الجِرابُ الجامع [كُناشة العَلمي]
818 subscribers
194 photos
58 videos
21 files
75 links
هذه مدونةٌ أوثقُ فيها أهم المُطالعات التي أمر بها ضمن الكتب التي أقرأها، وكذا التقييدات التي أستجمعها، وهي مناسبةٌ لضم اللطائف في رياض واحد، ولملمة الفوائد والشرائد، وعرضها على حضراتكم فتحاً لباب الإفادة والاستزادة..
محمد ابن ادريس العلمي
@Laalami11
Download Telegram
[والله ورسوله أحقُّ أن يُرضوه]، أُفرد الضمير لأن إرضاء الله تعالى لا تعلمه إلا من إرضاء رسوله، ولولا إرضاء الله ما لزم إرضاء رسوله، فإرضاء الله أصل، وهو خفي، وإرضاء رسوله دليل عليه، وهو ظاهر، فلم يستويا ولم يثن ضميرهما؛ لأنه لا يخلط معروف مع غير معروف، فرجع الضمير إلى أحدهما؛ فبحسب الأصالة يرجع إلى الله، وبحسب الدلالة يرجع إلى الرسول.

حاشية ابن البنا على الكشاف، (121)
أضع هذا المقال الطويل، بين يدي الباحثين، الذين استهلوا أو يريدون استهلال طريقهم في الأكاديميا، وضع فيه أخي الأستاذ العزيز عبد الرحمن الزعتري، بعض الإشارات والتنبيهات القاسية، ليتفطن لها الباحثون قبل ارتكابهم لأخطاء تعوق مسارهم العلمي الأكاديمي:

[المنشور طويل لكنه قد يغير حياتك العلمية، وهذه تذكرة لنفسي، أيضا، ولست أدعي شيئا ونعوذ بالله من كل علل النفس]

بسبب القوانين الجديدة المتعلقة بقواعد النشر الجامعي في المغرب. الأصدقاء الأعزاء في حيرة من أمرهم. أين ننشر مقالاتنا؟ وكيف ننشرها؟

الأصدقاء الأعزاء؛ لا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن مجلات معامل التأثير وكل ذلك الكلام التقني الممل.
القاعدة كالآتي: انشُر في مجلة تتبع جامعة حكومية. مجلات الجامعات تستمد مصداقيتها من اسم الجامعة. المجلات الخاصة تستمد مصداقيتها مما تثبته لمؤسسات التسجيل والتصنيف الدولي (مجلة نماء ومجلات المركز العربي ومجلة اضافات هي الافضل عربيا حاليا).
أكبر العلامات على ان المجلة محترمة 3 أمور: تكون مجلة متخصصة (ليس تنشر في الدراسات الإسلامية وفي السياسة الدولية والاقتصاد التطبيقي!)
وأن تكون هيئتها التحريرية من باحثين (مابعد الدكتوراه أو اساتذة جامعة) لهم سمعة محترمة بين الجماعة العلمية.
وأن لا تزيد عدد الأعداد المنشورة سنويا عن 4 أعداد. (النشر بأكثر من لغة لا يكون دائما علامة على الجودة لكنه جيد ومطلوب).
بالنسبة للنشر في مجلات الجامعات؛ أفضل المجلات العربية اليوم، هي التي تتبع جامعات خليجية؛ بسبب أنها متوافقة والمتطلبات الدولية من الناحية الشكلية. مثل مجلة تجسير التابعة لمركز ابن خلدون/جامعة قطر. كان من المفروض أن يكون النشر في مجلة دار الحديث الحسنية أمرا مميزا، لكنها سيئة للأسف من ناحية المواصفات التقنية.

بالنسبة للمجلات الخاصة أفضل المجلات العربية اليوم, والتي تتوفر فيها جل المواصفات التقنية المفيدة للباحث، هي: مجلة أسطور التابعة للمركز العربي(يمكنها استقبال ابحث الدراسات الاسلامية إن كانت أبحاثا تاريخية)
ومجلة نماء للدراسات الإسلامية والإنسانية، ودورية "كان" التاريخية.
بقية المجلات مجرد هراء. أتحدث عن المجلات في حقل الدراسات الإسلامية أو القريبة منها.

لماذا أيها الباحث لا ينبغي أن تنشر بحثك في مجلة غير مصنفة وغير ومحترمة؟
باختصار، لن تصنع اسما علميا ولن تترقى أكاديميا. سمعة الباحث من جودة البحث، وجودة المجلات التي ينشر فيها.
أرى بعض الأصدقاء ينشرون في مجلة تزعم أنها محكمة وتصدر كل شهر! مجلة بهذه المواصفات هي مجلة سيئة بالضرورة.
وأرى آخرين ينشرون في تلك المجلات التي تنشر في كل فروع العلوم الإنسانية (ويبدو أن النشر بمقابل).
قد تفيدك هذه المجلات في المغرب، فقط، لأن المعايير منحطة. لا أقل ولا أكثر. لكن باستثناء الفائدة القصيرة (مقالين لتناقش الاطروحة، أو مقالين للترقية) فلن تكون باحثا جادا، ولن تحترمك الجماعة العلمية، بل لن تسمع عنك أصلا.

ينبغي أن تنشر في مجلة علمية بمعايير علمية متشددة. ما فائدة هذا الأمر:
- تختبر قدراتك الاكاديمية/-تصنع لك اسما محترما/-تترقى مهنيا بشكل كبير جدا/-تنتشر أعمالك بين الباحثين.

من ينشر في مجلات بريل (أو ما يعادلها وهي كثيرة) هو أرفع مقاما ممن ينشر في مجلة الاباء الدومينيكان مثلا، ومن ينشر فيها وفيما يشابهها هو أرفع ممن ينشر في مجلة المركز العربي أو نماء، مثلا، ومن ينشر في مجلات المركز هو أرفع مقاما ممن ينشر في مجلة الرابطة المحمدية، ومن ينشر في هذه الاخيرة هو أرفع ممن ينشر في تلك المجلات الغريبة التي تصدر كل شهر، أو تنشر لجميع التخصصات.

السؤال الكبير: كيف أنشر في مجلة بمعايير متشددة؟
الجواب هو: قبل أن تسأل، ماهي المهارات التي لديك؟ هل لديك مهارات في التحرير النصي؟ هل تعرف كيف تنشئ "سيرة ذاتية" احترافية (أشك في ذلك)، هل تعرف قواعد الاحالات وأنواعها حسب التقاليد الدولية؟ هل أنت على اطلاع مستمر على أحدث الاصدارات العلمية في مجالك بالانجليزية والفرنسية وتستعملها في أبحاثك؟ هل تعرف كيف ترسل بريدا الكترونيا احترافيا؟

حسب خبرتي المتواضعة في التحرير وتنظيم الندوات. فإن 99.99 بالمئة من أساتذة الجامعات العربية، بله طلبة الدكتوراه، ليس لديهم أية فكرة عن كل ما سبق! ويقدمون أشياء مزرية للغاية وفظيعة. وكثير منهم لا يحسن كتابة رسالة الكترونية. أما السير الذاتية فحدث ولا حرج!!
في الغرب، توجد دورات كثيرة عما سبق وأكثر (مؤخرا وصلني في بريدي خبر دورة عن كيف تجهز عرضا أكاديميا تقدمه على زووم بطريقة غير مملة)، عربيا لا يوجد شيء من هذا.
تقوم مؤسسة نماء بجهد جبار في هذا المضمار، بعدما تخلت الجامعات العربية عن مسؤولياتها من هذه الناحية (أغلب الاساتذة يحتاجون تكوينا أيضا فوضعهم مزر كوضعه طلبتهم).
وينبغي على كل باحث، يهتم لمستقبل البحثي، ويهتم لأن لا يكون حديث المجالس (انظر كيف كان مملا في محاضرته أو عرضه، انظر الى هذه السيرة الذاتية التي ارسلها، ماهذه البلادة في طريقة الاحالة وكتابة الملخص؟ إلخ إلخ)
انخرط، يا سيدي العزيز، في دورات مركز نماء للبحوث والدراسات، فلديهم حقيبة عن هذه الأمور، وسيقومون بتجهيز المزيد.
إن كنت تحسن الانجليزية فسجل نفسك في دورة من دورات موقع كورسيرا حول هذه الموضوعات.
يرفض الباحث العربي أن يستثمر في نفسه: لا يتعلم الانجليزية، لا ينخرط في دورات تطوير مهارات الكتابة الاكاديمية وأنواعها و أنواع الالقاء ومهارات كل نوع (سيمينار ليس هو محاضرة عامة وليس هو عرض على زوم ووو، ولا يطلع باستمرار على الكتب الصادرة حديثا.
وبعد كل هذا، يظن أنه على الطريق الصحيح.
يتعلل الباحثون بقلة ذات اليد، ثم لا يستحي أن يصرف على جلباب مبالغ طائلة، وله أكثر من سبع جلاليب!!

حين أرى باحثا لا يحسن الانجليزية، ولا يعرف قواعد الاحالات، وقواعد الكتابة والتحرير، ولا يكتب كل سنة على الاقل مراجعة علمية واحدة عن كتاب حديثة الصدور (أغلب من يكتب مراجعات كتب لا يعرف كيف ينبغي ان يكتب هذا النوع الأكاديمي)، فالاستنتاج المباشر الذي يطرأ على ذهني: هذا باحث كسول.

تعلم اللغات وقراءة الكتب والكتابة عنها (الكتابة عنها هو الدليل على انك تقرأ) وتعلم مهارات الكتابة والانخراط المستمر في الورشات... هذه كلها دليل على شيء واحد.. ليس الذكاء، بل الاجتهاد، يعني أنك شخص مجتهد يصرف ساعات طوال في التعلم.
والاجتهاد هو أعز ما يطلب وأجل ما يفخر به الإنسان.

أرى أشخاصا كثرا يقضون أعمارهم بكتابة عن منشورات فايسبوكية في التعريف ببعض الكتب، أو الحديث عما قرؤوه... أعزائي، أنت تضيع وقتك فحسب، وهذه المنشورات لها جانب مظلم؛ تعالم خفي، وطلب سمعة بأبخس الأثمان، والتباهي بكثرة المقروءات.
وحين نبحث عن "الماصدق" لا شيء.

أعتذر عن بعض الشدة في التعبير. لكنه حب الخير للباحثين الصاعدين، أن لا يكونوا مثل أساتذتهم.

بقيت نقطة أخيرة؛ لا تنخرط في أية دورة تكوينية يؤطرها رجل ليس معه سوى شهادة الدكتوراه و5 أبحاث رديئة، وساعده الحظ في أن يكون أستاذا جامعيا.
من يؤطر دورة تكوينية ينبغي أن يكون قد خضع لدورات تكوينية في كيفية تأطير دورة تكوينية، هذا أولا، قبل أن نتحدث عن الباقي مما لا يتوفر فيه.

ووفقنا الله جميعا.
رمضانُ إني قد بخلتُ فلا تلمْ!
عيدكم مبارك أيها المحبون..
وفقكم الله لدوام الطاعة، مع النصر والتمكين لأهلنا... ذكر مع نصر!
الاجتهاد أن يقوم بك الوجود الشرعي أولاً، ثم ترتقي في مطالب العلوم الشرعية إلى أعلى مراتبها، لكي ترجع حينئذ بالطريقة العلمية المطلوبة من المطالب إلى المبادئ ومن المبادئ إلى المطالب بطريقة شرعية علمية مسنونة كاملة تامة لكي تصل إلى أن تستنبط الحكم الشرعي ثم بعد ذلك تطرحه على أنظار أهل الاختصاص لمعرفة سلامته من القوادح.

أبو الطيب مولود السريري
الزمن دوّار، وهو يجري جريا، وهو من النعم المغبونة، وعلى طالب العلم أن يستغله أبشع استغلال، فلا نهضة لهذه الأمة إلا بطلبة العلم، وذلك برفع منسوب الوعي، وتمكين العلوم من القلوب، ومتى ما كان طلب العلم مجرد تسطح عابر، وادعاء غير متين، فإننا سنبقى كحمار الرحى، المكان الذي انطلقنا منه هو الذي وصلنا إليه... ما أكثر طلبة العلم الذين ينتمون إلى فئة العطالة، عطالة العطاء والإبداع والنفع، ما أكثر وما أكثر... أعيد وأكرر؛ قضية المنهج حاسمة في الباب، ومن ارهتن للقليل والسهل والسرعة فقد حقر ما عظم الله.
إن من أخطائنا في جامعاتنا العربية، أننا صنفنا التحقيق العلمي ضمن المواضيع التي يحصل بها الطلبة على الدرجات الجامعية، مع أنهم لم يلقنوا مبادئ هذا العلم، بل لم يتعاملوا مع الكتاب المخطوط إلا عندما يشرعون في تحضير الرسائل الجامعية، وهم يفتقرون إلى العلم والتجربة والمراس التي تفرضها ممارسة هذه العملية العلمية.
إن إقبال الطلبة المبتدئين على هذا العلم دون موهبة واقتدار، وتهافت عموم الباحثين الذين تنقصهم الكفاءة والتجربة على ميدان التحقيق، قد أدى إلى الحال الذي نرى عليه اليوم تراثنا العربي.

أحمد شوقي بنبين
عالم النشر في المجلات "المغربية" مغرقٌ في تسفيه البحث العلمي، بل تجد بعض الباحثين يحتفلون بنشرهم في مجلات مؤدى عنها، تفتقر لأدنى شروط المراجعة العلمية الدقيقة، يدرج القائمون عليها كل الأبحاث المعروضة، فتجد في المجلة أكثر من ألف صفحة، عدد كبير من أبحاثها تافه، لا رأس له ولا قدم، وكثير من الحاصلين على الدكتوراه من الباحثين في العلوم الشرعية و القانونية، احترفوا النشر وإعداد المجلات مؤخرا، فتعلموا صياغة شواهد الحضور والنشر، وشحنوا مجلاتهم بعدد عرمرم من الأساتذة الجامعيين بدون إذنهم ريما، وبدأوا في توزيع الصكوك يمينا ويسارا، والطامة أن الباحثين يتلقونها بالفرح والسرور وينشرونها على صفحاتهم تباهيا بكارثة علمية!
مؤخرا، وقفت على بعض الأبحاث في مجلة تدعي العلمية، لا داعي لذكر اسمها، ومباشرة بعد فتحي لمقال (مثال) يتحدث عن نسب العلميين لأجل قراءته، لم أتحمل حجم الأخطاء اللغوية والمنهجية، والصياغة الركيكة، والمباحث مقطوعة الذنب، حتى المقدمة نفسها منفصلة عن المتن، وبعض الكتاب فيها حاصلون على درجة الدكتوراه، يا حسرة! فكرهتُ نسبي إذ شوه بهذه المقاربة العجيبة للموضوع.
أقترح صياغة قانون جدي، مقابل لقانون حقوق الملكية الفكرية، وهي حقوق حماية العلمية، والالتزام بالقواعد الأكاديمية في النشر، بدل هذه الفوضى.
"وكانتْ تقع بيدي النسخة الأولى التي هي مادة منقوشة ليس عليها دسم، وكيس مصرور ليس فيه درهم. وتقع الثانية خلافها كالعجوز المنتقبة، وكالقفل على الخربة؛ فإنما هي كسوة عامي غبي؛ وقد قرئت على متعالم، غير عالم لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري؛ فراءها زاء، وميمها حاء، وطاؤها ظاء. والنظر فيها يعمي، والاستدلال بها يعمّي. ومن آفة العلم خيانة الوراقين، وتخلف المعلمين...

رسائل أبي بكر الخوارزمي، ص: 50.
لم تقتصر فئة من العلماء على الشكوى من مأساة النساخة، بل دعت إلى إخضاع النساخ إلى الحسبة، وإلى نظرية الجرح والتعديل للبحث في مقدرات النساخ وسلوكهم...
يقول أبو علي اليوسي: "أما اليوم، فقد وقع في الكتب من الفساد ما لا يتدارك، لولا تفضل الله تعالى لحفظ دينه، وما أحوج الناس إلى إقامة الحسبة على الناسخين، وقد اعتنوا بشربة لبن أن لا يزاد فيها ماء، وخبزة أن لا ينقص منها وزن قيراط، وأهملوا الكتب التي هي قوام الدين، ومرجع الأمر كله". القانون، ص: 391
Quand un vieillard meurt c'est une bibliothèque qui brûle.
هذا القول مما شاع في افريقيا الغربية، إذ كان المصدر الشفوي في تعليم العلوم وانتقالها عبر الأجيال، فإذا مات شيخ من الشيوخ، فإن خزانة كتب قد احترقت.
كل عمل نقدي يمكنُ أنْ يكونَ بالكمون أو القوة أنْ يوصفَ بنقد عاجز أم غير عاجز، أو بعجزٍ يعجزُ عن النقد جوهراً أم عرضاً، فإذا عجز النقد جوهراً انحط إلى منزلة الانتقاد، لأنَّ الانتقاد هو درجة أو أكثر دونَ النقد، فالانتقاد هو الذي يمارسُ يومياً في الأكاديميات إنْ كان في صفوف التعليم أو تقييم المنشورات العلمية في الدوريات ودور النشر، فالانتقاد بمعنى آخر هو ما يُتوصل منْ خلاله إلى تجديد المنظومة المعرفية وتمتين أسسها المعروفة والمتعارف عليها هذا هو الانتقاد، فمهمة الانتقاد هي تقوية المنظومة المعرفية وتحسينها كما هي عليه في العادة.
أما النقد فيهدفُ إلى إعادة تركيب المنظومة المعرفية من جديد بعد تفكيك المنظومة السابقة، وتشخيص مشاكلها وبُناها الفكرية التحتية، وهنا تكمنُ أهمية النقد.
النقد له قوة الاختراق العمودي الذي يذهبُ إلى الصميم، لا، بل يذهبُ إلى المسلمات الأساسية ليسأل أسئلة وجودية عن الجذور المعرفية للمنظومة المعرفية تحت المجهر.
وائل حلاق، ماهية الاستشراق-محاضرة-
هل كانَ ادوارد سعيد مقصرا أم عاجزاً في كتابه: الاستشراق؟
إن التمييز بين العجز والتقصير ليس مرجعه إلى أن أنتقد سعيد، أنا لست معنيا بانتقاد سعيد بصراحة، هو أخ فلسطيني، ولا نريد أن ننشر غسيلنا بين الناس(=وائل حلاق فلسطيني)، ولكن الحق يُقال، وعندما تُصبح كتابات شخص معين وسيلة لتثبيت القهر والظلم، ويصبح مستخدما من قبل خطاب المستعمر والظالم، فيجب أن يقال الحق بصراحة وعلى المفتوح.

وائل حلاق
ومن مسائل خوفه رضي الله عنه، أنه صنع في هذه السنين الأخيرة من عمره مجلسا شبهَ القبر من الخشب، فكان يجلس فيه بين الفقراء في قراءة الأوراد، وكنا نعلم أنه ما صنعه على ذلك الشكل إلا ليتذكر القبر، ويخوف به نفسه، وكنا نراه في بعض الأحيان يضطجع فيه، ويرد عليه ألواحا كانت معدة بإزائه شبه اللحد، وسمعته غير مرة يتأوه عند اضطجاعه فيه، وربما بكى، ودليل ذلك أنه كان عنده بأعلى المنزل ميزان معلق له عمود وكفتان، جعله عند رأسه من الفراش، بحيث يراه في كل وقت، ولم نزل نراه في موضعه حتى توفي، صنعه رضي الله عنه ليتذكر به ميزان الآخرة، وجعل رضي الله عنه خيطا دقيقا على حلقة الدار ليتذكر به الصراط، مده من هذا الجانب إلى ذلك الجانب، بحيث يراه كل من بأسفل المنزل، أخبرت عن أهل منزله، أنهم رأوه يقف عنده ويبكي.
تحفة الإخوان، ص:187
أضع بين أيدي المهتمين ونحن على مشارف معرض الرباط الدولي للكتاب ماي 2024، تقرير مؤسسة ومكتبة آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية-الدار البيضاء، حول عالم الكتب والنشر بالمغرب خلال سنة 2023، وقد نشرته قبل أيام، وهو تقرير مهم جداً، يرصد واقع العمل العلمي في المملكة، سواء تعلق الأمر بالكتب أو المجلات، بالنشر الورقي والرقمي...
بالمجمل، عالم النشر في المغرب، لا يتجاوز ألفي كتاب في السنة ضمنها المجلات، مجملها بالعربية، وهي حصيلة ضحلة جدا
بعض مشترياتنا من معرض الكتاب بالرباط 29، للفائدة