الطريق إلى التوبة

This media is not supported in your browser

2.3K views17:58

في ذلك اليوم حيث العصافير تجوب السماء، والهدوء يعم الأجواء، أزهرت زهرة السماء في بيت على الأرض .حيطانهُ من طينٍ وسقفهُ الاعمدة... لكن رائحة الراحة والجمال القدسي منه تعمُ في الاجواء .
كيف ولا وهو البيت العلوي الفاطمي الذي بنفسي هو الرسول كان يقف عند الباب ويتلو ايات الولاءِ والعصمة والنقاء ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )

في ذلك اليوم وحيث السنة السادسةِ من الهجرة قد استعد ذلك البيت لإستقبال زهرتهم وريحانتهم وثالث اولادهم....ولدت وبأي حال ولدت ،
ولدت وقد احاطت بها ملائكة الرحمة، نازلةٌ من السماء تُبارك لأبيها وجدها شرف ذلك الميلاد
وآخرون في السماء قد نشروا الزينةَ والورود احتفالا وابتهاجا بذلك المولود.....أُنثى ولكن ليس كأي انثى....فقد حارت العقول والقلوب بوصفها..! فهل تراها قمرا قد نزل من السماء في بيت علي؟،، ام أنها نجمة قد سقطت والتقطتها يد الحنان فاطمة الزهراء! ...ام أنها الشمس قد احتاجت نورا فنزلت الى رسول الله لتقتبس منهُ النورُ والضياء.

مولودة جلبت لذلك البيت السعادة الغامرة والابتهاج
فما ان فتحت عينيها حتى عم البيت رائحة كأنها رائحة الفردوس الأعلى في الجنان
و وجه كأنه القمر في ليلة تمامه ..وابتسامةٌ كأنها الشمسُ التي تذهب بسواد الليل الحالك والظلام

ها هم يهرعون مستبشرين ليبشروا جدها الرسول بحفيدته التي انتظرها بكل شوقٍ ولهفة... فيقولو يا رسول الله قد ولدت فاطمةٌ حلةٌ من حليَّ السماء او انها حورية بل أسمى وابهى

يأتي حبيب الله محمد مستبشراً فرحاً فيقفْ عند منزل النور والوحي المبين ويدخله بكل هيبة و وقار ...وكأنها رسالة للناس بأنه بيت من بيوتات الله فلا تدنسوه بأفعال من مكر الكافرين والشيطان. اوالمتسترين بأسم الدين وبأسم الله.....
يدخل مبتسما قد خالجت الفرحةُ كل جزء من كيانهِ فيبارك للبيت العلوي تلك الزهرة المتفتحة ويطلب بكل حب وحنان أن اتيني بها يا حبيبة قلب ابيك يا فاطمة الزهراء .
فما كان من مولاتنا إلا ان حملت مولودتها برفق الأمومة والمحبة وسلمتها بأمانٍ بيدَي رسول الله ...فشمها و وضعها على صدره الطاهر ثم اخذ خدها و وضع خده عليه وهو يقبلها تارة ويشمها تارة أخرى....مضت بضعة أيام والفرحة ما زالت قائمه في بيت علي عليه السلام واذا بفاطمةٍ ولسان حالها يقول يابن عم ماذا ننتظر أليس يجب أن تسمى الفتاة ...واذا بالوصي العالم والإمام المسدد يقول لا تقلقي يا إبنةَ رسول الله وانتظري ابيك سيختار لها إسمها ليس كباقي الأسماء... ويدخل هنا رسول الله فتأتي فاطمة بوليدتها وتخبره انِ اختر لها اسما يا ابتاه.. فينظر إلى وجهها الذي يشع نورا ملكوتيا ويفوح عطر سرمديا فيحار أيما اسماً يمكن أن يليق بتلك الطفلة ...وهنا يهبط روح الله جبرائيل وينادي ان يا محمد ان الله يقرأك السلام ويقول يا حبيب سمها زينب يستبشر الحبيب هنا ..ثم يرى دموع الحسرةِ والبكاء قد اعتلت من جبرائيل فيسرع في السؤال !علام بكائك يا روح الله فيجيب ان حياة تلك البنت ستكون مقرونة بالمصاعب والمتاعب من اول حياتها الى انتهاء اجلها... فإذا بالحسرة قد حوطت كيان رسول الله وابت الدموع إلا أن تنزل لتعلن الظلم الذي سيحل بتلك الزهرة النرجسية البيضاء ذلك ما يدل اسمها عليه فزينب شجر طيب الرائحة من فصائل النرجسيات ازهاره جميلة. رائحته عطرةٌ فواحةٌ قد تمايز بين الأزهار لَما سميت به ابنة بنت رسول الله .
قلب الزهراء قد تقطع فلم تحتمل روية تلك الدموع من أبيها فقالت اخبرني يا قرة عيني مم بكائك ...لا ابكى الله عينيك يا أبتاه
بماذا يجب وما عساه ان يقول وقد ترأت امامه كل المصائب والمحن التي ستحملها تلك الفتاة واصعبها محنةُ كربلاء ....
✍ #خديجة_كاظم
#رأيكم_بالنص؟ جيد 👍 ام غير جيد 👎

2.7K views18:01