الدارمي في "مسنده" عن معاذ بن جبل
ورواه ابن أبي أسامة في "مسنده" مرفوعاً من حديث معقل بن يسار، وفسر فيه المداهن بأنه الذي لا يأمر ولا ينهى.

حلاوة القرآن ولذاذته التي يجدها أهل الإيمان راجعة إلى ذاته لا إلى استحلاء صوت قارئ وتلذذ بنغمته وأدائه فهذا الثاني أمر طبعي عام، والأول شرعي خاص، وهو المقصود بالأثر
وإنما يُستحلى القرآن ويلتذ به شرعاً وديناً بحسب الإيمان بأنه كلام الله تعالى، وآية ذلك: الحرص على فهمه والانقياد له.

https://t.me/arrewayahalthkafh
•‏عبادة الصيام مركّبة من:
°فعل القلب بالنية،
°وترك البدن للمفطرات.

•فمجرد ترك المفطرات ليس صومًا ولا عبادةً.

•القدر الواجب من النية: تبييتها، والكمال: تثبيتها .

•‏روح الصيام في احتساب ترك المفطرات لأجل الله تعالى حبًا له وتعظيماً وإيثارًا لمرضاته، وبدوام استحضار ذلك وكماله يتفاضل الصائمون .
‏"الصوم لي وأنا أجزي به"
"يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي"
هذا روح الصوم ولبّه ولأجله يدع الصائم المفطرات ليُعامل الله تعالى بذلك في قلبه وسره .

•‏الصائم إيمانًا واحتسابًا يستحضر عند كل وخزة جوع ولذعة عطش وكبح شهوة قوله تعالى:"من أجلي" فيجد من اللذة القلبية والحال الإيماني ما يبهج قلبه.

•‏الصيام سياحة وهجرة إلى اللّه
والصائم إيمانًا واحتسابًا سائح مهاجر إلى ربّه.

°منطلقه: " يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي" .

°وغايته: "فرحة عند لقاء ربه" .

‏قال تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة .. } الآية.
ثم وصفهم بـ 8 صفات، منها:{السائحون}
وفسرها كثير من السلف وغيرهم بالصائمين .
‏أخرج الطبري في ‏"تفسيره"12: 13 عن ابن عباس:
"كل ما ذكر الله في القرآن السياحة هم الصائمون".

قال الزجاج في معاني القرآن 2: 472 :
"السائحون في قول أهل اللغة والتفسير جميعاً:الصائمون" .

https://t.me/arrewayahalthkafh
ليحذر صاحب المسألة الواحدة الذي قد يقتلها بحثا أن تهيمن عليه فتقتله باحثا

https://t.me/arrewayahalthkafh
(ليلة القدر)
وصفها الله تعالى في مطلع سورة الدخان بالمباركة.
وأفرد سورة بتمامها خالصة للتنويه بها وبمزيتها، وهذا من بليغ شواهد عظتمها وجلالتها.
وكذلك ربطُها من أول وهلة بالقرآن العظيم وإنزاله، وجعلها في المصحف تلو أول آيات نزلت منه، وبقدرها في العدد = 5 آيات هو تعظيم لها وله.

(إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) هذا التكرير الثلاثي المتوالي لعبارة (ليلة القدر) في الآيات الثلاث يلفت انتباه كل مستمع لها ولو بغير فهم، ويشعره بالاهتمام بها.

ولفظ (القَدْر) نفسه يشعر جل من يفهم العربية بالعظمة والجلالة فكيف بالمؤمنين.


"ليلة القدر خير من ألف شهر" لفظ (خير) صريح في دفع توهم مساواتها لألف شهر في الفضل.
وإطلاقه وعدم تقييده بنوع من الخير -مقداراً وكمية أو صفة وكيفية-يدل على أنَّ ذكر الألْف للتفخيم والتعظيم لا لتحديد مقدار الفضل وكميته.
وإبهام حقيقة عظمتها هو المناسب لقوله: "وما أدراك ما ليلة القدر".

وإنما اختلف في كون الألف شهر المرادة في الآية ألف شهر من سائر الشهور، أم ألف شهر من شهور مخصوصة ذات مزية على غيرها، وهذا يتضمن القول الأول وزيادة.
والذين ذهبوا إلى الثاني اختلفوا في تعيين تلك الشهور المخصوصة.
وكل ذا يؤول إلى مزيد تقوية وقع تعظيمها في القلوب وتوسيع دائرة طلب فضلها.

قال الإمام السيد عبدالله بن علوي الحداد: "إن المقصود الذي عليه المعول: أن تأتي عليه ليلة القدر وهو مستغرق بالعمل الصالح، ذاكراً لله تعالى، غير غافل ولا ساه ولا لاه، وسواء بعد ذلك رأى ليلة القدر أو لم يرها، فإن العامل فيها بطاعة الله يكون عمله فيها خيراً من عمله في ألف شهر علم بها أو يعلم".
النصائح الدينية و الوصايا الإيمانية (ص: 177)

https://t.me/arrewayahalthkafh
قال تعالى:"أمن يجيب المضطر إذا دعاه"
فهذان وصفان يقتضيان الإجابة إذا اجتمعا: الاضطرار، والدعاء.

فكم من مسلم مضطر يتأخر كشف ضره بغفلته عن الدعاء أصلاً، أو عن تصحيحه إخلاصاً لله وتأدباً معه فيه بما يحب.

ومن أهم آدابه: التضرع والخشوع، ومن أكبر ما يبعث عليه: الرغبة أو الطمع فيه أو الرهبة والخوف منه، ولذا أمر الله تعالى الداعي أن يستصحب ذلك فقال سبحانه: "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية"، قال تعالى:"وادعوه خوفاً وطمعاً"، ووصف بذلك خير الداعين الذين استجاب لهم فقال: "إنهم كانوا يدعوننا رغباً ورهباً، وكانوا لنا خاشعين".

والخشوع والتضرع والخوف والرهبة من آثار شهود عظمة الرب تعالى وكماله وجلاله، والرغبة والطمع والرجاء من آثار شهود جلاله، ويتضمن ذلك أنه تعالى مالك النفع والضر وبيده العطاء والمنع، وإليه مرجع الأمور، ولذا كان تقديم الثناء على الله تعالى بين يدي الدعاء من أهم آدابه المفضية لاستجابته، لإعانته على هذا الاستحضار، وكذا الدعاء في الصلاة ولاسيما حال السجود، وبعد قراءة القرآن العظيم والذكر.
فالدعاء يحتاج إلى استعداد قلبي بهذه الأمور التي تجعل العبد في حال تستنزل الإجابة وربما قوي الاستعداد حتى تسبق الإجابة النطق بالسؤال.


وهذا الاستعداد من أهم العمل الصالح الذي يرفع الدعاء
قال تعالى: "إليه يصعد الكلمُ الطيب، والعملُ الصالح يرفعه"
من الكلم الطيب: الدعاء.
قال وهب بن منبه:"مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتَر"
ومن أهم مقتضيات إجابة الدعاء: السلامة من موانعها.
ومجمع موانع الدعاء: الاعتداء فيه، وصوره كثيرة.
أغلظها ما يتعلق بالمدعو: كعدم إخلاص الدعاء له؛ بالشرك كبيره وصغيره، جليه وخفيه.
ومنها ما يتعلق بحال الداعي: كالغفلة، وعدم الحضور والخشوع والتضرع.
ومنها ما يتعلق بمضمون الدعاء نفسه: كالدعاء بما لا يليق، وهذا يقتضي فقهاً في الدين وتعلماً، فإن الداعي قد يأثم بدل أن يؤجر.
بعض الأدعية تكون إجابتها شراً على صاحبها، فإن الدعاء سلاح قوي فليحذر الداعي أن يستعمله فيما يضر به نفسه ومن يحب، ومن لا يجوز إلحاق الضرر به
***
قال الإمام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى: "كم من عبد دعا دعاءً غيرَ مباح، فقُضيت حاجتُه في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة"
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (2: 214)
وقال: "قد يغلب على أحدهم ما يجده من حب أو بغض لأشخاص؛ فيدعو لأقوام وعلى أقوام بما لا يصلح، فيستجاب له، ويستحق العقوبة على ذلك الدعاء"
الاقتضاء (2: 220)
https://t.me/arrewayahalthkafh
| اعْمَلْ وَلا تَيْأَسْ |

روي هذا عن عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ أنه قاله ـ مستشهداً بأول سورة المؤمن ـ لقاتل سأله هل لي توبة.

أخبر بذلك التابعيُّ الشهير أبو إسحاق السبيعي، وخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير، وغيرهما بالأسانيد الصحيحة عن أبي إسحاق.

وأبو إسحاق وإن لم يسمع من عمر ـ رضي الله عنه ـ إلا أنَّ هذا المعنى من قواطع الدين الثابتة بآيات القرآن وسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا بد للعبد من العمل يدفع به كاذب الرجاء الذي هو عين الغرور، مع عدم يأس يعتصم به من الإفراط في الخوف المبطل للإرادة.

وكلا الأمرين:
° الغرور
° واليأس
= يؤديان إلى البطالة ولا بد، وإن اختلفت صفة حال صاحبهما، إلا أن عاقبة الندامة تشملهما.

إذ مقتضى اليأس أن العمل لا ينفع أصلاً، ومقتضى الغرور أنه وإن نفع فلا حاجة إليه.

قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: “لا ينبغي أن يترك الجهد عند اليأس عن الرتبة العليا”
الإحياء4: 342
وهذا من معنى حديث:”سددوا وقاربوا” أي: تحروا السداد واقتربوا منه

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "يأس الإنسان أن يصل إلى ما يحبه الله ويرضاه من معرفته وتوحيده = كبيرة من الكبائر
بل عليه أن يرجو ذلك ويطمع فيه
لكن من رجا شيئا = طلبه.
ومن خاف من شيء = هرب منه.
وإذا اجتهد، واستعان بالله تعالى، ولازم الاستغفار والاجتهاد = فلا بد أن يؤتيه الله من فضله ما لم يخطر ببال"
مجموع 11: 390
https://t.me/arrewayahalthkafh
{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ }
"ثم يتوبون من قريب" فإن كان القربُ ممتداً إلى الموت والتأثير حاصل به، ففي الآية تنبيه إلى تأثير قرب التوبة، وعلى هذا كلما كانت التوبة أقرب كانت أبلغ.
فالآية تحذر من التسويف، وتدعو إلى المبادرة بالتوبة وتعجيلها والإسراع إليها بمجرد وقوع الذنب خوف الفوات بالطبع وموت القلب، أو الموت الأكبر بفراق الدنيا.
وتخبر وتبشر بقبول التوبة متى وقعت قبل الموت، فتبسط الرجاء لمن فاتته المبادرة حتى تمادى الزمان بعد وقوع المعصية، فتبيِّن أنه وإن تمادى فهو قريب من حيث القبول والمغفرة..
فأقدم على التوبة راجياً، وإياك أن تتوهَّم أنَّ تأخرك عنها مانع من ذلك.

https://t.me/arrewayahalthkafh
تجديد الإسلام وإحسانه بالتوبة
قال ابن القيم عن شيخه ابن تيميَّة رحمة الله عليهما: «وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا».
وكتب الشيخ في رسالة لبعض الفضلاء:"إني دائما أجدد إسلامي، وأعوذ بالله من الخروج عنه في نقضي وإبرامي".
وذكر أنه يعني دين الإسلام الحقيقي الذي بعث الله به رسوله

الإسلام يطلق على مرتبة من الدين لا يكون العبد مسلماً بدونها
ويطلق على مجموع الدين الشامل لهذه المرتبة مع مرتبتي الإيمان والإحسان

والإحسان الذي هو ذروة المراتب حقيقته: إحسان الإسلام
قال تعالى: "ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن".
وقال سبحانه:"ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى"
وقال عزوجل: "بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
والأحاديث والآثار مليئة بالتنويه بحسن الإسلام والترغيب فيه والحث عليه
فتجديد الإسلام يتضمن تحسينه بتنقيته وترقيته باطناً وظاهراً.

وكل موصوف بتجديد دين الإسلام في واقع الناس فأصل هذا التجديد: عنايته بتجديد الدين في نفسه ومواظبته على ذلك بحيث لا يزال دين الإسلام عنده جديداً نقياً كما أنزل عقيدة وسلوكاً قولاً وعملاً، ويكون هو كالداخل في الإسلام جديداً في نقائه وحرصه عليه.

ومن وسائل تجديد الإسلام: مكفرات الذنوب المتقدمة كالحج المبرور، وأعم منه:التوبة النصوح الهادمان لكل منافٍ قبلها.
وكما أن بر الحج قدر زائد على أداء المناسك الذي يشترك فيه كل حاج ممن يبر حجه ومن لا يبر يقتضي اهتماماً ومجاهدة فكذلك التوبة النصوح تقتضي من الصدق الذي لا يطلع على حقيقته إلا الله تعالى ما يجعلها كذلك.

وتجديد التوبة كل يوم، بل مراتٍ في اليوم الواحد هدي نبوي محمدي أصيل ثابت.
وهو غير مجرد الاستغفار وطلب العفو.
بل التوبة رجوع وأوبة إلى حاقّ الصراط المستقيم، وهو عين دين الإسلام الذي بعث الله به رسله، وأكمله على يد خاتمهم سيدنا محمد ﷺ

وكُمّل ورثته وأئمة أمته هم من تبعه على ذلك فكانوا أئمة هدى به يقتدون وبهم يُقتدى.
وذلك يقتضي منهم قوة وثباتاً في العلم والعمل ليتم لهم كونهم حلقة في سلسلة الاقتداء يصل إليه من استمسك بها.
قال تعالى عن بني إسرائيل: "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"
فموضوع الإمامة يقتضي ثبات الإمام وعدم اضطرابه ليتمكن متابعه من احتذائه والاقتداء به والاقتباس منه
ولتضمن إمامة الدين العلم والعمل اشترط فيها:
-الصبر لأنه غاية الثبات العملي
-واليقين لأنه غاية الثبات العلمي
https://t.me/arrewayahalthkafh
‏" ليس هذا زمان كلام
هذا زمان بكاء وتضرع، واستكانة، ودعاء لجميع أمة محمد ﷺ.
لو أُوثقت(=قيّدت) في رجلك =جزعت ولم تصبر، ولو ابتليت لكفرت، قد ابتلي قوم فكفروا من الشِّدَّة" .
الفضيل بن عياض ـ رحمه الله تعالى ـ .

‏أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

نسأل الله العافية ـ آمين
https://t.me/arrewayahalthkafh
للعلم أوعية، ووعاة، ورعاة
فوعاة العلم هم خير أوعيته وأصونها له.
ورعاة العلم هم خير وعاته، وهم أهل الذكر الذين يحفظونه ويُحفظون به .
https://t.me/arrewayahalthkafh
"أما بقاء الإسلام غريباً ذليلاً في الأرض كلِّها قبل الساعة= فلا يكون هذا "
الإمام ابن تيميّة - مجموع الفتاوى (18: 296)
أي إنَّ كل غربة تعتري الإسلام قبل قرب القيامة فهي نسبية لا تعم الأرض وأهلها، "وأرض الله واسعة"، "وتلك الأيام نداولها بين الناس".
https://t.me/arrewayahalthkafh
‏التفسير الموضوعي
اسم عصري لمسمى قديم
ومما سمي به قديماً : (التفسير على الأبواب)

قال القاضي ابن العربي:
"فإذا رُتِّب تفسيرُ القرآن على الأبواب كان للعلماء، وإذا رُتِّب على السُّوَر كان لكافة الناس، لكنه يعرِض فيه التكرار، ويعسُر ضبطه على المؤلف وفهمُه على القارئ"
قانون التأويل656
https://t.me/arrewayahalthkafh
* قال الله تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".

* وقال النبيﷺ:"للصائم فرحتان: (فرحة عند فطره)،و(فرحة عند لقاء ربه)".

فرحة الفطر يحفزها داعيان:

طبيعي بزوال المنع من المفطرات.

وديني بإكمال عبادة الصيام.

فإذا كانت (فرحة الفِطر) قوية لاجتماع الداعيين فكيف تكون قوة (فرحة المؤمن بلقاء ربه) وهو راض عنه!

استحضار هذا يضاعف (فرحة الفِطر) نفسها.

* و أعظم ما تكون (فرحة الفِطر) بعد إكمال عدة شهر الصيام في يوم عيد الفطر
فيقوى الباعث الديني باستشعار الهداية لما وفق الله تعالى إليه من الطاعات
ويقوى الباعث الطبعي بمباهج العيد المعتادة
ومن حرم الثاني لبعض عوارض الحياة الدنيا وأكدارها لم يعدم الأول.

* وذلك أن كون العيد سعيداً أمر ذاتي فيه بمعانيه الدينية التي بها صار عيداً.

وأما كون مُدْركه سعيداً فبحسب استشعاره واستثماره لتلك المعاني التي تضمنها العيد.

* وإذا كانت فرحة العيد متولدة عن الطاعة فالمعصية تنقصها أو تنقضها

و‏الفرح بالطاعة من حيث هي طاعة = عبادة قد تكون أعظم من تلك الطاعة نفسها.
والفرح بالمعصيةِ = معصيةٌ قد تزيد على المعصية المفروح بها.
https://t.me/arrewayahalthkafh
التواضع والأدب وخدمة الشيوخ من أكبر أسباب الفتوح والبركة في العلم

هذه حقيقة معلومة بدلائل النقل والعقل وهي كثيرة، وبشواهد الحس عن مباشرة خُبْر، أو اتصال خَبَر وهي غير منحصرة لتجددها في كل آن.
ومما يجمع الأمرين: قصة نبي الله تعالى وكليمه موسى صلى الله عليه وسلم مع العبد الصالح التي قصها الله تعالى في سورة الكهف.

ومما حضر الآن من متعلقات ذلك:
قول العلامة الشهاب أبي الثناء الألوسي رحمه الله تعالى في "تفسيره": "روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه كان يأتي دور الأنصار لطلب الحديث فيقعد على الباب ولا يستأذن حتى يخرج إليه فإذا خرج ورآه قال: يا ابن عم رسول الله لو أخبرتني بمكانك فيقول: هكذا أمرنا أن نطلب العلم.
وكأنه رضي الله تعالى عنه عد ذلك من التواضع، وهو من أقوى أسباب الفتوح لطالب العلم.
وقد أعطاني الله عز وجل نصيبا وافيا منه فكنت أكثر التلامذة تواضعا وخدمة للمشايخ والحمد لله تعالى على ذلك".

ولا يخفى على من طالع "تفسيره" وغيره من تآليفه، وعلى من اطلع على سيرته وأحواله عظيم ما فتح الله تعالى به عليه من العلم حتى صار من كبار علماء وقته وأجلهم مع ما نفع الله تعالى به من علومه وآثاره هو وذريته رحمهم الله تعالى.
https://t.me/arrewayahalthkafh
• ‏العدوان المحرم على الأنفس بالقتل ونحوه، وعلى الأعراض بالانتهاك، وعلى الأموال بالسرقة = جرائم عظيمة.
ومن العدوان الذي تكثر الغفلة عنه: عدوان الضحية على نفسها وعلى غيرها بإغراء المعتدي بالاستضعاف والاستسلام له.

• ‏عندما تحاسب الضحية على كونها ضحية يتبين أنَّ المشكلة حقاً في استسلامها لكونها ضحية وتجويزها أن يكون في المتفرجين عليها رحمة أو شرف أو عقل .


• و‏محاسبة الضحية على العدوان عليها يتضمن أمرين :
1. أن نفس وجودها هو عند محاسبها: جريمة، وعلاجُها: إعدامُها بقدر الإمكان!.
2. أن الجريمة في الواقع: هي ضعفُها، وعلاجها: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}

• ‏المعتدي المباشر والمعاون له بفعله وقوله وحاله يعُد مجرد وجود الضحية جريمة فيسعى لإعدامها
وإفساح القدَر لبعض ذلك تنبيه للضحية على جرمها الحقيقي

• ‏الأمر الإلهي واضح ولمخالفه وإن تمسَّح به فاضح
{وأعدوا}
{ولا تعتدوا}
فتوازن القوى بالإعداد لكف عدوان الغير -المحوج لمقابلته بالمثل- خير للطرفين

• ‏سياق آية الإعداد يشير إلى أهمية توازن القوى لعدم القابلية للعدوان
فإن الأمر بالإعداد رتب على خوف الخيانة وهي صفة العدو
ورتب عليه جنوحهم للسلم

• ‏العدو الحانق يغريه بالعدوان عدم استعداد من يعاديه له، فإن استعد فإما أن يرهب العدو جانبه فيكف عنه ويسلمان، وإما أن يغامر فيكافأ بالمثل فيستسلم
‏فعاقبة إعداد القوة الذي أمر الله به هو السلم للمُعدّ وللمُعدّ له
وترك إعدادها عاقبته عدوان وشر على الجميع
والله وضع الميزان شرعاً وقدراً

• ‏وهذه سنة المدافعة التي نبه الله إليها في أول آيات الإذن بالقتال بعد الاستضعاف في هذه الأمة (الحج) وفي بني إسرائيل (البقرة)
وبدونها تفسد الأرض


• ‏ومن فضل الله على العالمين: أنه شرع (وقدَّر أيضاً) دفع الناس بعضهم ببعض
وأنه وعد وعداً قاطعا أنه ينصر (قدراً) من ينصره (شرعاً) فيُعد ولا يعتدي .

والاعتداء مجاوزة ما أمر الله تعالى به أو أذن فيه.
https://t.me/arrewayahalthkafh