الطريق إلى التوبة

#مضمون_السؤال سلام عليكم. الله يتقبل اعمالكم بحق هذا الشهر الكريم. شنو اسوي حتى الحگ على اللي بقه من هذا الشهر الفضيل واصحح اللي فات عليه عسى الله ان شاء الله يتقبل مني ومن الجميع يارب

#مضمون_الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبل الله أعمالكم ووفقكم لما يُحب ويرضى بحق محمد وآل محمد.
عذراً الجواب طويل لكنه مفيد إن شاء الله نرجو منكم ان تقرأوه بتأنٍ والله المستعان..

عادةً في هذا المجال يتم التأكيد على نوعية العمل ولو كان قليلاً بشرط التوجه القلبي وصدق النية والإخلاص وليس كثرة الأعمال..

👈🏻بالنسبة لشهر رمضان ما ذُكر سابقاً صحيح أيضا لكن الحسابات مختلفة.. في هذا الشهر الشريف نظراً للفرصة العظيمة التي بين أيدينا ونحن في أوّج الرحمة الإلهية والكرم والجود الإلهي، في هذه الضيافة الإلهية العظيمة الحسابات ستكون حتماً مختلفة..

⚠️ لا بدّ للعبد خصوصاً في هذه الأيام الأخيرة من هذا الشهر أن يستشعر الخطر، خطر من دنا أجله وبقي أياماً معدودة من عمره.. لكن في هذه الأيام القليلة يمكنه أن يصل إلى أعلى المراتب.. كم ذنب ؟ ألف ؟ مئة ألف ذنب ؟ مليون ذنب ؟ مليار ذنب ؟ الله مستعد لأن يغفر لك كل شيء !! كل كل شيء..

ماذا تريد ؟ الجنة ؟ السعادة ؟ لك الجنة ولك السعادة الأبدية.. أنت ضيف الله والله سبحانه يكرم ضيفه.. لا يدعه يخرج من عنده وهو غير راضٍ، لأنه الكريم الذي لا تنفذ خزائنه ولا تزيده كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين...

👈🏻 لتتوضح الصورة سأقدم هذا المثل البسيط الذي لا يرقى طبعاً إلى مستوى جود الله وكرمه.. لنفترض أنّ ملكاً من ملوك الدنيا دعاك إلى مائدة الإفطار وبعدها فتح لك خزائن الذهب والمال المليئة التي لا تنفذ وقال لك خُذ ما تريد، خُذ حتى ترضى، وأعطاك ورقةً وقال لك اكتب عليها كل طلباتك.. أنت ضيفي وأنا كريمٌ والكريم يكرم ضيفه.. ماذا تفعل ؟ أمامك فرصة قليلة ثم ستعود إلى بيتك هل تختار النوم ؟ أم تختار الإستغناء وأنت بأمسّ الحاجة لعطائه ؟!

الأمر بالنسبة لله أعظم بكثير لأن الأمر مرتبط بمصيرك إلى الأبد.. افترض أنّ هذا اخر شهر رمضان يمُر عليك.. افترض لا سمح الله أنك ستموت قبل شهر رمضان القادم.. من يضمن عمره في هذه الدنيا المليئة بالحوادث والمصائب والأمراض والبلاءات...؟ وتبدأ حياتك الأبدية التي فيها نتائج سعيك.. كم ستندم وتتحسر على كل لحظة ضيّعتها بعد أن كانت الفرصة مفتوحة امامك...

حريٌّ بنا أن نضع في ما بقيَ من هذا الشهر هذه الآية الشريفة نصب أعيننا:

✨{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}✨

عندما نستشعر الخطر تلقائياً سنصل لحالة من الإضطراب والخوف ونلجأ الى التضرع والبكاء والاستغفار والمناجاة.. وليكن لدينا ثقة بالله سبحانه أنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ولنطلب كل الأمور التي نريدها لدنيانا وآخرتنا..

وأيضاً من المهم أن نبتعد عن اللهو وكل ما من شأنه أن يُبعد قلبنا وفكرنا عن التوجه إلى الله كالبرامج التلفزيونية اللهوية وغيرها من الأمور التي تزيدنا خسرانا، ولنُقبِل على الله بقلوبنا في هذه الأيام المعدودة... خصوصاً في هذه الليلة أخر ليلة جمعة من شهر رمضان..!

عذراً على الإطالة ونتمنى أن يكون الجواب مفيد لكم، ورجاء اذكرونا بدعوة من قلبكم فنحن بأمسّ الحاجة لها، ولكم ان شاء الله أضعاف ما سألتم لنا.. 🙏🏻🙏🏻🙏🏻

1.7K views18:13