لم يتبقَ شيء على شهر محرم ..
نحن بحاجة لنظرة الى قلوبنا الميتة من الذنوب والمعاصي ..💔
نحن بحاجة لنظرة الى قلوبنا الميتة من الذنوب والمعاصي ..💔
هل لديك موضوع تبحث عنه ؟
هل لديك أي مشكلة تريد حلّها ؟
أصبح بإمكانك الوصول الى المواضيع التي تهمّك من خلال الضغط على العنوان ..
ادخل الى هذا الرابط 👇🏻
https://t.me/joinchat/AAAAAEVL-5eeOx6pYXz4Wg
هل لديك أي مشكلة تريد حلّها ؟
أصبح بإمكانك الوصول الى المواضيع التي تهمّك من خلال الضغط على العنوان ..
ادخل الى هذا الرابط 👇🏻
https://t.me/joinchat/AAAAAEVL-5eeOx6pYXz4Wg
الطريق إلى التوبة
Photo
#الإيمان_والحب
.
✍رويدة الدعمي
.
الفصل السادس
.
كانت ملاذ بين فترة وأخرى تشعر بالألم الناتج عن مرض وضعف كليتيها ، كان والدها ووالد منتظر وكذلك منتظر يحاولون تهدئتها ويؤكدون لها بأن كل هذه الآلام ستنتهي بعد أجراء العملية ..
أما اليوم فقد بدت متألمة أكثر من ذي قبل .. ألم لا يضاهيه ألم .. أنهُ
ليس وجع المرض بل إنه وجع الندم وألم الحسرة ، إنهُ يضاهي ويفوق كل الآلام .. فأوجاع الروح ليست كأوجاع الجسد أبداً .. !
في تلك الليلة التي تفصلها عن يوم العملية ساعات محدودة فقط كانت فتاتنا مستلقية على سريرها تكلّم نفسها دون أن يسمعها أحد ...
ـ آه يا ملاذ .. غداً ستكونين على سرير العمليات حيث ستكون روحك بين الأرض والسماء ! بين الموت والحياة !
وعندما تخيلت الصورة تلك أجهشت بالبكاء وبدون أن تشعر صارت تطلق صيحات متكررة وتضرب برأسها على مقدمة السرير ..
ـ ويلٌ لي ماذا سأقول لربي غداً إن انتقلت إلى جواره ؟ آه يا نفسي كم خدعتني !
شعرت ملاذ إن الموت صار يطوّق رقبتها بذراعيه ، بدأت بالصراخ والعويل وهي تقول :
ـ ارحمني يا رب .. أعفُ عني .. سامحني ! آه يا ويلي !!
دخل والدها مسرعاً إلى الغرفة بعد إن سمع صراخها ، أما منتظر ووالدهُ فكانا يقفان خارج الغرفة ينتظران معرفة سبب هذا الصراخ !
ركض والدها نحوها محاولاً تهدئتها :
ـ ملاذ .. ما بك ؟ أجيبيني بالله عليك !
رفع الغطاء عن وجهها فإذا بالدموع قد غسلت وجهها الذي لطمته حتى صار أحمر اللون !
تعجب الأب من هذا المنظر ، لم يعرف ماذا يقول !
أما هي فلقد صمتت بعد أن انتبهت إلى نفسها ، ضمّت وجهها بين طيات الوسادة محاولةً إخفاء حالتها ودموعها عن أبيها الذي حاول جاهداً معرفة الأمر لكن بدون أي نتيجة !
خرج إلى الاثنين اللذين كانا ينتظران في الخارج وقد أخجلهُ الموقف فهوعاجز عن معرفة ما يعتري ابنته .
سأله صاحبه عن الأمر فأجاب :
ـ أظن أن خوف ملاذ من نتائج العملية وخاصةً إنها اقتربت جداً منها ولا يفصلنا عنها سوى هذه الليلة هو الذي جعلها تمر بحالة من الهستريا !
تعجبَّ منتظر من هذه الطريقة التي يتكلّم بها الوالد عن ابنته ! قال بشيء من العصبية :
ـ هستريا ! ماذا تقول يا عم ! إنها حالة تصيب المؤمنين حينما يدنو منهم الموت أو عندما يخافون من دنّوه .. حالة من تأنيب الضمير والندم ..
كان منتظر يحاول في هذه الكلمات أن يُفهم أبا ملاذ بأنهُ مقصّر تجاه
ابنته ، لكن الأخير قد تجاهل الأمر ولم يُبدِ أي اهتمام لحديث منتظر !
كان الوقت يسير ببطء .. نظرت ملاذ إلى الساعة كانت تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل ، شعرت أنها بحاجة إلى أن تتكلم مع منتظر .. فالنوم قد طار من عينيها تماماً ، تساءلت :
ـ هل هو مستيقظ الآن ؟! قد يكون النوم طار من عينيه هو الآخر للتفكير بعملية يوم غد فهي لا تشكل خطراً عليَّ فقط فهو يُمثّل الطرف الآخر من العملية .
وفي الحقيقة كان منتظر قد أصابه الأرق هو الآخر ولا يشعر بأي نعاس ! كان يفكرّ بما أصاب ملاذ في أول الليل ..
سمع صوت وقع أقدام في الشقة ، خرج مسرعاً نظر إلى داخل غرفة الجلوس فلم يجد أحداً ، اتجه نحو المطبخ وجد ملاذ قد أسندت رأسها على مائدة الطعام الموضوعة في وسط المطبخ :
ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. هل أنت مستيقظ يا منتظر ؟
ـ نعم يا ملاذ .. لقد أصابني الأرق وطار النوم من عيني !
ـ وأنا كذلك .. برأيكَ لماذا ؟
ـ لقد أقلقني صراخكِ غير الطبيعي .. هذا سبب أرقي ! وأنتِ ؟
ـ أنا .. أنا ( تلكأت ملاذ بالإجابة عندما تذكرت موقفها ذاك )
ـ ما بكِ يا ملاذ .. تكلمّي ! هل يقلقك أمر العملية ؟
ـ جداً !
ـ (( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) .
ـ أنا أعرف ذلك يا منتظر .. لكن ...
ـ لكن ماذا ؟
ـ إن نتيجة العملية أما النجاح فأعيش عمراً آخر ، أو الفشل فأموت !
ـ لا تقولي هذا .. كوني متفائلة .
ـ إنني أتعذب يا منتظر ، ضميري يؤنبني ، ماذا سأقول لخالقي لو سألني عن العشرين سنة التي مضت من عمري !
فيوم أمس فقط بدأت بالصلاة ، وقبلها بأيام قليلة بدأت بالتزام الحجاب بالشكل الصحيح و ..
قاطعها منتظر قائلاً :
ـ ألم تعترفي بنفسكِ قبل أيام بأن الله أرحم الراحمين ؟ أو لم تستشعري تلك الرحمة وذلك العطف ؟ لماذا أنت خائفة إذاً يا ملاذ ؟ ثم إنك لم تقترفي تلك الذنوب طوال هذه السنوات عن قصد .. بل إنكِ كنتِ جاهلةً بعواقبها .. لأنهُ لا يوجد من يوّضح لكِ الأمور ، والآن بعد أن عرفت بها لم تقصّري في تأديتها سواء كانت هذه التوبة بالأمس القريب أو البعيد ...
المهم إنكِ لم تكابري ولم تُعاندي بل استغفرتِ الله واستقبلتِ هدايته ،
فأنت الآن من التائبين إن شاء الله ، فالتوبة تصح من العبد عندما يندم على فعلته ويستغفر الله منها ويعده على عدم معاودتها مرةً أخرى ، وأنتِ قمت بهذه الأمور الثلاثة ( الندم والاستغفار ومعاهدة الله ) وفوق هذا صارت دموعك لا تفارقك .. فالبكاء يا ملاذ يطهّر القلب و
.
✍رويدة الدعمي
.
الفصل السادس
.
كانت ملاذ بين فترة وأخرى تشعر بالألم الناتج عن مرض وضعف كليتيها ، كان والدها ووالد منتظر وكذلك منتظر يحاولون تهدئتها ويؤكدون لها بأن كل هذه الآلام ستنتهي بعد أجراء العملية ..
أما اليوم فقد بدت متألمة أكثر من ذي قبل .. ألم لا يضاهيه ألم .. أنهُ
ليس وجع المرض بل إنه وجع الندم وألم الحسرة ، إنهُ يضاهي ويفوق كل الآلام .. فأوجاع الروح ليست كأوجاع الجسد أبداً .. !
في تلك الليلة التي تفصلها عن يوم العملية ساعات محدودة فقط كانت فتاتنا مستلقية على سريرها تكلّم نفسها دون أن يسمعها أحد ...
ـ آه يا ملاذ .. غداً ستكونين على سرير العمليات حيث ستكون روحك بين الأرض والسماء ! بين الموت والحياة !
وعندما تخيلت الصورة تلك أجهشت بالبكاء وبدون أن تشعر صارت تطلق صيحات متكررة وتضرب برأسها على مقدمة السرير ..
ـ ويلٌ لي ماذا سأقول لربي غداً إن انتقلت إلى جواره ؟ آه يا نفسي كم خدعتني !
شعرت ملاذ إن الموت صار يطوّق رقبتها بذراعيه ، بدأت بالصراخ والعويل وهي تقول :
ـ ارحمني يا رب .. أعفُ عني .. سامحني ! آه يا ويلي !!
دخل والدها مسرعاً إلى الغرفة بعد إن سمع صراخها ، أما منتظر ووالدهُ فكانا يقفان خارج الغرفة ينتظران معرفة سبب هذا الصراخ !
ركض والدها نحوها محاولاً تهدئتها :
ـ ملاذ .. ما بك ؟ أجيبيني بالله عليك !
رفع الغطاء عن وجهها فإذا بالدموع قد غسلت وجهها الذي لطمته حتى صار أحمر اللون !
تعجب الأب من هذا المنظر ، لم يعرف ماذا يقول !
أما هي فلقد صمتت بعد أن انتبهت إلى نفسها ، ضمّت وجهها بين طيات الوسادة محاولةً إخفاء حالتها ودموعها عن أبيها الذي حاول جاهداً معرفة الأمر لكن بدون أي نتيجة !
خرج إلى الاثنين اللذين كانا ينتظران في الخارج وقد أخجلهُ الموقف فهوعاجز عن معرفة ما يعتري ابنته .
سأله صاحبه عن الأمر فأجاب :
ـ أظن أن خوف ملاذ من نتائج العملية وخاصةً إنها اقتربت جداً منها ولا يفصلنا عنها سوى هذه الليلة هو الذي جعلها تمر بحالة من الهستريا !
تعجبَّ منتظر من هذه الطريقة التي يتكلّم بها الوالد عن ابنته ! قال بشيء من العصبية :
ـ هستريا ! ماذا تقول يا عم ! إنها حالة تصيب المؤمنين حينما يدنو منهم الموت أو عندما يخافون من دنّوه .. حالة من تأنيب الضمير والندم ..
كان منتظر يحاول في هذه الكلمات أن يُفهم أبا ملاذ بأنهُ مقصّر تجاه
ابنته ، لكن الأخير قد تجاهل الأمر ولم يُبدِ أي اهتمام لحديث منتظر !
كان الوقت يسير ببطء .. نظرت ملاذ إلى الساعة كانت تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل ، شعرت أنها بحاجة إلى أن تتكلم مع منتظر .. فالنوم قد طار من عينيها تماماً ، تساءلت :
ـ هل هو مستيقظ الآن ؟! قد يكون النوم طار من عينيه هو الآخر للتفكير بعملية يوم غد فهي لا تشكل خطراً عليَّ فقط فهو يُمثّل الطرف الآخر من العملية .
وفي الحقيقة كان منتظر قد أصابه الأرق هو الآخر ولا يشعر بأي نعاس ! كان يفكرّ بما أصاب ملاذ في أول الليل ..
سمع صوت وقع أقدام في الشقة ، خرج مسرعاً نظر إلى داخل غرفة الجلوس فلم يجد أحداً ، اتجه نحو المطبخ وجد ملاذ قد أسندت رأسها على مائدة الطعام الموضوعة في وسط المطبخ :
ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. هل أنت مستيقظ يا منتظر ؟
ـ نعم يا ملاذ .. لقد أصابني الأرق وطار النوم من عيني !
ـ وأنا كذلك .. برأيكَ لماذا ؟
ـ لقد أقلقني صراخكِ غير الطبيعي .. هذا سبب أرقي ! وأنتِ ؟
ـ أنا .. أنا ( تلكأت ملاذ بالإجابة عندما تذكرت موقفها ذاك )
ـ ما بكِ يا ملاذ .. تكلمّي ! هل يقلقك أمر العملية ؟
ـ جداً !
ـ (( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) .
ـ أنا أعرف ذلك يا منتظر .. لكن ...
ـ لكن ماذا ؟
ـ إن نتيجة العملية أما النجاح فأعيش عمراً آخر ، أو الفشل فأموت !
ـ لا تقولي هذا .. كوني متفائلة .
ـ إنني أتعذب يا منتظر ، ضميري يؤنبني ، ماذا سأقول لخالقي لو سألني عن العشرين سنة التي مضت من عمري !
فيوم أمس فقط بدأت بالصلاة ، وقبلها بأيام قليلة بدأت بالتزام الحجاب بالشكل الصحيح و ..
قاطعها منتظر قائلاً :
ـ ألم تعترفي بنفسكِ قبل أيام بأن الله أرحم الراحمين ؟ أو لم تستشعري تلك الرحمة وذلك العطف ؟ لماذا أنت خائفة إذاً يا ملاذ ؟ ثم إنك لم تقترفي تلك الذنوب طوال هذه السنوات عن قصد .. بل إنكِ كنتِ جاهلةً بعواقبها .. لأنهُ لا يوجد من يوّضح لكِ الأمور ، والآن بعد أن عرفت بها لم تقصّري في تأديتها سواء كانت هذه التوبة بالأمس القريب أو البعيد ...
المهم إنكِ لم تكابري ولم تُعاندي بل استغفرتِ الله واستقبلتِ هدايته ،
فأنت الآن من التائبين إن شاء الله ، فالتوبة تصح من العبد عندما يندم على فعلته ويستغفر الله منها ويعده على عدم معاودتها مرةً أخرى ، وأنتِ قمت بهذه الأمور الثلاثة ( الندم والاستغفار ومعاهدة الله ) وفوق هذا صارت دموعك لا تفارقك .. فالبكاء يا ملاذ يطهّر القلب و
الطريق إلى التوبة
Photo
يقرّب من الرب .
وبعد هذا أفلا يغفر الله لكِ ؟! حاشاهُ يا عزيزتي ..
فلا تظنيّ بربكِ سوءاً إنهُ يريدنا حينما نخاف عقابه أن نرجو مغفرته في نفس الوقت لأنه (( لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ))
وأنتِ الآن قد تُبتِ إلى الله من ذنوبك ويقول الله في محكم كتابه العزيز : (( إن الله يحب التوابين )) ، وهذا يعني إنهُ سبحانه لم
يغفر لكِ فحسب بل إنهُ الآن يحبك .. لأنكِ أصبحتِ من التوابين والمتطهرين فهنيئاً لكِ يا ملاذ فوزك برضا الله ومحبته .
.
#يتبع
وبعد هذا أفلا يغفر الله لكِ ؟! حاشاهُ يا عزيزتي ..
فلا تظنيّ بربكِ سوءاً إنهُ يريدنا حينما نخاف عقابه أن نرجو مغفرته في نفس الوقت لأنه (( لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ))
وأنتِ الآن قد تُبتِ إلى الله من ذنوبك ويقول الله في محكم كتابه العزيز : (( إن الله يحب التوابين )) ، وهذا يعني إنهُ سبحانه لم
يغفر لكِ فحسب بل إنهُ الآن يحبك .. لأنكِ أصبحتِ من التوابين والمتطهرين فهنيئاً لكِ يا ملاذ فوزك برضا الله ومحبته .
.
#يتبع
#الإيمان_والحب
.
✍رويدة الدعمي
.
الفصل السابع
.
دخل منتظر غرفة العمليات بقلبٍ ثابت وإرادة قوية .. بدأ الطبيب بإعطائه المخدّر ( البنج العام ) ثم دخل الأطباء الآخرون تلك الغرفة لأجراء عملية استئصال إحدى الكلى من جسده .
كانت ملاذ تشهد هذه الحالة حيث إنها مع والدها ووالد منتظر ينتظرون انتهاء عملية الاستئصال لتبدأ عملية الزرع ..
حيث سيتم زرع كلية منتظر المستأصلة في جسم ملاذ بدل كليتها شبه المعطلة .
قبل انتهاء العملية بفترة قليلة أُدخلت ملاذ إلى الغرفة المجاورة ليبدأ
التخدير التام لها هي الأخرى .
تم استئصال الكلية من جسم منتظر وانتهت العملية بسلام والآن جاء دور ملاذ .
امتلأت الغرفة بالأطباء وقبل أن تفقد ملاذ وعيها تحت تأثير ( البنج ) كانت تردد ما علمّها إيّاه منتظر :
(( إلهي إن لم أكن أهلاً لبلوغ رحمتك .. فإن رحمتك أهلٌ لبلوغي .. لأنها وسعت كل شيء )) .
الوالدان في الخارج كل منهما ينتظر نتيجة فلّذة كبده !
نادى الطبيب :
ـ أين والد منتظر ؟
جاء الوالد مسرعاً :
ـ نعم يا دكتور .. ها أنذا ... كيف حال ابني ؟
ـ الحمدُ لله .. لقد استعاد وعيه تستطيع رؤيته الآن .
دخل الوالد وعيناه مغرورقتان بالدموع وهو يحاكي ولده وكأنهُ يُحاكي طفلاً ذا خمس سنوات !
ـ كيف حالك أيها البطل الشجاع ؟
كان منتظر يشعر بألم شديد لم يكن يتوقعه ! ما الذي يجري له ؟ ما هذه الضربات المؤلمة التي تدق في جسمه ؟ إنه يشعر بارتجاف ورعشة بين فترةٍ وأخرى ، وغشاوةٍ كالسحابة السوداء تحيط ببصرهِ فتمنعه من مواصلة فتح عينيه !
تكلّم مع نفسه :
ـ قد يكون هذا جرّاء المخدر .. لكن ؟!
صمت منتظر وهو يشعر إن الألم يزداد شيئاً فشيئاً ، تساءل مع نفسه مرة أخرى :
ـ هل أُخبر الطبيب بالأمر .. لا .. أكيد إن الأمر طبيعي وهو يحصل لكل مريض يخرج من صالة العمليات .
تركه والده واتجه الى حيث يقف ابي ملاذ منتظراً نتيجة ابنته..
بعد اكثر من ساعة سمع منتظر وقع أقدام أدار ببصره لينظر من القادم ..
الغشاوة مازالت في عينيه ، نعم إنه يرى الآن بشكل أوضح بعض الشيء .. لقد ميز القادم ، إنه أبوه ..
ـ ولدي منتظر .. الحمدُ لله ، نجحت العملية وملاذ بخير الآن ، آه ..
الحمدُ لله على سلامتها وسلامتك أيها الغالي .
مضى يوم على العملية ، ملاذ تزداد تحسناً أما منتظر فأمرهُ غريب ! الألم لا يفارقه .. بل يزداد في كل لحظة ، إنه لا يستطيع أن يقول شيئاً لأنه هو نفسه لا يعرف ما الذي يصيبهُ !
قد تكون آثار العملية ... لكن أهكذا ؟!
لاحظ والده هذا الأمر المقلق ، قرر أن يتكلم مع الدكتور بشأن ولده وحالته تلك .
ـ دكتور .. هل أصاب أبني مكروه ؟
ـ لماذا تقول هذا يا رجل ؟
ـ دكتور إن حالته لا تتحسن ، بل هي تزداد سوءاً !
كان الطبيب المشرف على حالة منتظر ما زال شاباً وجديد العهد بالمهنة ، ارتبك بعض الشيء وقال :
ـ سأخبر الطبيب الذي أجرى له العملية ، إنه الدكتور سعد .. سأخبره بالأمر حالاً .
جاء الدكتور سعد وما أن وقعت عيناه على منتظر حتى تغيرت ملامح وجهه !
تقرّب منه وهمس في أذنه :
ـ ولدي منتظر ..هل تسمعني ؟ أنا الدكتور سعد ..
أجابه والد منتظر :
ـ إنه في حالة إغماء يا دكتور .. أرجوك ساعد ولدي !
طلب الطبيب من والد منتظر الخروج من الغرفة ونادى على الممرض الذي يقف على مقربةٍ منه وتكلم معه بعض الكلمات ، أسرع الممرض بالخروج ثم رجع ومعه خمسة أطباء .. دخلوا الغرفة وأغلقوا الباب خلفهم .
عرف والد منتظر إن ولده قد حدثت لهُ مضاعفات خطيرة جراء العملية ، لكنه لم يتفوّه ببنت شفة غير ترديده لبعض الكلمات .. إلهي أحفظ ولدي .. يا رب
.
ها هو اليوم الثالث من انتهاء العملية ، الطبيب يأذن لملاذ بالقيام
والمشي بعد أن تحسّنَت حالتها كثيراً .. كانت دائمة السؤال عن حال منتظر ولم يكن والدها يجيبها غير انه بخير !
وبعد أن أذن لها الطبيب بالمشي قليلاً طلبت من والدها أن يرافقها إلى الغرفة التي ينام فيها منتظر ..
لم يعرف الأب ماذا يقول لها .. هل يخبرها بالحقيقة ؟ هل يخبرها بأن منتظر في حالة خطرة جداً !
لا .. قرر أن يُخفي الأمر عنها لكن إصرارها على الذهاب إليه جعلهُ يمتثل لأمرها ويرافقها إلى تلك الغرفة ..
دخلت ملاذ وما أن أبصرت منتظر مُلقى على ذلك السرير بحالته تلك حتى دُهشت وركضت نحوه ، سحبت الكرسي وجعلته بقرب سريره ، جلست وبدون وعي صارت تبكي..
ـ آه ماذا جرى لك يا منتظر ؟
كان وجهه أصفر اللون وكأنه لا يحتوي على قطرة دم ! كان والده يقف بقربه ولا يتكلم بغير لغة الدموع .. بكى والدها هو الآخر لأن الحقيقة هي أكبر مما تراهُ ملاذ ..
الحقيقة إن منتظر قد يفقد الحياة بعد ساعات !!
كان الأطباء قد تركوا الغرفة بعد أن يأسوا من حالته .
قامت ملاذ من مكانها وهرعت نحو والد منتظر وهي تصرخ :
ـ أخبرني يا عم .. أستحلفك بالله ، ما به منتظر ؟ لماذا حالته هكذا ..
ولماذا تبكي أنت وأبي ؟ ما الذي تخفوه عني .. أخبروني !
أخبرها والدها بما حصل لمنتظر ،
.
✍رويدة الدعمي
.
الفصل السابع
.
دخل منتظر غرفة العمليات بقلبٍ ثابت وإرادة قوية .. بدأ الطبيب بإعطائه المخدّر ( البنج العام ) ثم دخل الأطباء الآخرون تلك الغرفة لأجراء عملية استئصال إحدى الكلى من جسده .
كانت ملاذ تشهد هذه الحالة حيث إنها مع والدها ووالد منتظر ينتظرون انتهاء عملية الاستئصال لتبدأ عملية الزرع ..
حيث سيتم زرع كلية منتظر المستأصلة في جسم ملاذ بدل كليتها شبه المعطلة .
قبل انتهاء العملية بفترة قليلة أُدخلت ملاذ إلى الغرفة المجاورة ليبدأ
التخدير التام لها هي الأخرى .
تم استئصال الكلية من جسم منتظر وانتهت العملية بسلام والآن جاء دور ملاذ .
امتلأت الغرفة بالأطباء وقبل أن تفقد ملاذ وعيها تحت تأثير ( البنج ) كانت تردد ما علمّها إيّاه منتظر :
(( إلهي إن لم أكن أهلاً لبلوغ رحمتك .. فإن رحمتك أهلٌ لبلوغي .. لأنها وسعت كل شيء )) .
الوالدان في الخارج كل منهما ينتظر نتيجة فلّذة كبده !
نادى الطبيب :
ـ أين والد منتظر ؟
جاء الوالد مسرعاً :
ـ نعم يا دكتور .. ها أنذا ... كيف حال ابني ؟
ـ الحمدُ لله .. لقد استعاد وعيه تستطيع رؤيته الآن .
دخل الوالد وعيناه مغرورقتان بالدموع وهو يحاكي ولده وكأنهُ يُحاكي طفلاً ذا خمس سنوات !
ـ كيف حالك أيها البطل الشجاع ؟
كان منتظر يشعر بألم شديد لم يكن يتوقعه ! ما الذي يجري له ؟ ما هذه الضربات المؤلمة التي تدق في جسمه ؟ إنه يشعر بارتجاف ورعشة بين فترةٍ وأخرى ، وغشاوةٍ كالسحابة السوداء تحيط ببصرهِ فتمنعه من مواصلة فتح عينيه !
تكلّم مع نفسه :
ـ قد يكون هذا جرّاء المخدر .. لكن ؟!
صمت منتظر وهو يشعر إن الألم يزداد شيئاً فشيئاً ، تساءل مع نفسه مرة أخرى :
ـ هل أُخبر الطبيب بالأمر .. لا .. أكيد إن الأمر طبيعي وهو يحصل لكل مريض يخرج من صالة العمليات .
تركه والده واتجه الى حيث يقف ابي ملاذ منتظراً نتيجة ابنته..
بعد اكثر من ساعة سمع منتظر وقع أقدام أدار ببصره لينظر من القادم ..
الغشاوة مازالت في عينيه ، نعم إنه يرى الآن بشكل أوضح بعض الشيء .. لقد ميز القادم ، إنه أبوه ..
ـ ولدي منتظر .. الحمدُ لله ، نجحت العملية وملاذ بخير الآن ، آه ..
الحمدُ لله على سلامتها وسلامتك أيها الغالي .
مضى يوم على العملية ، ملاذ تزداد تحسناً أما منتظر فأمرهُ غريب ! الألم لا يفارقه .. بل يزداد في كل لحظة ، إنه لا يستطيع أن يقول شيئاً لأنه هو نفسه لا يعرف ما الذي يصيبهُ !
قد تكون آثار العملية ... لكن أهكذا ؟!
لاحظ والده هذا الأمر المقلق ، قرر أن يتكلم مع الدكتور بشأن ولده وحالته تلك .
ـ دكتور .. هل أصاب أبني مكروه ؟
ـ لماذا تقول هذا يا رجل ؟
ـ دكتور إن حالته لا تتحسن ، بل هي تزداد سوءاً !
كان الطبيب المشرف على حالة منتظر ما زال شاباً وجديد العهد بالمهنة ، ارتبك بعض الشيء وقال :
ـ سأخبر الطبيب الذي أجرى له العملية ، إنه الدكتور سعد .. سأخبره بالأمر حالاً .
جاء الدكتور سعد وما أن وقعت عيناه على منتظر حتى تغيرت ملامح وجهه !
تقرّب منه وهمس في أذنه :
ـ ولدي منتظر ..هل تسمعني ؟ أنا الدكتور سعد ..
أجابه والد منتظر :
ـ إنه في حالة إغماء يا دكتور .. أرجوك ساعد ولدي !
طلب الطبيب من والد منتظر الخروج من الغرفة ونادى على الممرض الذي يقف على مقربةٍ منه وتكلم معه بعض الكلمات ، أسرع الممرض بالخروج ثم رجع ومعه خمسة أطباء .. دخلوا الغرفة وأغلقوا الباب خلفهم .
عرف والد منتظر إن ولده قد حدثت لهُ مضاعفات خطيرة جراء العملية ، لكنه لم يتفوّه ببنت شفة غير ترديده لبعض الكلمات .. إلهي أحفظ ولدي .. يا رب
.
ها هو اليوم الثالث من انتهاء العملية ، الطبيب يأذن لملاذ بالقيام
والمشي بعد أن تحسّنَت حالتها كثيراً .. كانت دائمة السؤال عن حال منتظر ولم يكن والدها يجيبها غير انه بخير !
وبعد أن أذن لها الطبيب بالمشي قليلاً طلبت من والدها أن يرافقها إلى الغرفة التي ينام فيها منتظر ..
لم يعرف الأب ماذا يقول لها .. هل يخبرها بالحقيقة ؟ هل يخبرها بأن منتظر في حالة خطرة جداً !
لا .. قرر أن يُخفي الأمر عنها لكن إصرارها على الذهاب إليه جعلهُ يمتثل لأمرها ويرافقها إلى تلك الغرفة ..
دخلت ملاذ وما أن أبصرت منتظر مُلقى على ذلك السرير بحالته تلك حتى دُهشت وركضت نحوه ، سحبت الكرسي وجعلته بقرب سريره ، جلست وبدون وعي صارت تبكي..
ـ آه ماذا جرى لك يا منتظر ؟
كان وجهه أصفر اللون وكأنه لا يحتوي على قطرة دم ! كان والده يقف بقربه ولا يتكلم بغير لغة الدموع .. بكى والدها هو الآخر لأن الحقيقة هي أكبر مما تراهُ ملاذ ..
الحقيقة إن منتظر قد يفقد الحياة بعد ساعات !!
كان الأطباء قد تركوا الغرفة بعد أن يأسوا من حالته .
قامت ملاذ من مكانها وهرعت نحو والد منتظر وهي تصرخ :
ـ أخبرني يا عم .. أستحلفك بالله ، ما به منتظر ؟ لماذا حالته هكذا ..
ولماذا تبكي أنت وأبي ؟ ما الذي تخفوه عني .. أخبروني !
أخبرها والدها بما حصل لمنتظر ،
بل وأخبرها بأنه الآن بين الموت والحياة .. كانت ملاذ لا تصدّق ما تسمع .. هل سيفقد منتظر الحياة بسببها .. لا يمكن !
اتجهت نحوه وجلست بقربه وهي تنظر إليه منتظرة منهُ حركة .. ترك الرجلان الغرفة فما عادا يحتملان هذا المشهد المؤلم .
كانت ملاذ شبه منهارة ، فالأمر ليس بالهيّن ، بدأت تردد :
ـ أجلس أيها الفارس ! الموت ليس لك ..
كانت لا تفقه ما تقول ، وجّهت نظرها إلى النافذة وصارت تنظر للسماء ، شعرت بالسكينة بعض الشيء ...
ـ إلهي .. بعد أن دخلتُ حضرة حبك وطاعتك ، ليس لي الآن إلا أن اطلب منك بحق الإيمان الذي يملكه منتظر بك وبحق أوليائك الذين عشقهم منتظر لأجلك ، وبحق الحب الذي يملكه منتظر لوجهك الكريم يا الله ..اجعلهُ يعود إلى وعيه في هذه اللحظات ، فأنا محتاجة إلى أن أكلمّهُ ..أرجوك يا إلهي ، أتوسّل إليك .. أرجع منتظر إلى وعيه .
كانت متيقنة إن رحمة الله ستشملها وسيفيق منتظر ولو للحظات .. أنزلت بصرها من السماء وصارت تنظر إلى الجسد المُلقى أمامها لعلّهُ يتحرك !
آه .. إنها تسمعُ شيئاً ، نعم تسمعُ أنين ، إنه صوت منتظر ، بدأت تهمس بصوتٍ ضعيف :
ـ منتظر .. هل تسمعني ؟
فتح منتظر عينيه وابتسم كعادته ، لكنها اليوم ابتسامةٌ باهتة .. وكأنها
ابتسامة الموت !
حاولت ملاذ ان تتماسك ولا تُريهِ دموعها ، همست قائلة :
ـ منتظر ... كلمّني أيها العزيز .. قل أي شيء !
ـ الحمدُ .. لله .. على .. سلامتك .. يا .. ملاذ .
ـ أشكرك .. أشكرك يا منتظر ، كُن قوّياً أيها الغالي ، إدعُ الله يا
منتظر بأن ترجع لك صحتك .. لا تيأس أرجوك أدعوه .. فإنه يسمع دُعاء المضطرين ولن يردّك خائباً .
لاحت دمعةٌ في عينه ولما أبصرتها ملاذ صاحت :
ـ أتبكي يا منتظر ؟!
أجابها بصوتٍ متقطعٍ مخنوق وقد نزلت دموعه على خدّه :
ـ أبكي .. ومالي لا أبكي .. ولا أدري إلى ما يكون مصيري ! فما بالي لا أبكي ؟! ...
كانت هذه الكلمات التي إعتاد منتظر على ترديدها بعد صلاة الليل هي من دعاء ابي حمزة الثمالي ، ثم أكمل بصعوبة شديدة :
ـ ابكي لخروج نفسي .. أبكي لظلمة قبري .. أبكي لضيق لحدي .. أبكي لسؤال منكر ونكير إياي .. أبكي لخروجي من قبري عُرياناً ذليلاً .. حاملاً ثقلي على ظهري !
هنا ومن غير أن تشعر رمت ملاذ بنفسها نحو سريره وهي تصرخ :
ـ يا ليتني متّ ولم أر حالك هذا .
رفعت نفسها ثم نظرت فلمحت المصحف الشريف الخاص بمنتظر والذي كان دائم القراءة فيه أثناء هذه الفترة أما اليوم فالمصحف موضوع عند رأسه ولا يقوى على فتحه ..
أخذت ملاذ ذلك المصحف بيدين ترتجفان وبدأت تقرأ والدموع لا تفارق عينيها ..بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ...
صمتت وصارت تدعو الله في نفسها ..
ـ أنت الرب الكريم وأنت أرحم الراحمين ، فبرحمتك التي وسعت كل شيء أرحم عبدك منتظر يا رب ، بعد أن أعيا مرضه الأطباء فلتكن أنت طبيبهُ يا الله .
تكلّم منتظر :
ـ لماذا توقفتِ عن القراءة ؟ إقرأي أرجوكِ فأنا بأشد الحاجة إلى سماع كلمات الخالق الحبيب .
صارت ملاذ تقرأ ومنتظر يستمع ، شعر بأن تلك الكلمات صارت تنزل في صدره كالعلاج .. نعم فلقد أحس براحةٍ عجيبة ، نظر إلى النافذة حيث السماء الزرقاء ، سمع صوتاً خفياً من أعماق نفسهِ : كن قوياً يا منتظر فأن ربك سيشفيك .
لاحظت ملاذ هذا التغير .. فلقد انقطعت دموعه وصار وجهه يستعيد لونه الطبيعي وكأن الدم عاد من جديد إلى الجريان في عروقه .
قضت تلك الليلة إلى جانب سريره تقرأ القرآن وتدعو وتبتهل إلى الله بأن يشفي منتظر ويعيد إليه صحته وعافيته .
وفي الصباح جاء الطبيب وأخذتهُ الدهشة لما رأى ذلك التغيير العجيب حيث إن الدكتور سعد وباقي الأطباء قد يأسوا من حالة هذا الشاب أما اليوم فإنهُ في هيئةٍ أخرى تماماً !
كان الإرهاق والتعب باديان على وجوه الفتاة والرجلين ، حيث إنهم لم يناموا طوال الليلة الفائتة .
سأل الطبيب والده :
ـ هل ما يزال في حالة الغيبوبة ؟
ـ لا أظن ذلك يا دكتور .. فلقد استيقظ ليلة أمس أكثر من مرة وطلب طعاماً حيث قال بأنه يشعر بالجوع !
أحسّ الطبيب بالارتياح لسماع هذا الكلام ، اتجه نحو منتظر وقام ببعض الفحوصات ثم قال :
ـ الحمدُ لله .. أنهُ يستعيد عافيته وصار جسمه مستعداً لأخذ العلاج وإن استمرت حالته في التحسن هكذا فهذا يعني إنكم بعد ثلاثة أيام ستستطيعون إخراجه من المستشفى إن شاء الله .
قال الجميع وقد غمرتهم الفرحة لسماع هذا الخبر : (( الحمد لله .. الحمد لله )) .
.
#يتبع
اتجهت نحوه وجلست بقربه وهي تنظر إليه منتظرة منهُ حركة .. ترك الرجلان الغرفة فما عادا يحتملان هذا المشهد المؤلم .
كانت ملاذ شبه منهارة ، فالأمر ليس بالهيّن ، بدأت تردد :
ـ أجلس أيها الفارس ! الموت ليس لك ..
كانت لا تفقه ما تقول ، وجّهت نظرها إلى النافذة وصارت تنظر للسماء ، شعرت بالسكينة بعض الشيء ...
ـ إلهي .. بعد أن دخلتُ حضرة حبك وطاعتك ، ليس لي الآن إلا أن اطلب منك بحق الإيمان الذي يملكه منتظر بك وبحق أوليائك الذين عشقهم منتظر لأجلك ، وبحق الحب الذي يملكه منتظر لوجهك الكريم يا الله ..اجعلهُ يعود إلى وعيه في هذه اللحظات ، فأنا محتاجة إلى أن أكلمّهُ ..أرجوك يا إلهي ، أتوسّل إليك .. أرجع منتظر إلى وعيه .
كانت متيقنة إن رحمة الله ستشملها وسيفيق منتظر ولو للحظات .. أنزلت بصرها من السماء وصارت تنظر إلى الجسد المُلقى أمامها لعلّهُ يتحرك !
آه .. إنها تسمعُ شيئاً ، نعم تسمعُ أنين ، إنه صوت منتظر ، بدأت تهمس بصوتٍ ضعيف :
ـ منتظر .. هل تسمعني ؟
فتح منتظر عينيه وابتسم كعادته ، لكنها اليوم ابتسامةٌ باهتة .. وكأنها
ابتسامة الموت !
حاولت ملاذ ان تتماسك ولا تُريهِ دموعها ، همست قائلة :
ـ منتظر ... كلمّني أيها العزيز .. قل أي شيء !
ـ الحمدُ .. لله .. على .. سلامتك .. يا .. ملاذ .
ـ أشكرك .. أشكرك يا منتظر ، كُن قوّياً أيها الغالي ، إدعُ الله يا
منتظر بأن ترجع لك صحتك .. لا تيأس أرجوك أدعوه .. فإنه يسمع دُعاء المضطرين ولن يردّك خائباً .
لاحت دمعةٌ في عينه ولما أبصرتها ملاذ صاحت :
ـ أتبكي يا منتظر ؟!
أجابها بصوتٍ متقطعٍ مخنوق وقد نزلت دموعه على خدّه :
ـ أبكي .. ومالي لا أبكي .. ولا أدري إلى ما يكون مصيري ! فما بالي لا أبكي ؟! ...
كانت هذه الكلمات التي إعتاد منتظر على ترديدها بعد صلاة الليل هي من دعاء ابي حمزة الثمالي ، ثم أكمل بصعوبة شديدة :
ـ ابكي لخروج نفسي .. أبكي لظلمة قبري .. أبكي لضيق لحدي .. أبكي لسؤال منكر ونكير إياي .. أبكي لخروجي من قبري عُرياناً ذليلاً .. حاملاً ثقلي على ظهري !
هنا ومن غير أن تشعر رمت ملاذ بنفسها نحو سريره وهي تصرخ :
ـ يا ليتني متّ ولم أر حالك هذا .
رفعت نفسها ثم نظرت فلمحت المصحف الشريف الخاص بمنتظر والذي كان دائم القراءة فيه أثناء هذه الفترة أما اليوم فالمصحف موضوع عند رأسه ولا يقوى على فتحه ..
أخذت ملاذ ذلك المصحف بيدين ترتجفان وبدأت تقرأ والدموع لا تفارق عينيها ..بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ...
صمتت وصارت تدعو الله في نفسها ..
ـ أنت الرب الكريم وأنت أرحم الراحمين ، فبرحمتك التي وسعت كل شيء أرحم عبدك منتظر يا رب ، بعد أن أعيا مرضه الأطباء فلتكن أنت طبيبهُ يا الله .
تكلّم منتظر :
ـ لماذا توقفتِ عن القراءة ؟ إقرأي أرجوكِ فأنا بأشد الحاجة إلى سماع كلمات الخالق الحبيب .
صارت ملاذ تقرأ ومنتظر يستمع ، شعر بأن تلك الكلمات صارت تنزل في صدره كالعلاج .. نعم فلقد أحس براحةٍ عجيبة ، نظر إلى النافذة حيث السماء الزرقاء ، سمع صوتاً خفياً من أعماق نفسهِ : كن قوياً يا منتظر فأن ربك سيشفيك .
لاحظت ملاذ هذا التغير .. فلقد انقطعت دموعه وصار وجهه يستعيد لونه الطبيعي وكأن الدم عاد من جديد إلى الجريان في عروقه .
قضت تلك الليلة إلى جانب سريره تقرأ القرآن وتدعو وتبتهل إلى الله بأن يشفي منتظر ويعيد إليه صحته وعافيته .
وفي الصباح جاء الطبيب وأخذتهُ الدهشة لما رأى ذلك التغيير العجيب حيث إن الدكتور سعد وباقي الأطباء قد يأسوا من حالة هذا الشاب أما اليوم فإنهُ في هيئةٍ أخرى تماماً !
كان الإرهاق والتعب باديان على وجوه الفتاة والرجلين ، حيث إنهم لم يناموا طوال الليلة الفائتة .
سأل الطبيب والده :
ـ هل ما يزال في حالة الغيبوبة ؟
ـ لا أظن ذلك يا دكتور .. فلقد استيقظ ليلة أمس أكثر من مرة وطلب طعاماً حيث قال بأنه يشعر بالجوع !
أحسّ الطبيب بالارتياح لسماع هذا الكلام ، اتجه نحو منتظر وقام ببعض الفحوصات ثم قال :
ـ الحمدُ لله .. أنهُ يستعيد عافيته وصار جسمه مستعداً لأخذ العلاج وإن استمرت حالته في التحسن هكذا فهذا يعني إنكم بعد ثلاثة أيام ستستطيعون إخراجه من المستشفى إن شاء الله .
قال الجميع وقد غمرتهم الفرحة لسماع هذا الخبر : (( الحمد لله .. الحمد لله )) .
.
#يتبع
#هدية لأموات جميع المتابعين و خاصة الأرحام و المنسيين من المؤمنين والصالحين
صفحة: 258
القراءة الصوتية للصفحة 👇🏻
صفحة: 258
القراءة الصوتية للصفحة 👇🏻
🌷أبناء الدنيا و أبناء الآخرة 🌷
من وصيةٍ للإمام الباقر (عليه السلام) لجابر بن يزيد الجعفي:
«يا جابر إنَّ المؤمن لا ينبغي له أن يركن ويطمئن إلى زهرة الحياة الدنيا. واعلم أنَّ #أبناء_الدنيا هم أهل غفلة وغرور وجهالة وأنَّ #أبناء_الآخرة هم المؤمنون العاملِون الزاهدون أهل العلم والفقه وأهل فكرة واعتبار واختيار لا يملُّون من ذكر الله.»
📖 تحف العقول ص ٢٨٧، للشيخ الثقة الجليل الأقدم بن شعبة الحرَّاني رفع الله مقامه.
#كلامكم_نور
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
تلغرام: t.me/altauba
فهرس القناة: @fahras_altauba
من وصيةٍ للإمام الباقر (عليه السلام) لجابر بن يزيد الجعفي:
«يا جابر إنَّ المؤمن لا ينبغي له أن يركن ويطمئن إلى زهرة الحياة الدنيا. واعلم أنَّ #أبناء_الدنيا هم أهل غفلة وغرور وجهالة وأنَّ #أبناء_الآخرة هم المؤمنون العاملِون الزاهدون أهل العلم والفقه وأهل فكرة واعتبار واختيار لا يملُّون من ذكر الله.»
📖 تحف العقول ص ٢٨٧، للشيخ الثقة الجليل الأقدم بن شعبة الحرَّاني رفع الله مقامه.
#كلامكم_نور
🌸 قناة الطريق إلى التوبة 🌸
تلغرام: t.me/altauba
فهرس القناة: @fahras_altauba