الاستجابةُ لأوامر الله ورسوله ﷺ - الشيخ حسين آل الشيخ
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الملكِ الأعلَى، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له في الآخرة والأُولَى، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبيُّ المُصطفَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِه وأصحابهِ أُولِي التُّقَى.
أما بعد .. فيا أيها المُسلمون: أُوصِيكُم ونفسِي بتقوَى الله -جلَّ وعلا-؛ فهي وصِيَّتُه للأولين والآخرين.
أيها المُسلمون: في ظلِّ ما تعِيشُه البشريَّةُ من تقارُبٍ معلوماتيٍّ رهِيبٍ، تكثُرُ الانحِرافاتُ في المناهِجِ، وتنتشِرُ بين المُسلمين مظاهِرُ خطِرَة، مِن فتَنٍ تنالُ الدِّينَ القَوِيمَ والخُلُقَ الكريمَ، وهكذا البشَرُ حين تُتاحُ لهم الفُرصُ لطَرحِ آرائِهم وأفكارِهم بمنْأًى عن الوحيِ المُنزَّل.
ألا وإن المُسلِمين اليومَ في ضَرورةٍ إلى المِيزانِ السَّلِيمِ في فَرزِ السَّقِيمِ مِن المُستقيم، والحمدُ لله بأن عندهم ثوابِتُ ربَّانيَّة، وقواعِدُ إلهِيَّة تقِفُ بهم في شاطِئِ الأمانِ، بمعزلٍ عن كلِّ فِكرٍ مسمُومٍ، ومنهَجٍ مُنحَرِفٍ مذمُومٍ.
إن كتابَ الله -جلَّ وعلا- وسُنَّةَ رسولِه -صلى الله عليه وسلم- قد قرَّرَت قواعِدَ تُنيرُ للأمةِ الطرِيقَ الأسلَمَ، والمنهَجَ الأقوَمَ، يقولُ ربُّنا -جلَّ وعلا-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) [النساء: 174، 175].
فلا يرتفِعُ عن الحياةِ الشقاءُ، ولا يزُولُ عن دُنيا الناسِ وآخرتِهم العَناءُ إلا إذا سارُوا بمنهَجِ الكتابِ، واستَسلَمُوا لهَديِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: إن الأصلَ العظيمَ لصلاحِ وفلاحِ أمةِ الإسلام أفرادًا ومُجتمعاتٍ هو التسليمُ الكامِلُ لشرعِ الله -جلَّ وعلا-، وإخضاعُ كلِّ تحرُّكٍ وتصرُّفٍ لحُكمِ الله -جلَّ وعلا- وحُكمِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-.
ولذا فواجِبُهم جميعًا تعظيمُ أمرِ الله -عزَّ وجل-، ومُراقبَتُه سِرًّا وجَهرًا، في العُسرِ واليُسرِ، في المنشَطِ والمكرَهِ، في السرَّاءِ والضرَّاءِ، في الرَّخاءِ والبأسَاءِ، يقولُ -جلَّ وعلا-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) [الأحزاب: 36].
هذه الآيةُ نقرؤُها ونسمَعُها، ولكن هي آيةٌ مِن كلامِ الله -جلَّ وعلا- عظيمةُ المعانِي، كثيرةُ الفوائِد، تُؤسِّسُ قاعدةً أساسيَّةً يجبُ أن تكونَ منهَجًا لحياةِ المُسلمين، وأن تستقِرَّ في نفوسِهم، وتتمثَّلَ في واقعِهِم.
إنها تُؤصِّلُ الأصلَ العظيمَ الذي يُوجِبُ على الحاكمِ والمحكُومِ، على الفردِ والمُجتمعِ، على الذَّكَرِ والأُنثَى الاستِجابةَ لأمر الله وأمرِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، ليس في شأنِ التعبُّدِ فقط، وإنما في جميعِ مناشِطِ الحياةِ، وفي كافَّةِ المجالاتِ والتصرُّفاتِ.
هذا الكلامُ من ربِّنا -جلَّ وعلا- في هذه الآية يُقرِّرُ أنَّ مِن مُقتَضَيَاتِ الإيمانِ وصِفاتِه وأركانِه: الإسراعُ إلى مرضاةِ الله -جلَّ وعلا-، والاستِهداءُ بهَديِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، مع الإذعانِ والاستِسلامِ والخُضوعِ لحُكمِ الله -جلَّ وعلا-، وحُكمِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم- في كل شأنٍ وفي كل حينٍ ووقتٍ؛ حتى لا يبقَى للعبدِ خيارٌ ولا مندُوحةٌ عن تنفِيذِ أمرِ الله -جلَّ وعلا- وأمرِ رسولِه، مهما كانت الرَّغَبَات والأهواءُ في غيرِه.
فمِن لَوازِمِ الإيمانِ: أن يعيشَ المُجتمعُ المُسلمُ في ظلِّ الشرعِ المُطهَّر، وأن تكون رغَبَاتُه وتوجُّهاتُه تَبَعًا لما جاءَ في كتابِ الله - سبحانه -، وسُنَّة رسولِه -صلى الله عليه وسلم- في سائرِ المناشِطِ، وكافَّةِ التصرُّفات، وجميعِ التحرُّكات والتوجُّهات. هذا هو سبيلُ أهل الفلاحِ والصلاحِ، وهذا هو صِراطُ المُتَّقين والفائِزِين.
روَى الإمامُ أحمد - والقصَّةُ أصلُها في "صحيح مسلم" - أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خطَبَ على جُلَيبِيبٍ امرأةً مِن الأنصارِ إلى أبِيها، وفي القصَّة أن أمَّها قالت: ما وجَدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا جُلَيبِيبًا؟! لعَمرُ اللهِ لا نُزوِّجُه.
فقالت الجارِيةُ - وهذا هو محَلُّ الشاهِدِ -، فقالت الجارِيةُ: أتُريدُونَ أن ترُدُّوا على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أمرَه؟! إن كان قد رضِيَه لكم فأنكِحُوه، وكان جُلَيبِيبًا رجُلًا فقيرًا معروفًا بذلك، لم يُؤبَهْ له.
فدعَا لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: «اللهم صُبَّ عليها الخيرَ صبًّا، ولا تجعَل عَيشَها كَدًّا»، فما كان في الأنصارِ أيِّمٌ أنفَقُ منها.
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الملكِ الأعلَى، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له في الآخرة والأُولَى، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبيُّ المُصطفَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِه وأصحابهِ أُولِي التُّقَى.
أما بعد .. فيا أيها المُسلمون: أُوصِيكُم ونفسِي بتقوَى الله -جلَّ وعلا-؛ فهي وصِيَّتُه للأولين والآخرين.
أيها المُسلمون: في ظلِّ ما تعِيشُه البشريَّةُ من تقارُبٍ معلوماتيٍّ رهِيبٍ، تكثُرُ الانحِرافاتُ في المناهِجِ، وتنتشِرُ بين المُسلمين مظاهِرُ خطِرَة، مِن فتَنٍ تنالُ الدِّينَ القَوِيمَ والخُلُقَ الكريمَ، وهكذا البشَرُ حين تُتاحُ لهم الفُرصُ لطَرحِ آرائِهم وأفكارِهم بمنْأًى عن الوحيِ المُنزَّل.
ألا وإن المُسلِمين اليومَ في ضَرورةٍ إلى المِيزانِ السَّلِيمِ في فَرزِ السَّقِيمِ مِن المُستقيم، والحمدُ لله بأن عندهم ثوابِتُ ربَّانيَّة، وقواعِدُ إلهِيَّة تقِفُ بهم في شاطِئِ الأمانِ، بمعزلٍ عن كلِّ فِكرٍ مسمُومٍ، ومنهَجٍ مُنحَرِفٍ مذمُومٍ.
إن كتابَ الله -جلَّ وعلا- وسُنَّةَ رسولِه -صلى الله عليه وسلم- قد قرَّرَت قواعِدَ تُنيرُ للأمةِ الطرِيقَ الأسلَمَ، والمنهَجَ الأقوَمَ، يقولُ ربُّنا -جلَّ وعلا-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) [النساء: 174، 175].
فلا يرتفِعُ عن الحياةِ الشقاءُ، ولا يزُولُ عن دُنيا الناسِ وآخرتِهم العَناءُ إلا إذا سارُوا بمنهَجِ الكتابِ، واستَسلَمُوا لهَديِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: إن الأصلَ العظيمَ لصلاحِ وفلاحِ أمةِ الإسلام أفرادًا ومُجتمعاتٍ هو التسليمُ الكامِلُ لشرعِ الله -جلَّ وعلا-، وإخضاعُ كلِّ تحرُّكٍ وتصرُّفٍ لحُكمِ الله -جلَّ وعلا- وحُكمِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-.
ولذا فواجِبُهم جميعًا تعظيمُ أمرِ الله -عزَّ وجل-، ومُراقبَتُه سِرًّا وجَهرًا، في العُسرِ واليُسرِ، في المنشَطِ والمكرَهِ، في السرَّاءِ والضرَّاءِ، في الرَّخاءِ والبأسَاءِ، يقولُ -جلَّ وعلا-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) [الأحزاب: 36].
هذه الآيةُ نقرؤُها ونسمَعُها، ولكن هي آيةٌ مِن كلامِ الله -جلَّ وعلا- عظيمةُ المعانِي، كثيرةُ الفوائِد، تُؤسِّسُ قاعدةً أساسيَّةً يجبُ أن تكونَ منهَجًا لحياةِ المُسلمين، وأن تستقِرَّ في نفوسِهم، وتتمثَّلَ في واقعِهِم.
إنها تُؤصِّلُ الأصلَ العظيمَ الذي يُوجِبُ على الحاكمِ والمحكُومِ، على الفردِ والمُجتمعِ، على الذَّكَرِ والأُنثَى الاستِجابةَ لأمر الله وأمرِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، ليس في شأنِ التعبُّدِ فقط، وإنما في جميعِ مناشِطِ الحياةِ، وفي كافَّةِ المجالاتِ والتصرُّفاتِ.
هذا الكلامُ من ربِّنا -جلَّ وعلا- في هذه الآية يُقرِّرُ أنَّ مِن مُقتَضَيَاتِ الإيمانِ وصِفاتِه وأركانِه: الإسراعُ إلى مرضاةِ الله -جلَّ وعلا-، والاستِهداءُ بهَديِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، مع الإذعانِ والاستِسلامِ والخُضوعِ لحُكمِ الله -جلَّ وعلا-، وحُكمِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم- في كل شأنٍ وفي كل حينٍ ووقتٍ؛ حتى لا يبقَى للعبدِ خيارٌ ولا مندُوحةٌ عن تنفِيذِ أمرِ الله -جلَّ وعلا- وأمرِ رسولِه، مهما كانت الرَّغَبَات والأهواءُ في غيرِه.
فمِن لَوازِمِ الإيمانِ: أن يعيشَ المُجتمعُ المُسلمُ في ظلِّ الشرعِ المُطهَّر، وأن تكون رغَبَاتُه وتوجُّهاتُه تَبَعًا لما جاءَ في كتابِ الله - سبحانه -، وسُنَّة رسولِه -صلى الله عليه وسلم- في سائرِ المناشِطِ، وكافَّةِ التصرُّفات، وجميعِ التحرُّكات والتوجُّهات. هذا هو سبيلُ أهل الفلاحِ والصلاحِ، وهذا هو صِراطُ المُتَّقين والفائِزِين.
روَى الإمامُ أحمد - والقصَّةُ أصلُها في "صحيح مسلم" - أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خطَبَ على جُلَيبِيبٍ امرأةً مِن الأنصارِ إلى أبِيها، وفي القصَّة أن أمَّها قالت: ما وجَدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا جُلَيبِيبًا؟! لعَمرُ اللهِ لا نُزوِّجُه.
فقالت الجارِيةُ - وهذا هو محَلُّ الشاهِدِ -، فقالت الجارِيةُ: أتُريدُونَ أن ترُدُّوا على رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أمرَه؟! إن كان قد رضِيَه لكم فأنكِحُوه، وكان جُلَيبِيبًا رجُلًا فقيرًا معروفًا بذلك، لم يُؤبَهْ له.
فدعَا لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: «اللهم صُبَّ عليها الخيرَ صبًّا، ولا تجعَل عَيشَها كَدًّا»، فما كان في الأنصارِ أيِّمٌ أنفَقُ منها.
وفي القصَّة أنَّ جُلَيبِيبٍ بعد أيامٍ خرجَ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في غَزوةٍ وقُتِلَ، والقصةُ معرُوفةٌ طويلةٌ.
معاشر المسلمين: مِن علاماتِ الإيمانِ الصحيحِ، مِن علاماتِ الاستِجابةِ لمفهُومِ هذه الآيةِ: الوقوفُ عند حُدودِ الله، الالِتزامُ بسُنَّةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتعظيمُ سِيرتِه، والسَّيرُ وَفقَ هَديِه.
جاء عن طاوُس أنه سأَلَ ابنَ عباسٍ - رضي الله عنهما - عن ركعتَين بعد العصرِ، فنهَاهُ ثم قرأَ هذه الآيةَ.
وعن سالِمٍ بنِ عبد الله أن عبدَ الله بن عُمرَ -رضي الله عنه- قال: سمِعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تمنَعُوا نساءَكم المساجِدَ إذا استأذنَّكُم إليها»، فقال بلالُ بن عبد الله: والله لنمنَعهنَّ، فأقبَل عليه عبدُ الله فسَبَّهُ سبًّا سيِّئًا ما سمِعتُه سبَّهُ مثلَه قطُّ.
لماذا؟ لأنه انتهَكَ حُرماتِ الله برَدِّ سُنَّةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا قال له: "أُخبِرُك عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقولُ: والله لنمنَعهنَّ؟!" (أخرجه مسلم).
والوقائِعُ في ذلك عن الصحابةِ والتابِعِين كثيرةٌ في تعظيمِ أمرِ الله وأمرِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، والالتِزامِ بذلك، والحذَرِ من مُخالفتِه.
إخوة الإسلام: إن سلَفَ هذه الأمة وقَفُوا حيث أمَر الله تعالى، اختارُوا لأنفُسهم ما اختارَه الله وشرعُه، فنالُوا بذلك خيرَ الدنيا وسعادتَها، ورِضَا الله ورِضوانَه في الآخرة. فمَن رامَ ذلك فعليه بطريقتِهم، وعليه بهَديهِم.
اسمَعُوا إلى هذه القصة التي تُسطِّرُها عائِشةُ عن هذا المنهَجِ: قالت - رضي الله عنها -: "يرحَمُ الله نساءَ المُهاجِرات الأُوَل، لما أنزَلَ الله: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) [النور: 31]، شقَقنَ مُروطَهنَّ فاختَمَرنَ بها"؛ رواه البخاريُّ تعليقًا، وفي "سنن أبي داود"، وسندهُ صحيحٌ عند المُحقِّقين.
قال ابنُ حجر: "مُروطهنَّ جَمعُ مرطٍ، وهو الإزارُ يُتغطَّى به.
وقولُها: فاختَمَرنَ به أي: غطَّينَ وُجوهَهنَّ".
فالواجِبُ على كلِّ مُسلمٍ أن ينهَجَ هذا المنهَج، لا أن يتلقَّفَ مناهِجَ من ها هنا ومن ها هنا بعيدًا عن الوحيِ، بأيِّ حُجَّةٍ كانت، وأيُّ حُجَّةٍ إنما هي هُراءٌ، وسُرعان ما يتبيَّنُ لأهلِ هذا المنهَجِ الفاسِدِ عَوارُها وفسادُها على مُجتمعاتِ المُسلمين.
فالواجِبُ على المُسلمين أن يقِفُوا عند شرعِ الله، وأن يُحكِّمُوا في أهوائِهِم وشَهَواتِهم ورغَبَاتِهم حُدودَ الله -جلَّ وعلا-، فإذا دعَتْهم أنفُسهم إلى مكاسِب دُنيويَّة، أو شهَواتٍ بدنيَّة، فعليهم أن ينظُرُوا في حُكمِها، ومدَى مُسايَرَتها للمنهَجِ الشرعيِّ الصحيحِ، وليحذَرُوا مِن الأنفُسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ، وليجتنِبُوا الغُرورَ بهذه الدُّنيَا الفانِية الزَّائِلَة، ألم يقُل ربُّنا: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [القصص: 60].
لقد أضاءَت الدُّنيا بمنهَجِ صحابةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن منهَجَهم هو الالتِزامُ الكامِلُ، والتسليمُ التامُّ لنُصوصِ الوحيِ.
لما حُرِّمَت الخمرُ تحريمًا نهائيًّا بقولِه تعالى: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 91]، قُرِئَت على عُمر، قال: "انتَهَينا انتَهَينا"، وأراقَ الصحابةُ الخَمرَ في الطُّرقِ، وكسَروا دِنانَها، وانتَهَوا منها، فبذلك تحقَّقَت لهم سعادةُ الدَّارَين.
فيا أهلَ الإسلام: تمسَّكُوا بدِينِكم، قدِّمُوه على كلِّ غالٍ ونَفِيسٍ؛ تغنَمُوا وتسعَدُوا وتُفلِحُوا وتأمَنُوا، (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 71].
فوزُ الدنيا وسعادتُها، ورِضا الله -جلَّ وعلا- في جنَّاتِه يوم القيامة وفي الآخرة.
إخوة الإسلام: تقديمُ الهوَى على الوحيِ اختِيارٌ وجُنوحٌ عمَّا اختارَه الله لعِبادِه، والله -جلَّ وعلا- هو أعلَمُ بعِبادِه، وحينئذٍ إذا وقعَ الناسُ في هذا المسلَكِ الردِيِّ فإنهم إما يقَعُون في البِدَع المذمُومة والاختِراعِ في الدين، وإما في الغُلُوِّ والتطرُّفِ القَبِيحِ في شريعةِ ربِّ العالمين، وإما في العِصيانِ لأوامرِ الله -جلَّ وعلا-.
وحينئذٍ فعليهم أن تكون عباداتُهم وتوجُّهاتُهم وَفقَ نُصوصِ الشرعِ والمقاصِدِ الشرعيَّة التي رعَتْها قواعِدُ الإسلام.
أقولُ هذا القولَ، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولسائِرِ المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِرُوه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله وكفَى، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شَريكَ له الجليلُ الأعلَى، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه العبدُ المُصطفَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه أُولِي النُّهَى.
معاشر المسلمين: مِن علاماتِ الإيمانِ الصحيحِ، مِن علاماتِ الاستِجابةِ لمفهُومِ هذه الآيةِ: الوقوفُ عند حُدودِ الله، الالِتزامُ بسُنَّةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتعظيمُ سِيرتِه، والسَّيرُ وَفقَ هَديِه.
جاء عن طاوُس أنه سأَلَ ابنَ عباسٍ - رضي الله عنهما - عن ركعتَين بعد العصرِ، فنهَاهُ ثم قرأَ هذه الآيةَ.
وعن سالِمٍ بنِ عبد الله أن عبدَ الله بن عُمرَ -رضي الله عنه- قال: سمِعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تمنَعُوا نساءَكم المساجِدَ إذا استأذنَّكُم إليها»، فقال بلالُ بن عبد الله: والله لنمنَعهنَّ، فأقبَل عليه عبدُ الله فسَبَّهُ سبًّا سيِّئًا ما سمِعتُه سبَّهُ مثلَه قطُّ.
لماذا؟ لأنه انتهَكَ حُرماتِ الله برَدِّ سُنَّةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا قال له: "أُخبِرُك عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقولُ: والله لنمنَعهنَّ؟!" (أخرجه مسلم).
والوقائِعُ في ذلك عن الصحابةِ والتابِعِين كثيرةٌ في تعظيمِ أمرِ الله وأمرِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، والالتِزامِ بذلك، والحذَرِ من مُخالفتِه.
إخوة الإسلام: إن سلَفَ هذه الأمة وقَفُوا حيث أمَر الله تعالى، اختارُوا لأنفُسهم ما اختارَه الله وشرعُه، فنالُوا بذلك خيرَ الدنيا وسعادتَها، ورِضَا الله ورِضوانَه في الآخرة. فمَن رامَ ذلك فعليه بطريقتِهم، وعليه بهَديهِم.
اسمَعُوا إلى هذه القصة التي تُسطِّرُها عائِشةُ عن هذا المنهَجِ: قالت - رضي الله عنها -: "يرحَمُ الله نساءَ المُهاجِرات الأُوَل، لما أنزَلَ الله: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) [النور: 31]، شقَقنَ مُروطَهنَّ فاختَمَرنَ بها"؛ رواه البخاريُّ تعليقًا، وفي "سنن أبي داود"، وسندهُ صحيحٌ عند المُحقِّقين.
قال ابنُ حجر: "مُروطهنَّ جَمعُ مرطٍ، وهو الإزارُ يُتغطَّى به.
وقولُها: فاختَمَرنَ به أي: غطَّينَ وُجوهَهنَّ".
فالواجِبُ على كلِّ مُسلمٍ أن ينهَجَ هذا المنهَج، لا أن يتلقَّفَ مناهِجَ من ها هنا ومن ها هنا بعيدًا عن الوحيِ، بأيِّ حُجَّةٍ كانت، وأيُّ حُجَّةٍ إنما هي هُراءٌ، وسُرعان ما يتبيَّنُ لأهلِ هذا المنهَجِ الفاسِدِ عَوارُها وفسادُها على مُجتمعاتِ المُسلمين.
فالواجِبُ على المُسلمين أن يقِفُوا عند شرعِ الله، وأن يُحكِّمُوا في أهوائِهِم وشَهَواتِهم ورغَبَاتِهم حُدودَ الله -جلَّ وعلا-، فإذا دعَتْهم أنفُسهم إلى مكاسِب دُنيويَّة، أو شهَواتٍ بدنيَّة، فعليهم أن ينظُرُوا في حُكمِها، ومدَى مُسايَرَتها للمنهَجِ الشرعيِّ الصحيحِ، وليحذَرُوا مِن الأنفُسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ، وليجتنِبُوا الغُرورَ بهذه الدُّنيَا الفانِية الزَّائِلَة، ألم يقُل ربُّنا: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [القصص: 60].
لقد أضاءَت الدُّنيا بمنهَجِ صحابةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن منهَجَهم هو الالتِزامُ الكامِلُ، والتسليمُ التامُّ لنُصوصِ الوحيِ.
لما حُرِّمَت الخمرُ تحريمًا نهائيًّا بقولِه تعالى: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 91]، قُرِئَت على عُمر، قال: "انتَهَينا انتَهَينا"، وأراقَ الصحابةُ الخَمرَ في الطُّرقِ، وكسَروا دِنانَها، وانتَهَوا منها، فبذلك تحقَّقَت لهم سعادةُ الدَّارَين.
فيا أهلَ الإسلام: تمسَّكُوا بدِينِكم، قدِّمُوه على كلِّ غالٍ ونَفِيسٍ؛ تغنَمُوا وتسعَدُوا وتُفلِحُوا وتأمَنُوا، (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 71].
فوزُ الدنيا وسعادتُها، ورِضا الله -جلَّ وعلا- في جنَّاتِه يوم القيامة وفي الآخرة.
إخوة الإسلام: تقديمُ الهوَى على الوحيِ اختِيارٌ وجُنوحٌ عمَّا اختارَه الله لعِبادِه، والله -جلَّ وعلا- هو أعلَمُ بعِبادِه، وحينئذٍ إذا وقعَ الناسُ في هذا المسلَكِ الردِيِّ فإنهم إما يقَعُون في البِدَع المذمُومة والاختِراعِ في الدين، وإما في الغُلُوِّ والتطرُّفِ القَبِيحِ في شريعةِ ربِّ العالمين، وإما في العِصيانِ لأوامرِ الله -جلَّ وعلا-.
وحينئذٍ فعليهم أن تكون عباداتُهم وتوجُّهاتُهم وَفقَ نُصوصِ الشرعِ والمقاصِدِ الشرعيَّة التي رعَتْها قواعِدُ الإسلام.
أقولُ هذا القولَ، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولسائِرِ المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِرُوه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله وكفَى، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شَريكَ له الجليلُ الأعلَى، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه العبدُ المُصطفَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه أُولِي النُّهَى.
أما بعد .. فيا أيها المسلمون: مَن لم يلتَزِم شرعَ الله، واتَّبعَ هواه فقد زلَّ به الطريقُ، وانحرَفَ به عن الجادَّةِ القَوِيمةِ، ووقعَ في الضلالِ البعيدِ والانحِرافِ السَّحِيقِ.
يقولُ -جلَّ وعلا- في هذه الآية: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب: 36]، ثم ختَمَها بقولِه: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).
ورسولُنا -صلى الله عليه وسلم- يُخاطِبُ أمَّتَه داعِيًا إيَّاهم إلى طريقِ السعادةِ الأبَدِيَّة، وإلى سَفِينةِ النَّجاةِ قائِلًا: «كلُّكُم يدخُلُ الجنَّةَ إلا مَن أَبَى»، قالوا: ومَن يأبَى يا رسولَ الله؟ قال: «مَن أطاعَنِي دخلَ الجنَّةَ، ومَن عصَانِي فقد أَبَى».
فاحذَرُوا الهوَى - يا عباد الله -، واحذَرُوا الشَّيطانَ، واجتَنِبُوا القبائِحَ والعِصيَان؛ تدخُلُوا الجنَّةَ وتفُوزُوا برِضا الرحمن.
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ رجال أمننا و جنودنا، واحم حدودنا وثغورنا يا رب العالمين
اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ.
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
يقولُ -جلَّ وعلا- في هذه الآية: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب: 36]، ثم ختَمَها بقولِه: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).
ورسولُنا -صلى الله عليه وسلم- يُخاطِبُ أمَّتَه داعِيًا إيَّاهم إلى طريقِ السعادةِ الأبَدِيَّة، وإلى سَفِينةِ النَّجاةِ قائِلًا: «كلُّكُم يدخُلُ الجنَّةَ إلا مَن أَبَى»، قالوا: ومَن يأبَى يا رسولَ الله؟ قال: «مَن أطاعَنِي دخلَ الجنَّةَ، ومَن عصَانِي فقد أَبَى».
فاحذَرُوا الهوَى - يا عباد الله -، واحذَرُوا الشَّيطانَ، واجتَنِبُوا القبائِحَ والعِصيَان؛ تدخُلُوا الجنَّةَ وتفُوزُوا برِضا الرحمن.
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ رجال أمننا و جنودنا، واحم حدودنا وثغورنا يا رب العالمين
اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ.
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
Forwarded from الخطب الوجيزة 🎤🕌
قدامة):
———•———•———
🌟 الشيخ: لا بد من خطبتين.
———•———•———
🌟الشيخ: الجلوس أفضل، وإن بقي قائماً فلا بد أن يأتي بما يدل على أنه افتتح الخطبة الثانية؛ لئلا يظن أنه سكت لمانع من الكلام، ثم استمر".
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from الخطب الوجيزة 🎤🕌
———•———•———
———•———•———
———•———•———
———•———•———
🌟فمن القرآن: قوله تعالى: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُوا أَنظُرْنَا ﴾؛ فلما نهاهم عن قول: ( راعنا) ذكر لهم ما يقوم مقامه وهو (انظرنا).
🌟ومن السنة: قوله ﷺ -لمن نهاه عن بيع الصاع من التمر الطيب بالصاعين، والصاعين بالثلاثة-: «بع الجمع بالدراهم، واشتر بالدراهم جنيبا»؛ فلما منعه من المحذور، فتح له الباب السليم الذي لا محذور فيه»🎙️
———•———•———
📕 القول المفيد، ابن عثيمين (١/ ٢٥٨)، تحذير الخطباء من أخطاء شائعة (٣٢).
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from الخطب الوجيزة 🎤🕌
———•———•———
📕زاد المعاد
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from الخطب الوجيزة 🎤🕌
🌟قال ابن حجر: قولها: "(لم يكن يسرد): أي: لم يكن يتابع الحديث استعجالا: بعضه إثر بعض؛ لئلا يلتبس على المستمع"
———•———•———
———•———•———
———•———•———
📕 تحذير الخطباء من أخطاء شائعة (٥٦).
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from الخطب الوجيزة 🎤🕌
رواه مسلم
———
———•———•———
📚شرح النووي على مسلم (٦/ ١٥٦)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
ومما يحسن الكتابة
15 - تقبّل الفشلَ ولو تكرَّر: وإن كُنتَ تعتقدُ أنَّ مشاهيرَ الكُتَّابِ لم يُعانوا من الفشل فغيِّر رأيك .. فغالبًا ما تنتهي المحاولات الكتابية الأولى بفشلٍ ذريعٍ .. فلا داعيَ لأن تشعُرَ بالإحباط ..
#الخطيب_14
15 - تقبّل الفشلَ ولو تكرَّر: وإن كُنتَ تعتقدُ أنَّ مشاهيرَ الكُتَّابِ لم يُعانوا من الفشل فغيِّر رأيك .. فغالبًا ما تنتهي المحاولات الكتابية الأولى بفشلٍ ذريعٍ .. فلا داعيَ لأن تشعُرَ بالإحباط ..
#الخطيب_14
حر الصيف – خطب مختارة ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%81-%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D8%A9
#الخطيب_2
https://khutabaa.com/ar/article/%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%81-%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D8%A9
#الخطيب_2
Forwarded from الخطب الوجيزة 🎤🕌
السلسلة الصحيحة للألباني رقم 2080)
———•———•———
(
أخرجه الترمذي)
———•———•———
———•———•———
📚فتح الباري ( 2 /402)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from الخطب الوجيزة 🎤🕌
———•———•———
📚
رواه ابن ماجه ( 1111 )، وأحمد ( 20780 )، وصححه البوصيري والألباني في "تمام المنة" (338).
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from الخطب الوجيزة 🎤🕌
———•———•———
———•———•———
———•———•———
لحديث رسول الله، عارفًا بصحيحه وسقيمه، عالمًا بالتواريخ وسير السلف، حافظًا لأخبار الزهاد، فقيهًا في دين الله، عارفًا بالعربية واللغة، وفصيح اللسان)
———•———•———
📚
إصلاح المساجد من البدع والعوائد، القاسمي (٦٩)، القصاص والمذكرين، ابن الجوزي (١٨٢)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
ومما يحس الكتابة
16 - اترك فاصلاً زمنياً بينك وبين النَّص؛ فبمجرد أن تنتهي من كتابة المسودةِ الأولى، ابعد نفسك عنه قليلًا، ثم عاود للنص ثانية، عندها تستطيعُ اكتشافَ الكثيرِ من الأخطاء الواضحةِ .. والتي قد تغيبُ عن نظرك في أثناء الكتابةِ الأولي..
#الخطيب_15
16 - اترك فاصلاً زمنياً بينك وبين النَّص؛ فبمجرد أن تنتهي من كتابة المسودةِ الأولى، ابعد نفسك عنه قليلًا، ثم عاود للنص ثانية، عندها تستطيعُ اكتشافَ الكثيرِ من الأخطاء الواضحةِ .. والتي قد تغيبُ عن نظرك في أثناء الكتابةِ الأولي..
#الخطيب_15
وما يحسن الكتابة
17 - تجاوز البحث عن الكمال في البدايات واتركه للنهايات؛ فالبحثُ عن الكمال هو العقبةُ الرئيسيةُ بين الكاتب وبين إتمامِ المسودةِ الأولى؛ لذا تيقن أنهُ مهما أجدت الحبك والترتيبَ فسوفَ تحتاجُ إلى الكثير من التعديل والتصويب..
#الخطيب_16
17 - تجاوز البحث عن الكمال في البدايات واتركه للنهايات؛ فالبحثُ عن الكمال هو العقبةُ الرئيسيةُ بين الكاتب وبين إتمامِ المسودةِ الأولى؛ لذا تيقن أنهُ مهما أجدت الحبك والترتيبَ فسوفَ تحتاجُ إلى الكثير من التعديل والتصويب..
#الخطيب_16
جديد الصفحة الرئيسية لموقع ملتقى الخطباء [795]
مجموعة مختارات عن شهر المحرم وعاشوراء
https://khutabaa.com/ar/article/خطب-مختارة-عن-شهر-المحرم-وعاشوراء
الهجرة - ملف علمي
https://khutabaa.com/ar/article/الهجرة-ملف-علمي
من أحكام السلام، الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل
https://khutabaa.com/ar/article/من-أحكام-السلام
أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ومعانيها، الشيخ محمود الدوسري
https://khutabaa.com/ar/discussions/أسماء-النبي-صلى-الله-عليه-وسلم-ومعانيها
محاسبة النفس على ما مضى، والحثُّ على صيام يوم عاشوراء، الشيخ احمد الطيار
https://khutabaa.com/ar/discussions/محاسبة-النفس-على-ما-مضى-والحث-على-صيام-يوم-عاشوراء-611446
البدع : حقيقتها وآثارها وطرق السلامة منها، الشيخ محمد المهوس
https://khutabaa.com/ar/discussions/البدع-حقيقتها-وآثارها-وطرق-السلامة-منها-بصيغتين-وورد-pdf
يَوْمُ عَاشُورَاء فَضْلٌ وَذِكْرَى وَعِبَر، الشيخ محمد الشرافي
https://khutabaa.com/ar/discussions/يوم-عاشوراء-فضل-وذكرى-وعبر-6-محرم-1446-هـ
فضل صيام يوم عاشوراء، الشيخ صالح العصيمي
https://khutabaa.com/ar/discussions/خطبة-فضل-صيام-يوم-عاشوراء
معالم التمكين من قصة موسى عليه السلام – عاشوراء، الشيخ راكان المغربي
https://khutabaa.com/ar/discussions/معالم-التمكين-من-قصة-موسى-عليه-السلام-عاشوراء
المُكرَم فِي فَضْلِ عَاشُورَاءَ وَالمُحَرم، الشيخ محمد السبر
https://khutabaa.com/ar/discussions/المكرم-في-فضل-عاشوراء-والمحرم
عاشوراء ونصر فلسطين، الشيخ هلال الهاجري
https://khutabaa.com/ar/discussions/عاشوراء-ونصر-فلسطين
يوم عاشوراء ١٤٤٦هـ، الشيخ تركي الميمان
https://khutabaa.com/ar/discussions/يوم-عاشوراء-١٤٤٦هـ
صِيَامٌ في عِزٍّ، الشيخ خالد القرعاوي
https://khutabaa.com/ar/discussions/صيام-في-عز-611446هـ
مقال: نصائح عامة لخطيب الجمعةـ أ. عصام خضر - عضو الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/نصائح-عامة-لخطيب-الجمعة
مجموعة مختارات عن شهر المحرم وعاشوراء
https://khutabaa.com/ar/article/خطب-مختارة-عن-شهر-المحرم-وعاشوراء
الهجرة - ملف علمي
https://khutabaa.com/ar/article/الهجرة-ملف-علمي
من أحكام السلام، الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل
https://khutabaa.com/ar/article/من-أحكام-السلام
أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ومعانيها، الشيخ محمود الدوسري
https://khutabaa.com/ar/discussions/أسماء-النبي-صلى-الله-عليه-وسلم-ومعانيها
محاسبة النفس على ما مضى، والحثُّ على صيام يوم عاشوراء، الشيخ احمد الطيار
https://khutabaa.com/ar/discussions/محاسبة-النفس-على-ما-مضى-والحث-على-صيام-يوم-عاشوراء-611446
البدع : حقيقتها وآثارها وطرق السلامة منها، الشيخ محمد المهوس
https://khutabaa.com/ar/discussions/البدع-حقيقتها-وآثارها-وطرق-السلامة-منها-بصيغتين-وورد-pdf
يَوْمُ عَاشُورَاء فَضْلٌ وَذِكْرَى وَعِبَر، الشيخ محمد الشرافي
https://khutabaa.com/ar/discussions/يوم-عاشوراء-فضل-وذكرى-وعبر-6-محرم-1446-هـ
فضل صيام يوم عاشوراء، الشيخ صالح العصيمي
https://khutabaa.com/ar/discussions/خطبة-فضل-صيام-يوم-عاشوراء
معالم التمكين من قصة موسى عليه السلام – عاشوراء، الشيخ راكان المغربي
https://khutabaa.com/ar/discussions/معالم-التمكين-من-قصة-موسى-عليه-السلام-عاشوراء
المُكرَم فِي فَضْلِ عَاشُورَاءَ وَالمُحَرم، الشيخ محمد السبر
https://khutabaa.com/ar/discussions/المكرم-في-فضل-عاشوراء-والمحرم
عاشوراء ونصر فلسطين، الشيخ هلال الهاجري
https://khutabaa.com/ar/discussions/عاشوراء-ونصر-فلسطين
يوم عاشوراء ١٤٤٦هـ، الشيخ تركي الميمان
https://khutabaa.com/ar/discussions/يوم-عاشوراء-١٤٤٦هـ
صِيَامٌ في عِزٍّ، الشيخ خالد القرعاوي
https://khutabaa.com/ar/discussions/صيام-في-عز-611446هـ
مقال: نصائح عامة لخطيب الجمعةـ أ. عصام خضر - عضو الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/نصائح-عامة-لخطيب-الجمعة
ومما يحسن الكتابة:
18 - عندما تنتهي من كتابة جميعِ الأفكارِ والمعاني، يمكنك أن تبدأَ بإعادة الصياغةِ وتحسينِ الأسلوبِ الكتابي إلى أن ترضى عن النَّص بالدرجة الكافيةِ .. ولا تظن أنك ستصلُ للصياغة الأنسبِ من مرةٍ أو مرتين.
#الخطيب_17
18 - عندما تنتهي من كتابة جميعِ الأفكارِ والمعاني، يمكنك أن تبدأَ بإعادة الصياغةِ وتحسينِ الأسلوبِ الكتابي إلى أن ترضى عن النَّص بالدرجة الكافيةِ .. ولا تظن أنك ستصلُ للصياغة الأنسبِ من مرةٍ أو مرتين.
#الخطيب_17
أيها الدعاة... الدعوة عمل د. مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
https://khutabaa.com/ar/article/%D8%A3%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D9%84
#الخطيب_2
https://khutabaa.com/ar/article/%D8%A3%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D9%84
#الخطيب_2
Forwarded from الخطب الوجيزة 🎤🕌
———•———•———
———•———•———
———•———•———
———•———•———
📕 تحذير الخطباء من أخطاء شائعة (٨٨).
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM