الجهمية جاؤوا بكفر لا يخفى!
قال البربهاري -رحمه الله-:
"٩٥- واعلم أنه إنما جاء هلاك الجهمية: من أنهم فكروا فى الرب عزّ وجل، فأدخلوا: لم؟ وكيف؟ وتركوا الأثر، ووضعوا القياس، وقاسوا الدين على رأيهم.
فجاءوا بالكفر عيانا لا يخفى أنه كفر. وكفروا الخلق، واضطرهم الأمر إلى أن قالوا بالتعطيل." [ شرح السنة ]
قال البربهاري -رحمه الله-:
"٩٥- واعلم أنه إنما جاء هلاك الجهمية: من أنهم فكروا فى الرب عزّ وجل، فأدخلوا: لم؟ وكيف؟ وتركوا الأثر، ووضعوا القياس، وقاسوا الدين على رأيهم.
فجاءوا بالكفر عيانا لا يخفى أنه كفر. وكفروا الخلق، واضطرهم الأمر إلى أن قالوا بالتعطيل." [ شرح السنة ]
الأمن الحقيقي
الأمن والأمان الذي يُسعى له أوّلًا هو ما كان في الآخرة لا في الدنيا، فالأمن الدنيوي من المقاصد التابعة للغاية الأصلية من خلق الإنسان وهي أن يعرف الله بأسماءه وصفاته ويعبده وحده لا شريك له؛ ليأمن من النار ويدخل الجنة برحمة الله، فإذا أُنعم العبد بالأمن في الدنيا فقد يكون استدراجًا؛ قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾ روى ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا ﴾ قال: رخاء الدنيا ويُسرها. وقال الطبري: "﴿فتحنا عليهم أبوابَ كل شيء﴾ يقول: بدلنا مكان البأساء الرخاء والسعة في العيش، ومكان الضراء الصحة والسلامة في الأبدان والأجسام، استدراجًا منَّا لهم".
وقد يكون ابتلاءً؛ قال تعالى: ﴿وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾ قال الطبري: "﴿لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾ يقول: لوسعنا عليهم في الرزق، وبسطناهم في الدنيا، ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ يقول: لنختبرهم فيه."
وروى الترمذي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: «ابْتُلِينَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا، ثُمَّ ابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ بَعْدَهُ فَلَمْ نَصْبِرْ».
وقد ينعم به الكافر في الدنيا ولا يذوقه المسلم فيها؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ وقال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ فإذا فُتح على الكافر باب الأمن في الدنيا الفانية فإنه لن يامن في الآخرة الباقية؛ قال تعالى: ﴿الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون﴾ فمن آمن ولم يحمل ظلمًا أي: شركًا، جزاؤه في الآخرة الأمن، فيأمن من النار ويدخل الجنة برحمة الله.
وقال تعالى حاكيًا عن إبراهيم عليه السلام: ﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾
وتجد بعض الناس يسعى ليأمن هو وغيره في الدنيا مع أنه يعلم أنها ستفنى، ولا يسعى ليأمن هو وغيره في الآخرة مع أنه يعلم أنها ستبقى، وتراه يلهج بذكر نعمة الأمن والأمان مع علمه بأن كثيرًا من هؤلاء الذي نالوا هذه النعمة لو ماتوا على ما هم عليه لم يأمنوا في الآخرة، أو لم يأمنوا في أوّلها، وهذا غشٌّ لهم، نسأل الله العافية.
الأمن والأمان الذي يُسعى له أوّلًا هو ما كان في الآخرة لا في الدنيا، فالأمن الدنيوي من المقاصد التابعة للغاية الأصلية من خلق الإنسان وهي أن يعرف الله بأسماءه وصفاته ويعبده وحده لا شريك له؛ ليأمن من النار ويدخل الجنة برحمة الله، فإذا أُنعم العبد بالأمن في الدنيا فقد يكون استدراجًا؛ قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾ روى ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا ﴾ قال: رخاء الدنيا ويُسرها. وقال الطبري: "﴿فتحنا عليهم أبوابَ كل شيء﴾ يقول: بدلنا مكان البأساء الرخاء والسعة في العيش، ومكان الضراء الصحة والسلامة في الأبدان والأجسام، استدراجًا منَّا لهم".
وقد يكون ابتلاءً؛ قال تعالى: ﴿وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾ قال الطبري: "﴿لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾ يقول: لوسعنا عليهم في الرزق، وبسطناهم في الدنيا، ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ يقول: لنختبرهم فيه."
وروى الترمذي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: «ابْتُلِينَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا، ثُمَّ ابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ بَعْدَهُ فَلَمْ نَصْبِرْ».
وقد ينعم به الكافر في الدنيا ولا يذوقه المسلم فيها؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ وقال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ فإذا فُتح على الكافر باب الأمن في الدنيا الفانية فإنه لن يامن في الآخرة الباقية؛ قال تعالى: ﴿الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون﴾ فمن آمن ولم يحمل ظلمًا أي: شركًا، جزاؤه في الآخرة الأمن، فيأمن من النار ويدخل الجنة برحمة الله.
وقال تعالى حاكيًا عن إبراهيم عليه السلام: ﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾
وتجد بعض الناس يسعى ليأمن هو وغيره في الدنيا مع أنه يعلم أنها ستفنى، ولا يسعى ليأمن هو وغيره في الآخرة مع أنه يعلم أنها ستبقى، وتراه يلهج بذكر نعمة الأمن والأمان مع علمه بأن كثيرًا من هؤلاء الذي نالوا هذه النعمة لو ماتوا على ما هم عليه لم يأمنوا في الآخرة، أو لم يأمنوا في أوّلها، وهذا غشٌّ لهم، نسأل الله العافية.
Forwarded from قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
أثر الإيمان بالصفات الإلهية على رقة القلب..
قال أبو منصور معمر بن أحمد الصوفي: سمعت أبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك يقول: قصدت مجلس علي بن سهل، فكان يتكلم في أهوال القيامة، فقرأ حديث ابن عباس في نزول الملائكة أهل سماء إلى الأرض، فيقول الخلق: أفيكم ربنا؟ فيقولون: لا، ولكن هو آت. فرأيت علي بن سهل يكبر الله كلما قال: لا، ولكن هو آت، كأنه يشاهد الحق تعالى، ففزع قلبي قوله رحمه الله. [الصفات لابن المحب]
هو عليّ بن سهل بن محمد، أبو الحَسَن الإصبهانيّ الزّاهد، أحد أعلام الصوفية، صحب محمد بن يوسف البناء، وكان يكاتب الجنيد. وله شأن، رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرانيّ، (ت: 307 هـ). تاريخ الإسلام (7/ 120)
أقول: هذا أثر من آثار الإيمان بصفات الله عز وجل على القوم العابدين، ولهم في ذلك كثير، ومعلوم أن تأويلات أهل الكلام التي هي تحريفات في الحقيقة تذهب بهذا كله وتتأوله على أشياء لا تقع في القلب موقع ذكر رب العالمين {ولذكر الله أكبر}، فلو كان هذا الشخص يؤمن أن الذي سينزل أمر الله هل سيتأثر هذا التأثر، وأمر الله لم يزل نازلًا.
قال أسد بن موسى في الزهد: ثنا غسان بن برزين الطهوي عن سيار بن سلامة الرياحي عن أبي العالية الرياحي عن ابن عباس:
«إذا كان يوم القيامة اجتمعت الجن والإنس في صعيد واحد ثم ذكر حديثًا طويلًا قال في آخره: حتى يجيء ربك في ظلل من الغمام والملائكة صفوفًا».
فتأمل ذكره لهذا الخبر في الزهد، الكتاب المخصص لترقيق القلوب، وكذلك فعل ابن أبي الدنيا في الأهوال.
وقال الترمذي في جامعه: 3010 - حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال: حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «يا جابر ما لي أراك منكسرا»؟ قلت: يا رسول الله استشهد أبي، وترك عيالا ودينا، قال: «أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك»؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: "ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا. فقال: يا عبدي تمنَّ علي أعطك. قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون" قال: وأنزلت هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا}.
فتأمل قوله "فكلمه كفاحا"، هذا بحد ذاته تذوب عنده قلوب العابدين وتتشوق نفوسهم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو "اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك" ولولا عظيم هذا الأمر ما سأله النبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن أهل الكلام يؤولون ذلك بتأويلات تُذهِب حقيقته.
فكانت تحريفاتهم سببًا في فقدان رقة القلب الحاصلة من الإيمان بهذه الأمور، وإذا فُقدت رقة القلب وقعت القسوة فكان لهم نصيب من قوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه} [المائدة].
وإن مِن المُسلَّمات عند الكثير ممن يستهونون بحث الصفات وخلاف الناس فيه أمرين:
الأول: اعتقادهم أنه لا فرق بين العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة في أثرها على التصورات والسلوك، وهذا فاسد غاية.
الثاني: ظنهم أنه يمكن أن يُكتفى بالتقرير دون الرد والبيان، وهذا من أثر التجريدية التي أورثها النظر في الجهليات التي تُسمَّى عقليات، فيقع في أذهانهم تصورات مثالية، مثل وجود درس عقدي لا أحكام فيه على المخالفين، ووجود تخلية بدون تحلية وتحلية بدون تخلية، ووجود ترغيب بدون ترهيب وترهيب بدون ترغيب، وهكذا..
والواقع أن هذه الأمور متداخلة ولا توجد مجردة، لهذا تجد ابن القيم لمَّا صنف في وصف الجنة ملأ الكتاب بالرد على الجهمية.
والظن بأن الردود على المخالفين أو الأحكام عليهم عمليةٌ انتقاميةٌ محضةٌ وشفاءٌ لما في الصدور ولا رحمةَ فيها للمخالف ولا تنبيهَ له، هذا تصوُّر سطحي يكثر عادة في أصحاب الهشاشة النفسية، وهؤلاء يظنون أنهم يرحمون الناس ولكنهم يضرونهم.
قال أبو منصور معمر بن أحمد الصوفي: سمعت أبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك يقول: قصدت مجلس علي بن سهل، فكان يتكلم في أهوال القيامة، فقرأ حديث ابن عباس في نزول الملائكة أهل سماء إلى الأرض، فيقول الخلق: أفيكم ربنا؟ فيقولون: لا، ولكن هو آت. فرأيت علي بن سهل يكبر الله كلما قال: لا، ولكن هو آت، كأنه يشاهد الحق تعالى، ففزع قلبي قوله رحمه الله. [الصفات لابن المحب]
هو عليّ بن سهل بن محمد، أبو الحَسَن الإصبهانيّ الزّاهد، أحد أعلام الصوفية، صحب محمد بن يوسف البناء، وكان يكاتب الجنيد. وله شأن، رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرانيّ، (ت: 307 هـ). تاريخ الإسلام (7/ 120)
أقول: هذا أثر من آثار الإيمان بصفات الله عز وجل على القوم العابدين، ولهم في ذلك كثير، ومعلوم أن تأويلات أهل الكلام التي هي تحريفات في الحقيقة تذهب بهذا كله وتتأوله على أشياء لا تقع في القلب موقع ذكر رب العالمين {ولذكر الله أكبر}، فلو كان هذا الشخص يؤمن أن الذي سينزل أمر الله هل سيتأثر هذا التأثر، وأمر الله لم يزل نازلًا.
قال أسد بن موسى في الزهد: ثنا غسان بن برزين الطهوي عن سيار بن سلامة الرياحي عن أبي العالية الرياحي عن ابن عباس:
«إذا كان يوم القيامة اجتمعت الجن والإنس في صعيد واحد ثم ذكر حديثًا طويلًا قال في آخره: حتى يجيء ربك في ظلل من الغمام والملائكة صفوفًا».
فتأمل ذكره لهذا الخبر في الزهد، الكتاب المخصص لترقيق القلوب، وكذلك فعل ابن أبي الدنيا في الأهوال.
وقال الترمذي في جامعه: 3010 - حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال: حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «يا جابر ما لي أراك منكسرا»؟ قلت: يا رسول الله استشهد أبي، وترك عيالا ودينا، قال: «أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك»؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: "ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا. فقال: يا عبدي تمنَّ علي أعطك. قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون" قال: وأنزلت هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا}.
فتأمل قوله "فكلمه كفاحا"، هذا بحد ذاته تذوب عنده قلوب العابدين وتتشوق نفوسهم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو "اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك" ولولا عظيم هذا الأمر ما سأله النبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن أهل الكلام يؤولون ذلك بتأويلات تُذهِب حقيقته.
فكانت تحريفاتهم سببًا في فقدان رقة القلب الحاصلة من الإيمان بهذه الأمور، وإذا فُقدت رقة القلب وقعت القسوة فكان لهم نصيب من قوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه} [المائدة].
وإن مِن المُسلَّمات عند الكثير ممن يستهونون بحث الصفات وخلاف الناس فيه أمرين:
الأول: اعتقادهم أنه لا فرق بين العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة في أثرها على التصورات والسلوك، وهذا فاسد غاية.
الثاني: ظنهم أنه يمكن أن يُكتفى بالتقرير دون الرد والبيان، وهذا من أثر التجريدية التي أورثها النظر في الجهليات التي تُسمَّى عقليات، فيقع في أذهانهم تصورات مثالية، مثل وجود درس عقدي لا أحكام فيه على المخالفين، ووجود تخلية بدون تحلية وتحلية بدون تخلية، ووجود ترغيب بدون ترهيب وترهيب بدون ترغيب، وهكذا..
والواقع أن هذه الأمور متداخلة ولا توجد مجردة، لهذا تجد ابن القيم لمَّا صنف في وصف الجنة ملأ الكتاب بالرد على الجهمية.
والظن بأن الردود على المخالفين أو الأحكام عليهم عمليةٌ انتقاميةٌ محضةٌ وشفاءٌ لما في الصدور ولا رحمةَ فيها للمخالف ولا تنبيهَ له، هذا تصوُّر سطحي يكثر عادة في أصحاب الهشاشة النفسية، وهؤلاء يظنون أنهم يرحمون الناس ولكنهم يضرونهم.
عَنْ سَلاَمٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ يَقُوْمُ اللَّيلَ كُلَّه فَيُخفِي ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ رَفعَ صَوْتَه كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوْبُ فِي مَجْلِسٍ فَجَاءتْهُ عَبْرَةٌ فَجَعَلَ يَمْتَخِطُ وَيَقُوْلُ مَا أَشَدَّ الزُّكَامَ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: غَلَبه البُكَاءُ مَرَّةً, فَقَالَ: الشَّيْخُ إِذَا كَبِرَ مَجَّ.
[ سير أعلام النبلاء ]
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوْبُ فِي مَجْلِسٍ فَجَاءتْهُ عَبْرَةٌ فَجَعَلَ يَمْتَخِطُ وَيَقُوْلُ مَا أَشَدَّ الزُّكَامَ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: غَلَبه البُكَاءُ مَرَّةً, فَقَالَ: الشَّيْخُ إِذَا كَبِرَ مَجَّ.
[ سير أعلام النبلاء ]
الصدق في التسليم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضوان الله عليه في الحديث المشهور:
أما إنه كذبك وسيعود.
قال أبو هريرة: فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيعود. رواه البخاري معلّقًا بصيغة الجزم.
وأحسب أن أول من استدل بهذا اللفظ "لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم" هو أبو هريرة رضي الله عنه، وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله في قصة التحريق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضوان الله عليه في الحديث المشهور:
أما إنه كذبك وسيعود.
قال أبو هريرة: فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيعود. رواه البخاري معلّقًا بصيغة الجزم.
وأحسب أن أول من استدل بهذا اللفظ "لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم" هو أبو هريرة رضي الله عنه، وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله في قصة التحريق.
جَمَاعَةٌ سَمِعُوا سُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ يَقُوْلُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾، قَالَ: أَرَى رَفْعَ الصَّوْتِ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، كَرَفعِ الصَّوْتِ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، إِذَا قرىء حَدِيْثُهُ، وَجَبَ عَلَيْكَ أَنْ تُنْصِتَ لَهُ، كَمَا تُنصِتُ لِلْقُرْآنِ يَعْمُرُ.
[ سير أعلام النبلاء ]
[ سير أعلام النبلاء ]
الإمام سعد بن إبراهيم
هو سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الإِمَامُ الحُجَّةُ الفَقِيْهُ قَاضِي المَدِيْنَةِ زمن القاسم بن محمد، أَبُو إِسْحَاقَ وَيُقَالُ: أَبُو إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ المَدَنِيُّ.
وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَجَابِراً -رضي الله عنهم-.
وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادِ بنِ الهَادِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْد، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وعروة بن الزبير، والأعرج، والقاسم بن محمد، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة، وخلق سواهم.
رَوَى عَنْهُ: وَلدُهُ الحَافِظُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَالزُّهْرِيُّ، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن عجلان، وأيوب السختياني، وزكريا بن أبي زائدة، ومسعر، وشعبة، وسفيان، ويونس بن يزيد، وعبدالعزيز بن الماجشون، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ, يُذْكَرُ مَعَ الزُّهْرِيِّ, وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ.
قال أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثِقَةً, فَاضِلاً, وَلِيَ قَضَاءَ المَدِيْنَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزَجَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: وَسُئِلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَأَى ابْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي صَافًّا قَدَمَيْهِ وَأَنَا غُلامٌ.
قَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا ذَكَرَ سَعْدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ حَدَّثَنِي حَبِيْبِي سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ يَصُوْمُ الدَّهْرَ وَيَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.
وَذَكَرَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: أَنْ أَبَاهُ سَرَدَ الصَّوْمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوْتَ بِأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُيَيْنَةَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَحتَبِي فَمَا يَحُلُّ حَبْوَتَه حَتَّى يَقْرَأَ القُرْآنَ.
الاحْتِبَاء: هُوَ أَنْ يَضُّمّ الْإِنْسَانُ رجْلَيْه إِلَى بَطْنه بثَوْب يَجْمَعَهُما بِهِ مَعَ ظَهْره، ويَشُدُّه عَلَيْهَا. وَقَدْ يَكُونُ الاحْتِبَاء باليَدَيْن عوَض الثَّوب.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَكَانَ مِنْ قُضَاةِ الْعَدْلِ.
الشَّافِعِيُّ: أَخْبَرَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: قَضَى سَعْدُ بن إِبْرَاهِيْمَ عَلَى رَجُلٍ بِرَأْيِ رَبِيْعَةَ فَأَخْبَرْتُه، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخِلاَفِ مَا قَضَى بِهِ فَقَالَ سَعْدٌ لِرَبِيْعَةَ: هَذَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخِلاَفِ مَا قَضَيْتُ بِهِ فَقَالَ لَهُ رَبِيْعَةُ: قَدِ اجْتَهَدتَ, وَمَضَى حُكمُكَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاعَجَباً أُنفِذُ قَضَاءَ سَعْدِ بنِ أُمِّ سَعْدٍ وَأَرُدُّ قَضَاءً قَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلْ أَردُّ قَضَاءَ سَعْدٍ وَأُنفِذُ قَضَاءَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدَعَا بِكِتَابِ القَضِيَّةِ فَشَقَّهُ وَقَضَى لِلْمَقْضِيِّ عَلَيْهِ.
قال البُخَارِيُّ في التاريخ الكبير: حَدَّثَنِي سَهْلٌ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو الهَيْثَمِ بن محمد ابن حَفْصٍ قَالَ: كَانَ سَعْدٌ عِنْدَ ابْنِ هِشَامٍ المَخْزُوْمِيِّ أَمِيْرِ المَدِيْنَةِ فَاختَصَمَ عِنْدَه يَوْماً وَلَدٌ لِمُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ, وَآخَرُ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ فَقَالَ ابْنُ مُحَمَّدٍ: أَنَا ابْنُ قَاتِلِ كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ فَقَالَ الحَارِثِيُّ: أَمَا وَاللهِ مَا قُتِلَ إلَّا غَدراً فَانْتَظَرَ سَعْدٌ أَنْ يُغَيِّرَهَا الأَمِيْرُ فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى قَامَا فَلَمَّا اسْتُقْضِيَ سَعْدٌ قَالَ: أُعطِي اللهَ عَهداً لَئِنْ أُفْلِتَ الحَارِثِيُّ مِنْكَ يَقُوْلُ لِمَوْلاَهُ: لأُوْجِعَنَّكَ قَالَ: شُعْبَةُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الصُّبْحَ ثُمَّ جِئْتُ بِهِ سَعْداً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ سَعْدٌ شَقَّ القَمِيْصَ, ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ القَائِلُ إِنَّمَا قُتِلَ ابْنُ الأَشْرَفِ غَدراً ثُمَّ ضَرَبَه خَمْسِيْنَ وَمائَةَ سَوْطٍ, وَحَلَقَ رَأْسَه, وَلِحْيَتَه وَقَالَ: وَاللهِ لأُقَوِّمَنَّكَ بِالضَّربِ مَا كَانَ لِي عَلَيْكَ سُلْطَانٌ.
هو سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الإِمَامُ الحُجَّةُ الفَقِيْهُ قَاضِي المَدِيْنَةِ زمن القاسم بن محمد، أَبُو إِسْحَاقَ وَيُقَالُ: أَبُو إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ المَدَنِيُّ.
وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَجَابِراً -رضي الله عنهم-.
وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادِ بنِ الهَادِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْد، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وعروة بن الزبير، والأعرج، والقاسم بن محمد، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة، وخلق سواهم.
رَوَى عَنْهُ: وَلدُهُ الحَافِظُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَالزُّهْرِيُّ، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن عجلان، وأيوب السختياني، وزكريا بن أبي زائدة، ومسعر، وشعبة، وسفيان، ويونس بن يزيد، وعبدالعزيز بن الماجشون، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ, يُذْكَرُ مَعَ الزُّهْرِيِّ, وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ.
قال أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثِقَةً, فَاضِلاً, وَلِيَ قَضَاءَ المَدِيْنَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزَجَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: وَسُئِلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَأَى ابْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي صَافًّا قَدَمَيْهِ وَأَنَا غُلامٌ.
قَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا ذَكَرَ سَعْدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ حَدَّثَنِي حَبِيْبِي سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ يَصُوْمُ الدَّهْرَ وَيَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.
وَذَكَرَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: أَنْ أَبَاهُ سَرَدَ الصَّوْمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوْتَ بِأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُيَيْنَةَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَحتَبِي فَمَا يَحُلُّ حَبْوَتَه حَتَّى يَقْرَأَ القُرْآنَ.
الاحْتِبَاء: هُوَ أَنْ يَضُّمّ الْإِنْسَانُ رجْلَيْه إِلَى بَطْنه بثَوْب يَجْمَعَهُما بِهِ مَعَ ظَهْره، ويَشُدُّه عَلَيْهَا. وَقَدْ يَكُونُ الاحْتِبَاء باليَدَيْن عوَض الثَّوب.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَكَانَ مِنْ قُضَاةِ الْعَدْلِ.
الشَّافِعِيُّ: أَخْبَرَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: قَضَى سَعْدُ بن إِبْرَاهِيْمَ عَلَى رَجُلٍ بِرَأْيِ رَبِيْعَةَ فَأَخْبَرْتُه، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخِلاَفِ مَا قَضَى بِهِ فَقَالَ سَعْدٌ لِرَبِيْعَةَ: هَذَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِخِلاَفِ مَا قَضَيْتُ بِهِ فَقَالَ لَهُ رَبِيْعَةُ: قَدِ اجْتَهَدتَ, وَمَضَى حُكمُكَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاعَجَباً أُنفِذُ قَضَاءَ سَعْدِ بنِ أُمِّ سَعْدٍ وَأَرُدُّ قَضَاءً قَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلْ أَردُّ قَضَاءَ سَعْدٍ وَأُنفِذُ قَضَاءَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدَعَا بِكِتَابِ القَضِيَّةِ فَشَقَّهُ وَقَضَى لِلْمَقْضِيِّ عَلَيْهِ.
قال البُخَارِيُّ في التاريخ الكبير: حَدَّثَنِي سَهْلٌ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو الهَيْثَمِ بن محمد ابن حَفْصٍ قَالَ: كَانَ سَعْدٌ عِنْدَ ابْنِ هِشَامٍ المَخْزُوْمِيِّ أَمِيْرِ المَدِيْنَةِ فَاختَصَمَ عِنْدَه يَوْماً وَلَدٌ لِمُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَةَ, وَآخَرُ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ فَقَالَ ابْنُ مُحَمَّدٍ: أَنَا ابْنُ قَاتِلِ كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ فَقَالَ الحَارِثِيُّ: أَمَا وَاللهِ مَا قُتِلَ إلَّا غَدراً فَانْتَظَرَ سَعْدٌ أَنْ يُغَيِّرَهَا الأَمِيْرُ فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى قَامَا فَلَمَّا اسْتُقْضِيَ سَعْدٌ قَالَ: أُعطِي اللهَ عَهداً لَئِنْ أُفْلِتَ الحَارِثِيُّ مِنْكَ يَقُوْلُ لِمَوْلاَهُ: لأُوْجِعَنَّكَ قَالَ: شُعْبَةُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الصُّبْحَ ثُمَّ جِئْتُ بِهِ سَعْداً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ سَعْدٌ شَقَّ القَمِيْصَ, ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ القَائِلُ إِنَّمَا قُتِلَ ابْنُ الأَشْرَفِ غَدراً ثُمَّ ضَرَبَه خَمْسِيْنَ وَمائَةَ سَوْطٍ, وَحَلَقَ رَأْسَه, وَلِحْيَتَه وَقَالَ: وَاللهِ لأُقَوِّمَنَّكَ بِالضَّربِ مَا كَانَ لِي عَلَيْكَ سُلْطَانٌ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانِكَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَتَى عَزلُ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ القَضَاءِ, كَانَ يُتَّقَى كَمَا يُتَّقَى وَهُوَ قَاضٍ.
وَرَوَى: يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
دَخلَ نَاسٌ مِنَ القُرَّاءِ يَعُودُوْنَهُ، مِنْهُمُ ابْنُ هُرْمُزَ، وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْءمَةِ، فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا ابْنِ هُرْمُزَ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيْكَ؟
فَقَالَ: وَاللهِ لَكَأَنِّي بِقَائِلَةٍ غَداً تَقُوْلُ: وَاسْعدَاهُ لِلْحَقِّ، وَلاَ سَعْدُ.
قَالَ: وَاللهِ لَئِنْ قُلْتُ ذَاكَ، مَا أَخَذَنِي فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئمٍ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ تَعْلَمُ أَنَّكَم أَحَبُّ خَلْقِه إِلَيَّ -يَعْنِي: القراء-.
عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أنَا وَابْنُ جُرَيْجٍ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ، وَمَعَ ابْنِ جُرَيْجٍ صَحِيفَةٌ، فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَهَا، عَلَيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ سَعْدًا كَلَّمَنِي فِي ابْنِهِ، وَإِنَّ سَعْدًا سَعْدٌ، فَخَرَجْتُ، فَقَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَا تَرَاهُ كَأَنَّهُ يُفْرَقُ مِنْهُ يَعْنِي مِنْ سَعْدٍ.
عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: «كَتَبْتُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدِيثِي كُلَّهُ»
عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الثِّقَاتُ»
روى البخاري بإسناده عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أُتِيَ بِطَعَامٍ، وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ: إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلاَهُ بَدَا رَأْسُهُ، وَأُرَاهُ قَالَ: وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، أَوْ قَالَ: أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ.
وروى مسلم بإسناده عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».
قال ابن الجعد أنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «أَلَا لَا يَتَحَدَّثَنَّ رَجُلٌ إِلَى امْرَأَةٍ، أَلَا وَإِنْ قِيلَ حَمَؤُهَا، أَلَا إِنَّ الْمَوْتَ حَمَؤُهَا».
من إخوته: صالح بن إبراهيم وكان قليل الحديث.
ومن أبناءه: إبراهيم،
ومن أحفاده من إبراهيم: سعد ويعقوب.
ومن أبناء سعد الحفيد: أحمد وعبدالله وعبيدالله، ومن أبناء عبيدالله: محمد، ومن أبناء محمد: عبدالرحمن، ومن أبناء عبدالرحمن: عبيدالله.
وكلهم رواة مترجم لهم.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: تُوُفِّيَ جَدِّي وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قال الذهبي: فَيَكُوْنُ مَوْلِدُه فِي حَيَاةِ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ رضي الله عنها.
المصادر:
المعرفة والتاريخ
تهذيب الكمال
سير أعلام النبلاء
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَتَى عَزلُ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ القَضَاءِ, كَانَ يُتَّقَى كَمَا يُتَّقَى وَهُوَ قَاضٍ.
وَرَوَى: يَعْقُوْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
دَخلَ نَاسٌ مِنَ القُرَّاءِ يَعُودُوْنَهُ، مِنْهُمُ ابْنُ هُرْمُزَ، وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْءمَةِ، فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا ابْنِ هُرْمُزَ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيْكَ؟
فَقَالَ: وَاللهِ لَكَأَنِّي بِقَائِلَةٍ غَداً تَقُوْلُ: وَاسْعدَاهُ لِلْحَقِّ، وَلاَ سَعْدُ.
قَالَ: وَاللهِ لَئِنْ قُلْتُ ذَاكَ، مَا أَخَذَنِي فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئمٍ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ تَعْلَمُ أَنَّكَم أَحَبُّ خَلْقِه إِلَيَّ -يَعْنِي: القراء-.
عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أنَا وَابْنُ جُرَيْجٍ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ، وَمَعَ ابْنِ جُرَيْجٍ صَحِيفَةٌ، فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَهَا، عَلَيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ سَعْدًا كَلَّمَنِي فِي ابْنِهِ، وَإِنَّ سَعْدًا سَعْدٌ، فَخَرَجْتُ، فَقَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَا تَرَاهُ كَأَنَّهُ يُفْرَقُ مِنْهُ يَعْنِي مِنْ سَعْدٍ.
عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: «كَتَبْتُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدِيثِي كُلَّهُ»
عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الثِّقَاتُ»
روى البخاري بإسناده عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أُتِيَ بِطَعَامٍ، وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ: إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلاَهُ بَدَا رَأْسُهُ، وَأُرَاهُ قَالَ: وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، أَوْ قَالَ: أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ.
وروى مسلم بإسناده عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».
قال ابن الجعد أنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «أَلَا لَا يَتَحَدَّثَنَّ رَجُلٌ إِلَى امْرَأَةٍ، أَلَا وَإِنْ قِيلَ حَمَؤُهَا، أَلَا إِنَّ الْمَوْتَ حَمَؤُهَا».
من إخوته: صالح بن إبراهيم وكان قليل الحديث.
ومن أبناءه: إبراهيم،
ومن أحفاده من إبراهيم: سعد ويعقوب.
ومن أبناء سعد الحفيد: أحمد وعبدالله وعبيدالله، ومن أبناء عبيدالله: محمد، ومن أبناء محمد: عبدالرحمن، ومن أبناء عبدالرحمن: عبيدالله.
وكلهم رواة مترجم لهم.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: تُوُفِّيَ جَدِّي وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قال الذهبي: فَيَكُوْنُ مَوْلِدُه فِي حَيَاةِ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ رضي الله عنها.
المصادر:
المعرفة والتاريخ
تهذيب الكمال
سير أعلام النبلاء
Forwarded from قناة أحمد الغريب
عندما أراد ابن جرير الطبري-رحمه الله- أن يفسر معنى إخلاص المشركين التوحيد والدين لله وحده في حال الشدة إذا كانوا في البحر في قوله تعالى: (وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين)= قال:
(وإذا غشى هؤلاء موج كالظلل، فخافوا الغرق، فزعوا إلى الله بالدعاء مخلصين له الطاعة، لا يشركون به هنالك شيئا، ولا يدعون معه أحدا سواه، ولا يستغيثون بغيره).
فهذا الإمام المجتهد الطبري لم يفسر إخلاصهم الدين في الشدة بأنهم صححوا عقيدتهم في الربوبية وفي إفراد الله بالخلق والملك والتدبير، لأنهم كانوا مقرين بذلك أصلًا، وإنما التصحيح كان لتوحيد العبادة بأن لا يدعوا إلا الله ولا يستغيثوا بغيره.
فتأمل هذا فإن القبوريين لا يجدون ردًا عليه مهما شرّقوا وغرّبوا.
http://t.me/tahrerat
(وإذا غشى هؤلاء موج كالظلل، فخافوا الغرق، فزعوا إلى الله بالدعاء مخلصين له الطاعة، لا يشركون به هنالك شيئا، ولا يدعون معه أحدا سواه، ولا يستغيثون بغيره).
فهذا الإمام المجتهد الطبري لم يفسر إخلاصهم الدين في الشدة بأنهم صححوا عقيدتهم في الربوبية وفي إفراد الله بالخلق والملك والتدبير، لأنهم كانوا مقرين بذلك أصلًا، وإنما التصحيح كان لتوحيد العبادة بأن لا يدعوا إلا الله ولا يستغيثوا بغيره.
فتأمل هذا فإن القبوريين لا يجدون ردًا عليه مهما شرّقوا وغرّبوا.
http://t.me/tahrerat
Telegram
قناة أحمد الغريب
هذه القناة تهتم بعقائد الحنابلة وأصولهم، كما تهتم بنفي الزيف عن عقيدة الإمام أحمد-رحمه الله-.
"من أشهر علماء هذه المرتبة: الفقيه المالكي البصري ابن خُوَيْز مَنْداد، الذي قال: «أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع، أشعريًّا كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام، ويُهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها».
روى كلام ابن خويز منداد هذا بالإسناد إليه: الفقيه المالكي الإمام أبو عمر ابن عبدالبر القرطبي، وقد ساقه بعد قوله: «أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار: أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم».
ثم ذكر ابن عبدالبر الرواية عن ابن خويز منداد، ثم أعقب عليه بقوله: «ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصًا في كتاب الله، أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه؛ يسلَّم له ولا يناظر فيه». جامع بيان العلم وفضله ١٣٠/٢-١٣١ (١٨٠٠).
فتبيَّن لنا من هذا موافقةُ ابن عبدالبرِّ لابن خويز منداد في حكمه على الأشاعرة، وتأييده لقوله".
[ حقيقة توحيد العبادة ص١٤٣-١٤٤ لعبدالحق التركماني ]
روى كلام ابن خويز منداد هذا بالإسناد إليه: الفقيه المالكي الإمام أبو عمر ابن عبدالبر القرطبي، وقد ساقه بعد قوله: «أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار: أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم».
ثم ذكر ابن عبدالبر الرواية عن ابن خويز منداد، ثم أعقب عليه بقوله: «ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصًا في كتاب الله، أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه؛ يسلَّم له ولا يناظر فيه». جامع بيان العلم وفضله ١٣٠/٢-١٣١ (١٨٠٠).
فتبيَّن لنا من هذا موافقةُ ابن عبدالبرِّ لابن خويز منداد في حكمه على الأشاعرة، وتأييده لقوله".
[ حقيقة توحيد العبادة ص١٤٣-١٤٤ لعبدالحق التركماني ]
اجعل لك عملًا صالحًا تواظب وتداوم عليه ولو كان قليلًا؛ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ». رواه مسلم.
فاجعل لك وردًا من القرآن والسنة تستمر عليه ولو كان صفحة واحدة فقط، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة، ولا تفوّته مهما كان، ومع استمرارك ستُقْبِلُ نفسك وتطلب المزيد من الخير.
فاجعل لك وردًا من القرآن والسنة تستمر عليه ولو كان صفحة واحدة فقط، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة، ولا تفوّته مهما كان، ومع استمرارك ستُقْبِلُ نفسك وتطلب المزيد من الخير.
الإمام عبدالله بن مسلمة القعنبي
هو الإمام الثبت القدوة أبو عبدالرحمن عبدالله بن مسلمة بن قعنب الحارثي القعنبي المدني، نزيل البصرة ثم مكة.
مولده: بعد سنة ثلاثين ومائة بيسير.
سمع من: أفلح بن حميد، وابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج، وأسامة بن زيد بن أسلم، ويزيد بن إبراهيم التستري، ومالك بن أنس، ونافع بن عمر الجمحي، والليث بن سعد، والدراوردي، وإبراهيم بن سعد، وإسحاق بن أبي بكر المدني، وحماد بن سلمة، وسليمان بن بلال، وسليمان بن المغيرة، وهشام بن سعد، وعبدالعزيز بن أبي حازم، وأبوه مسلمة، ويزيد بن زريع، وعدة.
وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وعبد بن حميد، وعمرو بن منصور النسائي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وخلق.
وروى مسلم أيضًا، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبدالرحمن النسائي حديثه بواسطة.
وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِمُسْلِمٍ، سَمِعَ مِنْهُ فِي أَيَّامِ المَوْسِمِ، فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ، وَلَمْ يُكْثِرْ عَنْهُ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ للهِ إِلاَّ وَكِيْعاً، وَالقَعْنَبِي.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: مَا كَتَبْتُ عَنْ أَحَدٍ أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنَ القَعْنَبِي.
وَعَنْ عَبْدِ الصَّمدِ بنِ الفَضْلِ: مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَ أَرْبَعَةٍ: ... ، فَذَكَرَ مِنْهُمُ القَعْنَبِيَّ.
وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزْوِيْنِيُّ الوَاهِي، عَنِ المَيْمُوْنِيِّ، سَمِعْتُ القَعْنَبِيَّ يَقُوْلُ:
اخْتَلَفْتُ إِلَى مَالِكٍ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، مَا مِنْ حَدِيْثٍ فِي الموطأ إِلاَّ لَوْ شِئْتُ قُلْتُ: سَمِعْتُهُ مِرَاراً، ولكني اقتصرت بقراءتي عليه. لأن مالكا كَانَ يذهب إِلَى أن قراءة الرجل عَلَى العالم، أثبت من قراءة العالم عليه.
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: كَانَ القَعْنَبِيُّ لاَ يَرْضَى قِرَاءةَ حَبِيْبٍ، فَمَا زَالَ حَتَّى قَرَأَ لِنَفْسِهِ المُوَطَّأَ عَلَى مَالِكٍ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لاَ يُقَدَّمُ أَحَدٌ مِنْ رُوَاةِ المُوَطَّأ عَلَى القَعْنَبِيِّ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَذَكَرَ أَصْحَابَ مَالِكٍ، فَقِيْلَ لَهُ: مَعْنٌ، ثُمَّ القَعْنَبِيُّ.
قَالَ: لاَ، بَلِ القَعْنَبِيُّ، ثُمَّ مَعْنٌ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: قُلْتُ لأَبِي: القَعْنَبِيُّ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي المُوَطَّأِ أَوْ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ؟
قَالَ: بَلِ القَعْنَبِيُّ، لَمْ أَرَ أَخْشَعَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ، لَمْ أَرَ أَخْشَعَ مِنْهُ، سَأَلنَاهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْنَا (المُوَطَّأ) ، فَقَالَ: تَعَالَوْا بِالغَدَاةِ.
فَقُلْنَا: لَنَا مَجْلِسٌ عِنْدَ حَجَّاجِ بنِ مِنْهَالٍ.
قَالَ: فَإِذَا فَرَغْتُم مِنْهُ؟
قُلْنَا: نَأْتِي حِيْنَئِذٍ مُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ.
قَالَ: فَإِذَا فَرَغْتُم؟
قُلْنَا: نَأْتِي أَبَا حُذَيْفَةَ النَّهْدِيَّ.
قَالَ: فَبَعْدَ العَصْرِ؟
قُلْنَا: نَأْتِي عَارِماً أَبَا النُّعْمَانِ.
قَالَ: فَبَعْدَ المَغْرِبِ؟
فَكَانَ يَأْتِينَا بِاللَّيْلِ، فَيَخْرُجُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ كَبْلٌ مَا تَحْتَهُ شَيْءٌ فِي الصَّيْفِ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا فِي الحَرِّ الشَّدِيدِ حِيْنَئِذٍ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ الخُرَيْبِيُّ - وهو من شيوخه وَكَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ -: حَدَّثَنِي القَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، وَهُوَ -وَاللهِ- عِنْدِي خَيْرٌ مِنْ مَالِكٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّهَيْرِيُّ، عَنِ الحُنَيْنِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَقَدِمَ ابْنُ قَعْنَبٍ مِنْ سَفَرٍ، فَقَالَ مَالِكٌ: قُوْمُوا بِنَا إِلَى خَيْرِ أَهْلِ الأَرْضِ.
وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ خُزَيْمَةَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بنَ مَرْزُوْقٍ يَقُوْلُ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي المُوَطَّأِ: القَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ بَعْدَهُ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُقَدَّمُ فِي المُوَطَّأِ: مَعْنُ بنُ عِيْسَى، وَابْنُ وَهْبٍ، وَالقَعْنَبِيُّ. ثُمَّ قَالَ: وَأَبُو مُصْعَبٍ ثِقَةٌ فِي المُوَطَّأِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ: كَانَ القَعْنَبِيُّ عَابِداً، فَاضِلاً، قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ كُتُبَهُ.
وَيُرْوَى عَنْ أَبِي سَبْرَةَ المَدِيْنِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْقَعْنَبِيِّ: حَدَّثْتَ، وَلَمْ تَكُنْ تُحَدِّثُ!
قَالَ: إِنِّيْ أُرِيْتُ كَأَنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ، فَصِيْحَ بِأَهْلِ العِلْمِ، فَقَامُوا وَقُمْتُ مَعَهُم، فَنُوْدِيَ بِي: اجْلِسْ.
فَقُلْتُ: إِلَهِي! أَلَمْ أَكُنْ أَطْلُبُ؟
قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُم نَشَرُوا، وَأَخْفَيْتَهُ.
قَالَ: فَحَدَّثْتُ.
هو الإمام الثبت القدوة أبو عبدالرحمن عبدالله بن مسلمة بن قعنب الحارثي القعنبي المدني، نزيل البصرة ثم مكة.
مولده: بعد سنة ثلاثين ومائة بيسير.
سمع من: أفلح بن حميد، وابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج، وأسامة بن زيد بن أسلم، ويزيد بن إبراهيم التستري، ومالك بن أنس، ونافع بن عمر الجمحي، والليث بن سعد، والدراوردي، وإبراهيم بن سعد، وإسحاق بن أبي بكر المدني، وحماد بن سلمة، وسليمان بن بلال، وسليمان بن المغيرة، وهشام بن سعد، وعبدالعزيز بن أبي حازم، وأبوه مسلمة، ويزيد بن زريع، وعدة.
وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وعبد بن حميد، وعمرو بن منصور النسائي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وخلق.
وروى مسلم أيضًا، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبدالرحمن النسائي حديثه بواسطة.
وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِمُسْلِمٍ، سَمِعَ مِنْهُ فِي أَيَّامِ المَوْسِمِ، فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ عِشْرِيْنَ، وَلَمْ يُكْثِرْ عَنْهُ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ للهِ إِلاَّ وَكِيْعاً، وَالقَعْنَبِي.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: مَا كَتَبْتُ عَنْ أَحَدٍ أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنَ القَعْنَبِي.
وَعَنْ عَبْدِ الصَّمدِ بنِ الفَضْلِ: مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَ أَرْبَعَةٍ: ... ، فَذَكَرَ مِنْهُمُ القَعْنَبِيَّ.
وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزْوِيْنِيُّ الوَاهِي، عَنِ المَيْمُوْنِيِّ، سَمِعْتُ القَعْنَبِيَّ يَقُوْلُ:
اخْتَلَفْتُ إِلَى مَالِكٍ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، مَا مِنْ حَدِيْثٍ فِي الموطأ إِلاَّ لَوْ شِئْتُ قُلْتُ: سَمِعْتُهُ مِرَاراً، ولكني اقتصرت بقراءتي عليه. لأن مالكا كَانَ يذهب إِلَى أن قراءة الرجل عَلَى العالم، أثبت من قراءة العالم عليه.
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: كَانَ القَعْنَبِيُّ لاَ يَرْضَى قِرَاءةَ حَبِيْبٍ، فَمَا زَالَ حَتَّى قَرَأَ لِنَفْسِهِ المُوَطَّأَ عَلَى مَالِكٍ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لاَ يُقَدَّمُ أَحَدٌ مِنْ رُوَاةِ المُوَطَّأ عَلَى القَعْنَبِيِّ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَذَكَرَ أَصْحَابَ مَالِكٍ، فَقِيْلَ لَهُ: مَعْنٌ، ثُمَّ القَعْنَبِيُّ.
قَالَ: لاَ، بَلِ القَعْنَبِيُّ، ثُمَّ مَعْنٌ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: قُلْتُ لأَبِي: القَعْنَبِيُّ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي المُوَطَّأِ أَوْ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ؟
قَالَ: بَلِ القَعْنَبِيُّ، لَمْ أَرَ أَخْشَعَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ، لَمْ أَرَ أَخْشَعَ مِنْهُ، سَأَلنَاهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْنَا (المُوَطَّأ) ، فَقَالَ: تَعَالَوْا بِالغَدَاةِ.
فَقُلْنَا: لَنَا مَجْلِسٌ عِنْدَ حَجَّاجِ بنِ مِنْهَالٍ.
قَالَ: فَإِذَا فَرَغْتُم مِنْهُ؟
قُلْنَا: نَأْتِي حِيْنَئِذٍ مُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ.
قَالَ: فَإِذَا فَرَغْتُم؟
قُلْنَا: نَأْتِي أَبَا حُذَيْفَةَ النَّهْدِيَّ.
قَالَ: فَبَعْدَ العَصْرِ؟
قُلْنَا: نَأْتِي عَارِماً أَبَا النُّعْمَانِ.
قَالَ: فَبَعْدَ المَغْرِبِ؟
فَكَانَ يَأْتِينَا بِاللَّيْلِ، فَيَخْرُجُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ كَبْلٌ مَا تَحْتَهُ شَيْءٌ فِي الصَّيْفِ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا فِي الحَرِّ الشَّدِيدِ حِيْنَئِذٍ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ الخُرَيْبِيُّ - وهو من شيوخه وَكَانَ كَبِيْرَ القَدْرِ -: حَدَّثَنِي القَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، وَهُوَ -وَاللهِ- عِنْدِي خَيْرٌ مِنْ مَالِكٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُّهَيْرِيُّ، عَنِ الحُنَيْنِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَقَدِمَ ابْنُ قَعْنَبٍ مِنْ سَفَرٍ، فَقَالَ مَالِكٌ: قُوْمُوا بِنَا إِلَى خَيْرِ أَهْلِ الأَرْضِ.
وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ خُزَيْمَةَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بنَ مَرْزُوْقٍ يَقُوْلُ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي المُوَطَّأِ: القَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ بَعْدَهُ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُقَدَّمُ فِي المُوَطَّأِ: مَعْنُ بنُ عِيْسَى، وَابْنُ وَهْبٍ، وَالقَعْنَبِيُّ. ثُمَّ قَالَ: وَأَبُو مُصْعَبٍ ثِقَةٌ فِي المُوَطَّأِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ: كَانَ القَعْنَبِيُّ عَابِداً، فَاضِلاً، قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ كُتُبَهُ.
وَيُرْوَى عَنْ أَبِي سَبْرَةَ المَدِيْنِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْقَعْنَبِيِّ: حَدَّثْتَ، وَلَمْ تَكُنْ تُحَدِّثُ!
قَالَ: إِنِّيْ أُرِيْتُ كَأَنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ، فَصِيْحَ بِأَهْلِ العِلْمِ، فَقَامُوا وَقُمْتُ مَعَهُم، فَنُوْدِيَ بِي: اجْلِسْ.
فَقُلْتُ: إِلَهِي! أَلَمْ أَكُنْ أَطْلُبُ؟
قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُم نَشَرُوا، وَأَخْفَيْتَهُ.
قَالَ: فَحَدَّثْتُ.
قَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ: كَانَ القَعْنَبِيُّ مُجَابَ الدَّعْوَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُهُم بِالبَصْرَةِ يَقُوْلُوْنَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: كَانَ القَعْنَبِيُّ مِنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الشِّيْرَازِيُّ فِي كِتَابِ الأَلْقَابِ لَهُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ المُسْتَمْلِي، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُنِيْرٍ البَلْخِيَّ، سَمِعْتُ حَمْدَانَ بنَ سَهْلٍ البَلْخِيَّ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً إِذَا رُؤِيَ ذُكِرَ اللهُ -تَعَالَى- إِلاَّ القَعْنَبِيَّ -رَحِمَهُ اللهُ- فَإِنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِمَجْلِسٍ، يَقُوْلُوْنَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
وَقِيْلَ: كَانَ يُسَمَّى الرَّاهِبُ لِعِبَادتِهِ، وَفَضْلِهِ.
وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا القَعْنَبِيَّ، خَرَجَ إِلَيْنَا كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى جَهَنَّمَ.
وَقَال ابن محرز، عن ابن مَعِين: ثقة مأمون لا يسأل عنه، لو ضاع كتابه، ثم أخذه ممن سمع معه في المثل كان جائزا، هو رجل صدق.
قال البخاري: 2942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ»، فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيٌّ؟»، فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَمَرَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ: نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: «عَلَى رِسْلِكَ، حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ».
قال مسلم: وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: «طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي لِحُرْمِهِ حِينَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ حِينَ أَحَلَّ، قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ». وهو من أعلى الأحاديث في صحيحه.
أبوه مسلمة بن قعَنْب روى عن نافع مولى ابن عمر، وهشام بن عروة، وأيوب السختياني، وغيرهم، وروى عنه ابناه إسماعيل وعبدالله، روى له أبو داود، قال أَبُو عُبَيد الآجري عَن أبي داود: كان له شأن، وقدر. كان ابن عون لا يركب حمارا بالبصرة إلا حمار مسلمة بْن قعَنْب.
وله إخوة وهم: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْلَمَةَ أَبُو بِشْرٍ القَعْنَبِيُّ، قال عنه أبو حاتم: صدوق. و يَحْيَى، وَعَبْدُ المَلِكِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ، وَليسوا بِالمَشْهُوْرِينَ.
قال الْبُخَارِيّ: مات سنة إحدى وعشرين أَوْ عشرين ومئتين.
وَقَال أَبُو دَاوُدَ وغيره: مات في المحرم سنة إحدى وعشرين ومئتين. زاد غيره: بمكة، وكَانَ مجاورا بها.
وَقَال ابن حبان: مات في شهر صفر سنة إحدى وعشرين ومئتين بالبصرة، وكان من المتقشفة الخشن، وكان لا يحدث إلا بالليل، يقول لاصحاب الحديث: اختلفوا إلى من شئتم، فإذا كان الليل، ولم يحدثكم إنسان فتعالوا حتى أحدثكم. وربما خرج عليهم وليس عليه إلا بارية قد اتشح بها، وكان من المتقنين في الحديث، وكان يحيى بن مَعِين لا يقدم عليه في مالك أحدًا، ولو صح عندنا سماع مسلمة من وردان من أنس لادخلنا القعنبي في أتباع التابعين، ولكنه لم يصح عندنا سماعه من أنس فلذلك أدخلناه في تبع الاتباع.
وقَالَ: كَانَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُوْلُوْنَ: سَمَاعُ مَنْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، مِثْلَ العَبَادِلَةِ: ابْنِ المُبَارَكِ، وَابْنِ وَهْبٍ، وَالمُقْرِئِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيِّ، فَسَمَاعُهُم صَحِيْحٌ، وَمَنْ سَمِعَ بَعْدَ احْترَاقِ كُتُبِهِ، فَسَمَاعُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
المصادر:
تهذيب الكمال وحواشيه
سير أعلام النبلاء
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُهُم بِالبَصْرَةِ يَقُوْلُوْنَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: كَانَ القَعْنَبِيُّ مِنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الشِّيْرَازِيُّ فِي كِتَابِ الأَلْقَابِ لَهُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ المُسْتَمْلِي، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُنِيْرٍ البَلْخِيَّ، سَمِعْتُ حَمْدَانَ بنَ سَهْلٍ البَلْخِيَّ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً إِذَا رُؤِيَ ذُكِرَ اللهُ -تَعَالَى- إِلاَّ القَعْنَبِيَّ -رَحِمَهُ اللهُ- فَإِنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِمَجْلِسٍ، يَقُوْلُوْنَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
وَقِيْلَ: كَانَ يُسَمَّى الرَّاهِبُ لِعِبَادتِهِ، وَفَضْلِهِ.
وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الهَيْثَمِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا القَعْنَبِيَّ، خَرَجَ إِلَيْنَا كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى جَهَنَّمَ.
وَقَال ابن محرز، عن ابن مَعِين: ثقة مأمون لا يسأل عنه، لو ضاع كتابه، ثم أخذه ممن سمع معه في المثل كان جائزا، هو رجل صدق.
قال البخاري: 2942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ»، فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيٌّ؟»، فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَمَرَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ: نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: «عَلَى رِسْلِكَ، حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ».
قال مسلم: وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: «طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي لِحُرْمِهِ حِينَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ حِينَ أَحَلَّ، قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ». وهو من أعلى الأحاديث في صحيحه.
أبوه مسلمة بن قعَنْب روى عن نافع مولى ابن عمر، وهشام بن عروة، وأيوب السختياني، وغيرهم، وروى عنه ابناه إسماعيل وعبدالله، روى له أبو داود، قال أَبُو عُبَيد الآجري عَن أبي داود: كان له شأن، وقدر. كان ابن عون لا يركب حمارا بالبصرة إلا حمار مسلمة بْن قعَنْب.
وله إخوة وهم: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مَسْلَمَةَ أَبُو بِشْرٍ القَعْنَبِيُّ، قال عنه أبو حاتم: صدوق. و يَحْيَى، وَعَبْدُ المَلِكِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ، وَليسوا بِالمَشْهُوْرِينَ.
قال الْبُخَارِيّ: مات سنة إحدى وعشرين أَوْ عشرين ومئتين.
وَقَال أَبُو دَاوُدَ وغيره: مات في المحرم سنة إحدى وعشرين ومئتين. زاد غيره: بمكة، وكَانَ مجاورا بها.
وَقَال ابن حبان: مات في شهر صفر سنة إحدى وعشرين ومئتين بالبصرة، وكان من المتقشفة الخشن، وكان لا يحدث إلا بالليل، يقول لاصحاب الحديث: اختلفوا إلى من شئتم، فإذا كان الليل، ولم يحدثكم إنسان فتعالوا حتى أحدثكم. وربما خرج عليهم وليس عليه إلا بارية قد اتشح بها، وكان من المتقنين في الحديث، وكان يحيى بن مَعِين لا يقدم عليه في مالك أحدًا، ولو صح عندنا سماع مسلمة من وردان من أنس لادخلنا القعنبي في أتباع التابعين، ولكنه لم يصح عندنا سماعه من أنس فلذلك أدخلناه في تبع الاتباع.
وقَالَ: كَانَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُوْلُوْنَ: سَمَاعُ مَنْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، مِثْلَ العَبَادِلَةِ: ابْنِ المُبَارَكِ، وَابْنِ وَهْبٍ، وَالمُقْرِئِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيِّ، فَسَمَاعُهُم صَحِيْحٌ، وَمَنْ سَمِعَ بَعْدَ احْترَاقِ كُتُبِهِ، فَسَمَاعُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
المصادر:
تهذيب الكمال وحواشيه
سير أعلام النبلاء
طلّاع أنجد
اجعل لك عملًا صالحًا تواظب وتداوم عليه ولو كان قليلًا؛ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ». رواه مسلم. فاجعل لك وردًا من القرآن والسنة…
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة في قول اللَّه عز وجل: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) قال: كان طويل الصلاة في الرخاء، قال: وإن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا صرع وجد متكئًا.
[ الزهد (44) ]
[ الزهد (44) ]
من آداب الضيافة
"﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ﴾ أي عَدَل إليهم في خُفْية. ولا يكون "الرَّواغُ" إلا أن تُخْفِيَ ذهابَك ومجيئَك."
[ غريب القرآن لابن قتيبة ]
"﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ﴾ أي عَدَل إليهم في خُفْية. ولا يكون "الرَّواغُ" إلا أن تُخْفِيَ ذهابَك ومجيئَك."
[ غريب القرآن لابن قتيبة ]
٣٦ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ السَّلُولِيُّ أَبُو سَالِمٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي , قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا , يَقُولُ: «أَهْلُ الْعِلْمِ يَكْتُبُونَ مَا لَهُمْ وَمَا عَلَيْهِمْ , وَأَهْلُ الْأَهْوَاءِ لَا يَكْتُبُونَ إِلَّا مَا لَهُمْ»
[ كتاب سنن الدارقطني، نقلته بواسطة ]
[ كتاب سنن الدارقطني، نقلته بواسطة ]
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-:
"وقد منّ الله عليكم بإقرار علماء المشركين بهذا كله، سمعتم إقرارهم أن هذا الذي يفعل في الحرمين، والبصرة، والعراق، واليمن، أن هذا شرك بالله، فأقروا لكم أن هذا الدين الذي ينصرون أهله، ويزعمون أنهم السواد الأعظم، أقروا لكم أن دينهم هو الشرك.
وأقروا لكم أيضا أن التوحيد الذي يسعون في إطفائه، وفي قتل أهله وحبسهم، أنه دين الله ورسوله؛ وهذا الإقرار منهم على أنفسهم، من أعظم آيات الله، ومن أعظم نعم الله عليكم، ولا يبقى شبهة مع هذا إلا للقلب الميت، الذي طبع الله عليه، وذلك لا حيلة فيه.
ولكنهم يجادلونكم اليوم بشبهة واحدة، فأصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون: كل هذا حق، نشهد أنه دين الله ورسوله، إلا التكفير، والقتال; والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا! إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله، كيف لا يكفر من أنكره، وقتل من أمر به وحبسهم، كيف لا يكفر من أمر بحبسهم؟! كيف لا يكفر من جاء إلى أهل الشرك، يحثهم على لزوم دينهم وتزيينه لهم؟! ويحثهم على قتل الموحدين، وأخذ مالهم، كيف لا يكفر، وهو يشهد أن هذا الذي يحث عليه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره ونهى عنه؟! وسماه الشرك بالله، ويشهد أن هذا الذي يبغضه، ويبغض أهله، ويأمر المشركين بقتلهم، هو دين الله ورسوله!.
واعلموا: أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم.
وأنا أذكر لكم آية من كتاب الله، أجمع أهل العلم على تفسيرها، وأنها في المسلمين، وأن من فعل ذلك فهو كافر في أي زمان كان، قال تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ﴾ إلى آخر الآية وفيها ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ﴾؛ فإذا كان العلماء، ذكروا أنها نزلت في الصحابة لما فتنهم أهل مكة; وذكروا: أن الصحابي إذا تكلم بكلام الشرك بلسانه، مع بغضه لذلك وعداوة أهله، لكن خوفا منهم، أنه كافر بعد إيمانه; فكيف بالموحد في زماننا، إذا تكلم في البصرة، أو الإحساء، أو مكة، أو غير ذلك خوفا منهم، لكن قبل الإكراه; وإذا كان هذا يكفر، فكيف بمن صار معهم، وسكن معهم، وصار من جملتهم؟! فكيف بمن أعانهم على شركهم، وزينه لهم؟ فكيف بمن أمر بقتل الموحدين، وحثهم على لزوم دينهم؟
فأنتم وفقكم الله تأملوا هذه الآية، وتأملوا من نزلت فيه، وتأملوا إجماع العلماء على تفسيرها، وتأملوا ما جرى بيننا وبين أعداء الله، نطلبهم دائما الرجوع إلى كتبهم التي بأيديهم، في مسألة التكفير والقتال، فلا يجيبوننا إلا بالشكوى عند الشيوخ، وأمثالهم; والله أسأل أن يوفقكم لدينه القيم، ويرزقكم الثبات عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
[ الدرر السنية ]
"وقد منّ الله عليكم بإقرار علماء المشركين بهذا كله، سمعتم إقرارهم أن هذا الذي يفعل في الحرمين، والبصرة، والعراق، واليمن، أن هذا شرك بالله، فأقروا لكم أن هذا الدين الذي ينصرون أهله، ويزعمون أنهم السواد الأعظم، أقروا لكم أن دينهم هو الشرك.
وأقروا لكم أيضا أن التوحيد الذي يسعون في إطفائه، وفي قتل أهله وحبسهم، أنه دين الله ورسوله؛ وهذا الإقرار منهم على أنفسهم، من أعظم آيات الله، ومن أعظم نعم الله عليكم، ولا يبقى شبهة مع هذا إلا للقلب الميت، الذي طبع الله عليه، وذلك لا حيلة فيه.
ولكنهم يجادلونكم اليوم بشبهة واحدة، فأصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون: كل هذا حق، نشهد أنه دين الله ورسوله، إلا التكفير، والقتال; والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا! إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله، كيف لا يكفر من أنكره، وقتل من أمر به وحبسهم، كيف لا يكفر من أمر بحبسهم؟! كيف لا يكفر من جاء إلى أهل الشرك، يحثهم على لزوم دينهم وتزيينه لهم؟! ويحثهم على قتل الموحدين، وأخذ مالهم، كيف لا يكفر، وهو يشهد أن هذا الذي يحث عليه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره ونهى عنه؟! وسماه الشرك بالله، ويشهد أن هذا الذي يبغضه، ويبغض أهله، ويأمر المشركين بقتلهم، هو دين الله ورسوله!.
واعلموا: أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم.
وأنا أذكر لكم آية من كتاب الله، أجمع أهل العلم على تفسيرها، وأنها في المسلمين، وأن من فعل ذلك فهو كافر في أي زمان كان، قال تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ﴾ إلى آخر الآية وفيها ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ﴾؛ فإذا كان العلماء، ذكروا أنها نزلت في الصحابة لما فتنهم أهل مكة; وذكروا: أن الصحابي إذا تكلم بكلام الشرك بلسانه، مع بغضه لذلك وعداوة أهله، لكن خوفا منهم، أنه كافر بعد إيمانه; فكيف بالموحد في زماننا، إذا تكلم في البصرة، أو الإحساء، أو مكة، أو غير ذلك خوفا منهم، لكن قبل الإكراه; وإذا كان هذا يكفر، فكيف بمن صار معهم، وسكن معهم، وصار من جملتهم؟! فكيف بمن أعانهم على شركهم، وزينه لهم؟ فكيف بمن أمر بقتل الموحدين، وحثهم على لزوم دينهم؟
فأنتم وفقكم الله تأملوا هذه الآية، وتأملوا من نزلت فيه، وتأملوا إجماع العلماء على تفسيرها، وتأملوا ما جرى بيننا وبين أعداء الله، نطلبهم دائما الرجوع إلى كتبهم التي بأيديهم، في مسألة التكفير والقتال، فلا يجيبوننا إلا بالشكوى عند الشيوخ، وأمثالهم; والله أسأل أن يوفقكم لدينه القيم، ويرزقكم الثبات عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
[ الدرر السنية ]
الإمام أحمد يعدّ تحريف الحديث الذي يُوصف عند المتأخرين بالتأويل عنادًا
١٠٧٨- قال الخلال: وأخبرني موسى بن سهل، ثنا محمد بن أحمد الأسدي، قال: ثنا إبراهيم بن يعقوب، عن إسماعيل بن سعيد، قال: سألت أحمد عن الإسلام والإيمان؟ فقال: الإيمان قول وعمل، والإسلام الإقرار.
قال: وسألت أحمد عمن قال في الذي قال جبريل للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذ سأله عن الإسلام، فقال له: فإذا فعلتُ ذلك فأنا مسلم؟ فقال: نعم.
فقال قائل: فإن لم يفعلوا الذي قال جبريل للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنهم مسلمون أيضًا؟ فقال: هذا معاند للحديث.
[ السنة للخلال (٥٥٠/١-٥٥١) ت: الشيخ عادل ]
١٠٧٨- قال الخلال: وأخبرني موسى بن سهل، ثنا محمد بن أحمد الأسدي، قال: ثنا إبراهيم بن يعقوب، عن إسماعيل بن سعيد، قال: سألت أحمد عن الإسلام والإيمان؟ فقال: الإيمان قول وعمل، والإسلام الإقرار.
قال: وسألت أحمد عمن قال في الذي قال جبريل للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذ سأله عن الإسلام، فقال له: فإذا فعلتُ ذلك فأنا مسلم؟ فقال: نعم.
فقال قائل: فإن لم يفعلوا الذي قال جبريل للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنهم مسلمون أيضًا؟ فقال: هذا معاند للحديث.
[ السنة للخلال (٥٥٠/١-٥٥١) ت: الشيخ عادل ]
قال وكيع بن الجراح: « لَا تَسْتَخِفُّوا بِقَوْلِهِمُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَإِنَّهُ مِنْ شَرِّ قَوْلِهِمْ، وَإِنَّمَا يَذهبُونَ إِلَى التَّعْطِيلِ ».
[ خلق أفعال العباد للبخاري ]
وقال علي بن عاصم لرجل: أتدري ما يريدون بقولهم القرآن مخلوق؟ يريدون أن الله - عَزَّ وَجَلَّ - لا يتكلم، وما الذين قالوا: إن لله ولدًا بأكفر من الذين قالوا: إن الله لا يتكلم، لأن الذين قالوا لله ولد شبهوه بالأحياء، والذين قالوا: لا يتكلم شبهوه بالجمادات.
[ التسعينية (٦٨٦/٢) ]
نقلتهما من مقال «الرد على حاتم العوني في استخفافه بعقيدة سلف الأمة في القرآن العظيم» لمساعد المطرفي.
[ خلق أفعال العباد للبخاري ]
وقال علي بن عاصم لرجل: أتدري ما يريدون بقولهم القرآن مخلوق؟ يريدون أن الله - عَزَّ وَجَلَّ - لا يتكلم، وما الذين قالوا: إن لله ولدًا بأكفر من الذين قالوا: إن الله لا يتكلم، لأن الذين قالوا لله ولد شبهوه بالأحياء، والذين قالوا: لا يتكلم شبهوه بالجمادات.
[ التسعينية (٦٨٦/٢) ]
نقلتهما من مقال «الرد على حاتم العوني في استخفافه بعقيدة سلف الأمة في القرآن العظيم» لمساعد المطرفي.
Forwarded from طلّاع أنجد
باب قول الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾
وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري ومسلم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري ومسلم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري ومسلم.
قال التركماني:
"حقيقة الصيام ومقاصده في كلمة موجزة:
( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْم لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي )
أخرجه البخاري ومسلم".
وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري ومسلم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري ومسلم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري ومسلم.
قال التركماني:
"حقيقة الصيام ومقاصده في كلمة موجزة:
( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْم لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي )
أخرجه البخاري ومسلم".