‏عندما دُفن ﷺ جاءت فاطمة رضي الله عنها وقالت:
‏"أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه النبي! يا أبتاه، أجاب ربي دعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه"

‏وعاشت بعده ستة أشهر فقط، الامام الذهبي علق وقال عاشت ستة أشهر وهي تذوب! تأملوها تذوب من فرط الشوق!

‏- ﷺ

‏لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يُبيّن عظيم منزلة قيام الليل وأنهُ مفتاح كُلَّ خير للعبد، أول ما أمر بهِ نبيه ﷺ بقوله تعالى :
‏{يا أيُّهَا المُزّمل * قُمِ الليل إلَّا قليلا}

‏وهذا يدل على أن قيام الليل فيه أمور عظيمة تكون سببًا في سعادة العبد في دنياه وآخرته!

‏هي غراس الجنّة
‏وتمحو الخطايا
‏وتُعادل إنفاق الذهب والفضّة
‏وهي أحب الكلام إلى الله
‏وأحب إلى النبي ﷺ مما طلعت عليه الشمس
‏وهي الباقيات الصالحات والحسنات الماحيات

‏« سُبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر».

*
من عاشَ مع القُرآن في لياليه الكثيرة، وصاحبه في أوقاته مُصاحبة العزيز لعزيزَه؛ حُقّ لهُ أن يسعد ويطمئن، ففي الحَديث: إنّ لله أهلين، أهل القرآن أهلُ الله وخاصّته"، وأهلُ الله لا خوف عليهم ولا هُم يحزنون، وإن اعتراهم شيئًا من الأكدار، ففي الآيات غياثًا وعوضًا وسلوى عن كلّ فائت!

‏إياك أن تعجب بنفسك، فلا تعلم النهايات، والنهايات أعظم وأعز وأهم من البدايات، فلا تحتقر أحدا أقل منك في دين أو دنيا !
‏واحذر الغرور والعجب، فأقسم بالله مُلئت يقينا أن لولا ستر الله وحفظه وولايته لما قام إنسان يصلي ولا سعى إنسان في خير ولا حسن إسلام امرئ قط ولا بلغَ في دين ولا دنيا.

*
من رُزق الاشتغال بالقُرآن؛ فقد رُزق حب من تكلّم به ولا بدّ، فإنّ في الآيات ما يبعث على الوجد من تعظيم الخالق ومن محبّته والشّوق للقائه ما يُغنيه عن غيره، لو لم يكن من الاشتغال بالقرآن إلا تحقيق المحبّة، وترسيخ ثوابت الإيمان والمعرفة؛ لكفى به من ثمرة ومن فوز ديني ودنيوي يجد أثره!

‏كم مرّة تزيّنَت لك المعصية فصرفَك عنها رجاء أن تكون ممّن ﴿خافَ مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى﴾
‏كم مرّة تيسّرت لك ذنوبُ الخلوة، وانعدم الرّقيبُ من البشر، فيصدّك عنها استحضارك﴿بأن الله يرى﴾ !
‏كم مرّة كانتِ الجنّتين العاليتين تحقّر بعينك كل لذة عابرة﴿ولمن خاف مقام ربه جنّتان﴾

*
كان رسول الله ﷺ حلو المنطق وقورًا،
‏فإذا صمت علاهُ الوقار،
‏وإذا تكلم عَلاهُ البهاء،
‏وكان دائم البِشر،
‏سهل الخُلُق،
‏وكان أكثر الناسِ تبسُّمًا
‏وأبعدَهُم غضبًا
‏وأسرَعهُم رضًا
‏اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد
‏وعلى آله وصحبه أجمعين

‏جاهد قدر المُستطاع أن تَستَفتح وِردك القُرآنِي مع بداية كُل صبَاح ضع فِي حُسبانِك أن الوِرد القُرآني كلّما تأخرت عنه كلّما ثَقُل علَيك واستَصعبته فيَكون عُرضةً للإهمَال، وكلّما أتيت بهِ مُبكرًا سَهُل علَيك وهان واستلذّيت به ورُزقت به البَركة وانشِراح الصَدر .

‏هل جربت شعور أن تُدمن الصلاة على النّبي لتجد أن حاجاتك تُقضى قبل أن تسأل الله إياها !
‏
‏يكفيك رحمات الله التي تتنزل عليك بصلاته -جلّ وعلا- عليك عشرًا كلما صليت على النبي ﷺ صلاةً واحدة 🌿

‏فتش في كتب التاريخ واقرأ ماشئت عن كتب العظماء، لن تجد جملة أشد حزنًا واعظمها وقعًا على القلوب من جملة نبينا ﷺ في خطبة الوداع حين جمع اصحابه واستمع إليه الانس والجن ومن في السماوات وقال لهم "لعلي لا ألقَاكم بعد عامِي هذا" حتى أن بعضهم كذب اذنه ولم يستوعبوا ماذا سمعوا.

‏- ﷺ

‏الواجب على العاقل أخذ العدّة لرحيله؛ فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه ولا يدري متى يُستدعى
‏وإنّي رأيت خلقًا كثيرًا غرّهم الشّباب، ونسوا فقد الأقران، وألهاهم طول الأمل.
‏فالعاقل من أعطى كلّ لحظة حقّها من الواجب عليه، فإن أتاه الموت، رُئي مستعدًّا، وإن نال الأمل، ازداد خيرًا.

أسهل طريقة لحفظ القرآن بشكل صحيح وقوي وثابت