فائدة في الاستلزام:
----
جاء على ظهر مخطوط :
١ - انتفاء العام يستلزم انتفاء الخاص؛ فمثلا: إذا سقط الحيوان سقط زيد؛ لأن انتفاء العام يستلزم انتفاء الخاص.
مثال آخر: إذا انتفَى كونُ الشخص إفريقيا انتفَى كونُه مصريا أو تونسيا؛ لأن انتفاء العام يستلزم انتفاء الخاص.
٢ - وثبوت العام لا يستلزم ثبوت الخاص؛ فإذا وُجدت الحيوانية مثلا لم تستلزم وجود زيد؛ وإذا تحققت الإفريقية لم يجب أن يكون الشخص مصريا مثلا؛ لأن ثبوت العام لا يستلزم ثبوت الخاص.
٣ - وثبوت الخاص يستلزم ثبوت العام؛ فإذا وُجد زيد مثلا فلابد أن توجد الحيوانية، فيستحيل أن يوجد زيد ولا يكون حيوانا.
٤ - وانتفاء الخاص لا يستلزم انتفاء العام، فإن انتفاء زيد مثلا لا يستلزم انتفاء الحيوانية؛ لأنها يجوز أن تتحقق في غير زيد.
انتهى بتصرف كثير وزيادة.
----
جاء على ظهر مخطوط :
١ - انتفاء العام يستلزم انتفاء الخاص؛ فمثلا: إذا سقط الحيوان سقط زيد؛ لأن انتفاء العام يستلزم انتفاء الخاص.
مثال آخر: إذا انتفَى كونُ الشخص إفريقيا انتفَى كونُه مصريا أو تونسيا؛ لأن انتفاء العام يستلزم انتفاء الخاص.
٢ - وثبوت العام لا يستلزم ثبوت الخاص؛ فإذا وُجدت الحيوانية مثلا لم تستلزم وجود زيد؛ وإذا تحققت الإفريقية لم يجب أن يكون الشخص مصريا مثلا؛ لأن ثبوت العام لا يستلزم ثبوت الخاص.
٣ - وثبوت الخاص يستلزم ثبوت العام؛ فإذا وُجد زيد مثلا فلابد أن توجد الحيوانية، فيستحيل أن يوجد زيد ولا يكون حيوانا.
٤ - وانتفاء الخاص لا يستلزم انتفاء العام، فإن انتفاء زيد مثلا لا يستلزم انتفاء الحيوانية؛ لأنها يجوز أن تتحقق في غير زيد.
انتهى بتصرف كثير وزيادة.
" يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسَّحوا في المجالس فافسحوا يفسحِ الله لكم ":
اعلم أن هذه الآية دلَّت على أنَّ كل من وسَّع على عباد الله أبوابَ الخير والراحة، وسَّع الله عليه خيراتِ الدنيا والآخرة، ولا ينبغي للعاقل أن يُقَيِّد الآية بالتفسُّح في المجلس؛ بل المراد منه إيصالُ الخير إلى المسلم وإدخالُ السرور على قلبه؛ ولذلك قال عليه السلام : « لا يزال الله في عون العبد ما زال العبد في عون أخيه ».
- الإمام الرازي-
اعلم أن هذه الآية دلَّت على أنَّ كل من وسَّع على عباد الله أبوابَ الخير والراحة، وسَّع الله عليه خيراتِ الدنيا والآخرة، ولا ينبغي للعاقل أن يُقَيِّد الآية بالتفسُّح في المجلس؛ بل المراد منه إيصالُ الخير إلى المسلم وإدخالُ السرور على قلبه؛ ولذلك قال عليه السلام : « لا يزال الله في عون العبد ما زال العبد في عون أخيه ».
- الإمام الرازي-
الحكم بالغلوّ - وهو مجاوَزة الحدّ - فرعٌ عن الإحاطة بالمنزلة والقدْر، فلكي نحكم بأنَّ الكلام الفلاني مغالاة في حقّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بد أن تكون حَصلتْ لنا إحاطةٌ بقدره الشريف، ومنها نقرر أن المُجاوزة عنها غلوّ أو مغالاة.
والإحاطة بقدره العظيم لم تتحقق لأحد من الأمة؛ فلا يعرف قدرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا ربُّه العليّ تبارك وتقدّس، ونصوص علماء المسلمين تدلُّ على هذا المعنى وتُشير إليه.
قال ابن تيمية- رحمه الله - :
"إن الله تعالى هدانا بنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، وأخرَجَنا به من الظلمات إلى النور، وآتانا ببركة رسالته ويُمنِ سفارته خيرَ الدنيا والآخرة، وكان من ربه بالمنزلة العُليا التي تقاصرتِ العقول والألسنة عن معرفتها ونعتِها، وصارت غايتها من ذلك - بعد التناهي في العلم والبيان - الرجوع إلى عِيِّها وصَمْتِها".
فابن تيمية يصرّح هنا بأن العقول والألسنة مع مبالغتها وتناهيها في العلم والإبانة عن قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي متقاصرة لا تستطيع البلوغ إلى حد النهاية في بيان مقداره العظيم.
وقال ابن حجر الهيتمي- رحمه الله- :
"مِمَّا يَتعيَّن على كل مُكلَّف أن يعتقده: أنَّ كمالات نبيِّنا صلى الله عليه وسلم لا تُحصَى، وأن أحواله وشمائله لا تُستقصَى، وأن خصائصه ومعجزاته لم تجتمع قط في مخلوق، وأن حقَّه على الكُمَّل- فضلا عن غيرهم - أعظَمُ الحقوق، وأنه لا يقُوم ببعض ذلك إلا مَن بذل وُسعَه في إجلاله وتوقيره وإعظامه، واستجلاء مناقبه ومآثره وحُكمه وأحكامه، وأن المادحين لجنابه العليّ، والواصفين لكماله الجليّ = لم يصلوا إلى قُلٍّ من كُلٍّ لا حدَّ لنهايته، وغيضٍ من فيضٍ لا وُصولَ إلى غايته.
فإن فضلَ رسول الله ليس له
حدٌّ، فيعرب عنه ناطقٌ بفمِ
فهم مُقصِّرون عما هنالك، قاصرون عن أداء كل ما يتعيَّن من ذلك، كيف وآياتُ الكتاب مُفصِحةٌ عن عُلاه بما يَبهَرُ العقولَ، ومُصرِّحةٌ عن صفاته بما لا يُستطاع إليه الوصول.
وقد قيل:
ماذا عسى الشعراءُ اليوم تمدحُهُ
من بعد ما صرَّحتْ حم تنزيلُ
فعُلِمَ أنه لو بالَغَ الأوَّلون والآخِرون في إحصاء مناقبه لعجَزُوا عن استقصاء ما حبَاه مولاه الكريم من مواهبه، ولكان المُلِمُّ بساحلِ بحرها مُقصِّرا عن حصرِ بعضِ فَخرِها.
ولقد صحَّ لِمُحبّيه أن يُنشدوا فيه:
وعلى تفَنُّنِ واصفِيه بحُسنهِ
يفنى الزمانُ وفيه ما لم يُوصَفِ.
ولابن خطيب الأندلس:
مَدحَتْك آياتُ الكتاب، فما عسى
يُثنِي على عُلياك نظمُ مديحي
وإذا كتاب الله أثنَى مُفصِحًا
كان القُصور قُصارَ كلِّ فصيحِ
قال البدر الزركشي: ولهذا لم يَتعاطَ فحولُ الشعراء المتقدمين- كأبي تمام والبحتري وابن الرومي- مدحَه صلى الله عليه وسلم، وكان مدحُه عندهم من أصعبِ ما يحاولونه، فإن المَعاني- وإن جَلَّت - دون مرتبته، والأوصاف- وإن كملَت - دون وصفه، وكل غلوٍّ في حقه تقصير، فيضيق على البليغ النِطاق، فلا يبلغ إلا قليلا من كثير".
وقال تقي الدين السبكي:
"وخصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تنحصر ولا يستطيع بشر عَدَّها ".
وكل ما ذكره العلماء الذين كتبوا في الشمائل إنما هو بعضٌ مما له صلى الله عليه وسلم؛ ولم يقصِدوا إلى الحصر أصلا، وكيف تكون فضائله معدودة والله يقول في حقه " وكان فضل الله عليك عظيما " وكثير من الأحاديث تدل على أنه عليه السلام خصَّه الله من العلوم والمعارف بما لا يدخل تحت الحصر كما يشير إليه حديثُ اختصام الملأ الأعلى الذي جاء فيه على لسانه الشريف - صلى الله عليه وسلم- " وتجلَّى لي كلُّ شيء وعرفتُ" ومن أراد المراد من هذه الجملة الشريفة فلْيراجع تفسير سورة " ص " للحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله- يُدرِك أن الخَطب جلل وأنه أعظم بكثير مما نتصور.
وقال التقي السبكي : " وإنما قصد الفقهاء في كتاب النكاح ذِكر ما خُصَّ به في النكاح وذكروا معه ما اختُصّ به من الواجبات والمحرمات والتخفيفات وهي أحكام شرعية ... ولم يستوعبوا ".
ولا ينفع المعترضَ في نفي ذلك كله التمسكُ بنحو قوله تعالى " إنما أنا بشر مثلكم" لأنه لم ينفِ عنه أحد من المسلمين وصفَ البشرية، وإنما جاءت هذه الآية ردا على المشركين الذين كانوا يستبعدون أن يُرسل الله بشرا رسولا، فجاءت الآية بإثبات البشرية ولم تنفِ عنه مزيد الاختصاص، ثم وهو بشر أفضلُ قطعا وبإجماع أهل السنة من الملائكة ومن جبريل وميكائيل، فوصفُ البشرية لم يقطع عنه هذا الفضل، ولا الإحاطة بفضائله مستلزمٌ لكونه بشرا.
فلا غلو في محبته صلى الله عليه وسلم، ولا غلو في اعتقاد فضائله؛ بل الواقع أنه لا آخر لها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ما يزال يترقى في معارج القرب ومدارج التكريم ومراتب التخصيص إلى ما لا يحيط بكنهه وغايته إلا الله عز وجل.
والإحاطة بقدره العظيم لم تتحقق لأحد من الأمة؛ فلا يعرف قدرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا ربُّه العليّ تبارك وتقدّس، ونصوص علماء المسلمين تدلُّ على هذا المعنى وتُشير إليه.
قال ابن تيمية- رحمه الله - :
"إن الله تعالى هدانا بنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، وأخرَجَنا به من الظلمات إلى النور، وآتانا ببركة رسالته ويُمنِ سفارته خيرَ الدنيا والآخرة، وكان من ربه بالمنزلة العُليا التي تقاصرتِ العقول والألسنة عن معرفتها ونعتِها، وصارت غايتها من ذلك - بعد التناهي في العلم والبيان - الرجوع إلى عِيِّها وصَمْتِها".
فابن تيمية يصرّح هنا بأن العقول والألسنة مع مبالغتها وتناهيها في العلم والإبانة عن قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي متقاصرة لا تستطيع البلوغ إلى حد النهاية في بيان مقداره العظيم.
وقال ابن حجر الهيتمي- رحمه الله- :
"مِمَّا يَتعيَّن على كل مُكلَّف أن يعتقده: أنَّ كمالات نبيِّنا صلى الله عليه وسلم لا تُحصَى، وأن أحواله وشمائله لا تُستقصَى، وأن خصائصه ومعجزاته لم تجتمع قط في مخلوق، وأن حقَّه على الكُمَّل- فضلا عن غيرهم - أعظَمُ الحقوق، وأنه لا يقُوم ببعض ذلك إلا مَن بذل وُسعَه في إجلاله وتوقيره وإعظامه، واستجلاء مناقبه ومآثره وحُكمه وأحكامه، وأن المادحين لجنابه العليّ، والواصفين لكماله الجليّ = لم يصلوا إلى قُلٍّ من كُلٍّ لا حدَّ لنهايته، وغيضٍ من فيضٍ لا وُصولَ إلى غايته.
فإن فضلَ رسول الله ليس له
حدٌّ، فيعرب عنه ناطقٌ بفمِ
فهم مُقصِّرون عما هنالك، قاصرون عن أداء كل ما يتعيَّن من ذلك، كيف وآياتُ الكتاب مُفصِحةٌ عن عُلاه بما يَبهَرُ العقولَ، ومُصرِّحةٌ عن صفاته بما لا يُستطاع إليه الوصول.
وقد قيل:
ماذا عسى الشعراءُ اليوم تمدحُهُ
من بعد ما صرَّحتْ حم تنزيلُ
فعُلِمَ أنه لو بالَغَ الأوَّلون والآخِرون في إحصاء مناقبه لعجَزُوا عن استقصاء ما حبَاه مولاه الكريم من مواهبه، ولكان المُلِمُّ بساحلِ بحرها مُقصِّرا عن حصرِ بعضِ فَخرِها.
ولقد صحَّ لِمُحبّيه أن يُنشدوا فيه:
وعلى تفَنُّنِ واصفِيه بحُسنهِ
يفنى الزمانُ وفيه ما لم يُوصَفِ.
ولابن خطيب الأندلس:
مَدحَتْك آياتُ الكتاب، فما عسى
يُثنِي على عُلياك نظمُ مديحي
وإذا كتاب الله أثنَى مُفصِحًا
كان القُصور قُصارَ كلِّ فصيحِ
قال البدر الزركشي: ولهذا لم يَتعاطَ فحولُ الشعراء المتقدمين- كأبي تمام والبحتري وابن الرومي- مدحَه صلى الله عليه وسلم، وكان مدحُه عندهم من أصعبِ ما يحاولونه، فإن المَعاني- وإن جَلَّت - دون مرتبته، والأوصاف- وإن كملَت - دون وصفه، وكل غلوٍّ في حقه تقصير، فيضيق على البليغ النِطاق، فلا يبلغ إلا قليلا من كثير".
وقال تقي الدين السبكي:
"وخصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تنحصر ولا يستطيع بشر عَدَّها ".
وكل ما ذكره العلماء الذين كتبوا في الشمائل إنما هو بعضٌ مما له صلى الله عليه وسلم؛ ولم يقصِدوا إلى الحصر أصلا، وكيف تكون فضائله معدودة والله يقول في حقه " وكان فضل الله عليك عظيما " وكثير من الأحاديث تدل على أنه عليه السلام خصَّه الله من العلوم والمعارف بما لا يدخل تحت الحصر كما يشير إليه حديثُ اختصام الملأ الأعلى الذي جاء فيه على لسانه الشريف - صلى الله عليه وسلم- " وتجلَّى لي كلُّ شيء وعرفتُ" ومن أراد المراد من هذه الجملة الشريفة فلْيراجع تفسير سورة " ص " للحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله- يُدرِك أن الخَطب جلل وأنه أعظم بكثير مما نتصور.
وقال التقي السبكي : " وإنما قصد الفقهاء في كتاب النكاح ذِكر ما خُصَّ به في النكاح وذكروا معه ما اختُصّ به من الواجبات والمحرمات والتخفيفات وهي أحكام شرعية ... ولم يستوعبوا ".
ولا ينفع المعترضَ في نفي ذلك كله التمسكُ بنحو قوله تعالى " إنما أنا بشر مثلكم" لأنه لم ينفِ عنه أحد من المسلمين وصفَ البشرية، وإنما جاءت هذه الآية ردا على المشركين الذين كانوا يستبعدون أن يُرسل الله بشرا رسولا، فجاءت الآية بإثبات البشرية ولم تنفِ عنه مزيد الاختصاص، ثم وهو بشر أفضلُ قطعا وبإجماع أهل السنة من الملائكة ومن جبريل وميكائيل، فوصفُ البشرية لم يقطع عنه هذا الفضل، ولا الإحاطة بفضائله مستلزمٌ لكونه بشرا.
فلا غلو في محبته صلى الله عليه وسلم، ولا غلو في اعتقاد فضائله؛ بل الواقع أنه لا آخر لها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ما يزال يترقى في معارج القرب ومدارج التكريم ومراتب التخصيص إلى ما لا يحيط بكنهه وغايته إلا الله عز وجل.
Forwarded from مخطوطات العقيدة والمنطق
في حاشية الدسوقي على شرح صغرى السنوسي ما نصه: قوله: (كَيْفَ أَكَلَهُ - أي البطيخ -) أي: لم يثبت عندي جواب هذا الاستفهام، وهو أنَّه أكله بقشره أو بغير قشره، وهل تناوله قطعاً أو نحتاً بالأسنان؟
ولكن ذكر بعضهم - كما في «الشَّيخ ياسين» -: أنَّه ثبت أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان يشقق البِطيخ بقشره، ويأخذ الشِّقَّة يأكل منها مِن ناحية اليمين حتَّى يصل لنصفها، فيُديرها بأن يجعل ما كان منها جهة اليسار جهة اليمين، ويأكل منها إلى أن يصل للموضع الَّذي وصل إليه، ويرمي القشر ولا يأكله.
ولكن ذكر بعضهم - كما في «الشَّيخ ياسين» -: أنَّه ثبت أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان يشقق البِطيخ بقشره، ويأخذ الشِّقَّة يأكل منها مِن ناحية اليمين حتَّى يصل لنصفها، فيُديرها بأن يجعل ما كان منها جهة اليسار جهة اليمين، ويأكل منها إلى أن يصل للموضع الَّذي وصل إليه، ويرمي القشر ولا يأكله.
الدُّرّ النَّثِير
في حاشية الدسوقي على شرح صغرى السنوسي ما نصه: قوله: (كَيْفَ أَكَلَهُ - أي البطيخ -) أي: لم يثبت عندي جواب هذا الاستفهام، وهو أنَّه أكله بقشره أو بغير قشره، وهل تناوله قطعاً أو نحتاً بالأسنان؟ ولكن ذكر بعضهم - كما في «الشَّيخ ياسين» -: أنَّه ثبت أنَّه صلَّى…
تتمة مفيدة منقولة عن مولانا الأستاذ الشيخ أحمد المشهور، نفع الله به:
هذا الكلام أصله للإمام المقَّري في حاشيته الصغرى على أم البراهين، والبعض المذكور في حاشية الشيخ ياسين هو عم الإمام المقَّري مفتي الإسلام سعيد المقَّري، وقد علَّق الإمام المقَّري على مسألة ثبوته عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه بأنه لم يره في كتب الحديث.
هذا الكلام أصله للإمام المقَّري في حاشيته الصغرى على أم البراهين، والبعض المذكور في حاشية الشيخ ياسين هو عم الإمام المقَّري مفتي الإسلام سعيد المقَّري، وقد علَّق الإمام المقَّري على مسألة ثبوته عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه بأنه لم يره في كتب الحديث.
Forwarded from أحمد عبد الحميد 🔻 (تقييد الخطَرات)
من الآثار العجيبة للحُبّ أن يتتبع المحبّ مواقع مراشفِ حبيبه، فيؤثر أن يلاقي بمراشفه موقع مراشفه، ويحرص عليها، وألا يؤثر بسُؤره الدنيا كُلَّها!
..
..
الدُّرّ النَّثِير
من الآثار العجيبة للحُبّ أن يتتبع المحبّ مواقع مراشفِ حبيبه، فيؤثر أن يلاقي بمراشفه موقع مراشفه، ويحرص عليها، وألا يؤثر بسُؤره الدنيا كُلَّها! ..
فما بالك لو كان الراشف هو سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يصنع هذا مع محبوبته أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- ففي صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعطيني العَظْمَ فأتعَرّقُه، ثم يأخذه فَيُدِيره حتى يَضَعَ فاه على موضعِ فمي".
فأتعرقه : أي آخُذ اللحمَ الذي عليه بأسناني.
وبلغ من شدة حبه لها ما جاء في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنه لَيُهَوِّن عليَّ الموتَ أني رأيتُ بياضَ كَفِّ عائشة في الجَنّة".
قال الحافظ ابن رجب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحِبّ عائشة رضي الله عنها حُبّا شديدا، حتى لا يكاد يصبر عنها، فمُثِّلَتْ له بين يديه في الجنة لِيُهوَّن عليه موتُه، فإن العيش إنما يَطِيب باجتماع الأحِبَّة.
فأتعرقه : أي آخُذ اللحمَ الذي عليه بأسناني.
وبلغ من شدة حبه لها ما جاء في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنه لَيُهَوِّن عليَّ الموتَ أني رأيتُ بياضَ كَفِّ عائشة في الجَنّة".
قال الحافظ ابن رجب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحِبّ عائشة رضي الله عنها حُبّا شديدا، حتى لا يكاد يصبر عنها، فمُثِّلَتْ له بين يديه في الجنة لِيُهوَّن عليه موتُه، فإن العيش إنما يَطِيب باجتماع الأحِبَّة.
من النصوص البلاغية المهجورة كتابُ" التبيان في البيان" للعلامة الطِيبي صاحب الحاشية المشهورة على " الكشاف" المسماة " فتوح الغيب".
ومن أراد فهمَ دقائق الكشاف والمعرفة بأسرار حاشية الطيبي وإشاراته البيانية فلا بد من مطالعة الكتاب المذكور، وبهذا صرَّح تلميذُه عليّ بن عيسى الذي شرح كتاب التبيان في كتابٍ أسماه" حدائق البيان في شرح التبيان" كتَبه في حياة شيخه الطِيبي وأطْلعه عليه وارتضاه.
قال في مقدّمَته: " إن كتاب التبيان كالمفتاح للفُتُوح - يعني فتوح الغيب - ؛ لأنه يكشف حقائقه ويبيِّن دقائقه ويُحكِم قواعده ويحُلُّ مَعاقده، فلا بد للطالب من أن يُقدِّم بين يدَيِ الفُتوح كتابَ التبيان وشرْحَه.
وهو - أدام الله معاليه- كثيرُ الاهتمام بحالي، عظيم الامتنان كامل الرعاية وافر العناية، مُنعِمٌ عليَّ بمَزيد الإرشاد والإسعاد وإفاضة الخيرات والمَبرَّات، ولو أنَّ لي في كل مَنبِت شعرةٍ لسانا أبُثُّ به الشُكر كنتُ مُقصِّرا:
نعم، إذا عجَز الإنسانُ عن شُكر نعمةٍ
وقال: جزاه الله خيرا فقد كفَى".
ومن أراد فهمَ دقائق الكشاف والمعرفة بأسرار حاشية الطيبي وإشاراته البيانية فلا بد من مطالعة الكتاب المذكور، وبهذا صرَّح تلميذُه عليّ بن عيسى الذي شرح كتاب التبيان في كتابٍ أسماه" حدائق البيان في شرح التبيان" كتَبه في حياة شيخه الطِيبي وأطْلعه عليه وارتضاه.
قال في مقدّمَته: " إن كتاب التبيان كالمفتاح للفُتُوح - يعني فتوح الغيب - ؛ لأنه يكشف حقائقه ويبيِّن دقائقه ويُحكِم قواعده ويحُلُّ مَعاقده، فلا بد للطالب من أن يُقدِّم بين يدَيِ الفُتوح كتابَ التبيان وشرْحَه.
وهو - أدام الله معاليه- كثيرُ الاهتمام بحالي، عظيم الامتنان كامل الرعاية وافر العناية، مُنعِمٌ عليَّ بمَزيد الإرشاد والإسعاد وإفاضة الخيرات والمَبرَّات، ولو أنَّ لي في كل مَنبِت شعرةٍ لسانا أبُثُّ به الشُكر كنتُ مُقصِّرا:
نعم، إذا عجَز الإنسانُ عن شُكر نعمةٍ
وقال: جزاه الله خيرا فقد كفَى".
الدُّرّ النَّثِير
Photo
هذه الطبعة الثانية للكتاب، وأحمد الله تعالى على توفيقه. وقد نفد الكتاب من الأسواق من زمان، وكثر علي طلب الإخوة والأحباب وطلبة العلم بإعادة نشره. فأعدت النظر في الكتاب وزدت أشياء، وعدلت أشياء قليلة. فمما زدته:
1. قارنت مواضع من الكتاب بنسختين أخريين:
أ. نسخة مكتبة لاله لي، ٢٢٥٠-مكرر. نسخت سنة ١١٥١ هـ. رمزت لها بحرف "ل".
ب. نسخة مكتبة نورعثمانية، ٢١٥٤. رمزت لها بحرف "ن".
وكلتاهما نسختان معنيّ بهما، على طرتهما نقول وتعليقات كثيرة، أما النقول من الكتب المشهورة فلم أنقلها، ووجدت منهوات قليلة فنقلتها، ووجدت كذلك على طرة نسخة نورعثمانية تعليقات لفاضل اسمه "علي الأرزنجاني" نقلتها كلها وصدرت تعليقاته باسمه. ولم أجد ترجمته في المصادر الموجودة عندي، ولكن يظهر من تعليقه على ذيل البيت ٤٩ في مبحث المعدوم أنه درس على الشيخ العلامة يحيى الشاوي الجزائري المالكي، المتوفى سنة ١٠٩٦ هـ رحمه الله حيث ذكره بـ"شيخنا العلامة يحيى الجزائري". وقد ذُكر في ترجمته أنه رحل إلى بلاد الروم، فالظاهر أن يكون هذا الفاضل ممن استفاد من الشيخ الشاوي رحمه الله في رحلته تلك.
2. زدت تعليقات جديدة بدتْ لي حين قراءة بعض الطلبة الأحباب عليَّ هذا الكتاب، ورأيت من المفيد تقييد بعضها.
وأسأل الله تعالى أن ينفع بالعمل، ويجعله ذخرًا لهذا الفقير الحقير يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
مولانا الشيخ عبد الحميد التركماني.
1. قارنت مواضع من الكتاب بنسختين أخريين:
أ. نسخة مكتبة لاله لي، ٢٢٥٠-مكرر. نسخت سنة ١١٥١ هـ. رمزت لها بحرف "ل".
ب. نسخة مكتبة نورعثمانية، ٢١٥٤. رمزت لها بحرف "ن".
وكلتاهما نسختان معنيّ بهما، على طرتهما نقول وتعليقات كثيرة، أما النقول من الكتب المشهورة فلم أنقلها، ووجدت منهوات قليلة فنقلتها، ووجدت كذلك على طرة نسخة نورعثمانية تعليقات لفاضل اسمه "علي الأرزنجاني" نقلتها كلها وصدرت تعليقاته باسمه. ولم أجد ترجمته في المصادر الموجودة عندي، ولكن يظهر من تعليقه على ذيل البيت ٤٩ في مبحث المعدوم أنه درس على الشيخ العلامة يحيى الشاوي الجزائري المالكي، المتوفى سنة ١٠٩٦ هـ رحمه الله حيث ذكره بـ"شيخنا العلامة يحيى الجزائري". وقد ذُكر في ترجمته أنه رحل إلى بلاد الروم، فالظاهر أن يكون هذا الفاضل ممن استفاد من الشيخ الشاوي رحمه الله في رحلته تلك.
2. زدت تعليقات جديدة بدتْ لي حين قراءة بعض الطلبة الأحباب عليَّ هذا الكتاب، ورأيت من المفيد تقييد بعضها.
وأسأل الله تعالى أن ينفع بالعمل، ويجعله ذخرًا لهذا الفقير الحقير يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
مولانا الشيخ عبد الحميد التركماني.
لطيفة :
__
بعد أن عرَض السيد الشريف الجرجاني خلاف العلماء في اشتقاق اسم " الله" عقَّب بقوله:
" اعلم أنَّ العقلاء كما تاهوا في ذات الله وصفاته؛ لاحتِجابها بأنوار العظَمة وأستار الجبروت، كذلك تَحيَّروا في لفظ" الله" كأنه انعكَس إليه من مُسمَّاه أَشِعَّةٌ من تلك الأنوار قهَرتْ أعيُن المُستبصِرين عن إدراكه؛ فاختلفوا: أسُريانيٌّ هو أم عربيّ؟ اسم أو صفة؟ مشتقٌّ وممَّ اشتقاقه وما أصلُه؟ أو غير مشتقّ ؟ علَمٌ أو غير علَم ؟".
فسَرى التحيُّر في المُسمّى إلى الاسم.
__
بعد أن عرَض السيد الشريف الجرجاني خلاف العلماء في اشتقاق اسم " الله" عقَّب بقوله:
" اعلم أنَّ العقلاء كما تاهوا في ذات الله وصفاته؛ لاحتِجابها بأنوار العظَمة وأستار الجبروت، كذلك تَحيَّروا في لفظ" الله" كأنه انعكَس إليه من مُسمَّاه أَشِعَّةٌ من تلك الأنوار قهَرتْ أعيُن المُستبصِرين عن إدراكه؛ فاختلفوا: أسُريانيٌّ هو أم عربيّ؟ اسم أو صفة؟ مشتقٌّ وممَّ اشتقاقه وما أصلُه؟ أو غير مشتقّ ؟ علَمٌ أو غير علَم ؟".
فسَرى التحيُّر في المُسمّى إلى الاسم.
تَصْطَلِم العقول، ويعترك الأقران، وتضلُّ بك نفسك في مهاوي الأفكار واختلاف المذاهب وتشتُّت الآراء، فحقٌّ وباطل، وقريبٌ وبعيد، ونفسك فيها بين ذهابٍ وجَيئة، وإقبال وإحجام، وثمَّة حقيقةٌ واحدة مُطلقة لا تذوَى على الدهر، لا يُبدِّلها كثرة الأقوال ولا تلبيسات الرجال، بها حقيقةُ ذاتك إن خافتِ التِيه أو وقعَتْ به، هي بابُ نفسك الأول من عهد ألستُ بربكم، وهي ملاذها الأخير الآمن بتصديق" وإليه تُرجعون".
" " اعلم أن الحق المُطلق هو الله جل جلاله، والصدقُ المَحضُ معرفتُه، والإقرار بوحدانيته".
آمنت بالله ورسوله.
" " اعلم أن الحق المُطلق هو الله جل جلاله، والصدقُ المَحضُ معرفتُه، والإقرار بوحدانيته".
آمنت بالله ورسوله.
أما قوله: " الله " فاعلموا أيها الناس أني أقول طول حياتي :"الله"، فإذا متُّ أقول:" الله"، وإذا سُئلت في القبر أقول: الله، وإذا جئتُ يوم القيامة أقول: الله، وإذا أخذتُ الكتاب أقول: الله، وإذا وُزِنتْ أعمالي أقول: الله، وإذا جُزتُ الصراط أقول: الله، وإذا دخلتُ الجنة أقول: الله، وإذا رأيتُ الله قلتُ: الله.
- الإمام الرازي-
- الإمام الرازي-