كشف الستائر
5.85K subscribers
3.79K photos
482 videos
127 files
1.63K links
"إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ"
Download Telegram
💥جديد_الردود 💥
#مقالات_المشايخ
الحلقة الثانية
      ▪️لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَة وَيَحيَىٰ مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة (2)

✍️للشيخ أ.د.عبد المجيد جمعة حفظه الله تعالى

https://t.me/Batnaasalafia
    
كشف الستائر
Photo
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَة وَيَحيَىٰ مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة (الحلقفة الثانية ) للشيخ أ.د. عبد المجيد جمعة - حفظه الله -
لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَة
وَيَحيَى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة
-الحلقة الثانية-
(...) تابع
توضيح الدعم المقدّم، والمتعلّق برواتب الأساتذة
الدعم الذي قدّمه المفتري لـ«مدرسة الإبانة»، والمتعلّق برواتب الأساتذة؛ إنما كان لشهرين اثنين فقط؛ وهما: نوفمبر، وجانفي.
وتوضيح ذلك:
أولا- الدعم المقدم لشهر نوفمبر
بدأ التدريس في «مدرسة الإبانة» بتاريخ 07 نوفمبر 2020؛ وَأوّل دعمٍ قُدِّم للمدرسة، والمقدر بـ32 مليون؛ كان في 04 ديسمبر 2020.
فعُلِم:
1- أنّ جميع الأساتذة، كانوا يدرسون بـ«مدرسة الإبانة»، -ويعني: أنهم غير مشتركين-؛ لأنّ «مدرسة المعالم»، كانت يومئذ مغلقة.
2- أنه لم يتمَّ يومئذ تعيين أيّ أستاذ مشرك بعد.
ثانيا: الدعم المقدم لشهر جانفي
الدعم الثاني المقدّم للمدرسة، لشهر جانفي، والمقدر بـ32 مليون؛ كان في 02 فيفري 2021.
فعلم:
أنّ الأساتذة، كانوا غير مشتركين أيضا؛ لأن التدريس بـ«مدرسة المعالم»، بدأ يوم السبت 25 جانفي2021.
والحاصل:
1- أنّ الدعم قُدّم مرّتين فقط: مرّةً لرواتب شهر نوفمبر، ومرّة لرواتب شهر جانفي.
2- أنّ الأساتذة كلّهم، كانوا يدرسون في «مدرسة الإبانة»؛ للأشهر الثلاثة: نوفمبر، ديسمبر، جانفي؛ ولم يكن يومئذ أساتذة مشتركون؛ لأنّ «مدرسة المعالم»، كانت مغلقة، ولم يبدأ فيها التدريس إلا في أواخر جانفي.
3- أنّ الدعم لرواتب شهر ديسمبر، لم يقدّم.
4- أنّ الدعم المقدّم لشهر فيفري، تمّ رفضه.

توضيح الهبة المشروطة المزعومة

زعم: أنّ اقتراحه للدعم، المقدّم لـ«مدرسة الإبانة»؛ كان هبة مشروطة!
ولئنْ سلّمنا ذلك؛ فهذا الشرط غير معتبر.
وبيانه:
1- اشتراطه شرطًا غير محقّق الوقوع وقت تقديم الدعم
إنّ اشتراطه التدريس في كلتا المدرستين غير محقق وقت تقديم الدعم؛ لأن «مدرسة المعالم»، كانت مغلقة، ولم تفتح إلا بعد ثلاثة شهور من افتتاح «مدرسة الإبانة».
2- علمه بعدم تحقق الشرط وقت إرساله الدعم.
كان يعلم لما أرسل الدعم: أنّ الأساتذة، يدرّسون في «مدرسة الإبانة» فقط، وليسُوا مشتركين؛ لأنّ «مدرسة المعالم» لم تفتح بعد؛ وقد أقر بهذا؛ حيث قال:
«ثم انطلقت مدرسة الإبانة وكانت يومها المعالم لم تنطلق بعد، فتفاجأت بالمُنكِر أنه كلمّني على رواتب الأساتذة، فقلت في نفسي: لماذا كلمني عن المال والمدرسة لم تبدأ بعد، وأنا اشترطت له أن يدُّرسوا في كلتا المدرستين».
فهذا استفهام إنكاري، أو هو للتعجب؛ وكلاهما يتضمّن إقراره على انتفاء الشرط.
3- أنّ العقود مبنيّة على التراضِي؛ في التبرّعات، وسائر العقود، والمعاملات، والإلزامات.
لقوله تعالى: {إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ}. وقوله ﷺ: «إنما البيع عن تراض» رواه ابن ماجه (2185) عن أبي سعيد؛ وصحّحه الألباني في «الإرواء» (1283).
وقوله ﷺ: «لا يحلّ مالُ امرئٍ إلا بطيب نفسٍ منه». رواه أحمد (34/299)؛ وصحّحه الألباني في «المصدر السابق» (1459).
والهبة، والمنحة، والدعم، ونحوها؛ من التبرّعات المبنيّة على التراضي بين الطرفين.
وعليه؛ فإنّه لمّا بعث بالدعم دون اعتراض منه؛ فإنه يدلّ على تحقّق هذا التراضي؛ فلا عبرة بما يضمره في قلبه، ويبدي خلافه؛ ويؤيّده، ويؤكّده؛ أنه قال: «فأخذت له رواتب الأساتذة».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «القواعد النورانية» (280):
«إنّ الأصل في العقود رضا المتعاقدين؛ ومُوجَبُها، هو: ما أوجبَاه على أنفسِهما بالتعاقد؛ لأنّ الله قال في كتابه العزيز: {إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ} [النساء: 29]، وقال: {فَإِن طِبۡنَ لَكُمۡ عَن شَيۡءٖ مِّنۡهُ نَفۡسٗا فَكُلُوهُ هَنِيٓـَٔا مَّرِيٓـَٔا} [النساء: 4].
فعلّق جواز الأكل بطيب النفس، تعليقَ الجزاء بشرطه؛ فدلّ على أنه سبب له؛ وهو حكم معلّق على وصف مشتقٍّ مناسب؛ فدل على أن ذلك الوصف سبب لذلك الحكم.
وإذا كان طيب النفس، هو المبيح لأكل الصداق؛ فكذلك سائر التبرّعات؛ قياسًا عليه بالعلّة المنصوصة، التي دل عليها القرآن.
وكذلك قوله: {إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ} [النساء: 29]. لم يشترط في التجارة إلا التراضي؛ وذلك يقتضي: أنّ التراضي هو المبيح للتجارة.
وإذا كان كذلك؛ فإذا تراضَى المتعاقدَان بتجارةٍ، أو طابت نفسُ المتبرِّع بتبرُّعٍ؛ ثبتَ حلُّه بدلالة القرآن؛ إلا أن يتضمّن ما حرّمه الله، ورسوله؛ كالتجارة في الخمر، ونحو ذلك».
4- أن الأصل في التعامل بالظواهر لا السرائر.
أننا أخذنا بظاهر حاله وكلامه، فقد أرسل إلينا رسالة، أبدى فيها الفرح، والسرور؛ حيث قال فيها: «بكل فرح وسرور».
كشف الستائر
Photo
قال الطحاوي في «مشكل الآثار» (11/424-425):
«وكانت الوكالات؛ إنما تكون بما يَتكلّم به الموكلُون، ويخاطبُون به وُكلاءَهم؛ لا بما ينوُونه في ذلك، ويكتمونه عنهم في قلوبهم.
وكان الثواب؛ إنما يكون فيما يكون من نيّات المتصدِّقِين، ومن سواهم؛ من أهل الأعمال، التي يطلب بها القرب إلى الله تعالى؛ كما قال رسول الله ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لامرئٍ ما نوى».
فالخلاصة:
1- أنّ الشرط غير معتبر لأنه غير محقّق الوقوع وقت تقديم الدعم.
وعليه؛ فإنّ الهبة التي كان يزعم: أنها مشروطة. لم يتوفّر فيها الشرط؛ فهي: إمّا هبة مطلقة، أو من التبرعات.
2- أنّ الهبة، قد استهلكت؛ لأنه قد منحت للأساتذة؛ ورغم ذلك فقد أرجعنا له الدعم الذي قدّمه، وأرجعنا معه حقوقنا.
وقد ذهب بعض أهل العلم، إلى أنّ الهبة، إذا استهلكت، لا يرجع فيها؛ كما روى عبد الرزاق في«مصنفه» «7/372»: عن الثوري، عن أبي بكر، عن سعيد بن جبير؛ وعن طاووس، عنِ الشّعبي قالَا: في الهبة إذا اسْتُهْلِكَتْ؛ فلا رُجُوعَ فيها».
وإنما أرجعناه له دعمه؛ بسبب مكره، وخديعته، وأذيته التي استفاضت عنه؛ عملًا بقوله ﷺ: «إنّ شرَّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة، مَن تركَه الناسُ اتّقاءَ شرِّه». وفي لفظ: «فحشه».
وقال ابن تيمية في «مختصر الفتاوى المصرية»(458):
«فأمّا إذا أهْدى له هديةً؛ ليكفَّ ظلمَه عنه، أو ليعطيَه حقَّه الواجب؛ فهذه الهدية، تكون حرامًا على الآخذ، وجاز للدافع؛ كما قال النبي ﷺ: «إني لأعطى أحدهم العطية فيخرج بها يتأبطُّها نارًا. قيل: يا رسول الله، فلِمَ تُعطِيهم؟! قال: يأبَوْن إلا أن يسألوني، ويأبى الله لي البخل»([1]).
وقال الشيخ العثيمين: «فتح ذي الجلال والإكرام» (4/304)، في بيان فوائد حديث: «العائد في هبته، كالكلب يقيء، ثم يعُود في قيئه»:
«ومن فوائد الحديث: أنه لا فرق بين كون الراجع غنيًّا، أو فقيرًا؛ فلو افتقر الواهب، ثم أراد أن يرجع على الموهوب له. قلنا: لا يجوز؛ ولا فرق بين أن يرجع على الموهوب له بصفة صريحة، أو بحيلة».
وقال أيضا في «الشرح الممتع على زاد المستقنع» (11/88):
«وقوله: «العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه». مثلٌ؛ يراد به التقبيح، والتنفير؛ فالكلب خسِيس، مِن أخسِّ الحيوان، وأقبحه؛ بل هو أنجس الحيوان فيما نعلم؛ لأنه هو الذي يجب أن تغسل نجاسته سبع مرات؛ إحداها بالتراب. يقيء، ثم يرجع، ويأكل القيء! فعل قبيح! هكذا الذي يهب، ثم يرجع؛ مثله مثل الكلب، الذي قاء، ثم رجع في قيئه؛ حتى لو فرض أنه عندما رجع، رضي الموهوب له، ولم يبال؛ نقول: هذا حرام، ولا يجوز.
وإذا كان هذا حرامًا؛ فينبغي للإنسان -إذا وهب شيئًا- ألا تتعلّقَ به نفسُه؛ لأنّ بعض الناس، يهب الشيء؛ إمّا لطروءِ فرحٍ بصاحبه، أو لعاطفة جيّاشة في تلك الساعة؛ ثم يندم، ويقول: ليتني ما وهبت. فهذا لا ينبغي؛ لأنّ شيئًا وهبته، اجعله عن طيب نفسِك، ولا تعلّق نفسك به؛ فقد خرج عنك قدرًا، وشرعًا.
فكيف تعلّق نفسك به؟! مع أنه لا يمكن أن تعود؛ فلا يجوز له أن يعود في هبته».

يتبع (...)

([1]) أخرجه أحمد (11004) بنحوه؛ وصححه الألباني في «صحيح الترغيب» (844).

تفريغ: عبدالله الجزائري
#جديد_الردود
#مقالات_المشايخ

      ▪️لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَة وَيَحيَىٰ مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة (الحلقة الثانية)

✍️للشيخ أ.د.عبد المجيد جمعة حفظه الله تعالى

                  
🌐رابط المشاهدة والتحميل↙️↙️
https://elibana.org/vb/node/164004

╭─═┅┅┅┅┅┅═─╮
  https://t.me/elibanaorg
╰─═┅┅┅┅┅┅═─╯

🌐الموقع: http://www.elibana.org
🔹تليغرام :https://t.me/elibanaorg
🔹تويتر : bit.ly/twtr_elibana
🔹فايسبوك: bit.ly/Fb_elibana

↩️ أسهم في إعادة نشر هذه الرسالة
فالدال على الخير كفاعله
💥الشيخ عبد المجيد جمعة -حفظه الله-💥

🖌«وسيُعلم -من خلال هذا الردّ- المكرُ الكُبّار، الذي تولّى كبره من خفّ دينُه، وقلّ ورعُه؛ في بدء تنفيذ خطّته الماكرة من أجل الإسقاط، وتمرير منهجه في تصحيح مساره، وتقويم مسماره؛ والضرب بمزماره: «توجد قضية المعالم»، مفتعلا، ومفتريًا على الأبرياء تهمة التآكل بالدعوة؛ والحال؛ أنه منغمس فيها؛ من أخمص قَدميْه إلى مَنخريه؛ متظاهرًا بالورع البارد، والزهد المصطنع؛ ليبعد التهمة عن نفسه؛ على حدّ المثل السائر: رمتني بدائها وانسلت»

[مقال:لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَة وَيَحيَىٰ مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة]
لا تنسوا تبييت نية الصيام لما ورد عن أم المؤمنين عن رسول الله ﷺ: (من لم يبيت النية بالليل فلا صوم له).
وإن كان الفقهاء اختلفوا في كون نية واحدة تكفي كامل الشهر أو لكل يوم نيته، لكن الثابت أنَّ نية اليوم الأول لا خلاف فيها.
تفريغ صوتيّة الشيخ محمد بن عمر بازمول -حفِظه الله- المُعنونة بـ «الفرق الجلي بين النّصِيحة العلنيّة والإنكار العلني»
⬇️⬇️⬇️
كشف الستائر
تفريغ صوتيّة الشيخ محمد بن عمر بازمول -حفِظه الله- المُعنونة بـ «الفرق الجلي بين النّصِيحة العلنيّة والإنكار العلني» ⬇️⬇️⬇️
أحسن الله إليكم شيخنا، هذا يقول: قال ابن جماعة -رحِمه الله- في حقوق السلطان: و"منها؛ وبذلُ النصيحةِ له سرًّا وعلانية لحديث النبي ﷺ «الدين النصيحة، قالوا لمن؟ قال: لله ولرسوله ولأئِمّة المُسلمين وعامّتهم»" فما معنى العلانية في سِياق كلام ابن جماعة -رحمه الله- في حُقوق السّلطان؟!

النّصيحةُ معناها الإخلاص، النصيحة معناها الإخلاص والصِّدق، تقول محَضته نُصحِي؛ يعني: أخلصت له، وصدقت له، فالنصيحة لولي الأمر أن تصدِق، وتُخلص في لزُوم السّمع والطاعة له، في السِّر وفي العلن، هذا المعنى الأوّل، النصيحة لولي الأمر أن تكُون صادقًا مُخلِصًا في تحقيقِ السّمع والطّاعة لهم، في سِرِّك وفي علن، هذا المعنى الأول؛ ويدلُّ عليه حديث الرسول ﷺ إذا بايع أحدُكم الأمير، وأعطاه صفقة يده، فليُطِعه ما استطاع، وثم إيش قال؟ آسف! مو هذا الحديث، قال حديث آخر؛ قال: الثلاثة الذين لا يُكلِّمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ذكر منهم رجل أعطى أميرهم، بيعته، صفقة يده، ثم إذا أعطاه رضي، وإذا لم يُعط سخِط، هذا ما بايع سمعًا وطاعة لوليِّ الأمر، لا؛ هذا بايع من أجل ما يُعطى، فإن أُعطِي من أجل الدنيا فإن أُعطِي رضي، وإن لم يُعط سخِط، هذا ليس صادقًا، ولا مُخلِصًا في بيعته؛ يعني لم ينصح لولي الأمر، هذا معنى النصيحة، تقول نصحتُ اللبن؛ أي: خلَّصتهُ من شوبه، فلم أخلِطه بماء، هذا معنى النُّصح، النصيحة يعني الإخلاص والصدق، أنا نصحتُ وليَّ أمري؛ يعني: أنا صادقٌ في السّمع والطاعة لولي الأمر، هذا واضح المعنى؟ هذا هو.
المعنى الثاني للنصيحة؛ أنّه أنا من صِدقي في بَيْعتي بالسّمع والطاعة لولي الأمر؛ إذا رأيت أمر سوء؛ آتي إليه وأخبره به، كما جاء في حديث عياض ابن غنم قال ﷺ: "من كانت لهُ نصِيحة إلى ذِي سُلطان؛ فليأتِه، وليأخذ بيده، ولينصحه في خاصّة نفسه، ولا يبده علانيّة، فإن قبل فبها، وإن لم يقبل فقد برِأت الذِّمَّة"، هذا معنى النصيحة، السِّرُ مِن معاني النّصيحة، السر، طب إيش يصِير مقابلها من معاني النصيحة العلانية؟ ها.. مقابلها،
لا (يضحك الشيخ) لا، مو قال سِرًّا وعلانية؟! (يسأل) إيش معانيها علانية؟ أنِّي أنكر المُنكر على النّاس الذين وقعُوا فيه وأقول هذا منكر وهذا حرام بدون ما أذكر ولي الأمر؟ هذا من صدقِي للنصيحة لأنِّي ما أريد الناس أن يُبتلوا بفعل هذه المُنكرات تحت ولايته، فأنا لا أسَمِّيه، ولا أملأُ قلوب الناس عليه، ولا أذكُره؛ ولكن أقول هذا ما يجوز، مثلما كان الإمامُ أحمد بن حنبلٍ يقُول: "من قال القرآن مخلوق؛ فهُو كافِر" فكيف ويحذّرهم من القول بخلقه، لكنّه لم يأت -ولا في رواية- أنّه ذكر المأمون، بعض الإخوة فهم خطأ كلمة الإمام أحمد لمّا طلبُوا منه أن يُرشِدهم إلى الموقِفِ من هذه الفِتنة القائمة، فقال: "اصبروا والزموا السّمع والطاعة حتى [إيش؟] يستريح بَرٌّ، ويُستراحَ من فاجر" فقالوا (يقصِد: هؤلاء الإخوة) آهو آهو شوف، مين يقصد الفاجر؟ قال له: يقصِد المأمون! يا ابن الناس (يضحك الشيخ) يا ابن الناس! هذه الكلِمة جاء بها الإمام أحمد ابن حنبل لأنّها أثرٌ جاء عن أبي مسعُودٍ؛ ذكر هذا الأمر لما سُئِل عن مثل هذه القضية، قال: "حتى يستريح بر، ويُستراحَ من فاجر" بدون تخصيصِ رجُلٍ معين؛ فالإمامُ أحمد قالها كما قالها من قبلَه، ولا يقصد بها خصُوص المأمون، وكيف تفهم من هذا، كيف وهو ما يريد أن يملأ النّاس، ويملأ قلوبهم على وليِّ الأمر، ولا يُريد أن يشحن النّاس على ولي الأمر، فإذًا النصيحة علانيةً لولي الأمر، ها.. بالمعنى الثاني أن تُنكِر المُنكر، وتتكلم فيما يتعلق بحُكمه، وبيان أمره من الناِحية الشّرعية بدون ما تُدخِل وليَّ الأمر، إن أدخلت وليَّ الأمر في إنكار المُنكر؛ فأنت تمشِي خطّة عبدالله ابن سبأ؛ الذي قال "اطعنوا في الأُمراء، وأظهِروا الأمر بالمعرُوف، والنهيَ عن المُنكر؛ تستميلوا قلوب النّاس"، هذه خُطة عبد الله بن سبأ، طب ما هي الخطة الشرعية؟ أنكِر الْمُنكر، بَيِّن الحُكم الشّرعي، لكن لا تُدخل وليَّ الأمر، كِده تكون أنت نصحته علانية.
إذًا النصيحة علانية لها معنيين؛ المعنى الأوّل لزُوم السّمع والطاعة لولي الأمر بالصِّدق والإخلاص في البيعة له، في الظاهر وفي الباطن، فما تكون بيعتُك من أجل دُنيا، إن أُعطِيتَ منها رضِيت، وإن لم تُعط مِنها سخِطت.
المعنى الثاني؛ أن تُناصِحَه سِرًّا كما ورد في حدِيث عياضِ ابن غَنْمٍ، وعلنًا بأن تُبيِّن أنّ هذا الأمر مُنكرٌ بدون أن تذكُر وليَّ الأمر، وتجمعَ قلوب الناس على ولي الأمر، هذا معنى النّصِيحة علنًا، ولذلك ورَد في كلام الألباني، وكلام ابن باز، وكلام ابن عثيمين، وكلام الفوزان؛ أنه جاءهم هكذا، قالوا له: أنكر علنًا، إيش يعني أنكِر علنا؟ مو يعني أنكِر علنًا روح سمِّ (اذكُره باسمِه) السلطان وأهرق علينا، هم راحوا فهموها إيش؟ أنه معنى "أنكِر علنا" روح اذكر السُّلطان.
كشف الستائر
أحسن الله إليكم شيخنا، هذا يقول: قال ابن جماعة -رحِمه الله- في حقوق السلطان: و"منها؛ وبذلُ النصيحةِ له سرًّا وعلانية لحديث النبي ﷺ «الدين النصيحة، قالوا لمن؟ قال: لله ولرسوله ولأئِمّة المُسلمين وعامّتهم»" فما معنى العلانية في سِياق كلام ابن جماعة -رحمه الله…
ها..؟ (يضحك الشيخ) اذكر ولي الأمر، وأنكر عليه، لا، مو صح، هذُولا العلمَاء كُلُّهم يقرِّرُوا المنع من جواز الإنكار علنًا، حتى اللِّي ترخّص منهم بجواز الإنكار علنًا قال «بحضُورِه»، وأنا ما أرى هذا القول راجح، لكِن من ترخّص منهم قال «بحضُور وليِّ الأمر» وأنا ما أرى هذا، لكن اللِّي قالوا بالإنكار العلنيِّ، قالوا لا يُنكر على ولي الأمر علنًا إلا بحضُوره فقط، ما قالوا بالإنكار العلني، طب هذي العبارات اللِّي جاءت منهم (يقصِد كبار العُلماء) أنه لما تمكن فماذا أصنع؟ قالوا أنكر علنًا، قالوا أنكر علنًا؛ بمعنى أن تُبين أنّ هذا الأمر مُنكرٌ، وتُحذِّرَ النّاس منه بدون أن تذكُر وليَّ الأمر، هذا معناه، ولذلك أنا نبّهت أنّه كُنّا أوّل نُبتلى بمن يُنَزِّلُ القرآن والسُنَّة على غير منازلها، ويفهم القرآن والسّنّة على غير الفهم الصحيح، الآن نُبتلى بمن يتكلّم في أهلِ العِلم، ويُنَزِّلُ كلامهم على غير محلِّه، يا أخي شوفوا بالصريح يقول لك أنا ما أرى الإنكار العلني، ويُقرِّر السمع والطاعة لوليِّ الأمر، ويمنع من شحن القلوب على ولي الأمر، طب على من قال أنكِر علنًا؟ إيش يقصد؟ يقصِد أنّك تبين أنّ هذا الأمر مُنكر بدون أن تذكر ولي الأمر؟ هذه فيها مشكلة؟ لا، الغريب كُنت أتذاكر مع السَّيِّد قبل قليل قبل الدرس، الغريبُ في هذا الموضوع، هذي اللِّي بقولها العبارة، قلت له الغريب؛ يُنكرون على من ينكر عليهم الإنكار العلنيَّ، وهم يقرِّرُون جواز الإنكار علنًا على الحُكّام، ويمنعون أن يُنكر عليهم علنًا (يضحك الشيخ) فرَضُوا للحُكّام ما لم يرضوه لأنفسهم ولا شيء، هذه مشكلة، يا جماعة! يعني وتخلُّوا هذه القضية مفصل، أقول لك بمجرد ما تكلمت، والله العظيم -شوف أنا أحلِف أمامكم- والله العظيم لما تكلّمتُ في هذِه المسألةِ أوّلُ ما تكلّمت؛ ما كان في ذهنِي شخص مُعيّن أنا أرُدّ عليه، تكلّمت عن تقرير حدِيث أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ في كتاب العِيدَين، ودلالته، ثم عَرضًا أشرتُ إلى أنّ بعض النّاس حمل الحدِيث على غير وجهه، وكذا، كذا، وردّيته على هذا المعنى ومشيت، ما في ذهني، وشُنت حملة عشواء (يضحك الشيخ) بلاش عشواء شَعواء؛ على هذا الكلام وكأني أنا إيش إيش سوّيت؟ وصاروا مثل ما جاء في الحديث «آيةُ المنافق ثلاث؛ إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر» صار فجُور في الخصومة بشكل مو طبيعِي؛ قَوَّلُوني أنّي أقول (يضحك الشّيخ) بوحدة الأديان، وأنِّي أدعُو إليها، وأنِّي أدافِع عنها، واني مدري إيش.. بسم الله! بسم الله! بسم الله! (يضحك الشيخ) اخونا محمد ناصر العجمي اذا سمع الكلام ما .... هذا اللسان هذا اللسان، لكن الله -يعنِي- يغفر -لي- ولهم، ويصلح الحال لي ولهم، ويهدينا -وإيّاهم- سواء السبيل، اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، احنا جالسنا من المشايخ، والله ما أزكِّيهم على الله، الله يرحم الأموات منهُم، ويحفظ الأحياء منهم، والله كأنّك تجلس بين يدي الصحابة؛ صحابة عُلماء كِبار، ومع ذلك ما ڤد وقع في نفُوسِنا عصبيّة لهم في حقٍّ وباطل، إنّما نتعصب للحقِّ، ودائِمًا نُكرِّر الكلِمة اللِّي نقلها ابن القيم عن الأنصاري أن الحقَّ -قالها ابن القيم في حق الأنصاري- قال: "الحقُّ حبيبٌ إلى قلبي، وشيخِي حبيبٌ لقلبي، فإذا تعارضا؛ فالحقُّ أحقُّ أن يُتّبع"، هذا طريڤتنا؛ ما هي طريقتنا نتعصب بحقٍّ و بباطِل لا، هذا رَدَّ وذكر أدلة، وهذا نكش بعض الاشياء، وهذا سوّى، وفي الأخير يقول أنتم ما رديتوا على الشيخ، ما ردّيتوا على الأدِلّة، الشّيخ عندو أدِلّة تفصيلية، الشيخ عنده مدري ايه، يا ابن الحلال! هذا كله الردود، وهذا كله أنت تقول لي... إيش تبغى (تريد)؟ تبغى واحد يشيل الملعقة يحطّها في الصحن يحطها في فمك يقول لك شوف هذا الأوّل خذ، هذا الثاني، مين فاضي لك يجلس لك زيّ كِده؟ احنا نبيّن لك الأصل ونقول لك هذا اللِّي عليه السّلف الصّالح، وهذا اللّي دلّت عليه النصوص، والباقي عند الله الموقف، وانتهينا، أمّا الخُصُومة الزايدة اللِّي تحصل؛ والجدل الزائد هذا؛ ليس مما عليه أهلُ الحقِّ، وأنا أكرر؛ والله العظيم أني ما قصدت شخصًا معيّنًا في كلامي؛ إنّما رددت على الفكرة التي شاعت أثناء عرضا هكذا عرضا. ويوم كسر الكلام رحت نقلتُ فصلًا من كتابي كاتب وقبل خمسة عشر أو عشرين سنة نزّلته، أنا ما بتكلم في المسألة كان الآن، أنا بتكلّم من زمان عن الموضُوع، لأنّه ابتُلِينا بالفِئة الضّالة كانوا يرون هذه الأفكار، وخشِيت من خِلال التّعليقات والكَلام أنّه المسائِل ماشية في هذا الاتّجاه، ولذلك أنا أحذِّر؛ أقول السّلفيون، السّلفيون لمّا جاءت فِتنة القاعدة، وأفغانستان حذّروا، قال العُلماء (منهم الألبانِي) الجِهاد واجب، قال أهل العِلم الجهاد غيرُ واجب للخروج، طلع كلام مين صح؟ كلام هؤلاء، ورجع الألباني إلى كلامِ العلماء لأنهّ عالم، وأهلُ الحق يرجعون إلى الحقِّ ذات بينهِم، قالوا العُلماء -رحِمهم الله- في مسألة
كشف الستائر
ها..؟ (يضحك الشيخ) اذكر ولي الأمر، وأنكر عليه، لا، مو صح، هذُولا العلمَاء كُلُّهم يقرِّرُوا المنع من جواز الإنكار علنًا، حتى اللِّي ترخّص منهم بجواز الإنكار علنًا قال «بحضُورِه»، وأنا ما أرى هذا القول راجح، لكِن من ترخّص منهم قال «بحضُور وليِّ الأمر» وأنا…
حدثت: يجُوز الاستعانة بالكفار، قالوا لا ما يجوز (ومنهم الألباني) رجعوا، طلع كلام مين اللّي صح؟ كلامه أبدًا، واحنا اليوم نقول لكم أهل العِلم يقولوا أنه الإنكار العلنيَّ لا يجُوز لولي الأمر، لا تُدخِل وليَّ الأمر في قضيّتك، الفوزان يستدِل بقوله تعالى في قِصّة مُوسى وفرِعون قال: «اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَاتِيَاهُ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى» فرعون كافر؟ كافر، طاغية؟ طاغية، طاغوت؟ طاغوت، ومع ذلك "فَاتِيَاهُ،" مو روحوا فوق المنابِر، ويرُوحوا يتكلّموا عليه، انكروا المُنكر، يا جماعة! حتّى لو كان الحاكم في بلدٍ من البلاد كافر ما يجوز لك أنّك تنكر عليه إنكار علني، أنت تسوِّي مُصيبة، خلِّيه يستدِير على الناس يقتُل، وتكون أنت سبب في فوضى، وتجُر الناس إلى اضطراب هُم في غِنًى عنه، يا أخي خذ العِبرة في البلاد اللِّي صار فيها مثل هذه الأمُور، خُذ العبرة، وطالعوا، يوم الأربِعاء مساء جلسنا مع الأمِير بدر بن سلطان بن عبد العزِيز، كان معي أحمد الأمير، قال الأمِير كلمة، قال: نحن في حديقة، ومن حولِنا حديقة، نسأل الله أن يُسلمنا -وإيّاكُم- النار وأسبابها، وسخط الجبّار سبحانه، وصلى الله على نبيِّنا محمد.

مُلاحظة:
التفريغ لا يُغنِي عن سماع الصّوتية، ويُنبّه قد حدث -في هذا التفريغ- إضافات وتعدِيلات فِيما دعتِ الحاجة عليه، دون أن ننسى أنّ التفريغ قد عسُر علي بعض الشيء بسبب اختِلاف اللهجة التي يتحدّث بها الشيخ -كما هو معلُومٌ- عن لهجتنا، والله المُستعان..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقام بالتفريغ: مُحمّد درقاوِي -كان الله له-