قناة الإمام السيد الرواس قدس الله سره
3.39K subscribers
1.3K photos
62 videos
144 files
256 links
قناة خاصة بالإمام المجدد العارف بالله بهاء الدين السيد محمد مهدي الصيادي الرفاعي الحسيني قدس سره ونشر كتبه ونظمه ونثره .
الإهداء : 🌷 لروح العارف بالله الشيخ عبد الحكيم عبد الباسط قدس سره🌷
لملاحظاتكم واستفساراتكم المراسلة على
Refaie.Library@gmail.com
Download Telegram
تذييل للناظم على قصيدته السابقة:

السّيما طرز معنوي منشور على الهياكل الإنسانية، لكل عضو وجارحة من الأعضاء والجوارح نصيب منه، وأكثر الأعضاء والجوارح وأجزاء الوجود نصيباً منه الوجه، فالصّالحون يُعرَفون بالسِّيما، والمجرمون يُعرَفون بها، وبما أحكمَته يد القدرة بطراز السّيما من الأسرار الخَلقيّة يَعرِفُ القائفُ الحكيم شأنَ الرجل بمجرّد رؤيته له، وتَدَبَّر قول الله تعالى في أصحاب نبيه ﷺ : {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم} [الفتح: 29]، وفي المجرمين: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} [الرحمن: 41] ، وفي مقام الإطلاق المخصص: {تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ} [البقرة: 273]، وقول النبي ﷺ: «إن الله جميل يُحبُّ الجَمال» والجمال الذي يحبّه الله : هو الجمال المصفّى من شوائب الأخلاق، المنزّه عن كدورات النسج النوعي، سواء كان ذلك في الإنسان أو في غيره، كمائَيْنِ راق لونهما، وحَسُن منظرهما، غير أن الواحد عذب لذيذ سائغ للشاربين، والثّاني مُرٌّ ثقيل مُضِرّ، فالأحَبُّ إلى الله من المائين الماء النافع، المنزه في نسيج نوعه الخَلقي عن الكدورات، وحكمة خَلق النوعين إنما هي ليَميز الخبيث عن الطيب؛ (وبضدها
تتميز الاشياء
)، فالجمال المُطْلَق فيه سيما منسوجة عليه، يعرفُها العارفون، ويجهلها
الجاهلون، وقد يُبصَرُ في مشهد واحد البَرُّ والفاجر؛ لخفاء سِرّ النَّسج المطويّ في الرّجلين، ولكنَّ أهل الفراسة الذين ينظرون بنور الله يستكشفون ذلك السّرّ المطويّ، فلا تَكذِب فراستُهم، ولا تُخطئُ أفهامُهم، وقد ادّعى رجل أنه من قريش، فأمَرَه سيدنا عمر الفاروق الأعظم رضي الله عنه أن أقبِل فأقبَل، ثم قال له؛ أدبِر فأدبَر، فقال حضرة الفاروق أعزَّ الله مقامه: ليست هذه الأعطاف بأعطاف قريش، وظهر صدق مقاله رضي الله عنه، ومما يناسب هذا المقام قولُ القائل في الآل الكرام، على جدهم الأعظم وعليهم أزكى التحية والصلاة والسلام:

جعلوا لأبناء الرسول علامــــــةً
          إنّ العلامــــــــة شأنُ مَن لم يُشهَرِ
نورُ النّبوّة في وسيم وجوهِهم
          يُغني الشِريف عن الطِّراز الأخضرِ


وفي «قاموس العاشقين» للعلامة العاني - قدس الله روحه - بيتان لبعضهم، ينطبق
معناهما على هذا الأسلوب، وهما:

للأصلِ أخلاقُ الرّجال علائمٌ
               وعلى الوجوه وثائقُ الأنسابِ
في الخُلْقِ من أثر النّبيّ بقيّةٌ
             والخَلقُ يُظهِرُ غامض الأسبابِ


«روضة العرفان» ص (٦٣ - ٦٤)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لصيّاد الرّجال الأحمديّـــــــة
                    خذوا أبهى الثّنا منّي هديّة


                        (لازمة)

خذوا أبهى الثّنا منّي وسيروا
                  وإن شئتم رُبى متكين طيروا

فعزُّ الدِّيـــن فيها كم يُديـــــرُ
                  على النّدمان كاساتٍ هنيّـــــة!
                                          
                       ✿دور✿


على النّدمان صفّاها بكوبي
                       ودارت بين أرباب القلوبِ

بذوق محَّصَتهم عن ذنوبِ
                     وشمّوا بالتّقى عرفاً شجيّا

                       ✿دور✿

فشموا نفحة من خير داع
               هُداهم من هدى الغوث الرفاعي

فكم تخشاه مجموع الأفاعي!
               وتخشاه الظّبا والسمهريـــــــــة!

نظم الشيخ القارئ المنشد المداح السيد عثمان ملا الموصلي رحمه الله تعالى. وهو أحد خلفاء العارف بالله الإمام السيد محمد أبو الهدى الصيادي قدس سره.

والإنشاد بصوت سيد أحمد الموصلي رحمه الله تعالى وقد تم تسجيله سنة ١٩٢٣ م
.
والموشح من مقام البيات
في مدح ساكن متكين مولانا السيد عزالدين
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الموشح السابق بصوت المنشد المداح محمد يحيى الدرة جعله الله ووالديه ومحبيه لعين الحبيب قرة
التكية الصيادية في حلب
سلام الله على ساكنيها
من بركات أنفاس الإمام المربّي النّاصح العارف بالله السيد محمـــــــد أبو الهدى الصّيّـــــادي قدّس سرّه ناصحاً وموجّهاً:

بلى يَلزَمُ عليكَ أن تعمل بقوله عليه الصلاة والسلام: «احفظ الله يحفظك». وأن تُجرِّدَ كلّ شيء عنك، وأن تسلك طريق النّاجين، وأن تتأدّب بآداب العارفين، ( أولئك أهل الله والسادة الأولى)، وأن تأخذ عنهم قانون الأدب مع الله والخلق، وأن تغنم منهم نتيجة السلوك والخُلق، فإنهم والله أهل الهمم العلية، والآداب القدسية، والمدارك الناجحة، والتّجارة الرّابحة، عرَفوا حَدَّ البشرية، وما تجاوزوا مقام العبودية، ولا حجَبَتهُم الحجب المستعارة الفانية، عما وراءها من الشؤونات الصحيحة الباقية، فألجَموا الألسن عن الكلام بغير الحق، وصرعوا شوكة النّفوس أن تعلو على الخَلق، وأني تبرُّكاً بآثارهم، وتشبُّثاً بغبارهم، وتشبّهاً بأتباعهم (إن التشبه بالكرام فلاح)؛ أدُلُّك على الطّريقة التي تلحقكَ بأعتابهم، وتُقرِّبُكَ من أبوابهم، بقصيدة قصيرة، طويلة الذّيل عند أهل البصيرة، وهي:

عمّن تَشا استغنِ تكُن نظيرَهْ
                  واحتَج لمَن شئتَ تكُن أسيرَهْ
ولا ترى نفسك شيئاً إنّهـــــا
                  مهمــــــــا تعاظَمْتَ بها حقيرهْ
صغيرةٌ بل هي لا شيءٌ وكَم
                   صغيرةً تَجني وكَـــــم كبيرهْ!
فبِعظام نُخِرَت أقصابُهـــــــا
                  إنْ فخَرَت فاذكُـر لها الخميرهْ
بقيّــــــة من المَبال انتظمَت
                  ومِن مَبالٍ خرجَت فقيـــــــرهْ
يُذلُّها الجوعُ ويُضنيها العُري
                 ولـــــــم تــــزَل بينهمــا كسيرهْ
قليلــةُ العزم ضعيفٌ حزمُها
                 لكنّما عيوبُهــــــــــــا كثيــــــرهْ
بالمستعار لم تـــزَل مغرورةً
                جهــــلاً وهل تَعظُمُ مستعيره؟!
تَدَّخِــــرُ الفاني على رغمٍ لها
                والموتُ لم يُبقِ لها ذخيــــــــرهْ
وتجهَلُ الحـــــدَّ الذي حُدّ لها
                تفاخراً بالأهــــــــــــل والعشيره
و ما دَرَتْ أنَّ الفنـــــاءَ شاملٌ
               وكلُّ شخصٍ راكــــــــبٌ سريرهْ
وجَمعةُ النّاس إذا ما فُرِّقَت
                كُلاً ترى إلى الفنــــــــــا مَسِيرَهْ
حتّى إذا ما ساعة الموت أتَت
                عَزَّ رَجـــــــــــاهُ أن يَرى نصيرَهْ
فَقُلْ لِمَن أوهمَـــــهُ هيكلُـــــه
               وجَهِل المحضَـــــــر والحضيرهْ:
إنْ كنتَ مِن آل ملوك سلَفوا
               وعُظِّموا بدولــــــــــــــة شهيرهْ
فاذكُر بغير المستعار شرفاً
               واذكُــــــر لهم غير الزّوال سِيرَهْ
وبعدها إنْ عَدَلوا قد أفلَحوا
                أو عَدَلـــــــــوا كلٌّ يرى مصيرَهْ
وإنْ تكُن من آل قومٍ بالغنى
                علَت بهم مراتبٌ خطيـــــــــرهْ
فاذكُر لنا سوى التّراب حُجّةً
                حين تَوَسَّدوا ثرى الحفيـــــرهْ
وإنْ تكُن من آل ساداتٍ علَوا
                 بالدّينِ والمناقب الوفيـــــــرهْ
فاذكُر لنا سوى الذي نذكُرُه
                 مِن قصدِنا أهــــلٌ لهم سريرهْ
قد تركوا الأغيار تركَ همّةٍ
                 هذي البرايـــــا عندهم يسيرهْ
فوصلوا وأُلحِقــــوا بربّهم
                 ودخلوا حضرتَــــــــــه الكبيرهْ
ولو تَدَنّسوا بغيـــــرٍ رَدَّهُم
                 عن بابه المعمــور رهطَ الغِيرهْ
فإنْ عملتَ مثلَهم فُزتَ كما
                  فازوا وضاءت عينُك القريرهْ
وإنْ قَطعتَ (اعملي يا فاطمه)
                  حديثُهــــا يبدي لك الضّميرهْ
يا عاجـــــزاً بنفسه عن نفسه
                  وغائباً عن عينـــــــه الضّريره
لازم رحابَ القوم واكسَب خُلقَهُم
                 واعرِف حدود نفسكَ القصيره
فأنتَ لو صرتَ سليمانَ الورى
                  فالمنتهى لحفــــرةٍ صغيـــــرهْ
وإنْ بذلتَ الجُهد في ما تشتهي
                   ما تَمَّ قبل أن ترى تقديـــــرهْ
واعلم بأن ما قَضاه كائــــــنٌ
                   وإن رأى مدبِّـــــــــــرٌ تدبيرهْ
فنَم على حصيرة التّسليم إن
                  عَقِلتَ فهي نعمت الحصيـــرهْ
حقائــــــقٌ بيِّنـــــة لعاقــــــلٍ
                   واضحـــــةٌ لصاحبِ البصيرهْ

نظم العارف بالله الإمام المجدد السيد
محمد أبو الهدى الصيــــــادي الرفاعي
رضي الله عنه.

من كتابه «قلادة الجواهر» ص (٣- ٤)
جاء في كتاب (إحياء علوم الدين) (6/ 153) للإمام الغزالي رحمه الله تعالى ما نصه:

(استغنِ عَمَّنْ شَئتَ فأنت نظيره
واحتج إلى مَنْ شئتَ فأنتَ أسيرُه
وأحسن إلى مَنْ شئتَ .. فأنتَ أميره)
.
وقُلتُ أذكُرُ طريق إمامنا الغوث الأكبر، الرفاعي الجليل، دام مظهراً لعناية الحسيب الوكيل:

شيخي الرّفاعي طريقُه الأدَبُ
                إلى سوى الشّرعِ ليس يَنجذبُ
يقضى بما قد قضى النّبيّ به
                وعلَّمتنـــــــــــــا أسرارَه الكتبُ
لا الشّطحُ يلوي عِنانَ همّتــــه
                ولا الدّعاوي إليــــــــــه تقتربُ
مناقبٌ كالبدور زاهــــــــــــرةُ
                 وخارقــــاتٌ مِن دونها الشّهبُ
فما سوى الشّـــرع عنده أدبُ
                ولا سوى الحـــــقّ عنده سببُ
كم تَرجُف الأُسْدُ حول سُدَّتِه
                وهو بطيِّ الظّــــــــلام ينتحبُ!
وكم طوى نفسَه وذلّلَهــــــــا!
                والعُجمُ قد أعظمَتـــــهُ والعرَبُ
ومَدَّ طــــه يمينــــــــــه علناً
                له فحُطَّت عن قدرِهـــــا الرّتَبُ
حاكى التّرابَ الوضيعَ منكسراً
               ومنه للمصطفى عـــــــلا النّسبُ
وقام كالعبـــــــد في شمائلــــهِ
                والقــــــــومُ طرّاً عليه تَنحَسبُ
خِصالُ طــــــه قامت ببضعتهِ
                سبحانَه الخـــــــالقُ الذي يَهَبُ

نظم العارف بالله الإمام المجدد السيد محمد أبو الهدى الصيادي قدس سره.

ديوانه: «الدر المنتظم» ص (٢٥ - ٢٦)
وقُلتُ ملتجئاً لباب شيخنا أبي البهاء، وقُرّة أعين الأولياء :

لباب السّيّد المهديِّ شيخي
                   لجأتُ بِنَوحة الصّبِّ الكئيبِ
وأجرَيتُ المدامعَ مستجيراً
                    وأوقَرتُ النَّواحي بالنّحيبِ
وإنّي والزّمـــــان كما  يراني
                   غريبٌ لاذ بالغــــوث الغريبِ
شفاعــــــــة أولياء الله  حقٌّ
                  أتت بالنّصّ عن ذات الحبيبِ
وقد أيقنتُ أنَّ الخطبَ يُمحى
                  ويُخمَدُ ما ترفَّـــــعَ من لهيبِ
وتَبرُزُ  غــــــــارة الهادي عياناً
                   فتبــــــدو  للقريب وللغريبِ
ويُخزى مـــارِقٌ  ويُـــذَلُّ  باغٍ
                   ويأتي الله بالفـــرج القريبِ

نظم العارف بالله الإمام المجدد السيد محمد أبو الهدى الصيادي قدس سره.

ديوانه: «الدر المنتظم» ص (٢٥)
وقُلتُ مُشطّراً، ولسرِّ الحُبِّ مُسطراً :

قلبُ المحبِّ على المحبوب متعوبُ
             الحِبُّ يوسفُ والمولــــوهُ يعقوبُ
ضميرُه فيه جمـــــــــر النّار مُتَّقدٌ
             وعقلُــــــه للهوى والشّوق منهوبُ
وقائل قال لي: ما الحُب؟ قلتُ له:
            والصّبر وا لوعتي للوجـــد مغلوبُ
يا سائلي عن معاني الحب كن حذِراً!
            الحُــــــب عذبٌ ولكن فيه تعذيبُ

نظم العارف بالله الإمام المجدد السيد محمد أبو الهدى الصيادي قدس سره.

ديوانه: «الدر المنتظم» ص (٣٦)
وقُلتُ مشطراً قول بعض الفضلاء من أكابر العلماء :

توكّلْ على الرّحمن في الأمر كلِّهِ
               تَوَكُّلَ ذي عقلٍ نحا منهج الأدبْ
فلا تَقْعُدَنْ حِلْسَ البطالة غافلاً
       ولا ترغَبَنْ في العجز يوماً عن الطلبْ
ألم تر أن الله قــــــــال لمريم:
            كما القلمُ القُدسيُّ في لَوحِهِ كَتَبْ
مُذِ انفردَت لله في ظلِّ نخلةٍ:
           وهُزّي إليكِ الجِذعَ يَسّاقَطُ الرُّطبْ
ولو شاء أن تَجْنِيْهِ مِن غير هَزّها
             ومِن غير أعمالِ الوسائل والتَّعبْ
لَمالَ إليها الجِذعُ حتى بِحِجرِها
           جَنَتْــــــهُ ولكنْ كلُّ شيءٍ له سببْ

نظم العارف بالله الإمام المجدد السيد محمد أبو الهدى الصيادي قدس سره.

ديوانه «الدر المنتظم» ص (٤٢)
وقُلتُ أمدح حضرة الغوث الرفاعي الأكبر والأسد الغضنفر رضي الله عنه :

يا رِجالَ البِطـــــاحِ يا ساداتي
                مِن نَداكُم لَا تَقطَعُـــــوا عاداتي
أَنا عَبـــــــــدٌ لَكُم وأَنتُم لَعَمرِي
                كُلُّ عِزِّي  وسادتي وحُمــــــاتي
مَجدُكُم عَزَّ بِالإِمـــــامِ الرِّفَاعي
                عَلَمِ القَـــــــومِ صاحِبِ الغاراتِ
سَيدِ الأَولِياءِ غَوثِ البرايـــــــــا
              صَدرِ زُهرِ الرِّجالِ في الحَضَراتِ
هُوَ ذُخري ورُكنُ ظَهري وفَخري
               وإِمـــــامي ومَوئِلي في حَياتي
وعِمـــــادِي ومَلجَئي واستِنادي
                ووَلِيِّـــي بِاللهِ بعد مَمـــــــــاتي
رَقَصَت لِلفَخـــــارِ فِيهِ ابتِهاجاً
                 وسُمُوّاً مَعاطِفُ الكائِنــــــــاتِ
ذُو المعــــالي سُلطانُ كُلِّ وَلِيٍّ
                 في الدَّواوِينِ نافِـــــذُ الكَلِماتِ
أَنا لا بَأسَ إِن سَكِرتُ هُياماً
                 وطَرَقتُ النُّجـــــومَ بِالجَذَباتِ
مَلَأَت لي يَدُ العِنايةِ مِن خَمــ
                  ــرِ الرِّفَاعــــيِّ سَيِّدي كاساتي
عَصَروهُ مِن كَرمَةِ الغَيبِ لَا مِن
                  عِنَبٍ عَتَّقوهُ فِي الحانـــــــاتِ
كيف لا أَقرَعُ النُّجومَ افتِخاراً
                 وأُسَامي الكَواكِبَ الثَّابِتــاتِ؟!
وأَبي أَحمَـــــــــدٌ متى نَعَتوهُ
                  نَعَتـــــوهُ بِخــــــــارِقِ العاداتِ
لاثِمٌ راحـــــــــةَ النَّبِيِّ جِهاراً
                  بِأُلـــــوفٍ مِن خُلَّصِ السَّاداتِ
وغَدا شَيخُهُم بِحَلٍّ وعَقـــــدٍ
                  وفَتاهُم وكاشِفُ المُعضِـــلاتِ
كَم لَهُ فِي الأَنامِ مِن مَكرُماتٍ
                  واضِحــاتٍ تَحكي ومِن آَياتِ!
كَم لَهُ مِن خَوارِقٍ باهِــــــراتٍ
                  وخَوافي حَقائِـــــقٍ ظاهِراتِ!
عَلَمُ الشَّرقِ دَولَةُ الغَيبِ فِي الخَلــ
                  ــقِ رِفاعِيُّهَا الرَّفيـــعُ الصِّفاتِ
فيهِ للــــــــهِ سِرُّ سِرٍّ عَجيبٍ
                   فالكَرامـــاتُ مِنهُ كالمعجزاتِ
دائِماتٌ آَياتُـــــــــهُ والتَّجَلِّي
                   مُنطَوٍ في آَياتِــــــهِ الدَّائِماتِ
رضيَ اللهُ عَنهُ ما عَطَّرَ الكَو
                   نَ شَذاهُ وعَمَّ كُلَّ الجِهـــــاتِ
ولِأَبنائِــــــــهِ التَّحيَّاتُ تُهدى
                   ولِأَتباعِهِ أُولي النَّفَحـــــــــاتِ
وعلينا لا زالَ مِن سِرِّهِ الفَيــ
                   ــيَاضِ يَنهَلُّ وابِلُ البَرَكــــاتِ

من نظم العارف بالله الإمام المجدد السيد
محمــــد أبو الهدى الصيــــــادي الرفاعي الحسيني الخالدي رضي الله عنه.

من ديوانه «الدر المنتظم» ص (٥١ - ٥٢).
#ابتهال_هدائي

وقلتُ مستغيثا بالله، ولا إله إلا الله:

أشكو الى الله العظيم ومَن تكُن
                   شكواهُ لله العظيم يُغـــــــاثُ
فعساهُ يُحسِنُ بالعنايـــــةِ رحمةً
                   وبفضلِه قد تُجمَـــع الأشعاثُ
الجسم منّي عاجــــــزٌ عن حملِه
                   والفِكـــــرُ نحو مأملي حَثَّاثُ
وتزورني الأيّـــــــــام وهي كأنّها
                   والهــــــفَ قلبي كلُّها أضغاثُ
يا ربِِّ بالمختـــــــــارِ فرِّج كُربَتي
                   يا واحداً للمستغيث غِيــــاثُ

ابتهال من نظم العارف بالله الإمام المجدد
السيد محمد أبو الهدى الصيـادي الرفاعي الحسيني قدس الله سره.

ديوانه «الدر المنتظم» ص (٦٣)
#ابتهال_هدائي

وقُلتُ مستغيثاً بالله والاستناد إلى الله:

يا ربٍّ قد ضقتُ ذرعاً يا مغيث أغِث
            فذا نهاري غدا مما اكتسبتُ دجى
أسرِع بتفريج كربي محسناً وأعِن
            يا من بطرفة عينٍ يخلُق الفرجـــا

ابتهال من نظم العارف بالله الإمام المجدد
السيد محمد أبو الهدى الصيـادي الرفاعي الحسيني قدس الله سره.

ديوانه «الدر المنتظم» ص (٦٣)
وقُلتُ أمدح جدَّنا من جهة الأمومة، البطل الشديد سيف الله سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه :

هَزَزتُ لِهَمِّي والزَّمَانِ المُعَانِدِ
            شَمَائِلَ سَيفِ اللهِ ذِي البَأسِ خَالِدِ
أَمِيرُ بَنِي مَخزُومَ ذُو المَظهَرِ الَّذِي
                 حَبَاهُ مُفِيضُ البِرِّ خَرقَ العَوَائِدِ
سَلِيلُ الصَّنَادِيدِ الأُلَى آَلِ غَالِبٍ
               جُدُودِ رَسُولِ اللهِ أَهلِ المَشَاهِدِ
أَخُو الهِمَّةِ العَليَاءِ والعَزمِ والحِجَى
               أَبُو الفَتكِ بِالأَعدَاءِ يَومَ الشَّدَائِدِ
فَكَم جَالَ فِي المَيدَانِ والحَربِ فَاتِحٌ!
                 فَثَارَ  بِعَجٍّ  فِي  العَرِيكَةِ  عَاقِدِ
وذَلَّلَ   شُجعَاناً   وأَردَى   كَتَائِباً
                  وأَورَدَ أَهلَ الغَيِّ شِينَ المَوَارِدِ
فَسَل مُؤتَةً والنَّارُ تَلفَحُ كَم بَرَى
                بِصَمصَامِهِ فِيهَا رِقَابَ جَوَاحِدِ!
وسَل عَن شُؤُونَاتِ الحُصُونِ ومَا جَرَى
                بِهَا مِنهُ فِي أَرجَاءِ تِلكَ المَعَاهِدِ
وكَيفَ بِأَهلِ الرِّدَّةِ اشتَعَلَ الرَّدَى
                بِأَشطَبِهِ القَاضِي عَلَى كُلِّ مَارِدِ
مُسَيلَمَةُ الكَذَّابُ والقَومُ حَولَهُ
                 دَعَاهُم حَيَارَى بَينَ بَالٍ وشَارِدِ
وفِي فَتحِ قُطرِ الشَّامِ كَم سَدَّ ثَغرَةً
           بِهَا الدِّينُ أَضحَى كَاسِياً بِالمَحَامِدِ!
وفِي فَتحِ قِنِّسرِينَ أَبدَى عَجَائِباً
                يَلِينُ لَهَا صُمُّ الصُّخُورِ الجَلَامِدِ
وفِي وَقعَةِ اليَرمُوكِ كَرَّ بِصَولَةٍ
            تُفِيدُ احتِقَارَ المَوتِ مِن طَورِ خَالِدِ
وأَعرَقَ فِي فَتحِ العِرَاقِ خُيُولَهُ
                   فَلَم تُبقِ لِلأَعدَاءِ عَزمَ مُطَارِدِ
وفُرسَانُهُ فِي الفُرسِ أَبقَت مَآَثِراً
                   تَعَالَت عَلَى كِيوَانِهِم وعُطَارِدِ
وأَصبَحَ كِسرَاهُم كَسِيراً بِسَيفِهِ
                وفِي جَمرِهِ اللَّهَّابِ خِزيَةُ خَامِدِ
وكَم  مِن  أَيَادٍ  لَا  تُعَدُّ  أَفَاضَهَا!
           فَشَادَت بِقَاعَ الكُفرِ بِيضَ المَسَاجِدِ
وقَد شَرِبَ السُّمَّ النَّقِيعَ مُبَسمِلاً
                   فَكَانَ كَمَاءٍ طَيِّبِ الطَّعمِ بَارِدِ
أَقَامَ  لِدِينِ  اللهِ  عِزّاً  مُؤَبَّداً
                  فَلَم يَستَطِع إِنكَارَهُ كُلُّ حَاسِدِ
وقَد جَاءَ نِعمَ العَبدُ بِالنَّصِّ خَالِدٌ
                 فَيَا حُسنَهَا مِن نِعمَةٍ عِندَ نَاقِدِ
وأَصلَتَهُ  الجَبَّارُ  سَيفاً  مُهَنَّداً
              عَلَى كُلِّ عِلجٍ سَيِّءِ القَلبِ فَاسِدِ
وأَعظَمَهُ الصِّدِّيقُ فِي كُلِّ مَحفَلٍ
                     وكَانَ لَهُ عَن رَأفَةٍ مِثلَ وَالِدِ
ووَقَّرَهُ الفَارُوقُ وهوَ ابنُ خَالِهِ
                   وقَامَ عَلَى إِجلَالِهِ خَيرُ شَاهِدِ
وضَجَّت بِلَادُ المُسلِمِينَ لِمَوتِهِ
                 بِكُلِّ فِجَاجِ الأَرضِ ضَجَّةَ فَاقِدِ
وقَد كَانَ لِلإِسلَامِ حِصناً ومَوئِلاً
                      وعَضباً بِهِ إِرغَامُ كُلِّ مُعَانِدِ
لَهُ غُرَرٌ فِي جَبهَةِ الدِّينِ لَم تَزَل
                   تُنَوِّهُ عَن ذَاكَ الأَمِيرِ المُجَاهِدِ
أَضَاءَ بِحِمصٍ كَوكَباً لَاحُ نُورُهُ
          وسَحَّ بِغَيثٍ مِن حِمَى القُدسِ وَافِدِ
فَنَوَّرَ   أَلبَاباً   وطَيَّبَ   أَنفُساً
         وأَجرَى النَّدَى الطَّامِي عَلَى كُلِّ وَارِدِ
مَنَاقِبُ لَاحَت كَالنُّجُومِ ورِفعَةٌ
               تَسَامَت فَمَا أَبقَت مَجَالاً لِصَاعِدِ
أَلَا يَا ابنَ عَمِّ الهَاشِمِيِّ وسَيفَهُ
                وفَرعَ قُريَشَ الطَّيِّبِينَ الأَمَاجِدِ
هَزَزتُكَ  يَا  سَيفَ  النَّبِيِّ  ورَبِّهِ
                 لِتَفرِيجِ كَربِي بَل لِنَيلِ مَقَاصِدِ
فَلِي نَسَبٌ يُنمَى إِلَيكَ عَلَت بِهِ
                  جُدُودٌ لَعَمرِي نُظِّمُوا كَالفَرَاقِدِ
فَخُذ بِيَدِي يَا مَاضِيَ العَزمِ وانتَهِض
           لِنَصرِي وكُن فِي الحَادِثَاتِ مُسَاعِدِ
فَإِنَّكَ سَيفِي فِي المُهِمَّاتِ إِن طَغَت
           وعَزمِي وزِندِي إِذ أَصُولُ وسَاعِدَي
وهَاكَ نِظَاماً قَالَ تَالِيهِ: إِنَّهُ
                 { قِلَادَةُ دُرٍّ فِي فَضَائِلِ خَالِدِ }

من نظم العارف بالله الإمام المجدد السيد
محمد أبو الهدى الصيــــــادي الرفاعي رضي الله عنه.

من ديوانه «الدر المنتظم» ص/ ٨٥ ،٨٧ /
🔆 صفاء الصدر(١) 🔆

ومنها ما نُقِلَ عنِ الشَّيخِ جـمـالِ الدِّينِ أبـي مـحمَّدٍ خطيبِ أونيَّةَ أنَّه قال: حَضَرْتُ في بعضِ الأَيَّامِ في أُمِّ عَبِيدَةَ وبَقِيتُ عندَ السَّيِّد أحـمد الرِّفاعيِّ أَرْشُفُ كاساتِ وِصَالِهِ وأَجْتَنِي ثَمَرَ إِقْبَالِهِ، وأُمَتِّعُ ناظِري بجميْلِ حَالِهِ، وأَغْتَنِمُ منه ما يُغْتَنَمُ، وأَشْفِي بمفاكَهَتِهِ أَلِيمَ السَّقَمِ.
فَلَمَّـا كانَ في بعضِ الأَيَّامِ قالَ لي:

 
أي جـمـال الدِّينِ! هاتِ الإِبْرِيقَ وتَعالَ وَرَائِي. 
فَأَخَذْتُ الإِبريقَ ومشيْتُ خَلْفهُ، ولَـمْ يَكُنْ معنا غَيْرُ الله تعالـى فَوَصَلْنا بعضَ البَساتِينَ فَأَخْرَجْنا حَدِيثَ الصَّفا وأَهْلِهِ، وأَخَذْنَا نَتَحَدَّثُ بِهِ فَقُلْتُ له: أي سَيِّدي! إنَّ الطَّيرَ يَنْفِرُ مِنْ بني آدَمَ ويَسْتَوْحِشُ منهم ويَأْوِي إلى الوُحوشِ والأنعامِ، فقالَ: 
أي خَطيب جـمـال الدِّين! أَمَا عَلِمْتَ لـمـاذا يَنْفِرُ الطَّيرُ من بني آدَمَ؟
فقلت: لا، فقال: لِأَجْلِ خُبْثِ صُدُورِهِم وَوُجُودِ الغَدْرِ فِيْهِم.
فَقُلْتُ له: أَيْ سيِّدي! متى يَأْنَسُ الطَّيرُ؟
قالَ: إذا صَفَا الصَّدْرُ أَنِسَ الطَّيرُ. 
قال: فَفَتَّشْتُ قلبي فَلَمْ أَرَ فيه غِلًّا ولا حِقْدًا، فقلتُ لَهُ: أي سيِّدي! فَقَدْ صَفَا الصَّدْرُ، ولَـمْ يَأْنَسِ الطَّيرُ، فقالَ: 
أي جمال الدِّين! لَوْ صَفَا الصَّدْرُ لَأَنِسَ الطَّيرُ. 
فقلتُ: أي سيِّدي! صفا الصَّدْرُ، فقالَ: 
أي جـمـال! لو صَفَا الصَّدْرُ لَأَنِسَ الطَّيرُ. 
فَكَرَّرْتُ القَوْلَ عليهِ مرارًا، وهُوَ يقولُ مثلَ ذَلِكَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قُلتُ: أي سيِّدي! فَمَـا عَلامَةُ صَفَاءِ الصَّدرِ؟ فقالَ: 
أي جـمـال! عَلامَةُ الصَّفَاءِ؛ أنْ لا يَبْقَى فِيكَ بَقِيَّةٌ مِنَ الـخُبْثِ، ولا مِنَ الغِلِّ، ولا يَبْقَى لِنَفْسِكَ شَيءٌ، وتُصَفِّ سِرَّكَ لِعَدُوِّكَ وصَدِيْقِكَ ولِسَائِرِ الـخَلْقِ، وتُسَلِّمُ أُمُورَكَ إلى الله، ولا يَبْقَى عِنْدَكَ وَاسِطَةٌ مِنَ الـخَلْقِ، ولا تَرَى النَّفْعَ والضُّرَّ إِلَّا مِنَ الله تَعالَى، وتَصِيْرُ الـخَلْقُ كُلُّهُم عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ، حتَّى لو أنَّكَ كُنْتَ مارًّا في طَرِيقٍ فَجَاءَكَ سَهْمٌ مِنْ خَلْفِكَ فَمَزَّقَ صَدْرَكَ فلا تَلْتَفِتُ تُبْصِرُ مَنْ  خَلْفَكَ، ولا إلى مَنْ وَرَاكَ، ولا يَتَغَيَّرُ ما عندك، ولا يَتَكَدَّرُ خاطِرَكَ، ولا يَـخْطُرُ لكَ شَيْءٌ سِوَى الله تَعَالَى، فإذا فَعَلْتَ ذَلكَ صَفَا صَدْرُكَ، وأَنِسَ فِيكَ الطَّيرُ، وسَعِدَ فيكَ الغَيرُ، وثَبَتَ فِيكَ الـخَيرُ. 
قال: وكانَ هناكَ شَجَرَةٌ عليها حَـمَـامَةٌ فَفَتَحَ السَّيِّدُ كُمَّهُ وأَشَارَ نَحْوَ الـحَمَـامَةِ فَطَارَتْ وأَتَتْ إليه ودَخَلَتْ كُمَّهُ سَاعَةً وهُوَ يُـحَدِّثُنِي، ثمَّ قالَ: 
أي جمال! افْتَحْ كُمَّكَ. 
فَفَتَحْتُ كُمِّي فَنَاوَلَنِي الـحَمَـامَةَ، وقالَ ضُمَّ عليها، فَضَمَمْتُ كُمِّي عليها، وكانَتْ قَدْ بَاضَتْ في كُمِّهِ، فَأَعْطَانِـي البَيْضَةَ فَتَرَكتُهَا تَـحْتَهَا في كُمِّي فَرَفَضَتْهَا وجَعَلَتْ تَـجُولُ في كُمِّي تَطْلُبُ الـخُرُوجَ، فقالَ لي السَّيِّد أحـمدُ الرِّفاعيُّ رضي الله عنه: 
أي جمال! افْتَحْ كُمَّكَ. 
فَفَتَحْتُ كُمِّي فَطَارَتِ الـحَمَـامَةُ كأَنَّـها في حَبْسٍ ونَفَرَتْ نُفُورًا عظيمًـا، وقَعَدَتْ على الشَّجَرَةِ، فقالَ: 
أي جمال! لَوْ صَفَا صَدْرُكَ ما نَفَرَتِ الـحَمَـامَةُ منكَ. 
ثم قالَ لي: اصْعَدْ هذِِهِ الشَّجَرَةَ واعْمَلْ لـها عُشًّا واتْرُكْ هذِهِ البَيْضَةَ فيه حتَّى لا يُطَالِبُنا اللهُ تعالى بـها يَوْمَ القِيَامَةِ. 
فَصَعَدْتُ الشَّجَرَةَ وعَمِلْتُ لـها عُشًّا كمـا أَمَرَنِي السَّيِّد أحـمدُ الرِّفاعيُّ رضي الله عنه فَجَاءَتِ الـحَمَـامَةُ وقَعَدَتْ على البَيْضَةِ، ثُمَّ قالَ لي:

أي جـمـال! إذا صَفَا الصَّدْرُ أَمِنَ مِنَ الـهَجْرِ وحَصَلَ الأَجْرُ أَنِسَتِ الوُحُوشُ والـهَوامُ والطَّيرُ، وتَزَايَدَتِ الـخَيراتُ وتَضَاعَفَتِ البَركاتُ؛ لأنَّ الصَفَا مِنْ علامَةِ الرِّضَا مِنْ إله السَّمـاءِ. 
وإذا تَكَدَّرَ الصَّدْرُ وقَسَا القَلْبُ، وعَجَزَتْ عَنْ بُرْءِ دَائِهِ الأَطِبَّاءُ، وخَرِبَ وأَظْلَمَ واسْوَدَّ وأُقْتِمَ(٢)،  لَـمْ تَنْفَعْهُ الـمَوْعِظَةُ، وصارَ مَأَوَى الشَّياطِينَ. 

حاشية:

(١) «الوحيد في سلوك أهل التوحيد» صـ385-386ـ، و«أم البراهين» لوحة 79/أ، 80/أ، و«جلاء الصدى» لوحة 52/ب، 54/أ، نقلًا عن «أم البراهين».
(٢) القُتْمة: سَوَادٌ لَيْسَ بِشَدِيدٍ. «لسان العرب» مادة: (قتم).

منقول بحروفه من كتاب:
(الجامع المنير لماورد على لسان الغوث الرفاعي الكبير ) ص/٥٦٧/ جمع وتحقيق فضيلة الشيخ أحمد رمزه جحا أدام الله عليه أنظار أهل الوحا.
وقُلتُ أمدح حضرة سيدنا تاج العارفين الإمام الجنيد بن محمد البغدادي رضي الله عنه :

بابُ الوصول لفيض طه الهادي
                  بابُ الجنيد العارف  البغدادي
شيخ الطريقة والحقيقة والهدى
                  وإمـــــــامُ سادةِ قادة الأسيادِ
بحرٌ تَمَوَّج بالمعـــــــارف وارتقى
                  متن الفخــــار بهمــــة وسدادِ
وعلا بطَــــورٍ أحمـــــديٍّ مَدَّ في
                  نهــج السلوك مسالك الإسعادِ
عَلِقَت بِذَيل طريقه أهل النُّهى
                 مِن خُلَّصِ الأبدال والأفــــــرادِ
وتمسّكوا بشريف مذهبه فهم
                أتباعـــــه في منهـــــج الإرشادِ
فتَح الكنوزَ المغلقاتِ عن المعا
               ني الغامضات  وحَــــلَّ للأرصادِ
وأتى بأحكـــام الطريق مؤيِّداً
               شرع الرسول بصحــــة الإسنادِ
وأقام جدران الحقيقة في الورى
               بِيَدِ الكمـــــــال لِحاضـــــرٍ ولِبادِ
سلطانُ عِرفـــــانٍ يُلاذُ بِظلّـــــــهِ
               في حالــــة الإصدار والايـــــرادِ
وإمامُ برهان يُصال بسيفِه الــــــ
               ـقُدسيِّ عند هجـــــوم كلِّ مُعادِ
طارت مآثرُه وسيرة فضلِـــــه الــ
               ـفيّاض في الأغوار والأنجــــــادِ
لا زال مشهدُه الكريمُ معطَّـــــــراً
                ونداهُ هطّـــالاً على القُصّـــــــادِ

نظم العارف بالله الإمام المجدد السيد محمد أبو الهدى الصيــــــادي الرفاعي الحسيني رضي الله عنه.

من ديوانه:
«الدر المنتظم» ص (١٠٠ - ١٠١).
ضريح العارف بالله مولانا الإمام الجنيد قدس الله سره شيخ الطائفة وأحد رجال السلسلة الرفاعية المباركة. وقد دفن بمحاذاة أقدام خاله العارف بالله مولانا السري السقطي قدس الله سره
ضريح الإمام الجنيد رضي الله عنه
روي عن مولانا أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه؛ أنه كان يقول للفقراء: أكثروا مِن قول:

((بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ، بِسْمِ ٱللَّهِ وَبِٱللَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِ، ٱكْتَفَيْتُ بِٱللَّهِ، وَٱعْتَصَمْتُ بِٱللَّهِ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى ٱللَّهِ، إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌۭ بِٱلْعِبَادِ، لَآ إِلَـٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ))،

ويذكر لها ثواباً عظيماً وأجراً جزيلاً ويقول: ((مَن قالها وواظب عليها نَجَا مِن كل هَم وغَم وسقم وألمٍ، وفَرَّج الله تعالى عنه كل كرب ونصره على عدوه))."

🔺️ مخطوط [إرشاد السلوك: 125]
وقُلتُ بطارق غرام، ووارد هيام:

خليليَّ ما ليَ لا أرى القلبَ مَوضِعَهْ
                وشَتَّ فهل رأيٌ أُفيدُ لِأَجمَعَهْ؟!
بِحقِّكُما رفقاً بمضنىً مُوَلَّهٍ
                    كثيرِ هُيامٍ لم يكن قلبُه مَعَهْ
يحِنُّ لِأرجاءِ الحبيبِ تَلَهُّفاً
                وخُضرِ رُبوعٍ بالمحاسنِ مُربِعَهْ
فللهِ كم أهدى رُباها أنينَهُ
              وأجرى لها من لُبِّ عَينَيْهِ أدمُعَهْ!
سقى العارضُ الهَتَّانُ منها حدائقاً
             أزاهِرُهــــــا بالدُّرِّ تزهــــــو مُقَنَّعَهْ
حدائقُ، هذي الروحُ تَفتَرُّ حولَها
            فترتاحُ في تلك الرياضِ المُرَصَّعَهْ
حبيباه بالوُدِّ القديمِ ترحُّمـــــاً
           أغثني بصوتِ القربِ منك لِأَسمَعَهْ
فلي مقلـــةٌ للبعدِ قَرَّحَها البُكا
              وقلبٌ كئيبٌ صادِعُ البَيْنِ أَوجَعَهْ
يذوبُ إلى لقياكَ قلبيَ لوعـــةً
             فرِفقــــــــاً بأجزاءِ الفؤادِ المُوَلَّعَهْ
وتأخذُني مني إليك بَواعــثٌ
               أرى مهجتي منها لِدارِكَ مُزمِعَهْ
أحاوِلُهُ أنْ لا تروحَ تقولُ لي:
             إذا الرّيمُ لم أَشهَدْهُ أَشهَدُ مَربَعَهْ
لقد غِبتَ يا نورَ العيونِ تَحَجُّباً
          متى فجرُكَ الوَضَّاحُ أُبصِرُ مَطلَعَهْ؟!
وتُجلى لِعَيني بعدَ أن أنت تنجلي
            بِمَطلَعِكَ العالي معاني أربَعَـــــــــهْ
بهاءٌ ولُطفٌ والجمالُ الذي على
            حواشِيهِ سُمْرٌ بِالجلالِ مُشَرَّعَـــــهْ
فأَنظُرُ منك العينَ بالعينِ والهوى
      يُحِلُّك في روحي على الرُّحبِ والدَّعَهْ

نظم العارف بالله الإمام المجدد السيد محمد أبو الهدى الصيــــــادي الرفاعي الحسيني الخالدي رضي الله عنه.

من ديوانه :
«الدر المنتظم» ص (١٥٤ - ١٥٥)