#المعرفة_بالنورانية
6.94K subscribers
377 photos
148 videos
54 files
1.5K links
قال علي (ص): إنه لا يستكمل أحد الايمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية. معرفتي بالنورانية معرفة الله ، ومعرفة الله هي معرفتي بالنورانية.
Download Telegram
[[ يا من حظي بكرامة ربه فجلَّ عن الصّفات ، و اشتق من نوره فلم تقع عليه الأدوات ]]

من الزيارات العميقة جداً في العلم و المعرفة بالحقيقة النوريَّة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه ففيها من العبارات و المعاني ما لا يحتمله إلا من صفت طينته ، و طهرت ولادته ، و إمتحن الله بالإيمان قلبه ، و شرح لمعرفة أمناء الرحمن صدره .

أما من خبث أصله ، و قذرت طينته ، و مسخت فطرته ، و نجست ولادته ، فيشمئز لها قلبه ، و ينكرها بخبث سريرته ، و يستهزء بها بمخالطة إبليس لعقله و نفسه .

أهديها لأخوتي و أخواتي في الولاية لربّ الوجود و سيده ، و مالك التكوين و علَّته ، ففيها توسلاً بآل الله الأطهار لما فيه قضاء الحاجات ، و تحقيق الطلبات ، و نيل السعادات للدنيا و الآخرة إن شاء الله .

اللهم إليك وجهت وجهي ، و عليك توكلت ربي ، الله أكبر كما بمنه هدانا ، الله أكبر إلهنا و مولانا ، الله أكبر ولينا الذي أحيانا ، الحمد الله الذي بمنه هدانا .
اللهم إني أشهدك و الشهادة حظي ، و الحق علي ، و أداء لما كلفتني أن محمداً صلى الله عليه و آله عبدك و رسولك و نبيك و صفيك ، و خليلك و خاصتك ، و خيرتك من بريتك .
اللهم فصل عليه بصلواتك ، و أحب بكراماتك ، و وفر ببركاتك ، و حيّ بتحياتك مذكي العالم ، مقيم الدعائم ، و مجلي الظلماء ، و ماحي الطخياء ، رسولك الشاهد ، و دليلك الراشد ، الذي اختصصته ، و لك أخلصته ، و بهدايتك بعثته ، و آياتك أورثته ، فتلا و بيَّن ، و دعا و أعلن ، و طمست به أعين الطغيان ، و أخرست به ألسن البهتان ، و كتبت العزة لأوليائه ، و ضربت الذلة على أعدائه .
و أشهد أنه رسولك و خاتم النبيين ، جاء بالحق من عند الحق و صدق المرسلين ، و أن الذين كذبوه ذائقوا العذاب الأليم ، و أن الذين آمنوا معه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك المفلحون .

ثم تقول :
السلام عليك يا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سيد الوصيين و حجة رب العالمين ، على الأولين و الآخرين .
السلام عليك يا أمير المؤمنين و وارث علم النبيين ، و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين .
السلام عليك يا أمير المؤمنين يا إمام الهدي و مصباح الدجى ، و كهف أولي الحجى ، و ملجأ ذوي النهى .
السلام عليك يا حجاب الورى ، و الدعوة الحسنى ، و الآية الكبرى و المثل الأعلى .
السلام عليك يا شجرة الندى و صاحب الدنيا ، و الحجة على جميع الورى في الآخرة و الأولى .
السلام عليك يا صفي الله و خيرته ، و ولي الله و حجته ، و باب الله و حطته ، و عين الله و آيته .
السلام عليك يا عيبة غيب الله ، و ميزان قسط الله ، و مصباح نور الله ، و مشكاة ضياء الله .
السلام عليك يا حافظ سر الله ، و ممضي حكم الله ، و مجلي إرادة الله ، و موضع مشيّة الله .
السلام عليك يا غاية من برأه الله ، و نهاية من ذرأ الله ، و أول من ابتدع الله ، و الحجة على جميع من خلق الله .
السلام عليك أيها النبأ العظيم ، و الخطب الجسيم ، و الذكر الحكيم ، و الصراط المستقيم .
السلام عليك أيها الحبل المتين ، و الإمام الأمين ، و الباب اليقين ، و الشافع يوم الدين .
السلام عليك يا أمير المؤمنين ، و هادي المضلين ، و مرشد الوليين ، و صالح المؤمنين .
السلام عليك أيها الصديق الأكبر ، و الناموس الأنور ، و السراج الأزهر ، و الزلفة و الكوثر .
السلام عليك يا باب الإيمان ، و عين المهيمن المنان ، و ولي الملك الديان ، و قسيم الجنان و النيران .
السلام عليك يا معدن الكرم ، و موضع الحكم ، و قائد الأمم إلى الخيرات و النعم .
السلام عليك أيها الإمام التقي ، و العدل الوفي ، و الوصي الرضي ، و الولي الزكي .
السلام عليك أيها النور المصطفى ، و الولي المرتجى ، و الكريم المرتضى .
السلام عليك يا نور الأنوار ، و محل سرّ الأسرار ، و عنصر الأبرار ، و معلن الأخيار .
السلام عليك يا لسان الحق ، و باب الأفق ، و بيت الصدق ، و محل الرفق .
السلام عليك يا نور الهدايات ، و مرشد البريات ، و عالم الخفيات .
السلام عليك يا صاحب العلم المخزون ، و عارف الغيب المكنون ، و حافظ السرّ المصون ، و العالم بما كان و يكون .
السلام عليك أيها العارف بفصل الخطاب ، و مثيب أوليائه يوم الحساب ، و المحيط بجوامع علم الكتاب ، و مهلك أعدائه بأليم العذاب .
السلام عليك يا صاحب علم المعاني ، و علم المناني ، و النور الشعشعاني ، و البشر الثاني .
السلام عليك يا عماد دين الجبار ، و هادي الأخيار ، و أبا الأئمة الأطهار ، و قاصم المعاندين الأشرار .
السلام عليك يا مشهوراً في السماوات العليا ، و معروفاً في الأرضين السابعة السفلى ، و مظهر الآية الكبرى ، و عارف السرّ و أخفى .
السلام عليك أيها النازل من عليين ، و العالم بما في أسفل السافلين ، و مهلك من طغى من الأولين ، و مبيد من جحد من الآخرين .
السلام عليك يا صاحب الكرة و الرجعة ، و إمام الخلق و ولي الدعوة ، و منطق البرايا ، و محنة الأمة .
السلام عليك يا مثبت التوحيد بالشرح و التجريد ، و مقرر التمجيد بالبيان و التأكيد
.
السلام عليك يا سامع الأصوات ، و مبين الدعوات ، و مجزل الكرامات بجزيل العطيات .
السلام عليك يا من حظي بكرامة ربه فجلَّ عن الصّفات ، و اشتق من نوره فلم تقع عليه الأدوات ، و أزلف بالقرب من خالقه فقصرت دونه المقالات ، و علا محله فعلا كل البريات .
السلام عليك يا من أحسن عبادة ربه فحباه بأنواع الكرامات ، و اجتهد في النصح و الطاعة فخوله جميع العطيات ، و استفرغ الوسع في فعاله فأسداه جزيل الطيبات ، و بالغ في النصح و الطاعة فمنحه الحوض و الشفاعة .
أشهد بذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين و أنا عبدك و ابن عبدك و وليك و ابن وليك أنك سيد الخلق ، و إمام الحق ، و باب الأفق ، اجتباك الله لقدرته ، فجعلك عصا عزه ، و تابوت حكمته ، و أيدك بترجمة وحيه ، و أعزك بنور هدايته ، و خصك ببرهانه .
فأنت عين غيبه و ميزان قسطه ، و بين فضلك في فرقانه ، و أظهرك علماً لعباده و أمينا في بريته ، و انتجبك لنوره فجعلك مناراً في بلاده ، و حجته على خليقته ، و أيدك بروحه ، فصيرك ناصر دينه ، و ركن توحيده ، و اختصك بفضله .
فأنت تبيان لعلمه و حجة على خليقته ، و اشتقك من نوره ، فصيرك دليلاً على صراطه ، و سبيلا لقصده ، و أورثك كتابه ، فحفظت سره ، و رعيت خلقه ، و خصك بكرائم التنزيل ، فخزنت غيبه و عرفت علمه ، و جعلك نهاية من خلق ، فسبقت العالمين ، و علوت السابقين ، و صيرك غاية من ابتدع ، ففقت بالتقديم كل مبتدع ، و لم تأخذك في هواه لومة و لم تخدع .
فكنت أول مَنْ في الذر برأ ، فعلمت ما علا و دنا ، و قرب و نأى .
فأنت عينه الحفيظة التي لا يخفى عليها خافية .
و أذنه السميعة التي حازت المعارف العلوية .
و قلبه الواعي البصير المحيط بكل شيء .
و نوره الذي أضاء به البرية ، و حويت العلوم الحقيقية .
و لسانه الناطق بكل ما كان من الأمور ، و المبين عما كان أو يكون في سالف الأزمان و غابر الدهور .
كَلَّ يا مولاي عن نعتك أفهام الناعتين ، و عجز عن وصفك لسان الواصفين ، لسبقك بالفضل البرايا ، و علمك بالنور و الخفايا .
فأنت الأول الفاتح بالتسبيح حتى سبح لك المسبحون ، و الآخر الخاتم بالتمجيد حتى مجد بوصفك الممجدون .
كيف أصف يا مولاي حسن ثنائك ، أم أحصي جميل بلائك ، و عرفت الأفهام الآيات المعروفة في آفاق البلاد ، و هي فعلك ، و عجزت الأعين عن الإحاطة بالأنوار المريئة بين العباد ، و هي فرعك ، و الأوهام عن معرفة كيفيتك عاجزة ، و الأذهان عن بلوغ حقيقتك قاصرة ، و النفوس تقصر عما تستحق فلا تبلغه ، و عجز عما تستوجب و لا تدركه .
بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين و أعزائي و أهلي و أحبائي أشهد الله ربي و رب كل شئ ، و أنبياءه المرسلين ، و حملة العرش و الكروبيين ، و رسله المبعوثين ، و ملائكته المقربين ، و عباده الصالحين ، و رسوله المبعوث بالكرامة ، المحبو بالرسالة ، السيد المنذر ، و السراج الأنور ، و البشير الأكبر ، و النبي الأزهر ، و المصطفى المخصوص بالنور الأعلى ، المكلم من سدرة المنتهى .
أني عبدك و ابن عبدك ، و مولاك و ابن مولاك ، مؤمن بسرك و علانيتك ، كافر بمن أنكر فضلك و جحد حقك ، موال لأوليائك ، معاد لأعدائك ، عارف بحقك ، مقر بفضلك ، محتمل لعلمك ، محتجب بذمتك ، موقن بآياتك ، مؤمن برجعتك ، منتظر لأمرك ، مترقب لدولتك ، آخذ بقولك ، عامل بأمرك ، مستجير بك ، مفوض أمري إليك ، متوكل فيه عليك ، زائر لك ، لائذ ببابك الذي فيه غبت و منه تظهر ، حتى تمكن دينه الذي ارتضى ، و تبدل بعد الخوف أمنا ، و تعبد المولى حقاً ، و لا تشرك به شيئاً ، و يصير الدين كله لله ، و أشرقت الأرض بنور ربها ، و وضع الكتاب وجئ بالنبيين و الشهداء ، و قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون ، و الحمد لله رب العالمين .
فعندها يفوز الفائزون بمحبتك ، و يأمن المتوكلون عليك ، و يهتدي الملتجئون إليك ، و يرشد المتعصمون بك ، و يسعد المقرون بفضلك ، و يشرف المؤمنون بأيامك ، و يحظى الموقنون بنورك ، و يكرم المزلفون لديك ، و يتمكن المتقون من أرضك ، و تقر العيون برؤيتك ، و يجلل بالكرامة شيعتك ، و يشملهم بها زلفتك ، و تقعدهم في حجاب عزك و سرادق مجدك ، و في نعيم مقيم و عيش سليم ، و سدر مخضود ، و طلح منضود ، و ظل ممدود و ماء مسكوب .
و نجد ما وعدنا ربنا حقاً و صدقاً ، و ننادي : هل وجدتم ما سول لكم الشيطان حقاً ، فتكثر الحيرة و الفظاظة ، و العثرة و الحمقية ، و يقال : يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين .
شقي من عدل عن قصدك يا أمير المؤمنين ، و هوى من اعتصم بغيرك يا أمير المؤمنين ، و زاغ من آمن بسواك ، و جحد من خالفك ، و هلك من عاداك .
كفر من أنكرك ، و أشرك من أبغضك ، و ضل من فارقك ، و مرق من ناكثك ، و ظلم من صد عنك ، و أجرم من نصب لك ، و فسق من دفع حقك ، و نافق من قعد عن نصرتك ، و خاب من أنكر بيعتك ، و خزي من تخلف عن فلكك ، و خسر خسراناً مبيناً
.
أشهدك أيها النبأ العظيم و العلي الحكيم ، أني موف بعهدك ، و مقر بميثاقك ، مطيع لأمرك ، مصدق لقولك ، مكذب لمن خالفك ، محب لأوليائك ، مبغض لأعدائك ، حرب لمن حاربت ، سلم لمن سالمت ، محقق لما حققت ، مبطل لما أبطلت ، مؤمن بما أسررت ، موقن بما أعلنت ، منتظر لما وعدت ، متوقع لما قلت ، حامد لربي عز و جل على ما أوزعني من معرفتك ، شاكر له على ما طوقني من احتمال فضلك .
بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين ، أشهد أنك تراني و تبصرني ، و تعرف كلامي و تجيبني ، و تعرف ما يجنه قلبي و ضميري ، فاشهد يا مولاي و اشفع لي عند ربك في قضاء حوائجي .
اللهم بحقه الذي أوجبت له عليك صل على محمد و آل محمد و سلم مناسكي ، و تقبل مني ، و تفضل عليّ ، و ارحمني و ارحم فاقتي ، و اكشف ضري و ذلي ، و تعطف بجودك على مسكنتي ، و تب عليّ ، و أقلني عثرتي ، و حط وزري ، و ارفع درجتي ، و اقض ديني ، و اجبر كسري ، و اصفح عن جرمي ، و أقم صرعتي ، و أسقط عني ذنبي ، و أثبت حسناتي ، و اشف سقمي ، و فرج غمي ، و أذهب همي ، و نفس كربتي ، و اقلبني بالنجح ، مستجاباً لي دعوتي ، و اشكر سعيي ، و أدّ أمانتي ، و بلغني أملي ، و أعطني منيتي ، و اكبت عدوي ، و أفلج حجتي ، بحق محمد و آله صلى الله عليهم .
يا مولاي اشفع لي عند ربك ، فلك عند الله المقام المحمود ، و الجاه العريض ، و الشفاعة المقبولة ، و المحل الرفيع ، ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعنا الرسول و النور الذي انزل معه فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
اللهم رب الأخيار ، و إله الأبرار ، العزيز الجبار ، العظيم الغفار ، صل على محمد و آله الأخيار ، صلاة تزلفهم و تمنحهم ، و تكرمهم و تحبوهم ، و تقر بهم و تدنيهم ، و تقويهم و تسددهم ، و تجعلني و جميع محبيهم في موقفي هذا ممن تناله منك رحمة و رأفة ، و كرامة و مغفرة ، و نظرة و موهبة ، و تعطيني جميع ما سألتك و ما لم أسألك ، مما فيه صلاح آخرتي و دنياي ، و لإخواني و أهلي و ولدي و أهل بيتي ، و ارحمهم و ارحم والدي ، و تجاوز عنهما ، و نور قبريهما ، و جميع من أحبني من المؤمنين و المؤمنات ، و من عرفته و من لم أعرفه ، انك تعلم منقلبهم و مثواهم ، و ارزقني الوفاء بعهدك ، و ثبتني على موالاة أوليائك و معاداة أعدائك ، و لا تجعله آخر العهد مني و من موقفي هذا ، إنك جواد كريم .
اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان ، و صلى الله على محمد و آله الطاهرين ، و لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، و ثبنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة .
الهي ان كانت ذنوبي قد حالت بيني و بينك أن ترفع لي صوتاً ، أو تستجيب لي دعوة ، فها أنا ذا بين يديك ، متوجه إليك بنبيك محمد و أهل بيته صلواتك عليهم أجمعين ، و أسألك بعزتك يا مولاي لما قبلت عذري ، و غفرت ذنوبي بتوسلي إليك بمحمد و آل محمد صلواتك و رحمتك عليهم أجمعين ، فإنك قلت : الأعمال بخواتيمها ، و جعلت لكل عامل أجراً ، فأسألك يا إلهي أن تصلي على محمد و آل محمد و تجعل جزائي منك عتقي من النار ، و أن تنظر إلي نظرة رحيمة لا أشقى بعدها أبداً في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين .

ثم تصلي للزيارة و تدعو بعدها فتقول :

يا الله يا الله يا الله ، يا مجيب دعوة المضطرين ، يا كاشف كرب المكروبين ، يا غياث المستغيثين ، يا صريخ المستصرخين ، و يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد .
يا من يحول بين المرء و قلبه ، يا من هو بالمنظر الأعلى و بالأفق المبين ، يا من هو الرحمن على العرش استوى ، يا من لا تتشابه عليه الأصوات ، يا من لا تغلطه الحاجات ، يا من لا يبرمه الحاح الملحين .
يا مدرك كل فوت ، يا جامع كل شمل ، و يا بارئ النفوس بعد الموت ، يا من هو كل يوم في شأن ، يا قاضي الحاجات ، يا منفس الكربات ، يا ولي الرغبات ، يا كافي المهمات ، يا من يكفي من كل شئ و لا يكفي منه شئ في السماوات و الأرض .
أسألك بحق النبي محمد و بحق أمير المؤمنين علي الوصي ، و بحق فاطمة البتول ، و بحق الحسن و الحسين صلواتك عليهم ، فإني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا ، و بهم أتوسل ، و بهم أتشفع ، و بحقهم أسألك و أقسم عليك و أعزم عليك ، و بالشأن الذي لهم عندك ، و بالقدر الذي فضلتهم على العالمين .
و بإسمك الذي جعلته عندهم ، و به خصصتهم دون العالمين ، و به أبنتهم و أبنت فضلهم من فضل العالمين ، حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعاً
.
أسألك أن تصلي على محمد و على أهل بيت محمد و أن تكشف عني غمي و همي و كربي ، و تكفيني المهم من أموري ، و تقضي عني ديني ، و تجيرني من الفقر ، و تغنيني عن الفاقة ، و تحرسني عن المسألة و الوقوف لمسألة المخلوقين ، و تكفيني مؤونة من أذاني بسوء بلا مؤونة على ذلك ، و تكفيني هم ما أخاف همه ، و عسر ما أخاف عسره ، و حذر ما أخاف حذره ، و شرّ ما أخاف شرّه ، و مكر من أخاف مكره ، و بغي ما أخاف بغيه ، و حزن ما أخاف حزنه ، و سلطان ما أخاف سلطانه ، و كيد ما أخاف كيده ، و قدرة ما أخاف قدرته بلا مؤونة علي ، و ترد عني كيد الكائدين و مكر الماكرين .
اللهم صل على محمد و على أهل بيت محمد و من أرادني بسوء فأرده ، و من كادني فكده ، و اصرف عني كيده و بأسه ، و ادفعه عني كيف شئت و امنعه مني .
اللهم صل على محمد و على أهل بيت محمد و اشغله عني بفقر لا تجبره ، و بلاء لا تستره ، و فاقة لا تسدها ، و سقم لا تعافيه ، و ذل لا تعزه ، و مسكنة لا تجبرها .
اللهم صل على محمد و أهل بيته و اضرب الذل بين عينيه ، و ادخل الفقر عليه في منزله ، و السقم في جوفه ، حتى تشغله بشغل لا فراغ له ، و أنسه ذكري ، و خذ عني سمعه و بصره و لسانه ، و يده و رجله ، و جميع جوارحه ، و ادخل عليه في جميع ذلك السقم ، و لا تشفه حتى يكون شغله بسقمه .
و اكفني يا كافي ما لا يكفيه سواك ، فإنك أنت الكافي لا كافي سواك ، و مفرج لا مفرج سواك ، و جار من لا يجيرني سواك ، خاب من كان جاره سواك ، و مهربه إلى غيرك ، و معينه سواك ، و مفزعه سواك ، و لجاؤه إلى غيرك .
أنت رجائي و ثقتي ، و مفزعي و مهربي ، و لجأي و ملتجأي و منجاي ، بك استفتح ، بك استنجح ، و بمحمد و أهل بيته صلى الله عليهم أتوجه بهم إليك أتوسل و استشفع .
فاسألك يا الله يا الله يا الله ، يا من له الحمد و الشكر ، و اليه المشتكى ، و هو المستعان ، أسألك بحق محمد و أهل بيت محمد أن تصلي على محمد و على أهل بيته و أن تكشف عني غمي و همي و كربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيك محمد صلى الله عليه و على أهل بيته همه و غمه و كربه ، و كفيته هول عدوه ، فبحقه عليك اكشف عني كل غم و هم كما فرجت عنه ففرج عني ، و اكفني كما كفيته ، و اذهب عني هم ما أخاف همه ، و اذهب عني هول ما أخاف مؤونته بلا مؤونة علي في ذلك ، و اقض حوائجي بحق محمد و اله .
و اصرفني من هذا الموضع بقضاء حوائجي ، و بالنجاح عن موقفي ، حتى أتوصل إلى جميع حوائجي من أمر دنياي و اخرتي ، و اتمام النعمة عليّ ، و تبارك لي في نفسي و أهلي و ولدي و ما أنعمت به علي حتى يصل ذلك بعاقبة الآخرة و نعيمها ، فإني أتوجه إليك بمحمد و أهل بيته صلى الله عليه و أهله .
يا أمير المؤمنين علي صلى الله عليه ، يا محمد يا رسول الله يا أمير المؤمنين يا علي ، اشفعا لي إلى الله عز و جل .
يا حسن يا حسين اشفعا لي إلى الله عز و جل بقضاء حوائجي .
يا ساداتي يا موالي يا أئمتي اشفعوا لي إلى الله تبارك اسمه بقضاء حوائجي و خلاصي من النار .
يا مولاي يا أمير المؤمنين عليّ يا مولاي .
يا مولاي يا أبا عبد الله يا بن رسول الله صلى الله عليه و على أهله عليكم مني السلام ما بقي الليل و النهار ، اشفعوا لي إلى الله تبارك اسمه بقضاء حوائجي و كفاية ما همني من أمر آخرتي و دنياي .
يا مولاي يا أمير المؤمنين عليك مني السلام ما بقي الليل و النهار لا جعله الله آخر العهد من زيارتكما و لافرق الله بيني و بينكما .
اللهم صل على محمد و على أهل بيت محمد و أحيني حياة محمد و ذريته صلى الله عليه و عليهم ، و أمتني مماتهم و على ملتهم ، و احشرني في زمرتهم ، و لا تفرق بيني و بينهم طرفة عين أبداً في الدنيا و الآخرة .
يا نبي الله يا أمير المؤمنين علي يا أخا رسول الله
.
يا أبا عبد الله يا مولاي يا حسين ، يا بن رسول الله ، اتيتكم زائراً متوسلاً إلى الله عز و جل ربي و ربكم ، متوجها بكم ، مستشفعاً إلى الله تبارك اسمه في حوائجي هذه ، فاشفعوا لي ، فإن لكم عند الله عز اسمه المقام المحمود ، و الجاه العريض ، و القول الوجيه ، و المنزلة الرفيعة ، و الشفاعة المقبولة و الوسيلة .
لا انقلب عنكم الا بنجح حاجتي و قضائها و نجاحها من عند الله تبارك و تعالى بشفاعتكم إلى الله عز و جل في ذلك فلا أخيب ، و لا يكون منقلبي منقلب خائب خاسر ، بل يكون منقلبي منقلب مفلح بنجح راجح مستجاب الدعوة ، و قضاء حوائجي بشفاعتكم يا موالي و ساداتي .
انقلب على ما شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أفوض أمري إلى الله ، ملجئا ظهري إلى الله ، متوكلا على الله ، و هو حسبي و نعم الوكيل ، حسبي الله و كفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله و وراءكم منتهى ، ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن ، لا حول و لا قوة إلا بالله .
لا جعله الله اخر العهد لي بزيارتكم و لا آخر الزيارة لكما ، انصرف يا مولاي يا أمير المؤمنين ، يا مولاي يا أبا عبد الله ، و سلامي عليكما متصلاً أبد الأبدين ، و صلى الله على خير خلقه محمد و اله و سلم تسليماً
.

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

📗|المزار|محمد المشهدي|302|
📗|بحار الأنوار|97|349|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ هكذا يحاسب الشيعي على ذنوبه في الدنيا و الآخرة ]]

في تفسير الإمام العسكري صلوات الله عليه في قوله تعالى : { وَ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً }
قال صلوات الله عليه : قال رسول الله صلوات الله عليه و آله : إن ولاية علي حسنة لا تضر معها شيء من السيئات و إن جلت إلا ما يصيب أهلها من التطهير منها بمحن الدنيا و ببعض العذاب في الآخرة إلى أن ينجوا منها بشفاعة مواليهم الطيبين الطاهرين .
و إن ولاية أضداد علي و مخالفة علي عليه السلام سيئة لا تنفع معها شيء إلا ما ينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم و الصحة و السعة فيردوا الآخرة و لا يكون لهم إلا دائم العذاب .
ثم قال صلوات الله عليه : إن من جحد ولاية علي صلوات الله عليه لا يرى بعينه الجنة أبداً إلا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله و مأواه فيزداد حسرات و ندمات .
و إن من تولى علياً و تبرأ من أعدائه و سلم لأوليائه لا يرى النار بعينه إلا ما يراه فيقال له : لو كنت على غير هذا لكان ذلك مأواك ، و إلا ما يباشره فيها إن كان مسرفاً على نفسه بما دون الكفر إلى أن ينظف بجهنم كما ينظف القذر بدنه بالحمّام ، ثم ينقل عنها بشفاعة مواليه .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله : اتقوا الله معاشر الشيعة فإن الجنة لن تفوتكم و إن أبطأت بها عنكم قبائح أعمالكم فتنافسوا في درجاتها .
قيل فهل يدخل جهنم أحد من محبيك و محبي علي صلوات الله عليه ؟
قال صلوات الله عليه : من قذر نفسه بمخالفة محمد و علي ، و واقع المحرمات ، و ظلم المؤمنين و المؤمنات ، و خالف ما رسم له من الشريعات جاء يوم القيامة قذراً طفساً ، يقول محمد و علي صلوات الله عليهما : يا فلان أنت قذر طفس لا تصلح لمرافقة الأخيار ، و لا لمعانقة الحور الحسان ، و لا الملائكة المقربين ، لا تصل إلى هناك إلا بأن يطهر عنك ما ههنا " يعني ما عليك من الذنوب " فيدخل إلى الطبق الأعلى من جهنم فيعذب ببعض ذنوبه .
و منهم من يصيبه الشدائد في المحشر ببعض ذنوبه ثم يلتقطه من هنا من يبعثهم إليه مواليه من خيار شيعتهم كما يلقط الطير الحب .
و منهم من يكون ذنوبه أقل و أخف فيطهر منها بالشدائد و النوائب من السلاطين و غيرهم .
و من الآفات في الأبدان في الدنيا ليدلي في قبره و هو طاهر .
و منهم من يقرب موته و قد بقيت عليه سيئة فيشتد نزعه ، فيكفّر به عنه ، فإن بقي شيء و قويت عليه و يكون عليه بطر أو اضطراب *في يوم موته ، فيقل من بحضرته فيلحقه به الذل فيكفّر عنه .
فإن بقي عليه شيء اتي به و لما يلحد فيتفرقون عنه فتطهّر .
فإن كانت ذنوبه أعظم و أكثر طهر منها بشدائد عرصات يوم القيامة .
فإن كانت أكثر وأعظم طهر منها في الطبق الأعلى من جهنم ، و هؤلاء أشد محبينا عذاباً ، و أعظمهم ذنوباً ، إن هؤلاء لا يسمون بشيعتنا و لكن يسمون بمحبينا و الموالين لأوليائنا و المعادين لأعدائنا ، إنما شيعتنا من شيعنا و اتبع آثارنا و اقتدى بأعمالنا .

📚 المصادر و المراجع

📗|تفسير الإمام العسكري|314| 📗|بحار الأنوار|8|354| 📗|مستدرك سفينة البحار|10|472| 📗|البرهان في تفسير القرآن|4|601|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ عليّ بن أبي طالب ناصر الأنبياء و معينهم في شدتهم ]]

قال رسول الله صلوات الله عليه و آله : يا عليّ إن الله أيد بك النبيين سراً ، و أيدني بك جهراً .(1)

🔴 أمير المؤمنين صلوات الله عليه ينصر موسى و هارون على فرعون

👈 روي أن فرعون لعنه الله لما لحق هارون بأخيه موسى ، دخلا عليه يوماً فأوجسا خيفة منه ، فإذا فارس يقدمهما و لباسه من ذهب و بيده سيف من ذهب ، و كان فرعون يحب الذهب ، فقال لفرعون : أجب هذين الرجلين و إلا قتلتك .
فانزعج فرعون لذلك و قال : عودا إلي غداً .
فلما خرجا ، دعا البوابين و عاقبهم و قال : كيف دخل عليَّ هذا الفارس بغير إذن ؟
فحلفوا بعزة فرعون أنه ما دخل إلا هذان الرجلان .
و كان الفارس مثال علي صلوات الله عليه ، هذا الذي أيد الله به النبيين سراً ، و أيد به محمداً صلى الله عليه و آله جهراً ، لأنه كلمة الله الكبرى التي أظهرها الله لأوليائه فيما شاء من الصور ، فنصرهم بها ، و بتلك الكلمة يدعون الله فيجيبهم و ينجيهم ، و إليه الإشارة بقوله { و نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا } .
قال ابن عباس : كانت الآية الكبرى لهما هذا الفارس .(2)

🔴 أمير المؤمنين صلوات الله عليه ينقذ سفينة نوح من الغرق

👈 روي أن رسول الله صلوات الله عليه و آله كان جالساً و عنده جني يسأله عن قضايا مشكلة ، فأقبل أمير المؤمنين صلوات الله عليه فتصاغر الجني ، حتى صار كالعصفور ، ثم قال : أخبرني يا رسول الله .
قال صلوات الله عليه و آله : عمن ؟
فقال الجني : من هذا الشاب المقبل ؟
قال صلوات الله عليه و آله : و ما ذاك ؟
قال الجني : أتيت سفينة نوح لأغرقها يوم الطوفان ، فلما تناولتها ضربني هذا فقطع يدي ، ثم أخرج يده مقطوعة .
فقال له النبي صلوات الله عليه و آله : هو ذاك .(3)

🔴 أمير المؤمنين صلوات الله عليه ينصر سليمان على الجن المتمرّد

👈 روي أن جنياً كان جالساً عند رسول الله صلوات الله عليه و آله فأقبل أمير المؤمنين صلوات الله عليه فاستغاث الجني و قال : أجرني يا رسول الله من هذا الشاب المقبل .
قال صلوات الله عليه و آله : ما فعل بك ؟
قال الجني : تمردت على سليمان ، فأرسل إليّ نفراً من الجن ، فطلت عليهم ، فجاءني هذا الفارس ، فأسرني و جرحني ، و هذا مكان الضربة إلى الآن لن تندمل .(4)

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗|حلية الأبرار|2|17| 📗|مدينة المعاجز|1|144|

(2) 📗|مشارق أنوار اليقين|122| 📗|البرهان في تفسير القرآن|4|265| 📗|حلية الأبرار|2|16| 📗|مدينة المعاجز|1|144|

(3) 📗|البرهان في تفسير القرآن|4|266| 📗|الصحيح من سيرة النبي الأعظم|17|322| 📗|مشارق أنوار اليقين|126| 📗|حلية الأبرار|2|15| 📗|مدينة المعاجز|1|142|

(4) 📗|البرهان في تفسير القرآن|4|266| 📗|اللمعة البيضاء|222| 📗|حلية الأبرار|2|15| 📗|مجمع النورين|190| 📗|مدينة المعاجز|1|142|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ قوم موسى عليه السلام " بني إسرائيل " و نجاتهم بالصلاة على محمد و آله ]]

تفسير الإمام العسكري : قال عز و جل { وَ إِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَ فِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } قال الإمام صلوات الله عليه : قال الله تعالى : و اذكروا يا بني إسرائيل { إِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ } أنجينا أسلافكم .
{ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ } و هم الذين كانوا يوالون إليه بقرابته و بدينه و بمذهبه .
{ يَسُومُونَكُمْ } كانوا يعذبونكم .
{ سُوءَ الْعَذَابِ } شدة العقاب كانوا يحملونه عليكم .
قال : و كان من عذابهم الشديد أنه كان فرعون يكلفهم عمل البناء على الطين و يخاف أن يهربوا عن العمل ، فأمر بتقييدهم ، و كانوا ينقلون ذلك الطين على السلاليم إلى السطوح ، فربما سقط الواحد منهم فمات ، أو زِمن(1) لا يحفلون بهم إلى أن أوحى الله إلى موسى : قل لهم لا يبتدؤون عملاً إلا بالصلاة على محمد و آله الطيبين ليخف عليهم ، فكانوا يفعلون ذلك ، فيخف عليهم ، و أمر كل من سقط و زمِن ممن نسي الصلاة على محمد و آله الطيبين أن يقولها على نفسه إن أمكنه " أي الصلاة على محمد و آله " أو يقال عليه إن لم يمكنه ، فإنه يقوم و لا يضره ذلك ففعلوها فسلموا .
{ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ } و ذلك لما قيل لفرعون أنه يولد في بني إسرائيل مولود يكون على يده هلاكك و زوال ملكك ، فأمر بذبح أبنائهم فكانت الواحدة منهن تصانع القوابل عن نفسها كيلا يُنَمْ عليها ، و يتم حملها ، ثم تلقي ولدها في صحراء أو غار جبل أو مكان غامض و تقول عليه عشر مرات الصلاة على محمد و آله ، فيقيض الله له ملكاً يربيه و يدر من أصبع له لبناً يمصه ، و من أصبع طعاماً ليناً يتغداه إلى أن نشأ بنو إسرائيل ، و كان من سلم منهم و نشأ أكثر ممن قتل .
{ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } يبقونهن و يتخذونهن إماء ، فضجوا إلى موسى عليه السلام و قالوا : يفترشون بناتنا و أخواتنا ، فأمر الله تلك البنات كلما رأين من ذلك ريب صلين على محمد و آله الطيبين ، فكان الله يرد عنهم أولئك الرجال ، إما بشغل أو مرض أو زمانة أو لطف من ألطافه ، فلم يفترش منهن امرأة ، بل دفع الله عز و جل ذلك عنهن بصلاتهم على محمد و آله الطيبين .
ثم قال عز وجل { وَ فِي ذَلِكُمْ } في ذلك الانجاء الذي أنجاكم منهم ربكم { بَلَاءٌ } " نعمة " { مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } كبير .
قال الله عز و جل : يا بني إسرائيل اذكروا إذا كان البلاء يصرف عن أسلافكم و يخف بالصلاة على محمد و آله الطيبين أفما تعلمون أنكم إذا شاهدتموه و آمنتم به كانت النعمة عليكم أفضل ، و فضل الله عليكم أجزل ؟

(1) زِمن : أصابته الزمانة و هي العاهة

📚 المصادر و المراجع

📗|تفسير الإمام العسكري|252| 📗|مستدرك الوسائل|5|339| 📗|مستدرك سفينة البحار|6|365| 📗|البرهان في تفسير القرآن|1|272| 📗|التجلي الأعظم|109| 📗|بحار الأنوار|13|50|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ الصلاة على محمد و آله هي التي تخرجنا من الظلمات إلى النور ]]

قال الله تعالى { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى }

من الآية الكريمة نفهم أن من يريد الإستمساك بالعروة الوثقى لا بد له من البراءة من الطاغوت أولاً ثم الإيمان ، و إلّا الإيمان من دون البراءة لا ينفع بل هو النفاق .

فالبراءة من الطاغوت و هو الثاني ، لأنه أصل الكفر و هو في مقابل الإيمان الذي هو ولاية عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه كما هو ثابت من الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة لقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }

و قول النبي صلوات الله عليه و آله : إن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب ، الكفر به كفر بالله ، و الشرك به شرك بالله ، و الشك فيه شك في الله ، و الالحاد فيه إلحاد في الله ، و الانكار له إنكار لله ، و الايمان به إيمان بالله .(1)

{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } أي يخرجهم من العمى و الجهل إلى ولاية عليّ صلوات الله عليه لأن ولايته هي النور في قلوب المؤمنين لقول الباقر صلوات الله عليه حين سأله أبو خالد الكابلي عن قول اللّه عزّ و جلّ { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا } فقال : يا أبا خالد النور و اللّه الأئمة صلوات الله عليهم ، يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، و هم الذين ينورون قلوب المؤمنين ، و يحجب اللّه نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم و يغشاهم بها .(2)

{ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ } و الذين كفروا بالولاية فأولياؤهم الطاغوت لأن ولايته في مقابل ولاية عليّ و هو عدوه فيخرجه إلى الظلمات .

فالله تعالى يخرج المؤمن من الظلمات إلى النور حين يصلي عليه لقوله تعالى { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا }

و السبب الذي يجعل الله تعالى يصلي على المؤمن و يجعل المؤمن يستحق صلاة الله عليه و ملائكته هو صلاة المؤمن على محمد و آله لقول أبو عبد الله الصادق صلوات الله عليه : من صلى على محمد و آل محمد عشراً صلى الله عليه و ملائكته مائة مرة ، و من صلى على محمد و آل محمد مائة مرة صلى الله عليه و ملائكته ألفاً ، أما تسمع قول الله عز و جل { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } .(3)

فمن أراد أن يخرج إلى النور عليه أن يكثر من الصلاة على محمد و آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين فهي الوسيلة لأنها عنوان البراءة من شياطين الإنس الجبت و الطاغوت ، فالصلاة على محمد و آله كفيلة بطرد حبهم و ولايتهم من القلب لقول النبي صلوات اللّه عليه و آله : إن الشيطان اثنان : شيطان الجن ، و يبعد بلا حول و لا قوة إلّا باللّه العلي العظيم ، و شيطان الإنس و يبعد بالصلاة على النبي و آله .(4)

و كذلك البراءة من شياطين الجن ففي تفسير الإمام العسكري صلوات الله عليه في قوله عز و جل { وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ } قال : يعني محاربة الأعداء ، و لا عدو يحاربه أعدى من إبليس و مردته ، يهتف به و يدفعه بالصلاة على محمد و آل محمد الطيبين صلى الله عليهم أجمعين ، و الضراء الفقر و الشدة ، و لا فقر أشد من فقر مؤمن يلجأ إلى التكفف من أعداء آل محمد يصبر على ذلك ، و يرى ما يأخذه من مالهم مغنماً يلعنهم به و يستعين بما يأخذه على تجديد ذكر ولاية الطيبين الطاهرين .
{ وَ حِينَ الْبَأْسِ } عند شدة القتال يذكر الله و يصلي على محمد رسول الله ، و على علي ولي الله ، و يوالي بقلبه و لسانه أولياء الله ، و يعادي كذلك أعداء الله .(5)

و الصلاة على محمد و آله هي التي تثبت الولاية في قلب المؤمن بعد أن تطرد منه ولاية الطاغوت لأن معنى الصلاة على محمد و آله هو تثبيت العهد و الميثاق الذي أُخذ من المؤمن في الذر و هو إيفاء بذلك العهد في الدنيا و هو قول موسى بن جعفر صلوات الله عليه : من صلى على النبي صلى الله عليه و آله فمعناه أنّي أنا على الميثاق و الوفاء الذي قبلت حين قوله : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } .(6)
فالصلاة على محمد و آله أولاً تطرد ولاية الطاغوت و تثبت القلب على البراءة منه ، ثم تثبت القلب على العهد و الولاية التي أخذت منه في الأزل ، بعد أن تطرد من القلب كل نفاق و ريبة و رياء لقول النبي صلوات الله عليه و آله : إرفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ فإنها تذهب بالنفاق .(7)

ثم تطهر القلب من جميع الآثام و الذنوب و العيوب و متعلقات الدنيا التي تلحق به ، و تطهر النفس و تزكيها ، و تضاعف الحسنات ، و ذلك قول النبي صلوات الله عليه و آله : من صلى عليَّ مرة ، لم يبق من ذنوبه ذرة .(8)

و قوله صلوات الله عليه و آله في حديثه عن نفثات الشيطان قال : و أما نفثاته " الشيطان " فأن يرى أحدكم أن شيئاً بعد القرآن أشفى له من ذكرنا أهل البيت و من الصلاة علينا ، فإن الله عز و جل جعل ذكرنا أهل البيت شفاء للصدور ، و جعل الصلوات علينا ماحية للأوزار و الذنوب ، و مطهرة من العيوب و مضاعفة للحسنات .(9)

و قوله صلوات الله عليه و آله لعليّ صلوات الله عليه : ألا أبشرك ؟
فقال : بلى بأبي أنت و أمي فإنك لم تزل مبشراً بكل خير .
فقال : أخبرني جبرئيل آنفا بالعجب .
فقال له علي صلوات الله عليه : و ما الذي أخبرك يا رسول الله .
فقال : أخبرني أن الرجل من أمتي إذا صلى عليَّ و أتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء ، و صلت عليه الملائكة سبعين صلاة ، و إن كان مذنبا خطأ ، ثم تتحات عنه الذنوب كما يتحات الورق من الشجر ، و يقول الله تبارك و تعالى : لبيك يا عبدي و سعديك ، و يقول الله لملائكته : يا ملائكتي أنتم تصلون عليه سبعين صلاة ، و أنا أصلي عليه سبعمائة صلاة .(10)

و قول الهادي صلوات الله عليه : و جعل صلواتنا و ما خصّنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا و طهارةً لأنفسنا و تزكيةً لنا و كفّارةً لذنوبنا .(11)

ثم بعد ذلك تكون النتيجة بأن يصبح قلب المؤمن قابل لإستقبال نور الله بعد أن زالت كل الحجب و الموانع التي بينه و بين نور الله تعالى فيشرق قلبه بذلك النور و هو قول النبي صلوات اللّه عليه و آله : أكثروا الصلاة عليّ ، فإنّ الصلاة عليّ نور في القبر ، و نور على الصراط ، و نور في الجنة .(12)

و قوله صلوات اللّه عليه و آله : من صلّى عليّ مرّة خلق اللّه يوم القيامة على رأسه نوراً ، و على يمينه نوراً ، و على شماله نوراً ، و من فوقه نوراً ، و من تحته نوراً ، و في جميع أعضائه نوراً .(13)

و عن الصادق صلوات الله عليه قال : من صلى على النبي في ليلة الجمعة يزهر نوره في السماوات إلى يوم الساعة ، و إن ملائكة الله عز و جل في السماوات ليستغفرون له و يستغفر له الملك الموكل بقبر رسول الله صلى الله عليه و آله إلى أن تقوم الساعة .(14)

فالصلاة على محمد و آله لا يعدلها أي عمل على الإطلاق مهما بلغ ما بلغ و هو قول العسكري صلوات الله عليه : إن أشرف أعمال المؤمنين في مراتبهم التي قد رتبوا فيها من الثرى إلى العرش الصلاة على محمد و آله الطيبين صلى الله عليهم ، و استدعاء رحمة الله و رضوانه لشيعتهم المتقين ، و اللعن للمتابعين لأعدائهم المجاهرين المنافقين .(15)

لذلك فإن أكثر الأنبياء صلاةً على محمد و آله كان أعظمهم منزلة و أقربهم لله تعالى و هو إبراهيم على نبينا و آله الصلاة و السلام و عليه فعن أبي الحسن العسكري صلوات الله عليه قال : إنما اتخذ الله إبراهيم خليلا لكثرة صلاته على محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم .(16)

أما عن عدد الصلاة على النبي و آله التي ينبغي يومياً و كيفيتها فقد ورد عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : قال لي : يا عمر إن من السنة أن تصلي على محمد و أهل بيته في كل جمعة ألف مرة و في ساير الأيام مائة مرة .(17)

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗|الأمالي الصدوق|264| 📗|إثبات الهداة|الحر العاملي|3|60| 📗|الحدائق الناضرة|5|182|

(2) 📗|الكافي|1|243| 📗|الوافي|3|38| 📗|مكيال المكارم|2|166| 📗|المناقب ابن شهرآشوب|2|278|

(3) 📗|الكافي|2|493| 📗|الوافي|9|251| 📗|وسائل الشيعة|7|200| 📗|التفسير الأصفى|2|292|

(4) 📗|جامع أحاديث الشيعة|15|466| 📗|مستدرك الوسائل|5|342| 📗|ينابيع الحكمة|3|528|

(5) 📗|جامع أحاديث الشيعة|15|467| 📗|مستدرك الوسائل|5|340| 📗|تفسير الإمام العسكري|604|

(6) 📗|معاني الأخبار|210| 📗|فلاح السائل|120| 📗|مختصر بصائر الدرجات|163|

(7) 📗|الكافي|2|493| 📗|المحتضر|76| 📗|الوافي|9|251| 📗|ثواب الأعمال|187|

(8) 📗|اللمعة البيضاء|492| 📗|بحار الأنوار|91|65| 📗|لئالي الأخبار|3|433|

(9) 📗|تفسير الإمام العسكري|593| 📗|تفسير الصراط المستقيم|3|78| 📗|مستدرك الوسائل|12|392| 📗|جامع أحاديث الشيعة|16|39|

(10) 📗|الأمالي الصدوق|676| 📗|ثواب الأعمال|185| 📗|جمال الأسبوع|157| 📗|روضة الواعظين|2|148|

(11) 📗|الزيارة الجامعة الكبيرة|
(12) 📗|الدعوات الراوندي|216| 📗|مستدرك الوسائل|5|332| 📗|مستدركسفينة البحار|9|466|

(13) 📗|جامع أحاديث الشيعة|15|472| 📗|مستدرك الوسائل|5|335| 📗|بحار الأنوار|91|66|

(14) 📗|المقنعة|الشيخ المفيد|156| 📗|روضة الواعظين|2|169| 📗|وسائل الشيعة|7|413|

(15) 📗|تفسير الإمام العسكري|601| 📗|جامع أحاديث الشيعة|15|473| 📗|مستدرك الوسائل|5|340|

(16) 📗|علل الشرائع|1|72| 📗|وسائل الشيعة|7|194| 📗|المحتضر|139| 📗|تفسير كنز الدقائق|3|550| 📗|تفسير نور الثقلين|1|559|

(17) 📗|وسائل الشيعة|7|387| 📗|الحدائق الناضرة|10|197| 📗|مجمع الفائدة|2|389| 📗|بحار الأنوار|86|317|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذه مريضة بالسرطان من الرمادي أخذوها للنجف لزيارة أمير المؤمنين حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة عند قبره المقدس ، و كانت النتيجة أنها شفيت تماماً بمجرد أن لامس جسدها الضريح المقدس لمولى الوجود علي صلوات الله عليه .

هذا ما نشاهده بأعيننا و نسمع به بأذاننا و نعايشه بشكل مباشر ، و رغم ذلك يأتيك المقصّر الملعون الذي ينسب نفسه إلى أهل الولاية زوراً و يقول لك : العقول لا تتحمل هكذا روايات أن أمير المؤمنين يحي الموتى و يشفي المرضى حتماً هذه الروايات إسرائيلية أو مغالية !

أقول له : إن كان عقلك لا يتحمل فأعلم أن المشكلة في عقلك و أن إبليس قد أكل و شرب و نام و تغوط في عقلك النجس ، و أعلم أن في طينتك خلط من طينة سجين و قد غلبت عليك فظهر منك النكران و التكذيب .

✍️ #عبدهم_مصطفى
[[ فضل الصلاة على الصديقة الكبرى فاطمة ]]

👈 عن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن جده قال : دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ صَلَوَات الله عَلَيْهَا فَبَدَأَتْنِي بِالسَّلَامِ ثُمَّ قَالَتْ : مَا غَدَا بِكَ ؟
قُلْتُ : طَلَبُ الْبَرَكَةِ .
قَالَتْ : أَخْبَرَنِي أَبِي وَ هُوَ ذَا , مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيَّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ .
قُلْتُ لَهَا : فِي حَيَاتِهِ وَ حَيَاتِكِ ؟
قَالَتْ : نَعَمْ , وَ بَعْدَ مَوْتِنَا .(1)

👈 روى علي عن فاطمة صلوات الله عليهما قالت : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا فَاطِمَةُ مَنْ صَلَّى عَلَيْكِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ أَلْحَقَهُ بِي حَيْثُ كُنْتُ مِنَ الْجَنَّةِ .(2)

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗|المزار|الشيخ المفيد|177| 📗|تهذيب الأحكام|6|9| 📗|الوافي|14|1325| 📗|جامع أحاديث الشيعة|12|234| 📗|المناقب ابن شهرآشوب|3|140| 📗|شرح إحقاق الحق|19|140|

(2) 📗|مستدرك الوسائل|10|211| 📗|جامع أحاديث الشيعة|12|266| 📗|ميزان الحكمة|2|119| 📗|مجمع النورين|31| 📗|مستدرك سفينة البحار|6|370|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ فلا يبقى إلا من أخذ الله عهده بولايتنا و كتب في قلبه الإيمان و أيده بروح منه ]]

عن أحمد بن إسحاق قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما و أنا أريد أن أسأله عن الخلف بعده فقال لي مبتدءا : يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك و تعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم و لا تخلو إلى يوم القيامة من حجة الله على خلقه به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، و به ينزل الغيث ، و به يخرج بركات الأرض .
قال : فقلت يا ابن رسول الله فمن الامام و الخليفة بعدك ؟
فنهض صلوات الله عليه فدخل البيت ثم خرج و على عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين فقال : يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله و على حججه ، ما عرضت عليك ابني هذا إنه سمي رسول الله صلى الله عليه و آله و كنيه الذي يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً .
يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر عليه السلام و مثله كمثل ذي القرنين ، و الله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من التهلكة إلا من يثبته الله على القول بإمامته ، و وفقه للدعاء بتعجيل فرجه .
قال أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي هل من علامة يطمئن إليها قلبي ؟
فنطق الغلام صلوات الله عليه بلسان عربي فصيح فقال : أنا بقية الله في أرضه ، و المنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق .
قال أحمد بن إسحاق : فخرجت مسروراً فرحاً ، فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له : يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما أنعمت عليَّ فما السنة الجارية فيه من الخضر و ذي القرنين ؟
فقال : طول الغيبة يا أحمد .
فقلت له : يا ابن رسول الله و إن غيبته لتطول ؟
قال : إي و ربي حتى يرجع عن هذا الامر أكثر القائلين به ، فلا يبقى إلا من أخذ الله عهده بولايتنا و كتب في قلبه الإيمان و أيده بروح منه .
يا أحمد بن إسحاق ! هذا أمر من أمر الله ، و سر من سر الله ، و غيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك و اكتمه ، و كن من الشاكرين ، تكن غداً في عليين .

📚 المصادر و المراجع

📗|كمال الدين وتمام النعمة|الشيخ الصدوق|414|
📗|إعلام الورى بأعلام الهدى|الشيخ الطبرسي|2|249|
📗|المحجة البيضاء|الفيض الكاشاني|4|293|
📗|مكيال المكارم|ميرزا محمد تقي الأصفهاني|1|117|
📗|إثبات الهداة|الحر العاملي|5|98|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya
[[ الواجب على كل مؤمن و مؤمنة معرفته عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه ]]

هذا الحديث الشريف المروي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو المعرفة الكاملة الواجبة على كل مؤمن و مؤمنة ، واجبة و ليست مستحبة و لا كماليات زائدة كما يتصور البعض من جهله ، و هذا ما يؤكده الحديث نفسه حين سأل أبو ذر و سلمان أمير المؤمنين عن معرفته بالنورانية فيجبهم صلوات الله عليه ( لعَمري إن ذلك الواجب على كل مؤمن و مؤمنة ) .
و ما يزيد التأكيد على وجوبها من لسان الأمير صلوات الله عليه حين يقول لهما ( إنه لا يستكمل أحَدٌ الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية ) أي من دون هذه المعرفة الإيمان ناقص و ليس تام .
لأن معرفته صلوات الله عليه هي نفسها معرفة الله تعالى فهل معرفة الله واجبة أم مستحبة ؟!
هل تتم العبادة من دون معرفة الله ؟! طبعاً لا و كيف نعبد من لا نعرف ؟!!
و الله تعالى لا يُعرف بذاته مطلقاً لأنه غيب مطلق و ليس مثله شيء ، فلا يوجد سبيل لمعرفته أبداً إلا من خلال معرفة حجته و خليفته و وليه و هو قول الصادق صلوات الله عليه ( بنا عرف الله ) و كذلك في الزيارة الجامعة الكبيرة ( و محال معرفة الله ) لذلك لا بد من معرفة أمير المؤمنين بهذه المعرفة حتى يكون الدين خالص لله عن معرفة به و بحجته و خليفته و ليس عبادة تقليد و عادة و عبادة الحمير كما جاء عن الإمام الصادق صلوات الله عليه ، أي يعبدون من لا يعرفونه ، و هو قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه في هذا الحديث الشريف ( معرفتي بالنورانية معرفة الله عَزّ و جلّ ، و معرفة الله عزّ و جلّ معرفتي بالنورانية و هو الدين الخالص ، الذي قال الله تعالى { وَ مَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَ يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَ ذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }
فإقامة الصلاة و الزكاة و سائر الأعمال الدينية لا تقبل إلا بالإخلاص و الإخلاص هو معرفة أمير المؤمنين بالنورانية .

فمن خلال هذا الحديث الشريف قسّم الإمام صلوات الله عليه الناس إلى ثلاثة أقسم :
1- قسم عرف الإمام بالنورانية و هو العارف المستبصر الكامل لقوله صلوات الله عليه ( فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان و شرَحَ صدره للإسلام و صار عارفاً مستبصراً )
2- قسم جهل معرفة الأمير و لم يعرفه فلم يصل إلى الإيمان الحقيقي بل إيمانه في شك و ريبة لقوله صلوات الله عليه ( و مَن قصر عن معرفة ذلك فهو شاكّ و مرتاب ) .
3- قسم سمع بهذه المعرفة ثم أنكر و جحد و إستعظم ذلك على الأمير فهو المقصّر و الناصب لقول الأمير صلوات الله عليه ( و مَنْ شَكّ و عند و جحد و وقف و تحير و ارتاب فهو مقصّرٌ و ناصبٌ ) .

و الحديث صحيح جداً و لو أن البعض أشكل على سنده لكن لا يوجد أي قيمة و لا أي إعتبار للسند في مقابل أنه صحيح من جهة توافقه مع القرآن الكريم و عدم مخالفته ، و من جهة تطابقه و تشابهه مع الكثير من الخطب الشريفة و الأحاديث الصحيحة الأخرى ، و من جهة عدم مخالفته العقيدة الحقة ، و من جهة فصاحة و بلاغة المتن ، و هو هذا :

عن محمد بن صدقة قال :
سأَل أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي ( رض ) قال : يا أبا عبد الله ما معرفة أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالنورانية ؟
قال : يا جندب فامض بنا حتى نسألَه عن ذلك .
قال : فأَتينا فلم نجده ، فانتظرناه حتى جاء فقال صلوات الله عليه : ما جاء بكما ؟
قالا : جئناك يا أمير المؤمنين نسأَلك عن معرفتك بالنورانية .
فقال صلوات الله عليه : مَرحباً بكما من وليّين متعاهدين لدينه لستما بمبصرين لعَمري إن ذلك الواجب على كل مؤمن و مؤمنة .
ثم قال : يا سلمان و يا جندب .
قالا : لبيك يا أمير المؤمنين .
قال : إنه لا يستكمل أحَدٌ الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية ، فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان و شرَحَ صدره للإسلام و صار عارفاً مستبصراً ، و مَن قصر عن معرفة ذلك فهو شاكّ و مرتاب .
يا سلمان و يا جندب .
قالا : لبيك يا أمير المؤمنين .
قال صلوات الله عليه : معرفتي بالنورانية معرفة الله عَزّ و جلّ ، و معرفة الله عزّ و جلّ معرفتي بالنورانية ، و هو الدين الخالص ، الذي قال الله تعالى { وَ مَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَ يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَ ذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }
يقول : ما أُمروا إلا بنبوّة محمّد صلى الله عليه و آله و هي الديانة المحمّدية السَمحة .
و قوله { وَ يُقِيمُوا الصَّلَاةَ } فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلاة ، و إقامة ولايتي صعبٌ مستصعب لا يحتمله إلا مَلكٌ مُقَرّبٌ أو نبيٌّ مُرسَل أو مؤمن امتحَنَ الله قلبه للإيمان ، فالملَكَ إذا لم يكن مُقرّباً لم يحتمله ، و النبي إذا لم يكن مُرسلا لم يحتمله ، و المؤمن إذا لم يكن ممتحناً لم يحتمله
.
قال سلمان : قلت يا أمير المؤمنين و مَنِ المؤمن و ما نهايته و ما حدّه حتى أعرفه ؟
قال صلوات الله عليه : يا أبا عبد الله .
قلت : لبيِّك يا أخا رسول الله .
قال : المؤمن الممتحن هو الذي لا يَردُ من أمرنا إليه شيء إلا شرح صَدره لقوله و لم يشكُّ و لم يرتَدُ .
إعلم يا أبا ذر ، أنا عَبدُ الله عزّ و جَلّ و خليفته على عباده ، لا تجعَلونا أرباباً و قولوا في فضلنا ما شئتم ، فإنكم لا تبلغُوا كُنهَ ما فينا و لا نهايته ، فاِن الله عَزّ و جَلّ قد أعطانا أكبر و أعظم ما يَصِفُهُ واصفكم أو يخطرُ على قلب أحدكم ، فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم مؤمنون .
قال سلمان : قلت : يا أخا رسول الله صلى الله عليه و آله و مَن أقامَ الصَلوة أقام ولايتك ؟
قال : نعم يا سلمان ، تصديق ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز : { وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَاةِ وَ إِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } فالصَبر رسول الله و الصلاة إقامة ولايتي فمنها قال الله تعالى { وَ إِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ } و لم يقل و إنهما لكبيرتان ،لأن الولاية كبيرة حملها إلا على الخاشعين و الخاشعون هم الشيعة المُستَبصرون .
و ذَلك لأن أهل الأقاويل من المُرجئة و القَدرية و الخوارج و الناصبة و غيرهم يُقرّون لمحمد صلى الله عليه و آله لَيسَ بينهم خلاف ، و هُم مختلفون في ولايتي مُنكرُون لذلك جاحِدوُن بها إلا القليل ، و هم الذين وصفهم الله في كتابه العَزيز فقال { وَ إِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ }
و قال الله تعالى في موضع آخر في كتابه العزيز في سورة محمد صلى الله عليه و آله في ولايتي { وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ } فالقَصر محمد صلى الله عليه و آله و البئر المعطلة ولايتي عَطلّوها و جَحَدوها ، و مَن لم يُقِرّ بولايتي لم ينفعَهُ الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه و آله إلا انهما مقرونان ، و ذلك أن النبي صلى الله عليه و آله نبيٌّ مُرسل و هو إمام الخَلق و علي من بعده إمام الخلق و وَصيّ محمد صلى الله عليه و آله كما قال له النبي : أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، و أوّلنا محمد و أوسَطنا محمد و آخرنا محمد ، فمن استكمل مَعرفتي فهو على الدين القيّم كما قال الله تعالى { وَ ذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } و سَأبين ذلك بعَون الله و توفيقه .
يا سَلمان و يا جُندب .
قالا : لَبيك يا أمير المؤمنين .
قال : كُنت أنا و محمد صلى الله عليه و آله نوراً واحداً من نور الله عَزّ و جَلّ ، فأمرَ الله تبارك و تعالى ذلك النور أنْ يَنشَقّ ، فقال للنصف كن محمداً ، و قال للنصف الآخر كن عليّاً ، فمنها قال رسول الله صلى الله عليه و آله عَلي مني و أنا مِنْ علي ، و لا يؤدي عني إلا علي .
و قد وَجَّهَ أَبا بَكر ببراءة إلى مكة ، فنزل جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد .
قال : لَبيك .
قال : إن الله يَأمُركَ أنْ تُؤَديها أنتَ أو رجُلٌ منك ، فَوجَّهني في استرداد أبي بكر فردَدَتُهُ ، فوجَدَ في نفسه و قال : يا رسُول الله أَنَزَل في القرآن ؟
قال : لا و لكن لا يؤدي إلا أنا أو علي .
يا سَلمان و يا جندب .
قالا : لبيِّك يا أخا رسول الله .
قال صلوات الله عليه : مَنْ لا يَصْلح لحَملِ صَحيفة يؤديها عن رسول الله صلى الله عليه و آله كيف يَصلُح للإمامة ؟ !
يا سَلمان و يا جُندب ، فأنا و رسول الله صلى الله عليه و آله كنّا نوراً واحداً ، صار رسول الله محمد المصطفى و صِرتُ أنا وَصيُّهُ المُرتضى ، و صار محمد الناطق و صِرتُ أنا الصامت ، و إنه لا بُدّ في كل عَصْر من الأعصار أنْ يكون فيه ناطِقٌ وصامت .
يا سَلمان ، صارَ محمد المُنذِر و صِرْتُ أنا الهادي ، و ذلك قوله عَزّ و جَلّ { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } .
ثم قال صلوات الله عليه { اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَ مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَ مَا تَزْدَادُ وَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (*) عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (*) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَ سَارِبٌ بِالنَّهَارِ (*) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ } .
قال : فضرَبَ بيده على الأخرى و قال : صار محمد صاحب الجمعِ و صِرْتُ أنا صاحِبُ النَشر ، و صار محمد صاحبُ الجنة و صِرْتُ أنا صاحبُ النار أقولُ لها خُذي هذا و ذري هذا ، و صار محمد صاحب الرجعة ، و صرت أنا صاحب الهدَّةَ و أنا صاحبُ اللوح المحفوظ ، ألهَمَني الله عَزّ و جلّ علم ما فيه
.
نعم يا سلمان و يا جندب ، و صار محمد يس و القرآن الحكيم ، و صار محمد ن و القلم ، و صار محمد صلى الله عليه و آله طه ما أنزلنا عليك القرآن لِتَشقى ، و صار محمد صاحب الدَلالات و صِرْتُ صاحب المُعجزات و الآيات ، و صار محمد خاتم النبيّين و صِرْتُ أنا خاتم الوصيّين ، و أنا الصِراطُ المُستقيم ، و أنا النبأ العظيم الذي هُم فيه مُختلفون و لا أحد اختلَف في ولايتي ، و صار محمد صاحبُ الدَعَوة ، و صِرتُ أنا صاحبُ السيف ، و صار محمد نبيّاً مُرسَلا و صِرتُ أنا صاحب أمر النبي صلى الله عليه و آله .
قال الله عَزّ و جلّ { يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } و هو روح الله لا يعطيه و لا يُلقي هذا الروح إلا على ملك مُقرّبٌ أو نبيٌّ مُرسَل أو وَصيٌّ مُنتَجب ، فمنَ أعطاهُ الله هذا الروح فقد أبانَهُ من الناس و فَوّضَ إليه القُدرة ، و أحْيى الموَتى ، و عَلِمَ بها ما كان و ما يكون ، و صار من المشرق إلى المغرب و من المغرب إلى المشرق في لحظةِ عين ، و عَلِمَ ما في الضَمائِر و القلوبُ ، و علم ما في السماوات و الأرض .
يا سَلمان و يا جندب ، و صار محمد الذكر الذي قال الله عَزّ و جلّ { قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ } .
إني أُعطيتُ علم المَنايا و البَلايا و فَصل الخطاب ، و استودعتُ علم القرآن و ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة ، و محمد صلى الله عليه و آله إمام الحُجة حجة الناس ، و صرت أنا حجة الله عَزّ و جلّ ، جَعَلَ الله لي ما لم يَجْعلَ لأحد من الأولين و الآخرين ، لا لنبي مُرسَل و لا لِملك مُقَرّب .
يا سَلمان و يا جندب .
قالا : لَبيك يا أمير المؤمنين .
قال صلوات الله عليه : أنا الذي حَملتُ نُوحاً في السفينة بأمر ربي ، و أنا الذي أخْرجَتُ يونس من بطن الحوت بأذنِ ربي ، و أنا الذي جاوزَتُ بِموسى بن عِمرانَ البَحر بأمرِ ربّي ، و أنا الذي أخْرجْتُ أنْهارَها و فجّرتُ عيونَها ، و غَرَسْتُ أشجارها بإذِنِ رَبّي ، و أنا عَذابُ يوم الظُلة ، و أنا المُنادي من مكان قريب قد سمعه الثقلان الجنّ و الإنس و فهمه قومٌ ، إني لأَسَمع كلّ يَوم الجبّارين و المنافقين بلغاتهم ، و أنا الخِضر عالم موسى ، و أنا معلم سليمان بن داود ، و أنا ذو القرنين ، و أنا قدرة الله عَزّ و جلّ .
يا سَلمان و يا جندب ، أنا من محمد و محمد مني ، قال الله تعالى { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ }
يا سلمان و يا جندب .
قالا : لَبيّك يا أمير المؤمنين .
قال : أنا أمير كل مؤمن و مؤمنة ممن مضى و ممن بقي ، و أُيِّدتُ بروُح العَظَمةَ ، إنما أنا عَبدٌ من عبيد الله ، لا تُسَمُّونا أرباباً و قُولوا في فَضْلِنا ما شِئتم ، فإنكم لَنْ تَبْلغوا مِنْ فَضْلِنا كُنهَ ما جَعَلهُ الله لنا ، و لا معشار العُشر ، لأنا آياتُ دلائله و حجج الله و خلفائه و أمناء الله و أئَمتهُ و وجه الله و عين الله و لسان الله ، بنا يُعَذبُ الله عباده ، و بنا يُثيب ، و من خلقه طهّرنا و اختارَنا و اصطفانا ، لو قال قائلٌ : لِمَ و كيف و فيَم ؟ لكفَرَ و أشرَكَ ، لأنه لا يُسأل عَما يَفعَل و هُم يُسألوُنَ .
يا سَلمان و يا جندب .
قالا : لبيك يا أمير المؤمنين .
قال : مَن آمَنَ بما قلتُ ، و صَدّق بما بيّنتُ و فَسّرتَ و شرحتُ و أَوضَحتُ و قَررتُ و بَرهنتُ فهو مُؤمنٌ مُمتَحَن امتحَنَ الله قَلبَه للإيمان و شرَحَ صَدرَهُ للإسلام و هو عارفٌ مُستَبصرٌ قد انتهى و بَلغ و كَملَ ، و مَنْ شَكّ و عند و جحد و وقف و تحير و ارتاب فهو مقصّرٌ و ناصبٌ .
يا سلمان و يا جندب .
قالا : لبيك يا أمير المؤمنين .
قال : أنا أُحيي و أميتُ بِإذِن ربّي ، و أنا أنبئكم بما تأكلون و ما تدّخرون في بيوتكم بِإذن ربّي ، و أنا عالم بضمائر قلوبكم و الأئمة من ولدي يَعلموُن و يفعلون هذا إذا أحَبّوا و أرادوا ، لأنا كلنا واحدٌ أوّلنا محمد و آخرنا محمد و أوسطنا محمد و كلنا محمد ، فلا تفرّقوا بيننا , و نحن إذا شئنا شاء الله ، و إذا كرهنا كره الله ،
الويل كل الويل لمن أنكر فضلنا و خصوصيتنا و ما أعطانا الله ربّنا ، لأن مَن أنكر شيئاً مما أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عَزّ و جلّ و مشيئَته فينا .
يا سلمان ويا جندب .
قالا : لبيك يا أمير المؤمنين .
قال : لقد أعطانا الله ربّنا ما هو أجل و أعَظم و أعلا و أكبر من هذا كله !
قلنا : يا أمير المؤمنين ما الذي أعطاكم ما هو أعظم و أجل من هذا كله ؟
قال صلوات الله عليه : قد أعطانا ربّنا عَزّ و جلّ الاسم الأعظم الذي لو شئنا خَرَقنا السماوات و الأرض و الجنة و النار ، و نعُرج به إلى السماء و نهبط به إلى الأرض ، و نغرِّب و نشِّرق و ننتهي به إلى العرش فنجلس عليه بين يدي الله عَزّ و جلّ ، و يُعطينا كل شيء حتى السماوات و الأرض و الشمسِ و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و البحار و الجنة و النار ، أعطانا الله ذلك كله بالاسم الأعظم الذي عَلّمنا و خَصّنا به ، و مع هذا كله نأكل و نشرب و نمشي في الأسواق ، و نَعمل هذه الأشياء بأمر ربّنا ، و نحن عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يَعمَلون ، و جعَلَنا معصومين مطّهرين ، و فَضلنا على كثير من عباده المؤمنين ، فنحن نقول : الحمد لله الذي هَدانا لهذا و ما كُنا لِنهتدي لولا أن هدانا الله ، و حقّت كلمة العذاب على الكافرين ، أعني الجاحدين بكل ما أعطانا الله من الفَضل و الاحسان .
يا سلمان و يا جندب ، فهذه معرفتي بالنورانية ، فتمسّك بها راشداً فإنه لا يبلغ أحدٌ من شيعتنا حد الاستبصار حتى يعرفني بالنورانية ، فإذا عرفني كان مستبصراً بالغاً كاملاً قد خاض بحراً من العلم و ارتقى درجَةً من الفضل و اطلّع على سِر من سِر الله و مكنون خزائنه
.

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

📗|الكلمات المكنونة|211| 📗|تفسير الصراط المستقيم|4|146| 📗|موسوعة العقائد للريشهري|3|41| 📗|تفسير مقتنيات الدرر|1|124| 📗|نهاية الدراية للأصفهاني|2|389| 📗|شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور|2|49| 📗|مشارق أنوار اليقين|255| 📗|بحار الأنوار|26|3| 📗|إلزام الناصب|1|32| 📗|الأسرار الفاطمية|363|

#المعرفة_بالنورانية
للاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya