عبدالله المغلوث
3.75K subscribers
62 photos
155 videos
5 files
22 links
مقالات، وڤيديوهات قصيرة، وقصص، تهدف إلى تعزيز الإيجابية.
Download Telegram
كيف تشفى من مرض «الكمالية» أو فرط الإتقان؟

عبدالله المغلوث

البحث عن الكمال "الكمالية" perfectionism
هو كفاح الفرد لبلوغ الكمال عبر وضع معايير عالية جدا للأداء لا يصل إليها أحد. وعندما لا يستطيع الكماليون تحقيق أهدافهم يدخلون في دوامة الكآبة والإحباط. ويهتم الكماليون كثيرا بتقييمات الآخرين، وينشدون المثالية التعجيزية. ويدفع بحث هؤلاء عن الكمال المفقود في أحيان كثيرة إلى التردد والتوقف طويلا في مشاريعهم وقراراتهم وأعمالهم. فلا يكملون ولا يكتملون. لا أحد كاملا سوى الرحمن. تشبث بأهدافك، لكن لا تدع هذا الخيط الرفيع الذي يصلك بغاياتك ينقطع إثر المبالغة في الإمساك به. تعامل مع طموحاتك برفق، فهي كالمرأة تحتاج إلى لطف وأناقة وأناة وصبر ومرونة لتسعدها وتسعدك.

قبل أن نبحث معا عن حلول لمشكلات الباحثين عن الكمال، دعوني أن أسأل نفسي وأسألكم بعض الأسئلة التي قد تخبرنا إجاباتها عن أننا مصابون بأعراض "الكمالية":

1. هل تواجه صعوبة في تلبية معاييرك الخاصة؟

2. هل تغرق دائما في بحر الإحباط والاكتئاب والغضب والقلق عندما لا تبلغ مبتغاك؟

3. هل قيل لك إن معاييرك عالية جدا، وتسببت في تعطيل وتأجيل مشاريعك أو أعمال زملائك؟

4. هل معاييرك وقفت في طريقك، وجعلت تحقيق بعض أهدافك مهمة مستحيلة؟

5. هل معاييرك تجعلك لا تلتزم بالتزاماتك تجاه شركائك في العمل؟

إذا أجبت بنعم عن أي من الأسئلة السابقة فلديك أحد أعراض "الكمالية" شفانا الله وإياك منها.

وسأطرح هنا أمثلة للتفكير "الكمالي":

1. التفكير بالأسود والأبيض. مثلا، أي شيء أقل من الكمال يعده الكماليون فشلا، متناسين أن هناك ألوانا قد تعجبنا أكثر من هذين اللونين.

2. التفكير الكارثي: أي خطأ قد أقع فيه أمام زملائي يعني نهايتي.

3. التفكير السلبي: الوقت لا يكفي لتقديم عرض وعمل يليق. فمهما منح الكمالي من الوقت للقيام بهذا العمل فسيظل الوقت قصيرا سواء كان يوما أو أسبوعا أو حتى شهرا.

4. الحذر المفرط: مراجعة النص الذي نكتبه مرارا وتكرارا حتى اللحظة الأخيرة أو ربما لا نلتزم بالإيفاء بالتزامنا بسبب كمال لن نبلغه.

5. الإعادة المزمنة: نعيد كل شيء غير مرة. نصرف أوقاتا طويلة في عمل واحد.

كيف تصبح واقعيا. هناك عبارات نرددها وسلوكيات نكرسها في حياتنا ستجعلنا نمضي ونتعلم ونتجاوز الكمالية التي تتربص بأحلامنا ريب المنون، ومن بين هذه العبارات التي يجب أن ترافقنا دائما:

1. لا أحد كاملا.

2. لقد قمت بقصارى جهدي.

3. لا بأس إذا لم يحبني الجميع. لا يوجد شخص يتفق عليه الجميع.

4. إن ارتكاب الأخطاء جزء من التعلم. واسم الدلع للخطأ هو "الخبرة".
الصعوبات لا تقتل...الحزن هو القاتل. #عبدالله_المغلوث
كيف تتصدى للتوتر؟

#عبدالله_المغلوث

التوتر حالة خوف متسارعة، تزعجك وتقلقك وتفسد يومك، يجب أن نتصدى لها حفاظا على مشاعرنا حتى لا تتمزق.

مشاعرنا أغلى ما نملك، إذا لم نعتن بها فسنعاني منها، المشكلة أن أغلب صعوباتنا نحن أسبابها. بيدنا علاجها وتجاوزها بالقليل من العمل. وهنا بعض الاقتراحات التي قد تساعدنا على تقليص توترنا وقلقنا:

1 . معظم الأشياء التي تخاف منها لا تحدث أبدا:

أستشهد هنا بقول نجيب محفوظ الشهير: الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة.

2 . لا تحاول أن تقرأ ما في صدور الناس: ستشغل وقتك وتفكيرك، سينهبك التفكير والقلق والتوجس.

نهدر أوقاتا طويلة في قراءة النوايا. هذا يكرهني؟ هذا لا يحبني؟ لم نضيع أوقاتنا فيا يكدر خاطرنا ويزعجنا ويقلقنا، والمحزن أن ما يدور في رأسنا على الأرجح غير صحيح، فهو مبني على احتمالات وتكهنات وتوقعات بل أوهام. سنتخلص من الكثير من التوتر لو انصرفنا عن الحكم على النوايا.

3 . فضفض: تكلم مع صديق تحبه وتقدره. شخصيا إذا تضايقت وتوترت ألجأ إلى الله ثم أصدقائي فارتاح. إن الأصدقاء هدية عظيمة، يمنحوننا بهجة لا تنضب وسعادة لا تنقطع وفرحا لا ينام.

4 . احجز غرفة وحدك: تحتاج أحيانا أن تسكن وحدك. تفكر بصمت بلا ضجيج. تكسر الروتين وتتحدث مع روحك. هذه المبادرة ستغير حالتك المزاجية وتنتقل إلى أخرى.

5 . استحم: عندما تتوتر استحم. ستغسل الكثير من توترك وقلقك. ستكون أكثر استرخاء.

6.تناول فاكهة: أظهرت دراسة في مستشفى جيمس للسرطان في أوهاويو أن تناول الفاكهة يخفف من حدة التوتر.

7. تريض: الرياضة تعيد إلى النفس هدوءها المفقود. تسعد وتبهج وتنعش. مهما كان توترك وقلقك، فسيزول تدريجيا ويستيقظ الفرح أو على الأقل السكينة في جوفك.

8. اقرأ القرآن: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". مجرد قراءة هذه الآية يبعث في أرجائك الارتياح، فكيف بتطبيقها؟ سيسكن الإيمان عروقك. سيتحسن مزاجك، وسيتوقف نزيف قلقك. جرب أن تحتضن القرآن عندما تمر بلحظات توتر. سينخفض هذا الإحساس وستكون أكثر هدوءا.
كيف تتصدى للتوتر؟ مقالتي في انفوجرافكس
كيف نتعامل مع أفراد أسرتنا السلبيين؟

#عبدالله_المغلوث

للأسف معظم مشكلاتنا تكون من أقرب الأشخاص إلينا. السؤال: كيف نتعامل مع أقاربنا السلبيين؟ سأحاول الإجابة مستعينا بعدد من المقالات والدراسات والفيديوهات التي تصفحتها في هذا السياق:

1. تفهم ظروف ومشكلات أفراد أسرتك: نحن لسنا مثل بَعضُنَا. هناك من يعاني حساسية مفرطة وآخرون انفعالا سريعا، والبعض حالة اكتئاب حادة. علينا أن ندرك أن كل شخص منهم يحتاج إلى معاملة خاصة ومن الصعب التعاطي معهم بالطريقة والصيغة نفسيهما. تفهم ظروفهم النفسية والخاصة سيساعدنا كثيرا على التكيف والتأقلم معهم.

2. قنن وحدد الوقت الذي تقضيه معهم: ينعكس وجودنا بجوار بعض أفراد أسرتنا السلبيين على معنوياتنا؛ لذلك من المفضل أن نقلل الوقت الذي نقضيه معهم حتى لا نصاب بالعدوى ويمتصوا طاقتنا الإيجابية.

3. ضع حدودا: حاول أن تصنع أسوارا بينك وبينهم. هذه الأسوار ستحد قليلا من تدخلاتهم. إذا تركت حياتك مستباحة لهم فستجد نفسك منقادا إليهم ومملوءا بالسخط والغضب.

4. السعادة مسؤوليتك: لا تدع الآخرين يختطفون السعادة من أعماقك. لا تنتظر من الآخرين أن يمنحوك إياها. السعادة لا تستورد، وإنما من داخلنا تولد.

5. لا تتصادم: محاولة إثبات أنك "صح" وهم خطأ قد يعرضك لمعركة تزيد الصراع بينكم والنتيجة خلاف يتصاعد وقد يصبح مزمنا. انأى عن السجالات معهم حتى تحافظ على العلاقة الرسمية. حافظ على الاحترام معهم ولا تخسره. فهم أفراد عائلتك لا مناص لك منهم.

6. هدية: أهدِ قريبك هدية مع رسالة رقيقة ربما تهدئ النفوس قليلا.

تشير دراسة للباحث ستيفن روبنسون أجراها في جامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أن الخلافات الدائمة تؤثر في أداء خلايا (حصان البحر) Hippocampus الذي يقطن الدماغ وتناط به مسؤوليات حماية الذاكرة. واكتشف الباحث أن معظم مشكلات الذاكرة التي عانتها الشريحة التي خضعت لبحثه تشترك في وجود خلافات مزمنة مع أفراد أسرهم أدت إلى انهيار هذا الحصان وتراجع أدائه.

احرسوا (حصان بحركم)، وتفادوا هذه الخلافات حتى تحافظوا على بريق ذاكرتكم ونقاء قلوبكم. اهتموا بصحتكم. فالصحة هي أثمن ما نملك. اشتروا راحتكم وسلامتكم وابتعدوا عن كل ما يكدر صفوكم. قد لا تستطيعون إصلاح ما في الكون، لكن تستطيعون أن تنأوا عن كل ما يعكر مزاجكم ويسمم صحتكم. لا تقطعوا علاقتكم معهم. حاولوا رأب الصدع معهم، وإذا لم تستطيعوا فابتعدوا ولو قليلا من أجلهم وأجلكم.
الآباء الهليكوبتر

عبدالله المغلوث

يواجه العالم خطرا جديدا يتجسد في "الآباء الهليكوبتر" الذين بدأوا يتزايدون بغزارة في كل المجتمعات ويغتالون شخصيات الجيل الجديد بتطرفهم في التربية وفرض سيطرتهم على أبنائهم. ظهر هذا المصطلح لأول مرة عام 1969 في كتاب"بين الوالدين والمراهق" للكاتب هايم غينات، الذي اشتكى فيه أحد المراهقين في الكتاب قائلا: "أمي تحلق فوق رأسي كمروحية (هليكوبتر). تراقبني كرضيع". ومنذ ذلك الحين أصبح مصطلح "الآباء الهليكوبتر" متداولا في كثير من الكتب الأكثر مبيعا والمقالات العملية التي رصدت هذه الظاهرة التي باتت تشكل تهديدا يتربص بمستقبل الأجيال القادمة ريب البنون. وقد يتساءل البعض: ما مواصفات الآباء الهليكوبتر؟ وبدوري سأستعرض بعض الأمثلة التي تناولها عديد من الباحثين والمتخصصين في مؤلفاتهم عن هذا الصنف من الآباء، سواء كانوا أمهات أو آباء، ومنها: يفرض الآباء خياراتهم على أبنائهم منذ يفاعتهم حتى نضجهم من اختيار ملابسهم مرورا بتخصصاتهم الجامعية ووظائفهم وصولا إلى زوجاتهم.

• لا يجد الآباء الهليكوبتر غضاضة في الاتصال بأستاذة أبنائهم في الجامعة لمفاوضتهم ومناقشتهم ومحاورتهم نيابة عن أبنائهم. يتعاملون مع أبنائهم الشبان كأطفال ما زالوا يلهون في الروضة.

• يجردون أبناءهم من الاستقلالية. يعجز الابن عن اتخاذ أي قرار في منأى عن والديه. سواء كان قميصا له أو حتى رحلة شهر العسل التي سيذهب إليها مع شريكة حياته.

• لا يسمحون لأبنائهم بخوض تجارب جديدة، ويحرصون على إجبارهم على خيارات نمطية تجعلهم نسخا مشوهة من والديهم، نسخا غير أصلية وأصيلة.

هلع كبير ينتاب المختصين نتيجة تعاظم ظاهرة الآباء الهليكوبتر لأنها ستؤثر في إعداد المبدعين والمبتكرين والباحثين والقياديين، الذين يحتاجون إلى مساحة واسعة للتجريب والخطأ بعيدا عن الوصاية الهليكوبترية التي تحد من تحليقهم وتألقهم.

وأفضل حل لقمع هذه الظاهرة الاستبدادية من أحشائنا هو اتباع الخطوات التالية:

• تعزيز الثقة لدى أبنائنا بتكليفهم بمسؤوليات في سن مبكرة لتغذية روح القيادة في نفوسهم وبناء شخصياتهم. ولنا في نبينا الكريم أسوة حسنة عندما ولى الصحابي أسامة بن زيد وهو لم يبلغ العشرين ربيعا قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في الشام.

• التسامح مع أخطاء أبنائنا. الأخطاء هي التي تبني. الهزائم لقاح الأبطال.

•التغافل عن زلاتهم. والعمل على تركهم وحيدين لمواجهة بعض قراراتهم الشخصية بمفردهم. التدخل سيجفف غريزة القرار في أعماقهم.

• عندما يدخل الابن الجامعة يجب أن نتوقف عن النصائح المجانية له تماما ونبدأ في محاولة الإقلاع عنها منذ دخوله المرحلة الثانوية.

تذكروا الرقابة اللصيقة لا تنفع لفلذات أكبادنا، فقط تصلح لمدافعي كرة القدم مع المهاجمين وليس مع أبنائنا.
كيف نتوقف عن لعب دور الضحية؟

#عبدالله_المغلوث

لا يوجد شيء أسوأ من أن نلعب دور الضحية في حياتنا. نرجع كل فشل نقترفه وكل خسارة نتجرعها إلى الآخرين وننسى أننا نحن السبب الأول والأخير. يرتفع منسوب الإحباط لدينا ويدمر كل ما تبقى في داخلنا من حماسة وأمل. هنا اقتراحات استنبطتها من تجارب مختلفة، ودراسات ومقالات متعددة، أرجو أن تساعدنا معًا على أن نصبح أبطالا نعانق النجاح وليس ضحايا نثير الشفقة.

1. تقمص دور البطولة: شخصية البطل أنسب لنا جميعا. يفرح البطل ويهلل ويطير من السعادة. لماذا يا صديقي تختار دور المهزوم المنطوي المنعزل الخائب؟ ما دام القرار قرارك فاختر الأفضل لك ولصحتك. يا سيدي، أنت في هذه الحياة الروائي، فضع لنفسك دور البطولة. إذا لم تضعه لنفسك فلن يضعه لك الآخرون صدقني. لن تصبح بطلا بعقلية المهزوم، بعقلية الضحية. الانهزاميون حتى لو لعبوا مع أنفسهم فسيخسرون. لا تكن أحدهم أرجوك.

2. وجِّه اللوم إلى نفسك: توقف عن لوم الآخرين. لُمْ نفسك؛ لأنك رفعت صوتك على زميلك. عاقب نفسك؛ لأنك استيقظت متأخرا وتأخرت عن دوامك. فكما تنتقد الآخرين، انتقد نفسك على الأخطاء التي ترتكبها وتقترفها.

3. لست محور الكون: نظن أحيانا أننا محور الكون. نظن أن الجميع يراقبوننا ويتحدثون عنا بسوء خلسة. يا صديقي، انشغل بنفسك. من حولك ممتلئون بهمومهم.

4. اقرأ: سئل فولتير عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجاب: "من يقرأ". القرّاء الجيدون يمتلكون مناعة أكبر من غيرهم ضد هواجس "الشخص الضحية".

5. ارم أمتعتك: اليوم هو يوم جديد. ارم أمتعتك التي تثقل ظهرك. تاريخك وماضيك المثقل بالأحزان يثقل حركتك ولا يجعلك تمضي بانسيابية. كلما انخفضت حمولة مركبتك ازدادت سيارتك سرعة ورشاقة على الطريق. حينما نتخلص من شحومنا نبدو أكثر لياقة ونضارة وإقبالا على الحياة. إذن ستبدو حياتنا أكثر إشراقا لو رمينا ظروف الأمس ومآسيه خلف ظهرنا وانطلقنا. يقول ستيف مارلبوري: "تحرر من عقلية الضحية وابدأ حياة جديدة تليق بطموحاتك. إننا لم نولد لنحزن بل لنفرح. انظر إلى وجهك في المرآة عندما تبتهج. سيسعدك وسيسعدنا".

6. لا أحد أفضل منك: لا تسمح لنفسك بأن تخبرك أن هذا الشخص أفضل منك. تدرب وتعلم لتصبح أحسن منه. لا تصبح أقل من أحد. إذا سمحت لنفسك مرة واحدة بأن تعتقد أن هذا أفضل منك فستجد نفسك وشيكا في الأسفل، قابعا في الذيل. تنتحب وتبكي ويتجاوزك الجميع.
لماذا يجب ألا تقارن طفلك بالآخرين؟

عبدالله المغلوث

لا أعتقد أن هناك شيئا أكثر إيذاء للطفل مثل المقارنات. تمعن حفرا في أخاديد الصغار، وتؤرق وتفسد مستقبلهم، وتقض مضاجعهم وتنهش أحلامهم، وتفرق بين المرء وأخيه، وتزرع الضغائن والأحقاد بين الأفراد.

لقد استعنت بدراسة للباحثة أليسون براينت، وأخرى مختلفة؛ لألقي الضوء على فداحة المقارنات، وذلك في عدة نقاط:

أولا: تدمير الثقة: مقارنة طفلك بالآخرين يهز ثقته بنفسه. كيف سيصمد طفلك في المستقبل وقواعده هشة؟ سيهوي. سيُصبِح فقيرا في الأحلام والطموحات والنجاح. هذه المقارنة اعتراف ضمني بأن طفلك أقل من غيره. ينتظر الصغير من أبويه تغذيته بالثقة مع طعامه وليس تحطيمه. الثقة في الصغر كالزجاج إذا تهشم لا يجدي أعظم غراء في إعادته كما كان. ثانيا: كل طفل مختلف: كل طفل يختلف عن الآخر. هناك من هو مميز في الرياضيات، وهناك من يبرع في الرسم، وآخر في الحديث. لا يوحد أحد أفضل من آخر. إذا كنت تهتم بأمر طفلك فساعده على استكشاف عالمه. عزيزي خذ بيد ابنك لكن احذر أن تقطعها! ثالثا: صناعة العداء: مقارنة طفلك بغيره ستجعله تلقائيا عدوا لمن قارنته به. أنت أب ولست مصنعا لصناعة الأعداء. رابعا: وشم في الذاكرة: أتعتقد أن طفلك عندما يكبر سينسى هذه المقارنات التي ارتكبتها. ستبقى وشما لا يزول من الذاكرة. ستصطخب في رأسه المقارنات طوال حياته. ستلوث ذاكرته. سيصبح لها دوي لا يتوقف في عقله، وأزيز لا يصمت، وصراخ لن يهدأ. خامسا: ستتحقق النبوءة: ستغرس مقارنة طفلك بغيره رسالة سلبية في داخل الطفل. سيبدأ تدريجيا في التصديق أنه أقل من غيره حتى يصبح حقا أقل من غيره. سادسا: ليست منافسة: الطفولة ليست سباقا. إنها رحلة على طفلك أن يتمتع بها. المقارنات ستحولها إلى صراع مرير سيكون طفلك الخاسر الأكبر فيه.

نشرت هذه الأفكار السابقة عبر حسابي في سنابتشات Almaghlooth وفوجئت بمئات التعليقات من المتابعين الكرام الذين يشيرون فيها إلى أنهم وقعوا فريسة لهذه المقارنات، وسأختار أحدها: يقول خالد: "أنا الآن متزوج ولدي طفل، لكن إلى الآن أذكر كلام أبي عندما كان يقارنني بابن عمي حينما كنت صغيرا. صرت أكرهه وما زلت، وأكره أي مجلس قد يجمعني به". أما نوال فتبوح: "أمي جعلتني أكره شقيقتي لأنها تطالبني أن أصبح مثلها. سأخبرك بسر: قطعت الكثير من فساتينها وأخفيت بعض مجوهراتها نكاية وحقدًا". لقد تلقيت رسائل مريرة وموجعة تعكس حجم ضرر المقارنات على نفوسنا. تذكروا أن أطفالنا مثل الفاكهة. هناك فاكهة تحتاج إلى ظل أكثر، وثانية إلى ضوء أكثر، وأخرى إلى ماء أكثر. الفاكهة لا تتشابه لكن كلها شهية ولذيذة وكذلك الأطفال.
كيف نواجه النسيان؟
عبدالله المغلوث

ربما يكون ضعف الذاكرة داء العصر. معظمنا يعانيه بشكل أو بآخر. هنا محاولة لمواجهة هذا التحدي، الذي أوقعنا، وما زال، في مشكلات جمة على كل الأصعدة، عبر اقتراحات استنبطتها من تجارب شخصية ومقالات متخصصة:

أولا: الذاكرة مثل العضلات إذا لم تمرنها خسرتها؛ لذلك علينا أن ندرب ذاكرتنا باستمرار عبر أشكال وصيغ مختلفة.

سأقترح هنا ثلاثة أشياء لعلها تساعدنا على تدريب ذاكرتنا:

أ- نتعلم شيئا جديدا. لعبة جديدة. لغة جديدة.

ب- نتعلم شيئا نشعر بأنه صعب علينا القيام به. وفرة المحاولات ستطور أداء ذاكرتنا.

ج- تركيب الأشياء دون مساعدة أحد. سنتألم ونتعلم ونتذكر.

ثانيا: مارس الرياضة: ممارسة الرياضة تساعدنا على زيادة نسبة الأكسجين في الدماغ، وتقلل من الاضطرابات التي تؤدي إلى وهن الذاكرة.

ثالثا: نحتاج أن ننام من ثماني إلى تسع ساعات، وأقل من ذلك سيعرض ذاكرتنا إلى النوم مبكرا. مبكر جدا.

فعلينا أن نتجنب أي شاشة قبل نومنا بنحو ساعة. يؤدي الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة إلى اليقظة وحرماننا من هرمون الميلاتونين الذي يشعرنا بالنعاس. كثير منا يفتقر إلى النوم مدة كافية بسبب أجهزتنا الذكية التي سرقت نومنا وحيويتنا وذاكرتنا.

رابعا: الأصدقاء الجيدون: أثبتت الدراسات أن أصدقاءنا يزيدون نشاط الذاكرة حيوية وفعالية.

خامسا: نستطيع أن نعزز ذاكرتنا بأنواع محددة من الطعام، مثل: الفواكه والخضراوات والمأكولات البحرية وزيت الزيتون والمكسرات والفاصولياء والسبانخ والشاي الأخضر.

سادسا: حفظ القرآن. معظم من التقيتهم من حفظة كتابه الكريم يمتازون بذاكرة قوية ومتينة، تعكس تأثير حفظهم لكتابه الكريم على أداء ذاكرتهم.

سادسا: أفكار لمقاومة النسيان:

أ- استخدام التقويم في ذاكرة الجوال في تسجيل مواعيدنا اليومية.

ب- عدم الاكتفاء بالاسم في قائمة الاتصال الخاصة بنا في جوالاتنا. يفضّل تصوير من نخزن رقم جواله في هواتفنا، ونضع صورته ومعلومات كاملة عنه حتى لا ننسى هويته. مثلا نكتب اسمه مع الإشارة إلى وظيفته والمكان الذي التقيناه فيه حتى لا نتساءل يوما ما عندما يهاتفنا قائلين: من هذا؟

ج- استثمار ملف الملاحظات في جوالاتنا؛ لتسجيل أي فكرة أو موضوع طرأ علينا حتى لا يذهب أدراج الرياح.

د- هناك تطبيقات جميلة تساعدك في تطوير وتقوية ذاكرتك من بينها تطبيق memorado
كيف نتعايش مع ألم الفقد؟
عبدالله المغلوث

أن تفقد أحدا كأنك فقدت قطعة منك. كيف تواجه هذا الحدث الجلل؟ هنا اقتراحات استوحيتها من تجارب لي ولآخرين لعلها تساعدنا على التعايش مع ألم الغياب:

أولا: اسمح لدموعك بالهطول، اسمح لحزنك بالتدفق. كبت المشاعر سيسمم أعماقك. دعها تنسكب اليوم أفضل من أن تتراكم وتخرج كحمم بركانية تبيد كل سعادة غدا. الدموع تواسيك. هي الماء الذي يغسل ضيقك. أتصالح مع مشهد الفقد الذي يظهر على المفجوعين. ادخار المشاعر يخيفني. يشعرني بأننا في انتظار فقد جديد. فالذي يحتفظ بأحزانه سيأتي يوم وتقتله. لا أحد أكبر من الأحزان.

ثانيا: لا تعتزل: أصعب لحظات الفقد بدايتها. لا تحتجب. كن بين أحبتك. وجودك بجوارهم سيخفف وطأة الفقد قليلا. ستشعر أن هؤلاء يهتمون بك. ستصلك رسالة مباشرة: "أنت لست وحدك. "يا صديقي، ألم الفقد فظيع. الآخرون هم المسكنات الذين يجعلونك تواجهه".

ليس عيبا أن يراك العالم تنتحب وتبكي وتزدحم بالألم. الدموع جرس يخبر من حولك أنك تحتاج إلى أحضانهم وأوقاتهم.

ثالثا: مراحل الحزن: الحزن كأي جرح يحتاج إلى وقت ليلتئم. لكن تذكر أنه سيخلف ندبة لن تنجلي. كلنا يا سيدي نمر بأربع مراحل حزن. قد تتفاوت من شخص لآخر. لكنها تجتاح الجميع. فلا تجزع فأنت لست الوحيد. ومراحل الحزن كما تقول إليزابيث روس، هي:

أ- الإنكار: ستظل مشدوها غير مصدق أن رفيقك أو حبيبك أو صديقك أو قريبك رحل عنك.

ب- الغضب: ستوجه سهام غضبك على نفسك أو أفراد أسرتك أو الطبيب. ستنفعل وتصرخ وتثور.

ج- الاكتئاب: حزن ساحق سيعصف بحياتك. تشعر أن الحياة ممضة وكئيبة وداكنة. تتشابه فيها الألوان والأحداث.

د- القبول: ستصل إلى قناعة داخلية أن من فقدته لن يعود. لكن ستعقد مصالحة مع ذاتك لتمضي إلى الأمام. ستعود إلى مزاولة عملك وهواياتك. قد لا تعود الأمور كما كانت تماما. لكنها ستعود. يقول جان فونتين: "للحزن أجنحة يطير بها مع مرور الزمن".

رابعا: احتضن أحبتك: الفقد الأخير يجب أن يجعلك أكثر تمسكا ببقية أحبتك. استمتع معهم وبهم. قل لهم أحبكم. الحياة قصيرة وعسيرة. تحتاج إلى حبنا وأحضاننا لتبدو أقل خشونة.

خامسا: اقترب من الله بصلاتك ودعائك، وحده سيبث الطمأنينة في قلبك. سيحشوك بسكينة تجعلك أحسن وأفضل.
سيغادرونك

عبدالله المغلوث

كلما زرت منزل والدي والتقيت أخي الأصغر، الذي يدرس في المرحلة الثانوية، باغته بحديث أكرره حتى كاد أن يحفظه من فرط ترديدي له على مسامعه، وهو: امنح والديك وقتك. سيأتي وشيكا اليوم الذي تتوقف فيه علاقتك بأصدقائك الذين تقضي معهم آناء الليل وأطراف النهار. ربما لن تعرف تخصصاتهم التي يدرسونها في الجامعة غدا بعد أن كنت تعرف اسم كل وجبة كانوا يتناولونها اليوم. ستبعدكم اهتماماتكم المستقبلية عن بعض. ستزيد الفروقات الثقافية والفكرية بينكم حتى يصعب تواصلكم. مصيرك يا أخي مصعب العودة إلى أحضان أمك وأبيك. فكن بجوارهما الآن قبل الغد.

كنت أتلو عليه هذه النصيحة مستندا إلى تجربتي الشخصية. إذ كلما تقدمت في العمر أصبحت أكثر رغبة في البقاء بجوار والدي وأسرتي. أتعذب من كثرة الندم عندما أتذكر غيابي عنهم لسنوات بسبب أصدقاء لم يعد لهم ذكر أو قيمة في حياتي اليوم. حينما ألتقي الأصدقاء القدامى بالصدفة أستعيد معهم الذكريات اللطيفة التي جمعتنا. لكن سرعان ما نودع بعضا بعد أن نأخذ أرقام بعضنا للمرة الألف دون أن نتصل على بعض.

اكتشفت فقط أخيرا أن ما أعانيه وأنقله مرارا بألم إلى شقيقي هو نظرية علمية مهمة في علم النفس تدعى:

Socioemotional selectivity theory

وهي نظرية تسلط الضوء على الانتقائية العاطفية الاجتماعية. إذ تناقش هذه النظرية انحيازنا كلما تقدمنا في العمر إلى عواطفنا. تتراجع علاقاتنا مع الأصدقاء وترتفع مع الوالدين والإخوة.

يصبح الكثير من الصداقات في عداد الماضي. نعود تلقائيا إلى جذورنا. إلى أمهاتنا وآبائنا. يصبح الشاي الذي نشربه بمعيتهما أشهى مشروب. ويضحى لقاؤهما هو المنى. عندما نكبر نتمنى أن نعود أطفالا لنلهو في أحضانهما الدافئة.

وتشير النظرية إلى أننا كلما كبرنا زهد معظمنا في اللقاءات العامة. صرنا نفضل اللقاءات الخاصة الحميمية التي يتوافر فيها أقرب الأقربين لنا على كل شيء. إذ يصبح الجلوس معهم الجنة التي نترقبها وتهفو قلوبنا نحوها. شعور يناقض الشعور الذي يعترينا في سنوات يفوعتنا ومراهقتنا التي تساورنا فيها مشاعر متذبذبة تجاه أسرتنا وساخنة ومثيرة تجاه أصدقائنا وزملائنا.

يا أصدقائي، لم ننتظر حتى نهرم لنعود إلى آبائنا؟ لنعود إليهم اليوم. قبل أن يرحلوا ويقتلنا الندم.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
الإنكار شقاء وليس شفاء
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
قصة المذيع في العربية خالد مدخلي
خالد مدخلي...حنجرة الفرح

عبدالله المغلوث

فوجئت عندما شاهدت مذيع قناة الإخبارية، خالد مدخلي وجها لوجه لأول مرة. فلم أكن أتخيل أنه يسير بعصا وبجهاز مساند. لم أكن أتصور أن هذا الصوت الذي يزرع حقول الفرح يعرج. أن هذه الحنجرة التي تعَّد أحلامنا بالأمل تتكئ على حزن.
لم يخرج خالد من بطن أمه عام 1975، برجل ثالثة. لكن خطأ طبيا أحاله إلى مشلول. كان عمره عاما وشهرا، وقتئذ، عندما أصيب بارتفاع كبير في درجة الحرارة. حمله والده على كتفه وطار به إلى مستشفى القوات المسلحة بتبوك. كان عصر يوم أربعاء. المستشفى بدا خاليا من اختصاصي أطفال. كان أبوه يحمله بين ردهات المستشفى كغريق. يقتحم الغرف بحثا عن منقذ يكبح ألم ابنه دون جدوى. لم يأت الاختصاصي إلا في ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم. وبعد كشف سريع عليه سأل الطبيب الممرض أن يعطي الطفل خالد حقنة على جناح السرعة. اعتذر الممرض عن إعطائها لأسباب لم يدركها الأب آنذاك. قام الطبيب بحقن خالد بنفسه. وسرعان ما انخفضت حرارته بسرعة قياسية. أعاده والده إلى المنزل، بعد أن اطمأن عليه.
بيد أنه صدم في اليوم التالي حينما شاهد رجل ابنه تتأرجح كأنها كيس رمل. ثمة غمامة نبتت على محياه لقاء هذا المشهد، جعلته يهرع حاملا ابنه خالد مجددا على كتفه إلى نفس المستشفى. وهناك تلقى أسوأ نبأ في حياته، المتمثل بشلل ابنه إثر حقنة خاطئة.
جمع والده أشلاءه التي تبعثرت في غرفة الطبيب المناوب، وأخذ يسأل عن الاختصاصي الذي أعطاه الحقنة القاتلة. يتذكر والده الضابط المتقاعد في القوات المتسلحة، أحمد علي غليلة مدخلي، تلك اللحظات قائلا:"كنت مشتتا. لكنني تماسكت إيمانا بقضاء الله وقدره". قاوم أبوه حزنه وأخذ يتردد على المسؤولين في مستشفى القوات المسلحة لمقاضاة الطبيب. اندلع التحقيق فعليا. وتبين لاحقا أن الطبيب نفسه تسبب في إصابة خمسة أطفال آخرين بالشلل جراء حقن خاطئة. خالد، الذي يبلغ الآن نحو 40 عاما، يرجو أن يلتقي الطبيب، الذي تسبب في إعاقته. يقول "أتمنى فقط أن أشاهده ويشاهدني". لا يعلم خالد إذا كان الطبيب عوقب جراء ما فعله أم لا. لكن يعرف شيئا واحدا ردده مرتين:"إصابتي في قدمي لم ولن تمنعني أن أحلم".
بالفعل خالد لم ينذو. فقد حقق نتائج دراسية مميزة جعلته يتخرج بتقدير ممتاز في تخصص اللغة العربية في جامعة الملك سعود.
وتقدم مباشرة لإدارة التعليم والثقافة في وزارة الدفاع على وظيفة معلم. لكن طلبه رفض لأنه معاق. ثم قدم أوراقه إلى وزارة الإعلام . واجتاز المقابلة الشخصية التي شارك فيها كبار المذيعين في التلفزيون، وقتئذ، وهم: غالب كامل، وإبراهيم الصقعوب، وحسن التركي، وعبد المحسن الحارثي. وسألوه خلال المقابلة أن يقرأ خبرا موجزا. وبعد أن خرج من المقابلة. ناداه مهندس الصوت، عبد الرزاق الحمدان. وسأله:"هل تركت رقم هاتفك؟". وأجابه خالد بالإيجاب. فرد عليه الحمدان باقتضاب:"إذن، إن شاء الله خير".
ورغم أن المؤشرات إيجابية على قبوله على وظيفة مذيع في وزارة الثقافة والإعلام إلا أن خالد لم يكن متفائلا حينها كون عدد المتقدمين تجاوز 400 شخص، والمطلوب 20 فقط. يفسر تشاؤمه: "أنا جيزاني، وليس لدي واسطة، ومعاق، كيف سأحصل على هذه الوظيفة؟". وحتى لا ينتظر ما لا يجيء على حد تعبيره، قدم أوراقة إلى وزارة التربية والتعليم. وقد واجه هناك موقفا كوميديا مبكيا. فقد طلب منه المسؤول خلال المقابلة أن يصعد الدرج ويهبط منه ثلاثا وأن يصعد على الكرسي ثلاثا. ونهره المسؤول حينما استعان بيده ليصعد على الكرسي. قال له بصوت عال: "لا تستخدم يدك". حينها انصرف خالد من المقابلة منكسرا، لكنه فوجئ باسمه مقبولا في الصحف في الوظيفتين كمعلم وكمذيع. واختار التلفزيون جراء الانطباع السلبي الذي يحمله تجاه وزارة التعليم بعد المقابلة الشخصية.
سيظل خالد مدهشا بحنجرته ومهنيته رغم كل الظروف التي تحاصره، متمنيا فقط أن يرمي عصا الحزن التي يمسكها، مرددا مع القصيبي: ارمِ عصاتكَ ! ما أنت أعرج... إنما نحنُ جوقة العرجان.
#عبدالله_المغلوث
المذيع خالد مدخلي❤️
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حدث في مثل هذا اليوم :: قصة اكتشاف الزيت في السعودية