قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
48.8K subscribers
642 photos
23 videos
151 files
614 links
القناة الرئيسية:
t.me/alkulife
قناة الدروس العلمية:
t.me/doros_alkulify

أسئلة عامة مع عبد الله الخليفي:
t.me/swteat_k
صوتيات الخليفي:
t.me/swteat_alkulife

تعزيز القناة : https://t.me/alkulife?boost
Download Telegram
هذه الحادثة عجيبة من عدة نواحٍ.

شاب بالغ عمره ١٤ عامًا يغتصب طفلة عمرها أربع سنوات.

ولكن لأنه قاصر في نظر القانون فلن ينال عقوبة تليق بفعله مع أنه بالغ عاقل، وهذا مثال يُظهِر لك عوار هذه القوانين التي تكابر الفطرة والواقع البدني للبشر.

الشاب الذي يسمونه طفلًا مع أنه بالغ نصراني.

وهنا لم يُذكَر دينه ولا اتهام تربيته، وستكون حادثة مريض نفسي.

لو كان العكس لاستَحضَر السفلة مسألة زواج القواصر عند المسلمين مع أنه لا علاقة للأمر باغتصاب طفلة عمرها أربع سنوات.

لو رأيت تعليقات العالمانيين والنصارى على الحادثة لعلمت أنهم لا يفوِّتون فرصة للهجوم على المسلمين حتى لو كانت الحادثة من هذا النوع.
مفارقات العوام 👇
=
المشكلة لا تكمن في المنافع التي تحصلها من الطلاق بل المشكلة في سهولة الطلاق نفسه.

فقد تم تسهيل الأمر جدا، وتم اللعب بمنظومة الخلع، بحيث أنها ما صارت كما هي في كتب الفقهاء.

ومن هنا تعلم الحكمة الإلهية في جعل الطلاق بيد الرجل، فانظر لما جعل بأيدي النساء -عن طريق قوانين فاسدة- ما الذي حصل؟

ولا نعني عدم وجود نساء صالحات ولكن البحث في اللواتي يتشوفن لما اختص الله به بعض عباده دون بعض.

قال تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}

وقد قال علي: "ما طلق أحد طلاق السنة فندم".

وهذا في الرجل الذي ثبت شرعا وواقعا أنه أميل لعدم الطلاق، وأبعد عن اتخاذ هذه الخطوة، أنه غالبا إذا طلق طلاقا بدعيا يندم فما بالك بالنساء.

غير أن المشكلة في طلاق المحاكم الذي يكون من جهة النساء أن المطلق غير الذي يتخذ قرار الزواج، فالمرأة تنفصل عن الرجل، وإن أرادت مراجعته وندمت فإن ذلك يكون عسيرا عليها إما حياءً أو كبرا أو خوفا من كلام الناس، أو لأن الرجل لا يقبل بعد الذي حصل، وهذا الغالب.

وعجيب حال المسلم العصري زواجه أعسر وأعظم تكلفة من زواج المسلمين في العصور السابقة، وطلاقه الذي لا يكون بإرادته أهون من طلاقهم، والتخبيب ليس فعلا فرديا بل هو مؤسساتي.

حتى أن عددا من المحامين الذين تخصصوا بخراب البيوت كرسوا حساباتهم في مواقع التواصل للتخبيب من باب صنع الفرص لزيادة الدخل.
بين صكوك الغفران واستغاثات القبورية..

رأيت مرة لقاءً لمنصِّر سابق أسلم، وحديثه كان عن مرحلةٍ كان فيها شماسًا.

وأنه سأل الرجل الذي يعترف عنده (يعني يأخذ منه صك الغفران): أنت إذا أذنبت أين تعترف؟

فقال له: عند فلان (رتبة كنسية) أعلى.

فرد صاحبنا الذي أسلم وسأله عن الرتبة الأعلى أين يذهب يعترف، حتى وصل إلى أعلى رتبة في الكنيسة فاحتار المسؤول بماذا يجيبه.

هذا الحوار سيعجب عامة المنتسبين للملة ولكن لا يفطنون إلى تقاطع طقس الاعتراف وصكوك الغفران مع استغاثات القبورية.

فأنت لو سألت أحدهم: الجيلاني والرفاعي حين كانوا أحياء بمن كانوا يستغيثون، وهم ليسوا خيرًا من الأنبياء الذين قال فيهم رب العالمين: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}؟

وقد قلت مرة لبعض الأخوة مازحًا وأنا أذكر لهم استغاثات الإمام أحمد لما كان يُجلَد: عامة الأقطاب والأغواث لم يكونوا ولدوا لهذا استغاث الإمام بالله!

بعضهم يجيب بأن هؤلاء أولياء لهذا يسألون الله عز وجل ونحن مقصِّرون فنسألهم وهم يسألون الله.

وهذا يصلح أن يجيب به النصراني في صك الغفران فيقول إن صاحب الرتبة الأعلى بالكنيسة يصلح أن يسأل الله مباشرة ونحن لا يصلح لنا هذا.

وجواب الفريقين أن الغريق لا يغيث الغريق، والله أرحم بك من كل مخلوق، وقد أمرك أن تدعوه على كل حال.

فإن تفذلك وقال: ألست أطلب الدعاء من غيري؟

فيُقال له: هذا كقول النصراني في صك الغفران ألست أطلب من غيري الاستغفار.

وكل عاقل يعرف الفرقَ بين (استغفر لي الله) و (اغفر لي) ففي الثانية يسأل المخلوق كما يسأل الخالق لهذا لا يذكر الله البتة في الثانية، والفرقَ بين قولك (ادع الله لي يا أخي) للحي القادر وقولك (أغثني يا ولي الله).

وأنت إن سألت غيرك الدعاء لك فأنت تدعو له أيضًا، بل كل مسلم يدعو للمسلمين، وتدعو الله لا يمنعك دعاء غيرك لك من هذا.

وأما الاستغاثة بالمخلوق فأنت تنتظر منه فعلًا كما تنتظره من رب العالمين.

وهم أنفسهم يدركون الفرق، فتجده يرجو فضل دعاء أي مسلم له، ولكنه إن استغاث انتقى كبار الأولياء من الموتى.

فحتى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نسألها رب العالمين له (آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته) حتى لا يتخذها البعض ذريعة لتبرير التعلق التام بالمخلوق وإنزاله منزلة لا تنبغي إلا لرب العالمين.

أنت تسبح الله وتحمد الله وتكبر الله حتى إذا جاء الدعاء والاستغاثة استغثت بغيره!

هل رأيت أحدًا يقول: سبحان عبد القادر والحمد للرفاعي، ثم يقول بعدها: هذا مجاز عقلي والقصد سبحان خالق عبد القادر والحمد لله على نعمة الرفاعي؟

لو قالها شخص لم يشك مسلم بشركه وتلاعبه.
مفارقة الجمع بين حسد الأقران وتقديس الشيوخ..

قال تعالى: {وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إذ قرَّبا قربانًا فتُقُبِّل من أحدهما ولم يُتَقَبَّل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة]

هذه القصة لا تعد في قصص الأنبياء مع أقوامهم ولكنها تمهد لك فهم الآفات النفسية التي منعت الناس من قبول النبوة.

فكثير من أقوام الأنبياء منعهم من اتباع الأنبياء أنهم لم يفهموا أن الله أعلم حيث يجعل رسالته.

فنظروا للرسالة من جهة أن معناها أن الله فضَّل إنسانًا عليهم فاختصه بالنبوة فكرهوا ذلك، كما كره ابن آدم أن يتقبل الله من أخيه ولا يتقبل منه فمعناه أنه أنزل منه.

قال تعالى: {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزَل ملائكةً ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين} [المؤمنون]

ومنهم من كانت مشكلته مع من سبقه إلى الهدى فرأى أنهم سيكونون سابقين عليه في اتباع الهدى لذا هم أفضل منه فكَرِه ذلك.

قال تعالى: {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرًا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} [هود]

وقال تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرًا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفكٌ قديم} [الأحقاف]

ومنهم من يرى أنه سيفقد مكانةً دنيويةً باتباع الحق.

وهذا ليس مختصًّا في رد أصل الرسالة بل في رد كل حق، حتى في النزاعات بين المسلمين كثيرون يحملهم على رد الحق أنه جاء من قرين لهم ينافسونه ويُضمِرون له حسدًا.

أو يخشى أن يظهر في صورة التابع، أو تعجَّل في رد هذا الحق فلمَّا تبين له أنه حق استحيا من الاعتذار، أو رأى شبابًا صغارًا سبقوه إلى هذا الحق فاستثقل أن يكونوا سابقين له في هذا فآثر احتقارهم على أن يعترف.

ومنهم من يبغض القوم الذين جاء منهم الحق ويريد الحق في قومه كشأن اليهود.

والعجيب أنك تجد عامة الحاسدين الدافعين للحق بداعي الحسد لا يخلون من تقديس لمعظَّميهم خارج عن الحد.

كما كان أقوام المشركين يعبدون الأصنام فيجعلون لها صفات الألوهية ويحسدون بشرًا أن يبعثه الله بالنبوة، فجرَّدوا مستحقًّا من صفته ورفعوا غير مستحق إلى مقام الألوهية.

وقد يظن المرء التناقض بين السلوكين وليس كذلك، فكلاهما عدم اتزان في العاطفة، فهذا مبالغة في المدح وهذا مبالغة في القدح.

روى البخاري في الأدب المفرد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا". فقلت ( أسلم، راوي الخبر ) كيف ذاك؟ قال: "إذا أحببت كلفت كلف الصبي وإذا أبغضت أحببت لصاحبك التلف".

بل غالبًا ما يستر الحاسد حسده بإظهار التقديس لمعظَّم يزعم أن المحسود غمطه حقه، وقد يقع حقًّا من بعض الناس غمط حقوق الأفاضل غير أن المراد التنبيه على هذه الآفات التي تفشو بين المنتسبين للعلم.

وعلى المربي أن ينتبه من كون الطالب حبه كلفًا وبغضه تلفًا ويسعى إلى أن يربيه على ضبط نفسه.
الكاشف للشهوة والعاطفة 👇
آية في حجية السنة يغفل عنها كثيرون

مما يعجبني على كلام الشافعي تكراره لكلمة (بيان) في الموطن الذي يعبر فيه المتأخرون بكلمة (شرح)، وأحسن ذاك قوله (بيان السنة) في بعض المواطن التي فصلت فيها السنة مجمل القرآن أو خصصت عمومه.

فتجده يقول في الرسالة: "وغَسَلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الوضوء المرفقين والكعبين، وكانت الآية محتملة أن يكونا مغسولين، وأن يكون مغسولًا إليهما، ولا يكونان - مغسولين، ولعلهم حَكَؤا الحديث إبانة لهذا أيضًا.
وأشْبَهُ الأمرين بظاهر الآية أن يكونا مغسولين، وهذا بيان السنة مع بيان".

وقد كان أبو عوانة في مسنده يستخدم هذا التركيب.

ثم ظهر لي أن هذا التعبير هو أقرب لِلَفظ القرآن، فقد قال تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه • فإذا قرأناه فاتبع قرآنه • ثم إن علينا بيانه} [القيامة]

قوله سبحانه {ثم إن علينا بيانه} فيه الإشارة لبيان السنة إذ أن إنزال القرآن وجمعه قد ذكر في الآيات السابقة فما بقي سوى تفسير القرآن وبيان مجملاته.

قال المعلمي في الأنوار الكاشفة: "فأما السنة فقد تكفل الله بحفظها أيضا، لأن تكفله بحفظ القرآن يستلزم تكفله بحفظ بيانه وهو السنة، وحفظ لسانه وهو العربية، إذ المقصود بقاء الحجة قائمة والهداية باقية بحيث ينالها من يطلبها، لأن محمدًا خاتم الأنبياء وشريعته خاتمة الشرائع. بل دل على ذلك قوله (ثم إن علينا بيانه)، فحفظ الله السنة في صدور الصحابة والتابعين حتى كتبت ودونت كما يأتي".

وقال أبو لبابة بن الطاهر في كتابه [السنة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم]: "قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:16-19].
فالله يطمئن رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه الآيات ويعده -ووعده الحق- بأنّه سيجمع القرآن في صدره فيحفظه دون أن يتفلّت منه شيء ويردّده متى شاء بكلّ يسر وسيعلّمه قراءته كما نزل، وقطع سبحانه بأنه المتكفّل ببيانه، ويفسّر ابن عباس قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} بقوله: "علينا أن نبيّنه بلسانك" وفي رواية: "على لسانك".
وعبارة "بيانه" في قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} جنس مضاف، فيعمّ جميع أصناف البيان المتعلّقة بالقرآن الكريم من إظهاره وتبيين أحكامه وما يتعلّق بها من تخصيص وتقييد ونسخ وغير ذلك. ونظرًا إلى أنّ السنة هي التي بيّنت الغامض وفصّلت المجمل ووضّحت المشكل وفسّرت المبهم وقيّدت المطلق وخصّصت العام وحدّدت المنسوخ فهي المراد بقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} فهي وحي من الله".

وقال الحسين بن محمد آيت سعيد في كتابه [السنة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم] (عنوانه مطابق للرسالة السابقة ولعلها ندوة جمعت المؤلفين): "قال ابن حزم -معلقا على هاتين الآيتين-: "فأخبر تعالى كما قدمنا، أن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كله وحي، والوحي كله محفوظ بحفظ الله عزّ وجل، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء؛ إذ ما حفظ الله تعالى بلا خلاف ذكْر، والذكر محفوظ بنص القرآن، فصح بذلك أن كلامه صلى الله عليه وسلم كله محفوظ بحفظ الله عزّوجل، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء؛ إذ ما حفظ الله تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيع منه شيء، فهو منقول إلينا كله، فلله الحجة علينا أبدا " ...
قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:18-19]. ووجه الدلالة من الآيتين، أن الله تعالى أمر نبيه باتباع قراءة جبريل، والإنصاتِ لها، ثم بعدها تكفل الله له أن يبين له معاني ما قرأ وسمع. والبيانُ إنما وقع بالسنة، فدل ذلك على أن السنة من عند الله، كالقرآن سواء، لأن الله تعالى أضاف البيان لنفسه، فأفاد ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يتلقاه منه.
قال ابن حزم: "فأخبر تعالى أن بيان القرآن عليه عز وجل، وإذا كان عليه، فبيانه من عنده تعالى، والوحي كله -متلوُّه وغير متلوه- فهو من عند الله عز وجل".

وقد أقر هذا الاستدلال غير واحد وشرحه.

وقد قال عبد الله بن عباس: "من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب، قوله: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب} فكان الرجم مما أخفوا" رواه النسائي في الكبرى والطبري في تفسيره بسند قوي.

فكيف بمن كفر بالرجم وكل السنة، فهذا كافر بالقرآن وإن سمى نفسه قرآنيًّا، فإن القرآن دله على بيان السنة، ولهذا ما صدر من بعض المشايخ من تكفير القوم هو حق وهو المستفاد من صنيع الصحابة وعليه عامة علماء الأمة.
عبد الله بن أبي زكريا والعاطفة الصادقة

قال أبو نعيم في حلية الأولياء: "حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا جعفر بن أحمد، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا مهدي بن جعفر، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أن عبد الله بن أبي زكريا، كان يقول: «لو خيرت بين أن أعمر مائة سنة من ذي قبل في طاعة الله، أو أن أقبض في يومي هذا، أو في ساعتي هذه، لاخترت أن أقبض في يومي هذا، أو في ساعتي هذه، تشوقا إلى الله ورسوله، والصالحين من عباده»".

أقول: عبد الله بن أبي زكريا تابعي شامي، عابد مشهور بعبادته وحسن خلقه حتى أنه كان لا يتكلم إلا للحاجة، ولا يدع أحداً يغتاب في مجلسه مع كثرة تبسمه في وجوه الناس، وقد فضله الأوزاعي على أهل طبقته، وفضائله عجيبة من قرأ ترجمته قرت عينه بما يرى.

هذا الرجل يذكر شوقه لله ورسوله وعباد الله الصالحين، وأنه إذا تذكر أنه إذا مات رآهم تشوق للموت، وعادة الناس الخوف من الموت.

هذا الرجل ما روي عنه إنشاد الأشعار التي تحمل الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تمسح بقبره، ولا قبر رجل صالح، ولا استغاث بأحد منهم، ولا توسل به في أدعيته.

ولا زعم أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ولا صنع لنفسه زاوية يجمع فيها المريدين على الرقص وإنشاد القصائد في حب الحبيب صلى الله عليه وسلم.

ولما مات ما جعل أصحابه على قبره ضريحاً.

كان الأمر بعيداً عن كل هذا التكلف ومع ذلك لا يشك أحد عرفه بأن كلامه الذي يقوله صدق، لأنه كل حياته وهو مظهر للتقوى في مظاهر يعجز عنها كبار العباد.

وكثير من المتأخرين لما عجزوا عن المحبة الصادقة والاتباع الحق استحدثوا محبة زائفة ملؤها البدع والغلو، وصاروا يتهمون من لا يوافقهم عليها بأنه لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن تيمية في الرد على الأخنائي: "وما ذكره هذا من فضائله فبعض ما يستحقه صلى الله عليه وسلم، والأمر فوق ما ذكره أضعافًا مضاعفة، لكن هذا يوجب إيماننا به وطاعتنا له واتباع سنته والتأسي به والاقتداء ومحبتنا له وتعظيمنا له وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه ومتابعة سنته، فإن هذا هو طريق النجاة والسعادة وهو سبيل الخلق ووسيلتهم إلى لله تعالى. ليس في هذا ما يوجب معصيته ومخالفة أمره والشرك بالله واتباع غير سبيل المؤمنين السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان. وهو قد قال (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) وقال (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا) وقال (لا تتخذوا قبري عيدًا، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني) وقال: (خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) رواه مسلم. وقال: (إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) رواه أهل السنن. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، إلى غير ذلك من الأدلة التي بين أن الحجاج إلى القبور هم من المخالفين للرسول صلى الله عليه وسلم الخارجين عن شريعته وسنته، لا من الموافقين له المطيعين له كما بسط في غير هذا الموضع".

ما كان الشيخ يريد شرحه هو أن الاتباع هو عنوان المحبة الصادقة، وهذا ما وصل إليه عبد الله بن أبي زكريا وأضرابه، وحرم منه كثير من المتأخرين ممن زعموا لأنفسهم من المراتب ما لم يزعمه عامة الأولياء في زمن السلف لأنفسهم ولا نصيفه.
مواقف مشكلة للإمام أحمد 👇