دروس القضية الحسينية
166 subscribers
23 photos
1 file
11 links
Download Telegram
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة السابعة
خروج الإمام الحسين (ع) إلى مكة وماوقع من أحداث

🔹 رؤيا الامام الحسين (ع) برسول الله (ص)


📚بعد إن رأى أبي عبد الله (ع) إن لاخيار إمامه سوى النهضة والثورة والرفض لحكم الفسق والفجور عزم على مغادرة المدينة إلى مكة .وقبل المغادرة كانت هناك إشارات سماوية للإمام الحسين (ع) بالخروج والاستشهاد :
خرج الحسين من منزله في إحدى الليالي فأتى قبر جده رسول الله (ص) فقال : «السلام عليك يا رسول الله! أنا الحسين بن فاطمة ، ابنك ابن بنتك  وسبطك والثقل الذي خلفته في امتك ، فاشهد عليهم ، يا نبيّ الله! أنهم قد خذلوني ، وضيّعوني ، ولم يحفظوني ، وهذه شكواي إليك حتّى ألقاك ـ صلّى الله عليك». ثم صفّ قدميه ، فلم يزل راكعا ساجدا.  قال : وأرسل الوليد بن عتبة إلى منزل الحسين لينظر : أخرج من المدينة أم لا؟ فلم يصب في منزله ، فقال : الحمد لله إذ خرج ولم يبتلني الله في دمه ، قال : ورجع الحسين إلى منزله عند الصبح.  وذكر الثقة ، عن أبي سعيد المقبري ، أنه قال : رأيت الحسين يدخل مسجد المدينة معتمدا على رجلين يمينا وشمالا ، حين ورد خبر وفاة معاوية فسمعته ينشد :
لا ذعرت السوام في فلق الصبح           
مغيرا ولا دعيت يزيدا
يوم اعطي مخافة الموت كفّا       
والمنايا يرصدنني أن أحيدا
قال أبو سعيد : فعلمت حين سمعت ذلك منه أنّه سيمتنع عن بيعة يزيد . 
فلما كانت الليلة الثالثة خرج إلى القبر أيضا ، فصلّى ركعات ، فلما فرغ من صلاته جعل يقول : «اللهمّ! إنّ هذا قبر نبيك محمّد(ص) ، وأنا ابن بنت نبيك ، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت ، اللهمّ! إني أحب المعروف وأنكر المنكر ، وإني أسألك يا ذا الجلال والإكرام! بحق هذا القبر ومن فيه إلّا اخترت لي من أمري ما هو لك رضى ، ولرسولك رضى ، وللمؤمنين رضى».  ثم جعل يبكي عند القبر حتى إذا كان قريبا من الصبح ، وضع رأسه على القبر فأغفى ، فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وشماله ، وبين يديه ومن خلفه ، فجاء حتى ضم الحسين إلى صدره ، وقبّل بين عينيه ، وقال : «حبيبي يا حسين! كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك ،مذبوحا بأرض كربلاء ، بين عصابة من امتي ، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى ، وظمآن لا تروى ، وهم في ذلك يرجون شفاعتي ، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة؟ وما لهم عند الله من خلاق ، حبيبي يا حسين! إن أباك وامك وأخاك قدموا عليّ وهم إليك مشتاقون ، وان لك في الجنّة لدرجات لن تنالها إلّا بالشهادة».
قال : فجعل الحسين في منامه ينظر إلى جده محمد (ص) ويسمع كلامه ، ويقول له  «يا جداه! لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا ، فخذني إليك وأدخلني معك إلى قبرك» ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا حسين! لا بدّ لك من الرجوع الى الدّنيا حتى ترزق الشهادة ، وما قد كتب الله لك من الثواب العظيم ، فإنك ؛ وأباك ؛ وامّك ؛ وأخاك ؛ وعمك ؛ وعمّ أبيك  تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنّة».

قال : فانتبه الحسين من نومه فزعا مرعوبا ، فقص رؤياه على أهل بيته ؛ وبني عبد المطلب  فلم يكن في ذلك اليوم في شرق ولا غرب قوم أشد غماء من أهل بيت رسول الله ولا أكثر باكيا ولا باكية. قال : وتهيأ الامام الحسين ع ، وعزم على الخروج من المدينة ، ومضى في جوف اللّيل الى قبر أمه ، فصلّى عند قبرها وودعها ، ثم قام من قبرها ، وصار إلى قبر أخيه الحسن عليه‌السلام ففعل كذلك ، ثم رجع إلى منزله في وقت الصبح
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي ع

الحلقة الثامنة

ماجرى بين الامام الحسين ع وبين محمد ابن الحنفية في مكة ووصيته له
*من لحق بي استشهد*

*لم اخرج اشرا ولابطرا*
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وهكذا خرج أبو عبد الله (ع) هو واخوته وبنيه وجل اهل بيته  يوم 28 رجب من المدينة الى مكة سنة 60 للهجرة وهو يتلوا فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قال رَبِّ نَجِّنِي من الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(سورة القصص اية 21)

الا محمد بن الحنفية فإنه بقي و قال له: يا أخي أنت أحب الناس إلى وأعزهم على ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح بتبعتك  عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فان بايعوا لك حمدت الله على ذلك وان أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك، إني أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا واما أضيعها دما وأذلها أهلا. قال له الحسين: فاني ذاهب يا أخي
قال: فأنزل مكة فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وان نبت يبك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأي، فإنك أصوب ما يكون رأيا وأحزمه عملا حتى تستقبل الأمور استقبالا ولا تكون الأمور عليك أبدا أشكل منها حين تستدبرها استدبارا. فقال له الحسين :
«يا أخي! والله ، لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى ، لما بايعت يزيد بن معاوية ، قد قال النبي(ص) : اللهمّ! لا تبارك في يزيد ، فقطع محمد الكلام وبكى ، فبكى معه الحسين ساعة  ثم قال : «يا أخي! جزاك الله عني خيرا ، فلقد نصحت ، وأشرت بالصواب ، وأرجو أن يكون رأيك موفقا مسددا ، وأنا عازم على الخروج إلى مكة ، وقد تهيأت لذلك : أنا وإخوتي وبنو أخي وشيعتي ، ممن أمرهم أمري ورأيهم رأيي ، وأما أنت ، يا أخي! فلا عليك أن تقيم في ـ المدينة ـ فتكون لي عينا عليهم

📚دعا الامام الحسين (ع) بدواة وبياض ، وكتب فيها هذه الوصية لأخيه محمد.  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ  «هذا ما أوصى به ـ الحسين بن عليّ بن أبي طالب ـ إلى أخيه ـ محمد ابن علي ـ المعروف «بابن الحنفية» ، إن الحسين بن علي يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، جاء بالحق من عند الحق ، وأن الجنّة والنار حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور.  إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت أطلب الإصلاح في أمّة جدي محمد (ص)اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر  وأسير بسيرة جدي محمد ، وسيرة أبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق ، فالله أولى بالحقّ ، ومن ردّ عليّ هذا ، صبرت حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ ، ويحكم بيني وبينهم ، وهو خير الحاكمين.
هذه وصيتي إليك ، يا أخي! وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه انيب ، والسلام عليك  وعلى من اتّبع الهدى ، ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم».  ثمّ طوى الحسين كتابه هذا ، وختمه بخاتمه ، ودفعه إلى أخيه محمّد ، ثمّ ودّعه وخرج في جوف اللّيل يريد «مكّة» في جميع أهل بيته ، وذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ستين ، فلزم الطريق الأعظم فجعل يسير وهو يتلو هذه الآية : (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) القصص / ٢١.
وكتب الى بني هاشم : ان من لحق بي استشهد ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح
.............................
مقتل الحسين للخوارزمي
تاريخ الطبري
الفتوح لابن اعثم
Audio
‏مقطع صوتي من ....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة التاسعة


سير الامام الحسين (ع) من المدينة على الطريق العام ولقاءه عبد الله بن مطيع العدوي
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وخرج ابو عبد الله الى مكة بكل عزم وارادة للتضحية في سبيل الحبيب وحينما خرجوا قال له مسلم بن عقيل : يا بن رسول الله! لو عدلنا عن الطريق العام وسلكنا غير الجادة ، كما فعل ـ عبد الله بن الزبير ـ كان عندي خير رأي ، فإني أخاف أن يلحقنا الطلب. فقال له الحسين : «لا ، والله يا ابن عم! لا فارقت هذا الطريق أبدا ، أو أنظر إلى أبيات مكة ويقضي الله في ذلك ما يحب ويرضى».
هذا يبين تحدي عظيم من الامام الحسين ع لبني امية ان يسير على الطريق العام غير آبه بهم وغير وجل...

فبينما الإمام الحسين (ع) يسير إذا استقبله عبد الله بن مطيع العدوي ـ، فقال له : اين تريد؟ يا أبا عبد الله! جعلني الله فداك ، فقال : «أما في وقتي هذا ، فإني اريد مكة فإذا صرت إليها استخرت الله في أمري بعد ذلك»
فقال له عبد الله بن مطيع : خار الله لك ، يا ابن رسول الله! فيما قد عزمت عليه ، غير إني أشير عليك بمشورة فاقبلها مني ، فقال له الحسين : «وما هي؟ يا ابن مطيع! فقال :
إذا أتيت مكة فاحذر أن يغرك ـ أهل الكوفة ـ فإنّ فيها قتل أبوك ؛ وطعن أخوك بطعنة كادت أن تأتي على نفسه فيها ، فالزم الحرم فأنت سيد العرب في دهرك هذا ، فو الله ، لئن هلكت ليهلكن أهل بيتك بهلاكك!. فودعه الحسين ودعا له بالخير ، وسار حتى وافى مكة فلما نظر إلى جبالها من بعيد ، جعل يتلو هذه الآية : (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) القصص / ٢٢

تعلمنا هذه القصة قمة اخلاق وتواضع الامام الحسين (ع) مع علمه انه الحق وان سفرته الهية خطت بلوح الازل..
كان يجيب كل المعترضين بكل ود واحترام وادب ويشعرهم بأنهم قد يكونوا على حق.. حتى لايحرج احد او يشعرهم بأنه المعصوم وبأن مايراه هو فقط الصحيح مع انه فعلا هو الصحيح... لذلك يجب ان نتعلم خلق الامام الحسين ع وفن الرد والاحترام وان لانجعل الناس عبيد لاقوالنا وافعالنا واننا الصح فقط ونظرتنا هي الصحيحة فقط ونحن مليئون بالاخطاء والاثام
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة العاشرة
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وصول الامام الحسين ع الى مكة َماجرى فيها....

🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وصل الامام الحسين ع الى مكة واخذت الناس تختلف عليه وتقدم .... وعلم حينئذ الصحابة والتابعين َبدأوا بمعارضة الامام الحسين ع للخروج الى كربلاء بسبب نظرتهم القاصرة سنقف على بعض الاحداث والكلمات المهمة ...
من ضمن الصحابة الذين عارضوا خوفا على الامام من القتل ابن عباس..

📚جاء ابن عباس بعدما علم ان الامام الحسين (ع)عزم للخروج الى العراق فأتاه فسلم عليه ، ثم قال له : جعلت فداك! إنّه قد شاع الخبر في الناس ، وارجفوا بأنّك سائر الى العراق ، فبين لي ما أنت عليه؟ فقال :
« نعم ، قد أزمعت على ذلك في أيامي هذه إن شاء الله ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم » ،
فقال ابن عباس : اعيذك بالله ، من ذلك فإنك إن سرت إلى قوم قتلوا أميرهم ، وضبطوا بلادهم ، واتقوا عدوهم ، ففي مسيرك إليهم لعمري الرشاد والسداد ، وإن سرت إلى قوم دعوك إليهم ، وأميرهم قاهر لهم ، وعمالهم يجبون بلادهم ، فإنما دعوك إلى الحرب والقتال ، وأنت تعلم أنّه بلد قد قتل فيه أبوك ؛ واغتيل فيه أخوك ؛ وقتل فيه ابن عمّك ، وقد بايعه أهله ، وعبيد الله في البلد يفرض ويعطي ، والناس اليوم عبيد الدينار والدرهم ، فلا آمن عليك أن تقتل ، فاتّق الله والزم هذا الحرم ، فإن كنت على حال لا بدّ أن تشخص ، فصر إلى اليمن فإن بها حصونا لك ، وشيعة لأبيك ، فتكون منقطعا عن الناس.

فقال الحسين : « *لا بدّ من العراق»*

، قال : فإن عصيتني فلا تخرج أهلك ونساءك ، فيقال : إنّ دم عثمان عندك وعند أبيك ، فو الله ، ما آمن أن تقتل ونساؤك ينظرن كما قتل عثمان
فقال الحسين : «والله يا ابن عم! لئن أقتل بالعراق أحبّ إليّ من أن اقتل بمكة ، وما قضى الله فهو كائن ، ومع ذلك أستخير الله وأنظر ما يكون»

في هذه الحلقة نقف عند كلمات عظيمة للامام الحسين (ع)
لماذا يقول لابن عباس لابد من العراق......؟؟
ابن عباس يطرح خيارات على الامام الحسين ع كاليمن وغيرها فيقول الحسين ع لابد من العراق... لماذا هذا الاصرار على العراق ومااسبابه؟
ثم يقول له قول عظيم عميق جدا
(ان اقتل في العراق احب الي من اقتل في مكة)
اترك الاجابة لكم.... وسأجيب جوابا كاملا في الحلقة القادمة....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الحادية عشر
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وصوله مكة وماجرى فيها من احداث

🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
مكر ابن الزبير
ثمّ جاء ابن الزبير عند ابي عبد الله (ع) فسلم عليه ، ثمّ قال : أما والله ، يا بن رسول الله! لو كان لي بالعراق مثل شيعتك لما أقمت بمكة يوما واحدا ، ولو أنك أقمت بالحجاز ما خالفك أحد ، فعلى ما ذا نعطي هؤلاء الدنية ، ونطمعهم في حقنا ، ونحن أبناء المهاجرين وهم أبناء المنافقين؟
فلم يلتفت له الامام ولم يجيبه لعلمه بمايريد فلما خرج من عنده،
قال الحسين: قد علم ابن الزبير أنه ليس له من الأمر معى شيء، وأن الناس لم يعدلوا بى غيري، فود أنى خرجت لتخلو له

اقول ان كلام ابن الزبير هنا كان مكرا حتى يخلوا له الحجاز برحيل الامام الحسين (ع)

ابن عباس يرد على ابن الزبير
سمع ابن عباس كلام الزبير فأتى للإمام الحسين (ع) وقال : والله ، يا ابن رسول الله! لقد أقررت عيني ابن الزبير بخروجك عن مكة ، وتخليتك إياه في هذه البلدة ، فهو اليوم لا ينظر إليه أحد ، وإذا خرجت نظر النّاس إليه بعدك.
فقال الحسين : «فإني أستخير الله في هذا الأمر وأنظر ما يكون» فخرج ابن عبّاس ، وهو يقول : وا حسيناه! ثمّ إن ابن عبّاس مرّ بابن الزبير في طريقه ، وقال له :
يا لك من قبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري إن ذهب الصائد عنك فابشري

قد رفع الفخ فما من حذر هذا الحسين سائر فانتشري
ثمّ قال له : قرّت عيناك يا ابن الزبير! فهذا الحسين يخرج إلى العراق ، ويخليك والحجاز واتصل الخبر بالمدينة ، وبلغهم أنّ الحسين عزم على الخروج إلى العراق.
توضيح للحلقة العاشرة والحادية عشر
اسباب اختيار الامام الحسين ع العراق....
Audio
‏مقطع صوتي من ....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الثانية عشر
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
ماجرى بين عبد الله بن جعفر والامام الحسين (ع)

رؤيا الامام الحسين (ع) برسول الله (ص) واخباره بأمر المضي لكربلاء سواء قتل او انتصر


كتب عبد الله ابن جعفر : بسم الله الرّحمن الرّحيم للحسين بن عليّ من عبد الله بن جعفر : أما بعد ـ فإني انشدك الله أن تخرج من مكة ، فإني خائف عليك من هذا الأمر الذي قد أزمعت عليه أن يكون فيه هلاكك ، واستئصال أهل بيتك ، فإنّك إن قتلت خفت أن يطفأ نور الله ,فأنت علم المهتدين ، ورجاء المؤمنين ، فلا تعجل بالمسير إلى العراق ، فإني آخذ لك الأمان من يزيد ومن جميع بني اميّة لنفسك ولمالك وأولادك وأهلك ، والسلام.

فكتب إليه الحسين : «أما بعد ـ فإنّ كتابك ورد عليّ فقرأته وفهمت ما فيه ، اعلم *أني قد رأيت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامي ، فأخبرني بأمر أنا ماض له ؛ كان لي الأمر أو عليّ ، فو الله ، يا ابن عم! لو كنت في حجر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني حتى يقتلوني ، وو الله ، ليعتدن عليّ كما اعتدت اليهود في يوم السبت ، والسّلام»*
.
تاريخ الطبري
مقتل الحسين للخورزمي ٣٣٥
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع).
الحلقة الثالثة عشر

عزم الامام الحسين (ع) في الخروج الى العراق

🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وهكذا عارض بعض الصحابة وابنائهم والتابعين خروج الامام الحسين (ع) الى العراق وكان جواب الامام واحدا في انه رأي رسول الله ص وان عليه امر.... من يريد مراجعة باقي الذين عارضوا ليرجع لكتابنا البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)

وفي ليلة الخروج من مكة إلى كربلاء خطب الإمام الحسين (ع) خطبة نصها :

  قال(عليه السلام): «الحمدُ للهِ، وما شاءَ الله، ولا قُوّة إلّا بالله، وصلّى الله على رسوله، خُطّ الموتُ على ولدِ آدم مخطّ القِلادةِ على جِيدِ الفتاة، وما أولَهَني إلى أسلافي اشتياقَ يعقوبَ إلى يوسف، وخُيّر لي مصرعٌ أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تُقطّعُها عسلان الفلوات بين النواويسِ وكربلاء، فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً، وأجربة سغباً.  لا محيصَ عن يومٍ خُطّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويُوفينا أجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول الله لحمته بل هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عَينه، وينجزُ بهمْ وعدَه.  مَن كان باذلاً فينا مهجتَه، وموطِّناً على لقاءِ الله نفسه، فلْيَرْحل معنا، فإنّي راحل مصبحاً إن شاءَ الله»  وارسل لبني هاشم ( من لحق بي استشهد ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح )

وفي هذه الخطبة امور عدة :
١/كان يعلم انه سيقتل وذلك جليا من اقواله (خط الموت...تتقطع اوصالي في كربلاء... من كان موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا.. من لحق بي استشهد) وكما ذكرنا في الحلقات السابقة انه لابد من القتل والشهادة وان كان يعلم انه سيقتل فالاسلام مرهون بدمه المبارك ....
٢/ أي فتح كان يقصده الإمام الحسين (ع) والمعلوم انه لم ينتصر عسكريا ؟ واقعا اجابة هذا السؤال يفهمه كل لبيب , خلود الإمام الحسين وثورته واصحابه وثورتهم المقدسة , كان اكبر دليلا على الفتح الذي يقصده ولاننسي ان بفضل دمهم المقدس اليوم نحن من اتباع محمد وال محمد ولولاهم لترضينا على يزيد اليوم..
أقول إن إصرار الإمام الحسين (ع) للذهاب الى كربلاء سر لايفهمه من عارضه , إلا ذوو البصائر النافذة من أهل بيته ومحبيه ,ومن كلامه يتضح انه كان مأمور بالذهاب إلى كربلاء لعلمه أهمية العراق , فسيد الشهداء كانت له  نظرة مستقبلية لإحداث ووقائع العراق وانه سيكون عاصمة للشيعة والتشيع , ومنه ينبثق أنصار الإمام الحجة القائم المنتظر ومنه ستنبثق دولة العدل العظمى الإلهية , فالعراق له ميزة خاصة كان يعلمها الإمام وكان يجب أن يقتل فيها لتكون النفوس فيها مهيأة لنصرة الإمام المهدي (ع) مليئة بمبادئ أبي عبد الله وثورته لذكرهم المستمر له ولأهدافه ومبادئه . فنفوس أهل العراق مهيأة أكثر ومعبأة ومشحونة حبا وعشقا لنصرة الإمام الحسين (ع) بسبب وجود مرقده المقدس وذكره المستمر , وبالتالي هم اكثر تهيئة لنصرة صاحب الزمان (ع) من غيرهم ومن الاهداف الاخرى هو الخلود فخلود قضيته لايمكن ان تتم الا ان يقتل بالعراق... وهذا الخلود هو مكافأة الله للامام الحسين ع بعد ان اعطى كل شيء لاخ... فيجب ان لاتذهب تضحياته سدى وينسى ماجاء به وقدمه الامام.....

٣/من كان يريد رضا الله ولقاءه عليه ان يبذل مهجته للامام الحسين ع وبذل المهجة تعني ان يعطي روحه وقلبه وجسده لهم وان لايأبه وان تقطعت اوصاله...
فالطريق الى الله هو اعطاء كل ماتملك لاهل البيت ع مال واهل ووقت ونفس وروح.... فيترك لنا لوحة التضحية لامام زماننا.. من كان يريد الله عليه ان يعطي كل مايملك لامام زمانه وهذا العطاء لاياتي من فراغ الا اذا كان الفرد ذو بصيرة من امره....

٤/كأني بأوصالي تقطعها
عسلان الفلوات...
كأني اي انه رأى كل مايحصل له كما بينت بالحلقات السابقة....
عسلان الفلوات.. ذئاب البراري والمقصود بها الذئاب البشرية التي شاركت بقتل الامام الحسين ع...
تملأ مني اكراشا جوفا....
اي بسببي وبسبب قتلي يحصلون ع مطامعهم ومصالحهم الدنيوية من اموال وامتيازات وولايات....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الرابعة عشر


رسائل أهل الكوفة للإمام الحسين (ع)

📚بعد إن علم أهل الكوفة بموت معاوية وتولية يزيد بدأوا بمكاتبة الإمام الحسين (ع) للقدوم ومبايعته وأخذت الشيعة تجتمع في منزل سليمان ابن الصرد
جاء في مقتل الإمام الحسين لأبي مخنف : عن بشر الهمداني قال: اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد فذكرنا هلاك معاوية فحمدنا الله عليه، فقال لنا سليمان بن صرد: ان معاوية قد هلك وان حسينا قد تقبض على القوم ببيعته وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه فان كنتم تعلمون إنكم ناصروه ومجاهد وعدوه فاكتبوا إليه، وان خفتم الوهل والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه. قالوا لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه. قال: فاكتبوا إليه، فكتبوا إليه
للحسين بن عليّ أمير المؤمنين من سليمان بن صرد ، والمسيب بن نجبة ، وحبيب بن مظاهر ،ورفاعة بن شداد ، وعبد الله بن وال ، وجماعة شيعته من المؤمنين :
سلام عليك. أما بعد : فالحمد لله الذي قصم عدوك وعدوّ أبيك من قبل الجبار العنيد ، الغشوم الظلوم ، الذي ابتز هذه الامّة أمرها ، وغصبها فيئها ، وتأمّر عليها بغير رضى منها ، ثمّ قتل خيارها ، واستبقى شرارها ، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وعتاتها ، فبعدا له كما بعدت ثمود ، ثمّ انه قد بلغنا أنّ ولده ـ اللعين ـ قد تأمر على هذه الامّة بلا مشورة ولا اجماع ولا علم من الأخيار. وبعد فإنا مقاتلون معك ، وباذلون أنفسنا من دونك ، فأقبل إلينا فرحا مسرورا ، مباركا منصورا ، سعيدا سديدا ، إماما مطاعا ، وخليفة مهديا ، فإنه ليس علينا إمام ، ولا أمير إلّا ـ النعمان بن بشير ـ وهو في قصر الامارة ، وحيد طريد ، لا نجتمع معه في جمعة ، ولا نخرج معه إلى عيد ، ولا نؤدي إليه الخراج ، يدعو فلا يجاب ، ويأمر فلا يطاع ولو بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه عنّا حتى يلحق بالشام ، فأقدم إلينا فلعلّ الله تعالى أن يجمعنا بك على الحقّ ، والسلام عليك يا ابن رسول الله وعلى أبيك وأخيك ورحمة الله وبركاته.

ثمّ طووا الكتاب وختموه ودفعوه إلى عبد الله بن سبيع الهمداني وعبد الله بن مسمع البكري فتوجها به إلى الحسين ، فقرأ كتاب ـ أهل الكوفة ـ فسكت ولم يجبهم بشيء ،
ثم قدم إليه بعد ذلك ـ قيس بن مسهر الصيداوي ؛ وعبد الله بن عبد الرحمن الأرحبي ؛ وعامر بن عبيد السلولي ؛ وعبد الله بن وال التيمي ـ ، ومعهم نحو من خمسين ومائة كتاب ؛ ـ يسألونه القدوم عليهم ، والحسين يتأنى في أمره ولا يجيبهم في شيء. ثم قدم عليه بعد ذلك ـ هانئ بن هانئ السبيعي ؛ وسعيد بن عبد الله الحنفي بكتاب وهو آخر ما ورد إليه من ـ أهل الكوفة ـ وفيه:
بِسمِ اللهِ الرحمن الرَحِيم للحسين بن عليّ أمير المؤمنين ـ من شيعته وشيعة أبيه. أما بعد ـ فإن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يا ابن رسول الله! فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار ؛ وأعشبت الأرض ؛ وأورقت الأشجار ؛ فاقدم إذا شئت ؛ فإنما تقدم إلى جند مجندة لك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وعلى أبيك من قبل.ووقع عليه قيس بن الاشعث وحجار بن ابجر وشبث بن ربعي والحارث بن زيد....

يتبع....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الخامسة عشر

رسالة الامام الحسين ع لاهل العراق وارساله مسلم بن عقيل... ورؤيته رسول الله للمرة الثالثة


بعد ان وصلت رسائل اهل العراق للامام الحسين (ع) قام ـ الحسين ـ وتوضأ وصلّى ركعتين بين الركن والمقام ، ولما انفتل من صلاته ، سأل ربه الخير فيما كتب إليه ـ أهل الكوفة ـ ، ثمّ رجع إلى الرسل ، فقال لهم :

«إني رأيت جدي رسول الله (ص)في منامي ، وقد أمرني بأمر ، وأنا ماض لأمره فعزم الله لي بالخير ، فإنه ولي ذلك والقادر عليه»

*يعني جاء للامام الحسين ع امر الذهاب لكربلاء من رسول الله ص وانه خير*

ثم أمر بجواب كتب ـ أهل الكوفة ـ على هذا النحو :

بِسْمِ الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين ، سلام عليكم ، أما بعد ـ
فإنّ هانئ بن هانئ ؛ وسعيد بن عبد الله ، قدما عليّ من رسلكم ، وقد فهمت الذي اقتصصتم وذكرتم ، ولست اقصر عمّا أحببتم ، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي ـ مسلم بن عقيل بن أبي طالب ـ ، وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وخبركم ورأيكم ورأي ذوي الحجى والفضل منكم ، وهو متوجه إليكم إن شاء الله ، ولا قوة إلا بالله ، فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم ، وقرأت في كتبكم ، فقوموا مع ابن عمي وبايعوه ولا تخذلوه ، فلعمري ، ما الإمام العامل بالكتاب القائم بالقسط ، كالذي يحكم بغير الحقّ ، ولا يهتدي سبيلا ، جمعنا الله وإياكم على الهدى وألزمنا وإياكم كلمة التقوى ، إنه لطيف لما يشاء ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ثم طوى الكتاب وختمه ودعا ـ بمسلم بن عقيل ـ فدفع إليه الكتاب ، وقال :

«إني موجهك إلى ـ أهل الكوفة ـ ، وسيقضي الله من أمرك ما يحب ويرضى ، وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء ، فامض ببركة الله وعونه حتى تدخل الكوفة ، فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها ، وادع الناس إلى طاعتي ، فإن رأيتهم مجتمعين على بيعتي ، فعجل عليّ بالخبر حتى أعمل على حسب ذلك إن شاء الله تعالى» ، ثمّ عانقه الحسين وودعه وبكيا جميعا.
....................
الفتوح لابن اعثم ج٢ ص٣١