قناة أحمد عبد المنعم
117K subscribers
338 photos
78 videos
56 files
397 links
خزانة شخصية أجمعها لوقت الحاجة
Download Telegram
قالَ الحَراليُّ:

وأظْهَرَ فِيهِ وجْهَ القَصْدِ في الصَّوْمِ وحِكْمَتَهُ الغَيْبِيَّةَ، فَقالَ: ﴿الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ القُرْآنُ﴾ فَأشْعَرَ أنَّ في الصَّوْمِ حُسْنَ تَلَقٍّ لِمَعْناهُ ويُسْرًا لِتِلاوَتِهِ، ولِذَلِكَ جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ صَوْمِ النَّهارِ وتَهَجُّدِ اللَّيْلِ.
﴿رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ﴾

ولَمّا عُلِمَ بِذَلِكَ أنَّ الرّاسِخِينَ أيْقَنُوا أنَّهُ مِن عِنْدِ الله المُسْتَلْزِمِ لِأنَّهُ لا عِوَجَ فِيهِ= أخْبَرَ أنَّهم أقْبَلُوا عَلى التَّضَرُّعِ إلَيْهِ في أنْ يُثَبِّتَهم بَعْدَ هِدايَتِهِ، ثُمَّ أنْ يَرْحَمَهم بِبَيانِ ما أشْكَلَ عَلَيْهِمْ، بِقَوْلِهِ حاكِيًا عَنْهم وهو في الحَقِيقَةِ تَلْقِينٌ مِنهُ لَهم لُطْفًا بِهِمْ، مُقَدِّمًا ما يَنْبَغِي تَقْدِيمُهُ مِنَ السُّؤالِ في تَطْهِيرِ القَلْبِ عَمّا لا يَنْبَغِي عَلى طَلَبِ تَنْوِيرِهِ بِما يَنْبَغِي؛ لِأنَّ إزالَةَ المانِعِ قَبْلَ إيجادِ المُقْتَضِي عَيْنُ الحِكْمَةِ.

تفسير البقاعي
هذا تتبّع لموارد لفظة السعي في القرآن، ومعرفة الفرق بين سعي أهل الإيمان وسعي أهل الظلم والفجور.

https://youtu.be/_vlR0GFhFYc?si=1FjZucAnXStjOo6R
وفِي صَحِيحِ البُخارِيِّ: أنَّ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ لِي النَّبِيءُ ﷺ «اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ، قُلْتُ: أقْرَأُهُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قالَ: إنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيْرِي. فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّساءِ، حَتّى بَلَغْتُ ﴿فَكَيْفَ إذا جِئْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنا بِكَ عَلى هَؤُلاءِ شَهِيدًا﴾، قالَ: أمْسِكْ. فَإذا عَيْناهُ تَذْرِفانِ».

لا فِعْلَ أجْمَعُ دَلالَةً عَلى مَجْمُوعِ الشُّعُورِ عِنْدَ هَذِهِ الحالَةِ مِن بُكاءِ رَسُولِ الله ﷺ؛ فَإنَّهُ دَلالَةٌ عَلى شُعُورٍ مُجْتَمِعٍ فِيهِ دَلائِلُ عَظِيمَةٌ: وهي المَسَرَّةُ بِتَشْرِيفِ الله إيّاهُ في ذَلِكَ المَشْهَدِ العَظِيمِ، وتَصْدِيقِ المُؤْمِنِينَ إيّاهُ في التَّبْلِيغِ، ورُؤْيَةِ الخَيْراتِ الَّتِي أُنْجِزَتْ لَهم بِواسِطَتِهِ، والأسَفِ عَلى ما لَحِقَ بَقِيَّةَ أُمَّتِهِ مِنَ العَذابِ عَلى تَكْذِيبِهِ، ومُشاهَدَةِ نَدَمِهِمْ عَلى مَعْصِيَتِهِ، والبُكاءُ تُرْجُمانُ رَحْمَةٍ ومَسَرَّةٍ وأسَفٍ وبَهْجَة
.

ابن عاشور
وجُمْلَةُ ﴿ومَن يَكْفُرْ بِالإيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الجُمَلِ. والمَقْصُودُ التَّنْبِيهُ عَلى أنَّ إباحَةَ تَزَوُّجِ نِساءِ أهْلِ الكِتابِ لا يَقْتَضِي تَزْكِيَةً لِحالِهِمْ، ولَكِنَّ ذَلِكَ تَيْسِيرٌ عَلى المُسْلِمِينَ. وقَدْ ذُكِرَ في سَبَبِ نُزُولِها أنَّ نِساءَ أهْلِ الكِتابِ قُلْنَ لَوْلا أنَّ اللَّهَ رَضِيَ دِينَنا لَمْ يُبِحْ لَكم نِكاحَنا.

ابن عاشور
إليك وإلا لا تُشَــدّ الركائبُ
ومنك وإلا لا تُنال الرغائبُ
وفيك وإلا فالمُؤمّـل خـائبُ
وعنك وإلا فالمُحدّث كاذبُ
وفيك وإلا فالرجاء مُضيّع
سناك وإلا فالبدور غَياهبُ
لديك وإلا لا قرار يطيب لي
عليك وإلا لا تسيل السَّواكبُ
(وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ) أَيْ خَيْرُ مَنْ يَبْقَى بَعْدَ كُلِّ مَنْ يَمُوتُ، وَإِنَّمَا قَالَ "وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ" لما تقدم من قوله: ﴿يَرِثُنِي﴾ أَيْ أَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تُضَيِّعُ دِينَكَ.

(القرطبي)
﴿وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ عَطْفٌ عَلى " يُجاهِدُونَ "، بِمَعْنى: أنَّهم جامِعُونَ بَيْنَ المُجاهَدَةِ في سَبِيلِ اللَّهِ وبَيْنَ التَّصَلُّبِ في الدِّينِ.

وفِيهِ تَعْرِيضٌ بِالمُنافِقِينَ، فَإنَّهم كانُوا إذا خَرَجُوا في جَيْشِ المُسْلِمِينَ خافُوا أوْلِياءَهُمُ اليَهُودَ، فَلا يَكادُونَ يَعْمَلُونَ شَيْئًا يَلْحَقُهم فِيهِ لَوْمٌ مِن جِهَتِهِمْ
.

(أبو السعود)
(يُجاهِدُونَ في سَبِيلِ الله وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)

وهكذا يكثر لومُ الناس لكل مُجاهد.

فكلُّ تضحية في سبيل الله تستتبع لومًا من الناس في الدنيا، وغبطةً وتعجبا من الثواب في الآخرة، فمن انشغل بدنيا الناس= تأثر بلومهم، ومن انشغل بما عند الله= قال: ياليت قومي يعلمون.
﴿وهو القاهر فوق عباده﴾ أي: هو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره.
(ابن كثير)
......

﴿وهو القاهر﴾ أي: الذي يعمل مراده كله ويمنع غيره مراده إن شاء.
(البقاعي)
......

(وهو القاهر) وقد أفاد تعريف الجزءين= القصر، أي لا قاهر إلا هو، لأن قهر الله تعالى هو القهر الحقيقي الذي لا يجد المقهور منه ملاذا، لأنه قهر بأسباب لا يستطيع أحد خلق ما يدافعها.
ومما يُشاهد منها دوما النوم وكذلك الموت، سبحان من قهر العباد بالموت.
(ابن عاشور)
تبيّن لنا سورةُ الأنعام حرصَ المسلمين على هداية الكفار، وإصرارَ الكفار على طلب آية حسية بالرغم من وضوح الآيات الكونية والشرعية ولكنهم يصدفون عنها ويعرضون ويجحدون.
فأخبرنا الله أن الذين يسمعون ويعقلون هم الذين يستجيبون، وأما هؤلاء الموتى فلن تنفعهم الآيات ولو نزل إليهم قرطاس فلمسوه بأيديهم وكلّمهم الموتى وعاينوا الملائكة.

ثم تخبرنا سورة الأعراف عن الذين رأوا الآيات وظهرت لهم واضحة بيّنة، ثم أعرضوا عنها وانسلخوا منها، مثل إبليس وبني إسرائيل وذلك العالم الذي آتاه الله آياته.

نعوذ بالله من تقليب القلب، ونعوذ به من الزيغ والضلال بعد الهدى، ونعوذ به من الحور بعد الكور.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتّباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وقَوْلُهُ تَعالى ﴿وَإنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إعْراضُهُمْ﴾ ؛ اَلْآيَةَ؛

آيَةٌ فِيها إلْزامُ الحُجَّةِ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وتَقْسِيمُ الأحْوالِ عَلَيْهِ؛ حَتّى يَتَبَيَّنَ أنْ لا وجْهَ إلّا الصَبْرُ، والمُضِيُّ لِأمْرِ اللهِ تَعالى.

والمَعْنى: "إنْ كُنْتَ تُعْظِمُ تَكْذِيبَهم وكُفْرَهم عَلى نَفْسِكَ، وتَلْتَزِمُ الحُزْنَ عَلَيْهِ، فَإنْ كُنْتَ تَقْدِرُ عَلى دُخُولِ سَرْبٍ في أعْماقِ الأرْضِ، أو عَلى ارْتِقاءِ سُلَّمٍ في السَماءِ؛ فَدُونَكَ وشَأْنَكَ بِهِ"، أيْ: "إنَّكَ لا تَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ مِن هَذا، ولا بُدَّ لَكَ مِنَ التِزامِ الصَبْرِ، واحْتِمالِ المَشَقَّةِ، ومُعارَضَتِهِمْ بِالآياتِ الَّتِي نَصَبَها اللهُ تَعالى لِلنّاظِرِينَ المُتَأمِّلِينَ؛ إذْ هو - لا إلَهَ إلّا هو- لَمْ يُرِدْ أنْ يَجْمَعَهم عَلى الهُدى، وإنَّما أرادَ أنْ يَنْصُبَ مِنَ الآياتِ ما يَهْتَدِي بِالنَظَرِ فِيهِ قَوْمٌ ويَضِلُّ آخَرُونَ؛ إذْ خَلَقَهم عَلى الفِطْرَةِ وهَدى السَبِيلَ، وسَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، ولَهُ ذَلِكَ كُلُّهُ بِحَقِّ مِلْكِهِ تَعالى، فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الجاهِلِينَ في أنْ تَأْسَفَ وتَحْزَنَ عَلى أمْرٍ أرادَهُ اللهُ تَعالى وأمْضاهُ وعَلِمَ المَصْلَحَةَ فِيهِ"


ابن عطية
المعنى القرآني
﴿ولا تَلبِسوا الحقَّ بالباطل وأنتم تعلمون﴾
قال قتادة: لا تَلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام، ﴿وأنتم تعلمون﴾ أنّ دين الله: الإسلام، وأنّ اليهودية والنصرانية: بِدْعَة ليست من الله.
(وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: ذرْ هؤلاء الذين اتخذوا دين الله وطاعتهم إياه لعبًا ولهوًا، فجعلوا حظوظهم من طاعتهم إياه اللعب بآياته، واللهوَ والاستهزاء بها إذا سمعوها وتليت عليهم، فأعرض عنهم، فإني لهم بالمرصاد، وإني لهم من وراء الانتقام منهم والعقوبة لهم على ما يفعلون، وعلى اغترارهم بزينة الحياة الدنيا، ونسيانهم المعادَ إلى الله تعالى ذكره والمصيرَ إليه بعد الممات.
(الطبري)
......

واعلم أنه تعالى أمر الرسول بأن يترك من كان موصوفا بصفتين:

الصفة الأولى: أن يكون من صفتهم أنهم اتخذوا دينهم لعبا ولهوا، وفي تفسيره وجوه:

الأول: المراد أنهم اتخذوا دينهم الذي كلفوه ودعوا إليه وهو دين الإسلام لعبا ولهوا حيث سخروا به واستهزءوا به.

الثاني: اتخذوا ما هو لعب ولهو من عبادة الأصنام وغيرها دينا لهم.

الثالث: أن الكفار كانوا يحكمون في دين الله بمجرد التشهي والتمني، مثل تحريم السوائب والبحائر، وما كانوا يحتاطون في أمر الدين البتة، ويكتفون فيه بمجرد التقليد فعبر الله تعالى عنهم بأنهم اتخذوا دينهم لعبا ولهوا.

والرابع: قال ابن عباس: جعل الله لكل قوم عيدا يعظمونه ويصلون فيه ويعمرونه بذكر الله تعالى. ثم إن الناس أكثرهم من المشركين، وأهل الكتاب اتخذوا عيدهم لهوا ولعبا غير المسلمين فإنهم اتخذوا عيدهم كما شرعه الله تعالى.

والخامس: وهو الأقرب، أن المحقق في الدين هو الذي ينصر الدين لأجل أنه قام الدليل على أنه حق وصدق وصواب. فأما الذين ينصرونه ليتوسلوا به إلى أخذ المناصب والرياسة وغلبة الخصم وجمع الأموال فهم نصروا الدين للدنيا، وقد حكم الله على الدنيا في سائر الآيات بأنها لعب ولهو. فالمراد من قوله: ﴿وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا﴾ هو الإشارة إلى من يتوسل بدينه إلى دنياه.

الصفة الثانية: قوله تعالى: ﴿وغرتهم الحياة الدنيا﴾ وهذا يؤكد الوجه الخامس الذي ذكرناه كأنه تعالى يقول: إنما اتخذوا دينهم لعبا ولهوا لأجل أنهم غرتهم الحياة الدنيا. فلأجل استيلاء حب الدنيا على قلوبهم أعرضوا عن حقيقة الدين واقتصروا على تزيين الظواهر ليتوسلوا بها إلى حطام الدنيا.
(الرازي)
(وَلَكِنَّ الله يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ...)

والاجتباء كالاصطفاء، وأصله الجمع، فكأن من اجتباه الله ضمَّه إلى نَفْسِه حتى يكون له بأجمعه، بخلاف من قال فيه: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ)

وإلى ذلك الإِشارة بقوله: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي)

(الراغب الأصفهاني)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قالَ: جاءَهُ رَجُلٌ، فَقالَ: إنّا نَجِدُ فِي بَعْضِ الكُتُبِ أنَّ لِله عِبادًا ألْسِنَتُهُمْ أحْلى مِنَ العَسَلِ، وقُلُوبُهُمْ أمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، يَلْبَسُونَ لِلنّاسِ مُسُوكَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ، ويَخْتِلُونَ* الدُّنْيا بِالدِّينِ، قالَ الله: عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ وبِي يَغْتَرُّونَ؟ بِعِزَّتِي، لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الحَلِيمَ حَيْرانَ،

فَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: هَذا فِي كِتابِ اللَّهِ ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَياةِ الدُّنْيا ويُشْهِدُ الله عَلى ما فِي قَلْبِهِ وهُوَ ألَدُّ الخِصامِ﴾ [البقرة ٢٠٤]

فَقالَ الرَّجُلُ: قَدْ عَلِمْنا فِيمَن أُنْزِلَتْ. فَقالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: «إنَّ الأمْرَ يَنْزِلُ فِي الرَّجُلِ، ثُمَّ يَكُونُ عامًّا»

(التفسير من سنن سعيد بن منصور، وذكره الطبري في تفسير الآية)

قال المحقق:
*الخَتْلُ هو الخِداع، يقال: خَتَله يَخْتله: إذا خدعه وراوَغَه، وخَتَل الذئبُ الصَّيْدَ: إذا تَخَفّى له. والمعنى هنا: أن تُطْلبَ الدنيا بعمل الآخرة.