✨ الخُلُق الحُسيني ✨
كان حُسين يذهب إلى المجالس مع والده لكنه ليس كباقي الأطفال يلعب ويلهو خارج المجلس بل كان يستمع ويفهم ما يقوله الخطيب فيتعلم منهم ما هو مفهوم لديه ويفكر فيه وإذا استوقفه سؤال حول موضوع ما لم يفهمه يذهب إلى أحد والديه ليفهم القضية. وأيضا كان يبكي على صوت الناعي.
وهكذا نما عود حُسين وسُقي بماء الولاية وأشرقت شمس الحُسين على قلبه فكبر على هذه الروحية حتى أصبح شابا يافعا عاشقا لخدمة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ويشارك المواكب في سقي الزوار وإطعامهم وباقي الخدمات الحسينية في الطرقات المؤدية إلى كربلاء المقدسة.
كما أنه كان طالبا مجتهدا في دراسته ومتفوق دائما وكان أساتذته يحبونه ويحترمونه ويأخذون آراءه بعين الاعتبار، فضلا عن أصدقائه، فقد تأثر بعض أصدقائه بسلوكه وجرّهم معه إلى هذا الطريق الحُسيني. كما أنه كان لطيفا فيمازح أصدقاءه بالمزاح اللائق والبعيد عن الألفاظ النابية وفي أوقات المرح يجعل أصدقاءه يضحكون ويستمتعون معه وهذه من صفات المؤمن أنه كثير التبسم والمزاح ، يروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان كثير التبسم، وكان أفكه الناس ، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، قلت: وما الدعابة؟ قال: المزاح. عن يونس الشيباني قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): كيف مداعبة بعضكم بعضا قلت: قليلا، قال: هلا تفعلوا فإن المداعبة من حسن الخلق، وإنك لتدخل بها السرور على أخيك. ولقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يداعب الرجل يريد به أن يسره. فكان حُسين عندما يقرأ حديث يطبقه ويرى نتائجه فتسره كثيرا .
كان أيضا يتعامل مع من يسيء إليه بلطف ؛ ففي أحد الأيام تعرض له أحد الزملاء في الجامعة بالاستهزاء والسب والتهجم حسدا وغيرة منه لأن أغلب الطلاب يحبون حُسين فكان حُسين يتعامل معه بالحلم وكظم الغيظ وكان في قمة الهدوء والسكينة وبادله بابتسامة خفيفة وتركه وشأنه .وعندما رأى أصدقاءه المقربون ما حصل زاد إعجابهم بحُسين ثم جاء أحمد (الصديق الجديد لحُسين) فسأل حُسين بتعجب : كيف تمكنت أن تمسك أعصابك فقد أدهشني كظمك لغيظك! لو كنت مكانك لطرحته أرضا وأدبته كي لا يتكرر هذا الموقف فألقنه بذلك درسا .
ضحك حُسين بصوت خافت ثم قال وهو يضع يده اليمنى على كتف أحمد: لكن يا أحمد الضرب لن يلقنه درسا ولن يأدبه .
أجابه أحمد بانفعال: وكيف لمثل هذا الشخص برأيك أن يتأدب ؟! هل تريدني أن أقدم له النصائح على طبق من ذهب مثلا أم أقول له أحسنت أم ماذا ؟!
قال حُسين: لا يا عزيزي ليس بالضرورة أن أقدم له النصيحة قد لا يتقبلها مني ولن أتفوه بكلمة واحدة أرده وأشفي بها غيظي إنما بأفعالي سأجعله صديقا لي وأجعله معنا في هذه المجموعة الطيبة إن شاء الله تعالى وببركة سيد الشهداء.
وسترى ذلك إن شاء الله.
ضحك أحمد وهو يهز يده ثم قال: وكيف ذلك؟! وهو قد عاداك وكاد لك المكائد في عدة مواقف أترجو منه الآن أن يكون لك صديقا؟!
قال حُسين : ولمَ لا ؟! ألم تقرأ قول الله تعالى
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) هذا من جانب ومن جانب آخر أنا وأنت ألسنا ندعي كوننا حُسينيين ونحضر المجالس ونبكي الحُسين ويُطلق علينا لقب خُدام الحُسين؟
قال أحمد: أجل إن شاء الله نحن كذلك.
قال حُسين : إذن علينا أن نكون على قدر هذا اللقب وهذه المسؤولية العظيمة وأن نكون رحماء بيننا مهما أساء لي ذلك الشخص لكنه ما دام يحمل في قلبه حب لعلي وآل علي عليهم السلام فهو على خير ولن أسمح لنفسي أن أقابله بالمثل، ماذا سأجيب أمير المؤمنين إن سألني لم تقابل الإساءة لأخيك المؤمن المحب لي ولم تعفُ عنه لأجل محبتي ؟!
#يتبع
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
كان حُسين يذهب إلى المجالس مع والده لكنه ليس كباقي الأطفال يلعب ويلهو خارج المجلس بل كان يستمع ويفهم ما يقوله الخطيب فيتعلم منهم ما هو مفهوم لديه ويفكر فيه وإذا استوقفه سؤال حول موضوع ما لم يفهمه يذهب إلى أحد والديه ليفهم القضية. وأيضا كان يبكي على صوت الناعي.
وهكذا نما عود حُسين وسُقي بماء الولاية وأشرقت شمس الحُسين على قلبه فكبر على هذه الروحية حتى أصبح شابا يافعا عاشقا لخدمة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ويشارك المواكب في سقي الزوار وإطعامهم وباقي الخدمات الحسينية في الطرقات المؤدية إلى كربلاء المقدسة.
كما أنه كان طالبا مجتهدا في دراسته ومتفوق دائما وكان أساتذته يحبونه ويحترمونه ويأخذون آراءه بعين الاعتبار، فضلا عن أصدقائه، فقد تأثر بعض أصدقائه بسلوكه وجرّهم معه إلى هذا الطريق الحُسيني. كما أنه كان لطيفا فيمازح أصدقاءه بالمزاح اللائق والبعيد عن الألفاظ النابية وفي أوقات المرح يجعل أصدقاءه يضحكون ويستمتعون معه وهذه من صفات المؤمن أنه كثير التبسم والمزاح ، يروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان كثير التبسم، وكان أفكه الناس ، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، قلت: وما الدعابة؟ قال: المزاح. عن يونس الشيباني قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): كيف مداعبة بعضكم بعضا قلت: قليلا، قال: هلا تفعلوا فإن المداعبة من حسن الخلق، وإنك لتدخل بها السرور على أخيك. ولقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يداعب الرجل يريد به أن يسره. فكان حُسين عندما يقرأ حديث يطبقه ويرى نتائجه فتسره كثيرا .
كان أيضا يتعامل مع من يسيء إليه بلطف ؛ ففي أحد الأيام تعرض له أحد الزملاء في الجامعة بالاستهزاء والسب والتهجم حسدا وغيرة منه لأن أغلب الطلاب يحبون حُسين فكان حُسين يتعامل معه بالحلم وكظم الغيظ وكان في قمة الهدوء والسكينة وبادله بابتسامة خفيفة وتركه وشأنه .وعندما رأى أصدقاءه المقربون ما حصل زاد إعجابهم بحُسين ثم جاء أحمد (الصديق الجديد لحُسين) فسأل حُسين بتعجب : كيف تمكنت أن تمسك أعصابك فقد أدهشني كظمك لغيظك! لو كنت مكانك لطرحته أرضا وأدبته كي لا يتكرر هذا الموقف فألقنه بذلك درسا .
ضحك حُسين بصوت خافت ثم قال وهو يضع يده اليمنى على كتف أحمد: لكن يا أحمد الضرب لن يلقنه درسا ولن يأدبه .
أجابه أحمد بانفعال: وكيف لمثل هذا الشخص برأيك أن يتأدب ؟! هل تريدني أن أقدم له النصائح على طبق من ذهب مثلا أم أقول له أحسنت أم ماذا ؟!
قال حُسين: لا يا عزيزي ليس بالضرورة أن أقدم له النصيحة قد لا يتقبلها مني ولن أتفوه بكلمة واحدة أرده وأشفي بها غيظي إنما بأفعالي سأجعله صديقا لي وأجعله معنا في هذه المجموعة الطيبة إن شاء الله تعالى وببركة سيد الشهداء.
وسترى ذلك إن شاء الله.
ضحك أحمد وهو يهز يده ثم قال: وكيف ذلك؟! وهو قد عاداك وكاد لك المكائد في عدة مواقف أترجو منه الآن أن يكون لك صديقا؟!
قال حُسين : ولمَ لا ؟! ألم تقرأ قول الله تعالى
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) هذا من جانب ومن جانب آخر أنا وأنت ألسنا ندعي كوننا حُسينيين ونحضر المجالس ونبكي الحُسين ويُطلق علينا لقب خُدام الحُسين؟
قال أحمد: أجل إن شاء الله نحن كذلك.
قال حُسين : إذن علينا أن نكون على قدر هذا اللقب وهذه المسؤولية العظيمة وأن نكون رحماء بيننا مهما أساء لي ذلك الشخص لكنه ما دام يحمل في قلبه حب لعلي وآل علي عليهم السلام فهو على خير ولن أسمح لنفسي أن أقابله بالمثل، ماذا سأجيب أمير المؤمنين إن سألني لم تقابل الإساءة لأخيك المؤمن المحب لي ولم تعفُ عنه لأجل محبتي ؟!
#يتبع
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
فقرة: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا
#القرآن_مهجورا❗️
صفحة: ١٢٦
القراءة الصوتية للصفحة 👇🏻
#القرآن_مهجورا❗️
صفحة: ١٢٦
القراءة الصوتية للصفحة 👇🏻
#بركة_مجالس_العزاء
《 إن سماحة آية الله العظمى السيّد البروجردي(ره) قد ابتلي بألمٍ في عينيه، قال: لقد فركتُ عينيَّ بمقدارٍ من الطّين الّذي كان على جبهة أحد المعزّين للإمام الحسين(عليه السلام)، بعدها لم ابتلى بوجعٍ في عينيَّ طوال عمري و لم أستعمل النظارة أيضاً 》.
#أنوار_سيد_الشهداء
#العبد_محمد_تقي_البهجة
📕 #الرحمة_الواسعة
《 إن سماحة آية الله العظمى السيّد البروجردي(ره) قد ابتلي بألمٍ في عينيه، قال: لقد فركتُ عينيَّ بمقدارٍ من الطّين الّذي كان على جبهة أحد المعزّين للإمام الحسين(عليه السلام)، بعدها لم ابتلى بوجعٍ في عينيَّ طوال عمري و لم أستعمل النظارة أيضاً 》.
#أنوار_سيد_الشهداء
#العبد_محمد_تقي_البهجة
📕 #الرحمة_الواسعة
⚫️ تذكير ⚫️
#فليتنافس_المتنافسون
#أربعينية_زيارة_عاشوراء
أعظم الله أجوركم 🖤
✨ يقول أستاذ العرفاء و المجتهدین السید علي القاضي الطباطبائي(قده) :
《 کل ما أملك ، هو من برکة القرآن و زیارة عاشوراء》
تقبّل الله أعمالكم 🌷
#فليتنافس_المتنافسون
#أربعينية_زيارة_عاشوراء
أعظم الله أجوركم 🖤
✨ يقول أستاذ العرفاء و المجتهدین السید علي القاضي الطباطبائي(قده) :
《 کل ما أملك ، هو من برکة القرآن و زیارة عاشوراء》
تقبّل الله أعمالكم 🌷
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أبونا المرتضى ولقد سُبينا 💔
▪مثلُ هذه الليلة تكون الأخيرة للسيدة زينب (عليها السّلام) في الكوفة، وعلى مارواه الطبري أنّهم كانوا في حبس عبيد الله بن زياد يُنتظَر بهم عودة البريد، فإن سمعوا التكبير فسيُقتلون وإلّا فالسوق بهم إلى يزيد!
_ في مثل هذه الليلة تَطوي السيدة زينب (عليها السلام) ملف مدينة الكوفة بين مدلّلة في عهد أبيها أمير المؤمنين وأسيرة في عهد الإمام زين العابدين (عليهما السلام) وبين الدلال والأسرِ كثيرٌ من الرضا بقضاء الله والشموخ والتضحية والعطاء والفداء
_ غدًا يتجدّد عذاب جديد ومعاناة، فإنّ السفر في هذه الأيام مع كل مافيه من التطور يكون شاقًا ومضنيًا، فكيف بزمانهم وكيف بحالٍ كحالهم الذي كان الحاكم فيه الأرجاس الأنجاس من بني أمية، فأي كلامٍ يصف حالتهم، وكم نحتاج من الآه والبكاء والنحيب على أحداث إجمالها يجرح الفؤاد ويقرح الجفن فكيف لو تفصّلت !
_ معاناة الإمام زين العابدين والحوراء زينب (عليهما السلام) وبقية الركب الحسيني لن نبكيها فحسب، بل ستبقى شعلةً تفيض الصمود والاصرار، فلن تخمد آهاتهم وكلماتهم ومواقفهم وعذاباتهم وجراحاتهم وستبقى كلّها مصادر قوّة في وجه كل الطغاة
_ في مثل هذه الليلة تَطوي السيدة زينب (عليها السلام) ملف مدينة الكوفة بين مدلّلة في عهد أبيها أمير المؤمنين وأسيرة في عهد الإمام زين العابدين (عليهما السلام) وبين الدلال والأسرِ كثيرٌ من الرضا بقضاء الله والشموخ والتضحية والعطاء والفداء
_ غدًا يتجدّد عذاب جديد ومعاناة، فإنّ السفر في هذه الأيام مع كل مافيه من التطور يكون شاقًا ومضنيًا، فكيف بزمانهم وكيف بحالٍ كحالهم الذي كان الحاكم فيه الأرجاس الأنجاس من بني أمية، فأي كلامٍ يصف حالتهم، وكم نحتاج من الآه والبكاء والنحيب على أحداث إجمالها يجرح الفؤاد ويقرح الجفن فكيف لو تفصّلت !
_ معاناة الإمام زين العابدين والحوراء زينب (عليهما السلام) وبقية الركب الحسيني لن نبكيها فحسب، بل ستبقى شعلةً تفيض الصمود والاصرار، فلن تخمد آهاتهم وكلماتهم ومواقفهم وعذاباتهم وجراحاتهم وستبقى كلّها مصادر قوّة في وجه كل الطغاة
.
.
.. ماذا سأجيب أمير المؤمنين إن سألني لم تقابل الإساءة لأخيك المؤمن المحب لي ولم تعفُ عنه لأجل محبتي ؟!
ماذا أقول له إن قال لي لمَ قدمت نفسك عليّ فجعلت الانتقام من شخص يحمل في قلبه حبنا وسيلة لإرضاء نفسك؟!
حينها لن ينفعني الندم، إذن علينا أن نكون بأفعالنا قدوة للغير فعندما يرى الشاب المُنحرف أو ذلك الذي لا يربطه شيء بالحُسين وأهل البيت عليهم السلام أن الشاب الحُسيني صاحب أخلاق حُسينية حسنة حينها سيعشق قائدنا وإذا دخل في عالمه الجميل سوف يُحسِن من حاله وأخلاقه إن شاء الله
فنكون نحن وإياه تحت خيمة واحدة ألا وهي{خيمة أبي عبد الله الحسين عليه السلام}.
بينما إذا كنتُ على العكس وقابلته بالإساءة ستكون إساءتي أكبر من إساءته وذلك لأنني حُسيني ويفترض أن أتخلق بأخلاق قائدي وإمامي
وكما تعلم إن سادتنا ومنهم الإمامين موسى الكاظم والحسن المجتبى عليهما السلام، كانوا كثيري العفو والصفح عمّن ظلمهم وامتازوا بذلك، فعندئذٍ سأكون داعيا لمذهبي بما يسعد قلب مولانا الصادق عليه السلام فهو القائل(معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول، وقبيح القول) ومعنى " كونوا لنا زينا " أي كونوا من أهل الورع والتقوى والعمل الصالح لتكونوا زينة لنا فإن حسن اتباع الرجل زينة له، إذ يمدحونه بحسن تأديب أصحابه بخلاف ما إذا كانوا فسقة فإنه يصير سببا لتشنيع رئيسهم ، ويكونوا شينا وعيبا لرئيسهم، وأيضا لكي لا نكون سببا في نفور الشباب من الدين والشعائر الحُسينية وقد قال صلوات الله عليه أيضا : كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإن ذلك داعية.
وروي عنه عليه السلام أيضا أنه قال:
"فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل:
هذا جعفري فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر"
فما هو المانع من أن نفعل ما أمرنا به مولانا الصادق وندخل بذلك السرور على قلبه الشريف؟!
وقرأت عنه أيضا عليه السلام، أنه أوصى بعض شيعته فقال لهم: كونوا لنا دعاة صامتين.
قالوا: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟
قال: تعملون بما أمرناكم به من طاعة الله وتنتهون عما نهيناكم عنه ومعاصيه، فإذا رأى الناس ما أنتم عليه علموا فضل ما عندنا فسارعوا إليه.
يتضح من هذه الدُرر الصادقية أنه يمكننا نصح الناس بغير كلمات وكن على ثقة أن هذه الابتسامة التي ألقيتها بوجهه سيأتي تأثيرها ولو بعد حين إن شاء الله .
يتبع👇🏻
.
.. ماذا سأجيب أمير المؤمنين إن سألني لم تقابل الإساءة لأخيك المؤمن المحب لي ولم تعفُ عنه لأجل محبتي ؟!
ماذا أقول له إن قال لي لمَ قدمت نفسك عليّ فجعلت الانتقام من شخص يحمل في قلبه حبنا وسيلة لإرضاء نفسك؟!
حينها لن ينفعني الندم، إذن علينا أن نكون بأفعالنا قدوة للغير فعندما يرى الشاب المُنحرف أو ذلك الذي لا يربطه شيء بالحُسين وأهل البيت عليهم السلام أن الشاب الحُسيني صاحب أخلاق حُسينية حسنة حينها سيعشق قائدنا وإذا دخل في عالمه الجميل سوف يُحسِن من حاله وأخلاقه إن شاء الله
فنكون نحن وإياه تحت خيمة واحدة ألا وهي{خيمة أبي عبد الله الحسين عليه السلام}.
بينما إذا كنتُ على العكس وقابلته بالإساءة ستكون إساءتي أكبر من إساءته وذلك لأنني حُسيني ويفترض أن أتخلق بأخلاق قائدي وإمامي
وكما تعلم إن سادتنا ومنهم الإمامين موسى الكاظم والحسن المجتبى عليهما السلام، كانوا كثيري العفو والصفح عمّن ظلمهم وامتازوا بذلك، فعندئذٍ سأكون داعيا لمذهبي بما يسعد قلب مولانا الصادق عليه السلام فهو القائل(معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول، وقبيح القول) ومعنى " كونوا لنا زينا " أي كونوا من أهل الورع والتقوى والعمل الصالح لتكونوا زينة لنا فإن حسن اتباع الرجل زينة له، إذ يمدحونه بحسن تأديب أصحابه بخلاف ما إذا كانوا فسقة فإنه يصير سببا لتشنيع رئيسهم ، ويكونوا شينا وعيبا لرئيسهم، وأيضا لكي لا نكون سببا في نفور الشباب من الدين والشعائر الحُسينية وقد قال صلوات الله عليه أيضا : كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإن ذلك داعية.
وروي عنه عليه السلام أيضا أنه قال:
"فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل:
هذا جعفري فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر"
فما هو المانع من أن نفعل ما أمرنا به مولانا الصادق وندخل بذلك السرور على قلبه الشريف؟!
وقرأت عنه أيضا عليه السلام، أنه أوصى بعض شيعته فقال لهم: كونوا لنا دعاة صامتين.
قالوا: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟
قال: تعملون بما أمرناكم به من طاعة الله وتنتهون عما نهيناكم عنه ومعاصيه، فإذا رأى الناس ما أنتم عليه علموا فضل ما عندنا فسارعوا إليه.
يتضح من هذه الدُرر الصادقية أنه يمكننا نصح الناس بغير كلمات وكن على ثقة أن هذه الابتسامة التي ألقيتها بوجهه سيأتي تأثيرها ولو بعد حين إن شاء الله .
يتبع👇🏻
.
.
هنا لاحت علامات الإعجاب على وجه أحمد وهو يبتسم مقتنعا بما قاله حُسين ثم توجه بالسؤال حُسين قائلا: لكن يا حُسين كيف أصبحت بهذه القوة على تحمّل الإساءة فكما تعلم إن أغلب الشباب سريعي الغضب وأنا واحد منهم هلّا أرشدتني لكي أكون هادئاً ولا أغضب بسرعة ؟
قال حُسين : هذا من فضل ربي وحُب مولاي سيد الشهداء في قلبي الذي جعلني أتعلم التواضع والاحترام للغير مهما بدر منهم ففي المجالس تعلمنا أن نحترم المُعزي ونتواضع له فأخذ هذا الطبع يرسخ في أعماقي كما وأن الترويض على كظم الغيظ يوما بعد يوم ولد عندي الهدوء والسكينة. وكذلك حاولت أن أروض نفسي على استشعار وجود ومراقبة عين الله في أرضه صاحب الزمان عجّل الله فرجه الشريف فهو كما تعلم هو حاضر بيننا ويرانا على كل حال فلا بد من إظهار الاحترام والأدب بمحضره الشريف. هذه أمور تحتاج إلى مجاهدة وترويض وصبر وطلب العون من صاحب العصر والزمان.
وخلاصة كل ذلك أختصره بهذه العبارة
(أَدَبَنِي الحُسَيْنُ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي) وسأبقى أشكره دائما وأبدا بلساني وأفعالي
قال أحمد :أحسنت كثيرا يا حُسين ، وثبت الله لك قدم صدق مع الحُسين عليه السلام في الدنيا والآخرة إن شاء الله .
أمنَ حُسين على دعائه ؛ ثم أردف أحمد قائلا: هل تعلم يا حُسين أنني أول من تلقيت الدرس قبل ذلك الشاب ؛ فعلا كنت خير الداعين للمذهب الشريف.
أطرق حُسين برأسه خجلا فقال : هذا من فضل ربي وما كنا لنهدي لو لا أن هدانا الله.
قال أحمد : وفقك الله يا حُسين وهنيئا لنا بك ..
رفع حُسين رأسه وشكر الله على نِعمه الوفيرة
ثم انصرف حُسين إلى البيت وعند دخوله سلّم على والديه بأطيب السلام وقبل رأس والدته وجلس مع والده يطمئن على صحته ثم قام حُسين إلى المطبخ لمساعدة والدته التي لم تُرزق ببنت فقدم لها العون بحمل الصحون والخبز وجلسوا جميعا يأكلون غدائهم الذي طبخته والدته باسم الزهراء وعلى حبها صلوات الله وسلامه عليها.
بعد ذلك جلس حُسين في غرفته واستغل تصفحه في هاتفه النقال بما يزيد معرفته بأهل البيت عليهم السلام فأخذ يشاهد المحاضرات والبرامج الموثوقة التي تُعمق المعرفة بأهل البيت لا سيما الإمام الحسين عليه السلام وإمام الزمان روحي له الفداء فهما وجهان لعملة واحدة وقضيتهما من أهم القضايا العقائدية والتاريخية؛ كما وإن الدفاع عن الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف وعن ثورته الإلهية القادمة بأمر الله والمنصور بقوة الله جل جلاله هو الشرف الحقيقي ، لأن الإمام المهدي هو أمر الله وهو فرج الله وهو نصر الله وهو الإنقاذ الإلهي وهو باب البركات الإلهية، ️لذلك فهنيئاً لمن ينال شرف الدفاع عن منقذ البشرية وعن مجدد الدين وعن مُصلح الأرض وعن ناصر المستضعفين ،وهنيئاً لمن يرى في الدفاع عن الإمام المهدي قضيته الأولى والكبرى التي يتقرب بها الى الله سبحانه والتي يطيع بها الله جل جلاله. فمَّن أراد فهم القضيّة الحُسينِية عليه أن يفهم الحركة المهدوية فالحُسين و المهدِي صِنوان لن يفترقا أبدًا.
بعد ذلك أخذ النعاس يراوده فرغد إلى النوم ليريح بدنه ويستعيد نشاطه.
#يتبع
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
.
هنا لاحت علامات الإعجاب على وجه أحمد وهو يبتسم مقتنعا بما قاله حُسين ثم توجه بالسؤال حُسين قائلا: لكن يا حُسين كيف أصبحت بهذه القوة على تحمّل الإساءة فكما تعلم إن أغلب الشباب سريعي الغضب وأنا واحد منهم هلّا أرشدتني لكي أكون هادئاً ولا أغضب بسرعة ؟
قال حُسين : هذا من فضل ربي وحُب مولاي سيد الشهداء في قلبي الذي جعلني أتعلم التواضع والاحترام للغير مهما بدر منهم ففي المجالس تعلمنا أن نحترم المُعزي ونتواضع له فأخذ هذا الطبع يرسخ في أعماقي كما وأن الترويض على كظم الغيظ يوما بعد يوم ولد عندي الهدوء والسكينة. وكذلك حاولت أن أروض نفسي على استشعار وجود ومراقبة عين الله في أرضه صاحب الزمان عجّل الله فرجه الشريف فهو كما تعلم هو حاضر بيننا ويرانا على كل حال فلا بد من إظهار الاحترام والأدب بمحضره الشريف. هذه أمور تحتاج إلى مجاهدة وترويض وصبر وطلب العون من صاحب العصر والزمان.
وخلاصة كل ذلك أختصره بهذه العبارة
(أَدَبَنِي الحُسَيْنُ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي) وسأبقى أشكره دائما وأبدا بلساني وأفعالي
قال أحمد :أحسنت كثيرا يا حُسين ، وثبت الله لك قدم صدق مع الحُسين عليه السلام في الدنيا والآخرة إن شاء الله .
أمنَ حُسين على دعائه ؛ ثم أردف أحمد قائلا: هل تعلم يا حُسين أنني أول من تلقيت الدرس قبل ذلك الشاب ؛ فعلا كنت خير الداعين للمذهب الشريف.
أطرق حُسين برأسه خجلا فقال : هذا من فضل ربي وما كنا لنهدي لو لا أن هدانا الله.
قال أحمد : وفقك الله يا حُسين وهنيئا لنا بك ..
رفع حُسين رأسه وشكر الله على نِعمه الوفيرة
ثم انصرف حُسين إلى البيت وعند دخوله سلّم على والديه بأطيب السلام وقبل رأس والدته وجلس مع والده يطمئن على صحته ثم قام حُسين إلى المطبخ لمساعدة والدته التي لم تُرزق ببنت فقدم لها العون بحمل الصحون والخبز وجلسوا جميعا يأكلون غدائهم الذي طبخته والدته باسم الزهراء وعلى حبها صلوات الله وسلامه عليها.
بعد ذلك جلس حُسين في غرفته واستغل تصفحه في هاتفه النقال بما يزيد معرفته بأهل البيت عليهم السلام فأخذ يشاهد المحاضرات والبرامج الموثوقة التي تُعمق المعرفة بأهل البيت لا سيما الإمام الحسين عليه السلام وإمام الزمان روحي له الفداء فهما وجهان لعملة واحدة وقضيتهما من أهم القضايا العقائدية والتاريخية؛ كما وإن الدفاع عن الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف وعن ثورته الإلهية القادمة بأمر الله والمنصور بقوة الله جل جلاله هو الشرف الحقيقي ، لأن الإمام المهدي هو أمر الله وهو فرج الله وهو نصر الله وهو الإنقاذ الإلهي وهو باب البركات الإلهية، ️لذلك فهنيئاً لمن ينال شرف الدفاع عن منقذ البشرية وعن مجدد الدين وعن مُصلح الأرض وعن ناصر المستضعفين ،وهنيئاً لمن يرى في الدفاع عن الإمام المهدي قضيته الأولى والكبرى التي يتقرب بها الى الله سبحانه والتي يطيع بها الله جل جلاله. فمَّن أراد فهم القضيّة الحُسينِية عليه أن يفهم الحركة المهدوية فالحُسين و المهدِي صِنوان لن يفترقا أبدًا.
بعد ذلك أخذ النعاس يراوده فرغد إلى النوم ليريح بدنه ويستعيد نشاطه.
#يتبع
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
▪️أظنَنْتَ يا يزيد حيث أخَذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبَحنا نُساق كما تُساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هَوانًا وبك عليه كرامة ؟! وأنّ ذلك لِعِظَم خَطَرِك عنده؟!…مهلاً مهلا! أنَسِيتَ قول الله تعالى: ولا يَحسَبنَّ الذين كفروا أنّما نُملي لَهُم خيرٌ لأنفسِهِم، إنّما نُملي لَهُم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مُهين ؟!
ـ من خطبة السيدة زينب (عليها السّلام)
ـ من خطبة السيدة زينب (عليها السّلام)
✨ الشهید علي جلال حميد
✨ الشهيد محمد جلال حميد
شارك في الختمة القرآنية المُهداة في هذه الليلة المباركة إلى روحيهما الطاهرتين 💔
للمشاركة تواصل معنا عبر هذا المعرف:
@Shohadaabot
✨ الشهيد محمد جلال حميد
شارك في الختمة القرآنية المُهداة في هذه الليلة المباركة إلى روحيهما الطاهرتين 💔
للمشاركة تواصل معنا عبر هذا المعرف:
@Shohadaabot
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️
📜 #الدرس_الثالث: ما هي علامات العلم والجهل؟
🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :
«من دلائل علامات القبول، الجلوس إلى أهل العقول، ومن علامات أسباب الجهل، المماراة لغير أهل الفكر؛ ومن دلائل العالم، انتقاده لحديثه وعلمه بحقائق فنون النظر» .
📚 موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)
🍁 #شرح_الرواية :
يبيّن الإمام (عليه السلام) بقوله هذا أن العالم هو من يجلس في حلقات أهل الفكر ويتقبل الانتقاد ويتتبّع الحقائق لينبع من مناهل المعرفة الرّوية؛ أما الجاهل فيماري أهل العلم ليكون ذلك سببًا في طغيانه وكفره؛ وهو إذ يُجادل فليس ليفهم، وإنما ليُثبت خلاف الحق، والأولى تركه.
#وفاء_للحسين 🏴
📜 #الدرس_الثالث: ما هي علامات العلم والجهل؟
🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :
«من دلائل علامات القبول، الجلوس إلى أهل العقول، ومن علامات أسباب الجهل، المماراة لغير أهل الفكر؛ ومن دلائل العالم، انتقاده لحديثه وعلمه بحقائق فنون النظر» .
📚 موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)
🍁 #شرح_الرواية :
يبيّن الإمام (عليه السلام) بقوله هذا أن العالم هو من يجلس في حلقات أهل الفكر ويتقبل الانتقاد ويتتبّع الحقائق لينبع من مناهل المعرفة الرّوية؛ أما الجاهل فيماري أهل العلم ليكون ذلك سببًا في طغيانه وكفره؛ وهو إذ يُجادل فليس ليفهم، وإنما ليُثبت خلاف الحق، والأولى تركه.
#وفاء_للحسين 🏴
.
.
✨ ثِمارُ العِشق ✨
مرت الأيام و حُسين يتزوّد من الدنيا للآخرة بالعمل الصالح وخدمة الناس حتى اقتربت أيام الأربعينية وبدأت مسيرة العز والشموخ بالزحف نحو قبلة الأحرار سيد الشهداء عليه السلام
ذهب حُسين مع رفاقه تلك الثلة الطيبة متوجهين إلى كربلاء سيرا على الأقدام؛ فكانت مسيرتهم مليئة بالأجواء الروحانية حيث أنهم يُسبحون الله تعالى ويستغفرونه ويكثرون من الصلاة على محمد وآل محمد وأحيانا يلطمون أثناء المسير المُقدس
وكان والدا حُسين قد بدءا السير من منتصف الطريق حتى وصلا إلى أحد المناطق، فحصل انفجار كبير في طريق المسيرة أسفر عن مقتل العديد من الزوار الذين التحقوا بركب الشهداء والتقوا بسيدهم المنحور وفازوا فوزا عظيما.
وكان والدا حُسين من ضمن هؤلاء الشهداء
وعندما وصل الخبر إلى حُسين بكى كثيرا وتألم فطلب منه بعض رفاقه العودة وقطع المسير
لكنه أبى إلا أن يكمل الطريق مواساة للحوراء وزين العابدين صلوات الله عليهما
فقام بالاتصال على أبناء عمومته ليقوموا بأخذ جثتي الشهيدين وأكمل المسير حتى وصل حيث الشهيد الأكبر الذي لا شهيد يضاهيه ، دنى بصعوبة بالغة بسبب الزحام نحو الضريح المقدس وقبّل الشباك ونادى بصوت حزين: يا حسين يا مولاي؛ أمي وأبي فداء لك سيدي كن حاضرا عندهم في القبر فهما من ربياني على حبك سيدي يا حسين روحي لك الفداء.
ثم توجه نحو المولى أبي الفضل العباس عليه السلام وسأله بحق أخته الحوراء أن يلهمه الصبر و أن يتكفل تربيته ويعلمه الأدب مع الحسين عليه السلام.
ثم عاد إلى محافظته( المُثنى) فوجد أن أعمامه وأخواله قد أكملوا تجهيزات الدفن والعزاء فذهب إلى النجف الاشرف فقام بأداء زيارة أمير المؤمنين عليه السلام ثم ذهب حيث قبريهما فانحنى باكيا ناحبا وهو يحث التراب على رأسه ويبكي قائلا: لِمَ تركتماني وحيدا ألم تعدني يا أبي ببناء موكب كبير نخدم به معا؟ ثم توجه نحو قبر أمه وقال بصوت حزين: أمي مَن بعدكِ يدعو لي أنتِ جنتي، أماه بقي بيتي بلا جنّة كيف تركتِ ولدك الحبيب الذي لا يخطو خطوة إلا وطلب دعائكِ . سكت هنيئة ثم قال : لكنني أعلم إن الحسين عليه السلام استجاب لكِ دعائكِ كنتِ دوما تطلبين منه الشهادة في سبيله ها قد نلتِ ذلك وفزتِ والله فوزا عظيما.
هنيئا لكما يا والداي أسألكما الدعاء عند سيد الشهداء لن أنساكما يا من أنرتما لي دربي لعن الله من تسبب بمقتلكما ومقتل بقية الشهداء.
ثم قرأ الفاتحة هدية إلى روحيهما ورحل مكسور القلب.
يتبع👇🏻
.
✨ ثِمارُ العِشق ✨
مرت الأيام و حُسين يتزوّد من الدنيا للآخرة بالعمل الصالح وخدمة الناس حتى اقتربت أيام الأربعينية وبدأت مسيرة العز والشموخ بالزحف نحو قبلة الأحرار سيد الشهداء عليه السلام
ذهب حُسين مع رفاقه تلك الثلة الطيبة متوجهين إلى كربلاء سيرا على الأقدام؛ فكانت مسيرتهم مليئة بالأجواء الروحانية حيث أنهم يُسبحون الله تعالى ويستغفرونه ويكثرون من الصلاة على محمد وآل محمد وأحيانا يلطمون أثناء المسير المُقدس
وكان والدا حُسين قد بدءا السير من منتصف الطريق حتى وصلا إلى أحد المناطق، فحصل انفجار كبير في طريق المسيرة أسفر عن مقتل العديد من الزوار الذين التحقوا بركب الشهداء والتقوا بسيدهم المنحور وفازوا فوزا عظيما.
وكان والدا حُسين من ضمن هؤلاء الشهداء
وعندما وصل الخبر إلى حُسين بكى كثيرا وتألم فطلب منه بعض رفاقه العودة وقطع المسير
لكنه أبى إلا أن يكمل الطريق مواساة للحوراء وزين العابدين صلوات الله عليهما
فقام بالاتصال على أبناء عمومته ليقوموا بأخذ جثتي الشهيدين وأكمل المسير حتى وصل حيث الشهيد الأكبر الذي لا شهيد يضاهيه ، دنى بصعوبة بالغة بسبب الزحام نحو الضريح المقدس وقبّل الشباك ونادى بصوت حزين: يا حسين يا مولاي؛ أمي وأبي فداء لك سيدي كن حاضرا عندهم في القبر فهما من ربياني على حبك سيدي يا حسين روحي لك الفداء.
ثم توجه نحو المولى أبي الفضل العباس عليه السلام وسأله بحق أخته الحوراء أن يلهمه الصبر و أن يتكفل تربيته ويعلمه الأدب مع الحسين عليه السلام.
ثم عاد إلى محافظته( المُثنى) فوجد أن أعمامه وأخواله قد أكملوا تجهيزات الدفن والعزاء فذهب إلى النجف الاشرف فقام بأداء زيارة أمير المؤمنين عليه السلام ثم ذهب حيث قبريهما فانحنى باكيا ناحبا وهو يحث التراب على رأسه ويبكي قائلا: لِمَ تركتماني وحيدا ألم تعدني يا أبي ببناء موكب كبير نخدم به معا؟ ثم توجه نحو قبر أمه وقال بصوت حزين: أمي مَن بعدكِ يدعو لي أنتِ جنتي، أماه بقي بيتي بلا جنّة كيف تركتِ ولدك الحبيب الذي لا يخطو خطوة إلا وطلب دعائكِ . سكت هنيئة ثم قال : لكنني أعلم إن الحسين عليه السلام استجاب لكِ دعائكِ كنتِ دوما تطلبين منه الشهادة في سبيله ها قد نلتِ ذلك وفزتِ والله فوزا عظيما.
هنيئا لكما يا والداي أسألكما الدعاء عند سيد الشهداء لن أنساكما يا من أنرتما لي دربي لعن الله من تسبب بمقتلكما ومقتل بقية الشهداء.
ثم قرأ الفاتحة هدية إلى روحيهما ورحل مكسور القلب.
يتبع👇🏻
.
بعد مدة قصيرة وصل إلى البيت ودموعه قد سالت على وجهه يمشي بخطوات ثقيلة في أروقة البيت وغرفه الخالية من أهله .دخل إلى غرفة والديه بكى كثيرا ثم خرج وأقفل الباب وهو يدعو لهما بالرحمة والمغفرة. وبعد سويعات من مجيئه طُرق الباب وإذا به ذلك الشاب الذي أساء له وشتمه في أيام الدراسة، واقفا خلف الباب وهو خجِل ومطرقا رأسه فسلم على حُسين وعزّاه برحيل والديه؟ فرد عليه حُسين برحابه صدر ورحب به ؛ لم يقبل ذلك الشاب الدخول وقال خجِلاً: أنا جئتك لأعتذر عمّا بدر مني من مساوئ وشتائم بحقك يا حُسين . كنت على خطأ حين تعرضت لك بالإساءة أنا في غاية الخجل منك ومن سيد الشهداء لأنك خادمه ولم أرَ منك إلا الأدب والأخلاق الطيبة. كنت أنظر للمتدينين والحُسينيين بنظرة سوداوية لكن بعدما بالغت معك بالإساءة أظهرت لي معدنك الأصيل فقد كنت حقا من خيرة الشباب الحسيني وهنيئا لك هذا التوفيق فأرجوك سامحني وحللني وأنا سأكون تحت أمرك بما تطلب.
دنا حُسين من الشاب وقبّل رأسه وقال له: أنا لم أحمل عليك في قلبي غيظا ولم أحقد عليك ولم أدعُ عليك بل أدعو لك وقد سامحتك في ساعتها. أما قولك بأنك تحت أمري فأقول لك اسمع يا عزيزي أنا خادم لك ولتراب نعلك ستجدني بخدمتك متى ما أردت وأتشرف بك أن تكون معنا في المجموعة التي أسسناها على حب محمد وآل محمد لخدمة سيد الشهداء، هل أنت موافق بالانضمام إلينا ؟
وسيسرني ذلك
قال الشاب وهو مسرور : نعم بكل تأكيد،
لكن هل تقبلوني بينكم بعد ما آذيتكم بأقوالي ؟!
قال حُسين : ما هذا الكلام يا عزيزي ؟!
كيف لا نقبلك أتعلم أن مولانا الحسين قبل الحر وقد كان من المشاركين بالحرب ضد الحسين ثم هداه الله إلى الصراط المستقيم وتاب وبلطف من الله قبله الحسين عليه السلام فكيف لقابل الحر أن لا يقبلك ؟! أما نحن فنقبلك بلا أدنى شك، فمرحبا بك معنا
يا عزيزي.
اغرورقت عينا هذا الشاب وقال: يا قابل الحر اقبلني ، لك الحمد يا رباه، ثم أردف قائلا: يشهد الله على كلامي يا حُسين منذ مدة وأنا أحاول أن اشارككم لكنني أخجل من كلام الناس ونظرتهم لي كيف لمثلي أن يكون معكم؟
قال حُسين وهو يمسك الشاب من أكتافه : لا تقل هذا الكلام يا أخي لا تنتظر ردود أفعال الناس على ما تقوم به بل اجعل نفسك ناظرة لما يرضاه أئمتك .
قال الشاب وهو يبتسم :حسنا سأكون معكم من يوم غد إن شاء الله.
قال حُسين: إن شاء الله تعالى
ثم غادر الشاب وأصبح بفضل الله وسيد الشهداء خادما في المواكب وإنسانا خلوقا وحسينيا وهنا ظهرت ثمرة أخلاق حُسين وابتسامته.
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي
بعد مدة قصيرة وصل إلى البيت ودموعه قد سالت على وجهه يمشي بخطوات ثقيلة في أروقة البيت وغرفه الخالية من أهله .دخل إلى غرفة والديه بكى كثيرا ثم خرج وأقفل الباب وهو يدعو لهما بالرحمة والمغفرة. وبعد سويعات من مجيئه طُرق الباب وإذا به ذلك الشاب الذي أساء له وشتمه في أيام الدراسة، واقفا خلف الباب وهو خجِل ومطرقا رأسه فسلم على حُسين وعزّاه برحيل والديه؟ فرد عليه حُسين برحابه صدر ورحب به ؛ لم يقبل ذلك الشاب الدخول وقال خجِلاً: أنا جئتك لأعتذر عمّا بدر مني من مساوئ وشتائم بحقك يا حُسين . كنت على خطأ حين تعرضت لك بالإساءة أنا في غاية الخجل منك ومن سيد الشهداء لأنك خادمه ولم أرَ منك إلا الأدب والأخلاق الطيبة. كنت أنظر للمتدينين والحُسينيين بنظرة سوداوية لكن بعدما بالغت معك بالإساءة أظهرت لي معدنك الأصيل فقد كنت حقا من خيرة الشباب الحسيني وهنيئا لك هذا التوفيق فأرجوك سامحني وحللني وأنا سأكون تحت أمرك بما تطلب.
دنا حُسين من الشاب وقبّل رأسه وقال له: أنا لم أحمل عليك في قلبي غيظا ولم أحقد عليك ولم أدعُ عليك بل أدعو لك وقد سامحتك في ساعتها. أما قولك بأنك تحت أمري فأقول لك اسمع يا عزيزي أنا خادم لك ولتراب نعلك ستجدني بخدمتك متى ما أردت وأتشرف بك أن تكون معنا في المجموعة التي أسسناها على حب محمد وآل محمد لخدمة سيد الشهداء، هل أنت موافق بالانضمام إلينا ؟
وسيسرني ذلك
قال الشاب وهو مسرور : نعم بكل تأكيد،
لكن هل تقبلوني بينكم بعد ما آذيتكم بأقوالي ؟!
قال حُسين : ما هذا الكلام يا عزيزي ؟!
كيف لا نقبلك أتعلم أن مولانا الحسين قبل الحر وقد كان من المشاركين بالحرب ضد الحسين ثم هداه الله إلى الصراط المستقيم وتاب وبلطف من الله قبله الحسين عليه السلام فكيف لقابل الحر أن لا يقبلك ؟! أما نحن فنقبلك بلا أدنى شك، فمرحبا بك معنا
يا عزيزي.
اغرورقت عينا هذا الشاب وقال: يا قابل الحر اقبلني ، لك الحمد يا رباه، ثم أردف قائلا: يشهد الله على كلامي يا حُسين منذ مدة وأنا أحاول أن اشارككم لكنني أخجل من كلام الناس ونظرتهم لي كيف لمثلي أن يكون معكم؟
قال حُسين وهو يمسك الشاب من أكتافه : لا تقل هذا الكلام يا أخي لا تنتظر ردود أفعال الناس على ما تقوم به بل اجعل نفسك ناظرة لما يرضاه أئمتك .
قال الشاب وهو يبتسم :حسنا سأكون معكم من يوم غد إن شاء الله.
قال حُسين: إن شاء الله تعالى
ثم غادر الشاب وأصبح بفضل الله وسيد الشهداء خادما في المواكب وإنسانا خلوقا وحسينيا وهنا ظهرت ثمرة أخلاق حُسين وابتسامته.
#أدبني_الحسين_فأحسن_تأديبي
#زهراء_الطائي