الطريق إلى التوبة

2.0K views17:19

• التخفيف في القيامة

قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله عن يوم القيامة: "يا رسول الله ما أطول هذا اليوم، فقال: والذي نفس محمد بيده أنه ليُخفّف على المؤمن، حتى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصلّيها في الدنيا".

هناك أحاديث كثيرة حول مدة المسير إلى الجنة قال الصادق عليه السلام عنها: "وإن ريحها يوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاقٌّ ولا قاطع رحم" وفي رواية أخرى عنه عليه السلام: "إذا كان يوم القيامة كُشف غطاءٌ من أغطية الجنة، فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام، إلا صنفاً واحداً، قلت: من هم، قال: العاقّ لوالديه" فالأرواح في المحشر بحسب جهد كلٍ منها في الدنيا يكون لها إدراك يمتد مداه فيدرك تلك الريح.

القوة التي يتمكن بها الإنسان من الإتصال بالجنة هي ذكر الله وصلة الأرحام، والرحم ليس مقتصراً بالأهل فقط، بل حتى تلك التي يعبر عنها بالأخوة في الله، فمن قطعها قطعه الله، وأشد الناس رحمة على الخلق وأشدهم حباً لله ورسوله يكون من أولئك الذين يبلغون الجنة بسرعة.

كيف نختصر هذه المدة؟ يقول آية الله بهجت قدس سره "إذا ارتحلت روح الإنسان إلى عالم آخر، تفهم أن كل هذه التجملات في الدنيا لم تكن لازمة" وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "ما أحد يوم القيامة - غني ولا فقير - إلا يودّ أنه لم يؤت منها إّلا القوت".

فالإستكثار من المتاع والإسراف والترف يوجب تعلق قلب الإنسان بحطام الدنيا، ومن هذا التعلق تنشأ حجب وعقبات تعيق الإنسان عن الوصول وتمحي محبة الله من القلب، ومع وروده للآخرة تتقاذفه نفسه بأهواءها يميناً وشمالاً، فالحواس التي كانت مقفلة في الدنيا قد انفتحت والمشاعر الباطنية ستكون أشد وأوضح بعد زوال الحجاب المادي المتمثل في البدن "لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" فبعد الإفاقة يعاين الإنسان أعماله "يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ" وأشد حسرة يعيشها المرئ عندما يرى غيره قد استوفى نعمته من الله وهو لم يحصل على شيء بعد.

قال علي عليه السلام "بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد" فالعدوان على العباد من موجبات البعد عن الجنة، وكذلك الذين لا يهتمون لما ينزل بالآخرين من ظلم، سيطول عليهم الحساب إلى أن تتمحض الرحمة في قلوبهم.

_______________________

#ادمن_موسوي

2.4K views17:20