#المعرفة_بالنورانية
6.96K subscribers
388 photos
148 videos
54 files
1.52K links
قال علي (ص): إنه لا يستكمل أحد الايمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية. معرفتي بالنورانية معرفة الله ، ومعرفة الله هي معرفتي بالنورانية.
Download Telegram
[[ فضل زيارة مولانا علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه ]]

عن يحيى بن سليمان المازني ، عن أبي الحسن موسى صلوات الله عليه قال : من زار قبر ولدي علي كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة .

قلت
: سبعين حجة .
قال : نعم و س
بعمائة حجة .
قلت : و سبعمائة حجة .

قال : نعم ، و سبعين الف حجة .
قلت : و سبعين ألف حجة .

قال : رب حجة
لا تقبل ، من زاره و بات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه .
قلت : كمن زار الله في عرشه .

قال : نعم ، إذا كان يوم
القيامة كان على عرش الرحمان أربعة من الأولين و أربعة من الآخرين .
فأما الأربعة الذين هم من الأولين : فنوح و إبراهيم و موسى و عيسى عليهم
السلام .
و أما الأربعة الذين من الآخرين : فمحمد و علي و الحسن و الحسين .

ثم يمد المضم
ار فيقعد معنا من زار قبور الأئمة عليهم السلام ، ألا أن أعلاهم درجة و أقربهم حبوة زوار قبر ولدي علي صلوات الله عليه .

📚 المصادر و المراجع

📗|الكافي|4|585| 📗|تهذيب الأحكام|6|85| 📗|كامل الزيارات|512| 📗|المزا
ر، المشهدي|546|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ فأصبحت و أنا عند نفسي من أغنى الناس بك في الدنيا و الآخرة ]]

أعظم الله أجوركم باستشهاد مولانا علي بن محمد الهادي صلوات الله عليه و لعن الله ظالميه و قاتليه و مخالفيه و الخارجين عن ولايته ..

روى محمد البصري عن أبي العباس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمد قال : كنا أجرينا ذكر أبي الحسن عليه السلام فقال : يا أبا محمد ، لم أكن في شيء من هذا الأمر و كنت أعيب على أخي و على أهل هذا القول عيباً شديداً بالذم و الشتم ، إلى أن كنت في وفد الذين أوفد المتوكل إلى المدينة في إحضار أبي الحسن عليه السلام ، فخرجنا من المدينة ، فلما خرج و صرنا في بعض الطريق طوينا المنزل ، و كان يوماً صائفاً شديد الحر ، فسألناه أن ينزل فقال : لا ، فخرجنا و لم نطعم و لم نشرب .

فلما اشتد الحر و الجوع و العطش و نحن إذ ذاك في أرض ملساء لا نرى بها شيئاً من الظل و الماء ، فجعلنا نشخص بأبصارنا نحوه .
قال صلوات الله عليه : و ما لكم ! أظنكم جياعاً و قد عطشتم ؟
فقلنا : أي و اللّه يا سيدنا قد عيينا .
قال صلوات الله عليه : عرسوا و كلوا و اشربوا .

فتعجبت من قوله و نحن في صحراء ملساء لا نرى فيها شيئاً نستريح إليه و لا ماء و لا ظلا .
فقال صلوات الله عليه : عرسوا .
فابتدرت إلى القطار لأنيخ ، ثم التفت فإذا أنا بشجرتين عظيمتين يستظل تحتهما عالم من الناس ، و كنت أعرف موضعهما أنه أرض براح قفر ، و إذا أنا بعين تسيح على وجه الأرض أعذب ماء و أبرده ، فنزلنا و أكلنا و شربنا و استرحنا ، و إن فينا من سلك تلك الطريق مراراً ، فوقع في قلبي ذلك الوقت أعاجيب ، و جعلت أحد النظر إليه و أتأمله طويلاً ، فتبسم و طوى وجهه عني .
فقلت في نفسي : و اللّه لأعرفن هذا كيف هو ؟
فأتيت من وراء الشجرة و دفنت سيفي ، و جعلت عليه حجرين و تغوطت في ذلك الموضع و تهيأت للصلاة .
فقال أبو الحسن صلوات الله عليه : استرحتم ؟
قلنا : نعم .
قال صلوات الله عليه : فارتحلوا على اسم اللّه .
فارتحلنا ، فلما أن سرنا ساعة رجعت على الأثر فأتيت الموضع و وجدت الأثر و السيف ، كما وضعته و العلامة ، فكأن اللّه لم يخلق شجرة و لا ماء و لا ظلاً و لا بللاً .

فتعجبت ، و رفعت يدي إلى السماء و سألت الله تعالى الثبات على المحبة له و الإيمان به ، و أخذت الأثر فلحقت القوم ، فالتفت إليّ أبو الحسن عليه السلام فقال : يا أبا العباس فعلتها ؟
قلت : نعم يا سيدي ، لقد كنت شاكاً فأصبحت و أنا عند نفسي من أغنى الناس بك في الدنيا و الآخرة .

فقال صلوات الله عليه : هو كذلك ، هم معدودون معلومون ، لا يزيد رجل و لا ينقص رجل .

📚 المصادر و المراجع

📗|إثبات الهداة|4|437| 📗|الخرائج والجرائح|1|421| 📗|بحار الأنوار|50|159| 📗|رياض الأبرار|2|471|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ يا علي يا أعلى بن أبي طالب ]]

بوصفكَ أربابُ العقولِ تحيَّرُ .. و إن أدركوا شيئاً فذاكَ يسيرُ
فها أنت سرٌّ بالخفاءِ جديرُ .. إليك جميع الكائنات تشيرُ
بأنَّكَ هادٍ منذرٌ و بشيرُ

تعاليتَ عن وصفٍ له الخلقُ تتقنُ .. و أنَّى لهم من ذاك إذ ليس يمكنُ
كفاك علواً إنَّهم بك كوّنوا .. و إنَّك من نور الإله مكوَّنٌ
على كل نورٍ من جلالك نورُ

فأنتَ لهم عند الحقيقة مُوئِلٌ .. بتقسيم تيَّار الفيوضِ موكَّلُ
و بارئكَ المُسدِّي و أنت المفصِّلُ .. و شخصُك قطبُ الكايناتِ و منزِلُ
عليهِ جميعِ العالمينِ تدورُ

حللتَ من العليا بما هو أكملُ .. و وصفك تقديسٌ و ذكراكَ مندلُ
و نفسكَ نفسُ الحقِ إذ ليس تُجهلُ .. و روحكَ روح القدس فيها منزلُ
و قلبكَ في قلب الوجودِ ضميرُ

فيا علَّةَ الأشياءِ و السَّببِ الجليُ .. و يا نقطةُ الأدوارِ و العلمِ العلي
ليهنكَ ما قط نلته من تفضيلُ .. نزلت من العلي بمنزل يشيرُ
إليه الطَّرفُ و هو حسيرُ


#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ يا علي ، صوبت بعيني إلى عرش ربي فرأيت مَثَلك في السماء الأعلى ]]

عن محمد بن عجلان عن زيد بن علي قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : كنت نائماً في الحجر إذ أتاني جبرئيل فحركني تحريكاً لطيفاً ثم قال لي : عفا الله عنك يا محمد ، قم و اركب فافد إلى ربك .
فأتاني بدابة دون البغل و فوق الحمار ، خطوها مد البصر ، له جناحان من جوهر ، يدعى البراق .
فركبت حتى طعنت في الثنية ، إذا أنا برجل قائم متصل شعره إلى كتفيه ، فلما نظر إليّ قال : السلام عليك يا أول ، السلام عليك يا آخر ، السلام عليك يا حاشر .
فقال لي جبرئيل : رد عليه يا محمد .
فقلت : و عليك السلام و رحمة الله و بركاته .

فلما أن جزت الرجل فطعنت في وسط الثنية إذا أنا برجل أبيض الوجه جعد الشعر ، فلما نظر إلي قال : السلام عليك ، مثل تسليم الأول .
فقال جبرئيل : رد عليه يا محمد .
فقلت : و عليك السلام و رحمة الله و بركاته .
فقال لي : يا محمد ، احتفظ بالوصي " ثلاث مرات " علي بن أبي طالب عليه السلام المقرب من ربه .

فلما جزت الرجل و انتهيت إلى بيت المقدس إذ أنا برجل أحسن الناس وجها و أتم الناس جسماً و أحسن الناس بشرة .
فلما نظر إليّ قال : السلام عليك يا نبي ، و السلام عليك يا أول " مثل تسليم الأول "
فقال لي جبرئيل : يا محمد ، رد عليه .
فقلت : و عليك السلام و رحمة الله و بركاته .
فقال : يا محمد ، احتفظ بالوصي " ثلاث مرات " علي بن أبي طالب المقرب من ربه الأمين على حوضك صاحب شفاعة الجنة .

فنزلت عن دابتي عمداً ، فأخذ جبرئيل بيدي فأدخلني المسجد ، فخرق بي الصفوف و المسجد غاص بأهله ، فإذا بيد من فوقي : تقدم يا محمد .
قال : فقدمني جبرئيل فصليت بهم .
ثم وضع لنا منه سلم إلى السماء الدنيا من لؤلؤ ، فأخذ بيدي جبرئيل فخرق به إلى السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً و شهباً .
فقرع جبرئيل الباب ، فقالوا له : من هذا ؟
قال : أنا جبرئيل .
قالوا : من معك ؟
قال : معي أخي محمد .
قالوا : و قد أرسل إليه ؟
قال نعم .
قال : ففتحوا لنا .
ثم قالوا : مرحباً بك من أخ و من خليفة ، فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم المختار خاتم النبيين لا نبي بعده .

ثم وضع لنا منها سلم من ياقوت موشح بالزبرجد الأخضر .
فصعدنا إلى السماء الثانية ، فقرع جبرئيل الباب ، فقالوا مثل القول الأول ، و قال جبرئيل مثل القول الأول ، ففتح لنا .

ثم وضع لنا سلم من نور محفوف حوله بالنور ، قال : فقال لي جبرئيل : يا محمد ، تثبت و اهتد هديت .

ثم ارتفعنا إلى الثالثة و الرابعة و الخامسة و السادسة و السابعة بإذن الله .
فإذا بصوت و صيحة شديدة .
قلت : يا جبرئيل ، ما هذا الصوت ؟
فقال لي : يا محمد ، هذا صوت طوبى قد اشتاقت إليك .
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : فغشيني عند ذلك مخافة شديدة .

ثم قال لي جبرئيل : يا محمد ، تقرب إلى ربك ، فقد وطئت اليوم مكاناً بكرامتك على الله عز و جل ما وطئته قط ، و لولا كرامتك لأحرقني هذا النور الذي بين يدي .
فتقدمت ، فكشف لي عن سبعين حجاباً .
فقال لي : يا محمد ، فخررت ساجداً و قلت : لبيك رب العزة لبيك .
فقيل لي : يا محمد ، ارفع رأسك و سل تعط و اشفع تشفع .

يا محمد ، انت حبيبي و صفيي و رسولي إلى خلقي و أميني في عبادي ، من خلفت في قومك حين وفدت إليّ ؟
فقلت : من أنت أعلم به مني ، أخي و ابن عمي و ناصري و وزيري و عيبة علمي و منجز وعداتي .

فقال لي ربي : و عزتي و جلالي و جودي و مجدي و قدرتي على خلقي ، لا أقبل الإيمان بي و لا بأنك نبي إلا بالولاية له .

يا محمد ، أتحب أن تراه في ملكوت السماء ؟
فقلت : ربي و كيف لي به و قد خلفته في الأرض ؟!
فقال لي : يا محمد ارفع رأسك .
فرفعت رأسي و إذا أنا به مع الملائكة المقربين ، مما يلي السماء الأعلى .
فضحكت حتى بدت نواجذي .
فقلت : يا رب ، اليوم قرت عيني .

ثم قيل لي : يا محمد ، قلت : لبيك ذا العزة لبيك .
قال : إني أعهد إليك في علي عهداً فاسمعه .
قلت : ما هو ، يا رب ؟
قال : علي راية الهدى ، و إمام الأبرار ، و قاتل الفجار ، و إمام من أطاعني ، و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، أورثته علمي و فهمي ، فمن أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني . إنه مبتلى و مبتلي به ، فبشره بذلك يا محمد .

ثم أتاني جبرئيل فقال لي : يقول الله لك : يا محمد { و ألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها و أهلها } ولاية علي بن أبي طالب ، تقدم بين يدي يا محمد .
فتقدمت ، فإذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرر و اليواقيت ، أشد بياضاً من الفضة و أحلى من العسل و أطيب ريحاً من المسك الأذفر ، فضربت بيدي فإذا طينه مسكة ذفرة .
فأتاني جبرئيل فقال لي : يا محمد ، أي نهر هذا ؟
قلت : أي نهر هذا يا جبرئيل ؟
قال : هذا نهرك ، و هو الذي يقول الله عز و جل { إنا أعطيناك الكوثر } إلى موضع { الأبتر } ، عمرو بن العاص هو الأبتر .
ثم التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم ، فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل ؟
فقال لي : هؤلاء المرجئة و القدرية و الحرورية و بنو أمية و الناصب لذريتك العداوة ، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الإسلام .

ثم قال لي : أرضيت عن ربك ما قسم لك ؟
فقلت : سبحان ربي ، اتخذ إبراهيم خليلاً و كلم موسى تكليماً و أعطى سليمان ملكاً عظيماً ، و كلمني ربي و اتخذني خليلاً و أعطاني في علي عليه السلام أمراً عظيماً .

يا جبرئيل ، من الذي لقيت في أول الثنية ؟
قال : ذاك أخوك موسى بن عمران .
قال : السلام عليك يا أول ، فأنت مبشر أول البشر .
و السلام عليك يا آخر ، فأنت تبعث آخر النبيين .
و السلام عليك يا حاشر ، فأنت على حشر هذه الأمة .

قلت : فمن الذي لقيت في وسط الثنية ؟
قال : ذاك أخوك عيسى بن مريم يوصيك بأخيك علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإنه قائد الغر المحجلين و أمير المؤمنين و أنت سيد ولد آدم .

قلت : فمن الذي لقيت عند الباب باب المقدس ؟
قال : ذاك أبوك آدم ، يوصيك بوصيك ، ابنه علي بن أبي طالب خيراً و يخبرك أنه أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين .

قلت : فمن الذي صليت بهم ؟
قال : أولئك الأنبياء و الملائكة ، كرامة من الله أكرمك بها يا محمد .

ثم هبط بي الأرض ، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه و آله بعث إلى أنس بن مالك فدعاه ، فلما جاءه قال له رسول إليه صلى الله عليه و آله : أدع لي علياً ، فأتاه .
فقلت : يا علي أبشرك ؟
قال : بماذا ؟
قلت : لقيت أخاك موسى و أخاك عيسى و أباك آدم صلى الله عليهم ، فكلهم يوصي بك .
فبكى علي عليه السلام و قال : الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسياً .

ثم قلت : يا علي ، ألا أبشرك ؟
قال : بشرني يا رسول الله .
قلت : يا علي ، صوبت بعيني إلى عرش ربي جل و عز ، فرأيت مثلك في السماء الأعلى ، و عهد إلي فيك عهداً .
قال : بأبي أنت و أمي يا رسول الله ، أوكل ذلك كانوا يذكرون إليك ؟
فقلت : إن الملأ الأعلى ليدعون لك ، و إن المصطفين الأخيار ليرغبون إلى ربهم جل و عز أن يجعل لهم السبيل إلى النظر إليك ، و أنت تشفع يوم القيامة ، و إن الأمم كلهم موقوفون على جرف جهنم .

فقال علي عليه السلام : يا رسول الله ، فمن الذين كانوا يقذف بهم في نار جهنم ؟
قلت : أولئك المرجئة و الحرورية و القدرية و بنو أمية و مناصبيك العداوة .
يا علي ، هؤلاء الخمسة ليس لهم في الإسلام نصيب .

📚 المصادر و المراجع

📗|اليقين، السيد ابن طاووس|320| 📗|تأويل الآيات الظاهرة|1|270| 📗|مستدرك سفينة البحار|9|161| 📗|بحار الأنوار|18|392|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
زيارة مولانا و سيدنا أبي الحسن الرضا عليه و على آبائه و أبنائه الصلاة و السلام ، و أفضلها في شهر رجب .

روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد صلوات الله عليه و سلامه و هي :

السلام عليك يا ولى الله .
السلام عليك يا حجة الله .
السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض .
السلام عليك يا عمود الدين .
السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله .
السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله .
السلام عليك يا وارث موسى كليم الله .
السلام عليك يا وارث عيسى روح الله .
السلام عليك يا وارث محمد رسول الله .
السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
السلام عليك يا وارث الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة .
السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيد العابدين .
السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين .
السلام عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البر التقى .
السلام عليك يا وارث موسى بن جعفر العالم الحفي .
السلام عليك أيها الصديق الشهيد .
السلام عليك أيها الوصي البر التقي .
أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة ، و أمرت بالمعروف ، و نهيت عن المنكر ، و عبدت الله حتى أتاك اليقين .
السلام عليك من إمام عصيب ، و إمام نجيب ، و بعيد قريب ، و مسموم غريب .
السلام عليك أيها العالم النبيه ، و القدر الوجيه ، النازح عن تربة جده و أبيه .
السلام على من أمر أولاده و عياله بالنياحة عليه قبل وصول القتل إليه .
السلام على دياركم الموحشات ، كما استوحشت منكم منى و عرفات .
السلام على سادات العبيد و عدة الوعيد ، و البئر المعطلة و القصر المشيد .
السلام على غوث اللهفان و من صارت به أرض خراسان خراسان .
السلام على قليل الزائرين ، و قرة عين فاطمة سيدة نساء العالمين .
السلام على البهجة الرضوية و الأخلاق الرضية ، و الغصون المتفرعة عن الشجرة الأحمدية .
السلام على من انتهى إليه رياسة الملك الأعظم ، و علم كل شيء لتمام الأمر المحكم .
السلام على من أسماؤهم وسيلة السائلين ، و هياكلهم أمان المخلوقين ، و حججهم إبطال شبه الملحدين .
السلام على من كسرت له وسادة والده أمير المؤمنين حتى خصم أهل الكتب ، و ثبت قواعد الدين .
السلام على علم الأعلام و من كسر قلوب شيعته بغربته إلى يوم القيام .
السلام على السراج الوهاج ، و البحر العجاج الذي صارت تربته مهبط الأملاك و المعراج .
السلام على أمراء الاسلام ، و ملوك الأديان ، و طاهري الولادة و من أطلعهم الله على علم الغيب و الشهادة ، و جعلهم أهل السعادة .
السلام على كهوف الكائنات و ظلها ، و من ابتهجت به معالم طوس حيث حل بربعها .

يا قبر طوس سقاك الله رحمته * ماذا ضمنت من الخيرات يا طوس
طابت بقاعك في الدنيا و طاب بها * شخص ثوى بسناآباد مرموس
شخص عزيز على الاسلام مصرعه * في رحمة الله مغمور و مغموس
يا قبره أنت قبر قد تضمنه * حلم و علم و تطهير و تقديس
فخرا بأنك مغبوط بجثته * و بالملائكة الأطهار محروس
في كل عصر لنا منكم إمام هدى * فربعه آهل منكم و مأنوس
أمست نجوم سماء الدين آفلة * و ظل أسد الشرى قد ضمها الخيس
غابت ثمانية منكم و أربعة * ترجى مطالعها ما حنت العيس
حتى متى يزهر الحق المنير بكم * فالحق في غيركم داج ومطموس

السلام على مفتخر الأبرار ، و نائي المزار ، و شرط دخول الجنة أو النار .
السلام على من لم يقطع الله عنهم صلواته في آناء الساعات ، و بهم سكنت السواكن و تحركت المتحركات .
السلام على من جعل الله إمامتهم مميزة بين الفريقين ، كما تعبد بولايتهم أهل الخافقين .
السلام على من أحيى الله به دارس حكم النبيين ، و تعبدهم بولايته لتمام كلمة الله رب العالمين .
السلام على شهور الحول و عدد الساعات ، و حروف لا إله إلا الله في الرقوم المسطرات .
السلام على إقبال الدنيا و سعودها ، و من سئلوا عن كلمة التوحيد فقالوا نحن و الله من شروطها .
السلام على من يعلل وجود كل مخلوق بلولاهم ، و من خطبت لهم الخطباء :
بسبعة آباءهم ما هم * هم أفضل من يشرب صوب الغمام .

السلام على مجدهم و بنائهم ، و من أنشد في فخرهم و علائهم بوجوب الصلاة عليهم ، و طهارة ثيابهم .
السلام على قمر الأقمار ، المتكلم مع كل لغة بلسانهم ، القائل لشيعته ما كان الله ليولي إماما على أمة حتى يعرفه بلغاتهم .
السلام على فرحة القلوب و فرج المكروب و شريف الاشراف ، و مفخر عبد مناف .
يا ليتني من الطائفين بعرصته و حضرته ، مستشهدا لبهجة مؤانسته :

أطوف ببابكم في كل حين * كأن ببابكم جعل الطواف

السلام على الامام الرؤف ، الذي هيج أحزان يوم الطفوف ، بالله أقسم و بآبائك الأطهار و بأبنائك المنتجبين الأبرار ، لولا بعد الشقة حيث شطت بكم
الدار ، لقضيت بعض واجبكم بتكرار المزار ، و السلام عليكم يا حماة الدين ، و أولاد النبيين ، و سادة المخلوقين ، و رحمة الله وبركاته .
ثم صل صلاة الزيارة و سبح و اهدها إليه صلوات الله عليه ثم قل :

اللهم إني أسئلك يا الله الدائم في ملكه ، القائم في عزه ، المطاع في سلطانه ، المتفرد في كبريائه ، المتوحد في ديمومية بقائه ، العادل في بريته ، العالم في قضيته ، الكريم في تأخير عقوبته ، إلهي حاجاتي مصروفة إليك ، و آمالي موقوفة لديك ، و كلما وفقتني بخير فأنت دليلي عليه ، و طريقي إليه .
يا قديرا لا تؤوده المطالب ، يا مليا يلجأ إليه كل راغب ، ما زلت مصحوبا منك بالنعم ، جاريا على عادات الاحسان و الكرم .
أسئلك بالقدرة النافذة في جميع الأشياء ، و قضائك المبرم الذي تحجبه بأيسر الدعاء ، و بالنظرة التي نظرت بها إلى الجبال فتشامخت ، و إلى الأرضين
فتسطحت ، و إلى السماوات فارتفعت ، و إلى البحار فتفجرت ،
يا من جل عن أدوات لحظات البشر ، و لطف عن دقائق خطرات الفكر ، لا تحمد يا سيدي إلا بتوفيق منك يقتضى حمدا ، و لا تشكر على أصغر منة إلا استوجبت بها شكرا ، فمتى تحصى نعماؤك يا إلهي و تجازي آلاؤك يا مولاي ، و تكافي صنايعك يا سيدي و من نعمك يحمد الحامدون ، و من شكرك يشكر الشاكرون ، و أنت المعتمد للذنوب في عفوك ، و الناشر على الخاطئين جناح سترك ، و أنت الكاشف للضر بيدك ، فكم من سيئة أخفاها حلمك حتى دخلت ، و حسنة ضاعفها فضلك حتى عظمت عليها مجازاتك ، جللت أن يخاف منك إلا العدل ، و أن يرجى منك إلا الاحسان و الفضل ، فامنن علي بما أوجبه فضلك ، و لا تخذلني بما يحكم به عدلك .
سيدي لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي ، أو الجبال لهدتني ، أو السماوات لاختطفتني ، أو البحار لأغرقتني ، سيدي سيدي سيدي ، مولاي مولاي مولاي قد تكرر وقوفي لضيافتك فلا تحرمني ما وعدت المتعرضين لمسئلتك ،
يا معروف العارفين ، يا معبود العابدين ، يا مشكور الشاكرين ، يا جليس الذاكرين ، يا محمود من حمده ، يا موجود من طلبه ، يا موصوف من وحده ، يا محبوب من أحبه يا غوث من أراده ، يا مقصود من أناب إليه ،
يا من لا يعلم الغيب إلا هو ، يا من لا يصرف السوء إلا هو ، يا من لا يدبر الامر إلا هو ، يا من لا يغفر الذنب إلا هو ، يا من لا يخلق الخلق إلا هو ، يا من لا ينزل الغيث إلا هو ، صل على محمد و آل محمد و اغفر لي يا خير الغافرين .
رب إني أستغفرك استغفار حياء ، و أستغفرك استغفار رجاء ، و أستغفرك استغفار إنابة ، و أستغفرك استغفار رغبة ، و أستغفرك استغفار رهبة ، و أستغفرك استغفار طاعة ، و أستغفرك استغفار إيمان ، و أستغفرك استغفار إقرار ، و أستغفرك استغفار إخلاص ، و أستغفرك استغفار تقوى ، و أستغفرك استغفار توكل ، و أستغفرك استغفار ذلة ، و أستغفرك استغفار عامل لك ، هارب منك إليك ، فصل على محمد و آل محمد و تب علي و على والدي بما تبت و تتوب على جميع خلقك ، يا أرحم الراحمين .
يا من تسمى بالغفور الرحيم ، يا من تسمى بالغفور الرحيم ، يا من تسمى بالغفور الرحيم ، صل على محمد و آل محمد و اقبل توبتي ، و زك عملي
و اشكر سعيي ، و ارحم ضراعتي ، و لا تحجب صوتي ، و لا تخيب مسئلتي ،
يا غوث المستغيثين ، و أبلغ أئمتي سلامي و دعائي ، و شفعهم في جميع ما سألتك ، و أوصل هديتي إليهم كما ينبغي لهم ، و زدهم من ذلك ما ينبغي لك ، بأضعاف لا يحصيها غيرك ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و صلى الله على طيب المرسلين محمد و آله الطاهرين .

📚 المصادر و المراجع

📗 |بحار الأنوار|99|54|
[[ علي بن موسى الرضا الامام الحنون الرؤوف الرحيم العطوف ]]

عن موسى بن سيّار قال : كنت مع الرضا عليه السلام و قد أشرف على حيطان طوس ، و سمعت واعية فاتبعتها ، فإذا نحن بجنازة ، فلما بصرت بها رأيت سيدي و قد ثنى رجله عن فرسه ، ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها ، ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأمها .

ثم أقبل عليّ و قال : يا موسى بن سيّار ، من شيّع جنازة ولي من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب عليه .

حتى إذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيدي قد أقبل فأخرج الناس عن الجنازة ، حتى بدا له الميت ، فوضع يده على صدره ، ثم قال : يا فلان بن فلان ، أبشر بالجنة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة .

فقلت : جعلت فداك ، هل تعرف الرجل ؟ فو اللّه إنها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا ؟
فقال لي : يا موسى بن سيّار ، أما علمت أنّا معاشر الأئمة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحا و مساء ؟
فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا اللّه تعالى الصفح لصاحبه .
و ما كان من العلو سألنا اللّه الشكر لصاحبه .

📚 المصادر و المراجع

📗|العوالم ، الإمام الرضا|1|213| 📗|المناقب، ابن شهر آشوب|4|341| 📗|مستدرك الوسائل|12|164| 📗|مكيال المكارم|1|89| 📗|بحار الأنوار|49|101|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ من معجزات الإمام محمد بن علي الجواد ]]

متباركين بالولادة الميمونة

عن علي بن خالد قال : كنت بالعسكر ، فبلغني أن هناك رجلاً محبوساً أتي به من ناحية الشام مكبولاً و قالوا : إنه تنبأ ، فأتيت الباب و داريت البوابين و الحجبة حتى وصلت إليه ، فإذا رجل له فهم .

فقلت : يا هذا ما قصتك و ما أمرك ؟
قال : إني كنت رجلاً بالشام أعبد اللّه في الموضع الذي يقال له موضع رأس الحسين عليه السلام ، فبينما أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال لي : قم .
فقمت معه ، فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة .
فقال لي : تعرف هذا المسجد ؟
فقلت : نعم هذا مسجد الكوفة .
قال : فصلى و صليت معه .

فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بالمدينة ، فسلم على رسول الله و سلمت و صلى و صليت معه و صلى على رسول الله صلى اللّه عليه و آله و سلم .

فبينا أنا معه إذا أنا بمكة ، فلم أزل معه حتى قضى مناسكه و قضيت مناسكي معه .

فبينا أنا معه إذا أنا في الموضع الذي كنت أعبد الله فيه بالشام ، و مضى الرجل .

فلما كان في العام القابل إذا أنا به ، ففعل مثل فعلته الأولى ، فلما فرغنا من مناسكنا وردّني إلى الشام و هم بمفارقتي قلت : سألتك بحق الذي أقدرك على ما رأيت إلا أخبرتني من أنت ؟
قال : أنا محمد بن علي بن موسى .

فترقى الخبر حتى انتهى إلى محمد بن عبد الملك الزيات ، فبعث إليَّ و أخذني و كبلني في الحديد ، و حملني إلى العراق .
فقلت له : فارفع القصة إلى محمد بن عبد الملك ، ففعل ، و ذكر في قصته ما كان ، فوقّع في قصته : قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة و من الكوفة إلى المدينة ، و من المدينة إلى مكة و ردك من مكة إلى الشام ، أن يخرجك من حبسك هذا .

قال علي بن خالد : فغمني ذلك من أمره ، و رققت له ، و أمرته بالعزاء و الصبر ، ثم بكرت عليه ، فإذا الجند و صاحب الحرس و خلق اللّه .
فقلت : ما هذا ؟
فقالوا المحمول من الشام الذي يتنبأ افتقد البارحة ، فلا يدرى أخسفت به الأرض أو اختطفه الطير !

📚 المصادر و المراجع

📗|الكافي|1|540| 📗|إثبات الهداة|4|389| 📗|الخرائج والجرائح|1|384| 📗|كشف الغمة|3|512|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
▪️الحبيب الأول

أستغفرُ اللَّهَ عَنْ ذنبي وعنْ زللي
وأطلبُ العفوَ قَبْلَ الشَّيبِ والأجلِ

لَمْ أدّخرْ عمـــلاً للنفسِ ينفعُهــا
يَوْمَ الحسابِ إذا فتّشتُ عَنْ عَمَلِ

لذا اتّكلتُ على قلبـــي لِيُنقـذَها
منَ الشدائدِ إِنْ ضاقتْ بها سُبُلي

لَقَدْ أحبَّ وَلَكِنْ ليسَ جــارتَــهُ
ولا غزالاً سبَتْهُ نشْـــوةُ الغــزلِ

لَقَدْ أحبَّ حبيباً غابَ عَنْ مُقلٍ
وذي بصيرتُهُ ترنوهُ بالمُقَلِ

أَحبَّ فلقَةَ بدرٍ فَوْقَ غُرّتِهِ
ألصبحُ يحني لديها هامَةَ الخجلِ

أَحبَّ طَرْفاً أرى الخضراءَ عبْستَهُ
فعادَ يرجعُ قرصُ الشمسِ في الطَفَلِ

أَحبَّ خدّاً ترابُ الأَرْضِ يعشقُهُ
لطالما صبَّ فيهِ دمْعةَ الوَجَلِ

أحبَّ تلكَ اللُّمى..ألقرصُ عاهدَها
فليسَ تعرفُ طعْمَ البُرِّ والعسلِ!

أَحبَّ وجهاً جمالُ اللهِ يسكُنُهُ
فلوْ رأتْهُ نساءُ النِّيلِ والعَذَلِ

لكانَ يوسفُ ذكراً مرَّ عابرُهُ
وَكَانَ هذا بحقٍّ مضربَ المثلِ

هُوَ الحبيبُ حبيبُ اللهِ نعرِفُهُ
حبيبُ أحمدَ طٰهَ خاتمِ الرسلِ

حبيبُ سيدةِ الأكوانِ فاطمةٍ
حبيبُ قلْبي أميرُ الْمُؤْمِنِينَ علـي


https://t.me/AliOsailyAmily
[[ علي بن أبي طالب علانية الله و وجه معرفته و عبادته ]]

قال الله تعالى في الحديث القدسي : كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق لكي أعرف .(1)

من هو الكنز الخفي ؟ هل هو الله تعالى ؟!
كان الله خفي و أحب أن يعرف أي أن يظهر لخلقه !
لو اعتقدنا بهذا للزم محاذير كثيرة تنافي التوحيد ، و تعارض كلام النبي و أهل بيته صلوات الله عليهم في وصف ذات الله سبحانه ، منها كلام سيد الموحدين صلوات الله عليه في تنزيه الله سبحانه من خطب نهج البلاغة قال : لم يسبق له حال حالاً ، فيكون أولاً قبل أن يكون آخراً ، و يكون ظاهراً قبل أن يكون باطناً .

فالانتقال من حال إلى حال ينافي التوحيد لأنه سبحانه كما عن أمير المؤمنين و سيد الموحدين صلوات الله عليه : لا يجرى عليه السكون و الحركة ، و كيف يجرى عليه ما هو أجراه ! و يعود فيه ما هو أبداه ! و يحدث فيه ما هو أحدثه ! اذن لتفاوتت ذاته ، و لتجزء كنهه ، و لامتنع من الأزل معناه ، و لكان له وراء إذ وجد له أمام ، و لالتمس التمام إذ لزمه النقصان ، لا يتغير بحال ، و لا يتبدل في الأحوال ، و لا تبليه الليالي و الأيام ، و لا يغيره الضياء و الظلام ، ليس في الأشياء بوالج ، و لا عنها بخارج .

و كما في الدعاء بعد الوتيرة : و أنا يا إلهي بريء إليك من الذين بالشبهات طلبوك ، و بريء إليك من الذين شبهوك و جهلوك ، يا الهي أنا بريء من الذين بصفات عبادك وصفوك .(2)

فسبحانه و تعالى عن أي يصف نفسه بخلقه فيقول عن ذاته ( كنزاً ) .
و سبحانه أن يكون غائب مخفي فيظهر و يعرف ، فتتغير حالاته .
و سبحانه عن أن يقوم بفعل خلقه من الحب و البغض و غيرها من الأفعال التي هو خلقها و أحدثها فلا تدخل فيه و لا تجري عليه .

فالله سبحانه لم يخلق الخلق لنفسه ، لأنه في ذاته الغني عن كل ما سواه ، فلا حاجة له بهم ليعرفوه و يعبدوه .

و المعرفة لا تقع على ذات الله بأي حال من الأحوال ، لأنه سبحانه { لَيْسَ كَمِثلِهِ شَيء } فليس له شبه و لا مثيل يعرف به ، و لا إسم ، و لا رسم ، و لا صفة ، و لا إشارة ، و لا عبارة و لا …

و قال سيد الموحدين في نهج البلاغة : لم تحط به الأوهام ، بل تجلى لها بها ، و بها امتنع منها ، و إليها حاكمها .

و قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في معرفة الذات الإلهية : الطريق مسدود و الطلب مردود .(3)

و قال صلوات الله عليه : كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود اليكم .(4)

فكل ما يخطر في عقولنا و أذهاننا من معرفة الله فهو غيره سبحانه و ليس هو حقيقة حتى الأسماء و الصفات الإلهية ليست لذات الله بدليل قول سيد الموحدين صلوات الله عليه في نهج البلاغة : و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، و شهادة كل موصوف أنه غير الصفة ، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، و من قرنه فقد ثناه ، و من ثناه فقد جزأه ، و من جزأه فقد جهله ، و من أشار إليه فقد حده و من حده فقد عده .

فكل جهة معرفة لله سبحانه و جميع الأسماء الإلهية و الصفات الربانية لا تقع على ذات الله بل على الكنز الخفي الذي أحب أن يعرف فظهرت منه الأسماء و الصفات بعد أن كان في غيب علم الله لم يظهر إلى أحد ، و أحب أن يظهر ليدل بذاته على ربه ، لأنه أحب أن يعرّف الخلق بخالقه و يدلهم عليه ، و هو نور الذات الإلهية ، و حقيقة الحقائق الربانية ، النور المشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد أثاره .

فهو في غيب علم الله ، و الله عالم به بأنه يعرفه حق معرفته ، و يطيعه حق طاعته ، و يعبده حق عبادته ، و هو العبد بتمام و كمال العبودية له سبحانه ، و قد قال النبي الأعظم صلوات الله عليه و آله : العبودية جوهرة كنهها الربوبية .
و بما أنه هو العبد الفاني في عزة و جلال الله فهو الجوهرة الأكمل و الكنز الخفي .

و لمّا أحب هذا العبد و الكنز الخفي أن يظهر للخلق و يعرّف بخالقه أعطاه الله ذلك بعد أن استخلصه على جميع خلقه و أقامه مقامه كما شهد بهذا سيد الموحدين صلوات الله عليه قال : و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ، استخلصه في القدم على سائر الأمم ، على علم منه به ، انفرد عن التشاكل و التماثل من أبناء الجنس ، و ائتمنه آمراً و ناهياً عنه ، أقامه في ساير عالمه في الأداء مقامه ، إذ كان { لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ } و لا تحويه خواطر الأفكار ، و لا تمثله غوامض الظن في الأسرار ، لا إله إلا هو الملك الجبار ...
و إن الله تعالى اختص لنفسه بعد نبيه صلى الله عليه و آله من بريته خاصة علاهم بتعليته و سما بهم إلى رتبته ، و جعلهم الدعاة بالحق إليه و الأدلاء بالارشاد عليه ، لقرن قرن و زمن زمن ، أنشأهم في القدم قبل كل مذروء و مبروء ، أنواراً أنطقها بتحميده و ألهمها بشكره و تمجيده ، و جعلها الحجج له على كل معترف له بملكة الربوبية و سلطان العبودية
.(5)
و يشهد بذلك أيضاً مولانا و سيدنا موسى بن جعفر صلوات الله عليه قال : فلما أراد أن يخلق محمداً صلى الله عليه و آله منه ، قسم ذلك النور شطرين : فخلق من الشطر الأول محمداً ، و من الشطر الآخر علي بن أبي طالب ، و لم يخلق من ذلك النور غيرهما ، خلقهما بيده ، و نفخ فيهما بنفسه لنفسه ، و صورهما على صورتهما ، و جعلهما أمناء له ، و شهداء على خلقه ، و خلفاء على خليقته ، و عيناً له عليهم ، و لساناً له إليهم .
قد استودع فيهما علمه ، و علمهما البيان ، و استطلعهما على غيبه ، و جعل أحدهما نفسه ، و الآخر روحه ، لا يقوم واحد بغير صاحبه ، ظاهرهما بشرية ، و باطنهما لاهوتية ، ظهر للخلق على هياكل الناسوتية ، حتى يطيقوا رؤيتهما ، و هو قوله تعالى { و لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ } فهما مقاما رب العالمين ، و حجابا خالق الخلائق أجمعين ، بهما فتح الله بدء الخلق ، و بهما يختم الملك والمقادير
.

إلى أن قال صلوات الله و سلامه عليه : أقامهم مقام نفسه ، لأنه لا يرى ، و لا يدرك ، و لا تعرف كيفيته ، و لا إنيته ، فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه ، المتصرفون في أمره و نهيه ، فبهم يظهر قدرته ، و منهم ترى آياته و معجزاته ، و بهم و منهم عرف عباده نفسه ، و بهم يطاع أمره ، و لولاهم ما عرف الله ، و لا يدرى كيف يعبد الرحمن ، فالله يجري أمره كيف يشاء ، فيما يشاء { لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ‏ } .(6)

فالحقيقة المحمدية هي الكنز الخفي الذين أظهرها الله من غيب علمه إلى خلقه ، و أقامها مقام معرفته و محبته ، و خلق جميع ما خلق لأجلها لا لأجله سبحانه لأنه هو الغني و لا يحتاج لغيره ، و هذا ما ورد في الحديث القدسي مخاطباً رسوله صلى الله عليه و آله : يا احمد خلقتك لأجلي وخلقت الخلق لأجلك .(7)

و ما ورد عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في رسالته لمعاوية : نحن صنايع ربنا و الخلق بعد صنايع لنا .(8)

حتى نبسط الكلام بالسلس السهل فيفهمه جميع الناس كلٌ بحسبه ، و نضرب المثل الذي ضربه الله سبحانه و ضربه لنا نبيه الأعظم و أهل بيته صلوات الله عليهم و هو كما قال تعالى { سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }

ففي الآفاق مثال لمعرفته سبحانه و هو النار ، النار لها صورة ظاهرة ، و لها حقيقة غيبية خفية لا تظهر أبداً إلا بالصورة الظاهرة و هي الحرارة ، فهل يمكن أن تشاهد الحرارة أو تعرفها بغير النار ؟!
إلا إذا باشرتها ببدنك فتحرقك .. و هذا معنى قول النبي الأعظم صلوات الله عليه و آله : إن لله سبعين ألف حجاب من نور و ظلمة ، لو كشف حجاباً منها لأحرقت سبحات وجهه جميع ما إنتهى إليه بصره .(9)

و ليست النار إلا ظهور الحرارة ، فمن دونها فانية ، و ذات الحرارة من دون النار لا تظهر ، و لا تعرف ، لأن ظهور الشيء يكون بفعله لا بذاته ، و النار فعل الحرارة ، فغاية ما يصل إليه فهمك و معرفتك و نظرك و توجهك إلى النار لا إلى الحرارة ، فالنار هي وجه الحرارة و تجليها و آية ظهورها و دليل معرفتها ، و هذا معنى قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إنتهى المخلوق إلى مثله ، و ألجأه الطلب إلى شكله .(10)

كذلك الذات الإلهية هي مجردة في أعلى مراتب التجريد ، و بسيطة في غاية البساطة ، و منزهة عن جميع جهات الإمكان و لوازمه ، و أحواله و أوضاعه ، فلا سبيل البتة لمعرفتها إلا مِن خلال مَن اختارهم الله و اصطفاهم و انتجبهم و جعلهم وجهه ، يُعرف بهم و يُعبد بهم ، و هو قول النبي الأعظم صلوات الله عليه و آله : فبنا عرفوا الله ، و بنا عبدوا الله ، و بنا اهتدوا السبيل إلى معرفة الله .(11)

و قول الصادق صلوات الله عليه : نحن بابه الذي يدل عليه ، و نحن العالمون بأمره ، و الداعون إلى سبيله ، بنا عرف الله ، و بنا عبد الله ، نحن الأدلاء على الله ، و لولانا ما عبد الله .(12)

و قول باقر آل محمد صلوات الله عليه : بِنا عُبد اللّه و بِنا عُرف اللّه و بِنا وُحّد اللَّه تبارك و تعالى ، و محمّد حجاب اللَّه تبارك و تعالى .(13)

و قال أبو جعفر صلوات الله عليه : فنحن أول خلق ابتدء الله ، و أول خلق عبد الله و سبّحه ، و نحن سبب خلق الخلق ، و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة و الآدميين .
فبنا عُرِفَ الله ، و بنا وُحِّدَ الله ، و بنا عُبِدَ الله ، و بنا أكرم الله من أكرم من جميع خلقه ، و بنا أثاب الله من أثاب ، و عاقب من عاقب
. (14)

و عن أبي عبد الله الصادق : نحن الأعراف الّذين لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا .(15)

أما المثال الذي في نفسك فهو الأكمل و الأوضح لقول صادق آل محمد صلوات الله عليه : الصورة الإنسانية هي أكبر حجج الله على خلقه ، و هو الكتاب الذي كتبه بيده ، و هو يجمع صور العالمين ، و هو النسخة المختصرة من اللوح المحفوظ ، و هو الجسر الممدود بين الجنة و النار ، و قد كانت هذه الولاية في النبي و الوصي و هما فاتحها و خاتمها .(16)
و قال الرضا صلوات الله و سلامه عليه : و قد علم ذووا الألباب أن الاستدلال على ما هناك لا يكون إلا بما ههنا .(17)

و المثال هو وجهك من ذاتك :
اليس وجهك هو عنوان معرفتك ؟
اليس وجهك أقوى دليل معرفتك و به يستدل عليك ؟
و إذا أردت معرفة غيرك ألا تنظر في وجهه لا في نفسه و ذاته ؟
و تميز الأشخاص عن بعضهم بوجوههم لا في أنفسهم ؟
فوجه الشخص دليلك إليه فيعرفك نفسه بوجهه لا بها ؟

و لله سبحانه و تعالى وجه يُعرف به و قد ذكره عز و جل في كتابه الكريم قال :
{ وَ يَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلاَلِ وَ الإِكْرَامِ }
و قال { كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ }

و من بديهيات التوحيد تنزيه الله عن الجسم و الأعضاء و الجوارح بل وجهه المقصود هو دليل معرفته الذي يعرف به و هو آيته الكبرى و حجته العظمى و المثل الأعلى و ذلك ورد في الكثير من الروايات الشريفة عن أهل العصمة و الطهارة منها عن ابن المغيرة قال : سئل أبو عبد الله صلوات الله عليه عن قول الله تبارك و تعالى { كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه }
فقال : ما يقولون فيه ؟
قلت : يقولون يهلك كل شيء إلا وجه الله .
فقال : سبحان الله ! لقد قالوا قولاً عظيماً ، إنما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه
.(18)

و منها عن خيثمة قال : سألت أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قول الله عز و جل { كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏ }
قال : دينه ، و كان رسول الله صلى الله عليه و آله و أمير المؤمنين صلوات الله عليه دين الله ، و وجهه و عينه في عباده ، و لسانه الذي ينطق به ، و يده على خلقه ، و نحن وجه الله الذي يؤتى منه
.(19)

و منها ندبة صاحب العصر و الزمان : أين باب الله الذي منه يؤتى ، أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء ، أين السبب المتصل بين أهل الأرض و السماء .

و منها ما ورد أيضاً في زيارته عجل الله تعالى فرجه : السلام عليك يا وجه الله الذي لا يهلك و لا يبلى إلى يوم الدين ، السلام عليك يا ركن الايمان ، السلام عليك أيها السبب المتصل بين الأرض و السماء .(20)

و في زيارة أخرة له عجل الله تعالى فرجه : السلام عليك يا وجه الله المتقلب بين أظهر عباده .(21)

و نشهد به لسيد الشهداء الحسين صلوات الله عليه ، فنقول في زيارته الواردة عن الصادق صلوات الله عليه : و أشهد أنك نور الله الذي لم يطفأ و لا يطفأ أبداً ، و أنك وجه الله الذي لم يهلك و لا يهلك أبداً .(22)

و كما نشهد للأمير صلوات الله و سلامه عليه في زيارته الواردة عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه نقول : و أشهد أنك حبيب الله ، و أنك باب الله ، و أنك وجه الله الذي منه يؤتى ، و أنك سبيل الله .(23)

و أيضاً في زيارة أخرى للأمير عن الصادق صلوات الله عليهما : السلام على وجه الله الذي من آمن به أمن .(24)

و أيضاً عن أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه قال : نحن المثاني التي أعطاها الله نبينا ، و نحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم ، عرفنا من عرفنا و جهلنا من جهلنا .(25)

هذا تفسير و تأويل أمير المؤمنين صلوات الله عليه للآيات حيث قال : كل ما في الذكر الحكيم و الكتاب الكريم و الكلام القديم من آية تذكر فيها ، العين ، و الوجه ، و اليد ، و الجنب ، فالمراد منها الولي لأنه جنب الله و وجه الله ، يعني حق الله ، و علم الله ، و عين الله ، و يد الله ، فهم الجنب العلي ، و الوجه الرضي ، و المنهل الروي ، و الصراط السوي ، و الوسيلة إلى الله و الوصيلة إلى عفوه و رضاه ، سر الواحد الأحد ، فلا يقاس بهم من الخلق أحد .(26)

فهم وجه الله الذي لا يفنى و لا يبيد في كل عالم و ذلك قوله تعالى { وَ يَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلاَلِ وَ الإِكْرَامِ }
و هو قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن ميتنا لم يمت ، و غائبنا لم يغب ، و إن قتلانا لم يقتلوا .(27)

لذلك أُمرنا بمعرفة أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، و من مات لا يعرف الإمام مات ميتة جاهلية ، و من أتى بعمل سبعين نبياً ثم أتى الله جاحد لولاية علي أكبه الله في جهنم ، فكيف يعرف الله من لا يعرف وجهه !!
و كيف يقبل الله عبادة من لا يعرفه ؟!!
لذلك كما قال النبي صلوات الله عليه و آله : الجاحد لولاية علي كعابد وثن .(28)

و قال النبي الأعظم صلوات الله عليه و آله : و الذي نفسي بيده ، لا ينفع عبداً عمله إلاّ بمعرفة حقّنا .(29)

فمعرفة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه هي عينها تماماً معرفة الله و لا فرق أبداً ، لأن كما اسلفنا سابقاً أن الله لا يعرف إلا به ، لأنه ظهوره و وجهه تعالى و هذا قوله صلوات الله عليه في احدى خطبه الشريقة قال : أنا علانية المعبود .(30)

و قوله صلوات الله عليه : أنا المخبر عن الذَّات .(31)

و قول سيد الساجدين و زين العابدين صلوات الله عليه : نحن معانيه و مظاهره فيكم .(32)

و قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه : من عرفني و عرف حقي فقد عرف ربَّه .(33)
فكل معرفة لله سبحانه هي معرفة علي عيناً ، و معرفة علي معرفة الله عيناً و لا فرق و ذلك قول سيد الموحدين صلوات الله عليه : معرفتي بالنورانية معرفة الله عز و جل ، و معرفة الله عز و جل معرفتي بالنورانية .(34)

فإذا عرفت وجه الله فقد عرفت الله سبحانه كما أنك لن تعرف فلان و تميزه عن غيره من دون أن تعرف وجهه ، لأن وجه فلان أقوى معرفة له ، و لولا وجهه ما عرفته .

فآل محمد صلوات الله عليهم هم المقصودون في كل توجه لله عزّ وجل ، فإذا أردت أن تخاطب فلان و تطلب منه و تسأله ألا يكون وجهه هو الجهة إليه ؟

في ندبة المولى إمام الزمان صلوات الله عليه : أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء ؟
لاحظ دقة الكلام ، لم يقل المسلمين ، و لم يقل المؤمنين ، بل قال الأولياء !
و هذا اشارة دقيقة إلى المعرفة ، لأن الولي هو العارف بربه ، و توجه العارف الولي غير توجه بقية المؤمنين ، فالعارف هو الذي ينزه الله حق تنزيهه ، و يعرف وجهه ، و يتوجه إلى تلك الجهة التي هي إمام الزمان صلوات الله عليه .

فالإمام هو جهة الله في الفروض و النوافل و الدعاء ، و هذه العبادة الحقة ، و هذا هو التوحيد ، و الذي يخالف هذا فهو نوع من أنواع الشرك الخفي .

و أعطيك مثلاً ليوضع المطلب أكثر بشكل لا يدع مجالاً للمنكر الجاهل أو للمتهكم المستهزئ و المثل هو الكعبة !
أنت تتوجه بوجهك و جسدك إلى الكعبة في الصلوات و العبادات !
فهل الله سبحانه موجود في البيت ؟!
إن الله سبحانه أمرك أن تولي وجهك شطر المسجد الحرام لأنه وجه الله من هذه الحيثية ، مع أنه مجرد أحجار عادية .
فإذا أردت أن تخاطب ربك تتوجه إلى أحجار مصفوفة فوق بعضها بشكل غرفة مكعبة ! و لا يوجد أي مسلم يرى أي مشكلة في ذلك بل الكل يراه إيمان و طاعة و عبادة .
على هذا قس بأن التوجه في القلب و الذهن و العقل و المعرفة و العبادة إلى نور الله و وجه الله .

و لا يساورك الشك و الارتباك الابليسي فيخيل لك أن هذا شرك بالله أو العبادة لغير الله فتقع بشرك اللعين الذي رفض السجود لآدم بحجة أنه لا يسجد لغير الله فأصبح من الملعونين ، بل كما قال الهادي صلوات الله عليه في الجامعة الكبيرة : من أراد الله بدأ بكم ، و من وحده قبل عنكم ، و من قصده توجه إليكم .
و دليله من القرآن الكريم قوله تعالى { وَ مَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى }
فالغاية المقصودة هي وجه الله و ليس ذات الله تعالى .

و كما شرحنا و فصلنا و كررنا مراراً و بأدلة العترة الطاهرة التي ذكرناها و سنذكرها بأنه لا فرق أبداً في المعرفة و التوجه و العبادة بين الله و بين وجهه ، فهو نفسه تماماً .
و هو ما ورد في دعاء رجب عن الحجة عجل الله فرجه : لا فرق بينك و بينها إلا أنهم عبادك و خلقك .(35)

و عن الصادق صلوات الله عليه : لنا مع الله حالات هو فيها نحن ، و نحن فيها هو ، و هو هو ، و نحن نحن .(36)

لأنك عندما تشير بأصبعك إلى وجه شخص ما تقول : هذا فلان .
لاحظ أنك تشير إلى وجهه لا إلى ذاته ، لكن من وجهه عرفته و حددته و سميته و استدليت بوجهه على حضور نفسه و ذاته ، فقلت هذا فلان و أنت قاصد ذاته و نفسه !
فلو حضر فلان هل تشير إليه و تقول حضر وجه فلان أو جسد فلان أم تقول حضر فلان ؟!
فلو نظرت إلى علي بن أبي طالب ثم قلت : هو الله !
فأنت لا تقصد الذات البحت البات ، بل تقصد ظهور الله الكامل التام .

عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : إن الله واحد أحد ، متوحد بالوحدانية ، متفرد بأمره ، خلق خلقاً ففوض إليهم أمر دينه ، فنحن هم يا ابن أبي يعفور ، نحن حجة الله في عباده ، و شهداؤه على خلقه ، و أمناؤه على وحيه ، و خزانه على علمه ، و وجهه الذي يؤتي منه ، و عينه في بريته ، و لسانه الناطق ، و قلبه الواعي ، و بابه الذي يدل عليه .(37)

فإذا تكلم علي بن أبي طالب أليس لسان الله الناطق ؟!
و إذا نظرك علي بن أبي طالب أليس عين الله الناظرة ؟!
و إذا ضرب أحدهم علي بن أبي طالب أليس يد الله الباطشة ؟!
و إذا سمعك علي بن أبي طالب أليس أذن الله السامعة ؟!
و إذا رضي عنك علي بن أبي طالب أليس الله الذي رضي ؟!
و إذا غضب عليك علي بن أبي طالب أليس الله الذي غضب ؟!
و إذا أحبك علي بن أبي طالب أليس الله الذي أحبك ؟!

قال رسول الله صلوات الله عليه و آله : من آمن بنا آمن بالله ، و من رد علينا رد على الله ، و من شك فينا شك في الله ، و من عرفنا عرف الله ، و من تولى عنا تولى عن الله ، و من أطاعنا أطاع الله ، و من عصانا فقد عصى الله .(38)

و قال صلوات الله و آله : من أحبنا فقد أحب الله ، و من أبغضنا فقد أبغض الله ، و من والانا فقد والى الله ، و من عادانا فقد عادى الله .(39)
[[ الأملاك يرون النبي كما يرون الله ]]

عن الصباح المزني ، و سدير الصيرفي ، و محمد بن النعمان الأحول : و عمر بن أذينة ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنهم حضروه فقال : يا عمر بن أذينة ما ترى هذه الناصبة في أذانهم و صلاتهم ؟
فقلت : جعلت فداك إنهم يقولون : إن أبي بن كعب الأنصاري رآه في النوم .
فقال عليه السلام : كذبوا و الله ، إن دين الله تبارك و تعالى أعز من أن يرى في النوم .

وقال أبو عبد الله عليه السلام : ان الله العزيز الجبار عرج بنبيه صلى الله عليه و آله إلى سمائه سبعاً ، أما أولاهن فبارك عليه صلى الله عليه و آله .
و الثانية علمه فيها فرضه .
و الثالثة أنزل الله العزيز الجبار عليه محملاً من نور فيه أربعون نوعاً من أنواع النور ، كانت محدقة حول العرش " عرشه تبارك و تعالى " تغشى أبصار الناظرين .
أما واحد منها فأصفر ، فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة .
و واحد منها أحمر ، فمن أجل ذلك احمرت الحمرة .
و واحد منها أبيض ، فمن أجل ذلك ابيض البياض .
و الباقي على عدد سائر ما خلق الله من الأنوار و الألوان ، في ذلك المحمل حلق و سلاسل من فضة ، فجلس فيه .

ثم عرج به إلى السماء الدنيا ، فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ، ثم خرت سجداً ، فقالت : سبوح قدوس ربنا و رب الملائكة و الروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربنا ؟!
فقال جبرئيل عليه السلام : الله أكبر ، الله أكبر ، فسكتت الملائكة و فتحت أبواب السماء ، و اجتمعت الملائكة .

ثم جاءت فسلمت على النبي صلى الله عليه و آله أفواجاً ، ثم قالت يا محمد كيف أخوك ؟
قال : بخير .
قالت : فإن أدركته فاقرأه منا السلام .
فقال النبي صلى الله عليه و آله : أتعرفونه ؟
فقالوا : كيف لم نعرفه و قد أخذ الله عز و جل ميثاقك و ميثاقه منا ؟ و إنا لنصلي عليك و عليه .
ثم زاده أربعين نوعاً من أنواع النور لا يشبه شئ منه ذلك النور الأول ، و زاده في محمله حلقاً و سلاسل .

ثم عرج به إلى السماء الثانية ، فلما قرب من باب السماء تنافرت الملائكة إلى أطراف السماء و خرت سجداً و قالت : سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربنا ؟!
فقال جبرئيل عليه السلام : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، فاجتمعت الملائكة ، و فتحت أبواب السماء ، و قالت يا جبرئيل من هذا معك ؟
فقال : هذا محمد .
قالوا : و قد بعث ؟
قال : نعم .
قال رسول الله صلى الله عليه و آله : فخرجوا إلي شبه المعانيق فسلموا علي ، و قالوا : اقرأ أخاك السلام .
فقلت : هل تعرفونه ؟
قالوا : نعم ، و كيف لا نعرفه و قد أخذ الله ميثاقك و ميثاقه و ميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ؟ و إنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم خمساً " يعنون في وقت كل صلاة " .
ثم زادني ربي عز و جل أربعين نوعاً من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأول ، و زادني حلقاً و سلاسل .

ثم عرج بي إلي السماء الثالثة فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ، و خرت سجداً ، و قالت : سبوح قدوس ، رب الملائكة و الروح ، ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا ؟
فقال جبرئيل : أشهد أن محمداً رسول الله ، أشهد أن محمداً رسول الله .
فاجتمعت الملائكة ، و فتحت أبواب السماء و قالت مرحباً بالأول ، و مرحباً بالآخر ، و مرحباً بالحاشر ، و مرحباً بالناشر : محمد خاتم النبيين ، و علي خير الوصيين .
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : سلموا عليّ و سألوني عن علي أخي .
فقلت : هو في الأرض خليفتي أو تعرفونه ؟
فقالوا : نعم ، كيف لا نعرفه و قد نحج البيت المعمور في كل سنة مرة ، و عليه رق أبيض فيه اسم محمد و علي و الحسن و الحسين و الأئمة و شيعتهم إلى يوم القيامة ؟ و إنا لنبارك على رؤوسهم بأيدينا .
ثم زادني ربي عز و جل أربعين نوعاً من أنواع النور لا تشبه شيئاً من تلك الأنوار الأول ، و زادني حلقاً و سلاسل .

ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئاً ، و سمعت دوياً كأنه في الصدور ، و اجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء ، و خرجت إلي معانيق ، فقال جبرئيل عليه السلام : حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح .
فقالت الملائكة : صوتين مقرونين ، بمحمد تقوم الصلاة ، و بعلي الفلاح .
فقال جبرئيل : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة .
فقالت الملائكة : هي لشيعته أقاموها إلى يوم القيامة .

ثم اجتمعت الملائكة فقالوا للنبي صلى الله عليه و آله : أين تركت أخاك ؟ و كيف هو ؟
فقال لهم : أتعرفونه ؟
فقالوا : نعم نعرفه و شيعته ، و هو نور حول عرش الله ، و إن في البيت المعمور لرقاً من نور ، فيه كتاب من نور ، فيه اسم محمد و علي و الحسن و الحسين و الأئمة عليهم السلام و شيعتهم لا يزيد فيهم رجل و لا ينقص منهم رجل .
إنه لميثاقنا الذي اخذ علينا ، و إنه ليقرأ علينا في كل يوم جمعة .
فسجدت لله شكراً .
فقال : يا محمد ارفع رأسك .
فرفعت رأسي فإذا أطناب السماء قد خرقت ، و الحجب قد رفعت ، ثم قال لي : طأطئ رأسك ، و انظر ما ترى ؟
فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيتكم هذا و حرمكم هذا ، فإذا هو مثل حرم ذلك البيت يتقابل ، لو ألقيت شيئاً من يدي لم يقع إلا عليه .
فقال لي : يا محمد هذا الحرم ، و أنت الحرام ، و لكل مثل مثال .

📚 المصادر و المراجع

📘|الكافي|3|486| 📘|الوافي|7|59| 📘|تفسير نور الثقلين|3|114| 📘|تفسير كنز الدقائق|7|323|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يكلم الحيتان و تشهد له ]]

روى عبيدة السكسكي ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : إن علياً لما قدم من صفين وقف على شاطيء الفرات ، فأخرج قضيباً أخضر ، و ضرب به الفرات ، و الناس ينظرون إليه ، فانفجرت اثنتا عشرة عيناً كل فرق كالطود العظيم .

ثم تكلم بكلام لم يفهموه ، فأقبلت الحيتان رافعة أصواتها بالتكبير و التهليل و قالت :

السلام عليك يا حجة الله في أرضه .
و عين الله الناظرة في عباده .
خذلك قومك كما خذل هارون بن عمران قومه .

فقال صلوات الله عليه لأصحابه : سمعتم ؟
فقالوا : نعم .
فقال : هذه آية لي و حجة عليكم .

📚 المصادر و المراجع

📗|مدينة المعاجز|2|43| 📗|مشارق أنوار اليقين|118| 📗|البراهين القاطعة ، استرآبادى|3|425|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ لمن تولَّى علياً ، و بريء من عدوه ، و سلَّم لفضله ]]

عن الفضيل بن يسار قال : قال أبو جعفر صلوات الله عليه : إن الروح ، و الراحة ، و الفلج ، و العون ، و النجاح ، و البركة ، و الكرامة ، و المغفرة ، و المعافاة ، و اليسر ، و البشرى ، و الرضوان ، و القرب ، و النصر ، و التمكن ، و الرجاء ، و المحبة من الله تعالى ، لمن تولَّى علياً عليه و أتم به ، و بريء من عدوه ، و سلَّم لفضله و للأوصياء من بعده .

حقاً عليَّ أن أدخلهم في شفاعتي .
و حق على ربي تبارك و تعالى أن يستجيب لي فيهم .
فإنهم أتباعي ، و من تبعني فإنه مني .

📚 المصادر و المراجع

📗|الكافي|1|258| 📗|الوافي|2|106| 📗|مرآة العقول|2|434|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya