بَابُ الاشَارَةِ وَالنَّصِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ ابي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ إِنَّ الْحُسَيْنَ بن علي (عَلَيْهما السَّلام) لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ دَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرَى فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلام) فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً وَوَصِيَّةً ظَاهِرَةً وَكَانَ عَلِيُّ بن الحسين (عَلَيْهما السَّلام) مَبْطُوناً مَعَهُمْ لا يَرَوْنَ إِلا أَنَّهُ لِمَا بِهِ فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلَى عَلِيِّ بن الحسين (عَلَيْهما السَّلام) ثُمَّ صَارَ وَالله ذَلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا يَا زِيَادُ قَالَ قُلْتُ مَا فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ قَالَ فِيهِ وَالله مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ خَلَقَ الله آدَمَ إِلَى أَنْ تَفْنَى الدُّنْيَا وَالله إِنَّ فِيهِ الْحُدُودَ حَتَّى أَنَّ فِيهِ أَرْشَ الْخَدْشِ.
📚الكافي
✍ للشيخ الكليني
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ ابي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ إِنَّ الْحُسَيْنَ بن علي (عَلَيْهما السَّلام) لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ دَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرَى فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلام) فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً وَوَصِيَّةً ظَاهِرَةً وَكَانَ عَلِيُّ بن الحسين (عَلَيْهما السَّلام) مَبْطُوناً مَعَهُمْ لا يَرَوْنَ إِلا أَنَّهُ لِمَا بِهِ فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلَى عَلِيِّ بن الحسين (عَلَيْهما السَّلام) ثُمَّ صَارَ وَالله ذَلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا يَا زِيَادُ قَالَ قُلْتُ مَا فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ قَالَ فِيهِ وَالله مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ خَلَقَ الله آدَمَ إِلَى أَنْ تَفْنَى الدُّنْيَا وَالله إِنَّ فِيهِ الْحُدُودَ حَتَّى أَنَّ فِيهِ أَرْشَ الْخَدْشِ.
📚الكافي
✍ للشيخ الكليني
ولادة زين العابدين (ع)
بالمدينة يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة و يقال يوم الخميس لتسع خلون من شعبان سنة ثمان و ثلاثين من الهجرة قبل وفاة أمير المؤمنين بسنتين و قيل سنة سبع و قيل سنة ست فبقي مع جده أمير المؤمنين أربع سنين و مع عمه الحسن عشر سنين و مع أبيه عشر سنين و يقال مع جده سنتين و مع عمه اثنتي عشرة سنة و مع أبيه ثلاث عشرة سنة و أقام بعد أبيه خمسا و ثلاثين سنة .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
بالمدينة يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة و يقال يوم الخميس لتسع خلون من شعبان سنة ثمان و ثلاثين من الهجرة قبل وفاة أمير المؤمنين بسنتين و قيل سنة سبع و قيل سنة ست فبقي مع جده أمير المؤمنين أربع سنين و مع عمه الحسن عشر سنين و مع أبيه عشر سنين و يقال مع جده سنتين و مع عمه اثنتي عشرة سنة و مع أبيه ثلاث عشرة سنة و أقام بعد أبيه خمسا و ثلاثين سنة .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
ألقاب الإمام علي بن الحسين (ع)
زين العابدين و سيد العابدين و زين الصالحين و وارث علم النبيين و وصي الوصيين و خازن وصايا المرسلين و إمام المؤمنين و منار القانتين و الخاشعين و المتهجد و الزاهد و العابد و العدل و البكاء و السجاد و ذو الثفنات إمام الأمة و أبو الأئمة و منه تناسل ولد الحسين (عليه السلام) .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
زين العابدين و سيد العابدين و زين الصالحين و وارث علم النبيين و وصي الوصيين و خازن وصايا المرسلين و إمام المؤمنين و منار القانتين و الخاشعين و المتهجد و الزاهد و العابد و العدل و البكاء و السجاد و ذو الثفنات إمام الأمة و أبو الأئمة و منه تناسل ولد الحسين (عليه السلام) .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
كنية الإمام علي بن الحسين (ع)
أبو الحسن و الخاص و أبو محمد و يقال أبو القاسم و روي أنه كني بأبي بكر .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
أبو الحسن و الخاص و أبو محمد و يقال أبو القاسم و روي أنه كني بأبي بكر .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
أم السجاد (ع)
شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار الكسرى و يسمونها أيضا شاهزنان و جهان بانويه و سلافة و خولة و قالوا شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز و يقال هي برة بنت النوشجان و الصحيح هو الأول و كان أمير المؤمنين (عليه السلام) سماها مريم و يقال سماها فاطمة و كانت تدعى سيدة النساء .
و كان بابه يحيى ابن أم الطويل المطعمي .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار الكسرى و يسمونها أيضا شاهزنان و جهان بانويه و سلافة و خولة و قالوا شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز و يقال هي برة بنت النوشجان و الصحيح هو الأول و كان أمير المؤمنين (عليه السلام) سماها مريم و يقال سماها فاطمة و كانت تدعى سيدة النساء .
و كان بابه يحيى ابن أم الطويل المطعمي .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
أبناء سيد الساجدين (ع)
اثنا عشر من أمهات الأولاد إلا اثنين محمد الباقر و عبد الله الباهر أمهما أم عبد الله بنت الحسن بن علي و أبو الحسين زيد الشهيد بالكوفة و عمر توأم و الحسين الأصغر و عبد الرحمن و سليمان توأم و الحسن و الحسين و عبيد الله توأم و محمد الأصغر فرد و علي و هو أصغر ولده و خديجة فرد و يقال لم يكن له بنت و يقال له ولد فاطمة و علية و أم كلثوم .
أعقب منهم محمد الباقر و عبد الله الباهر و زيد بن علي و عمر بن علي و علي بن علي و الحسين الأصغر .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
اثنا عشر من أمهات الأولاد إلا اثنين محمد الباقر و عبد الله الباهر أمهما أم عبد الله بنت الحسن بن علي و أبو الحسين زيد الشهيد بالكوفة و عمر توأم و الحسين الأصغر و عبد الرحمن و سليمان توأم و الحسن و الحسين و عبيد الله توأم و محمد الأصغر فرد و علي و هو أصغر ولده و خديجة فرد و يقال لم يكن له بنت و يقال له ولد فاطمة و علية و أم كلثوم .
أعقب منهم محمد الباقر و عبد الله الباهر و زيد بن علي و عمر بن علي و علي بن علي و الحسين الأصغر .
📚مناقب ال ابي طالب
✍لابن شهرآشوب
أبو السجاد (ع)
الإمام الحسين (عليه السلام) أحد سيِّدَيْ شباب أهل الجنّة، سبط الرسول وريحانته ومن قال فيه جدّه(صلى الله عليه وآله): «حسين منّي وأنا من حسين»، وهو الذي استشهد في كربلاء يوم عاشوراء دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.
وهو أحد الأئمّة الاثني عشر (عليهم السلام) الذين نصّ عليهم النبىّ(صلى الله عليه وآله) كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما، إذ قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش»
📚إعلام الهداية
الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)
الإمام الحسين (عليه السلام) أحد سيِّدَيْ شباب أهل الجنّة، سبط الرسول وريحانته ومن قال فيه جدّه(صلى الله عليه وآله): «حسين منّي وأنا من حسين»، وهو الذي استشهد في كربلاء يوم عاشوراء دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.
وهو أحد الأئمّة الاثني عشر (عليهم السلام) الذين نصّ عليهم النبىّ(صلى الله عليه وآله) كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما، إذ قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش»
📚إعلام الهداية
الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)
مظاهر من شخصيّة الإمام زين العابدين(عليه السلام)
الحـلـم :
كان الإمام من أعظم الناس حلماً، وأكظمهم للغيظ، فمن صور حلمه التي رواها المؤرّخون :
1 ـ كانت له جارية تسكب على يديه الماء إذا أراد الوضوء للصلاة، فسقط الإبريق من يدها على وجهه الشريف فشجّه، فبادرت الجارية قائلة: إنّ الله عزّوجلّ يقول: (والكاظمين الغيظ) وأسرع الإمام قائلاً : «كظمت غيظي»، وطمعت الجارية في حلم الإمام ونبله، فراحت تطلب منه المزيد قائلة: (والعافين عن الناس) فقال الإمام(عليه السلام): «عفا الله عنك»، ثمّ قالت: (والله يحبّ المحسنين) فقال (عليه السلام) لها: «إذهبي فأنت حرّة»
2 ـ سبّه لئيمٌ فأشاح(عليه السلام) بوجهه عنه، فقال له اللئيم: إيّاك أعني... وأسرع الإمام قائلاً: «وعنك اُغضي...» وتركه الإمام ولم يقابله بالمثل
3 ـ ومن عظيم حلمه (عليه السلام): أنّ رجلاً افترى عليه وبالغ في سبّه، فقال(عليه السلام) له: «إن كُنّا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك...»
📚إعلام الهداية
الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)
الحـلـم :
كان الإمام من أعظم الناس حلماً، وأكظمهم للغيظ، فمن صور حلمه التي رواها المؤرّخون :
1 ـ كانت له جارية تسكب على يديه الماء إذا أراد الوضوء للصلاة، فسقط الإبريق من يدها على وجهه الشريف فشجّه، فبادرت الجارية قائلة: إنّ الله عزّوجلّ يقول: (والكاظمين الغيظ) وأسرع الإمام قائلاً : «كظمت غيظي»، وطمعت الجارية في حلم الإمام ونبله، فراحت تطلب منه المزيد قائلة: (والعافين عن الناس) فقال الإمام(عليه السلام): «عفا الله عنك»، ثمّ قالت: (والله يحبّ المحسنين) فقال (عليه السلام) لها: «إذهبي فأنت حرّة»
2 ـ سبّه لئيمٌ فأشاح(عليه السلام) بوجهه عنه، فقال له اللئيم: إيّاك أعني... وأسرع الإمام قائلاً: «وعنك اُغضي...» وتركه الإمام ولم يقابله بالمثل
3 ـ ومن عظيم حلمه (عليه السلام): أنّ رجلاً افترى عليه وبالغ في سبّه، فقال(عليه السلام) له: «إن كُنّا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك...»
📚إعلام الهداية
الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)
مظاهر من شخصيّة الإمام زين العابدين(عليه السلام)
السخاء :
أجمع المؤرِّخون على أنّه كان من أسخى الناس وأنداهم كفّاً، وأبرَّهم بالفقراء والضعفاء، وقد نقلوا نوادر كثيرة من فيض جوده، منها:
1 ـ مرض محمّد بن اُسامة فعاده الإمام (عليه السلام) ، ولمّا استقرّ به المجلس أجهش محمّد بالبكاء، فقال له الإمام(عليه السلام): ما يبكيك؟ فقال: عليّ دين، فقال له الإمام: كم هو؟ فأجاب: خمسة عشر ألف دينار، فقال له الإمام(عليه السلام): هي عليّ، ولم يقم الإمام من مجلسه حتى دفعها له
2 ـ ومن كرمه وسخائه أنّه كان يطعم الناس إطعاماً عامّاً في كلّ يوم، وذلك في وقت الظهر في داره
3 ـ وكان يعول مائة بيت في السرّ، وكان في كلّ بيت جماعة من الناس
📚إعلام الهداية
الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)
السخاء :
أجمع المؤرِّخون على أنّه كان من أسخى الناس وأنداهم كفّاً، وأبرَّهم بالفقراء والضعفاء، وقد نقلوا نوادر كثيرة من فيض جوده، منها:
1 ـ مرض محمّد بن اُسامة فعاده الإمام (عليه السلام) ، ولمّا استقرّ به المجلس أجهش محمّد بالبكاء، فقال له الإمام(عليه السلام): ما يبكيك؟ فقال: عليّ دين، فقال له الإمام: كم هو؟ فأجاب: خمسة عشر ألف دينار، فقال له الإمام(عليه السلام): هي عليّ، ولم يقم الإمام من مجلسه حتى دفعها له
2 ـ ومن كرمه وسخائه أنّه كان يطعم الناس إطعاماً عامّاً في كلّ يوم، وذلك في وقت الظهر في داره
3 ـ وكان يعول مائة بيت في السرّ، وكان في كلّ بيت جماعة من الناس
📚إعلام الهداية
الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)
مظاهر من شخصيّة الإمام زين العابدين(عليه السلام)
تعامله مع الفقراء :
أ ـ تكريمه للفقراء : كان(عليه السلام) يحتفي بالفقراء ويرعى عواطفهم ومشاعرهم، فكان إذا أعطى سائلاً قبّله، حتى لا يُرى عليه أثر الذلّ والحاجة، وكان إذا قصده سائل رحّب به وقال له: «مرحباً بمن يحمل زادي إلى دار الآخرة»
ب ـ عطفه على الفقراء: كان(عليه السلام) كثير العطف والحنان على الفقراء والمساكين، وكان يعجبه أن يحضر على مائدة طعامه اليتامى والأضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده، كما كان يحمل لهم الطعام أو الحطب على ظهره حتى يأتي باباً من أبوابهم فيناولهم إيّاه. وبلغ من مراعاته لجانب الفقراء والعطف عليهم أنّه كره اجتذاذ النخل في الليل; وذلك لعدم حضور الفقراء في هذا الوقت فيحرمون من العطاء، فقد قال(عليه السلام) لقهرمانه وقد جذّ نخلاً له من آخر الليل: «لا تفعل، ألا تعلم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن الحصاد والجذاذ بالليل؟!». وكان يقول: «الضغث تعطيه من يسأل فذلك حقه يوم حصاده»
ج ـ نهيه عن ردّ السائل: ونهى الإمام(عليه السلام) عن ردّ السائل; وذلك لما له من المضاعفات السيّئة التي منها زوال النعمة وفجأة النقمة.
وأكد الإمام(عليه السلام) على ضرورة ذلك في كثير من أحاديثه، فقد روى أبو حمزة الثمالي، قال: صلّيت مع عليّ بن الحسين الفجر بالمدينة يوم جمعة، فلمّا فرغ من صلاته نهض إلى منزله وأنا معه، فدعا مولاةً له تسمّى سكينة، فقال لها: «لا يعبر على بابي سائل إلاّ أطعمتموه فإنّ اليوم جمعة»،فقال له أبو حمزة: ليس من يسأل مستحقاً، فقال(عليه السلام): «أخاف أن يكون بعض من يسألنا مستحقاً فلا نطعمه، ونردّه فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله، أطعموهم، أطعموهم، إنّ يعقوب كان يذبح كلّ يوم كبشاً فيتصدّق منه، ويأكل منه هو وعياله، وإنّ سائلاً مؤمناً صوّاماً مستحقّاً، له عند الله منزلة اجتاز على باب يعقوب يوم جمعة عند أوان إفطاره، فجعل يهتف على بابه: أطعموا السائل الغريب الجائع من فضل طعامكم، وهم يسمعونه، قد جهلوا حقّه، ولم يصدّقوا قوله، فلمّا يئس منهم وغشيه الليل مضى على وجهه، وبات طاوياً يشكو جوعه إلى الله، وبات يعقوب وآل يعقوب شباعاً بطاناً وعندهم فضلة من طعامهم، فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت عبدي ذلة استجررت بها غضبي، واستوجبت بها أدبي ونزول عقوبتي، وبلواي عليك وعلى ولدك، يا يعقوب أحبّ أنبيائي إليّ وأكرمهم عليّ من رحم مساكين عبادي وقرّبهم إليه وأطعمهم وكان لهم مأوى وملجأ، أما رحمت عبدي المجتهد في عبادته، القانع باليسير من ظاهر الدنيا؟! أما وعزّتي لأنزلنّ بك بلواي، ولأجعلنّك وولدك غرضاً للمصائب. فقال أبو حمزة: جعلت فداك متى رأى يوسف الرؤيا؟ قال(عليه السلام): في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وآله شباعاً وبات السائل الفقير طاوياً جائعاً»
📚إعلام الهداية
الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)
تعامله مع الفقراء :
أ ـ تكريمه للفقراء : كان(عليه السلام) يحتفي بالفقراء ويرعى عواطفهم ومشاعرهم، فكان إذا أعطى سائلاً قبّله، حتى لا يُرى عليه أثر الذلّ والحاجة، وكان إذا قصده سائل رحّب به وقال له: «مرحباً بمن يحمل زادي إلى دار الآخرة»
ب ـ عطفه على الفقراء: كان(عليه السلام) كثير العطف والحنان على الفقراء والمساكين، وكان يعجبه أن يحضر على مائدة طعامه اليتامى والأضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده، كما كان يحمل لهم الطعام أو الحطب على ظهره حتى يأتي باباً من أبوابهم فيناولهم إيّاه. وبلغ من مراعاته لجانب الفقراء والعطف عليهم أنّه كره اجتذاذ النخل في الليل; وذلك لعدم حضور الفقراء في هذا الوقت فيحرمون من العطاء، فقد قال(عليه السلام) لقهرمانه وقد جذّ نخلاً له من آخر الليل: «لا تفعل، ألا تعلم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن الحصاد والجذاذ بالليل؟!». وكان يقول: «الضغث تعطيه من يسأل فذلك حقه يوم حصاده»
ج ـ نهيه عن ردّ السائل: ونهى الإمام(عليه السلام) عن ردّ السائل; وذلك لما له من المضاعفات السيّئة التي منها زوال النعمة وفجأة النقمة.
وأكد الإمام(عليه السلام) على ضرورة ذلك في كثير من أحاديثه، فقد روى أبو حمزة الثمالي، قال: صلّيت مع عليّ بن الحسين الفجر بالمدينة يوم جمعة، فلمّا فرغ من صلاته نهض إلى منزله وأنا معه، فدعا مولاةً له تسمّى سكينة، فقال لها: «لا يعبر على بابي سائل إلاّ أطعمتموه فإنّ اليوم جمعة»،فقال له أبو حمزة: ليس من يسأل مستحقاً، فقال(عليه السلام): «أخاف أن يكون بعض من يسألنا مستحقاً فلا نطعمه، ونردّه فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله، أطعموهم، أطعموهم، إنّ يعقوب كان يذبح كلّ يوم كبشاً فيتصدّق منه، ويأكل منه هو وعياله، وإنّ سائلاً مؤمناً صوّاماً مستحقّاً، له عند الله منزلة اجتاز على باب يعقوب يوم جمعة عند أوان إفطاره، فجعل يهتف على بابه: أطعموا السائل الغريب الجائع من فضل طعامكم، وهم يسمعونه، قد جهلوا حقّه، ولم يصدّقوا قوله، فلمّا يئس منهم وغشيه الليل مضى على وجهه، وبات طاوياً يشكو جوعه إلى الله، وبات يعقوب وآل يعقوب شباعاً بطاناً وعندهم فضلة من طعامهم، فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت عبدي ذلة استجررت بها غضبي، واستوجبت بها أدبي ونزول عقوبتي، وبلواي عليك وعلى ولدك، يا يعقوب أحبّ أنبيائي إليّ وأكرمهم عليّ من رحم مساكين عبادي وقرّبهم إليه وأطعمهم وكان لهم مأوى وملجأ، أما رحمت عبدي المجتهد في عبادته، القانع باليسير من ظاهر الدنيا؟! أما وعزّتي لأنزلنّ بك بلواي، ولأجعلنّك وولدك غرضاً للمصائب. فقال أبو حمزة: جعلت فداك متى رأى يوسف الرؤيا؟ قال(عليه السلام): في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وآله شباعاً وبات السائل الفقير طاوياً جائعاً»
📚إعلام الهداية
الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)
سلوك الإمام زين العابدين (ع) مع نفسه
إن الكثير من الناس يسير في حياته نحو الإفراط أو التفريط فتختل الموازين الاجتماعية والنفسية بذلك.
فهناك عابد جاهل، وآخر متعلم لا دين له..
وهناك غني بخيل، وفقير لا يملك شيئاً ولكنه كريم النفس..
وهناك جبان خائف وهناك متهور يضر بنفسه والآخرين..
وهكذا في سائر الأمور التي لم يراع فيها قانون الإسلام وهو رعاية حد الوسط في الأمور.
قال تعالى: ] وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً[
وقال (ع) : «خير الأمور أوسطها»
وقال أبو عبد الله (ع) : في باب الجبر والتفويض: «لا جبر
ولا تفويض بل أمر بين الأمرين»
إن الإسلام قد حدد جميع الموازين الدقيقة للموضوعات والأحكام في حياة الإنسان مع نفسه والآخرين، بحيث لا يكون إفراط ولا تفريط.
والميزان لمعرفة ذلك هو رسول الله (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) بأقوالهم وأفعالهم وسيرتهم العطرة.
فقد تجلت كافة الجوانب الأخلاقية والآداب الإسلامية وموازين الشرع المقدس في شخصية نبي الإسلام محمد بن عبد الله (ص) وابنته سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) والأئمة الطاهرين من أبنائها (ع) .
كما ورد في الزيارات: «السلام على ميزان الأعمال»
فمثلاً كان الإمام زين العابدين (ع) زاهداً في الدنيا، بل كان في قمة الزهد والتقوى، فكان لا يهتم باللذائذ الحسية والحاجات البدنية، ولكن مع ذلك كله لم يكن ينسى احتياجات الجسم في صحته وعافيته، لأن الإسلام يعتبر سلامة الجسم من عوامل التقوى والورع.
قال أمير المؤمنين (ع) : «ألا وإنّ من صحة البدن تقوى القلب»
فكان الإمام زين العابدين (ع) يتمتع بصحة كاملة ويهتم بآداب النظافة وسننها..
فقد كان يخرج إلى المسجد وقد استاك أسنانه وعطّر نفسه بأفضل عطر مما يسمى بالمسك والغالية، كما كانت ملابسه نظيفة ومرتبة وكان سرج فرسه قطيفة حمراء
إن الإمام زين العابدين (ع) عندما كان يسافر إلى مكة للحج كان يأخذ معه أفضل الزاد مما يحتاجه المسافرون
نعم إن الإمام السجاد (ع) كان باستطاعته أن يسافر من دون أخذ زاد وما أشبه، فينجز كافة أعماله عن طريق المعجزة والكرامة، ولكنهم باعتبارهم أسوة حسنة لكل الناس فإنهم (ع) كانوا يعيشون كبقية الناس العاديين ليبقوا أسوة.
📚الإمام زين العابدين (ع) قدوة الصالحين
✍آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره)
إن الكثير من الناس يسير في حياته نحو الإفراط أو التفريط فتختل الموازين الاجتماعية والنفسية بذلك.
فهناك عابد جاهل، وآخر متعلم لا دين له..
وهناك غني بخيل، وفقير لا يملك شيئاً ولكنه كريم النفس..
وهناك جبان خائف وهناك متهور يضر بنفسه والآخرين..
وهكذا في سائر الأمور التي لم يراع فيها قانون الإسلام وهو رعاية حد الوسط في الأمور.
قال تعالى: ] وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً[
وقال (ع) : «خير الأمور أوسطها»
وقال أبو عبد الله (ع) : في باب الجبر والتفويض: «لا جبر
ولا تفويض بل أمر بين الأمرين»
إن الإسلام قد حدد جميع الموازين الدقيقة للموضوعات والأحكام في حياة الإنسان مع نفسه والآخرين، بحيث لا يكون إفراط ولا تفريط.
والميزان لمعرفة ذلك هو رسول الله (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) بأقوالهم وأفعالهم وسيرتهم العطرة.
فقد تجلت كافة الجوانب الأخلاقية والآداب الإسلامية وموازين الشرع المقدس في شخصية نبي الإسلام محمد بن عبد الله (ص) وابنته سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) والأئمة الطاهرين من أبنائها (ع) .
كما ورد في الزيارات: «السلام على ميزان الأعمال»
فمثلاً كان الإمام زين العابدين (ع) زاهداً في الدنيا، بل كان في قمة الزهد والتقوى، فكان لا يهتم باللذائذ الحسية والحاجات البدنية، ولكن مع ذلك كله لم يكن ينسى احتياجات الجسم في صحته وعافيته، لأن الإسلام يعتبر سلامة الجسم من عوامل التقوى والورع.
قال أمير المؤمنين (ع) : «ألا وإنّ من صحة البدن تقوى القلب»
فكان الإمام زين العابدين (ع) يتمتع بصحة كاملة ويهتم بآداب النظافة وسننها..
فقد كان يخرج إلى المسجد وقد استاك أسنانه وعطّر نفسه بأفضل عطر مما يسمى بالمسك والغالية، كما كانت ملابسه نظيفة ومرتبة وكان سرج فرسه قطيفة حمراء
إن الإمام زين العابدين (ع) عندما كان يسافر إلى مكة للحج كان يأخذ معه أفضل الزاد مما يحتاجه المسافرون
نعم إن الإمام السجاد (ع) كان باستطاعته أن يسافر من دون أخذ زاد وما أشبه، فينجز كافة أعماله عن طريق المعجزة والكرامة، ولكنهم باعتبارهم أسوة حسنة لكل الناس فإنهم (ع) كانوا يعيشون كبقية الناس العاديين ليبقوا أسوة.
📚الإمام زين العابدين (ع) قدوة الصالحين
✍آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره)
سلوك الإمام زين العابدين(ع) مع ربه
كان الإمام زين العابدين (ع) قمة في العبادة والخضوع والخشوع أمام الله عزوجل، حتى لقب بزين العابدين وسيد الساجدين.
فكان (ع) قد اصفر لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة.
وكان (ع) إذا توضأ للصلاة يصفر لونه، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء، فيقول: «أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم»
وكان (ع) إذا مشى لا يجاوز يده فخذه، ولا يخطر بيده وعليه السكينة والخشوع، وإذا قام إلى الصلاة أخذته الرعدة، فيقول لمن يسأله: «أريد أن أقوم بين يدي ربي وأناجيه فلهذا تأخذني الرعدة»
وقد وقع الحريق والنار في بيت الإمام زين العابدين (ع) ، وكان ساجدا في صلاته، فجعلوا يقولون له: يا ابن رسول الله، يا ابن رسول الله، النار النار، فما رفع رأسه من سجود حتى أطفئت، فقيل له: ما الذي ألهاك عنها، فقال: «نار الآخرة»
وكان (ع) يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، فإذا أصبح سقط مغشيا عليه، وكانت الريح تميله كالسنبلة
وعن زرارة بن أعين قال: سمع قائل في جوف الليل وهو يقول: أين الزاهدون في الدنيا، الراغبون في الآخرة، فهتف هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه ذاك علي بن الحسين
وعن سعيد بن كلثوم قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد (ع) ، فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، فأطراه ومدحه بما هو أهله، ثم قال: «والله ما أكل علي بن أبي طالب، من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران قط هما لله رضى، إلا أخذ بأشدهما عليه في دينه، وما نزلت برسول الله (ص) نازلة قط، إلا دعاه فقدمه ثقة به، وما أطاق أحد عمل رسول الله (ص) ، من هذه الأمة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل، كأن وجهه بين الجنة والنار، يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك، في طلب وجه الله والنجاة من النار، مما كد بيديه ورشح منه جبينه، وأنه كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة، وما كان لباسه إلا الكرابيس، إذا فضل شيء عن يده من كمه دعا بالجلم فقصه، ولا أشبهه من ولده ولا من أهل بيته، أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه، من علي بن الحسين (ع) ، ولقد دخل أبو جعفر ابنه (ع) عليه، فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفر لونه من السهر، ورمصت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، قال أبو جعفر (ع) : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، وإذا هو يفكر فالتفت إلي بعد هنيهة من دخولي، وقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف، التي فيها عبادة علي بن أبي طالب (ع) ، فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا، ثم تركها من يده تضجرا، وقال: من يقوى على عبادة علي (ع) »
📚الإمام زين العابدين(ع)قدوة الصالحين
✍آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي(قدس سره)
كان الإمام زين العابدين (ع) قمة في العبادة والخضوع والخشوع أمام الله عزوجل، حتى لقب بزين العابدين وسيد الساجدين.
فكان (ع) قد اصفر لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة.
وكان (ع) إذا توضأ للصلاة يصفر لونه، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء، فيقول: «أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم»
وكان (ع) إذا مشى لا يجاوز يده فخذه، ولا يخطر بيده وعليه السكينة والخشوع، وإذا قام إلى الصلاة أخذته الرعدة، فيقول لمن يسأله: «أريد أن أقوم بين يدي ربي وأناجيه فلهذا تأخذني الرعدة»
وقد وقع الحريق والنار في بيت الإمام زين العابدين (ع) ، وكان ساجدا في صلاته، فجعلوا يقولون له: يا ابن رسول الله، يا ابن رسول الله، النار النار، فما رفع رأسه من سجود حتى أطفئت، فقيل له: ما الذي ألهاك عنها، فقال: «نار الآخرة»
وكان (ع) يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، فإذا أصبح سقط مغشيا عليه، وكانت الريح تميله كالسنبلة
وعن زرارة بن أعين قال: سمع قائل في جوف الليل وهو يقول: أين الزاهدون في الدنيا، الراغبون في الآخرة، فهتف هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه ذاك علي بن الحسين
وعن سعيد بن كلثوم قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد (ع) ، فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، فأطراه ومدحه بما هو أهله، ثم قال: «والله ما أكل علي بن أبي طالب، من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران قط هما لله رضى، إلا أخذ بأشدهما عليه في دينه، وما نزلت برسول الله (ص) نازلة قط، إلا دعاه فقدمه ثقة به، وما أطاق أحد عمل رسول الله (ص) ، من هذه الأمة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل، كأن وجهه بين الجنة والنار، يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك، في طلب وجه الله والنجاة من النار، مما كد بيديه ورشح منه جبينه، وأنه كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة، وما كان لباسه إلا الكرابيس، إذا فضل شيء عن يده من كمه دعا بالجلم فقصه، ولا أشبهه من ولده ولا من أهل بيته، أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه، من علي بن الحسين (ع) ، ولقد دخل أبو جعفر ابنه (ع) عليه، فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفر لونه من السهر، ورمصت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، قال أبو جعفر (ع) : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، وإذا هو يفكر فالتفت إلي بعد هنيهة من دخولي، وقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف، التي فيها عبادة علي بن أبي طالب (ع) ، فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا، ثم تركها من يده تضجرا، وقال: من يقوى على عبادة علي (ع) »
📚الإمام زين العابدين(ع)قدوة الصالحين
✍آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي(قدس سره)
لقرب حلول أربعينية سيد الشهداء(ع)
نقدم لكم
ديوان اهات الأربعين
للشاعر علي العابدي النجفي
مجالس تخص الأربعين
نسأل من الله التوفيق والقبول
#نسألكم_الدعاء
#العزاء_يرفع_الوباء
#صفر_الخير
نقدم لكم
ديوان اهات الأربعين
للشاعر علي العابدي النجفي
مجالس تخص الأربعين
نسأل من الله التوفيق والقبول
#نسألكم_الدعاء
#العزاء_يرفع_الوباء
#صفر_الخير
القضية الحسينية pinned «لقرب حلول أربعينية سيد الشهداء(ع) نقدم لكم ديوان اهات الأربعين للشاعر علي العابدي النجفي مجالس تخص الأربعين نسأل من الله التوفيق والقبول #نسألكم_الدعاء #العزاء_يرفع_الوباء #صفر_الخير»
يوم الأربعين
قم جدّدالحزنَ في العشرينَ من صفرِ فـفـيـه ردّت رؤوسُ الآلِ لـلحفرِ
يـازائـري بـقـعةً أطفالُهُم ذُبحت
فـيها خذوا تربَها كحلاً إلى البصرِ
والـهـفـتا لبناتِ الطهرِ حين رنت
إلـى مـصـارعِ قـتـلاهنّ والحفرِ
رمـيـنَ بالنفسِ من فوقِ النياقِ على تـلـك الـقـبورِ بصوتٍ هائلٍ ذَعِر
فـتـلـك تـدعو حسيناً وهي لاطمةٌ مـنـهـا الخدودَ ودمعُ العين كالمطرِ
وتـلـك تـصـرخُ واجـدّاه واأبتاه
وتـلـك تـصرخُ وايتماه في الصغرِ
فـلـو تـروا أمَّ كـلـثـومٍ مناشدةً
ولـهـى وتـلثمُ تربَ الطفِّ كالعِطْرِ
يـادافـني الراس عند الجثة احتفظوا بـالـلَّـهِ لا تـنثروا ترباً على قمرِ
لا تـغـسلوا الدمَ عن أطرافِ لحيتهِ خـلّوا عليه خضابَ الشيبِ والكِبَرِ
لا تُـخرجوا أسهماً في جسمِهِ نشِبَتْ خوفاً يفورُ دماً يطمو على البشرِ
نعي
من لاح الگبر سحت دموع العين ونادت ويل گلبي ذاك گبر حسين
الجثة بالگبر والراس اصيحن وين عـلى راس الـرّمح مدّه يبارينه
* * *
اويلي لاح گبر حسين لعيوني
يهلنه للمدينة امشوا وخلّوني
أخافن لن بني هاشم ينشدوني شگولن لليگول حسينكم وينه
لـفن يـم الگبر ودموعهن تهمي
وزينب صارخه وتصيح يابن امي
وسـكنه تـندب الـعباس ياعمي
مـن ذل الـيسر لگبـوركم جينه
* * *
روي عن الامام أبي محمد الحسن بن علي العسكري(ع) أنه قال: (علاماتُ المؤمن خمسٌ: صلاةُ احدى وخمسين، والجهرُ ببسمِ اللَّه الرّحمن الرّحيم، والتختّمُ في اليمين، وتعفيرُ الجبين، وزيارةُ الأربعين).
الأولى: وهي صلاة احدى وخمسين في اليوم والليلة عبارة عن سبعة عشرة ركعة فريضة، وأربعة وثلاثين ركعة نافلة، والفرائض هي الصبح والظهرين والعشاءين واعدادها معروفة واضحة، وأما النوافل فهي ثمان للظهر قبلها وثمان للعصر قبلها، وأربع للمغرب بعدها، واثنان من جلوس للعشاء بعدها تعدّان ركعة واحدة، وركعتان للصبح قبلها، وإحدى عشرة ركعة نافلة الليل ثمان هي نافلة الليل ثمّ الشفع والوتر، وبإضافاتها إلى الفرائض يكون المجموع احدى وخمسين ركعة، وهذا ما اختصت به الفرقة الناجية التابعة لأهل البيت:، فإنّ أهل السنة - المخالفين - وإن وافقوهم بعدد الفرائض إلاّ أنهم افترقوا في النوافل ففي كتاب (فتح القدير) لإبن همام الحنفي ج1 ص314 قال إنها ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، واثنان بعدها، وأربع قبل العصر وإن شاء ركعتين، وركعتان بعد المغرب، وأربع قبل العشاء وأربع بعدهاوإن شاء ركعتين فهذه ثلاثة وعشرون ركعة، واختلفوا في نافلة الليل إنها ثمان ركعات أو ركعتان أو ثلاث عشرة ركعة أو أكثر، فالمجموع من نوافل الليل والنهار مع الفرائض لا يكون احدى وخمسين، فاذا تكون احدى وخمسين من مختصات الفرقة الحقة الإمامية لا غير.
الثانية: وهي الجهرٌ بالبسملة فإنّ الشيعة - الإماميّة - تديّنوا إلى اللَّه تعالى به وجوباً في الصلاة الجهرية واستحباباً في الصلاة الاخفاتية تمسكاً بأحاديث أئمتهم عليهم الصلاة والسلام، وفي ذلك يقول الفخر الرازي: ذهبت الشيعة إلى أنّ من السنّةِ الجهرُ بالتسمية - البسملة - في الصلاة الجهريّة والإخفاتية وجمهور الفقهاء - السنّة - يخالفونهم، وقد ثبت بالتواتر أنّ عليّ بن أبي طالب كان يجهرُ بالتسمية ومن اقتدى في دينه بعليِّ فقد اهتدى والدليل عليه قول النبيّ(ص): (اللهمّ أدر الحقّ مع عليٍّ حيث دار).
وخالف أهلُ السنّة في مسألةِ الجهر بالبسملة وقالوا: الجهرُ غير مسنون في الصلاة.
الثالثة: وهي التختّم باليمين وقد التزم به الإماميّةُ تديّناً برواياتِ أئمتهم: وخالفهم جماعةٌ من أهل السنّة.
هذا وقد وردت الروايات الشريفة المروية عن النبيّ وآله (ص) وهي تحثّ المؤمنين التختّمَ باليمين، وأن لا تخلو اليد من خاتم فصّه عقيق منها:
عن الامام الصادق(ع): (ما رفع كفٌّ إلى اللَّه عزّوجلّ أحبّ إليه من كفّ فيها خاتمٌ عقيق).
وعن أمير المؤمنين(ع): (تختّموا بالعقيق يبارك اللَّهُ عليكم وتكونوا في أمنٍ من البلاء).
وعن سليمان الأعمش قال: كنت مع أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد(ع) على باب أبي جعفر المنصور فخرج من عنده رجلٌ مجلود بالسوط فقال لي الامام(ع): ياسليمان انظر ما فصّ خاتمه؟ فقلت يابن رسول اللَّه فصّه غير عقيق فقال: ياسليمان انه لو كان عقيقاً لما جُلِد بالسوط قلت: يابن رسول اللَّه زدني قال: هو أمانٌ من قطع اليد قلت: يابن رسول اللَّه زدني قال: هو أمانٌ من إراقة الدم - القتل - قلت: زدني قال: إنّ اللَّه يحبّ أن ترفع إليه في الدعاء يدٌ فيها فصٌّ عقيق قلت: زدني قال: العجب كلّ العجب من يدٍ فيها فصّ عقيق كيف تخلو من الدنانير والدراهم قلت: زدني قال: إنّه أمانٌ من كلّ بلاء قلت: زدني قال: إنّه أمانٌ من الفقر.
الرابعة: وهي تعفيرُ الجبين، والتعفيرُ في اللغة هو وضع الشيء على العَفَرْ وهو التراب، سواء كان في سجود الصلاة - حيث لابدّ من وضع الجبهة على ما يصحّ السجود عليه و
قم جدّدالحزنَ في العشرينَ من صفرِ فـفـيـه ردّت رؤوسُ الآلِ لـلحفرِ
يـازائـري بـقـعةً أطفالُهُم ذُبحت
فـيها خذوا تربَها كحلاً إلى البصرِ
والـهـفـتا لبناتِ الطهرِ حين رنت
إلـى مـصـارعِ قـتـلاهنّ والحفرِ
رمـيـنَ بالنفسِ من فوقِ النياقِ على تـلـك الـقـبورِ بصوتٍ هائلٍ ذَعِر
فـتـلـك تـدعو حسيناً وهي لاطمةٌ مـنـهـا الخدودَ ودمعُ العين كالمطرِ
وتـلـك تـصـرخُ واجـدّاه واأبتاه
وتـلـك تـصرخُ وايتماه في الصغرِ
فـلـو تـروا أمَّ كـلـثـومٍ مناشدةً
ولـهـى وتـلثمُ تربَ الطفِّ كالعِطْرِ
يـادافـني الراس عند الجثة احتفظوا بـالـلَّـهِ لا تـنثروا ترباً على قمرِ
لا تـغـسلوا الدمَ عن أطرافِ لحيتهِ خـلّوا عليه خضابَ الشيبِ والكِبَرِ
لا تُـخرجوا أسهماً في جسمِهِ نشِبَتْ خوفاً يفورُ دماً يطمو على البشرِ
نعي
من لاح الگبر سحت دموع العين ونادت ويل گلبي ذاك گبر حسين
الجثة بالگبر والراس اصيحن وين عـلى راس الـرّمح مدّه يبارينه
* * *
اويلي لاح گبر حسين لعيوني
يهلنه للمدينة امشوا وخلّوني
أخافن لن بني هاشم ينشدوني شگولن لليگول حسينكم وينه
لـفن يـم الگبر ودموعهن تهمي
وزينب صارخه وتصيح يابن امي
وسـكنه تـندب الـعباس ياعمي
مـن ذل الـيسر لگبـوركم جينه
* * *
روي عن الامام أبي محمد الحسن بن علي العسكري(ع) أنه قال: (علاماتُ المؤمن خمسٌ: صلاةُ احدى وخمسين، والجهرُ ببسمِ اللَّه الرّحمن الرّحيم، والتختّمُ في اليمين، وتعفيرُ الجبين، وزيارةُ الأربعين).
الأولى: وهي صلاة احدى وخمسين في اليوم والليلة عبارة عن سبعة عشرة ركعة فريضة، وأربعة وثلاثين ركعة نافلة، والفرائض هي الصبح والظهرين والعشاءين واعدادها معروفة واضحة، وأما النوافل فهي ثمان للظهر قبلها وثمان للعصر قبلها، وأربع للمغرب بعدها، واثنان من جلوس للعشاء بعدها تعدّان ركعة واحدة، وركعتان للصبح قبلها، وإحدى عشرة ركعة نافلة الليل ثمان هي نافلة الليل ثمّ الشفع والوتر، وبإضافاتها إلى الفرائض يكون المجموع احدى وخمسين ركعة، وهذا ما اختصت به الفرقة الناجية التابعة لأهل البيت:، فإنّ أهل السنة - المخالفين - وإن وافقوهم بعدد الفرائض إلاّ أنهم افترقوا في النوافل ففي كتاب (فتح القدير) لإبن همام الحنفي ج1 ص314 قال إنها ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، واثنان بعدها، وأربع قبل العصر وإن شاء ركعتين، وركعتان بعد المغرب، وأربع قبل العشاء وأربع بعدهاوإن شاء ركعتين فهذه ثلاثة وعشرون ركعة، واختلفوا في نافلة الليل إنها ثمان ركعات أو ركعتان أو ثلاث عشرة ركعة أو أكثر، فالمجموع من نوافل الليل والنهار مع الفرائض لا يكون احدى وخمسين، فاذا تكون احدى وخمسين من مختصات الفرقة الحقة الإمامية لا غير.
الثانية: وهي الجهرٌ بالبسملة فإنّ الشيعة - الإماميّة - تديّنوا إلى اللَّه تعالى به وجوباً في الصلاة الجهرية واستحباباً في الصلاة الاخفاتية تمسكاً بأحاديث أئمتهم عليهم الصلاة والسلام، وفي ذلك يقول الفخر الرازي: ذهبت الشيعة إلى أنّ من السنّةِ الجهرُ بالتسمية - البسملة - في الصلاة الجهريّة والإخفاتية وجمهور الفقهاء - السنّة - يخالفونهم، وقد ثبت بالتواتر أنّ عليّ بن أبي طالب كان يجهرُ بالتسمية ومن اقتدى في دينه بعليِّ فقد اهتدى والدليل عليه قول النبيّ(ص): (اللهمّ أدر الحقّ مع عليٍّ حيث دار).
وخالف أهلُ السنّة في مسألةِ الجهر بالبسملة وقالوا: الجهرُ غير مسنون في الصلاة.
الثالثة: وهي التختّم باليمين وقد التزم به الإماميّةُ تديّناً برواياتِ أئمتهم: وخالفهم جماعةٌ من أهل السنّة.
هذا وقد وردت الروايات الشريفة المروية عن النبيّ وآله (ص) وهي تحثّ المؤمنين التختّمَ باليمين، وأن لا تخلو اليد من خاتم فصّه عقيق منها:
عن الامام الصادق(ع): (ما رفع كفٌّ إلى اللَّه عزّوجلّ أحبّ إليه من كفّ فيها خاتمٌ عقيق).
وعن أمير المؤمنين(ع): (تختّموا بالعقيق يبارك اللَّهُ عليكم وتكونوا في أمنٍ من البلاء).
وعن سليمان الأعمش قال: كنت مع أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد(ع) على باب أبي جعفر المنصور فخرج من عنده رجلٌ مجلود بالسوط فقال لي الامام(ع): ياسليمان انظر ما فصّ خاتمه؟ فقلت يابن رسول اللَّه فصّه غير عقيق فقال: ياسليمان انه لو كان عقيقاً لما جُلِد بالسوط قلت: يابن رسول اللَّه زدني قال: هو أمانٌ من قطع اليد قلت: يابن رسول اللَّه زدني قال: هو أمانٌ من إراقة الدم - القتل - قلت: زدني قال: إنّ اللَّه يحبّ أن ترفع إليه في الدعاء يدٌ فيها فصٌّ عقيق قلت: زدني قال: العجب كلّ العجب من يدٍ فيها فصّ عقيق كيف تخلو من الدنانير والدراهم قلت: زدني قال: إنّه أمانٌ من كلّ بلاء قلت: زدني قال: إنّه أمانٌ من الفقر.
الرابعة: وهي تعفيرُ الجبين، والتعفيرُ في اللغة هو وضع الشيء على العَفَرْ وهو التراب، سواء كان في سجود الصلاة - حيث لابدّ من وضع الجبهة على ما يصحّ السجود عليه و
التراب أفضل - أو سجدة الشكر التي تكون بعد كل فريضةٍ أو نافلة قال السيد الحكيم في (الأحكام الفقهيّة):
يستحبّ سجدة الشكر بعد كلّ فريضة أو نافلة، وفي الخبر الصحيح عن الصادق(ع) أنه قال: (سجدة الشكر واجبة على كلّ مسلم تُتِمُّ بها صلاتك وترضي بها ربّك وتَعجَبُ الملائكةُ منك). والأفضل سجدتان يفصل بينهما بتعفير الخدّين أو الجبينين أو الجميع مقدّماً الأيمن على الأيسر، ويجزي أن يقول فيها: (شكراً للَّه) ثلاث مرّات.
وأهل السنّة لم يلتزموا بالتعفير في الصلاة أو سجدة الشكر بعدها.
الخامسة: وهي زيارة الأربعين التي أرشد أئمة أهل البيت: شيعتهم ومواليهم إلى الحضور في مشهد الغريب المظلوم سيّد الشهداء(ع) لإقامة العزاء وتجديد العهد بذكرِ ما جرى عليه من القساوةِ التي لم يرتكبها أيُّ أحدٍ يحمل شيئاً من الإنسانية فضلاً عن الدين، والحضور عند قبر الامام الحسين(ع) يوم الأربعين من مقتله من أظهر علائم الإيمان.
والعجبُ كلّ العجب ممن يحاول صرف هذه العبارة الشريفة (وزيارة الأربعين) عن معناها - وهو زيارة الامام الحسين(ع) يوم الأربعين وهو العشرين من صفر - إلى زيارة أربعين مؤمناً مع عدم وجود إشارة تشير إليه، ولا قرينة تساعدُ عليه ليصحّ الإتيان بالألف واللام للعهد وذلك في كلمة (الأربعين) مع أنّ زيارة أربعين مؤمناً ممّا حثّ عليها الإسلام فهي من علائمه عند الشيعة والسنّة وليست هي من مختصات الشيعة ليمتازوا بها عن غيرهم، وأمّا زيارة الامام الحسين(ع) يوم الأربعين من قتله فهي من مختصات المؤمنين الموالين لأهل البيت:، وممّا يدعو إليها الإيمان الخالص، ويؤكدها الشوق الحسيني، ومعلوم عند الجميع أن الذين يحضرون
في كربلاء لزيارة الأربعين هم خصوص شيعة الامام الحسين(ع) السائرين على أثره.
ولم يفهم العلماء الأعلام من السلف الصالح من هذا الحديث المبارك (وزيارة الأربعين) غير زيارة الامام الحسين(ع) بعد مضيّ أربعين يوماً على مقتله منهم: شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي في (التهذيب)، والعلامة الحلي في (المنتهى)، وابن طاووس في (الإقبال)، والعلامة المجلسي في (البحار)، والشّيخ يوسف البحراني في (الحدائق)، والشيخ عباس القمّي في (المفاتيح).
وقد نصّ الشيخ المفيد(ره) على استحباب زيارة الامام الحسين(ع) في العشرين من صفر في كتابه (مسار الشيعة)، والعلّامة الحلي(ره) في (التذكرة)، وملا محسن الفيض الكاشاني(ره) في (تقويم المحسنين) وغيرهم.
أقول: ما زال المؤمنون (بيض اللَّه وجوههم) يتجمعون حول قبر أبيعبداللَّه الحسين: في كلّ عام يوم الأربعين وهم يتزاحمون على استلام الضريح الشريف بكلّ شوق ولهفة:
يـتزاحمونَ على استلامِ مشاعِر
من دون روعتها الصفا والمشعَرُ
ركبوا لها الأخطارَ حتى لو غدت
تُـبرى الأكفّ أو الجماجمُ تُنثَرُ
وافـوكَ (يـومَ الأربعين) وليتهم حضروكَ يوم الطفِّ إذ تستنصر
وجدوا سبيلَكُمُ النجاةَ وإنّما
نصبوا لها جسرَ الولاءِ ليعبُروا
وفي مثل هذا اليوم وصل الامام زين العابدين(ع) ومعه العائلة إلى كربلاء فوجدوا جابر بن عبداللَّه الأنصاري هناك قد ورد لزيارة قبر الامام الحسين(ع).
قال الأعمش بن عطية، خرجت مع جابر بن عبداللَّه الأنصاري زائراً قبر الحسين(ع)، فلمّا ورد كربلاء دنا من شاطئ الفرات فاغتسل ثمّ خرج وقد ائتزر بإزار وارتدى بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها طيب فنثرها على بدنه ثمّ مشى إلى القبر الشريف حافياً، وكان لا يخطو خطوة إلاّ ذكر اللَّهَ تعالى فيها، حتى إذا دنا من القبر قال: المسنيه يابن عطيه قال: فألمستُهُ القبر فخرَّ على القبر مغشياً عليه، فرششتُ عليه الماء فلمّا أفاق صاح: ياحسين ياحسين حتى قالها ثلاثاً ثمّ قال: حبيبٌ لا يجيبُ حبيبَه ثمّ قال: وأنى لك بالجواب وقد شخبت أوداجُكَ على أثباجك وفُرّقَ بين رأسِكَ وبدنك. أشهدُ أنك ابنُ سيّدِ النبيين، وابنُ سيّدِ الوصيين، وابنُ حليفِ التقى وسليلِ الهدى، وخامسُ أصحابِ الكسا، وابن فاطمة الزهراء سيّدة النساء، وكيف لا تكون كذلك، وقد غذّتك كفُّ سيّدِ المرسلين، وربّيتَ في حجور المتّقين، ورضعت من ثدي الإيمان، وفُطمت بالإسلام، فَطِبتَ حيّاً وطبت ميّتاً، غيرَ أن قلوبَ المؤمنين غيرُ طيّبةٍ لفراقكَ، ولا شاكّةٍ في حياتكَ فعليك سلامُ اللَّهِ ورضوانه، وأشهد أنك قد مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا
ثمّ أجال ببصره نحو قبور الشهداء وقال: السلامُ عليكم أيتها الأرواحُ التي حلّت بفناء قبر الحسين(ع) وأناخت برحله، أشهدُ أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحسدين وعبدتم اللَّه حتى أتاكم اليقين.
قال ابن عطية: رأيت سواداً قد أقبل فقلت لجابر اني أرى سواداً عظيماً مقبلاً علينا من ناحية الشام فالتفت جابر إلى غلامِهِ وقال له: انطلق وانظر ما هذا السواد، فإن كانوا من أصحاب عبيداللَّه بن زياد ارجع إلينا حتى نلتجئ إلى مكان، وإن كان هذا سيدي ومولاي زينَ العابدين فأنت حرٌّ لوجه اللَّه، فانطلق
يستحبّ سجدة الشكر بعد كلّ فريضة أو نافلة، وفي الخبر الصحيح عن الصادق(ع) أنه قال: (سجدة الشكر واجبة على كلّ مسلم تُتِمُّ بها صلاتك وترضي بها ربّك وتَعجَبُ الملائكةُ منك). والأفضل سجدتان يفصل بينهما بتعفير الخدّين أو الجبينين أو الجميع مقدّماً الأيمن على الأيسر، ويجزي أن يقول فيها: (شكراً للَّه) ثلاث مرّات.
وأهل السنّة لم يلتزموا بالتعفير في الصلاة أو سجدة الشكر بعدها.
الخامسة: وهي زيارة الأربعين التي أرشد أئمة أهل البيت: شيعتهم ومواليهم إلى الحضور في مشهد الغريب المظلوم سيّد الشهداء(ع) لإقامة العزاء وتجديد العهد بذكرِ ما جرى عليه من القساوةِ التي لم يرتكبها أيُّ أحدٍ يحمل شيئاً من الإنسانية فضلاً عن الدين، والحضور عند قبر الامام الحسين(ع) يوم الأربعين من مقتله من أظهر علائم الإيمان.
والعجبُ كلّ العجب ممن يحاول صرف هذه العبارة الشريفة (وزيارة الأربعين) عن معناها - وهو زيارة الامام الحسين(ع) يوم الأربعين وهو العشرين من صفر - إلى زيارة أربعين مؤمناً مع عدم وجود إشارة تشير إليه، ولا قرينة تساعدُ عليه ليصحّ الإتيان بالألف واللام للعهد وذلك في كلمة (الأربعين) مع أنّ زيارة أربعين مؤمناً ممّا حثّ عليها الإسلام فهي من علائمه عند الشيعة والسنّة وليست هي من مختصات الشيعة ليمتازوا بها عن غيرهم، وأمّا زيارة الامام الحسين(ع) يوم الأربعين من قتله فهي من مختصات المؤمنين الموالين لأهل البيت:، وممّا يدعو إليها الإيمان الخالص، ويؤكدها الشوق الحسيني، ومعلوم عند الجميع أن الذين يحضرون
في كربلاء لزيارة الأربعين هم خصوص شيعة الامام الحسين(ع) السائرين على أثره.
ولم يفهم العلماء الأعلام من السلف الصالح من هذا الحديث المبارك (وزيارة الأربعين) غير زيارة الامام الحسين(ع) بعد مضيّ أربعين يوماً على مقتله منهم: شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي في (التهذيب)، والعلامة الحلي في (المنتهى)، وابن طاووس في (الإقبال)، والعلامة المجلسي في (البحار)، والشّيخ يوسف البحراني في (الحدائق)، والشيخ عباس القمّي في (المفاتيح).
وقد نصّ الشيخ المفيد(ره) على استحباب زيارة الامام الحسين(ع) في العشرين من صفر في كتابه (مسار الشيعة)، والعلّامة الحلي(ره) في (التذكرة)، وملا محسن الفيض الكاشاني(ره) في (تقويم المحسنين) وغيرهم.
أقول: ما زال المؤمنون (بيض اللَّه وجوههم) يتجمعون حول قبر أبيعبداللَّه الحسين: في كلّ عام يوم الأربعين وهم يتزاحمون على استلام الضريح الشريف بكلّ شوق ولهفة:
يـتزاحمونَ على استلامِ مشاعِر
من دون روعتها الصفا والمشعَرُ
ركبوا لها الأخطارَ حتى لو غدت
تُـبرى الأكفّ أو الجماجمُ تُنثَرُ
وافـوكَ (يـومَ الأربعين) وليتهم حضروكَ يوم الطفِّ إذ تستنصر
وجدوا سبيلَكُمُ النجاةَ وإنّما
نصبوا لها جسرَ الولاءِ ليعبُروا
وفي مثل هذا اليوم وصل الامام زين العابدين(ع) ومعه العائلة إلى كربلاء فوجدوا جابر بن عبداللَّه الأنصاري هناك قد ورد لزيارة قبر الامام الحسين(ع).
قال الأعمش بن عطية، خرجت مع جابر بن عبداللَّه الأنصاري زائراً قبر الحسين(ع)، فلمّا ورد كربلاء دنا من شاطئ الفرات فاغتسل ثمّ خرج وقد ائتزر بإزار وارتدى بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها طيب فنثرها على بدنه ثمّ مشى إلى القبر الشريف حافياً، وكان لا يخطو خطوة إلاّ ذكر اللَّهَ تعالى فيها، حتى إذا دنا من القبر قال: المسنيه يابن عطيه قال: فألمستُهُ القبر فخرَّ على القبر مغشياً عليه، فرششتُ عليه الماء فلمّا أفاق صاح: ياحسين ياحسين حتى قالها ثلاثاً ثمّ قال: حبيبٌ لا يجيبُ حبيبَه ثمّ قال: وأنى لك بالجواب وقد شخبت أوداجُكَ على أثباجك وفُرّقَ بين رأسِكَ وبدنك. أشهدُ أنك ابنُ سيّدِ النبيين، وابنُ سيّدِ الوصيين، وابنُ حليفِ التقى وسليلِ الهدى، وخامسُ أصحابِ الكسا، وابن فاطمة الزهراء سيّدة النساء، وكيف لا تكون كذلك، وقد غذّتك كفُّ سيّدِ المرسلين، وربّيتَ في حجور المتّقين، ورضعت من ثدي الإيمان، وفُطمت بالإسلام، فَطِبتَ حيّاً وطبت ميّتاً، غيرَ أن قلوبَ المؤمنين غيرُ طيّبةٍ لفراقكَ، ولا شاكّةٍ في حياتكَ فعليك سلامُ اللَّهِ ورضوانه، وأشهد أنك قد مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا
ثمّ أجال ببصره نحو قبور الشهداء وقال: السلامُ عليكم أيتها الأرواحُ التي حلّت بفناء قبر الحسين(ع) وأناخت برحله، أشهدُ أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحسدين وعبدتم اللَّه حتى أتاكم اليقين.
قال ابن عطية: رأيت سواداً قد أقبل فقلت لجابر اني أرى سواداً عظيماً مقبلاً علينا من ناحية الشام فالتفت جابر إلى غلامِهِ وقال له: انطلق وانظر ما هذا السواد، فإن كانوا من أصحاب عبيداللَّه بن زياد ارجع إلينا حتى نلتجئ إلى مكان، وإن كان هذا سيدي ومولاي زينَ العابدين فأنت حرٌّ لوجه اللَّه، فانطلق
الغلام فما كان بأسرع من أن عاد وهو يلطم وجهَهُ وينادي: قم ياجابر واستقبل حُرَمَ اللَّه وحُرَمَ رسولِهِ فهذا سيدي ومولاي عليّ بن الحسين قد أقبل بعمّاتِهِ وأخواته ليجدّدوا العهدَ بزيارةِ الحسين(ع)، فقام جابر ومن معَهُ واستقبلوهم بالبكاء والعويل الذي يكاد الصخر أن يتصدّع منه، فلمّا وقع بصر الامام على جابر قال له: أنت جابر بن عبداللَّه الأنصاري قال نعم سيدي أنا جابر قال: ياجابر هاهنا ذُبحت أطفالُنا ياجابر هاهنا أُحرقت خيامُنا ياجابر هاهُنا قُتلت رجالُنا، هاهنا سُبيت نساؤُنا:
يـجابر شگلك ما لي لسان
على وجوههن فرّن النسوان
وبـثيابهن تـلهب النيران
لـبـالهن بـالهيمة ولـيان
لگنهم ضحايا على التربان
يـجابر أيست وانگطع ظنّي
وصـار الـبكه والنوح فنّي
راح حـسين والـعباس منّي
وقاسم راح مني وعلي الأكبر
هذا ما كان من جابر مع الامام زين العابدين، ولكن ما حال العقيلة زينب(ع) يقولون عندما رأت القبور رمت بنفسها من على ظهر الدابة وأقبلت ناعية باكية:
يانازلينَ بكربلاء هل عندكم
خـبرٌ بـقتْلانا وما أعلامُها
ما حالُ جثّةِ ميّتٍ في أرضِكُم
بـقيت ثلاثاً لا يُزارُ مقامُها
باللَّهِ هل دُفنت جنازتُهُ وهل
صـلّى صلاةَ الميّتينَ إمامُها
ورمت بنفسها على القبر ولسان الحال:
كـنت غـايبه والآن إجـيتك
أربـعـين لـيـله فـارگيتك
وسـفه بـاللحد خويه لگيتك
يـحسين لـو بيدي الأمر كان
بنيت اعله گبرك بيت الأحزان
اويـلاه يخويه المات عطشان
ولـعبت عـليه الخيل ميدان
يـخـويه وجـوهكم نـزهه مـــــن الــشــام
أشــم گبـوركـم مـا مـل مـــــن الـــشــام
يـخـويه احـكيلكم حـزني مـــــن الـــشــام
حـزن مـثله أبد ما مرّ عليه
سمعت بعض الرّاثين وهو يتصوّر الحسين(ع) وقد دار عينيه يتفقّد العيال والأطفال فلم تقع عينه على ابنته رقية فأخذ يسأل العقيلة بلسان الحال:
سـمعت صـوت يـنشده يخيّه
ويـن عـزيزتي وبـنتي رقيه
صاحت والدمع يجري امن العين مـاتت يـاعزيز الروح يحسين
مـن شـافتك محزوز الوريدين
بـالـشام ودفـنـاها بـعـزيه
يقولون دارت العقيلة زينب(ع) على جميع القبور التي عند قبر الحسين(ع) ثمّ قامت وهي تنظر يميناً وشمالاً فقال لها الإمام زين العابدين(ع): عمه زينب أنا أعلم عمّ تبحثين قالت خذ بيدي إلي قبر ابن والدي أبي الفضل، فجاء بها ورمت بنفسها على القبر الشريف:
شگولـن لـليناشدني مـن الناس
اخـوك حـسين وينه اوين عباس
اگول حـسين ظل جثه بلا راس وعـباس الـبطل گطـعوا يمينه
أخـي انّ في قلبي أسىً لا أُطيقُهُ
وقـد ضاقَ منّي في تحمّله الصّدرُ
أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا مـقيمٌ إلى أن ينقضي منيَ العمر
لاحول ولا قوة إلاّ باللَّه العليّ العظيم
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين
📚المجالس الحسنة في مناسبات السنة
✍السيد احمد الحكيم
يـجابر شگلك ما لي لسان
على وجوههن فرّن النسوان
وبـثيابهن تـلهب النيران
لـبـالهن بـالهيمة ولـيان
لگنهم ضحايا على التربان
يـجابر أيست وانگطع ظنّي
وصـار الـبكه والنوح فنّي
راح حـسين والـعباس منّي
وقاسم راح مني وعلي الأكبر
هذا ما كان من جابر مع الامام زين العابدين، ولكن ما حال العقيلة زينب(ع) يقولون عندما رأت القبور رمت بنفسها من على ظهر الدابة وأقبلت ناعية باكية:
يانازلينَ بكربلاء هل عندكم
خـبرٌ بـقتْلانا وما أعلامُها
ما حالُ جثّةِ ميّتٍ في أرضِكُم
بـقيت ثلاثاً لا يُزارُ مقامُها
باللَّهِ هل دُفنت جنازتُهُ وهل
صـلّى صلاةَ الميّتينَ إمامُها
ورمت بنفسها على القبر ولسان الحال:
كـنت غـايبه والآن إجـيتك
أربـعـين لـيـله فـارگيتك
وسـفه بـاللحد خويه لگيتك
يـحسين لـو بيدي الأمر كان
بنيت اعله گبرك بيت الأحزان
اويـلاه يخويه المات عطشان
ولـعبت عـليه الخيل ميدان
يـخـويه وجـوهكم نـزهه مـــــن الــشــام
أشــم گبـوركـم مـا مـل مـــــن الـــشــام
يـخـويه احـكيلكم حـزني مـــــن الـــشــام
حـزن مـثله أبد ما مرّ عليه
سمعت بعض الرّاثين وهو يتصوّر الحسين(ع) وقد دار عينيه يتفقّد العيال والأطفال فلم تقع عينه على ابنته رقية فأخذ يسأل العقيلة بلسان الحال:
سـمعت صـوت يـنشده يخيّه
ويـن عـزيزتي وبـنتي رقيه
صاحت والدمع يجري امن العين مـاتت يـاعزيز الروح يحسين
مـن شـافتك محزوز الوريدين
بـالـشام ودفـنـاها بـعـزيه
يقولون دارت العقيلة زينب(ع) على جميع القبور التي عند قبر الحسين(ع) ثمّ قامت وهي تنظر يميناً وشمالاً فقال لها الإمام زين العابدين(ع): عمه زينب أنا أعلم عمّ تبحثين قالت خذ بيدي إلي قبر ابن والدي أبي الفضل، فجاء بها ورمت بنفسها على القبر الشريف:
شگولـن لـليناشدني مـن الناس
اخـوك حـسين وينه اوين عباس
اگول حـسين ظل جثه بلا راس وعـباس الـبطل گطـعوا يمينه
أخـي انّ في قلبي أسىً لا أُطيقُهُ
وقـد ضاقَ منّي في تحمّله الصّدرُ
أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا مـقيمٌ إلى أن ينقضي منيَ العمر
لاحول ولا قوة إلاّ باللَّه العليّ العظيم
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين
📚المجالس الحسنة في مناسبات السنة
✍السيد احمد الحكيم