مجلة الحرف الثائر
341 subscribers
مجموعة أدبية و ثقافية
Download Telegram
فحيح الأفاعي
انتظار التميمي
لها قلب الضباع وجلد أفعى
وأنياب الذئاب ومكر ثعلب ْ
فإن زفرت فذا صوت الأفاعي
وإن شهقت فتلك سموم عقرب ْ
ومازادت بي الأوجاع إلّا
وجدت لها بذي الأوجاع مخلب ْ
تشبّ بعينها نيران حقد ٍ
إذا مانلت في دنياي مكسب ْ
وتأمل أن يزاح الخير عنّي
وتنتفض الحياة لها وتُقلب ْ
وفي حسد ٍ تحدثني وغلٍّ
ودهرٌ بيننا خبزٌ ومشرب ْ
أواسيها إذا حزنت قليلاً
وتأمل أن أزاح لغير كوكب ْ
فليس بهكذا الأموال تجنى
وليس بهكذا الأطماع تُكسب ْ
وليس بهكذا نيل الأماني
وليس بهكذا الآمال تُطلب ْ
فلا الدين الحنيف يبيح حقداً
ولا الحسد المقيت إليه يُنسب ْ
وهل يجني الحسود سوى ذنوباً
مع الأعمال عند الله تُكتب ْ
بقلم انتظار محمد خليفة التميمي
30/6/2019
حلم معتق

تنبت في قلبه
مثلما تنبت الزهرة
بين مفارق الصخور
استفزته بقولها انها تحلم برجل شجاع قوي
تشعر بالأمان معه
اخذ يستعرض بطولاته
وانجازاته ومواقفه المشرفة
اخبرها أنه...
ثائر قديم
وان نياشين البنادق
ورائحة البارود هي عطره المفضل
قال...
لكني عاشق ...
وكتاب مفتوح
كتب بلغة
انقرضت منذ دهور
قالت...
رسمتك ملامح تاريخ وأسطورة لاتندثر
هل للنجوم أن تلمع
دون الاذن من شعاع عينيك.

فاتن العزاوي
اسيرة الصمت

اعذرني حبيبي
اذا امتهنت الصمت
والكلام على شفتي
قد ذاب
شهد الكلمات اعتصرها
خمرا
اعتقها بنبضاتي
غير ان الحرف عن ذنبها
قد تاب
كلمات الحب ثقلت موازينها
هتكت ستر الفؤاد
صار نطقها عذابا
الصمت حبيبي
في حرم هواك ثرثرة
تنثر العيون العاشقة اسراره
شكوى وعتابا
مازلت ناسكة في محراب هواك
ارتل تهجدي وصلواتي
اكسب ثلج الصمت على شفاه البوح
اخمد صرخات موج تلاطم عبابا
أخاف ان أبحرت سفني العاشقة
في مدى عينيك الثائرة
تكون بوصلتها سرابا
فمن سيروي عطش نوارسي
و قلبك مزار للعاشقات
تاه بين الاسراب
ما عاد كما كان إلى واحتي اوابا
فكيف تحاكمني بتهمة الصمت
وللصمت صوت لا تسمعه إلا الألباب
فامنحني مساحة عشق
وافتح لي بين ذراعيك بابا فبابا
انني متعبة من ضجيجي وصمتي
فليس يؤخذ الحب الا غلابا
والقلب مازال عنيدا فلا رمى الراية
ولا اعتزل وتابا
فاطمة المغيربي
هكذا تولد الكلمات
------------------
متوارية ..
بما فيه الكفاية حيث لاتراني ..
أُنصتْ ..
لنسمة ليل باردة
احتضنت جسدي ..
لآااه غريبة هاجرت من صدري ..
لفرحة موحشة
أخذتني إلى حنين الشطآن
قبعت في الفراع ...
عمرٌ من الكتابة
سفر القصائد
لقاءنا الموشَّى بالغياب
بالصمت ..بالنار ..بالمطر
بمقص الشوق إليك
بالامل المنتظر ..!!!!
أستمع ..
بخفة روحي العارية
لصدق الريح ..
كَمْ صفعتْ هامتي السمراء
وتركتني بلا دثار ..!!!
كيف بقي وجهي منقسماً
يرحل ..ليعود
بملامح طفلة معذبة ..
بضعة نجوم في عينيها
تعشق الإعصار ..!!!
أنقش ..
على خشب الجوز
أسطورة حب لامرئية ..
بعمق جراح وطن ..
متحمِّسة ..مهووسة ..حمقاء
مخبولة هبطت من القمر ..
أنطلق من رحم الانوثة
كسيف دمشقي
لايعرف الانكسار ..
أتهاوى فوق مقعد غيمة
فتتوالد الكلمات
من ثغر امرأة مبطنة بالحقيقة
كنت حبيبي الأول ..
حبيبي الأخير ..
الآن ..ومابعد الحياة ..
.." أُحبُّك " ..

----------------------
سمرا عنجريني / سورية
8/4/2019
اسطنبول
وَ لَرُبَّمَا
*
ولُرُبَّما ينسابُ حبكِ في دمي
مثل انسياب الدمعِ مِنْ أحداقي

ولربَّما نَزَفَتْ شفاهكِ شُهدها
خمراً تعتَّقَ في لظى الأشواقِ

ولربَّما نفثتْ عيونكِ سحْرَها
في ناظريْ فاندسَّ في أعماقي

ولربًَما عصفَ الغرامُ بخافقي
فتداخلَ الإرعادُ بالإبراقِ

لكنَّ. قلبي لا يطيقُ. تَحمُّلاً
لتلَهُّفِ. المشتاقِ. للمشتاقِ

أبحرتُ في بحر الغرام ولم أزَلْ
أخشى انشغالَ الغدْرِ في إغراقي

ما خفتُ من بحرٍ تلاطمَ موجهُ
وشراسةِ. القرصان. والسرَّاقِ

لكنني أخشى ترقرق دمعةَال..
تمساحِ... إن نزلتْ من الأحداق ِ

لو إنّنِي أحظى بِخِلٍّ مُخْلِصٍ
فيهِ الوفاءُ موثَّقٌ.......بوثاقِ

لنهضتُ من تحتِ الرمادِ كطائرِ ال..
......عنقاء ِ نحوكٍ طامعاً بعناقٍ
*******
رمضان الأحمد
(أبو مظفر العموري)
أما علمت أن
كل الحروف بعدك
استحالت قارب نجاة
لترسو بي بسلام
على شطآنك
ألم أقل لك
إنك كنت
أول النبض
عندما أعلن الرب
أني أستحق الوجود
أما فهمت
صبري عليك
وأني كنت أقلم أظافر الزمن
كي أشغله عن المرور
وتبقى بجانبي إلى الأبد

ماريا أحمد
ياناكرا وفائي

قلتُ كفى...
قد أوجعت
القلبَ ...بما يكفي
كالهوسِ ...تلازمني
كظلي ... كطيفي
يا ناكرا حبي ...
حناني وعطفي
جمارا جعلت َ
الوقت ...كربيعي
كصيفي
أوقدت ليلي ...
وأطفأتَ شموع
عزفي
ياناكرا وفائي ...
من حساباتك
أعلنتَ صرفي
أضم الى صدري
اسمك ...
المرسومُ بكفي
تشرق عيونك
بسكوتي...
فينزفُ ضَعفي
يفوح عطرك من
وشاحي
فأغضُّ طرفي
كأس الآهاتِ أتجرع
أكابر وأنفي
كففتُ من حبٍّ
أدماني
بلا شرع ٍولاعرفِ
طفحَ الكيلُ ساقتلعكَ
من صمتي وحرفي
أنفض بكبريائي
جبني...
يتفتح الفل بأنفي
وأترك ورائي أمسا
أوهمني أنك نصفي

بقلمي
خديجة بلغنامي
غيرة
*

قالت : رأيتكَ لاتغارُ .فهل أنا
ثِقَةٌ لديكَ؟؟فقلت: ليس كذاكا

لكنْ وثقتُ بقدرتي ..ورجولتي
وسمو عشقي طاولَ الأفلاكا

ووثقتُ في قلبي و قولاً قلتِهِ
(قسماً..بحبِّكَ..لَنْ أُحِبَّ سُواكا

إن َّ الرجال الواثقون بنفسهم
لا. يرهبونَ حبائلاً.....وشباكا

فَثِقوا . وإلَّا فارِقُوا ولتَعْلَمُوا
شَرَّ الغرامُ بأنْ.. يكونَ ...عِراكا

وأحَطُّ حالاتِ الغرام إذا ترى
خِلٌّ يَخٌونُ...وآخَرّ .. .يَتَباكى

فإذا شَكَكْتَ بِمَنْ تُحِبُّ للخظةٍ
فَدَعِ الغرامَ وَقَطِّعَ الأسلاكا
***************
رمضان الأحمد
(أبو مظفر العموري)
*أسعادي*

..........

دع ذكرى من تهوى إذا قال الفتى * بانت سعاد فراقني ميعادي

واتبع ورا طيف الضّيا حقّا ترى * إسم الغواني زلّة الزّهّاد

يا تائها في الحسن خذ لي نصحة * إنّ المحاسن بدلة الأمجاد

فكما جمال الكبرياء ردائه * فمن اليقين إزاره عوّادي

فإذا بدا نورالإله بعينه * فاسرح بصمتك يُنجلى محمودي

أو قل بدمع طافح يا ليتني * ذقت الفنا ببصائر المعبود

ليس العدى من ظلّ وصف من سُها * حكم اللقا للبهت كالأصفاد

لكن إذا عاد الجلا عند الضّحى * فعلى اللبيب تحكّم الإرشاد

فاشكرعطاء الواجب التّحميد * ساعي الهوى يمضي هوى الصّيّاد

واقطع بحكم الأنت أحكام الأنا *إنّ اللبيب يقول أنت مرادي

يا أيّها المدّثر المنكود * إخلع ثياب النّوم والإرقاد

خذها برفق منحتي لفؤاد * أضنى الملا إعصاره ...وجنودي

خبّأتها لك درّة الإنضاد * وبجيدها إستحكمت إقليدي

نادى الحجى في حيرة بسؤاله * هل أسدل الليل الرّدا المعتاد

مكر العظيم يحيّر الأفرادا * يعطي سخاوة ساعة الإرصاد

*

غمر الضّياء قتامة الأجساد * ورمى بليلي ثوبه وبزادي

ومشى على جسمي شعاع بريقه * فتعانقا بهتي ولطف أيادي

وبدى الجمال مروّحا لشقاوتي * فشهقت من لهفي وصرت أنادي

سحر الجمال ونوره وفنونه * والوهج والإحراق من توحيدي

فجر النّدى،برق الصّفا،شرب الهنا * والحمد من متواجد غرّيد

والسّحق والمحق والتّجريد * اجّمّعا ليمجّدا أسياد

حسناء قائمة على سجّادي * نفظت بلطف حيرتي وجمودي

وثبت بحبّ تنشد الأورادا * من حضرة التّقوى ومنح الجود

هيفاء التهمت عناء شرودي * كخريدة لبست خيال سهادي

دخلت لتطارد وحدتي،لأنادي * سبحان من صاغ الرّدا الوقّاد

خلت الجنان تفتحت أبوابها* لمّا هوى رمش الهوى أعوادي

ليست سعاد، ولا دعابة هند * أودعد،أوليلى رغا الأنجاد

إنّ الجواري أطردت بمذاقنا * يوم استدارت ساعة الحمّادي

قل إنّها قدّاحة الأزناد * تهوى إثارة ظلمة الأجساد

ياليتها وهبت شراب نهود * تطفي ضماإحراقة الأكباد

سهم اللحاظ يناثرالإمدادا* وغموض قلبي يشتهي تزويدي

جودي بربّك سكرودادي *واغري كؤوسي عصرة العنقود

واسقي شقاوة دمعتي وورودي* فعسى نكادي يحتسي أعيادي

إنّي رفعت إشارة الإنقاد* وصبابتي سئمت نداء عنادي

هاقد بدا فجرالهوى المعتاد * لا ترحلي بل جدّدي تبديدي

كم هفّ قلب ينشد الوصل *الذي لضمانه يلقى الكسا بالوادي

ياقاتلي بالليل أنظرني صبحة * حتّى أرى رمّاحة الأسفاد

فكما جرى وفقا على أحكامكم * خلّ الهوى يحيي دما الأشهاد

عجبي رأيت تهمّم الأحفاد *يعلو مراقي همّة الأجداد

فبأحمدي ، وبهديه لا أرتقي إلا علاء،فضلا من الجوّاد

فالحمد لله الذي روّى الضّما * من شرب مختار الهدى إنشادي

بلّلت قولي أدمع قطرت دما * لو ذاقها جفني لحلّ عهودي

لكن إليه يصعد الكلم الذي * أُذن الملا تقصيده لسعادي

..............ريحانيات

الاديب المفكر والشاعر التونسي

محمد نور الدين المبارك الرّيحاني
أنفاس تتكلم
===========
من حروف اسمك
أشتقت الأبجدية
تحكي قصة العشق
على هذه البرية
يا من أسكنتك قلبي
فحبك يجعله نقيا
يعانق ذرات الشوق
كأنه كوكب دريّ
يغازل النّجوم والأجرام
يدور دورة العشق اليومية
يتزود من حبك الغذاء
ليصبح أقوى من الرياح
صورتك طبعتها على الوتين
فكانت له الحارس الأمين
لم العجب أيّها النّاس
إذا تكلمت الأنفاس؟؟؟
إذا كانت قصيدة
يسكنها الإحساس
كلّ شيء فيك يجري بدمي
يحرك الحروف والكلمات
حبّك يفجر أنهارا
من المفردات
كنهر الفرات تتدفق
رقراقة عذبة
كعطر الياسمين رقة
كالغار في الشموخ والوقار
يحيى العلي
أخترت الرحيل
=========
أخترت الرحيل
عن نظراتك الهائمة
التى تقيد روحي
بقيد من شغف

أخترت الرحيل
عن همسك الحاني
الذى يذيب
جليد العمر

أخترت الرحيل
عن نبضك الخافق بصدرك
فأسمع صداه
يتردد بصدري

أخترت الرحيل
عن كل حروف العشق
التى تسطرها
من أجل عيني

أخترت الرحيل
حين أدركت أنني
لست الوحيده بحياتك
وإن لديك دوماً البديل

أخترت الرحيل
هناك بعيداً
حيث لن تجد
عبق عطري
ولن تسمع
ضجيج أشتياقي

#تراتيل على جدار الروح
#سحر فرحان
حيث كل شيء بدأ ..
حيث قلبي نما
و قلمي نطق ..
أبدأ ..

عندما يغرد العقل ..
و ينتشي الحلم ..
و يكبر فيّ الأمل ..
أعود ...
إلى روحي ..
إلى ذاتي ..
إلى صوت الأنا فيّ ..

إلى صوت حلمي الرخيم ..
و رباطة جأشي العظيم ..
إلى الحبر المتدفق مني ..
حين ينجو ..
حين يعلو ..
حين يصيح ...

إلى الغد الذي أرسمه .
و الأمل الذي أحكمه ..
لإيماني الحق ..
و قلبي الحق ..
لثقتي بربي التي لم تهدأ ..

فيا شغفي الذي لم يحترق ..
و يا ناري التي لم تخمد ..

روح الكلمات فيّ ..
صوت الحقيقة ..
عبق البلاغة فيّ ..

لا أعلم ما نحن حقاً نفعله ..
يا الله ...
دائماً سأبدأ ..
و دائماً سأعود .
ودائما سأبقى
على صلة معك
لاتنقطع.
أ.نجوة الحسيني
جاءَ على لسان شاعرنا
محمود درويش
نعم عربٌ ولا نخجل
ونعرف كيف نمسك قبضة المنجل

وأنا أقول

عفواً درويشُ فلا تقرعْ
أبواباً قرعُها لا ينفعْ

أبوابُ الرِّفعةِ موصدةٌ
وبوجهِ العالِمِ لا تُرفعْ

فالعلمُ سيكشفُ عورتَنا
والجّهلُ لنا نِعمَ المرجعْ

عذراً درويشُ فأُمّتنا
بالمنجلِ تقطعُ مايُزرعْ

حتّى أصواتِ حناجرنا
ماعاد لها صوتٌ يُسمعْ

أصبحنا نُخفي هامتنا
جُبناً خوفاً ممّا نصنعْ

ورموزُ عروبتنا أضحت
لسنابكِ خيلهمُ مرتعْ

فضمائرُ أُمّتنا ماتتْ
وضميرُ الميّتِ لا يرجعْ

وعروسُ عروبتنا قدسٌ
زُفّتْ للغازي بالمدفعْ

حتّى الجولانَ يزفّوها
وبغيرِ الشّجبِ فلا نقنعْ

ها هم يأتونا بصفقتهم
والكلُّ عليها قد وقّع

مازلنا عُرباً لا نخجلْ
ولغيرِ الظالمِ لا نركعْ

وجعلنا الدّين مطيّتنا
فالدّينُ يصون لنا الموقعْ

وجعلنا المذهبَ لعبتنا
هل هذا للباري يشفعْ

وبسيفِ الجّهلِ تقاتلنا
سيفٌ بيدِ الجّاهلِ يقطعْ

بِتنا للعالمِ عنواناً
أمّتُنا أفضلُ مستنقعْ

د . محمد قطلبي سورية
جمال العشق
===========

جنون العقل إن نعشق رهين
بأن تخفى المواجع والشجونُ

مدامع قد تفيض من التنائي
لوجه قد تتوق له العيونُ

أيصبر من تعلق بالأماني
ويفرح من تعذبه الظنونُ ؟؟

فلاولله ماعشقي جنون وطول
الصمت عن عشقي الجنون

ملأتَ الكأس بخمور التماهي
فسكرى واللقاء متى يكونُ؟؟

نديم الروح للروح انتماء
ضجيج في الفؤاد له سكونُ

صهيل الخيل في ساح المعاني
وفارس مهجتي لا يستهين

ويطغى ذا الجمال على وجودي
أكون قضيتي أو لا أكونُ

ربيب الصدق والأصل الكريم
فمنصور سمت منه البنونُ
بقلمي منى خطيب
مفارقة..

أعطيْتُهُ عمري النّدي
لم يكترثْ...ما سألا

أرخيْتُ ظلّي وارفاً
والجفنُ منه اكتحلا

أطلقْتُ لحظاً رائداً
قدْ فرَّ منه مُعجِلا

سلّمتُ قلبي عاشقاَ
من خفقةٍ قدْ بخلا

أوْفيتُهُ كلَّ الوفا
والغدرُ منه ما خلا

أمشي إليه لاهثاً
وخطوُهُ..القرنفلا

إنّي تأزّرْتُ الحرير
والدّمقسَ والمخملا

والعطرُ قدْ أفرغتُه
لم ينشرحْ ما أجهله!

خذْ كلَّ سعدي والهنا
واطرحْ همومَك والبلا

أحببْتٌكَ شهقاً ونور
و الوجدُ كلّي جندلا

فلْترحمِ الواني العليل
أيا نفوراً قد طلا

تغريد خليل
ورجعت

ورجعت مثلك يا فؤادي باكيا
وسحابتي تسقي اليراع الشاكيا

ورقي ومحبرتي وصمت مواجعي
حملت من الأحزان حملا قاسيا

فكَتَبْتُني حرفا يقظ مضاجعا
سرقت حياتي والمقام الساميا

ورجعت بعد تشردي متوشحا
عزي لأبني من جديد ثانيا

فتراقصت في الدرب كل سجية
كرهت من الأعداء ليلا داجيا

كنا وكان المجد سقفا سامقا
فيه القطاف لكل حر دانيا

فتعربد المتعربدون بدربنا
وعلا المقيت الغث ركنا رابيا

ورجعت كي أفني ظلام متبر
وأزيل ليلا كال ذلا باليا

الشاعر / محمد الربادي
.
عندما يقهقه الحزن ...

رفعت أم سليم فتيل قنديل الكاز قليلا لتستمد أكبر قدر ممكن من الضوء كي ترتق معطف سليم ابنها البكر .. فالشتاء بدأ ينقر على نوافذ الأفئدة بخجل وهو يتجنب النظر في وجوه الفقراء .. خشية الارتطام بدمعة حرمان مالحة قد تغير مذاق المطر .. إنه معطف سليم الوحيد الذي اشتراه له أبوه قبل عامين .. كبر جسم سليم ..وأصبح طالبا في الثانوية العامة ... لكن معطفه أبى أن يساير ركب السنين .. فتسمر في مقاسه القديم كشجرة يابسة تعفنت جذورها .... بالكاد كانت أزراره تتلاقى بالعرى كلقاء بارد بين صديقين متجافيين منذ مدة .. كانت أم سليم ترتق المعطف بحنق وفي قلبها رغبة عظيمة أن تتحول إبرتها الى عصا تفتك بكل فئران القرية ... كل تقدم ضئيل للخيط كان يسرد قصة فقر استثنائي جعل حتى الفئران تستسيغ معطف ابنها الوحيد وتنهش أنسجته بنهم غير مسبوق ...كان سليم شبه ملتصق بالمدفأة المتقدة يقلب في كتاب لأحد الكتاب الكبار .. كان غلاف الكتاب وحده يشرح المأساة لأمه التي لا تعرف القراءة والا الكتابه .. انها صورة لشاب ارتسمت ملامح الثراء على محياه وملابسه ... كانت تدرك الأم أن ابنها يجري مقارنة بينه وبين ذاك الشاب ... هكذا حدثها قلب الأم ...يؤلمها جدا حين ترى أقرانه من أبناء الحي يقتنون هاتفا نقالا ..ويرتدون أفخم الملابس .. بينما حرم أبنها من أبسط الأشياء وظل حلمه معطفا يستر جسده ويدفن فيه صقيع الشتاء ... كانت الأم في سرها تشكر من قطع التيار الكهربائي عن القرية لأنها أرادت من العتمة أن تبتلع ملامح بؤسها وحزنها .. كي لاتزيد في الطنبور نغما ... ظل سليم ساهما يحرك شفتيه بصمت .. وفوق مساحة عينيه هناك حلم يحاول الاغتسال من أدران الخيبات ... لكن مطر العينين يأتي على هيئة شلال يغرق كل ما يصادفه .. فيفقد حلمه خاصة التنفس ويتلاشى ... مطر تلك اللية كان ذا وقع خاص .. كل قطرة منه كانت تروي فصلا مأساويا من شتاء جاء على هيئة ضيف أضاع خارطة البلدان .. فاستقر به المطاف صدفة في بيت غير مؤهل لاستقبال الضيوف .. فقد أغراه دخان المدفأة بالدخول .... غير أن كل شيء في تلك الغرفة كان ينطق بالحرج أمام ذاك الضيف .. جدران متصدعة ... سقف نازف .. نوافذ تبدو كعجوز سبعينية فقدت أسنانها ... وباب خشبي تصفر الرياح من فتحاته و شقوقه العشوائية .. وقنديل عتيق يكاد زيته يجف انتحابا باحثا عن كسرة ضياء ... وأخيلة الأشياء تتراقص على جدران الغرفة كأشباح نساء أتين من عصر الجاهلية يندبن حبيبا قد رحل ...فكرت أم سليم...كيف للفئران ألا تجد في هذا البيت ملاذا وقد فشل الفقر في اغلاق ثقوبه وتصدعاته ... تنهدت من أعماقها وهي تقطع نهاية الخيط بأسنانها كمن يعض يد ظالم امتهن التعذيب والاذلال ... طبعت ابتسامة مزيفة على وجهها وهي تقدم المعطف إلى سليم .. لكنها كانت على ثقة أنها قامت بعملية تجميل فاشلة لوجه اعتنق الدمامة والقبح .. لكن نظرة سليم اليها جعلت ابتسامتها تبدو كامرأة عرجاء تسير في شارع مكتظ بالأسوياء ...تبدلت ملامح الأم حين لاحظت فشلها في ترميم ذاك الجرح الذي أخذ يحيط بكل تفاصيلها... أغلق سليم الكتاب ووضعه على كرسي قريب .. تناول المعطف بيده .. أدناه من أنفه المحمر من وهج المدفأة ... شمه باشتياق .. نظر الى عينيها فرآهما كعيني شخص ينتظر بلهفة مريضا تأخر في غرفة العمليات ...أراد سليم أن يبشرها أن المريض قد تعافى .. عانقها بقوة وراح يلثم تجاعيد كفيها وهو يقول : حسبي أن معطفي قد لمسته يداك الطاهرتان حتى يعود جديدا في عيني ... بكت الأم بحرقة ..وشاركتها السماء بالانهمار ... وأعلن القنديل عن نضوبه من آخر قطرة من زيته وانطفأ ...
وساد صمت ثقيل في حرم الأمومة المقدس دنس ذاك الصمت صوت التقاط أحد الفئران المتوجسة في فخ خشبي متربص تحت السرير .. فقفز الاثنان على أثرها جزعا ..وماءت القطة مزهوة لأنها حصلت على وجبة عشاء دون عناء .. وتعالت قهقهة عفوية أضاءت عتمة المكان ....

فادية حسون .
ماذا اكتب..؟
انا لا املك
ان احتج
او اصرخ
او اتمنى
اخرسني القيد
من غير معنى
ابكي ضاحكة
واتذكر...
ماذا اتذكر...؟
وانا احمل قارورة
رماد سنيني
احمل ذكريات
طفولتي وصباي
ماذا اكتب..؟
فسمائي من الحجر
لايكتب عليها
وفي عيني
حزن البشرية
ينادونني................
قومي من سباتك
ليس للزمن بقية
فانت خلاصة الاعمار
وقصيدة ورد جورية
من يقتلك
كان قتيلا
كل ما اطلبه
رفقا قليلا
لاعطيكم الخصب
والفصولا
فاعيدوا القبح
كما كان جميلا....&&&&&&
بقلمي زهرة القرنفل
قُــبْــلَــتَــــان
ـ وقفتْ سيدة في خريف العمر على عتبة بابها تصلح هندام آخر حبة في العنقود وهي تتطلع إليه بنهم شديد وكأنها تراه لأول وهلة ثم وضعتْ في محفظته الصغيرة قطعة خبز وقليل من الزيتون ، وطبعت على خده المتورد قبــــــــلة دافئة أودعتها أسمى معاني الحب والحنان .
ـ تنصل ياسر بحكمة وذكاء من إطباقة أمه المُحْكَمة ، ورسم على محياه الجميل بسمة طاهرة كانت بمثابة الإذن بالرحيل ، ومضى إلى حيث التحق برفيقه الذي كان يتعجله خارج البيت لأن موعد الدرس قد دنا .
ـ صالت الأم و جالت في أروقة البيت ودهاليزه فبدا لها أكبر حجما من المالوف .
ـ قامت وجلست وفرّكت أصابعها وطقطقتها ، فلقد أحاطتها الوساوس والضنون من كل حدب وصوب فتعوذت من شر الوسواس الخناس إلى بارئها الكريم .
ـ بكت في صمت ومرارة ، فردت إليها جدران البيت صدى آهاتها و آناتها ، وما أصعب أن يبكي المرء بلا دموع .
ـ حاولت عبثا أن تشغل نفسها بمراقبة الساعة تحسبا لعودة ابنها ، دقت ساعة عودة الحبيب ولكن الحبيب ما وصل .
ـ هاجمتها الخواطر بالمخاطر فشعرت بحدس الأمومة أن كارثة ما تحاك لها في الخفاء .
ـ إستقبلت القبلة وصلت صلاة الغائب ولكن بلا خشوع .
ـ ترهفت السمع لعل صرير الباب يدوي فيلج منه العزيز المنتظر ، ولكن لا حياة لمن تنادي .
ـ عبثا حاولت أن تطرق موضوعا آخرا ولكن وجدت نفسها في دوامة .
ـ أزاحت ستار النافذة ومسحت الشارع كله بنظراتها الثاقبة فارتد إليها الطرف كسيرا ذليلا .
ـ جلبة كبيرة خارج البيت وضوضاء عارمة اجتاحت الحي كله .
ـ خارت قوى الأم حين حاولت استجماعها فخرت جاثية على ركبتيها وغدا سيرها حبوا، وإذا بأيادٍ كثر تدفع الباب دفعا ليلج الأهل و المعارف والجيران صحن الدار بلا نظام .
ـ بعيون دامعة وقلب جريح تطلعت المسكينة إلى الوجوه المتجهمة العابسة فقرأت على صفحاتها أسوأ الأنباء .
ـ أربعة من الأهل يدخلون مهللين مكبرين وعلى أكتافهم جثمان الشهيد المخضب بالدم .
ـ انتفضت الأم كاللبؤة الجريحة وقفزت تجاه الجثة المسجاة على الأرض وكشفت وجه الصبي وطبعت على جبينه قبـــــــلة طويلة ، ولكن لا وجه للتشابه بين القبلتين فالوجه النابض بالحياة صباحا أمسى قطعة من الصقيع .
ـ أحضر رفقاء الشهيد بعضا من أغراضه فتحاملت والدته على نفسها و مدت يدا مرتجفة إلى محفظته ففتحتها ثم تنهدت وقالت بصوت متقطع مبحوح :{وآسفــــاه لقد حال الرصاص بين ياسر والزيتون } ، ثم هوت دون حراك .
ـ وفي المساء المشبع بالحزن ورذاذ المطر سار أهل غزة في موكب الجنازة لشخصـــــين .
تألـــــيف : مجــــبر بن عـــــلية
قصة قصيرة مذيلة بالشعر
الخمسة
استندت على الجدار وهي قابعة على ارضية الغرفة .هذا البرود الذي لامس ظهرها استشعرته في باطنها .ما مرده ؟!اهي انفاسها المبتورة المتوجسة ضيما من تاوهات الفاقة؟!
او هي برودة اواصلها المهتزة كحية تريد نفث سمها للخلاص من واقعها المزري؟! القت بنظرها بين اكداس الاثواب البالية الملقاة على طرف الحاشية المتآكلة التي تضتجعها .لمحت ثوبها الازرق المنمق بدائرات بيضاء، هي الاصفار في اعلانها لبدايات جديدةثورية،مشوبةبالفراغ
.الخواء المعتل داخلها ...دعيك من هذه التداعيات ،عليك باعداد حقيبة المغادرة .كان عليها لزام، ان تغادر عائلتها حلتلتحق بركب التعليم العالي في اعرق الجامعات واهمها شهائد.....طاف بها الحلم بين انبلاجات انوار تستحثها للتغيير ،تناهى الى مسامعها رياح تعاتي الابواب والنوافذ تدمر الصمت الملازم لها برصانة رتيبة جعلت الكل يسقط عليها اوامره:ادرسي،اياك وقصص الحب ،كرامتك والكلام المعسول،تأففي عن المغريات،و الاهواء ومراتع التيه ووو.....كابدت جماح امالها المزهوة وهي تتثاقل الخطى حافظة المتاع الهزيل لعدتها.تساعدت مع امها للملمة ما استطاعت حمله معها عله يحفظ ماء الوجه ...ابنتي تسلحي بشهادتك ،ما ابهاها لا تنزعيها من الاطار الذي اعد لتعليقها ،حتى تلحقيها بنظيراتها من حلل لا تثمن بمتاع الدنيا كله....نزعت الام سلسلة فضية من رقبتها والبستهالابنتها .هذه لك حبيبتي،قلادة الخمسة متجذرة
في نواميس مجتمعنا ،تحميك من الحسد ،رقم الخمسة
محمل بالرموز التي تقيك الفشل،العين الضارة ،هي اصابع سحرية تمثلك وتمثلني ،كل اصبع يحمل وصية مني لك:بالابهام عليك اتقاء الهيام ،بالسبابة كرري الاستغفار والشهادة،بالوسطى تجنبي مسامرات الفتن الكبرى،بالبنصر
اتبعي جليل الفكر اما الخنصر فعليك بالنجاح المثمر.....هات جبينك اقبله اماه وانا للخمسة وفية كثباتي على عهدتك.....ياه كم لاحقتها هذه العبر وهي تترنح بين ردهات النجاحات ،تمازج بين النهل من العلوم وكريم الخلق، تفننت
في القطع مع التعليقات الساخرة من مظهرها الذي لم يرق من اهتدت نفسه الامارة بالسوء الى اقامة الفوارق الواهية بين ثياب زيد ومظهر عمر.....تابطت كتبها وغيبت مفاتن الجمال التي اكتنفت تفاصيل جسدها،تروق لكل من يلحظها
هي ذات القد الممشوق،الخصر النحيف،بعيدة مهوى القرط،بشرة خمرية تقودنا الى جحافل قصر الحمراء في الاندلس،...شعرها الاسود يرسم جدائل انسابت على كتفيين مكتنزتين ......لم تلتفت لنداءات الاعجاب ،تتجنبها ،تهابها
بل تستنفرغزليات معشر الطلبة من الذكور .....الى ان التقت به....ويح قلبها توقف عن النبض،تهالك بوقع مجالسته لها في قاعة المحاضرات،ويح قلبي العليل به،ما سر هذا الخفقان السريع ،اذاب الثلج المرافق لجسدها الملبد بالفقر ،والشعور بالمهانة لا تكشفها بل تخفيها بين طيات النسيان المغالبة للتهاوي ،...تيمها حبه
عشقت لقياه،استنزف كل مراقي الحس البديع عندها،،حبه بعثر عقلها،ازدانت به غرفتها الصغيرة المؤجرة في هذه العمارة ،تفتحت مع هامته كل جنان التفوق ....ستتخرج السنة ....تحمل معها شهادتها،عريسا لها وخمستها ...ربما يستبدلها ذهبا خالصا لها او زمردا ،.ناهيك من الاحجار
الكريمة التي تسمع عنها ولا تفقه لها معدناولا لونا.....الم تمنحه اغلى ما تملك تنازلت عن كبريائها، اغواها حبه،
لم تعد تلمح لمخيالها وجودا ،اين انفة الخمسة بوصاياها الخمسة؟! اه تبددت مع اول لمسة اججت فيها نيران الشوق له.....يالهول المصاب اتعود ادراجها لموطنها حاملة الشهادة وجنينا،؟! اين انت يا خمستي السحرية؟!هل لك ان
تلقي تعاويذك عليه لتقربي تهربه ؟! ويح نفسي من مغبة
الفضيحة ،ما المصير المعدم الذي ينتظرني ؟! كتبت عن
نفسها ووصفت حالها بالتلميح دون التصريح لكبوتها وهي تقضم خمستها ،تغتسلها بدموعها علها ترجع لها قداسة نواميسها ووصايا امها .....دونت: انفلت الحبل من رقبة المعدم تهادى في الخواء نشيج للمحبط. اهي تباريح تهليل بغربة المقدم !؟ ام هي سكرات ا