🔰 بسيط الحقيقة، كل الأشياء.
1️⃣ الجزء الأوَّل:
📜 يُعد كل موجود ذي حقيقة بسيطة، كل الأشياء، كما يُعد ليس أي من الأشياء في نفس الوقت أيضًا، وليس بالإمكان إدراك مفاد ومضمون هذه القاعدة بدون معرفة معنىٰ بسيط الحقيقة.
📜 فالمركب والبسيط، مفهومان متقابلان يمكن أن يقسّم كل منها إِلَىٰ قسمين: خارجي وذهني، فالمركب الخارجي هو الذي يتألف في عالم الخارج من أجزاء مختلفة ترتبط فيها بينها بطريقة خاصة.
📜 والجواهر الجسمانية -حسب اصطلاح الحكماء المسلمين- تؤلف المركبات الخارجية، لأن كل جسم خارجي يتألف من جوهري الهيولىٰ والصورة المرتبطين فيما بينها بطريقة خاصة.
📜 والبسيط الخارجي عبارة عن الشيء الَّذي لا يتألف في الخارج من أجزاء، وإن تمتع في الذهن بنوع من الأجزاء التحليلية. وتُعد الأعراض التسعة من البسائط الخارجية أيضًا، لأن وجودها في الخارج لم يتألف من الهيولىٰ والصورة، كما أن الإشارة إليها بالجنس والفصل، ليست سوىٰ نوع من الإعتبار الذهني، ومن هنا يمكن القول أن الجنس والفصل في المركبات الخارجية يحظيان بأهمية لا يحظيان بها عَلَىٰ صعيد البسائط الخارجية، والقضية الأُخرىٰ الَّتي لا بُدَّ من إثارتها هنا هي:
📜 إن ما يُعد بسيطًا في عالم الخارج، من الممكن أن لا يُعد بسيطًا في الذهن. لأنَّ بإمكان الذهن افتراض مادة وصورة عقليتين للأعراض الَّتي تُعد بسيطة خارجية، وتحديد جنس وفصل لها عن طريق التحليل ومن حيث لا بشرط.
📜 ومن هنا ندرك أن المركبات الذهنية عبارة عن الأُمور ذات الأجزاء التحليلية في عالم الإعتبار، والبسيطة في عالم الخارج.
📜 وَعَلَىٰ ضوء ما ذُكر يتضح لنا عدم وجود بسيط حقيقي في عالم الماهيات والممكنات سواء كان جوهرًا أم عرضًا، لأنَّ ممكن الوجود إذا لم تكن لديه مادة وصورة خارجيتان فلن يتخلىٰ عن الجنس والفصل الإعتباريين عَلَىٰ الأقل، وهذا يعني انحصار البساطة الحقيقية في إطار حقيقة الوجود؛ أي أن الوجود المحض، بسيط الحقيقة، واذا عرفنا معنىٰ البسيط الحقيقي، تعرف أيضًا مراد الحكماء بـ‹بسيط الحقيقة› في عبارة: ‹بسيط الحقيقة، كل الأشياء›.
📜 وعد صدر المتألِّهين الشيرازي هذه القاعدة من غوامض العلوم الالٰهيَّة، ولم يعتبر إدراكها سهلًا أبدًا إلَّا لأُولئك الَّذين أخذ الله بأيديهم إِلَىٰ منبع العلم والحكمة، كما عد التقرير الصحيح لها وإقامة البرهان الصحيح عليها، من خصوصيات فكره. ولا بُدَّ من الإشارة أيضًا إِلَىٰ أن العرفاء قد صبوا اهتمامهم نحو هذه القاعدة أيضًا وتحدثوا عنها بعبارات مختلفة مثل العطار النيشابوري.
📜 وتوجد في سائر آثار العرفاء عبارات تدل بوضوح عَلَىٰ مضمون قاعدة ‹بسيط الحقيقة›. ورغم ذلك يجب أن لا نغفل عن دور صدر المتألِّهين الشيرازي في تنظيم هذه القاعدة وإقامة البرهان عليها، وخلاصة برهانه هي:
📜 كل هوية بالإمكان سلب شيء منها، تحصل ذاتها من إيجاب «ثبوت ذاتها لذاتها»، وسلب «نفي غير ذاتها». ولا شك في أن الشيء إذا تحصل من الإيجاب والسلب، فهو مركب لا محالة، والنتيجة الَّتي ينتهىٰ إليها من هاتين المقدمتين هي:
📜 كل هوية يجوز سلب الأشياء منها، هوية مركبة، ولو انعكست هذه القضية بعكس نقيضها لحصلت النتيجة المطلوبة. وعكس نقيض هذه القضية كالتالي:
📜 كل شيء إذا كان في حد ذاته بسيط الحقيقة، لا يجوز سلب الأشياء عنه.
📜 وما جاء في هذه القضية، تعبير آخر لما استعرضه الحكماء في آثارهم تحت عنوان «بسيط الحقيقة، كل الأشياء».
🔻 يتبع أيها الأعزة الكرام.
【 @alhikmat_almutaealie 】
1️⃣ الجزء الأوَّل:
📜 يُعد كل موجود ذي حقيقة بسيطة، كل الأشياء، كما يُعد ليس أي من الأشياء في نفس الوقت أيضًا، وليس بالإمكان إدراك مفاد ومضمون هذه القاعدة بدون معرفة معنىٰ بسيط الحقيقة.
📜 فالمركب والبسيط، مفهومان متقابلان يمكن أن يقسّم كل منها إِلَىٰ قسمين: خارجي وذهني، فالمركب الخارجي هو الذي يتألف في عالم الخارج من أجزاء مختلفة ترتبط فيها بينها بطريقة خاصة.
📜 والجواهر الجسمانية -حسب اصطلاح الحكماء المسلمين- تؤلف المركبات الخارجية، لأن كل جسم خارجي يتألف من جوهري الهيولىٰ والصورة المرتبطين فيما بينها بطريقة خاصة.
📜 والبسيط الخارجي عبارة عن الشيء الَّذي لا يتألف في الخارج من أجزاء، وإن تمتع في الذهن بنوع من الأجزاء التحليلية. وتُعد الأعراض التسعة من البسائط الخارجية أيضًا، لأن وجودها في الخارج لم يتألف من الهيولىٰ والصورة، كما أن الإشارة إليها بالجنس والفصل، ليست سوىٰ نوع من الإعتبار الذهني، ومن هنا يمكن القول أن الجنس والفصل في المركبات الخارجية يحظيان بأهمية لا يحظيان بها عَلَىٰ صعيد البسائط الخارجية، والقضية الأُخرىٰ الَّتي لا بُدَّ من إثارتها هنا هي:
📜 إن ما يُعد بسيطًا في عالم الخارج، من الممكن أن لا يُعد بسيطًا في الذهن. لأنَّ بإمكان الذهن افتراض مادة وصورة عقليتين للأعراض الَّتي تُعد بسيطة خارجية، وتحديد جنس وفصل لها عن طريق التحليل ومن حيث لا بشرط.
📜 ومن هنا ندرك أن المركبات الذهنية عبارة عن الأُمور ذات الأجزاء التحليلية في عالم الإعتبار، والبسيطة في عالم الخارج.
📜 وَعَلَىٰ ضوء ما ذُكر يتضح لنا عدم وجود بسيط حقيقي في عالم الماهيات والممكنات سواء كان جوهرًا أم عرضًا، لأنَّ ممكن الوجود إذا لم تكن لديه مادة وصورة خارجيتان فلن يتخلىٰ عن الجنس والفصل الإعتباريين عَلَىٰ الأقل، وهذا يعني انحصار البساطة الحقيقية في إطار حقيقة الوجود؛ أي أن الوجود المحض، بسيط الحقيقة، واذا عرفنا معنىٰ البسيط الحقيقي، تعرف أيضًا مراد الحكماء بـ‹بسيط الحقيقة› في عبارة: ‹بسيط الحقيقة، كل الأشياء›.
📜 وعد صدر المتألِّهين الشيرازي هذه القاعدة من غوامض العلوم الالٰهيَّة، ولم يعتبر إدراكها سهلًا أبدًا إلَّا لأُولئك الَّذين أخذ الله بأيديهم إِلَىٰ منبع العلم والحكمة، كما عد التقرير الصحيح لها وإقامة البرهان الصحيح عليها، من خصوصيات فكره. ولا بُدَّ من الإشارة أيضًا إِلَىٰ أن العرفاء قد صبوا اهتمامهم نحو هذه القاعدة أيضًا وتحدثوا عنها بعبارات مختلفة مثل العطار النيشابوري.
📜 وتوجد في سائر آثار العرفاء عبارات تدل بوضوح عَلَىٰ مضمون قاعدة ‹بسيط الحقيقة›. ورغم ذلك يجب أن لا نغفل عن دور صدر المتألِّهين الشيرازي في تنظيم هذه القاعدة وإقامة البرهان عليها، وخلاصة برهانه هي:
📜 كل هوية بالإمكان سلب شيء منها، تحصل ذاتها من إيجاب «ثبوت ذاتها لذاتها»، وسلب «نفي غير ذاتها». ولا شك في أن الشيء إذا تحصل من الإيجاب والسلب، فهو مركب لا محالة، والنتيجة الَّتي ينتهىٰ إليها من هاتين المقدمتين هي:
📜 كل هوية يجوز سلب الأشياء منها، هوية مركبة، ولو انعكست هذه القضية بعكس نقيضها لحصلت النتيجة المطلوبة. وعكس نقيض هذه القضية كالتالي:
📜 كل شيء إذا كان في حد ذاته بسيط الحقيقة، لا يجوز سلب الأشياء عنه.
📜 وما جاء في هذه القضية، تعبير آخر لما استعرضه الحكماء في آثارهم تحت عنوان «بسيط الحقيقة، كل الأشياء».
🔻 يتبع أيها الأعزة الكرام.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔰 بسيط الحقيقة، كل الأشياء.
2️⃣ الجزء الثاني:
📜 وقد عُرِض هذا البرهان بصورة أُخرىٰ قريبة جدًا مما أُشير إليه هنا:
📜 حينما نقول عَلَىٰ سبيل المثال: الإنسان ليس فرسًا، فلا تخرج حيثية عدم كون الانسان فرسًا عن حالتين: الأُولىٰ حيثية اللافرس عين حيثية الإنسان، والثانية حيثية اللافرس غير حيثية الإنسان. والحالة الأُولىٰ معناها أن الإنسان ليس فرسًا من حيث هو إنسان. ويلزم هذا المعنىٰ أن نتعقل اللافرسية أيضًا كلما تعقلنا ماهية الإنسان، في حين يكشف الواقع عن خلاف ذلك، لأنَّ تعقل الإنسان ليس بالضرورة أن يرافقه تعقل كونه ليس فرسًا، فكيف يكون عين تعقل اللافرسية؟
📜 أمَّا اذا ما ألقينا نظرة عَلَىٰ الحالة الثانية، اتضح لنا أن حيثية الوجدان ليست حيثية الفقدان والعدم بعينها. ولو كان للشيء في هذه الحالة حيثيتا الوجدان والفقدان، فلا بُدَّ أن يكون مركبًا. ومصدر هذا التركيب، ليس سویٰ نقص الوجود لا غير. ومن هنا فالموجود الَّذي لا نقص فيه وبسيط الحقيقة، عُد كل الأشياء.
📜 وقد يقال هنا أن الفقدانات والأعدام، من الأُمور الإعتبارية المحضة والَّتي لا تتحقق في الواقع ونفس الأمر لا بالذات ولا بالعرض؛ فكيف بالإمكان الزعم أن الشيء يتركب من حيثيتي الوجدان والفقدان؟
📜 ويقال في الإجابة أن هذا الكلام يصدق عَلَىٰ العدم المحض، ولا يصدق عَلَىٰ عدم الملكة وما يدعىٰ بنقصان الوجود، لأن عدم الملكة ونقصان الوجود في عالم الوجود، مصدر للشر والسوء. وليس هناك مفهوم ولا إعتبار محض لما هو مصدر الشر. وقد أُثيرت شبهة أُخرىٰ من قبل المعارضين لهذه القاعدة لا تخلو الإشارة إليها من فائدة.
📜 وتتلخص هذه الشبهة فيما يلي: واجب الوجود تعالىٰ، بسيط الحقيقة ومنزه عن كل تركيب. كما أن ذاته المقدَّسة وفضلًا عن اتصافها بالصفات الثبوتية، متصفة بالصفات السلبية أيضًا. ويعد سلب الجسمية والجوهرية والعرضية وسائر الشؤون الإمكانية، من الصفات السلبية للبارئ تعالىٰ. وأجاب أنصار القاعدة السابقة عَلَىٰ هذه الشبهة بقولهم:
📜 تُعد صفات الله السلبية، سلبًا للنقص والعدم، وكما يُعد سلب السلب وجودًا، يعد سلب النقص كمالًا للوجود أيضًا. وقد قيل الكثير في أن صفات الله السلبية تعني سلب السلب، ولكن الَّذي يتفق عليه الحكماء والعرفاء، ينطبق مع اصطلاح ‹الكثرة في الوحدة›.
📜 وصفوة الكلام هي أن بسيط الحقيقة يمثل كل الوجودات في مرتبة ذاته البسيطة، من حيث هي موجودة لا من حيث هي ناقصة ومحدودة. ويصدق هذا الكلام عَلَىٰ صفات الله الكمالية، كأن يقال: علم البسيط يمثل كل العلوم، من حيث هي علم لا من حيث نسبتها إِلَىٰ الجهل. وقدرة البسيط، تمثل كل القدرات، من حيث هي قدرة لا من حيث اختلاطها بالعجز.
📜 ومن هنا فالوجود الجمعي الواجبي، يقيد الوجودات كافة ويحيط بالوجودات المحدودة ويستوعب كمالاتها، واحاطة الله تعالىٰ بالموجودات، ليس من قبيل احاطة الكل بأجزائه؛ وليس من قبيل إحاطة الكلي بالجزئيات، وانَّما هي مـن قبيل احاطة حقيقة الشيء وأصله بالصور والظلال.
📜 بتعبير آخر: إن علاقة الموجودات بواجب الوجود، ليست من قبيل علاقة ‹نم›¹ و‹يم›². وإذا كانت هناك عبارة للتعبير عن هذه العلاقة، فلا بُدَّ من الإشارة إِلَىٰ ‹الظل› و‹ذي الظل›. وصفوة الكلام هي أن جميع الموجودات والكمالات الموجودة في الأشياء الإمكانية بشكل متفرق ومبعثر، موجودة في الذات الأحدية البسيطة مجموعةً ومتحدة. كما أن تجمع الكمالات في الوجود الواجبي، ليس عَلَىٰ غرار اجتماع الأجزاء في الكل، وليس مثل اندراج الجزئيات والأفراد تحت عنوان كلي، وإنَّما هو بالشكل الَّذي يؤكد وحدة الله تعالىٰ وبساطته، والقضية الَّتي لا يجب تجاهلها هنا هي أن حمل الأشياء عَلَىٰ بسيط الحقيقة، ليس من قبيل الحمل الصناعي الشائع، كما لا يوجد معنىٰ محصل هنا للحمل الأولي الذاتي، لأنَّ ملاك صحة الحمل في الحمل الأولي الذاتي هو اتحاد الموضوع والمحمول في المفهوم، في حين لا يثار هذا الاتحاد في المفهوم عَلَىٰ صعيد حمل الأشياء عَلَىٰ بسيط الحقيقة، ولهذا يعد حمل الأشياء عَلَىٰ بسيط الحقيقة نوعًا من الحمل الَّذي لو أسميناه حملًا مشوبًا عَلَىٰ الصرف أو حملًا محدودًا عَلَىٰ المطلق، لما نطقنا جزافًا.
📚 مناجاة الفيلسوف، من ص٣١٣ إِلَىٰ ص٣١٧ | لــ حضرة الدكتور الأُستاذ غلام حسين إبراهيمي الديناني {دامت بركاته الوافرة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔻 الهوامش:
1️⃣ نم: كلمة فارسية تعني رطوبة رؤوس الأصابع.
2️⃣ يم: بمعنىٰ بحر.
2️⃣ الجزء الثاني:
📜 وقد عُرِض هذا البرهان بصورة أُخرىٰ قريبة جدًا مما أُشير إليه هنا:
📜 حينما نقول عَلَىٰ سبيل المثال: الإنسان ليس فرسًا، فلا تخرج حيثية عدم كون الانسان فرسًا عن حالتين: الأُولىٰ حيثية اللافرس عين حيثية الإنسان، والثانية حيثية اللافرس غير حيثية الإنسان. والحالة الأُولىٰ معناها أن الإنسان ليس فرسًا من حيث هو إنسان. ويلزم هذا المعنىٰ أن نتعقل اللافرسية أيضًا كلما تعقلنا ماهية الإنسان، في حين يكشف الواقع عن خلاف ذلك، لأنَّ تعقل الإنسان ليس بالضرورة أن يرافقه تعقل كونه ليس فرسًا، فكيف يكون عين تعقل اللافرسية؟
📜 أمَّا اذا ما ألقينا نظرة عَلَىٰ الحالة الثانية، اتضح لنا أن حيثية الوجدان ليست حيثية الفقدان والعدم بعينها. ولو كان للشيء في هذه الحالة حيثيتا الوجدان والفقدان، فلا بُدَّ أن يكون مركبًا. ومصدر هذا التركيب، ليس سویٰ نقص الوجود لا غير. ومن هنا فالموجود الَّذي لا نقص فيه وبسيط الحقيقة، عُد كل الأشياء.
📜 وقد يقال هنا أن الفقدانات والأعدام، من الأُمور الإعتبارية المحضة والَّتي لا تتحقق في الواقع ونفس الأمر لا بالذات ولا بالعرض؛ فكيف بالإمكان الزعم أن الشيء يتركب من حيثيتي الوجدان والفقدان؟
📜 ويقال في الإجابة أن هذا الكلام يصدق عَلَىٰ العدم المحض، ولا يصدق عَلَىٰ عدم الملكة وما يدعىٰ بنقصان الوجود، لأن عدم الملكة ونقصان الوجود في عالم الوجود، مصدر للشر والسوء. وليس هناك مفهوم ولا إعتبار محض لما هو مصدر الشر. وقد أُثيرت شبهة أُخرىٰ من قبل المعارضين لهذه القاعدة لا تخلو الإشارة إليها من فائدة.
📜 وتتلخص هذه الشبهة فيما يلي: واجب الوجود تعالىٰ، بسيط الحقيقة ومنزه عن كل تركيب. كما أن ذاته المقدَّسة وفضلًا عن اتصافها بالصفات الثبوتية، متصفة بالصفات السلبية أيضًا. ويعد سلب الجسمية والجوهرية والعرضية وسائر الشؤون الإمكانية، من الصفات السلبية للبارئ تعالىٰ. وأجاب أنصار القاعدة السابقة عَلَىٰ هذه الشبهة بقولهم:
📜 تُعد صفات الله السلبية، سلبًا للنقص والعدم، وكما يُعد سلب السلب وجودًا، يعد سلب النقص كمالًا للوجود أيضًا. وقد قيل الكثير في أن صفات الله السلبية تعني سلب السلب، ولكن الَّذي يتفق عليه الحكماء والعرفاء، ينطبق مع اصطلاح ‹الكثرة في الوحدة›.
📜 وصفوة الكلام هي أن بسيط الحقيقة يمثل كل الوجودات في مرتبة ذاته البسيطة، من حيث هي موجودة لا من حيث هي ناقصة ومحدودة. ويصدق هذا الكلام عَلَىٰ صفات الله الكمالية، كأن يقال: علم البسيط يمثل كل العلوم، من حيث هي علم لا من حيث نسبتها إِلَىٰ الجهل. وقدرة البسيط، تمثل كل القدرات، من حيث هي قدرة لا من حيث اختلاطها بالعجز.
📜 ومن هنا فالوجود الجمعي الواجبي، يقيد الوجودات كافة ويحيط بالوجودات المحدودة ويستوعب كمالاتها، واحاطة الله تعالىٰ بالموجودات، ليس من قبيل احاطة الكل بأجزائه؛ وليس من قبيل إحاطة الكلي بالجزئيات، وانَّما هي مـن قبيل احاطة حقيقة الشيء وأصله بالصور والظلال.
📜 بتعبير آخر: إن علاقة الموجودات بواجب الوجود، ليست من قبيل علاقة ‹نم›¹ و‹يم›². وإذا كانت هناك عبارة للتعبير عن هذه العلاقة، فلا بُدَّ من الإشارة إِلَىٰ ‹الظل› و‹ذي الظل›. وصفوة الكلام هي أن جميع الموجودات والكمالات الموجودة في الأشياء الإمكانية بشكل متفرق ومبعثر، موجودة في الذات الأحدية البسيطة مجموعةً ومتحدة. كما أن تجمع الكمالات في الوجود الواجبي، ليس عَلَىٰ غرار اجتماع الأجزاء في الكل، وليس مثل اندراج الجزئيات والأفراد تحت عنوان كلي، وإنَّما هو بالشكل الَّذي يؤكد وحدة الله تعالىٰ وبساطته، والقضية الَّتي لا يجب تجاهلها هنا هي أن حمل الأشياء عَلَىٰ بسيط الحقيقة، ليس من قبيل الحمل الصناعي الشائع، كما لا يوجد معنىٰ محصل هنا للحمل الأولي الذاتي، لأنَّ ملاك صحة الحمل في الحمل الأولي الذاتي هو اتحاد الموضوع والمحمول في المفهوم، في حين لا يثار هذا الاتحاد في المفهوم عَلَىٰ صعيد حمل الأشياء عَلَىٰ بسيط الحقيقة، ولهذا يعد حمل الأشياء عَلَىٰ بسيط الحقيقة نوعًا من الحمل الَّذي لو أسميناه حملًا مشوبًا عَلَىٰ الصرف أو حملًا محدودًا عَلَىٰ المطلق، لما نطقنا جزافًا.
📚 مناجاة الفيلسوف، من ص٣١٣ إِلَىٰ ص٣١٧ | لــ حضرة الدكتور الأُستاذ غلام حسين إبراهيمي الديناني {دامت بركاته الوافرة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔻 الهوامش:
1️⃣ نم: كلمة فارسية تعني رطوبة رؤوس الأصابع.
2️⃣ يم: بمعنىٰ بحر.
📌 إشراقة جلالية.
📜 السؤال والجواب ينطلقان من العلم
📜 كانطلاق الشوكة والزهرة من التراب والماء
📜 الضلال والهدىٰ ينطلقان من العلم
📜 كانطلاق المر والحلو من الندىٰ
📜 البغض والولاء ينطلقان من المعرفة
📜 والسقم والشفاء من الطعام الطيب
📜 العلم بحر بلا حد ولا ضفاف
📜 وطالب العلم، غواص البحار
📜 ولو امتد عمره آلاف السنين
📜 لن يمل من البحث والتحري
🖌️ لــ حضرة سلطان العلماء مولانا جَلَال الْدِّينِ الرُّومي البلخي {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 السؤال والجواب ينطلقان من العلم
📜 كانطلاق الشوكة والزهرة من التراب والماء
📜 الضلال والهدىٰ ينطلقان من العلم
📜 كانطلاق المر والحلو من الندىٰ
📜 البغض والولاء ينطلقان من المعرفة
📜 والسقم والشفاء من الطعام الطيب
📜 العلم بحر بلا حد ولا ضفاف
📜 وطالب العلم، غواص البحار
📜 ولو امتد عمره آلاف السنين
📜 لن يمل من البحث والتحري
🖌️ لــ حضرة سلطان العلماء مولانا جَلَال الْدِّينِ الرُّومي البلخي {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔰 الأسفار السُّلوكية.
💌 اعْلَمْ أَنَّ لِلسُّلَّاكِ مِنَ العُرَفَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ اَسْفَاراً أَرْبَعَةً:
1️⃣ أَحَدُهَا: السَّفَرُ مِنَ الخَلْقِ إِلَىٰ الحَقِّ.
2️⃣ وَثَانِيهَا: السَّفَرُ بِالحَقِّ فِي الحَقِّ.
3️⃣ وَالسَّفَرُ الثَّالِثُ: يُقَابِلُ الأَوَّلَ لِأَنَّهُ مِنَ الحَقِّ إِلَىٰ الخَلْقِ بِالحَقِّ.
4️⃣ وَالرَّابعُ: يُقَابِلُ الثَّانِي مِنْ وَجْهٍ، لِأَنَّهُ بِالحَقِّ فِي الخَلْقِ.
💭 يقول العَلَّامَة الميرزا مُحَمَّد حسن النوري نجل الحكيم المتألِّه الْمَوْلىٰ علي النوري {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِمَا} في حاشيته عَلَىٰ ‹الأسفار› كلامًا بسيطًا يوضح كيفية الأسفار الأربعة، نــورده هنا كاملًا؛ للإفادة والإستفادة:
📜 اعلم أن الإنسان ما دام لم يشرع في سلوكه العلمي والنظري يشاهد الكثرة دائمًا ويغفل عن مشاهدة الوحدة وكل شيء يشاهده يشاهد بصفة الكثرة، والكثرة في نظره وشهوده مانعة عن شهود الوحدة، والوحدة محتجبة عنده بالكثرة، فإذا شرع في سلوكه العلمي من الآثار إِلَىٰ المؤثر ومن الموجودات إِلَىٰ الصانع تضمحل الكثرات عنده شيئًا فشيئًا إِلَىٰ الوحدة الصرفة الحقة الحقيقية، بحيث لا يشاهد الكثرة أصلًا ويغفل عن مشاهدة الكثرات والنظر إِلَىٰ أعيان الموجودات بالمرة وحنيئذٍ تصير الكثرة محتجبة بالوحدة ولا يشاهد إلَّا الوحدة ويستغرق في مشاهدتها عن مشاهدتها، ومنزلة هذا المنزل في السلوك الحالي منزلة السفر الأوَّل للسالك العارف الَّذي أشار إليه في الكتاب وهو السفر من الخلق إِلَىٰ الحق أي من الكثرة إِلَىٰ الوحدة، وإذا وصل إِلَىٰ عالم الوحدة واحتجب عن مشاهدة الكثرة فحينئذٍ يستدل السالك بالسُّلوك العلمي من ذات الحق ووحدته عَلَىٰ أوصافه وأسمائه وأفعاله مرتبة بعد مرتبة؛ ويعرف خواص وجوبه ووجوده مرتبة ومنتظمة، وهذه المرتبة بمنزلة السفر الثاني للسالك في السلوك الحالي الَّذي هو في الحق بالحق، أمَّا في الحق فظاهر؛ لكون هذا السفر في صفات الحق وأسمائه وخواصه وأمَّا كونه بالحق لأن السالك حينئذ متحقق بحقيقة الحق وغافل عن مشاهده إنيته وإنية جميع الكثرات والأعيان فانٍ في ذاته وصفاته وأسمائه وباقٍ ببقائه لا بإبقائه فافهم إن كنت من أهل الأسرار وفي هذه المرتبة ربما انشرح صدر السالك عن الضيق والتزاحم وحلت عقود العجز عن لسانه بحيث يشاهد الكثرة في الوحدة والوحدة في الكثرة ولا يحجبه مشاهده الوحدة عن مشاهده الكثرة ولا يشغله بالعكس ويصير جامعًا لكلتا النشأتين وبرزخًا بين المقامين؛ وذلك لسعة دائرة وجوده وانشراح صدره فحينئذٍ يصير قابلًا لكونه معلمًا للناقصين ومرشدًا لضعفاء العقول والنفوس ومنزلة هذه المرتبة من السُّلوك الحالي والعلمي منزلة السفر من الحق إِلَىٰ الخلق بالحق وهو مرتبة النبوة والرسالة وفوق هذه المرتبة مرتبة أُخرىٰ أعلىٰ وأكمل وأدق وأتقن وهي الإستدلال عَلَىٰ وجود الحق ووجود غيره بالحق بحيث لا يكون الوسط في البرهان عَلَىٰ وجوده ووجود غيره ويسمىٰ هذا الإستدلال والبرهان باللم وطريقة الصديقين ولكن هذه المرتبة ليست موقوفة عليها للتعليم والإرشاد والنبوة والرسالة بل هذه المرتبة كمال الإنسان بالقياس إِلَىٰ نفسه فقط ولا مدخلية لها للتعليم وإن كانت هذه المرتبة لا تنفك عن المرتبة الثانية أيضًا وهو السفر في الحق بالحق لأن التحقيق بحقيقة الحق مستلزمة لهذا ولكن ليست هذه المرتبة موقوفة عليها للرسالة والتعليم بل الموقوف عليها فيهما هو المرتبة الأُولىٰ والثانية وهذه المرتبة منزلتها منزلة السفر الرابع وهو بالحق في الخلق. -إِنْتهىٰ.
📚 الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، ج١، ص١٦ و١٧ | لــ حضرة العَلَّامَة صدر الإسلام مُحَمَّد بن إبراهيم الشيرازي الشهير بـ‹صدر المتألِّهين›، و‹صدر المحقِّقين› مؤسس ‹الحكمة الإلٰهية المتعالية› {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
💌 اعْلَمْ أَنَّ لِلسُّلَّاكِ مِنَ العُرَفَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ اَسْفَاراً أَرْبَعَةً:
1️⃣ أَحَدُهَا: السَّفَرُ مِنَ الخَلْقِ إِلَىٰ الحَقِّ.
2️⃣ وَثَانِيهَا: السَّفَرُ بِالحَقِّ فِي الحَقِّ.
3️⃣ وَالسَّفَرُ الثَّالِثُ: يُقَابِلُ الأَوَّلَ لِأَنَّهُ مِنَ الحَقِّ إِلَىٰ الخَلْقِ بِالحَقِّ.
4️⃣ وَالرَّابعُ: يُقَابِلُ الثَّانِي مِنْ وَجْهٍ، لِأَنَّهُ بِالحَقِّ فِي الخَلْقِ.
💭 يقول العَلَّامَة الميرزا مُحَمَّد حسن النوري نجل الحكيم المتألِّه الْمَوْلىٰ علي النوري {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِمَا} في حاشيته عَلَىٰ ‹الأسفار› كلامًا بسيطًا يوضح كيفية الأسفار الأربعة، نــورده هنا كاملًا؛ للإفادة والإستفادة:
📜 اعلم أن الإنسان ما دام لم يشرع في سلوكه العلمي والنظري يشاهد الكثرة دائمًا ويغفل عن مشاهدة الوحدة وكل شيء يشاهده يشاهد بصفة الكثرة، والكثرة في نظره وشهوده مانعة عن شهود الوحدة، والوحدة محتجبة عنده بالكثرة، فإذا شرع في سلوكه العلمي من الآثار إِلَىٰ المؤثر ومن الموجودات إِلَىٰ الصانع تضمحل الكثرات عنده شيئًا فشيئًا إِلَىٰ الوحدة الصرفة الحقة الحقيقية، بحيث لا يشاهد الكثرة أصلًا ويغفل عن مشاهدة الكثرات والنظر إِلَىٰ أعيان الموجودات بالمرة وحنيئذٍ تصير الكثرة محتجبة بالوحدة ولا يشاهد إلَّا الوحدة ويستغرق في مشاهدتها عن مشاهدتها، ومنزلة هذا المنزل في السلوك الحالي منزلة السفر الأوَّل للسالك العارف الَّذي أشار إليه في الكتاب وهو السفر من الخلق إِلَىٰ الحق أي من الكثرة إِلَىٰ الوحدة، وإذا وصل إِلَىٰ عالم الوحدة واحتجب عن مشاهدة الكثرة فحينئذٍ يستدل السالك بالسُّلوك العلمي من ذات الحق ووحدته عَلَىٰ أوصافه وأسمائه وأفعاله مرتبة بعد مرتبة؛ ويعرف خواص وجوبه ووجوده مرتبة ومنتظمة، وهذه المرتبة بمنزلة السفر الثاني للسالك في السلوك الحالي الَّذي هو في الحق بالحق، أمَّا في الحق فظاهر؛ لكون هذا السفر في صفات الحق وأسمائه وخواصه وأمَّا كونه بالحق لأن السالك حينئذ متحقق بحقيقة الحق وغافل عن مشاهده إنيته وإنية جميع الكثرات والأعيان فانٍ في ذاته وصفاته وأسمائه وباقٍ ببقائه لا بإبقائه فافهم إن كنت من أهل الأسرار وفي هذه المرتبة ربما انشرح صدر السالك عن الضيق والتزاحم وحلت عقود العجز عن لسانه بحيث يشاهد الكثرة في الوحدة والوحدة في الكثرة ولا يحجبه مشاهده الوحدة عن مشاهده الكثرة ولا يشغله بالعكس ويصير جامعًا لكلتا النشأتين وبرزخًا بين المقامين؛ وذلك لسعة دائرة وجوده وانشراح صدره فحينئذٍ يصير قابلًا لكونه معلمًا للناقصين ومرشدًا لضعفاء العقول والنفوس ومنزلة هذه المرتبة من السُّلوك الحالي والعلمي منزلة السفر من الحق إِلَىٰ الخلق بالحق وهو مرتبة النبوة والرسالة وفوق هذه المرتبة مرتبة أُخرىٰ أعلىٰ وأكمل وأدق وأتقن وهي الإستدلال عَلَىٰ وجود الحق ووجود غيره بالحق بحيث لا يكون الوسط في البرهان عَلَىٰ وجوده ووجود غيره ويسمىٰ هذا الإستدلال والبرهان باللم وطريقة الصديقين ولكن هذه المرتبة ليست موقوفة عليها للتعليم والإرشاد والنبوة والرسالة بل هذه المرتبة كمال الإنسان بالقياس إِلَىٰ نفسه فقط ولا مدخلية لها للتعليم وإن كانت هذه المرتبة لا تنفك عن المرتبة الثانية أيضًا وهو السفر في الحق بالحق لأن التحقيق بحقيقة الحق مستلزمة لهذا ولكن ليست هذه المرتبة موقوفة عليها للرسالة والتعليم بل الموقوف عليها فيهما هو المرتبة الأُولىٰ والثانية وهذه المرتبة منزلتها منزلة السفر الرابع وهو بالحق في الخلق. -إِنْتهىٰ.
📚 الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، ج١، ص١٦ و١٧ | لــ حضرة العَلَّامَة صدر الإسلام مُحَمَّد بن إبراهيم الشيرازي الشهير بـ‹صدر المتألِّهين›، و‹صدر المحقِّقين› مؤسس ‹الحكمة الإلٰهية المتعالية› {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🎥 تعليقة لطيفة عَلَىٰ المنشور السابق.
📜 كما هو ملاحظ، فإنه -أي الميرزا حسن النوري رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ- قد قام بعملية تنظير بين الترقيات العلمية والنظرية في الحكمة الإلٰهية وبين السير وتكامل المقامات العرفانية العملية، وشبه مراتب السُّلوك العملي لأصحاب المعرفة بمراتب الإستدلالات البرهانية عَلَىٰ وجود الحق جلَّ وعزَّ. وأغلب حالات بكاء السالكين وتضرعهم وانقلاب أحوالهم تحصل خلال السير الأَوَّل بسبب جذبهم بالجذبات الإلٰهية الَّتي تجذبهم إِلَىٰ حريم القدس الإلٰهي. أمَّا السفر الثاني فيتمخض السالك في مشاهدة جمال الأحدية في مظاهر عالم الإمكان. ولعل ما أنشده الحاج المَوْلىٰ هادي السبزواري {قدس سره} كما في ‹لغت نامه دهخدا: ص٢٣٧› عائدٌ إِلَىٰ هذا المقام:
💭 «ليس مِن رأسٍ إلّا وفيه هيجان عشقك، وليس مِن نظرٍ إلّا ويزدان بمنظرك الجميل.
💭 لم تمرّ ليلة إلّا وأنّت كلابُ دربك إِلَىٰ السَّحَر من آهاتي الحرّىٰ لفراق طلعتك وطُرّة شعرك.
💭 ألّا ترىٰ صدري قد تصدّع من غمّ الحبيب مئات المرات؛ إذ ليس من كَبِدٍ إلّا وأضحت من حرقته كشقائق النعمان.
💭 ليس هناك موسىٰ ليسمع نداء ‹أنا الحق›؛ إذ ليس مِن شجرة إلّا وتحتها زمزمة بهذا النداء.
💭 لو لم تكن أعيننا كأعين الخفّاش، لشاهدت حُسنه الّذي لا يخلو منه شي».
📜 ولعل الفقرات الَّتي رواها السَّيِّد الأجل علي بن طاووس في كتاب ‹الإقبال› عن سيِّد الشهداء {عليه السلام}، ذيل دعائه {عليه السلام} يوم عرفة في مناجاته للحضرة الأحدية، عائدًا لبعض مقامات السفرين الثالث والرابع، ومن جملته:
💭 «إلَهِي! إنَّ اخْتِلاَفَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ طَوَاءِ مَقَادِيرِكَ مَنَعَا عِبَادَكَ العَارِفِينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ إِلَىٰ عَطَاءٍ، وَاليَأْسِ مِنْكَ فِي بَلاَءٍ...
💭 كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِمَا هُوَ فِي وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إلَيْكَ؟ أَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ، حَتَّىٰ يَكُونَ هُوَ المُظْهِرَ لَكَ؟ مَتَىٰ غِبْتَ حَتَّىٰ تَحْتَاجَ إِلَىٰ دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَيْكَ؟ وَمَتَىٰ بَعُدْتَ حَتَّىٰ تَكُونَ الآثَارُ هِيَ الَّتِي تُوصِلُ إلَيْكَ؟ عَمِيَتْ عَيْنٌ لاَ تَرَاكَ عَلَيْهَا رَقِيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ يَنَلْ مِنْ حُبِّكَ نَصِيباً».
🖌️ لــ حضرة العَلَّامَة سيِّد الطائفتين الْسَّيِّد مُحَمَّد حُسَينْ الحسيني الطهراني {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 كما هو ملاحظ، فإنه -أي الميرزا حسن النوري رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ- قد قام بعملية تنظير بين الترقيات العلمية والنظرية في الحكمة الإلٰهية وبين السير وتكامل المقامات العرفانية العملية، وشبه مراتب السُّلوك العملي لأصحاب المعرفة بمراتب الإستدلالات البرهانية عَلَىٰ وجود الحق جلَّ وعزَّ. وأغلب حالات بكاء السالكين وتضرعهم وانقلاب أحوالهم تحصل خلال السير الأَوَّل بسبب جذبهم بالجذبات الإلٰهية الَّتي تجذبهم إِلَىٰ حريم القدس الإلٰهي. أمَّا السفر الثاني فيتمخض السالك في مشاهدة جمال الأحدية في مظاهر عالم الإمكان. ولعل ما أنشده الحاج المَوْلىٰ هادي السبزواري {قدس سره} كما في ‹لغت نامه دهخدا: ص٢٣٧› عائدٌ إِلَىٰ هذا المقام:
💭 «ليس مِن رأسٍ إلّا وفيه هيجان عشقك، وليس مِن نظرٍ إلّا ويزدان بمنظرك الجميل.
💭 لم تمرّ ليلة إلّا وأنّت كلابُ دربك إِلَىٰ السَّحَر من آهاتي الحرّىٰ لفراق طلعتك وطُرّة شعرك.
💭 ألّا ترىٰ صدري قد تصدّع من غمّ الحبيب مئات المرات؛ إذ ليس من كَبِدٍ إلّا وأضحت من حرقته كشقائق النعمان.
💭 ليس هناك موسىٰ ليسمع نداء ‹أنا الحق›؛ إذ ليس مِن شجرة إلّا وتحتها زمزمة بهذا النداء.
💭 لو لم تكن أعيننا كأعين الخفّاش، لشاهدت حُسنه الّذي لا يخلو منه شي».
📜 ولعل الفقرات الَّتي رواها السَّيِّد الأجل علي بن طاووس في كتاب ‹الإقبال› عن سيِّد الشهداء {عليه السلام}، ذيل دعائه {عليه السلام} يوم عرفة في مناجاته للحضرة الأحدية، عائدًا لبعض مقامات السفرين الثالث والرابع، ومن جملته:
💭 «إلَهِي! إنَّ اخْتِلاَفَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ طَوَاءِ مَقَادِيرِكَ مَنَعَا عِبَادَكَ العَارِفِينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ إِلَىٰ عَطَاءٍ، وَاليَأْسِ مِنْكَ فِي بَلاَءٍ...
💭 كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِمَا هُوَ فِي وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إلَيْكَ؟ أَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ، حَتَّىٰ يَكُونَ هُوَ المُظْهِرَ لَكَ؟ مَتَىٰ غِبْتَ حَتَّىٰ تَحْتَاجَ إِلَىٰ دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَيْكَ؟ وَمَتَىٰ بَعُدْتَ حَتَّىٰ تَكُونَ الآثَارُ هِيَ الَّتِي تُوصِلُ إلَيْكَ؟ عَمِيَتْ عَيْنٌ لاَ تَرَاكَ عَلَيْهَا رَقِيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ يَنَلْ مِنْ حُبِّكَ نَصِيباً».
🖌️ لــ حضرة العَلَّامَة سيِّد الطائفتين الْسَّيِّد مُحَمَّد حُسَينْ الحسيني الطهراني {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📌 في بيان معنىٰ السفر، والأسفار الأربعة، عند أساطين المعرفة.
📜 السَّفر هو توجه القلب إِلَىٰ الحَقِّ تعالىٰ، والأسفار أربعة:
1️⃣ الأَوَّل: هو السير إِلَىٰ الله من منازل النفس إِلَىٰ الوصول إِلَىٰ الأُفق المبين، وهو نهاية مقام القلب ومبدأ التجليات الأسمائية.
2️⃣ الثاني: هو السير في الله بالاتصال بصفاته والتحقق بأسمائه إِلَىٰ الأُفق الأعلیٰ ونهاية الحضرة الواحدية.
3️⃣ الثالث: هو الترقي إِلَىٰ عين الجمع والحضرة الأحدية، وهو مقام «قاب قوسَين» ما بقيت الأثينية، فإذا ارتفع فهو مقام «أو أدنىٰ»، وهو نهاية الولاية.
4️⃣ الرابع: السير بالله عن الله للتكميل، وهو مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع.
🖌️ لــ حضرة الشيخ المحقِّق كمال الْدِّينِ عبد الرزاق الكاشي {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 السَّفر هو توجه القلب إِلَىٰ الحَقِّ تعالىٰ، والأسفار أربعة:
1️⃣ الأَوَّل: هو السير إِلَىٰ الله من منازل النفس إِلَىٰ الوصول إِلَىٰ الأُفق المبين، وهو نهاية مقام القلب ومبدأ التجليات الأسمائية.
2️⃣ الثاني: هو السير في الله بالاتصال بصفاته والتحقق بأسمائه إِلَىٰ الأُفق الأعلیٰ ونهاية الحضرة الواحدية.
3️⃣ الثالث: هو الترقي إِلَىٰ عين الجمع والحضرة الأحدية، وهو مقام «قاب قوسَين» ما بقيت الأثينية، فإذا ارتفع فهو مقام «أو أدنىٰ»، وهو نهاية الولاية.
4️⃣ الرابع: السير بالله عن الله للتكميل، وهو مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع.
🖌️ لــ حضرة الشيخ المحقِّق كمال الْدِّينِ عبد الرزاق الكاشي {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔰 نسبة الإنسان مع القوىٰ الأربع: العقليّة، الوهميّة، الغضبيّة، والشهويّة.
1️⃣ الجزء الأوَّل:
📜 ورد في حديثٍ أنّ حدّ الجوار أربعون بيتًا من الأطراف الأربعة، لكأنّهم بعد هذا العدد قد انفصلوا عن عالَم بعضهم البعض.
📜 وتأويل ذلك في المناسبة والجوار من جهات القوىٰ الأربعة العقليّة والوهميّة والشهويّة والغضبيّة.
📜 وما لم تبتعد هذه المراحل عن بعضها بأربعين مرحلة، فإنّها لن تكون قد تخطّت عالَمها خارجًا، وستكون مجاورةً لبعضها البعض.
📜 فإن كان هناك مجاورة ومناسبة بين مراحل القوّة العقليّة الملكوتيّة، فإنّها ستصف حالها لبعضها بهذه المقولة:
💠 أَجَارَتَنَا إنَّا غَرِيبَانِ هَا هُنَا
💠 وَكُلُّ غَرِيبٍ لِلْغَرِيبِ نَسِيبُ
📜 وإذا كان هناك مجاورة بين مراحل القوىٰ الشهويّة الشيطانيّة والسَّبُعيّة والبهيميّة، فإنها ستترنّم بهذه الأُنشودة:
💠 أَجَارَتَنَا إنَّ الخُطُوبَ تَنُوبُ
💠 وَإنِّي مُقِيمٌ مَا أَقَامَ عَسِيبُ
🔻 يتبع أيها الأعزة الكرام.
【 @alhikmat_almutaealie 】
1️⃣ الجزء الأوَّل:
📜 ورد في حديثٍ أنّ حدّ الجوار أربعون بيتًا من الأطراف الأربعة، لكأنّهم بعد هذا العدد قد انفصلوا عن عالَم بعضهم البعض.
📜 وتأويل ذلك في المناسبة والجوار من جهات القوىٰ الأربعة العقليّة والوهميّة والشهويّة والغضبيّة.
📜 وما لم تبتعد هذه المراحل عن بعضها بأربعين مرحلة، فإنّها لن تكون قد تخطّت عالَمها خارجًا، وستكون مجاورةً لبعضها البعض.
📜 فإن كان هناك مجاورة ومناسبة بين مراحل القوّة العقليّة الملكوتيّة، فإنّها ستصف حالها لبعضها بهذه المقولة:
💠 أَجَارَتَنَا إنَّا غَرِيبَانِ هَا هُنَا
💠 وَكُلُّ غَرِيبٍ لِلْغَرِيبِ نَسِيبُ
📜 وإذا كان هناك مجاورة بين مراحل القوىٰ الشهويّة الشيطانيّة والسَّبُعيّة والبهيميّة، فإنها ستترنّم بهذه الأُنشودة:
💠 أَجَارَتَنَا إنَّ الخُطُوبَ تَنُوبُ
💠 وَإنِّي مُقِيمٌ مَا أَقَامَ عَسِيبُ
🔻 يتبع أيها الأعزة الكرام.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔰 نسبة الإنسان مع القوىٰ الأربع: العقليّة، الوهميّة، الغضبيّة، والشهويّة.
2️⃣ الجزء الثاني:
📖 شرحٌ رائق من سيِّد الطائفتين المرحوم الْعَلَّامَة الطهراني {رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ}.
📜 مراد المصنّف أنّ الإنسان أسير لقوىٰ أربع تحيط به من أطرافه الأربعة: القوّة العقليّة، الوهميّة، الغضبيّة، والشهويّة، وما لم يبتعد عن كلٍّ منها إِلَىٰ أربعين منزلًا، فإنّه لن يبلغ مقام الفناء في الله!؛
📜 ذلك أنّ مجرّد الخروج من مرحلة الشهوة -مثلًا- لن يُخرج الإنسان من تلك المرحلة بتمام المعنىٰ، لأنّ حقيقة مرحلة الشهوة تلك لا زالت كامنة في وجود الإنسان، وما لم يبتعد عن المرحلة الأُولىٰ أربعين مرحلة فإنّ آثارها لن تزول تمامًا.
📜 وبناء عَلَىٰ ذلك، فلو فرضنا عالَم الشهوة ذا مراحل متعدّدة، فإنّ الإنسان سيخرج كلّيًا عن إحدىٰ المراحل حين يتخطّىٰ المراحل الأربعين الّتي تليها، وبغير ذلك فإنّ الإنسان لن يكون قد خرج من تلك المرحلة بتمام المعنىٰ، وقد يتعرّض بمجرّد طروء طارئ عليه للعودة إِلَىٰ المرحلة الأُولىٰ.
📜 والأمر كذلك بالنسبة إِلَىٰ عوالم العقل والغضب والوَهْم. فالمرء سيكون قد خرج حقًا من مرحلة الغضب الأُولىٰ حين يخرج من مرحلته الأربعين، وسيكون قد خرج حقًا من مرحلة العقل الخامسة حين يخرج من مرحلته الأربعين، وهكذا عليه في كلّ مرحلة مُفترضة أن يتخطّاها بأربعين مرحلة ليتخلّص منها تمامًا.
📜 بَيْدَ أنّ هناك فارقًا بين القوّة الملكوتيّة العقليّة والقوىٰ الثلاث الأُخرىٰ، لأنّ العقل دليل وموجّه، ووجوده متعارض مع القوىٰ الثلاث الأُخرىٰ، ولذلك فإنّ تلك القوىٰ في حال نزاع وجدال دائميّ مع العقل. ولذا فإن كلّ منزلَين من منازل العقل الأربعين الّتي يقلّ الفاصل بينهما عن أربعين مرحلة سيتبادلان الشكوىٰ لبعضهما ويتذكّران مقولة:
📜 «نحن منزلان أضحيا غريبَين في عالم الطبيعة حين أسرتنا القوىٰ الشهويّة والغضبيّة والوهميّة، وكلّ غريبٍ للغريب نسيبُ».
📜 لكنّ كلّ منزلَين من المنازل الأربعين لسائر القوىٰ إذا تعرّضت لهجوم عساكر العقل، فإنّها ستقاوم ما أمكنها وتأبىٰ التسليم، وترتحل من ثمّ عن ذلك المنزل، ولذلك فإنها ستترنّم فيما بينها بمقولة:
📜 «ما دام جبل عسيب قائمًا فإنّنا سنواجه سيل المشاكل المستمر بصبرٍ وتحمّل».
📚 تحفة الملوك في السَّير والسُّلوك، من ص٣٥ إِلَىٰ ص٣٩ | لــ حضرة العارف الكامل، والسالك الواصل الْسَّيِّد مُحَمَّد المهدي الطباطبائي بحر العلوم {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
2️⃣ الجزء الثاني:
📖 شرحٌ رائق من سيِّد الطائفتين المرحوم الْعَلَّامَة الطهراني {رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ}.
📜 مراد المصنّف أنّ الإنسان أسير لقوىٰ أربع تحيط به من أطرافه الأربعة: القوّة العقليّة، الوهميّة، الغضبيّة، والشهويّة، وما لم يبتعد عن كلٍّ منها إِلَىٰ أربعين منزلًا، فإنّه لن يبلغ مقام الفناء في الله!؛
📜 ذلك أنّ مجرّد الخروج من مرحلة الشهوة -مثلًا- لن يُخرج الإنسان من تلك المرحلة بتمام المعنىٰ، لأنّ حقيقة مرحلة الشهوة تلك لا زالت كامنة في وجود الإنسان، وما لم يبتعد عن المرحلة الأُولىٰ أربعين مرحلة فإنّ آثارها لن تزول تمامًا.
📜 وبناء عَلَىٰ ذلك، فلو فرضنا عالَم الشهوة ذا مراحل متعدّدة، فإنّ الإنسان سيخرج كلّيًا عن إحدىٰ المراحل حين يتخطّىٰ المراحل الأربعين الّتي تليها، وبغير ذلك فإنّ الإنسان لن يكون قد خرج من تلك المرحلة بتمام المعنىٰ، وقد يتعرّض بمجرّد طروء طارئ عليه للعودة إِلَىٰ المرحلة الأُولىٰ.
📜 والأمر كذلك بالنسبة إِلَىٰ عوالم العقل والغضب والوَهْم. فالمرء سيكون قد خرج حقًا من مرحلة الغضب الأُولىٰ حين يخرج من مرحلته الأربعين، وسيكون قد خرج حقًا من مرحلة العقل الخامسة حين يخرج من مرحلته الأربعين، وهكذا عليه في كلّ مرحلة مُفترضة أن يتخطّاها بأربعين مرحلة ليتخلّص منها تمامًا.
📜 بَيْدَ أنّ هناك فارقًا بين القوّة الملكوتيّة العقليّة والقوىٰ الثلاث الأُخرىٰ، لأنّ العقل دليل وموجّه، ووجوده متعارض مع القوىٰ الثلاث الأُخرىٰ، ولذلك فإنّ تلك القوىٰ في حال نزاع وجدال دائميّ مع العقل. ولذا فإن كلّ منزلَين من منازل العقل الأربعين الّتي يقلّ الفاصل بينهما عن أربعين مرحلة سيتبادلان الشكوىٰ لبعضهما ويتذكّران مقولة:
📜 «نحن منزلان أضحيا غريبَين في عالم الطبيعة حين أسرتنا القوىٰ الشهويّة والغضبيّة والوهميّة، وكلّ غريبٍ للغريب نسيبُ».
📜 لكنّ كلّ منزلَين من المنازل الأربعين لسائر القوىٰ إذا تعرّضت لهجوم عساكر العقل، فإنّها ستقاوم ما أمكنها وتأبىٰ التسليم، وترتحل من ثمّ عن ذلك المنزل، ولذلك فإنها ستترنّم فيما بينها بمقولة:
📜 «ما دام جبل عسيب قائمًا فإنّنا سنواجه سيل المشاكل المستمر بصبرٍ وتحمّل».
📚 تحفة الملوك في السَّير والسُّلوك، من ص٣٥ إِلَىٰ ص٣٩ | لــ حضرة العارف الكامل، والسالك الواصل الْسَّيِّد مُحَمَّد المهدي الطباطبائي بحر العلوم {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📌 تلويحٌ استناري.
📜 من أراد صيد طيور مطالب الحكمة المتعالية الحقّة بلا مصاحبة كلاب الشّكوك والأوهام، فعليه بتربية صقور قواه العقلانيّة عَلَىٰ آداب شريعة خير الأنام {عليه وآله الصلاة والسلام}، والتّخلّق بأخلاق أصحاب الوحي والإلهام {عليهم السلام}؛ ليحصل له ملكة الطّيران في فضاء مصايد كلمات الأوائل من الأعلام...، وإلّا مثله كمثل أخذ الصّيود من أفواه الكلاب للإدام، فهو كآكل الميتة أو المستظلّ بظلّ الذّباب في اليوم الصائف.
🖌 لــ حضرة الحكيم المتألِّه قطب الْدِّينِ الآشكوري الديلمي اللاهيجي {رَحْمَةُ اللهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 من أراد صيد طيور مطالب الحكمة المتعالية الحقّة بلا مصاحبة كلاب الشّكوك والأوهام، فعليه بتربية صقور قواه العقلانيّة عَلَىٰ آداب شريعة خير الأنام {عليه وآله الصلاة والسلام}، والتّخلّق بأخلاق أصحاب الوحي والإلهام {عليهم السلام}؛ ليحصل له ملكة الطّيران في فضاء مصايد كلمات الأوائل من الأعلام...، وإلّا مثله كمثل أخذ الصّيود من أفواه الكلاب للإدام، فهو كآكل الميتة أو المستظلّ بظلّ الذّباب في اليوم الصائف.
🖌 لــ حضرة الحكيم المتألِّه قطب الْدِّينِ الآشكوري الديلمي اللاهيجي {رَحْمَةُ اللهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📽 حضرة الأُستاذ الكبير الْعَلَّامَة مُحَمَّد حُسَینْ حشمت پور.
📌 هذا الحكيم الكبير قضىٰ جل حياته الشريفة بالدرس والتدريس، فقام بشرح وتدريس المتون المنطقية، والحكمية، والكلامية، والأُصولية، والعرفانية، والرياضية، والطبيعية التخصصية العالية التالية بكاملها:
📖 ١. منطق الشفاء.
📖 ٢. رياضيات الشفاء.
📖 ٣. طبيعيات الشفاء.
📖 ٤. إلهيات الشفاء.
📖 ٥. منطق الإشارات والتنبيهات.
📖 ٦. طبيعيات الإشارات والتنبيهات.
📖 ٧. إلهيات الإشارات والتنبيهات.
📖 ٨. منطق المنظومة.
📖 ٩. حكمة المنظومة.
📖 ١٠. الأُفق المبين.
📖 ١١. القبسات.
📖 ١٢. الأسفار العقلية.
📖 ١٣. الشواهد الربوبية.
📖 ١٤. أسرار الآيات وتأويل البينات.
📖 ١٥. المبدأ والمعاد.
📖 ١٦. التلويحات.
📖 ١٧. شرح حكمة الإشراق.
📖 ١٨. شوارق الإلهام.
📖 ١٩. كشف المراد.
📖 ٢٠. المواقف.
📖 ٢١. منازل السائرين.
📖 ٢٢. لوامع الأنوار العرشية.
📖 ٢٣. زبدة البیان.
📖 ٢٤. سبیل الرشاد.
📖 ٢٥. الحدوث.
📖 ٢٦. مباحث الحمل.
📖 ٢٧. الوجود الرابطي والرابط.
📖 ٢٨. الطلب والإرادة.
📖 ٢٩. ماهية العشق.
📖 ٣٠. الملة.
📌 هذا الحكيم الكبير قضىٰ جل حياته الشريفة بالدرس والتدريس، فقام بشرح وتدريس المتون المنطقية، والحكمية، والكلامية، والأُصولية، والعرفانية، والرياضية، والطبيعية التخصصية العالية التالية بكاملها:
📖 ١. منطق الشفاء.
📖 ٢. رياضيات الشفاء.
📖 ٣. طبيعيات الشفاء.
📖 ٤. إلهيات الشفاء.
📖 ٥. منطق الإشارات والتنبيهات.
📖 ٦. طبيعيات الإشارات والتنبيهات.
📖 ٧. إلهيات الإشارات والتنبيهات.
📖 ٨. منطق المنظومة.
📖 ٩. حكمة المنظومة.
📖 ١٠. الأُفق المبين.
📖 ١١. القبسات.
📖 ١٢. الأسفار العقلية.
📖 ١٣. الشواهد الربوبية.
📖 ١٤. أسرار الآيات وتأويل البينات.
📖 ١٥. المبدأ والمعاد.
📖 ١٦. التلويحات.
📖 ١٧. شرح حكمة الإشراق.
📖 ١٨. شوارق الإلهام.
📖 ١٩. كشف المراد.
📖 ٢٠. المواقف.
📖 ٢١. منازل السائرين.
📖 ٢٢. لوامع الأنوار العرشية.
📖 ٢٣. زبدة البیان.
📖 ٢٤. سبیل الرشاد.
📖 ٢٥. الحدوث.
📖 ٢٦. مباحث الحمل.
📖 ٢٧. الوجود الرابطي والرابط.
📖 ٢٨. الطلب والإرادة.
📖 ٢٩. ماهية العشق.
📖 ٣٠. الملة.
📌 وجدت بعض الشروح المذكورة مرفوعة صوتيًا بكاملها عَلَىٰ الأنترنيت:
1️⃣ طبيعيات الشفاء- ١٥٧٦ درس.
2️⃣ برهان الشفاء- ٦٥٠ درس.
3️⃣ إلهيات الشفاء- ٢٩٦ درس.
4️⃣ الإشارات والتنبيهات- ١١٨٣ درس.
5️⃣ حكمة المنظومة- ٦٥٠ درس.
6️⃣ توحيد الصدوق- ٨٧٧ درس.
7️⃣ شوارق الإلهام- ١٧١٢ درس.
🎥 تجدونها في موقع مدرسة الفقاهة (مدرسه فقاهت).
1️⃣ طبيعيات الشفاء- ١٥٧٦ درس.
2️⃣ برهان الشفاء- ٦٥٠ درس.
3️⃣ إلهيات الشفاء- ٢٩٦ درس.
4️⃣ الإشارات والتنبيهات- ١١٨٣ درس.
5️⃣ حكمة المنظومة- ٦٥٠ درس.
6️⃣ توحيد الصدوق- ٨٧٧ درس.
7️⃣ شوارق الإلهام- ١٧١٢ درس.
🎥 تجدونها في موقع مدرسة الفقاهة (مدرسه فقاهت).
🔰 التنبيه عَلَىٰ فساد قول من زعم أنَّ المحسوس هو الموجود لا غير.
📜 اعلم أَنَّهُ قد يغلب عَلَىٰ أوهام الناس أن الموجود هو المحسوس، وأن ما لا يناله الحس بجوهره ففرض وجوده محال، وأن ما لا يتخصص بمكان أو وضع بذاته -كالجسم- أو بسبب ما هو فيه -كأحوال الجسم- فلا حظ له من الوجود، وأنت يتأتىٰ لك أن تتأمَّل نفس المحسوس فتعلم منه بطلان قول هؤلاء، لأنَّك ومن يستحق أن يخاطب تعلمان أن هذه المحسوسات قد يقع عليها اسم واحد لا عَلَىٰ سبيل الاشتراك الصرف؛ بل بحسب معنىٰ واحد مثل اسم الإنسان.
📜 فإنكما لا تشكان في أن وقوعه عَلَىٰ زيد وعمرو بمعنىٰ واحد موجود فذلك المعنىٰ الموجود لا يخلو إمَّا أن يكون بحيث يناله الحس، أو لا يكون.
📜 فإن كان بعيدًا من أن يناله الحس فقد أخرج التفتيش من المحسوسات ما ليس بمحسوس، وهذا عجبٌ، وإن كان محسوسًا فله لا محالة وضعٌ وأينٌ ومقدارٌ معين وكيفٌ معين لا يتأتىٰ أن يحس بل ولا أن يتخيل إلَّا كذلك، فإن كل محسوس وكل متخيل فإنه يتخصص لا محالة بشيء من هذه الأحوال، وإذا كان كذلك لم يكن ملائمًا لما ليس بتلك الحال فلم يكن مقولًا عَلَىٰ كثيرين مختلفين في تلك الحال، فإذن الإنسان من حيث هو واحد الحقيقة بل من حيث حقيقته الأصلية الَّتي لا تختلف فيها الكثرة غير محسوس؛ بل معقولٌ صرف، وكذلك الحال في كل كلي.
📚 الإشارات والتنبيهات، النمط الرابع: في الوجود وعلله، ص٢٦٢ و٢٦٣ | لــ حضرة صدر الأطباء، ورأس العلماء إمام أئمة الحكماء الشيخ الرئيس ابن سيناء {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ رَحْمَةً واسِعَة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 اعلم أَنَّهُ قد يغلب عَلَىٰ أوهام الناس أن الموجود هو المحسوس، وأن ما لا يناله الحس بجوهره ففرض وجوده محال، وأن ما لا يتخصص بمكان أو وضع بذاته -كالجسم- أو بسبب ما هو فيه -كأحوال الجسم- فلا حظ له من الوجود، وأنت يتأتىٰ لك أن تتأمَّل نفس المحسوس فتعلم منه بطلان قول هؤلاء، لأنَّك ومن يستحق أن يخاطب تعلمان أن هذه المحسوسات قد يقع عليها اسم واحد لا عَلَىٰ سبيل الاشتراك الصرف؛ بل بحسب معنىٰ واحد مثل اسم الإنسان.
📜 فإنكما لا تشكان في أن وقوعه عَلَىٰ زيد وعمرو بمعنىٰ واحد موجود فذلك المعنىٰ الموجود لا يخلو إمَّا أن يكون بحيث يناله الحس، أو لا يكون.
📜 فإن كان بعيدًا من أن يناله الحس فقد أخرج التفتيش من المحسوسات ما ليس بمحسوس، وهذا عجبٌ، وإن كان محسوسًا فله لا محالة وضعٌ وأينٌ ومقدارٌ معين وكيفٌ معين لا يتأتىٰ أن يحس بل ولا أن يتخيل إلَّا كذلك، فإن كل محسوس وكل متخيل فإنه يتخصص لا محالة بشيء من هذه الأحوال، وإذا كان كذلك لم يكن ملائمًا لما ليس بتلك الحال فلم يكن مقولًا عَلَىٰ كثيرين مختلفين في تلك الحال، فإذن الإنسان من حيث هو واحد الحقيقة بل من حيث حقيقته الأصلية الَّتي لا تختلف فيها الكثرة غير محسوس؛ بل معقولٌ صرف، وكذلك الحال في كل كلي.
📚 الإشارات والتنبيهات، النمط الرابع: في الوجود وعلله، ص٢٦٢ و٢٦٣ | لــ حضرة صدر الأطباء، ورأس العلماء إمام أئمة الحكماء الشيخ الرئيس ابن سيناء {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ رَحْمَةً واسِعَة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📌 أنواعُ الإدراك.
📜 أنواعُ الإدراك أربعةٌ:
1️⃣ إحساسٌ؛
2️⃣ وتخيُّلٌ؛
3️⃣ وتوهُّمٌ؛
4️⃣ وتعقُّلٌ.
📜 فـ‹الإحساسُ›: إدراك الشَّيء الموجود في المادَّة الحاضرة عند المُدرِك عَلَىٰ هيئةٍ مخصوصةٍ به محسوسةٍ، من: الأين والوضع والكَيف، وغير ذلك -أو بعض ذلك- لا ينفكُّ ذلك الشَّيء عن أمثالها في الوجود الخارجيِّ ولا يُشاركُه فيها غيرُه.
📜 و‹التَّخيُّل›: إدراكٌ لذلك الشَّيء مع الهَيَآت المذكورة، ولكن في حالَتَي حضوره وغيبته.
📜 و‹التَّوهُّم›: إدراكٌ لمعانٍ غـير محسوسةٍ من الكيفيَّات والإضافات مخصوصةٍ بالشَّيء الجُزئيِّ الموجود في المادَّة لا يُشاركُه فيها غيرُه.
📜 و‹التَّعقُّل›: إدراكٌ للشَّيء من من حيث هو هو فقط، لا من حيث هو شيءٍ آخر، سواءٌ أخِذ وحده أو مع غيره من الصِّفات المدرِكة لهذا النَّوع من الإدراكات.
📜 فهذه إدراكاتٌ متَرَتبةٌ في التَّجريد:
📜 الأَوَّل مشروطٌ بثلاثةِ أشياءَ:
💭 ١. حضورِ المادَّة؛
💭 ٢. واكتنافِ الهَيَآت؛
💭 ٣. وكون المدرَك جزئيًّا.
📜 والثَّاني مجرَّدٌ عن الشَّرط الأَوَّل.
📜 والثَّالث مجرَّدٌ عن الأَوَّلين.
📜 والرَّابع عن الجميع، إلَّا أنَّها إذا قيسَتْ إِلَىٰ مدركٍ واحدٍ سقط الوهمُ عن الاِعتبار؛ لِأَنَّهُ لا يدرِك ما يدرِكُه الحسُّ والخيالُ بانفراده، بل يدرِك ما يدرِكُه بمشاركة الخيال؛ وبذلك يتخصَّص مدرَكُه ويصيرُ جُزئيًّا.
🖌 لــ حضرة أُستاذ البشر، والعقل الحادي عشر سلطان المحقِّقين الخواجة نصير الْمِلِّةِ وَالْدِّينِ الطوسي {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ رَحْمَةً واسِعَة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 أنواعُ الإدراك أربعةٌ:
1️⃣ إحساسٌ؛
2️⃣ وتخيُّلٌ؛
3️⃣ وتوهُّمٌ؛
4️⃣ وتعقُّلٌ.
📜 فـ‹الإحساسُ›: إدراك الشَّيء الموجود في المادَّة الحاضرة عند المُدرِك عَلَىٰ هيئةٍ مخصوصةٍ به محسوسةٍ، من: الأين والوضع والكَيف، وغير ذلك -أو بعض ذلك- لا ينفكُّ ذلك الشَّيء عن أمثالها في الوجود الخارجيِّ ولا يُشاركُه فيها غيرُه.
📜 و‹التَّخيُّل›: إدراكٌ لذلك الشَّيء مع الهَيَآت المذكورة، ولكن في حالَتَي حضوره وغيبته.
📜 و‹التَّوهُّم›: إدراكٌ لمعانٍ غـير محسوسةٍ من الكيفيَّات والإضافات مخصوصةٍ بالشَّيء الجُزئيِّ الموجود في المادَّة لا يُشاركُه فيها غيرُه.
📜 و‹التَّعقُّل›: إدراكٌ للشَّيء من من حيث هو هو فقط، لا من حيث هو شيءٍ آخر، سواءٌ أخِذ وحده أو مع غيره من الصِّفات المدرِكة لهذا النَّوع من الإدراكات.
📜 فهذه إدراكاتٌ متَرَتبةٌ في التَّجريد:
📜 الأَوَّل مشروطٌ بثلاثةِ أشياءَ:
💭 ١. حضورِ المادَّة؛
💭 ٢. واكتنافِ الهَيَآت؛
💭 ٣. وكون المدرَك جزئيًّا.
📜 والثَّاني مجرَّدٌ عن الشَّرط الأَوَّل.
📜 والثَّالث مجرَّدٌ عن الأَوَّلين.
📜 والرَّابع عن الجميع، إلَّا أنَّها إذا قيسَتْ إِلَىٰ مدركٍ واحدٍ سقط الوهمُ عن الاِعتبار؛ لِأَنَّهُ لا يدرِك ما يدرِكُه الحسُّ والخيالُ بانفراده، بل يدرِك ما يدرِكُه بمشاركة الخيال؛ وبذلك يتخصَّص مدرَكُه ويصيرُ جُزئيًّا.
🖌 لــ حضرة أُستاذ البشر، والعقل الحادي عشر سلطان المحقِّقين الخواجة نصير الْمِلِّةِ وَالْدِّينِ الطوسي {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ رَحْمَةً واسِعَة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔰 تعريف علم المعرفة.
📜 لا شك أن للتعريف دورًا كبيرًا في رفع الالتباس في المعاني، لا سيما إذا كان للفظ معاني متعددة، والتعريف الَّذي نتوخاه في بيان أُصول المعرفة هو التعريف الاصطلاحي لا اللغوي، ولكن قبل بيان ذلك ينبغي تحديد مفهوم العلم المقصود هنا، لا سيما بعد أن أصبحت هذه المعرفة تواجه اليوم انسباقات فرضتها الحضارة الغربية، حول حصر مفهوم العلم في الجانب التجريبي، وإقصاء البحوث الفلسفية والدينية بل الإنسانية عن وصف العلمية، بحجة كونها مسائل غيبية لا يمكن إخضاعها للتجارب المختبرية، وسوف نبين فساد هذا التصور من خلال مطاوي هذا البحث إن شاء الله تعالىٰ.
📜 فنقول: العلم له إطلاقات متعددة متباينة المعاني:
1️⃣ مطلق الانكشاف، فيرادف الإدراك والمعرفة، وهذا هو مقسم التصور والتصديق.
2️⃣ مطلق الاعتقاد الراجح، سواء منع من النقيض أم لا، فيشمل الظن والجزم، وهذا المعنىٰ مرادف للتصديق ويقابله التصور.
3️⃣ الاعتقاد الجازم المانع من النقيض، ويسمىٰ باليقين، ويقابله الظن.
4️⃣ الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، ويقابله الجهل المركب.
5️⃣ الاعتقاد الجازم المطابق للواقع الثابت لا عن تقليد، ويسمىٰ باليقين بالمعنى الأخص.
6️⃣ مجموع المسائل الَّتي تجمعها جهة واحدة.¹
📜 وهذا المعنىٰ الأخير هو المراد هنا، وعليه إذا أردنا أن نعرف أي علم، فعلينا أن نشير إِلَىٰ العنوان الكلي الَّذي تندرج تحته مجموع مسائله، وهو البحث عن أحوال موضوعه الخاصة به، أو كما يسميها الحكماء:
💭 «العوارض الذاتية لموضوع العلم».
📜 فعلىٰ سبيل المثال: إذا أردنا تعريف علم النحو -وموضوعه الكلمة من حيث البناء والإعراب- نقول:
💭 «هو العلم الباحث عن العوارض الذاتية للكلمة من حيث البناء والإعراب»،
📜 وإذا أردنا أن نعرف علم الطبيعيات -وموضوعه الجسم من حيث التغير والسكون- نقول:
💭 «هو العلم الباحث عن العوارض الذاتية للجسم من حيث التغير والسكون»،
📜 وكذلك علم الفلسفة:
💭 «هو العلم الباحث عن العوارض الذاتية للموجود المطلق»،
📜 وهكذا سائر العلوم.
📜 وبناء عَلَىٰ هذا يمكننا أن نعرف علم المعرفة بِأَنَّهُ:
💭 «العلم الباحث عن العوارض الذاتية للمناهج المعرفية الكاشفة عن الواقع والمستعملة في العلوم لتحقيق مسائلها»،
📜 وسيأتي في الأمر الثالث: (موضوع العلم)، أنَّ المناهج المعرفية الَّتي أخذت في تعريف العلم هي موضوع هذا العلم كما سيأتي تفصيله.
📚 أُصول المعرفة والمنهج العقلي، المقدمة: في الرؤوس الثمانية لعلم المعرفة، ص١١ و١٢ | لــ حضرة رئيس مشائية الشرق والإسلام الفيلسوف الْإِلٰهيَّ المتبحر الشيخ أيمن عبد الخالق المصري {دام ظلِّه العالي}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔻 الهوامش:
1️⃣ معجم مصطلحات المنطق، ص۲۰۰؛ دستور العلماء أو جامع العلوم ج٢، ص۲۲۳، وسيأتي في الأمر الثالث أنَّ هذه الجهة الجامعة هي موضوع العلم.
📜 لا شك أن للتعريف دورًا كبيرًا في رفع الالتباس في المعاني، لا سيما إذا كان للفظ معاني متعددة، والتعريف الَّذي نتوخاه في بيان أُصول المعرفة هو التعريف الاصطلاحي لا اللغوي، ولكن قبل بيان ذلك ينبغي تحديد مفهوم العلم المقصود هنا، لا سيما بعد أن أصبحت هذه المعرفة تواجه اليوم انسباقات فرضتها الحضارة الغربية، حول حصر مفهوم العلم في الجانب التجريبي، وإقصاء البحوث الفلسفية والدينية بل الإنسانية عن وصف العلمية، بحجة كونها مسائل غيبية لا يمكن إخضاعها للتجارب المختبرية، وسوف نبين فساد هذا التصور من خلال مطاوي هذا البحث إن شاء الله تعالىٰ.
📜 فنقول: العلم له إطلاقات متعددة متباينة المعاني:
1️⃣ مطلق الانكشاف، فيرادف الإدراك والمعرفة، وهذا هو مقسم التصور والتصديق.
2️⃣ مطلق الاعتقاد الراجح، سواء منع من النقيض أم لا، فيشمل الظن والجزم، وهذا المعنىٰ مرادف للتصديق ويقابله التصور.
3️⃣ الاعتقاد الجازم المانع من النقيض، ويسمىٰ باليقين، ويقابله الظن.
4️⃣ الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، ويقابله الجهل المركب.
5️⃣ الاعتقاد الجازم المطابق للواقع الثابت لا عن تقليد، ويسمىٰ باليقين بالمعنى الأخص.
6️⃣ مجموع المسائل الَّتي تجمعها جهة واحدة.¹
📜 وهذا المعنىٰ الأخير هو المراد هنا، وعليه إذا أردنا أن نعرف أي علم، فعلينا أن نشير إِلَىٰ العنوان الكلي الَّذي تندرج تحته مجموع مسائله، وهو البحث عن أحوال موضوعه الخاصة به، أو كما يسميها الحكماء:
💭 «العوارض الذاتية لموضوع العلم».
📜 فعلىٰ سبيل المثال: إذا أردنا تعريف علم النحو -وموضوعه الكلمة من حيث البناء والإعراب- نقول:
💭 «هو العلم الباحث عن العوارض الذاتية للكلمة من حيث البناء والإعراب»،
📜 وإذا أردنا أن نعرف علم الطبيعيات -وموضوعه الجسم من حيث التغير والسكون- نقول:
💭 «هو العلم الباحث عن العوارض الذاتية للجسم من حيث التغير والسكون»،
📜 وكذلك علم الفلسفة:
💭 «هو العلم الباحث عن العوارض الذاتية للموجود المطلق»،
📜 وهكذا سائر العلوم.
📜 وبناء عَلَىٰ هذا يمكننا أن نعرف علم المعرفة بِأَنَّهُ:
💭 «العلم الباحث عن العوارض الذاتية للمناهج المعرفية الكاشفة عن الواقع والمستعملة في العلوم لتحقيق مسائلها»،
📜 وسيأتي في الأمر الثالث: (موضوع العلم)، أنَّ المناهج المعرفية الَّتي أخذت في تعريف العلم هي موضوع هذا العلم كما سيأتي تفصيله.
📚 أُصول المعرفة والمنهج العقلي، المقدمة: في الرؤوس الثمانية لعلم المعرفة، ص١١ و١٢ | لــ حضرة رئيس مشائية الشرق والإسلام الفيلسوف الْإِلٰهيَّ المتبحر الشيخ أيمن عبد الخالق المصري {دام ظلِّه العالي}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔻 الهوامش:
1️⃣ معجم مصطلحات المنطق، ص۲۰۰؛ دستور العلماء أو جامع العلوم ج٢، ص۲۲۳، وسيأتي في الأمر الثالث أنَّ هذه الجهة الجامعة هي موضوع العلم.
🔰 إثبات أن جوهر النفس مغاير لجوهر البدن.
📜 المراد بالنفس ما يشير إليه كل أحد بقوله «أَنا» وقد اختلف أهل العلم في المشار إليه بهذا اللفظ هل هو هذا البدن المشاهد المحسوس أو غيره، أمَّا الأَوَّل فقد ظن أكثر الناس وكثير من المتكلمين أنَّ الإنسان هو هذا البدن، وكل واحد إنما يشير إليه بقوله «أَنا» وهذا ظن فاسد ورأي باطل، كما سنبينه إن شاء الله تعالىٰ.
📜 والقائلون بِأَنَّهُ غير هذا البدن المحسوس اختلفوا أيضًا فمنهم من قال: إِنَّهُ لا جسم ولا جسماني بل هو جوهر روحاني فاض عَلَىٰ هذا القلب وأحياه واتخذه آلة في اكتساب المعارف والعلوم حَتَّىٰ يستكمل جوهره بها، ويصير عارفًا بربه، عالمًا بحقائق مخلوقاته، فتستعد بذلك للرجوع إِلَىٰ حضرته ويصير ملكًا من ملائكته في سعادة لا نهاية لها، وهذا هو مذهب الحكماء الإلهيين والعلماء الربانيين، ووافقهم في ذلك جماعة من أرباب الرياضة وأصحاب المكاشفة، فإنهم شاهدوا جواهر أنفسهم عند انسلاخهم عن أبدانهم واتصالهم بالأنوار الإلهية.
📜 ولنا في صحة هذا المذهب من البحث والنظر براهين:
1️⃣ البرهان الأَوَّل: تأمَّل أيها العاقل في أنك اليوم في نفسك هو الَّذي كان موجودًا جميع عمرك، حَتَّىٰ إنك تتذكر كثيرًا مما جرىٰ من أحوالك، فأنت إذًا ثابت مستمر لا شك في ذلك وبدنك وأجزاء بدنك ليس ثابتًا مستمرًا بل أبدًا في التحلل، ولهذا يحتاج الإنسان إِلَىٰ الغذاء ليصير بدلًا لما يتحلل من بدنه، فإن البدن حار رطب، والحار إذا أثر في الرطب تحلل جوهر الرطب حَتَّىٰ يفنىٰ بكليته، كما توقد عليه النار دائمًا فإنه يتحلل إِلَىٰ أن لا يبقىٰ منه شيء، ولهذا لو حبس الإنسان عن الغذاء مدة قليلة هزل وانتقص قريبًا من ربع بدنه، فتعلم أنَّ في مدة عشرين سنة لم يبق شيء من أجزاء بدنك، وأنت تعلم بقاء ذاتك في هذه المدة، بل جميع عمرك فذاتك مغايرة لهذا البدن وأجزائه الظاهرة والباطنة، فهذا برهان عظيم يفتح لنا باب الغيب فإن جوهر النفس غائب عن الحواس والأوهام، ومن تحقق عنده هذا البرهان وتصوره في نفسه تصورًا حقيقيًا فقد أدرك ما غاب عن غيره.
2️⃣ البرهان الثاني: هو أنَّ الإنسان إذا كان مُتَّهمًا في أمر من الأُمور فإنه يَستحضِر ذاته حَتَّىٰ يقول: إني فعلت كذا وأفعل كذا وفي مثل هذا الحال يكون غافلًا عن جميع أجزاء البدن ومن المعلوم أن ما يفعل غير ما هو مغفول عنه، فذات الإنسان مغايرة لهذا البدن.
3️⃣ البرهان الثالث: هو أنَّ الإنسان يقول: أدركت الشيء الفلاني ببصري فاشتهيته، أو غضبت منه. وكذا يقول: أخذت بيدي ومشيت برجلي وتكلمت بلساني وسمعت بأذني، وتفكرتُ في كذا وتوهمته وتخيلته. فنحن نعلم بالضرورة أنَّ في الإنسان شيئًا جامعًا يجمع هذه الإدراكات ويجمع هذه الأفعال، ونعلم أيضًا بالضرورة أَنَّهُ ليس شيء من أجزاء هذا البدن مجمِّعًا لهذه الإدراكات والأفعال، فإنه لا يبصر بالأذن ولا يسمع بالبصر ولا يمشي باليد ولا يأخذ بالرجل؛ ففيه شيء مجمع لجميع الإدراكات والأفاعيل الإلهية. فإذن الإنسان الَّذي يشير إِلَىٰ نفسه بـ«أَنا» مغاير لجملة أجزاء البدن، فهو شيء وراء البدن. ثم نقول إن هذا الشيء الَّذي أثبتنا أَنَّهُ هوية الإنسان ومغاير لهذه الجثة لا يمكن أن يكون جسمًا ولا جسمانيًا؛ لِأَنَّهُ لو كان كذلك لكان أيضا منحلًا سيالًا قابلًا للكون والفساد بمنزلة هذا البدن، فلم يكن باقيًا من أَوَّل عمره إِلَىٰ آخره، فهو إذن جوهر فرد روحاني، بل هو نور فائض عَلَىٰ هذا القالب المحسوس بسبب استعداده، وهو المزاج الإنساني، وَإِلَىٰ هذا المعنىٰ أشير في الكتاب الإلهي بقوله: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي﴾ [الحجر: ٢٩]؛ فالتسوية هو جعل البدن بالمزاج الإنسي مستعدًا لأن تتعلق به النفس الناطقة، وقوله: ﴿مِن رُّوحِي﴾ إضافة لها إِلَىٰ نفسه؛ لكونها جوهرًا روحانيًا غير جسم ولا جسماني.
📜 فهذا ما أردنا أن نذكره.
📚 رسالة في معرفة النفس الناطقة وأحوالها، ص٩ و١٠ | لــ حضرة صدر الأطباء، ورأس العلماء إمام أئمة الحكماء الشيخ الرئيس ابن سيناء {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ رَحْمَةً واسِعَة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 المراد بالنفس ما يشير إليه كل أحد بقوله «أَنا» وقد اختلف أهل العلم في المشار إليه بهذا اللفظ هل هو هذا البدن المشاهد المحسوس أو غيره، أمَّا الأَوَّل فقد ظن أكثر الناس وكثير من المتكلمين أنَّ الإنسان هو هذا البدن، وكل واحد إنما يشير إليه بقوله «أَنا» وهذا ظن فاسد ورأي باطل، كما سنبينه إن شاء الله تعالىٰ.
📜 والقائلون بِأَنَّهُ غير هذا البدن المحسوس اختلفوا أيضًا فمنهم من قال: إِنَّهُ لا جسم ولا جسماني بل هو جوهر روحاني فاض عَلَىٰ هذا القلب وأحياه واتخذه آلة في اكتساب المعارف والعلوم حَتَّىٰ يستكمل جوهره بها، ويصير عارفًا بربه، عالمًا بحقائق مخلوقاته، فتستعد بذلك للرجوع إِلَىٰ حضرته ويصير ملكًا من ملائكته في سعادة لا نهاية لها، وهذا هو مذهب الحكماء الإلهيين والعلماء الربانيين، ووافقهم في ذلك جماعة من أرباب الرياضة وأصحاب المكاشفة، فإنهم شاهدوا جواهر أنفسهم عند انسلاخهم عن أبدانهم واتصالهم بالأنوار الإلهية.
📜 ولنا في صحة هذا المذهب من البحث والنظر براهين:
1️⃣ البرهان الأَوَّل: تأمَّل أيها العاقل في أنك اليوم في نفسك هو الَّذي كان موجودًا جميع عمرك، حَتَّىٰ إنك تتذكر كثيرًا مما جرىٰ من أحوالك، فأنت إذًا ثابت مستمر لا شك في ذلك وبدنك وأجزاء بدنك ليس ثابتًا مستمرًا بل أبدًا في التحلل، ولهذا يحتاج الإنسان إِلَىٰ الغذاء ليصير بدلًا لما يتحلل من بدنه، فإن البدن حار رطب، والحار إذا أثر في الرطب تحلل جوهر الرطب حَتَّىٰ يفنىٰ بكليته، كما توقد عليه النار دائمًا فإنه يتحلل إِلَىٰ أن لا يبقىٰ منه شيء، ولهذا لو حبس الإنسان عن الغذاء مدة قليلة هزل وانتقص قريبًا من ربع بدنه، فتعلم أنَّ في مدة عشرين سنة لم يبق شيء من أجزاء بدنك، وأنت تعلم بقاء ذاتك في هذه المدة، بل جميع عمرك فذاتك مغايرة لهذا البدن وأجزائه الظاهرة والباطنة، فهذا برهان عظيم يفتح لنا باب الغيب فإن جوهر النفس غائب عن الحواس والأوهام، ومن تحقق عنده هذا البرهان وتصوره في نفسه تصورًا حقيقيًا فقد أدرك ما غاب عن غيره.
2️⃣ البرهان الثاني: هو أنَّ الإنسان إذا كان مُتَّهمًا في أمر من الأُمور فإنه يَستحضِر ذاته حَتَّىٰ يقول: إني فعلت كذا وأفعل كذا وفي مثل هذا الحال يكون غافلًا عن جميع أجزاء البدن ومن المعلوم أن ما يفعل غير ما هو مغفول عنه، فذات الإنسان مغايرة لهذا البدن.
3️⃣ البرهان الثالث: هو أنَّ الإنسان يقول: أدركت الشيء الفلاني ببصري فاشتهيته، أو غضبت منه. وكذا يقول: أخذت بيدي ومشيت برجلي وتكلمت بلساني وسمعت بأذني، وتفكرتُ في كذا وتوهمته وتخيلته. فنحن نعلم بالضرورة أنَّ في الإنسان شيئًا جامعًا يجمع هذه الإدراكات ويجمع هذه الأفعال، ونعلم أيضًا بالضرورة أَنَّهُ ليس شيء من أجزاء هذا البدن مجمِّعًا لهذه الإدراكات والأفعال، فإنه لا يبصر بالأذن ولا يسمع بالبصر ولا يمشي باليد ولا يأخذ بالرجل؛ ففيه شيء مجمع لجميع الإدراكات والأفاعيل الإلهية. فإذن الإنسان الَّذي يشير إِلَىٰ نفسه بـ«أَنا» مغاير لجملة أجزاء البدن، فهو شيء وراء البدن. ثم نقول إن هذا الشيء الَّذي أثبتنا أَنَّهُ هوية الإنسان ومغاير لهذه الجثة لا يمكن أن يكون جسمًا ولا جسمانيًا؛ لِأَنَّهُ لو كان كذلك لكان أيضا منحلًا سيالًا قابلًا للكون والفساد بمنزلة هذا البدن، فلم يكن باقيًا من أَوَّل عمره إِلَىٰ آخره، فهو إذن جوهر فرد روحاني، بل هو نور فائض عَلَىٰ هذا القالب المحسوس بسبب استعداده، وهو المزاج الإنساني، وَإِلَىٰ هذا المعنىٰ أشير في الكتاب الإلهي بقوله: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي﴾ [الحجر: ٢٩]؛ فالتسوية هو جعل البدن بالمزاج الإنسي مستعدًا لأن تتعلق به النفس الناطقة، وقوله: ﴿مِن رُّوحِي﴾ إضافة لها إِلَىٰ نفسه؛ لكونها جوهرًا روحانيًا غير جسم ولا جسماني.
📜 فهذا ما أردنا أن نذكره.
📚 رسالة في معرفة النفس الناطقة وأحوالها، ص٩ و١٠ | لــ حضرة صدر الأطباء، ورأس العلماء إمام أئمة الحكماء الشيخ الرئيس ابن سيناء {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ رَحْمَةً واسِعَة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📌 خَطْفَةٌ.
📜 أمَّا الأقدمون من الحُكَماء -كـ‹هِرمِس›، و‹أنباذقلس›، و‹فيثاغورس›، و‹أفلاطون›، وغيرهم- فعلىٰ أنَّ في الوجود عوالمَ أُخر ذواتَ مقاديرَ، وما فيها من الموجودات ألطَفُ ممَّا في هذا العالَم وأكثَفُ ممَّا في عالَم النُّفوس والعُقول، فيها عجائبُ وغرائبُ من البلاد والعباد والأشجار والأنهار والصُّوَر الَمليحة والقَبيحة!، وفيها أقاليمُ يُطلَق عليها ‹جابلقا›، و‹جبرصا›، و‹هورقليا›؛ وقد شاهدها العرفاء الملكوتيُّون حقًّا.
🖌 لــ حضرة الحكيم المتألِّه، والفيلسوف المؤرخ شمس الْدِّينِ الإشراقي الشهرزوري {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 أمَّا الأقدمون من الحُكَماء -كـ‹هِرمِس›، و‹أنباذقلس›، و‹فيثاغورس›، و‹أفلاطون›، وغيرهم- فعلىٰ أنَّ في الوجود عوالمَ أُخر ذواتَ مقاديرَ، وما فيها من الموجودات ألطَفُ ممَّا في هذا العالَم وأكثَفُ ممَّا في عالَم النُّفوس والعُقول، فيها عجائبُ وغرائبُ من البلاد والعباد والأشجار والأنهار والصُّوَر الَمليحة والقَبيحة!، وفيها أقاليمُ يُطلَق عليها ‹جابلقا›، و‹جبرصا›، و‹هورقليا›؛ وقد شاهدها العرفاء الملكوتيُّون حقًّا.
🖌 لــ حضرة الحكيم المتألِّه، والفيلسوف المؤرخ شمس الْدِّينِ الإشراقي الشهرزوري {رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَىٰ عَلَيْهِ}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔰 واضع علم المعرفة.
📜 إن البحث حول علم المعرفة بنحو تفصيل كعلم مستقل، يعد من العلوم المستحدثة في منتصف القرن العشرين عَلَىٰ يد بعض أعاظم المفكرين الإسلاميين، وفي مقدمتهم المرحوم الْعَلَّامَة الطباطبائي والشهيد الْعَلَّامَة مرتضىٰ مطهري والشهيد آية الله الْسَّيِّد مُحَمَّد باقر الصدر، وقد جاء ذلك كردة فعل عَلَىٰ الشبهات المعرفية الكثيرة الَّتي تعرض لها المنهج العقلي، والمباني الدينية والفلسفية في المحافل العلمية الغربية، لا سيما مع بداية القرن السابع عشر الميلادي وَإِلَىٰ يومنا هذا.
📜 ولا يعني ذلك أنَّ هذا العلم لم يكن له أي أثر في التراث الفلسفي الإنساني، بل كان له جذور في الصناعات الخمس في المنطق لا سيما في صناعة البرهان، وفي بعض المباحث الفلسفية المتفرقة، كمبحث العلم والوجود الذهني، بل كانت آثاره موجودة قبل الميلاد في فلسفة أعاظم الحكماء اليونانيين، كسقراط وأفلاطون وأرسطو، لا سيما في محاوراتهم مع السفسطائيين والشكاكين.
📜 والسر -من وجهة نظري- في عدم بحث أكابر الحكماء في قديم الزمان حول هذا العلم بنحو مستقل، هو ما تعرضوا له في الصناعات الخمس، وكذلك بداهة ووضوح حجية المنهج العقلي البرهاني لديهم، وولايته عَلَىٰ سائر المناهج المعرفية الأُخرىٰ، وإلَّا فإنَّ البحث عن مسائل علم المعرفة إنَّما يكون بالمنهج العقلي البرهاني مع كونه من مسائلها، وهذا يكشف عن كون حجية المنهج العقلي ذاتية، وأن البحث عن حجيته إنَّما هو للتنبيه عَلَىٰ ذلك من جهة، وللإشارة إِلَىٰ دائرة حجيته وعلاقته بسائر المناهج المعرفية من جهة أُخرىٰ.
📚 أُصول المعرفة والمنهج العقلي، المقدمة: في الرؤوس الثمانية لعلم المعرفة، ص١٣ و١٤ | لــ حضرة رئيس مشائية الشرق والإسلام الفيلسوف الْإِلٰهيَّ المتبحر الشيخ أيمن عبد الخالق المصري {دام ظلِّه العالي}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 إن البحث حول علم المعرفة بنحو تفصيل كعلم مستقل، يعد من العلوم المستحدثة في منتصف القرن العشرين عَلَىٰ يد بعض أعاظم المفكرين الإسلاميين، وفي مقدمتهم المرحوم الْعَلَّامَة الطباطبائي والشهيد الْعَلَّامَة مرتضىٰ مطهري والشهيد آية الله الْسَّيِّد مُحَمَّد باقر الصدر، وقد جاء ذلك كردة فعل عَلَىٰ الشبهات المعرفية الكثيرة الَّتي تعرض لها المنهج العقلي، والمباني الدينية والفلسفية في المحافل العلمية الغربية، لا سيما مع بداية القرن السابع عشر الميلادي وَإِلَىٰ يومنا هذا.
📜 ولا يعني ذلك أنَّ هذا العلم لم يكن له أي أثر في التراث الفلسفي الإنساني، بل كان له جذور في الصناعات الخمس في المنطق لا سيما في صناعة البرهان، وفي بعض المباحث الفلسفية المتفرقة، كمبحث العلم والوجود الذهني، بل كانت آثاره موجودة قبل الميلاد في فلسفة أعاظم الحكماء اليونانيين، كسقراط وأفلاطون وأرسطو، لا سيما في محاوراتهم مع السفسطائيين والشكاكين.
📜 والسر -من وجهة نظري- في عدم بحث أكابر الحكماء في قديم الزمان حول هذا العلم بنحو مستقل، هو ما تعرضوا له في الصناعات الخمس، وكذلك بداهة ووضوح حجية المنهج العقلي البرهاني لديهم، وولايته عَلَىٰ سائر المناهج المعرفية الأُخرىٰ، وإلَّا فإنَّ البحث عن مسائل علم المعرفة إنَّما يكون بالمنهج العقلي البرهاني مع كونه من مسائلها، وهذا يكشف عن كون حجية المنهج العقلي ذاتية، وأن البحث عن حجيته إنَّما هو للتنبيه عَلَىٰ ذلك من جهة، وللإشارة إِلَىٰ دائرة حجيته وعلاقته بسائر المناهج المعرفية من جهة أُخرىٰ.
📚 أُصول المعرفة والمنهج العقلي، المقدمة: في الرؤوس الثمانية لعلم المعرفة، ص١٣ و١٤ | لــ حضرة رئيس مشائية الشرق والإسلام الفيلسوف الْإِلٰهيَّ المتبحر الشيخ أيمن عبد الخالق المصري {دام ظلِّه العالي}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
🔰 بقاء النفس بعد بوار البدن.
📜 اعلم أن الجوهر الَّذي هو الإنسان في الحقيقة لا يفنىٰ بعد الموت ولا يَبلىٰ بعد المفارقة عن البدن، بل هو باقٍ؛ لبقاء خالقه تعالىٰ؛ وذلك لِأَنَّ جوهره أقوىٰ من جوهر البدن؛ لِأَنَّهُ محرك هذا البدن ومديره ومتصرف فيه، والبدن منفصل عنه تابع له؛ فإذن لم يضر مفارقته عن الأبدان وجوده، إذ البدن موجود باقي بعد الموت، فإذن لا يضر وجود النفس، وبقاؤه كان أولىٰ ولأن النفس من مقولة الجوهر، ومقارنته مع البدن من مقولة المضاف، والإضافة أضعف الأعراض؛ لِأَنَّهُ لا يتم وجودها بموضوعها، بل يحتاج إِلَىٰ شيء آخر وهو المُضاف إليه؛ فكيف يبطل الجوهر القائم بنفسه ببطلان أضعف الأعراض المحتاج إليه؟ ومثاله أن من يكون مالكًا لشيء متصرفًا فيه، فإذا بطل ذلك الشيء لم يبطل المالك ببطلانه؛ ولهذا فإن الإنسان إذا نام بطلت عنه الحواس والإدراكات وصار ملقىٰ كالميت، فالبدن النائم في حالة شبيهة بحال الموتىٰ كما قال رسول الله {عليه السلام}: «النوم أخو الموت».
📜 ثُمَّ إن الإنسان في نومه يرىٰ الأشياء ويسمعها، بل يدرك الغيب في المنامات الصادقة بحيث لا يتيسر له في اليقظة، فذلك برهان قاطع عَلَىٰ أن جوهر النفس غير محتاج إِلَىٰ هذا البدن، بل هو يضعف بمقارنة البدن ويتقوىٰ بتعطله، فإذا مات البدن وخرب تخلص جوهر النفس عن جنس البدن، فإذا كان كاملًا بالعلم والحكمة والعمل الصالح انجذب إِلَىٰ الأنوار الإلهيَّة وأنوار الملائكة والملأ الأعلىٰ انجذاب إبرة إِلَىٰ جبل عظيم من المغناطيس، وفاضت عليه السكينة وحقت له الطمأنينة، فنودي من الملأ الأعلىٰ:
📜 ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٢٧، ٢٨، ٢٩، و٣٠].
📚 رسالة في معرفة النفس الناطقة وأحوالها، ص١١ | لــ حضرة صدر الأطباء، ورأس العلماء إمام أئمة الحكماء الشيخ الرئيس ابن سيناء {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ رَحْمَةً واسِعَة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】
📜 اعلم أن الجوهر الَّذي هو الإنسان في الحقيقة لا يفنىٰ بعد الموت ولا يَبلىٰ بعد المفارقة عن البدن، بل هو باقٍ؛ لبقاء خالقه تعالىٰ؛ وذلك لِأَنَّ جوهره أقوىٰ من جوهر البدن؛ لِأَنَّهُ محرك هذا البدن ومديره ومتصرف فيه، والبدن منفصل عنه تابع له؛ فإذن لم يضر مفارقته عن الأبدان وجوده، إذ البدن موجود باقي بعد الموت، فإذن لا يضر وجود النفس، وبقاؤه كان أولىٰ ولأن النفس من مقولة الجوهر، ومقارنته مع البدن من مقولة المضاف، والإضافة أضعف الأعراض؛ لِأَنَّهُ لا يتم وجودها بموضوعها، بل يحتاج إِلَىٰ شيء آخر وهو المُضاف إليه؛ فكيف يبطل الجوهر القائم بنفسه ببطلان أضعف الأعراض المحتاج إليه؟ ومثاله أن من يكون مالكًا لشيء متصرفًا فيه، فإذا بطل ذلك الشيء لم يبطل المالك ببطلانه؛ ولهذا فإن الإنسان إذا نام بطلت عنه الحواس والإدراكات وصار ملقىٰ كالميت، فالبدن النائم في حالة شبيهة بحال الموتىٰ كما قال رسول الله {عليه السلام}: «النوم أخو الموت».
📜 ثُمَّ إن الإنسان في نومه يرىٰ الأشياء ويسمعها، بل يدرك الغيب في المنامات الصادقة بحيث لا يتيسر له في اليقظة، فذلك برهان قاطع عَلَىٰ أن جوهر النفس غير محتاج إِلَىٰ هذا البدن، بل هو يضعف بمقارنة البدن ويتقوىٰ بتعطله، فإذا مات البدن وخرب تخلص جوهر النفس عن جنس البدن، فإذا كان كاملًا بالعلم والحكمة والعمل الصالح انجذب إِلَىٰ الأنوار الإلهيَّة وأنوار الملائكة والملأ الأعلىٰ انجذاب إبرة إِلَىٰ جبل عظيم من المغناطيس، وفاضت عليه السكينة وحقت له الطمأنينة، فنودي من الملأ الأعلىٰ:
📜 ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٢٧، ٢٨، ٢٩، و٣٠].
📚 رسالة في معرفة النفس الناطقة وأحوالها، ص١١ | لــ حضرة صدر الأطباء، ورأس العلماء إمام أئمة الحكماء الشيخ الرئيس ابن سيناء {رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ رَحْمَةً واسِعَة}.
【 @alhikmat_almutaealie 】