💻 *لمحة موجزة عن تاريخ الجرائم المعلوماتية:*
▪ أول جريمة معلوماتية وقعت كانت في عام (1958م) في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الحاسب الآلي؛ والجدير بالذكر أن الجرائم المعلوماتية انتشرت بشكل كبير مع ظهور شبكة المعلومات الدولية(الإنترنت)،
▫ وقد تعرضت إحدى الشركات الصناعية عام (1980م) في كندا والتي تشترك مع (20) شركة في شبكة (داتا –باك) للمعلوماتية والاتصالات لظهور خطأ طفيف ناتج عن تحميل النظام مهام فوق طاقته بعد مضي عام من تنفيذ بنك المعلومات لهذه الشركات، وأثناء إصلاح الخطأ تبين وجود مجهول يستخدم بنك المعلومات، وبعد ذلك تم فتح تحقيق بخصوص هذا الموضوع وأثناء التحقيق تم تدمير جزء كبير من الذاكرة، وبعد المضي في التحقيقات تبين أن هناك أربعة شبان في أوائل العقد الثاني من العمر، يدرسون المعلوماتية في أحد معاهد نيويورك هم من قام بهذا العمل عن طريق الهاتف.
🔊 وفي عام (1988م) ظهرت أول جريمة معلوماتية ذائعة الصيت وهي حادثة موريس؛ حيث استطاع الشاب موريس والذي يبلغ من العمر (23) عاماً من نشر فيروس الكتروني هاجم آلاف الحاسبات عن طريق الانترنت باستغلال الثغرات الموجودة في أنظمة التشغيل، وكذلك الثغرات الموجودة في الشبكة؛ حتى تمكن من تعطيل الخدمة ما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بها، حيث قدرت عدد الاجهزة المصابة جراء هذا الفايروس بستة آلاف جهاز حاسب آلي، وقدرت الخسائر لإعادة تأهيل الأنظمة وتشغيل المواقع ما يقارب المائة مليون دولار.
▪ أول جريمة معلوماتية وقعت كانت في عام (1958م) في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الحاسب الآلي؛ والجدير بالذكر أن الجرائم المعلوماتية انتشرت بشكل كبير مع ظهور شبكة المعلومات الدولية(الإنترنت)،
▫ وقد تعرضت إحدى الشركات الصناعية عام (1980م) في كندا والتي تشترك مع (20) شركة في شبكة (داتا –باك) للمعلوماتية والاتصالات لظهور خطأ طفيف ناتج عن تحميل النظام مهام فوق طاقته بعد مضي عام من تنفيذ بنك المعلومات لهذه الشركات، وأثناء إصلاح الخطأ تبين وجود مجهول يستخدم بنك المعلومات، وبعد ذلك تم فتح تحقيق بخصوص هذا الموضوع وأثناء التحقيق تم تدمير جزء كبير من الذاكرة، وبعد المضي في التحقيقات تبين أن هناك أربعة شبان في أوائل العقد الثاني من العمر، يدرسون المعلوماتية في أحد معاهد نيويورك هم من قام بهذا العمل عن طريق الهاتف.
🔊 وفي عام (1988م) ظهرت أول جريمة معلوماتية ذائعة الصيت وهي حادثة موريس؛ حيث استطاع الشاب موريس والذي يبلغ من العمر (23) عاماً من نشر فيروس الكتروني هاجم آلاف الحاسبات عن طريق الانترنت باستغلال الثغرات الموجودة في أنظمة التشغيل، وكذلك الثغرات الموجودة في الشبكة؛ حتى تمكن من تعطيل الخدمة ما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بها، حيث قدرت عدد الاجهزة المصابة جراء هذا الفايروس بستة آلاف جهاز حاسب آلي، وقدرت الخسائر لإعادة تأهيل الأنظمة وتشغيل المواقع ما يقارب المائة مليون دولار.
والله أعلم وأحكم، ونلقاكم الأسبوع القادم بعون الله تعالى.
إعداد د. محمد الفريحي
إعداد د. محمد الفريحي
أبو يعلى
(380 - 458 هـ = 990 - 1066 م)
محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء، أبو يعلى: عالم عصره في الاصول والفروع وأنواع الفنون.من أهل بغداد.ارتفعت مكانته عند القادر والقائم العباسيين. وولاه القائم قضاء دار الخلافة والحريم، وحران وحلوان، وكان قد امتنع، واشترط أن لا يحضر أيام المواكب، ولا يخرج في الاستقبالات ولا يقصد دار السلطان، فقبل القائم شرطه. له تصانيف كثيرة، منها (الايمان - خ) و (الاحكام السلطانية - ط) و (الكفاية في أصول الفقه - خ) المجلد الرابع منه، في دار الكتب المصرية، و (أحكام القرآن)و (عيون المسائل) و (أربع مقدمات في أصول الديانات) و (تبرئة معاوية) و (العدة - خ) في أصول الفقه، و (مقدمة في الادب) و (كتاب الطب) و (كتاب اللباس) و (المجرد) فقه، على مذهب الإمام أحمد، وردود على (الاشعرية) و (الكرامية) و (السالمية) و (المجسمة) و (ابن اللبان) وغير ذلك.
وكان شيخ الحنابلة.
الأعلام للزركلي
(380 - 458 هـ = 990 - 1066 م)
محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء، أبو يعلى: عالم عصره في الاصول والفروع وأنواع الفنون.من أهل بغداد.ارتفعت مكانته عند القادر والقائم العباسيين. وولاه القائم قضاء دار الخلافة والحريم، وحران وحلوان، وكان قد امتنع، واشترط أن لا يحضر أيام المواكب، ولا يخرج في الاستقبالات ولا يقصد دار السلطان، فقبل القائم شرطه. له تصانيف كثيرة، منها (الايمان - خ) و (الاحكام السلطانية - ط) و (الكفاية في أصول الفقه - خ) المجلد الرابع منه، في دار الكتب المصرية، و (أحكام القرآن)و (عيون المسائل) و (أربع مقدمات في أصول الديانات) و (تبرئة معاوية) و (العدة - خ) في أصول الفقه، و (مقدمة في الادب) و (كتاب الطب) و (كتاب اللباس) و (المجرد) فقه، على مذهب الإمام أحمد، وردود على (الاشعرية) و (الكرامية) و (السالمية) و (المجسمة) و (ابن اللبان) وغير ذلك.
وكان شيخ الحنابلة.
الأعلام للزركلي
سير أعلام النبلاء - (35 / 74)
40 - القاضي أبو يعلى البغدادي محمد بن الحسين
الإمام، العلامة، شيخ الحنابلة، القاضي، أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي، الحنبلي، ابن الفراء، صاحب(التعليقة)الكبرى، والتصانيف المفيدة في المذهب.
ولد:في أول سنة ثمانين وثلاث مائة.
وسمع:علي بن عمر الحربي، وإسماعيل بن سويد، وأبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وابن أخي ميمي، وأم الفتح بنت أحمد بن كامل، وأبا طاهر المخلص، وأبا الطيب بن منتاب، وابن معروف القاضي، وطائفة.
وأملى عدة مجالس.
حدث عنه:الخطيب، وأبو الخطاب الكلوذاني، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو غالب بن البناء، وأخوه يحيى بن البناء، وأبو العز بن كادش، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي، وابنه القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني.
وحدث عنه من القدماء المقرئ أبو علي الأهوازي أفتى ودرس، وتخرج به الأصحاب، وانتهت إليه الإمامة في الفقه، وكان عالم العراق في زمانه، مع معرفة بعلوم القرآن وتفسيره، والنظر والأصول، وكان أبوه من أعيان الحنفية، ومن شهود الحضرة، فمات ولأبي يعلى عشرة أعوام، فلقنه مقرئه العبادات من(مختصر)الخرقي، فلذ له الفقه، وتحول إلى حلقة أبي عبد الله بن حامد، شيخ الحنابلة، فصحبه أعواما، وبرع في الفقه عنده، وتصدر بأمره للإفادة سنة اثنتين وأربع مائة، وأول سماعه من علي بن معروف في سنة(385).
وقد سمع بمكة ودمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر، وبحلب، وجمع كتاب(إبطال تأويل الصفات)فقاموا عليه لما فيه من الواهي والموضوع، فخرج إلى العلماء من القادر بالله المعتقد الذي جمعه، وحمل إلى القادر كتاب(إبطال التأويل)فأعجبه، وجرت أمور وفتن - نسأل الله العافية - ثم أصلح بين الفريقين الوزير علي بن المسلمة، وقال في الملأ:القرآن كلام الله، وأخبار الصفات تمر كما جاءت.
ثم ولي أبو يعلى القضاء بدار الخلافة والحريم، مع قضاء حران وحلوان، وقد تلا بالقراءات العشر، وكان ذا عبادة وتهجد، وملازمة للتصنيف، مع الجلالة والمهابة، ولم تكن له يد طولى في معرفة الحديث، فربما احتج بالواهي.
تفقه عليه أبو الحسن البغدادي، وأبو جعفر الهاشمي، وأبو الغنائم بن الغباري، وأبو علي بن البناء، وأبو الوفاء بن القواس، وأبو الحسن النهري، وابن عقيل، وأبو الخطاب، وأبو الحسن بن جدا، وأبو يعلى الكيال، وأبو الفرج الشيرازي.
ألف كتاب(أحكام القرآن)، و(مسائل الإيمان)، و(المعتمد)، ومختصره، و(المقتبس)، و(عيون المسائل)، و(الرد على الكرامية)، و(الرد على السالمية والمجسمة)، و(الرد على الجهمية)، و(الكلام في الاستواء)، و(العدة)في أصول الفقه؛ومختصرها، و(فضائل أحمد)، وكتاب(الطب)، وتواليف كثيرة سقتها في(تاريخ الإسلام).
وكان متعففا، نزه النفس، كبير القدر، ثخين الورع.
توفي:سنة ثمان وخمسين وأربع مائة.
ومات فيها:البيهقي، وقاضي سارية أبو إسحاق إبراهيم بن محمد السروي، وأبو علي الحسن بن غالب المقرئ، وأبو الطيب عبد الرزاق بن شمة، وأبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده - صاحب(المحكم) - والقاضي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد العبادي بهراة.(18/92)
40 - القاضي أبو يعلى البغدادي محمد بن الحسين
الإمام، العلامة، شيخ الحنابلة، القاضي، أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي، الحنبلي، ابن الفراء، صاحب(التعليقة)الكبرى، والتصانيف المفيدة في المذهب.
ولد:في أول سنة ثمانين وثلاث مائة.
وسمع:علي بن عمر الحربي، وإسماعيل بن سويد، وأبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وابن أخي ميمي، وأم الفتح بنت أحمد بن كامل، وأبا طاهر المخلص، وأبا الطيب بن منتاب، وابن معروف القاضي، وطائفة.
وأملى عدة مجالس.
حدث عنه:الخطيب، وأبو الخطاب الكلوذاني، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو غالب بن البناء، وأخوه يحيى بن البناء، وأبو العز بن كادش، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي، وابنه القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني.
وحدث عنه من القدماء المقرئ أبو علي الأهوازي أفتى ودرس، وتخرج به الأصحاب، وانتهت إليه الإمامة في الفقه، وكان عالم العراق في زمانه، مع معرفة بعلوم القرآن وتفسيره، والنظر والأصول، وكان أبوه من أعيان الحنفية، ومن شهود الحضرة، فمات ولأبي يعلى عشرة أعوام، فلقنه مقرئه العبادات من(مختصر)الخرقي، فلذ له الفقه، وتحول إلى حلقة أبي عبد الله بن حامد، شيخ الحنابلة، فصحبه أعواما، وبرع في الفقه عنده، وتصدر بأمره للإفادة سنة اثنتين وأربع مائة، وأول سماعه من علي بن معروف في سنة(385).
وقد سمع بمكة ودمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر، وبحلب، وجمع كتاب(إبطال تأويل الصفات)فقاموا عليه لما فيه من الواهي والموضوع، فخرج إلى العلماء من القادر بالله المعتقد الذي جمعه، وحمل إلى القادر كتاب(إبطال التأويل)فأعجبه، وجرت أمور وفتن - نسأل الله العافية - ثم أصلح بين الفريقين الوزير علي بن المسلمة، وقال في الملأ:القرآن كلام الله، وأخبار الصفات تمر كما جاءت.
ثم ولي أبو يعلى القضاء بدار الخلافة والحريم، مع قضاء حران وحلوان، وقد تلا بالقراءات العشر، وكان ذا عبادة وتهجد، وملازمة للتصنيف، مع الجلالة والمهابة، ولم تكن له يد طولى في معرفة الحديث، فربما احتج بالواهي.
تفقه عليه أبو الحسن البغدادي، وأبو جعفر الهاشمي، وأبو الغنائم بن الغباري، وأبو علي بن البناء، وأبو الوفاء بن القواس، وأبو الحسن النهري، وابن عقيل، وأبو الخطاب، وأبو الحسن بن جدا، وأبو يعلى الكيال، وأبو الفرج الشيرازي.
ألف كتاب(أحكام القرآن)، و(مسائل الإيمان)، و(المعتمد)، ومختصره، و(المقتبس)، و(عيون المسائل)، و(الرد على الكرامية)، و(الرد على السالمية والمجسمة)، و(الرد على الجهمية)، و(الكلام في الاستواء)، و(العدة)في أصول الفقه؛ومختصرها، و(فضائل أحمد)، وكتاب(الطب)، وتواليف كثيرة سقتها في(تاريخ الإسلام).
وكان متعففا، نزه النفس، كبير القدر، ثخين الورع.
توفي:سنة ثمان وخمسين وأربع مائة.
ومات فيها:البيهقي، وقاضي سارية أبو إسحاق إبراهيم بن محمد السروي، وأبو علي الحسن بن غالب المقرئ، وأبو الطيب عبد الرزاق بن شمة، وأبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده - صاحب(المحكم) - والقاضي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد العبادي بهراة.(18/92)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم في لقائنا الرابع مع ( القواعد الشرعية المتعلقة بالاحتساب)
سيكون حديثنا الليلة عن : القاعدة الرابعة من القواعد الكبرى، وهي قاعدة: " الضرر يزال " .
وتعني هذه القاعدة : أن كل ضرر فإنه واجب الإزالة، وبالنظر إلى لفظ (لا ضرر ولا ضرار) فإن معناه نفي الضرر والضرار، وهو نفي لما ليس بمنتف حقيقة، فيكون المراد النهي والتحريم.] شرح القواعد الفقهية، للزرقا ص113[.
وللقاعدة عدة صيغ :
1- الضرر لا يزال بالضرر.
2- لا ضرر ولا ضرار.: قال الشيخ الشنقيطي – رحمه الله - عند تفسيره لقوله تعالى: ( وما جعل عليكم في الدين من حرج) [الحج:٧٨]: "بين تعالى في هذه الآية الكريمة: أن هذه الحنيفية السمحة التي جاء بها سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- ، أنها مبنية على التخفيف والتيسير، لا على الضيق والحرج، وقد رفع الله فيها الآصار والأغلال التي كانت على من قبلنا.. وما تضمنته هذه الآية الكريمة من رفع الحرج، والتخفيف في شريعة نبينا -صلى الله عليه وسلم- هو إحدى القواعد الخمس، التي بني عليها الفقه الإسلامي، وهي هذه الخمس: الأولى: الضــرر يزال، ومن أدلتها حديث: "لا ضرر ولا ضرار"( )، وقال : "وليس للمسلم أن يضـر بأخيه، للحديث (لا ضرر ولا ضرار)" ]أضواء البيان، للشنقيطي (ص 1252)[.
3- يزال الضرر بلا ضرر.
4- الضرر لا يزال مثله، ولا بما هو فوقه بالأولى، بل بما هو دونه.
أهمية القاعدة :
قال ابن القيم – رحمه الله - : " إن حكمة الشارع اقتضت رفع الضرر عن المكلفين ما أمكن، فإن لم يمكن رفعه إلا بضرر أعظم منه بقاه على حاله، وإن أمكن رفعه بالتزام ضرر دونه رفعه به " ] إعلام الموقعين عن رب العالمين (2/ 92)[.
أما أصلها فقوله تعالى : (ولا يضار كاتب ولا شهيد) وقوله تعالى : (ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا) وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا ضرر ولا ضرار" ، وغيرها من الأدلة.
تطبيقات القاعدة في الحسبة :
1- إذا طالت أغصان شجرة لشخص وتدلت على دار جاره فأضرته يكلف رفعها أو قطعها دفعاً للضرر عن الجار.
2- إذا قام أصحاب المحلات بالاستيلاء على الأزقة والممرات لعرض بضائعهم، فإن المحتسب يمنعهم من ذلك دفعاً للضرر الذي يلحق بالناس، ولأن ذلك من شأنه مزاحمة الرجال للنساء وملامستهنّ.قال ابن الأخوة القرشي :" أما الطرقات الضيقة فلا يجوز لأحد من السوقة الجلوس فيها، ولا إخراج مصطبة دكانه عن سمت أركان السقائف إلى الممر؛ لأنه عدوان، ويضيق على المارة فيجب على المحتسب إزالته، والمنع من فعله لما في ذلك من لحوق الضرر بالناس، وكذا إخراج الفواصل، والأجنحة، وغرس الأشجار، ونصب الدكة في الطرق الضيقة منكر يجب المنع منه" ]معالم القربة ص91[ .
روى بان عساكر في تاريخ دمشق قال : " قدم عمر بن الخطاب مكة، فوقف على الردم فقال له أهل مكة: إن أبا سفيان قد سدّ علينا مجرى السيل بأحجار وضعها هناك، فقال: عليَّ بأبي سفيان، فجاء فقال: لا أبرح حتى تنقل هذه الحجارة، حجراً حجراً بنفسك، فجعل ينقلها، فلما رأى ذلك عمر قال: الحمد لله الذي جعل عمر يأمر أبا سفيان ببطن مكة فيطيعه. ]تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 470)[.
3- ومن تطبيقات هذه القاعدة في عمل الحسبة: السكوت على إنكار المنكر، إذا كان إنكاره سيؤدي إلى منكر أعظم منه، ومن ذلك سب آلهة الكفار إذا كان سبها سيؤول إلى سب الله تعالى، أو سب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أو سب تعاليم دين الإسلام، قال القرطبي: "قال ابن عطية: والإجماع منعقد على أن النهي عن المنكر فرض لمن أطاقه، وأمن الضــرر على نفسه وعلى المسلمين، فإذا خاف فينكر بقلبه ويهجر ذا المنكر ولا يخالطه" ]الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (6/253)[.
4- ومن تطبيقاتها في عمل المحتسب: منع المتسوقين من إيقاف سياراتهم أمام بوابات الأسواق، وعلى الأرصفة، لما في ذلك من الإضرار بمصلحة العامة من المتسوقين والمارة، كذلك منع الميازيب والمظلات التي تطل على الطرقات، لما فيها من الحاق الضـرر بالعامة، وإن كانت هناك مصلحة خاصة متحققة من وجودها، وقد أمر عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بقلع ميزاب كان في دار العباس بن عبد المطلب إلى طريق بين الصفا والمروة، قال السنامي في ] نصاب الاحتساب، للسنامي(ص 353)[: "الميزاب إذا كان في الشوارع يقلع".
5- ومن ذلك منع المارّ من الجلوس في الطريق، إذا كان جلوسه يضرّ بالمارة، فإن جلس للاستراحة بأن عيي، لا يمنع من ذلك إذا كان لا يضر بالمارة، وإن قعد بغير حاجة يمنع منه.
ومن تطبيقاتها أيضاً :
1 - لا يجوز للإنسان أن يدفع الغرق عن أرضه بإغراق أرض غيره.
2 - لا يجوز للإنسان أن يحفظ ماله بإتلاف مال غيره.
3 - لا يجوز للمضطر أن يتناول طعام مضطر آخر، ولا أن يأكل بدن آدمي
".
أحييكم في لقائنا الرابع مع ( القواعد الشرعية المتعلقة بالاحتساب)
سيكون حديثنا الليلة عن : القاعدة الرابعة من القواعد الكبرى، وهي قاعدة: " الضرر يزال " .
وتعني هذه القاعدة : أن كل ضرر فإنه واجب الإزالة، وبالنظر إلى لفظ (لا ضرر ولا ضرار) فإن معناه نفي الضرر والضرار، وهو نفي لما ليس بمنتف حقيقة، فيكون المراد النهي والتحريم.] شرح القواعد الفقهية، للزرقا ص113[.
وللقاعدة عدة صيغ :
1- الضرر لا يزال بالضرر.
2- لا ضرر ولا ضرار.: قال الشيخ الشنقيطي – رحمه الله - عند تفسيره لقوله تعالى: ( وما جعل عليكم في الدين من حرج) [الحج:٧٨]: "بين تعالى في هذه الآية الكريمة: أن هذه الحنيفية السمحة التي جاء بها سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- ، أنها مبنية على التخفيف والتيسير، لا على الضيق والحرج، وقد رفع الله فيها الآصار والأغلال التي كانت على من قبلنا.. وما تضمنته هذه الآية الكريمة من رفع الحرج، والتخفيف في شريعة نبينا -صلى الله عليه وسلم- هو إحدى القواعد الخمس، التي بني عليها الفقه الإسلامي، وهي هذه الخمس: الأولى: الضــرر يزال، ومن أدلتها حديث: "لا ضرر ولا ضرار"( )، وقال : "وليس للمسلم أن يضـر بأخيه، للحديث (لا ضرر ولا ضرار)" ]أضواء البيان، للشنقيطي (ص 1252)[.
3- يزال الضرر بلا ضرر.
4- الضرر لا يزال مثله، ولا بما هو فوقه بالأولى، بل بما هو دونه.
أهمية القاعدة :
قال ابن القيم – رحمه الله - : " إن حكمة الشارع اقتضت رفع الضرر عن المكلفين ما أمكن، فإن لم يمكن رفعه إلا بضرر أعظم منه بقاه على حاله، وإن أمكن رفعه بالتزام ضرر دونه رفعه به " ] إعلام الموقعين عن رب العالمين (2/ 92)[.
أما أصلها فقوله تعالى : (ولا يضار كاتب ولا شهيد) وقوله تعالى : (ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا) وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا ضرر ولا ضرار" ، وغيرها من الأدلة.
تطبيقات القاعدة في الحسبة :
1- إذا طالت أغصان شجرة لشخص وتدلت على دار جاره فأضرته يكلف رفعها أو قطعها دفعاً للضرر عن الجار.
2- إذا قام أصحاب المحلات بالاستيلاء على الأزقة والممرات لعرض بضائعهم، فإن المحتسب يمنعهم من ذلك دفعاً للضرر الذي يلحق بالناس، ولأن ذلك من شأنه مزاحمة الرجال للنساء وملامستهنّ.قال ابن الأخوة القرشي :" أما الطرقات الضيقة فلا يجوز لأحد من السوقة الجلوس فيها، ولا إخراج مصطبة دكانه عن سمت أركان السقائف إلى الممر؛ لأنه عدوان، ويضيق على المارة فيجب على المحتسب إزالته، والمنع من فعله لما في ذلك من لحوق الضرر بالناس، وكذا إخراج الفواصل، والأجنحة، وغرس الأشجار، ونصب الدكة في الطرق الضيقة منكر يجب المنع منه" ]معالم القربة ص91[ .
روى بان عساكر في تاريخ دمشق قال : " قدم عمر بن الخطاب مكة، فوقف على الردم فقال له أهل مكة: إن أبا سفيان قد سدّ علينا مجرى السيل بأحجار وضعها هناك، فقال: عليَّ بأبي سفيان، فجاء فقال: لا أبرح حتى تنقل هذه الحجارة، حجراً حجراً بنفسك، فجعل ينقلها، فلما رأى ذلك عمر قال: الحمد لله الذي جعل عمر يأمر أبا سفيان ببطن مكة فيطيعه. ]تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 470)[.
3- ومن تطبيقات هذه القاعدة في عمل الحسبة: السكوت على إنكار المنكر، إذا كان إنكاره سيؤدي إلى منكر أعظم منه، ومن ذلك سب آلهة الكفار إذا كان سبها سيؤول إلى سب الله تعالى، أو سب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أو سب تعاليم دين الإسلام، قال القرطبي: "قال ابن عطية: والإجماع منعقد على أن النهي عن المنكر فرض لمن أطاقه، وأمن الضــرر على نفسه وعلى المسلمين، فإذا خاف فينكر بقلبه ويهجر ذا المنكر ولا يخالطه" ]الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (6/253)[.
4- ومن تطبيقاتها في عمل المحتسب: منع المتسوقين من إيقاف سياراتهم أمام بوابات الأسواق، وعلى الأرصفة، لما في ذلك من الإضرار بمصلحة العامة من المتسوقين والمارة، كذلك منع الميازيب والمظلات التي تطل على الطرقات، لما فيها من الحاق الضـرر بالعامة، وإن كانت هناك مصلحة خاصة متحققة من وجودها، وقد أمر عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بقلع ميزاب كان في دار العباس بن عبد المطلب إلى طريق بين الصفا والمروة، قال السنامي في ] نصاب الاحتساب، للسنامي(ص 353)[: "الميزاب إذا كان في الشوارع يقلع".
5- ومن ذلك منع المارّ من الجلوس في الطريق، إذا كان جلوسه يضرّ بالمارة، فإن جلس للاستراحة بأن عيي، لا يمنع من ذلك إذا كان لا يضر بالمارة، وإن قعد بغير حاجة يمنع منه.
ومن تطبيقاتها أيضاً :
1 - لا يجوز للإنسان أن يدفع الغرق عن أرضه بإغراق أرض غيره.
2 - لا يجوز للإنسان أن يحفظ ماله بإتلاف مال غيره.
3 - لا يجوز للمضطر أن يتناول طعام مضطر آخر، ولا أن يأكل بدن آدمي
".
نوقش مساء اليوم البحث التكميلي في قسم الحسبة والرقابة المقدم من الطالب سهيل بن صالح الغامدي
بعنوان قاعدة الضرر يزال وتطبيقاتها في الحسبة
وقد حصل الباحث على تقدير ممتاز
أ+
بعنوان قاعدة الضرر يزال وتطبيقاتها في الحسبة
وقد حصل الباحث على تقدير ممتاز
أ+
جامع الكتب التسعة by Arabia For Information Technology
https://appsto.re/sa/UsfIeb.i
https://appsto.re/sa/UsfIeb.i
App Store
جامع الكتب التسعة
جامع الكتب التسعة أدق وأشمل تطبيق إسلامي خاص بعلم الحديث النبوي الشريف يشتمل على كتب الحديث التسعة المشهورة لدى علماء السنة النبوية الشريفة والتي تعتبر أهم المراجع وأوفاها وأشملها للحديث الشريف والتي تتضمن فتح الباري شرح صحيح البخاري و كتاب صحيح مسلم بشرح…
📖 *التأصیل الرقابي في السیاسة الشرعیة الإسلامیة والنظم الإداریة المعاصرة*
لـ أ. أسامة رضوان الجوارنة و د. محمد خلف بني سلامة
المنشور في المجلة الأردنية في الدراسات الإسلامية الصادرة من جامعة آل البيت المجلد 9 العدد 3 عام 1435 هـ.
لـ أ. أسامة رضوان الجوارنة و د. محمد خلف بني سلامة
المنشور في المجلة الأردنية في الدراسات الإسلامية الصادرة من جامعة آل البيت المجلد 9 العدد 3 عام 1435 هـ.
✏️ *ملخص الدراسة:*
أظهرت هذه الدراسة التأصیل لقضیة أساسیة من قضایا هذا العصر وذلك من خلال إرجاعها إلى أصولها لمعالجة الواقع المعاش وهذه الدراسة المعنونة بـ "التأصیل الرقابي في السیاسة الشرعیة الإسلامیة والنظم الإداریة المعاصرة" جاءت مؤسسة لفكر رقابي على أجهزة الحیاة المختلفة لضمان إحقاق الحق و تحقیق العدالة الاجتماعیة من خلال التأكید على أهمیة الرقابة في العمل الإداري وتكییف هذه الرقابة بوصفها عبادة، شاملة، مقاصدیة، لتحقیق الهدف الأسمى منها.
أظهرت هذه الدراسة التأصیل لقضیة أساسیة من قضایا هذا العصر وذلك من خلال إرجاعها إلى أصولها لمعالجة الواقع المعاش وهذه الدراسة المعنونة بـ "التأصیل الرقابي في السیاسة الشرعیة الإسلامیة والنظم الإداریة المعاصرة" جاءت مؤسسة لفكر رقابي على أجهزة الحیاة المختلفة لضمان إحقاق الحق و تحقیق العدالة الاجتماعیة من خلال التأكید على أهمیة الرقابة في العمل الإداري وتكییف هذه الرقابة بوصفها عبادة، شاملة، مقاصدیة، لتحقیق الهدف الأسمى منها.