‏كأنّ منثُور رمّانٍ بوجنتِها
لو دبَّ فيها خيالُ الذَّرِّ لانجرحَا .

-

قد باتَ شَوقي يعقُوبيًّا يا يوسُفَ قَلبي .

يَكفِينِي مِنَ الدُّنيَا جمَالًا
دُعاءٌ مِن مُحبٍّ دُونَ عِلمِي
يُناجِي اللّٰهَ يَسألُهُ هَنائِي
و يُرسِلُ في الدُّجَى للهِ اسمِي .

-

فَتاةٌ هي البدرُ المُنيرُ إذا بَدَت
وَلكنَّ لا شَرقٌ حَواها ولا غَربُ
مُنعّمةٌ رؤدٌ لها الشَمسُ ضَرَّةٌ
وَغُصن النَقا ندٌّ وظبيُ الفَلا تِربُ .

-

فإن شَكوتَ لِمن طابَ الزمانُ لهُ
عَيناكَ تغلي ومن تشكُو لهُ صَنمُ
وإن شكوتَ لِمن شَكواكَ تُسعدُهُ
أضفتَ جرحًا لجُرحِكَ اسمُهُ النّدمُ
هلِ المُواساةُ يومًا حرّرت وطنًا!
أم التّعازي بديلٌ إن هوَى العَلَمُ؟
مَن يُندِبُ الحظّ يُطفئُ عينَ همّتهِ
لا عينَ للحظِ إن لم تُبصرِ الهِمَمُ .

قُل للعُيونِ إذا تساقطَ دمعُها
اللهُ أكبرُ من همّي وأحزاني .

-

بيضاءُ قد لبِسَت الأدِيمَ
أديم الحُسنِ فهو لجلدِها جِلدُ
ويزِينُ فَوْدَيها إذا حَسُرَت
صافِي الغدائرِ فاحِمٌ جَعدُ
فالوجهُ مثلَ الصُبحِ مُبيضّ
والشَعرُ مثلَ اللّيلِ مُسودُّ
ضِدّانِ فلمّا استَجمعَا حسُنَا
والضّدُ يُظهِرُ حُسنَهُ الضّدُ
وجبينُها صلتٌ وحاجبُها
شخطُ المِخَطّ أزَجُّ مُمتدُّ
بفُتورِ عينٍ ما بِها رَمَدٌ
وبِها تُداوى الأعيُنُ الرُّمدُ
وتُجيلُ مِسواكَ الأراكِ على
رتلٍ كأنَّ رِضَابهُ شَهدُ
إن لم يكن وصلٌ لديكِ لنا
يشفِي الصّبَابةَ فليكُن وعدُ .

وَلَو لَبِسَت ثَوبًا مِنَ الوَردِ خالِصًا
لَخَدَّشَ مِنها جِلدَها وَرَقُ الوَردِ
يُثَقِّلُها لُبسُ الحَريرِ لِلينِها
وَتَشكو إِلى جاراتِها ثِقَلَ العِقدِ
وَأَرحَمُ خَدَّيها إِذا ما لَحَظتُها
حِذارًا لِلَحظي أَن يُؤَثِّرَ في الخَدِّ .

-

لا نَرتَجي بَعدَ الرَّحِيلِ رُجُوعَكُم
‏ماذَا سَتُجدِي رَجعَةُ الغُرَباءِ .

جُرحهُ مازالَ في صمتٍ يئِن .

-

‏يـا فاتن العينين جئتُكَ مرهقا
‏من وحي حُسنكَ راعني أن أُقتلا
‏تلكَ العيون الناعِساتُ فتكنَ بي
‏باللّحظِ أم بالكُحل صرتُ مجندلا؟
‏القتلُ في شرعِ الإلهِ محرمٌ
‏وبشرع حُسنِكَ لا يزال مُحلّلا!

-